صفحة : 303   

الآية.. والإمامة:

وفيما يرتبط بالإمامة نلاحظ:

أولاً: أن علياً «عليه السلام» قد فضل نفسه على العباس «رحمه الله»، وطلحة بن شيبة (أو على شيبة) بما يقتضي أفضليته «عليه السلام» على الأمة بأسرها، حيث قال لهما: أنا أول الناس إيماناً، وأكثرهم جهاداً.

ثم جاءت الآية لتؤكد صحة هذا التفضيل، وتلوم وتقرع من ينكره، فإذا كان «عليه السلام» هو أفضل الأمة، فيكون هو الأحق بالإمامة.

ثانياً: إن الآية التي بعدها، والتي جاءت للتأكيد على مضمونها تضمنت البشارة الإلهية لهذا المؤمن المجاهد برحمة من الله، وبرضوان، وبجنات لهم فيها نعيم مقيم..

ولا يكون هذا إلا لأعظم الناس عناء وفضلاً، والتزاماً بالطاعات، وعصمة لنفسه من المعاصي والمحرمات، إذ لا يمكن أن يعطى ذلك لمن لا يؤمَنُ أن يعصي الله، لأن إعطاءه الأمان يتضمن تشجيعاً له على الحرام، ولا يبقى شيئاً يحجزه عن المعصية.

فالبشارة بالجنة لا تعطى إلا لمن يعلم أن لديه ملكة تحجزه عن المعاصي حتى الصغائر، فكيف إذا كانت المعاصي من الكبائر، وقد تصل إلى حد غصب الخلافة، وشن الحروب على الإمام الحق كما جرى في حربي الجمل وصفين؟!

وهذا يدل على عدم صحة بشارة طلحة والزبير بالجنة، وكذلك الحال بالنسبة لمن قعد عن دفع البغاة على إمام زمانهم.

 
   
 
 

موقع الميزان