وقد أضافت النصوص المروية في كتب الشيعة
:
أنه لما طلب
من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يعلمه شيئاً من القرآن قال «صلى الله
عليه وآله» لعلي «عليه السلام» علِّمه.
فقال هام:
يا محمد، إنا لا نطيع إلا نبياً أو وصي نبي، فمن هذا؟!
قال:
هذا أخي،
ووصيي، ووزيري، ووارثي علي بن أبي طالب.
قال:
نعم، نجد اسمه
في الكتب إليَّا، فعلمه أمير المؤمنين.
فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين
«عليه السلام»([1]).
ونقول:
أولاً:
هناك زيادة
طويلة ذكرتها الرواية الواردة في روضة الكافي، وفيها ما يناقض هذا الذي
ذكر آنفاً، فقد صرحت: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» سأل حفيد إبليس
، إن
كان يعرف وصيه؟!
فقال:
إذا نظر إليه
يعرفه بصفته واسمه الذي قرأه في الكتب.
فقال له:
انظر، فنظر في
الحاضرين، فلم يجده فيهم.
وبعد حديث
طويل سأله فيه النبي «صلى الله عليه وآله» عن أوصياء الأنبياء
«عليهم
السلام»، وأجابه، ووصف له علياً «عليه السلام»، جاء علي «عليه السلام»،
فعرفه بمجرد أن وقع نظره عليه.
ثم تذكر
الرواية:
أن الهام بن
الهيم بن لاقيس قتل بصفين
([2]).
ثانياً:
إن نفس اعتراض
هذا الجني على رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين طلب من علي «عليه
السلام» أن يعلمه شيئاً من القرآن يدل على خلل أساسي في إيمانه، لأن
الإيمان برسول الله «صلى الله عليه وآله» معناه الطاعة له، والإستسلام
لأوامره ونواهيه، ومن يرفض ذلك لا يكون كذلك.
ثالثاً:
ما الذي جعل
لهذا الجني الحق في أن لا يطيع ما عـدا الأنبيـاء
وأوصيائهم، حتى حين يأمره الأنبياء
والأوصياء
بتلك الطاعة؟!
وما الذي يميزه عن غيره من بني جنسه في ذلك لو كان الأمر خاصاً به؟!
أليس ذلك
يعدُّ معصية للنبي «صلى الله عليه وآله» نفسه؟! وألا يعتبر ذلك من
التناقض غير المقبول ولا المعقول، إلا من الحمقى، الذين لا
يقدِّرون الأمور كما ينبغي؟!
رابعاً:
بل إن الجني ادعى: أن الجن جميعاً لا يطيعون غير الأنبياء وأوصسائهم،
حيث قال: «إنَّا لا نطيع».
خامساً:
يضاف إلى ذلك:
أن الأمر قد صدر لعلي «عليه السلام» من رسول الله «صلى الله عليه وآله»
بحضور ذلك الجني، ولم يكن الأمر من غير النبي «صلى الله عليه وآله»،
وعلي «عليه السلام» إنما يريد أن يجري أمر الرسول، فما معنى اعتراض ذلك
الجني على ذلك الأمر؟!
([1])
تفسير القمي ج1 ص375 والتفسير الصافي ج3 ص107 وبحار الأنوار
ج60 ص84 وج27 ص14 و 16 وج18 ص84 عن تفسير القمي، ونور الثقلين
ج3 ص8.
([2])
بحـار الأنـوار ج38 ص54 ـ 57 وج27 ص15 ـ 17 وأشـار في هـامشـه
إلـى: = = الروضة ص41 و 42 وبصائر الدرجات ص27 و الروضة في
فضائل أمير المؤمنين (بتحقيق علي الشكرچي) ص223. وراجع: مدينة
المعاجز ج1 ص136.
|