صفحة : 81   

لو أشرك النبي صلى الله عليه وآله :

ويمر الناس على هذا الحدث الجليل مرور الكرام، ونحن على يقين من أنه «صلى الله عليه وآله» لو أشرك أبا بكر في هديه كما أشرك علياً، بل لو أشركه في واحدة من هديه، ولو بأن يهتم بها، ويرعاها بالسقي، والإطعام لأقام أتباع أبي بكر الدنيا ولم يقعدوها في التحليل، والإستنتاج، والإستدلال على عظمة أبي بكر  ومنزلته، وإمامته وخلافته.. وربما تجنح بهم الأوهام إلى ما هو أبعد من هذا بكثير..

وكيف لا يكون الأمر كذلك، ونحن نرى كيف تحولت أخطاء، وضعف وهنات أبي بكر وعمر إلى فضائل وكرامات، وإشارات ودلالات.. وسنرى كيف أصبح قول عمر  : إن النبي «صلى الله عليه وآله» ليهجر فضيلة لعمر ، وسبباً في إنقاذ الإسلام والأمة من أمر عظيم..

ولكن الأمر إذا تعلق بعلي «عليه السلام»، فإن الألسنة تخرس، والأسماع تصم، والعيون تعمى، والمحابر تجف، والأقلام تلتوي وتتحطم، أو تعيا عن تسجيل عشر معشار الحقيقة، ثم هي تقتل ما سجلته بالتأويلات الباردة، والإحتمالات السقيمة، وقشور العبقريات، لاختراع المعارضات، والتحريف والتزييف، والسعي لإفراغ أعظم المواقف من محتواها، فهل نتوقع بعد هذا أن نجد في كلامهم ما ينفع ويجدي من الإستنطاق الموضوعي للنصوص، أو الإشارة إلى شيء ذي بال من الدلالات واللمحات؟!

 
   
 
 

موقع الميزان