ويلاحظ:
أن نية علي «عليه السلام» في إهلاله كانت مجملة، لأنه أهل بما أهل به
رسول الله «صلى الله عليه وآله».. والمفروض: أنه كان غائباً ولم يطلع ـ
بحسب الظاهر ـ على نية رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأن علينا أن
لا نحمل تصرفات النبي والإمام على أنها تستند إلى علم الإمامة، وعلم
النبوة، وإلا لبطلت الأسوة والقدوة بهما..
فدلنا ظاهر حال علي «عليه السلام»
هنا:
على كفاية النية التي يكون تحديد المنوي فيها على سبيل الإجمال، إذ
يكفي كون المنوي محدداً في واقع الأمر، وإن لم يعلمه صاحب النية
تفصيلاً، ولا يجب تحديد حدوده واستحضار خصوصياته حين انشاء النية،
والدخول في العمل..
وكانت نية رسول الله «صلى الله عليه وآله» هنا محددة في
واقع الأمر، فقصد علي «عليه السلام» ما قصده النبي إجمالاً، وأغناه ذلك
عن التفصيل، إذ لا ترديد في النية، ولا في المنوي بحسب الواقع..
|