صفحة : 30   

أهلية أبي بكر للخلافة:

هذا، وقد استدل علماء الشيعة بهذه الواقعة على عدم صلاحية أبي بكر للخلافة، فضلاًً عن الإمامة، فقالوا: من لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى أهل بلدة. فهو لا يصلح للرئاسة العامة، المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في سائر البلاد([1]).

أضاف الشريف المرتضى «رحمه الله» قوله: «لو سلمنا أن ولاية الموسم لم تنسخ لكان الكلام باقياً، لأنه إذا كان ما ولي ـ مع تطاول الأزمان ـ إلا هذه الولاية، ثم سلب شطرها، والأفخم والأعظم منها، فليس ذلك إلا تنبيهاً على ما ذكرنا»([2]).

ويؤكد ذلك: أن الذي أوكلت إليه المهمة، وهو علي «عليه السلام»، كان خطر تعرضه لغدر الحاقدين عليه كبيراً جداً، أما أبو بكر الذي أعفي من المهمة، فقد تقدم: أنه كان أكثر مقبولية عندهم، والخطر عنه أبعد بسبب مواقفه الإيجابية، تجاه أسراهم، لأنه لم يتعرض أحد منهم لأي خطر من قبله مهما صغر.. ولغير ذلك من أسباب..


 

([1]) راجع: بحار الأنوار ج30 ص211 وج35 ص310 ومنهاج الكرامة ص181 ونهج الحق ص265 وشرح إحقاق الحق (الأصل) ص222.

([2]) الشافي في الإمامة ج4 ص155 وبحار الأنوار ج30 ص417 عنه، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص197 والصوارم المهرقة ص126.

 
   
 
 

موقع الميزان