صفحة : 57-58   

لا سيف إلا ذو الفقار في المواطن الثلاثة:

قلنا: إن الروايات ذكرت أن الناس سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم، وسمعوا نداء يقول:

لا ســيــف إلا ذو الـفــقـــــار             ولا فـــتــــــى إلا عــــــــــلي

ورووا أيضاً: أن علياً «عليه السلام» لما شطر مرحباً شطرين نزل جبرئيل من السماء متعجباً، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: ممَّ تعجبت؟!

فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع جوامع السماوات:

لا ســيــف إلا ذو الـفــقـــــار             ولا فـــتـــــى إلا عــــــــلي([1])

وذكر أحمد في الفضائل: أنهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم، وقائلاً يقول:

لا ســيــف إلا ذو الـفــقـــــار             ولا فـــتــــــى إلا عــــــــــلي

فاستأذن حسان بن ثابت رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن ينشد شعراً، فأذن له، فقال:

جـبريــل نـــادى مــعـلنــــاً                والـنـقــع لـيـس  بــمــنـجـــلي

والمــسـلـمـون قـد  احــدقـوا             حــول الــنـبــي المـــــرســــل

لا سـيــف إلا ذو الـفـــقــــار              ولا فــتــى إلا  عـــــــــــلي([2])

قال سبط ابن الجوزي: «فإن قيل: قد ضعَّفوا لفظة: لا سيف إلا ذو الفقار.

قلنا: الذي ذكروه: أن الواقعة كانت في يوم أحد.

ونحن نقول: إنها كانت في يوم خيبر». وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل.

وفي يوم أحد، فإن ابن عباس قال: لما قتل علي «عليه السلام» طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين صاح صائح من السماء:

لا ســيــف إلا ذو الـفــقـــــار             ولا فـــتــــــى إلا عــــــــــلي

قالوا: في أسناد هذه الرواية عيسى بن مهران، تكلم فيه، وقالوا: كان شيعياً.

أما يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء»([3]).

وقيل: إن ذلك كان يوم بدر. والأول أصح.


 

([1]) بحار الأنوار ج21 ص40 عن مشارق أنوار اليقين، وراجع: حلية الأبرار للبحراني ج2 ص161 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص319 ومجمع النورين ص178 و 194 وشجرة طوبى ج2 ص292.

([2]) راجع: الإحتجاج للطبرسي ج1 ص167 ونهج الإيمان لابن جبر ص177 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص17 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص52 والغدير ج2 ص59 وج7 ص205 وتذكرة الخواص ص16.

([3]) الغدير للأميني ج2 ص60 عن تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص16.

 
   
 
 

موقع الميزان