ومن الأمور التي لا مناص من الوقوف عندها، ومعرفة
مبرراتها أنه «صلى الله عليه وآله» تناول كتاب خالد من بريدة بشماله..
مع أن المروي عنه «صلى الله عليه وآله» أنه «كان يمينه لطعامه وشرابه،
وأخذه وإعطائه، فكان لا يأخذ إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه إلخ..([1]).
ولم نسمع، ولم نقرأ أنه «صلى الله عليه وآله» أخذ أو
أعطى بشماله في أي مورد سوى هذا المورد.. ألا يدلنا هذا التصرف على أن
النبي «صلى الله عليه وآله» قد علم بمحتوى، وبغرض كتاب خالد، وهو مأمور
بهذا الموقف منه تعالى، فإنه لا يفعل
﴿وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([2])..
فهو «صلى الله عليه وآله» يريد أن يفهمنا أن تلك
الرسالة تحمل في طياتها أموراً لا خير ولا يمن فيها، بل هي بمثابة
قاذورات، لا بد من التنزه عنها قولاً وفعلاً وممارسة، كما لا بد من
إرفاقها بدلالات صريحة وعملية، من شأنها أن تتجذر في عمق الذاكرة من
خلال دلالاتها على المعنى السلبي، حتى لا يتمكن أصحاب الأهواء من
التعمية على هذا الأمر، والتدليس على الناس.
([1])
مكـارم
الأخـلاق
ص23 وبحـار
الأنـوار
ج16 ص237 وسنن النبي للسيد
= =
الطباطبائي ص120 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام»
للنجفي ج1 ص144 ومستدرك سفينة البحار ج14 ص154 وتفسير الميزان
ج6 ص313 ومعجم المحاسن والمساوئ لأبي طالب التبريزي
ص471.
وراجع: سنن النسائي ج8 ص133 ومنتهى المطلب (ط ق) ج1 ص306 ومغني
المحتاج للشربيني ج1 ص55 وفتح المعين ج1 ص65 والمغني لابن
قدامة ج1 ص90 والشرح الكبير ج1 ص19 و 110 وج2 ص87 وتلخيص
الحبير ج1 ص419 ومسند أحمد ج6 ص94 و 130 و 147 و 210 وصحيح
البخاري ج1 ص110 وج6 ص197 وج7 ص49 وصحيح مسلم ج1 ص156 وسنن أبي
داود ج2 ص277 وشرح مسلم للنووي ج3 ص160 و 161 ومسند أبي داود
الطيالسي ج1 ص200 ومجمع الزوائد ج5 ص171 وج10 ص139 وجامع
الأحاديث والمراسيل ج5 ص519 ومشكاة المصابيح للهيثمي ج2 ص111
والفتح الكبير ج2 ص364 وعمدة القاري ج3 ص31 وج4 ص171 وج21 ص31
ومسند ابن راهويه ج3 ص820 و 821 ومسند ابي يعلى ج4 ص478
والجامع الصغير ج2 ص351 وكنز العمال ج7 ص124 والطبقات الكبرى
لابن سعد ج3 ص386 و 481 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص411 وتاريخ
مدينة دمشق ج4 ص61 وإمتاع الأسماع ج2 ص258 وسبل الهدى والرشاد
ج8 ص93 وج9 ص354 والنهاية في غريب الحديث ج5 ص302 ولسان العرب
ج13 ص458 ومجمع البحرين ج4 ص583.
([2])
الآيتان 3 و4 من سورة النجم.
|