{إن
الإنسان لربه لكنود}
في من نزلت؟!:
وقد ذكرت
الرواية المتقدمة:
أن قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾([1])
قد نزل في الحارث بن مكيدة، إلى أن قال تعالى:
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾([2]).
قال:
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب «عليه السلام».
يعني:
باتباعه محمداً([3]).
وقيل:
المراد عمرو بن العاص([4]).
وقيل:
غير ذلك..
ونقول:
إن هذا
الإختلاف لا يضر، لإمكان أن تكون السورة قد نزلت أكثر من مرة، ولهذا
نظائر كثيرة..
ولكن قول
الرواية:
إن المقصود بقوله تعالى:
﴿وَإِنَّهُ
لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾([5])
هو علي غير سديد، لأن الآيات في مقام الذم والتوبيخ، حيث يظهر من
سياقها: أن حب ذلك الكنود للخير، (أي للنعم الدنيوية، كالمال والجاه،
والبقاء على قيد الحياة..) شديد..
وهذا إنما
ينطبق على الذين أرسلهم النبي «صلى الله عليه وآله» قبل علي «عليه
السلام»، فخافوا على أنفسهم، وحسدوا علياً، وحاولوا إحباط مسعاه..
ثم ذكرت
الرواية:
أن هؤلاء المحبين للدنيا سيرون يوم القيامة كيف أن الله تعالى خبير
بهم، وسيظهر ما أضمروه في صدورهم، ويفضح ما انطوت عليه قلوبهم قال
تعالى:
﴿أَفَلاَ
يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي
الصُّدُورِ، إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾([6]).
([1])
الآية 6 من سورة العاديات.
([2])
الآية 8 من سورة العاديات.
([3])
بحار الأنوار ج21
ص88 و 89 وتفسير فرات ج1 ص16 و (ط سنة 1410هـ 1990م) ص597 ونفس
الرحمن في فضائل سلمان ص410.
([4])
الخرائج والجرائح ج1 ص168 وبحار
الأنوار ج21 ص77 عنه.
([5])
الآية 8 من سورة العاديات.
([6])
الآيات 9 ـ 11 من سورة العاديات.
|