صفحة : 208-209   

حفيد إبليس :

وزعموا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان على جبل من جبال تهامة ، فجاءه حفيد إبليس ، واسمه هامة بن الهيم، بن لاقيس بن إبليس، الذي ادعى أنه تاب على يد نوح ..

وذكر أنه عاتبه على دعوته على قومه حتى بكى، وعاتب هوداً على دعوته على قومه حتى بكى، وعاتب صالحاً على دعوته على قومه حتى بكى.. وزار يعقوب ، وكان مع يوسف ..

ولقي إلياس ، ولا زال يلقاه، وكان مع إبراهيم حين ألقي في النار، ولقي موسى ، وعيسى الذي حمَّله السلام لمحمد.

فقال «صلى الله عليه وآله»: وعلى عيسى السلام.

فعلمه النبي «صلى الله عليه وآله» سورة المرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين، وطلب منه «صلى الله عليه وآله» أن لا يدع زيارته([1]).

ونقول:

إننا لا نشك في أن هذه الرواية موضوعة:

أولاً: لما تضمنته من الإساءة إلى ساحة قدس الأنبياء ، ونسبة الجهل أو الظلم، والخطأ إليهم..

ثانياً: إنها تنسب التعسف والظلم للساحة الإلهية أيضاً، لأنه تعالى كان يستجيب لدعوات أنبيائه، ويهلك الناس، وهم لا يستحقون ذلك.

ثالثاً: إن حفيد إبليس عندما يكون أتقى وأورع، أو أعقل وأحكم من الأنبياء ، فالنبوة تصبح به أليق، وعنهم أبعد..

رابعاً: زعمت رواية حفيد إبليس : أنه كان مع هود في مسجده مع من آمن من قومه([2]) مع أن القرآن يصرح بأن قوم هود هلكوا على بكرة أبيهم، ولم ينج منهم إلا هود وأهله إلا امرأته..


 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص438 و 439 عن ابن الجوزي في الموضوعات واللآلي المصنوعة، والنكت البديعات، وعن عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، والعقيلي في الضعفاء، وابن مردويه في التفسير، وأبي نعيم في حلية الأولياء والدلائل، والبيهقي في الدلائل، والمستغفري في الصحابة، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، والفاكهي في كتاب مكة، وبحار الأنوار ج60 ص303 و 83 ـ 84 وج38 ص54 ـ 57 وج27 ص14 ـ 17 وج18 ص84 وبصائر الدرجات ص27. وراجع: مستدرك الوسائل ج2 ص513 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص31 وج14 ص330 وج15 ص613 وكنز العمال ج6 ص164 ولسان الميزان ج1 ص356 والشفا لعياض ج1 ص362 والضعفاء للعقيلي ج1 ص98 وج4 ص96 وإكمال الكمال ج7 ص330 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص207 و 208 وميزان الإعتدال ج1 ص186 والإصابة ج6 ص407.

([2]) بحار الأنوار ج27 ص16 وبصائر الدرجات ص118 ومدينة المعاجز ج1 ص128 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص330 وكنز العمال ج6 ص165 وضعفاء العقيلي ج1 ص99 وطبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص267 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص207 وميزان الإعتدال ج1 ص187 ولسان الميزان ج1 ص356 والبداية والنهاية ج5 ص113 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص186.

 
   
 
 

موقع الميزان