وقد زعمت الرواية المتقدمة:
أن الراية المسماة بالعقاب هي من مرط لعائشة
، وكانت سوداء..
ونقول:
أولاً:
لماذا اختار النبي «صلى الله عليه وآله» مرط عائشة ليتخذ
منه راية حربه؟!. هل لأنه لم يجد في المدينة ما يجعله راية سوى ذلك
المرط؟! وهو الثوب الذي يؤتزر به!!
ثانياً:
تقدم: أن الشيخ المفيد «رحمه الله» قال: إن الراية كانت قد عقدت،
وأعطيت لعلي «عليه السلام» في غزوة ودان، وهي إنما كانت في صفر، وهو
الشهر الثاني عشر بعد الهجرة النبوية الشريفة، أو نحو ذلك.. ويشك في أن
تكون عائشة
في بيت النبي «صلى الله عليه وآله» آنئذٍ، لأنها إنما
دخلت بيت النبي «صلى الله عليه وآله» إما بعد الهجرة بثمانية أشهر، كما
قيل، أو دخلته بعدها بثمانية أو بتسعة أشهر، كما عن ابن شهاب الزهري
([1]).
وقال ابن الأثير
:
بنى بها في المدينة سنة اثنتين([2]).
فإذا كان وجود عائشة في بيت النبي «صلى الله عليه وآله»
مشكوكاً فيه، فلا يصح إطلاق القول بأن مرط عائشة قد جعل راية للنبي
«صلى الله عليه وآله»، لأن ذلك يصبح موضع شك وريب كبير أيضاً.
ثالثاً:
سيأتي في فتح خيبر الحديث الذي يقول: إن أبا بكر ـ كما يروي بريدة
ـ أخذ راية رسول الله
«صلى الله عليه وآله»، وكانت بيضاء، ثم نهض إلخ..([3]).
([1])
الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج4 ص356 ـ 357 وراجع: الإصابة ج4
ص359 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص231 وتاريخ الخميس ج1 ص357
وراجع ص358 عن المواهب اللدنية، وتاريخ اليافعي، والوفاء لابن
الجوزي. وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص58 و 217 والثقات
لابن حبان ج1 ص144 والمستدرك للحاكم ج4 ص4 والمنتخب من ذيل
المذيل للطبري ص93 وعيون الأثر ج2 ص382 والسيرة الحلبية (ط دار
المعرفة) ج3 ص402 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث
العربي) ج3 ص283 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص332.
([2])
أسد الغابة ج1 ص33 وراجع: تاريخ الخميس ج1 ص357 وتاريخ مدينة
دمشق ج3 ص199.
([3])
الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 والإرشاد
للمفيد = = (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص121 وراجع: شرح الأخبار
للقاضي النعمان ج1 ص147 والعمدة لابن البطريق ص150 عن تفسير
الثعالبي، والطرائف لابن طاووس ص58 وإحقاق الحق ج5 ص373 ومسند
أحمد ج5 ص358 والمناقب للخوارزمي (ط النجف) ص103 وفي (طبعة
أخرى) ص167 وبحار الأنوار ج21 ص3 وج39 ص10 ومناقب أهل البيت
للشـيرواني
ص139 والمستدرك للحاكم ج3 ص37 وعن فتح الباري ج10 ص129 ومجمع
البيان ج9 ص201 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص156 وتفسير
الميزان ج18 ص295 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص300 وعن البداية
والنهاية ج4 ص213 ونهج الإيمان لابن جبر ص322 والسيرة النبوية
لابن كثير ج3 ص354 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124.
|