صفحة : 189   

العبرة من حنين الجذع:

وذكرت الروايات: أن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ استند ـ أو كان يستند حين يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة هناك، فلما صنع المنبر لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وترك الإستناد إلى ذلك الجذع اضطرب، وسُمع له حنين إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال «صلى الله عليه وآله»:

معاشر المسلمين، هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه إلى أن قال: والذي بعثني بالحق نبياً، إن حنين خزَّان الجنان، وحور عينها، وسائر قصورها ومنازلها إلى من يوالى محمداً وعلياً وآلهما الطيبين، ويبرأ من أعدائهما، لأشد من حنين هذا الجذع، الذي رأيتموه إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وإن الذي يسكِّن حنينهم وأنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معـاشر شيعتـنا على محمد وآلـه الطيبـين، أو صـلاة نافلـة، أو صـوم، أو صدقة.

وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد وعلي، ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين، ومعونتهم لهم على دهرهم.

ونقول:

إن هذا يعطينا: أن علينا أن نتوقع لمحمد وآله وشيعتهم علاقة وأثراً في كل شيء، ولو كان بمستوى الإستناد إلى جذع نخلة مرة أو مرات.

وهذا يشير إلى أن ثمة أسراراً لا يحيط بها إلا عالم الغيب والشهادة.. وأن علينا أن لا نستهين ولو ببسمة أو لمسة أو لمحة من إنسان مؤمن.. فقد يكون لها من الآثار ما لا يخطر على قلب بشر.

 
   
 
 

موقع الميزان