صفحة : 38   

الإختصام في سلب مرحب:

ثم إن الحديث عن اختصام علي «عليه السلام» ومحمد بن مسلمة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» في سلب مرحب، مكذوب أيضاً، بدليل:

أنهم رووا: أن علياً «عليه السلام» لم يقدم على سلب عمرو بن عبد ود، وهوأنفس سلب! وحين طالبه عمر بن الخطاب بذلك قال: «كرهت أن أبز السبيَّ ثيابه»([1]).

قال المعتزلي: فكأن حبيباً (يعني أبا تمام الطائي) عناه بقوله:

إن الأسـود أسـود الغـاب همتهـا        يوم الكريهة في المسلوب لا السلب([2])

كما أنه «عليه السلام» قال لعمرو بن عبد ود حين طلب منه أن لا يسلبه حلته: هي أهون علي من ذلك([3]).

فمن كان كذلك: فهو لا يجاحش على السلب، ولا ينازع فيه أحداً، فضلاً عن أن يرفع الأمر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليفصل فيه.


 

([1]) شرح النهج للمعتزلي ج14 ص237 وأعيان الشيعة ج1 ص255.

([2]) شرح النهج للمعتزلي ج14 ص237 وأعيان الشيعة ج1 ص255.

([3]) كنز الفوائد للكراجكي ص137 وبحار الأنوار ج20 ص216 و 263 وشجرة طوبى ج2 ص290 وأعيان الشيعة ج1 ص399 والإرشاد (ط دار المفيد) ج1 ص112 والدر النظيم ص169 وكشف الغمة ج1 ص208.

 
   
 
 

موقع الميزان