صفحة : 71-72  

هل هذا تحريف متعمد؟!:

وقد روى ابن كثير وغيره النص المتقدم محرفاً، فقال: قدم علي من اليمن بِبُدْن رسول الله «صلى الله عليه وآله» محرشاً لفاطمة .

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: صدقت ـ ثلاثاً ـ أنا أمرتها، يا علي بم أهللت؟!.

قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهل به رسولك، قال: ومعي هدي.

قال: فلا تحل.

فكان جملة الهدي الذي قدم به علي من اليمن ، والذي ساقه رسول الله «صلى الله عليه وآله» من المدينة مئة بدنة([1]).

فيلاحظ: أن كلمة «مستفتياً» الواردة في الرواية عن أهل البيت صارت محرشاً، وبدل أن يكون مستفتياً لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، صار «محرشاً لفاطمة » «عليها السلام»، للإيحاء بأن فاطمة «عليها السلام» لم تكن ـ بنظر علي «عليه السلام» ـ مأمونة على دينها، أو للدلالة على أن علياً «عليه السلام» كان ذا طبيعة عدوانية استفزازية، حتى بالنسبة لفاطمة «عليها السلام»..

أو أن المقصود هو الأمران معاً..


 

([1]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص467 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص165 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص291 وراجع: مسند أبي يعلى ج12 ص107 وراجع ج4 ص95 والمنتقى من السنن المسندة ص122 والدرر لابن عبد البر ص262  ومسند أحمد ج3 ص320.

 
   
 
 

موقع الميزان