وتذكر الروايات أيضاً:
أنه «صلى الله عليه وآله» قال:
«معاشر الناس! قولوا أعطيناك على ذلك عهداً من أنفسنا،
وميثاقاً بألسنتنا، وصفقة بأيدينا، نؤديه إلى من رأينا من أولادنا
وأهالينا، لا نبغي بذلك بدلاً، وأنت شهيد علينا، و كفى بالله شهيداً.
قولوا ما قلت لكم، وسلموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين،
وقولوا:
﴿الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا
وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ﴾([1])،
فإن الله يعلم كل صوت، وخائنة كل عين،
﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى
نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَهَ فَسَيُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً﴾([2]).
قولوا ما يرضي الله عنكم، فـ
﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَهَ غَنِيٌّ
عَنْكُمْ﴾([3])»([4]).
قال زيد بن أرقم
:
فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم، سمعنا وأطعنا لما
أمرنا الله ورسوله، بقلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، وجميع جوارحنا.
ثم انكبوا على رسول الله، وعلى عليٍّ بأيديهم..
وكان أول من صافق رسول الله «صلى الله عليه وآله» أبو
بكر
وعمر ، وطلحة
والزبير ، ثم باقي المهاجرين [والأنصار
وباقي] الناس على طبقاتهم، ومقدار منازلهم، إلى أن صليت
الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم
يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلما بايعه فوج
بعد فوج يقول: «الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين».
وصارت المصافقة سنة ورسماً، واستعملها من ليس له حق
فيها([5]).
ثم جلس رسول الله «صلى الله عليه وآله» في خيمة تختص
به، وأمر أمير المؤمنين علياً «عليه السلام» أن يجلس في خيمة أخرى،
وأمر أطباق الناس بأن يهنئوا علياً في خيمته.
ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله «صلى الله
عليه وآله» أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه، ففعلن.
وممن هنأه من الصحابة:
عمر
بن الخطاب، فقال: هنيئاً لك (أو بَخٍ بَخٍ لك) يا بن أبي طالب أصبحت
مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات([6]).
وفي نص آخر:
قال أبو بكر
وعمر
: أمسيت يابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة([7]).
فقال حسان
:
إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعهن.
فقال:
قل على بركة الله.
فقام حسان
، فقال:
يا معشر مشيخة
قريش
، أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال([8]):
ينـاديهم
يوم الغـديـر
نـبـيـهـم
بـخم
فاسمـع
بالرسـول
منـاديـا
يقول: فمن مولاكم ووليكم؟! فـقـالـوا
ولم يبـدوا
هنـاك
التعاميـا
إلهـك
مـولانـا
وأنـت
ولـينــا
ولم تـر
مـنـا
في الـولايـة
عـاصـيـا
فقـال
لـه:
قـم
يـــا
عـلي
فإنني رضـيـتك
من بعدي إماماً وهاديا
فمن كـنـت
مـولاه
فـهـذا وليه فكـونـوا
لـه
أنصـار
صـدق
مواليا
هنـاك
دعـا:
اللهم وال ولــيــه
وكـن
للـذي
عـادا
عـليـاً
معـاديـا
وحسب رواية سليم بن قيس :
ألم تعـلـمـوا
أن الـنـبـي
محمـــداً
لدى دوح خـم
حـين
قـام
منـاديـا
وقد جاءه جبريل من عند ربــــه
بـأنـك
مـعـصـوم
فـلا
تـك
وانيـا
وبـلـغـهم
مـا
أنــزل
الله ربهـم
وإن أنت لم تفعـل وحـاذرت باغيا
عـلـيـك
فـما
بلغتـهم عن إلههم
رسالته إن كنـت تخشى الأعاديا
فـقـام
بـه
إذ ذاك رافــع
كـفه
بيمنى يديه معلن الصوت عاليا
فقال لهم: من كنت مـولاه منكـم
وكان لقـولي حافظـاً ليس نـاسـيا
فـمـولاه
مـن
بعدي عــلي وإننـي
بـه لكم دون الـبريــة راضـيـا
فيـا
رب من والى عليــاً
فـوالـــه
وكـن للذي عـادى عليـاً معـاديـا
ويا رب فانصر ناصريه لنصـرهم إمام الهدى
كالبدر يجلو الديـاجيـا
ويا رب فاخذل خاذليه وكن لهم إذا وقفوا يوم
الحساب مكـافيـا([9])
وعن عمر بن الخطاب قال:
نصب رسول الله «صلى الله عليه وآله»
علياً علماً، فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من
خذله، وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم.
قال عمر
بن الخطاب:
يا رسول الله!
وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، قال لي: يا عمر
لقد عقد رسول الله عقداً لا يحله إلا منافق.
فأخذ رسول الله بيدي فقال:
يا عمر ، إنه
ليس من ولد آدم، لكنه جبرائيل
أراد أن يؤكد عليكم ما قلته في علي([10])..
([1])
الآية 43 من سورة الأعراف.
([2])
الآية 10 من سورة الفتح.
([3])
الآية 7 من سورة الزمر.
([4])
الغدير للعلامة الأميني ج1 ص508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي)
ص270 = = عن الطبري في كتاب الولاية ص 214 ـ 216، وعن الخليلي
في مناقب علي بن أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وعيد الغدير
في الإسلام للشيخ الأميني ص20 وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص303
وبحار
الأنوار ج37 ص217.
([5])
الغدير للعلامة الأميني ج1 ص508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي)
ص270 وعن الطبري في كتاب الولاية، وعن الخليلي في مناقب علي بن
أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وراجع: الصراط المستقيم ج1
ص303 والإحتجاج ج1 ص84 واليقين لابن طاووس ص360 وبحار الأنوار
ج37 ص217 والصافي (تفسير) ج2 ص67 ونهج الإيمان لابن جبر ص112
والعدد القوية للحلي ص183.
([6])
راجع: تاريخ روضة الصفا لابن خاوند شاه ج2 ص541 وحبيب السير ج1
ص411.
وحول
تهنئة عمر له راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص78 ومسند أحمد
ج4 ص281 وجامع البيان ج3 ص428 والغدير ج1 ص273 و 274 عن الحسن
بن سفيان الشيباني النسوي وعن شرف المصطفى للخركوشي، وابن
مردويه، وعن الكشف والبيان، وعن العاصمي في زين الفتى، وعن
فضائل الصحابة للسمعاني، والمناقب لابن الجوزي، والخصائص
العلوية للنطنزي، وعن مودة القربى، وعن الصراط السوي للقادري،
وعن السهارنپوري، وعن ولي الله الدلهوي، وعن مفتاح النجا
ومعارج العلى، وعن تفسير شاهي والرياض النضرة ج3 ص113 وعن حياة
علي بن أبي طالب للشنقيطي ص28 ونظم درر السمطين ص109 والفصول
المهمة لابن الصباغ ص40 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي
ص18 وسر العالمين ص21 والملل والنحل ج1 ص145 = = والمناقب
للخوارزمي ص94 والتفسير الكبير ج12 ص49 والنهاية في اللغة ج5
ص228 وعن أسد الغابة ج4 ص108 وتذكرة الخواص ص29 ووسيلة
المتعبدين ج5 ق2 ص162 وفرائد السمطين ج1 ص77 ومشكاة المصابيح
ج3 ص360 وبديع المعاني ص75 والبداية والنهاية ج5 ص209 و 210
والخطط للمقريزي ج1 ص388 وكنز العمال ج13 ص133 وشرح ديوان أمير
المؤمنين للميبذي ص406 ووفاء الوفاء ج3 ص1018 والمواهب اللدنية
ج3 ص365 ووسيلة المآل ص117 ونزل الأبرار ص52 والروضة الندية
ص155 ووسيلة النجاة ص102 ومرآة المؤمنين ص41 وتاريخ بغداد ج8
ص290 ومصادر أخرى تقدمت.
([7])
راجع: الغدير ج1 ص273 عن كتاب الولاية لابن عقدة، وعن
المرزباني في كتابه سرقات الشعر، وعن الدارقطني، وعن الإبانة
لابن بطة، وعن التمهيد للباقلاني، وعن العاصمي في زين الفتى،
والصواعق المحرقة ص44 وكفاية الطالب ص62 ـ 64 وفيض القدير
للمناوي ج6 ص218 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج7 ص13
والفتوحات الإسلامية ج2 ص306. والفضائل لابن شاذان ص133 وكتاب
الولاية لابن عقدة ص155 وبحار الأنوار ج104 ص117 وخلاصة عبقات
الأنوار ج7 ص211 و 263 و364 و 405 و 412 وج8 ص82 وج9 ص97 و 143
و المراجعات ص282 والغدير ج1 ص11 و 273 و 281 و 282= = و 303 و
309 و 354 وشرح إحقاق الحق ج6 ص366 وج20 ص581 و 599 وج21 ص50 و
52 و 56 وج31 ص500 ونهج الإيمان ص127.
([8])
الغدير للعلامة الأميني ج1 ص11 و 232 ورسائل المرتضى ج4 ص131
ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص119 و
363 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص469 وخصائص الوحي المبين لابن
البطريق ص94 والطرائف ص146 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص64
والجمل للمفيد ص117 ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» وما
نزل من القرآن في علي «عليه السلام» لابن مردويه ص233 والمناقب
للخوارزمي ص136 وبحار الأنوار ج21 ص388 وج37 ص112 و 166 و 178
و 179 وكتاب الأربعين للماحوزي ص147 وخلاصة عبقات الأنوار ج8
ص309 و 310 و 316 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص356 وج20
ص199 والأمالي للصدوق ص670 ونهج الإيمان لابن جبر ص116 وخصائص
الأئمة للشريف الرضي ص42 وروضة الواعظين ص103 وشرح أصول الكافي
ج6 ص120 ونظم درر السمطين ص112 والفصول المختارة للشريف
المرتضى ص290 والإرشاد ج1 ص177 وأقسام المولى للشيخ المفيد ص35
والصراط المستقيم ج1 ص305 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص230 وكنز = =
الفوائد ص123 ومسار الشيعة XE "الشيعة:جماعات"
للشيخ المفيد ص39 وإعلام الورى ج1 ص262 والدر النظيم ص253 و
396 وكشف الغمة ج1 ص325.
([9])
كتاب سليـم
بن قيس ج2 ص828 و 829 و (بتحقيق الأنصـاري)
ص356 وبحار الأنوار ج37 ص195.
([10])
الغدير للعلامة الأميني ج1 ص57 عن مودة القربى لشهاب الدين
الهمداني، المودة الخامسة، وينابيع المودة ج2 ص73 و (ط دار
الأسوة) ص284 عنه.
وراجع: خلاصة عبقات الأنوار ج7 ص187 وج9 ص273 والعقد النضيد
والدر الفريد للقمي ص178 وشرح إحقاق الحق ج6 ص252 عن أرجح
المطالب (ط لاهور) ص565 وج21 ص65 عن آل محمد (نسخة مكتبة السيد
الأشكوري) ص453 وراجع: الدر النظيم ص253.
|