الهاربون من علي عليه السلام

   

صفحة : 101-102   

الهاربون من علي عليه السلام :

وقد هرب ضرار بن الخطاب الفهري ، وهبيرة بن وهب  من وجه علي «عليه السلام»، وقالوا: إن الزبير قد ضرب هبيرة آنئذٍ حتى فلق هامته.

ونقول:

نحن نشك في صحة ذلك، استناداً إلى ما يلي:

1 ـ لو كان الزبير قد ضرب هبيرة بالسيف حتى فلق هامته، فاللازم أن يكون قد قُتل، مع أن الجميع متفقون على أنه لم يقتل آنئذٍ.

2 ـ ذكرت بعض النصوص: أن علياً «عليه السلام» لحق هبيرة فأعجزه، وضرب قربوس سرجه، فسقطت درع كانت عليه، وفر عكرمة  ، وهرب ضرار ([1]).

3 ـ ويفصل ذلك نص آخر، فيقول: ثم حمل ضرار بن الخطاب وهبيرة على علي، فأقبل علي عليهما. فأما ضرار فولى هارباً ولم يثبت، وأما هبيرة فثبت أولاً، ثم ألقى درعه وهرب. وكان فارس قريش وشاعرها([2]).

وسئل ضرار عن سبب فراره، فقال: خيل إلي أن الموت يريني صورته([3]).

4 ـ ومما يدل على بقاء هبيرة حياً.. أنه اعتذر عن فراره من وجه علي «عليه السلام»، فقال:

لـعـمـرك مــا ولـيت ظهراً محمداً                وأصـحـابـه جبنـاً ولا خيفة القتلِ

ولـكـنـني قـلبت أمـري فلم أجد          لسيفي غـنـاءً إن وقـفـت ولا نبلي

الــخ.. الأبيات..

ويؤيد قولهم بأن الفرسان قد هاجموا علياً بعد قتله عمرواً ، قوله «عليه السلام»:

أعــلي تـقـتـحم الفوارس هكـذا         عنـي وعـنـهـم أخـروا أصحـابي

ولعل مواجهة هبيرة لعلي «عليه السلام» ولو للحظات جعلته يستحق وسام فارس قريش وشاعرها([4]).

عن علي «عليه السلام» أنه قال:

وكـانـوا على الإسـلام إلـبـاً ثـلاثة      فـقـد خـر من تـلـك الثلاثة واحدُ

وفـر أبــو عـمـرو هبـيرة لـم يعد                ولكن أخو الحــرب المجرب عائد

نهـتـهم سيـوف الهند أن يـقفوا لنا     غـداة الـتـقـيـنـا والرمـاح مصائد

فإن كان الزبير قد ضرب هبيرة ـ ونحن لا نرى صحة ذلك ـ فلعلها كانت ضربة خفيفة جرحته في رأسه، ولم تعقه عن ممارسة الحرب، والطعن والضرب..

بل نستطيع أن نؤكد على أن علياً «عليه السلام» كان في الميدان وحده، أما سائر المسلمين فلم يضربوا بسيف، ولا طعنوا برمح أصلاً..


 

([1]) راجع: الإرشاد للمفيد ص60 و (ط دار المفيد ) ج1 ص102 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبـة الحيدريـة) ج2 ص326 والمستجـاد من كتـاب الإرشـاد =  = (المجموعة) ص72 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص204 وبحار الأنوار ج20 ص256 وج41 ص90 وأعيان الشيعة ج1 ص264 و 396 والدر النظيم ص164 وراجع: إعلام الورى ص195 وتاريخ الخميس ج1 ص487 و 488 عن روضة الأحباب.

([2]) راجع: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص7 والسيرة الحلبية ج2 ص321 و (ط دار المعرفة) ج2 ص644 وأعيان الشيعة ج1 ص396.

([3]) تاريخ الخميس ج1 ص487.

([4]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص288 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج4 ص1963 وأسد الغابة ج5 ص624 والعثمانية للجاحظ ص336 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج3 ص741 وعيون الأثر ج1 ص378 وج2 ص47 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص127.

 
   
 
 

موقع الميزان