النبي صلى الله عليه وآله يصنع المعجزة

   

صفحة : 330   

النبي صلى الله عليه وآله يصنع المعجزة:

وشفاء عيني علي «عليه السلام» وإن كان معجزة صنعها رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهم، ولكنها لم تكن المعجزة التي يتوقف عليها إقناع الناس بالنبوة؛ لأن معجزة النبوة هي القرآن الكريم.

وقد كان الناس مقتنعين بنبوته «صلى الله عليه وآله»، بالاستناد إليها، أو إلى غيرها من موجبات ذلك..

كما أن هذا الشفاء لم يأت قبل مباشرة النبي «صلى الله عليه وآله» لأفعال يراها الناس، ويرون آثارها.. أي أن الشفاء لم يحصل ابتداءً من الله تعالى، ليظهر سبحانه فضل النبي «صلى الله عليه وآله»، أو علي «عليه السلام»؛ بل هو أمر تعمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه أن يفعل بعض المقدمات له. وقد اختاره، وقصد إلى إيجاده بعد أن لم يكن، مما يعني:

أنه «صلى الله عليه وآله» عارف به، ومختار له، وواثق بالنتيجة قبل حصولها.. وعارف بأنه يملك القدرة على فعله، من خلال ما خوله الله تعالى إياه..

وهذا يشير إلى: أنه «صلى الله عليه وآله» يملك قدرات تمكِّنه من التأثير التكويني في أمور واقعية ومادية، خارجية، من دون استخدام الوسائل المعتادة، بل من خلال هذه القدرات الغيبية التي يملكها، وأن القضية ليست مجرد دعاء، قد استجابه الله تعالى له.

وهذا يفسر ما روي، من أنه «صلى الله عليه وآله» قد تفل في عيني علي «عليه السلام»، وبزق في إلية يده، فدلك بها عينيه، أو نحو ذلك.

فتلخص: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكتف بالدعاء والطلب إلى الله تعالى أن يشفيه، بل قرن ذلك بممارسة عملية تؤكد: أنه يريد أن ينجز عملاً يقع تحت قدرته وباختياره.

 
   
 
 

موقع الميزان