وقد أظهر ما جرى لوفد نجران من إعراض النبي «صلى الله
عليه وآله» عنهم، ولم يجدوا عند أحد تفسيراً لذلك إلا عند علي «عليه
السلام»، فإنه هو الذي كان يعرف ما يرضاه ويحبه الرسول «صلى الله عليه
وآله»، وما يكرهه، ويمقته، لأنه يعرف أحكام الله تعالى، وما حرَّم
سبحانه، وما أحل، وما يرضيه، وما لا يرضيه.. وتلك دلالة أخرى على
اختصاصه برسول الله «صلى الله عليه وآله».
وقد ظهر:
أنه «صلى الله عليه وآله» لا يريد أن يخدعوا الناس بزبارج الدنيا
وبهارجها تماماً كما فعل قارون حين خرج على قومه في زينته، وكما فعل
فرعون حين استخف قومه، فأطاعوه، فلا بد أن يستخدموا أمثال هذه الوسائل
الخادعة، بل عليهم أن يتركوا المجال للمنطق وللحجة، ولا شيء غير ذلك.
ولذلك قال «صلى الله عليه وآله»:
والذي بعثني بالحق، لقد أتوني في المرة الأولى، وإن
إبليس لمعهم([1]).
([1])
راجع: بحار الأنوار ج21 ص337 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص222
وتفسير القرآن العظيم ج1 ص378 وإمتاع الأسماع ج14 ص69 والسيرة
النبوية لابن كثير ج4 ص103 وغاية المرام ج3 ص215 وإعلام الورى
ج1 ص255 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص417.
|