صفحة : 190   

رب لا تذرني فرداً، بعد مؤتة:

قال المسعودي: «..وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد أن قتل جعفر بن أبي طالب الطيار بمؤتة من أرض الشام، لا يبعث بعلي في وجه من الوجوه إلا ويقول: ﴿رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ([1])»([2]).

ونقول:

إن هذه الكلمة تعني: أن جميع من كان حول رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ممن تُدَّعى لهم المقامات والكرامات، لا يفيد، ولا يؤثر في رفع الوحدة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وليس فيهم من يصلح أن يكون استمراراً له «صلى الله عليه وآله».

وعلي وحده هو الذي يصلح لوراثته «صلى الله عليه وآله»، لأنه هو الذي يحمل ميزاته وصفاته، وسائر مكنوناته، ويعكس صورته الحقيقية، ويذكر الناس به، بكل ما لهذه الكلمة من معنى.. تماماً كما كان يحيى يمثل زكريا في حقيقته وفي إنسانيته، وهو استمرار له في كل وجوده.


 

([1]) الآية 89 من سورة الأنبياء.

([2]) مروج الذهب ج2 ص434.

 

   
 
 

موقع الميزان