صفحة : 102   

كلهم من قريش:

ونحن على يقين من أن قريشا لا تغضب لو اقتصر «صلى الله عليه وآله» على كلمة: «كلهم من قريش »، ولكنها كانت تعلم: أن الأمر سيتجاوز ذلك إلى ذكر بني هاشم ، ثم التصريح باسم من لم تزل قريش  تكرهه وتبغضه ـ كما دلت عليه النصوص الكثيرة([1]) ـ لا سيما وأنه «صلى الله عليه وآله» قد ذكر حديث الثقلين في نفس خطبته، وكان ولا يزال يصرح لهم بإمامة أمير المؤمنين «عليه السلام» من بعده.

وهذا الإبلاغ لو تم في عرفات وفق ما رسم له، فسوف لا تبقى لمناوئي علي «عليه السلام» أية فرصة للتخلص أو التملص، والمناورة، وسوف يتحتم عليهم تجرع الغصة، وتضيع منهم الفرصة، فلا بد لهم من درء هذا الخطر الداهم، فحاولوا قطع كلامه، فلم يمكنهم ذلك، وضجت قريش وعجت، وكذلك فعل أنصارها ومحبوها، حتى لا يتمكن أحد من سماع ما يقول رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وهكذا كان، فلم يسمع جابر كلمة «كلهم من قريش »، ويبدو أن كلمة: كلهم «من بني هاشم »، قد جاءت بعدها، فلم يسمعها أيضاً إلا أقل القليل.


 

([1]) راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج31 ص135 ـ 158.

 
   
 
 

موقع الميزان