وزعمت بعض
الروايات:
أنه بعد فتح حصن ناعم
دفع
النبي «صلى الله عليه وآله» اللواء للحباب بن المنذر
، وندب
الناس لمهاجمة حصن الصعب بن معاذ
، وكان
حصناً منيعاً، فما رجعوا حتى فتحه الله عليهم، وذكروا تفاصيل عما فعله
الحباب في
فتحه لهذا الحصن.
وقد ناقشنا أقاويلهم هذه في كتابنا الصحيح من سيرة
النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»([1])
، فلا حاجة إلى ذلك هنا.. فراجع..
غير أننا نريد أن نشير هنا
إلى أن الظاهر: أن المقصود باللواء الذي أعطاه للحباب هو لواء الجيش
كله، مع أننا قلنا أكثر من مرة: إن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يعط
لواءه لأحد غير علي «عليه السلام» في أي من حروبه إلا في أربعة مواضع
هي:
1 ـ
غزوة تبوك
.
2 ـ
غزوة خيبر
، حين أعطى
الراية لأبي بكر
، فرجع
منهزماً.
3 ـ
غزوة خيبر أيضاً، حين أعطى الراية لعمر، فرجع هو الآخر منهزماً.
4 ـ
قريظة
، حين أرسل
كبار أصحابه، فخرج إليهم بنو قريظة من
حصنهم، فعادوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» مهزومين..
أما في غزوة ذات السلاسل
، فيبدو أنه
«صلى الله عليه وآله» لم يجرد جيشاً بنفسه، بل أرسل سرية، وأمر عليها
تارة هذا وتارة ذاك، من دون أن يخرج هو من المدينة
..
وإنما فعل «صلى الله عليه وآله» ذلك في قريظة وخيبر
،
لِأَلَّا يقول قائل: لو كنا مكان علي «عليه السلام» لفعلنا مثل فعله،
ولحِكَمِ أخرى لا مجال للبحث فيها هنا..
ونحن لا
نستطيع أن نتجاهل النص المتواتر الذي يقول:
إن علياً «عليه السلام» كان صاحب لواء (أو راية) رسول الله «صلى الله
عليه وآله» في بدر
وفي كل
مشهد. وكان «صلى الله عليه وآله» يؤمره على الناس، ولم يؤمر عليه أحداً
قط([2])،
وهذا ما كتبه المأمون
للعباسيين
في رسالة منه لهم([3]).
وعلى هذا، فإنه إن كان حاضراً
ومشاركاً في فتح الحصون، فهو يعني: أنه كان أمير الجيش في جميعها..
([1])
الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج17 فصل:
«فتح سائر حصون النطاة والشق».
([2])
مناقب آل أبي طالب ج3 ص351 وبحار الأنوار ج37 ص335 وج47 ص127
وراجع: شرح الأخبار ج1 ص320 ودلائل الإمامة ص261 ونوادر
المعجزات ص144 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص96 وأبو هريرة
للسيد شرف الدين ص123 و 135 ونهج الإيمان ص467.
([3])
الطرائف لابن طاووس ص131 ـ 135 (ط الفارسية) عن كتاب نديم
الفريد، لابن مسكويه صاحب كتاب: حوادث الإسلام، و(ط مطبعة
الخيام) ص277 وبحار الأنوار ج49 ص209 وينابيع المودة ج3 ص375
وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص121 والغدير ج1 ص212 ومواقف الشيعة
ج1 ص315 وقاموس الرجال ج12 ص151 والإمام علي «عليه السلام» في
آراء الخلفاء ص180 وغاية المرام ج2 ص53 وراجع كتابنا: الحياة
السياسية للإمام الرضا ص457 فما بعدها.
|