صفحة : 241-242   

خلاصة توضيحية:

ذكر بعض كتَّاب السيرة الأحداث المتقدمة في موضع واحد، وتحت عنوان واحد..

فكأن هذا البعض فهم أنها تتحدث عن أحداث سَفْرة واحدة، وهي في سفرة علي «عليه السلام» وخالد إلى اليمن..

وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لخالد، فإنه هو الذي بقي ستة أشهر في اليمن دفعة واحدة، أما علي «عليه السلام» فربما يكون قد سافر أكثرمن مرة، تارة لأجل بني زبيد كما ذكره في الإشارة، أو لمعالجة أمور خالد، أو لغير ذلك..

ويمكننا أن نعرض فهمنا لما جرى كما يلي:

كان خالد قد سار إلى اليمن، ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولعله خاض فيها حرباً مع بعض الفئات، فأصاب منهم سبياً، فطلب من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يرسل إليه من يقبضه منه، فأرسل علياً «عليه السلام»، فاصطفى علي «عليه السلام» جاريةً من السبي، فأرسل خالد بريدة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليشتكيه.. حسبما تقدم..

أو أنه «عليه السلام» اصطفاها بعد أن أوغل في داخل البلاد وأبعد، وافتتح في طريقه حصناً، وأصاب سبياً، وانضم السبي بعضه إلى بعض، فاصطفى «عليه السلام» من مجموع السبي تلك الجارية، فشكاه بريدة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأجابه بما تقدم.

وربما يستظهر أن علياًً «عليه السلام» قد عاد إلى النبي «صلى الله عليه وآله» وبقي خالد في بلاد اليمن، لكي يسعى لأسلمة أهلها، فلم يفلح.

ولعله قد أساء إلى أولئك الناس، فلم يستجيبوا له ـ كما سنرى ـ وبعد ستة أشهر أرسل «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» إليه، ليقفله، ويمضي هو إلى اليمن ليدعو أهلها، ففعل ذلك، فأسلمت همدان في ساعة واحدة([1]).


 

([1]) راجع: السنن الكبرى للبيهقي ج2 ص369 وفتح الباري ج8 ص52 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص690 والبداية والنهاية ج5 ص121 وأعيان الشيعة ج1 ص410 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص203 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص235 و 427 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص319 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج21 ص622 و 626.

 
   
 
 

موقع الميزان