وقد يتساءل البعض فيقول:
كيف يتبنى النبي «صلى الله عليه وآله» رأياً، ويباشر
بتنفيذه ثم يعدل عنه؟!
هل لأنه ظهر له خطؤه؟!
ألا يضعف ذلك ثقة الناس بالنبي «صلى الله عليه وآله»،
ويخل بمكانته في نفوسهم؟!
ونجيب:
ليست القضية قضية خطأ في الرأي قد بان صوابه، بل كان
هناك أمران لا بد من ملاحظتهما، وهما:
1 ـ
أن المطلوب كان إرسال أبي بكر إلى المكان الذي أرسل إليه، وأن يرى
الناس ذلك.
2 ـ
ثم إرسال علي «عليه السلام» في أثره ليأخذ الكتاب، وأن يرى الناس ذلك
أيضاً.
وقد كان الأمران كلاهما بوحي من الله، لا برأي بان
خطؤه، لأننا نعلم: أنه «صلى الله عليه وآله»
﴿وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾([1]).
وأما المصلحة في ذلك فسيأتي الحديث عنها إن شاء الله
تعالى.
([1])
الآيتان 3 و4 من سورة النجم.
|