صفحة : 300-302   

اختلاف الروايات:

إن ثمة اختلافاً في بعض نصوص الرواية مثل: أن علياً «عليه السلام» مر على المتفاخرين، فأرادا أن يفتخرا عليه، فقال لهما: إنه خير منهما، لأنه ضرب رؤوسهما حتى أدخلهما في الإسلام قهراً. كما في رواية الحارث الأعور وابن عباس.

وفي رواية ثانية: أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة، وهاجر، وجاهد([1]).

وفي رواية أخرى: أنه قال لهما: إنه آمن بالله قبلهما بسنوات، وإنه صاحب الجهاد([2]).

كما أن الروايات الكثيرة تذكر حصول المفاخرة بينهم على النحو الذي تقدم، لكن رواية لفرات عن الإمام الصادق «عليه السلام» تقول: لما فتح النبي مكة أعطى العباس السقاية، وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة، ولم يعط علياً شيئاً.

فقيل لعلي: لم يعطك النبي «صلى الله عليه وآله» شيئاً.

قال: ما أرضاني بما فعل الله ورسوله..

فأنزل الله تعالى: الخ..

وقد يقال: إن هذه الروايات غير متناقضة، فلعل كل ذلك قد حصل..

لكن التدقيق يعطي: أن الاختلاف موجود، فإن إحدى الروايات تقول: إن المفاخرة كانت مع شيبة بن عبد الدار، أو طلحة بن شيبة، أو شيبة بن طلحة، أو شيبة بن أبي طلحة، حسب اختلاف الروايات الناشئ من اشتباه الرواة بالاسم، أو من النسبة إلى الجد تارة، وإلى الأب أخرى، أو الإستفادة من الاسم في مورد، ومن الكنية في مورد آخر، وما إلى غير ذلك..

نعود فنقول:

إن المفاخرة هل كانت بين شيبة المذكور آنفاً والعباس مع علي «عليه السلام»، أو  أن المفاخرة كانت بين العباس وعلي فقط([3]).

وبعض الروايات زادت: حمزة وجعفراً([4]).

وحديث المناشدة يوم الشورى وبعده، وشهادتهم لعلي بذلك([5]). لا يدل على عدم صحة إضافة الحمزة وجعفر، لأن المطلوب هو بيان أنه لم يكن في الشورى غير علي «عليه السلام»، وليس المطلوب حصر نزول الآية به نفي نزولها في حمزة وجعفر.

وثمة مفارقة أخرى بين الروايات، وهي: أن بعضها ذكر أن المفاخرة كانت بين بني شيبة، وبين بني العباس([6]).


 

([1]) فرائد السمطين ج1 ص203 ونظم درر السمطين ص89 والدر المنثور ج3 ص219 وبحار الأنوار ج36 ص39 و 38 والغدير ج2 ص54 وشواهد التنزيل ج1 ص328 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص358 وغاية المرام ج4 ص72 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص197 و 198 و 609 وج20 ص30 وج30 ص33 وعن جامع البيان.

([2]) الطرائف لابن طاووس ص50 والعمدة لابن البطريق ص193 و 194 وبحار الأنوار ج22 ص37 وج36 ص38 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص71 والغدير ج2 ص54 ومجمع البيان ج5 ص27 وجامع البيان ج10 ص124 وتفسير الثعلبي ج5 ص20 وأسباب نزول الآيات ص164 وتفسير البغوي ج2 ص275 وزاد المسير ج3 ص279 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص355 والدر المنثور ج3 ص219 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص116 و(ط دار الكتب العلمية) ص103 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص80 ومطالب السؤول ص198 وكشف الغمة ج1 ص179 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص581 وينابيع المودة ج1 ص277.

([3]) الدر المنثور ج3 ص218 والعمدة لابن البطريق ص193 و 194 والطرائف ص50 وراجع: ينابيع المودة ص93 والمناقب لابن المغازلي ص321 و 322 ومجمع البيان ج5 ص15 ونور الثقلين ج2 ص194 والبرهان (تفسير) ج3 ص384 وتفسير المنار ج10 ص215.

([4]) الكافي ج8 ص204 وبحار الأنوار ج36 ص35  ونور الثقلين ج2 ص193 وغاية المرام ج4 ص74.

([5]) الإحتجاج للطبرسي ج1 ص202 وبحار الأنوار ج31 ص336 وتفسير البرهان ج3 ص383 ونور الثقلين ج2 ص194 ومصباح البلاغة للميرجهاني ج3 ص221 والمسترشد للطبري ص352  وغاية المرام ج2 ص132.

([6]) تفسير فرات ص168 والدر المنثور ج3 ص218.

 
   
 
 

موقع الميزان