صرحت الرواية المتقدمة:
بأن عرض اللواء على من يأخذه كان بعد الفراغ من خيبر، وإرادة البعث إلى
حوائط فدك، ثم صرحت ببعث علي «عليه السلام» إلى فدك، وبوقوع الصلح بينه
وبينهم على حقن دمائهم.. وزادت في صراحتها بالتصريح بنزول جبرئيل بأمر
الله تعالى للنبي«صلى الله عليه وآله» بإعطاء فدك للزهراء «عليها
السلام».
وهذا يعطي:
أن رواية أبي سعيد الخدري، إما رواية أخرى لخصوص ما جرى في خيبر.. ولم
يتعرض فيها لفدك من قريب ولا من بعيد، أو أنهم ربما حاولوا أخذ الراية
لها مرة أخرى بعد فشلهم السابق. لأنهم احتملوا أن يكون ثمة تدخل إلهي
يحقق لهم النصر السهل.. فمنعهم إياه، لأن التدخل الإلهي لن يكون لتأييد
ومساعدة الخاملين والفاشلين، لأنه يضر بحال الأمة، حين يراد الإستفادة
منه بطرق ملتوية..
نعم.. إما إن
الأمر كذلك، أو أن ثمة تبديلاً حصل فيها، بتوهم أن عرض الراية إنما كان
في خيبر فقط، أما فدك، ففتحت صلحاً، فلم تكن هناك حاجة للرايات فيها..
وهو توهم
باطل، فإن إرسال علي «عليه السلام» إليهم، أمر مطلوب لبث المزيد من
الرعب في قلوبهم، لكي يبادروا إلى نبذ العناد، والتسليم لحكم رب
العباد..
|