ثم إنه «صلى الله عليه وآله» لم يتكل على ما يعرفه من
رغبة الناس بنقل ما يصادفونه في أسفارهم، إلى زوارهم بعد عودتهم، فلعل
أحداً يكتفي بذكر ذلك مرة واحدة فور عودته، ثم لا يعود لديه دافع إلى
ذكره في الفترات اللاحقة، فجاء أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهم
ليلزمهم بإبلاغ كل من غاب عن هذا المشهد، مهما تطاول الزمن، وجعل ذلك
مسؤولية شرعية في أعناقهم، فقال:
«فليبلغ الشاهد الغائب»([1]).
وبذلك يكون قد سد باب التعلل من أي كان من الناس بادعاء
أن أحداً لم يبلغه هذا الأمر، وأنه إنما كان قضية في واقعة، وقد لا
ينشط الكثيرون لذكرها، إن لم يكن ثمة ما يلزمهم بذلك.. ولعلهم قد كانت
لديهم اهتمامات أخرى شغلتهم عنها..
([1])
الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص238 وكتاب الأربعين للماحوزي
ص144 وكشف الغمة ج1 ص49 ـ 50 عن الزهري، وخلاصة عبقات الأنوار
ج1 ص258 وج7 ص229 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص234 و 301
وج21 ص93 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص118 وسعد السعود
لابن طاووس ص71 وبحار الأنوار ج42 ص156 والغدير ج1 ص11 و 33 و
176 ونظرة إلى الغدير للمروج الخراساني ص55 وحياة الإمام
الحسين «عليه السلام» للقـرشي ج1 ص199 وغـايـة المـرام ج1 ص299
وكشف المهم في = = طريق خبر غدير خم ص147 وراجع: الإصابة لابن
حجر (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص34.
|