صفحة : 244   

لعلها قضية مستعارة:

ولنا أن نحتمل: أن تكون أجزاء هامة من هذه القضية قد استعيرت من قصة أخرى.. بهدف إثارة الشبهات والتساؤلات حول أقدس شخصية بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

والقصة هي: أن تميم بن جراشة قدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في وفد ثقيف ، فأسلموا، وسألوه أن يكتب لهم كتاباً فيه شروط، فقال: اكتبوا ما بدا لكم، ثم إيتوني به.

فأتوا علياً «عليه السلام» ليكتب لهم.

قال تميم: «فسألناه في كتابه: أن يحلّ لنا الربا والزنى. فأبى علي «عليه السلام» أ ن يكتب لنا.

فسألناه خالد بن سعيد بن العاص .

فقال له علي: تدري ما تكتب؟!

قال: أكتب ما قالوا، ورسول الله أولى بأمره.

فذهبنا بالكتاب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال للقارئ: اقرأ.. فلما انتهى إلى الربا قال: ضع يدي عليها في الكتاب.

فوضع يده، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ﴾ الآية([1]).. ثم محاها.

وألقيت علينا السكينة، فما راجعناه.

فلما بلغ الزنى وضع يده عليها، وقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ الآية([2])، ثم محاه. وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا»([3]).

 

([1]) الآية 278 من سورة البقرة.

([2]) الآية 32 من سورة الإسراء.

([3]) أسد الغابة ج1 ص216 وقال: أخرجه أبو موسى، ومكاتيب الرسول ج3 ص72.

 
   
 
 

موقع الميزان