صفحة : 326   

علي عليه السلام أمة وحدة:

ثم إن الله تعالى قد زاد في إظهار مزايا علي «عليه السلام»، وفضله وشرفه بأن جعله أمة وحده، كما جعل إبراهيم «عليه السلام» أمة.. لأنه «عليه السلام» هو المتفرد من بين البشر بأنه الرجل الإلهي الخالص، الذي هو نفس رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كل خصال الخير، وفي كل المعاني والمزايا التي منحها الله لرسوله، باستثناء ميزة النبوة الخاتمة..

والذي يبدو لنا: هو أن علياً «عليه السلام» أمة وحده، من حيث أنه هو المعيار دون كل أحد لقبول الأعمال، وهو الذي يعطي الجواز لدخول الجنة، ولو أن أحداً صام نهاره، وقام ليله، وحج دهره ولم يأت بولاية علي «عليه السلام»، فليس له في الجنة نصيب.

وبعبارة أخرى.. إن الإيمان بالنبوة لا يكفي إذا لم ينضم إليه الإيمان بالولاية أيضاً، وهذا الأمر ثابت حتى في حياة النبي «صلى الله عليه وآله».. وبعد وفاته.. وهذا هو أحد معاني قوله «صلى الله عليه وآله»: إن علياً أمة وحده حتى في زمن النبي «صلى الله عليه وآله»، فإنه لم يقل له: أنت أمة وحدك بعد وفاتي، فظهر أن هذا الأمر مما يمتاز به علي «عليه السلام» على جميع البشر على الإطلاق.

ونستطيع أن نستفيد من ذلك: أن إقامته بالمدينة حين سار النبي «صلى الله عليه وآله» إلى تبوك لا تعني أنه «عليه السلام» ليس له ولاية على غير المدينة، بل ولايته واستخلافه يشمل جميع الناس في المدينة وخارجها، وفي جميع البلاد التي كانت خاضعة لسلطان الإسلام.. ولا سيما بملاحظة قوله «صلى الله عليه وآله» له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى حسبما أوضحناه فيما سبق.

 
   
 
 

موقع الميزان