وقد أرسل النجاشي لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
بمناسبة زواجه بأم حبيبة
«قميصاً
وسراويل، وعطافاً، وخفين ساذجين»([1]).
وروى
الكليني:
أنه أهدى لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
حلة قيمتها ألف دينار، فكساها علياً
«عليه
السلام»،
فتصدق بها([2]).
ونقول:
1 ـ
إن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يعط علياً إلا ما هو ماله الخاص،
وليس للمسلمين فيه نصيب..
2 ـ
إنه «صلى الله عليه وآله» لم يشأ أن يلبس حلة بألف دينار، وهو يعلم: أن
الكثيرين من المسلمين يحتاجون في كسوتهم إلى شيء، مهما كانت قيمته
متواضعة.. فآثر أن يعطيها لمن يستحقها ويحتاجها.. وهو علي «عليه
السلام»..
3 ـ
ولكن علياً «عليه السلام» أيضاً لم يشأ أن يلبس حلة بألف دينار، تأسياً
برسول الله «صلى الله عليه وآله» من جهة، ومن جهة ثانية: ولعل في
الحجاز أو اليمامة من لا عهد له باللباس اللائق به، ولا يقدر على تهيئة
ما تكون قيمته متواضعة، فآثر بها غيره من أهل الحاجة لينال ثواب ذلك
أيضاً.. وليكون المثل الأعلى في القناعة والإيثار، والزهد بالدنيا..
([1])
مكاتيب الرسول ج2 ص449 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص576 وج2
ص660 وتحفة الأحوذي ج8 ص78 وكتاب المحبر للبغدادي ص76 والبداية
والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص311 وإمتاع الأسماع
ج7 ص15.
([2])
راجع: الكافي ج1 ص288 و 289 الحديث رقم 3 ووسائل الشيعة (ط
مؤسسة آل البـيـت) ج5 ص18 وج9 ص477 و (ط دار الإسـلاميـة) ج3
ص349 وج6 = = ص334 وحلية الأبرار ج2 ص279 وكتاب الأربعين
للماحوزي ص184 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص441 وج16 ص685
والتفسير الصافي ج2 ص44 والتفسير الأصفى ج1 ص281 ونور الثقلين
ج1 ص643 وشرح أصول الكافي ج6 ص116 وتأويل الآيات ج1 ص153.
|