صفحة : 20   

كتابة الخسائر:

وتقدم: أن علياً «عليه السلام» أمر بكتابة خسائر حي أبي زاهر: وقال ابن شهرآشوب: «ونحو ذلك روي أيضاً في بني جذيمة»([1]).

وهذا الإجراء له أهدافه ومبرراته، فمن ذلك:

1 ـ أن الكتابة تضمن حفظ حقوق الناس.

2 ـ إن ذلك يدخل في نظم الأمر والتخلص من الفوضى بصورة عملية.

3 ـ إنه يمنع محاولات الخداع، وأخذ ما لا يحق أخذه، ولو بالأخذ أكثر من مرة.

4 ـ إنه درس عملي في ضبط الأمور ونظمها وحفظ الامانة وأدائها على أتم وجه..

5 ـ إن ذلك يمنع من اتهام أهل الأهواء بأن الإعطاء كان يقوم على أساس أهوائي، أو أنه يتضمن خللاً من حيث المقدار، أو بأن يأخذ البعض ويحرم البعض الآخر.

6 ـ إن ذلك يحفظ الآخذين من التحاسد، والتباغض، وإشاعة الشكوك ببعضهم البعض.

7 ـ إذا عرف الإنسان مقدار حقه بدقة، فإنك لو وفيته إياه، ثم زدته حبة لعرف ذلك، وشكره لك وذلك لأن المطلوب هوسل سخيمة هؤلاء الناس، الذين وقعوا ضحية أحكام الجاهلية، وأحقادها وعصبياتها البغيضة.

وذلك يدخل في سياق حفظ إيمانهم بعد أن ظلموا، حتى لا يتعرض لأية كدورة أو ضعف، وهو من مفردات إقامة صرح العدل، وإعطاء كل ذي حق حقه.


 

([1]) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج1 ص151 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص395 وبحار الأنوار ج38 ص73 ومكاتيب الرسول ج1 ص244.

  
   
 
 

موقع الميزان