ويؤكد هذا المعنى، ويزيده رسوخاً
قوله «صلى الله عليه وآله»:
«وانصر من نصره، واخذل من خذله..»، فإن إيجاب النصر له
على الناس، وتحريم الخذلان إنما هو في صورة التعرض للتحدي، والمواجهة
بالمكروه، من أي نوع كان، ومن أي جهة صدر.
وذلك يشير إلى:
أنه «عليه السلام» هو المحق في كل نزاع يحاول الآخرون
أن يفرضوه عليه، وأن على الأمة نصره، بردع المعتدي، فإن لم تستطع، فلا
أقل من أن لا تنصر أعداءه عليه، وأن تعتقد بأن غيره ظالم له، معتد
عليه، مبطل في ما يدَّعيه.
وقد جاءت هذه الإشارات اللائحة، والدلالات الواضحة قبل
وفاته «صلى الله عليه وآله» بيسير، وقد واجه علي «عليه السلام» المحنة
التي فرضها عليه نفس هؤلاء الذين خاطبهم رسول الله «صلى الله عليه
وآله» بهذا الخطاب!! واستنطقهم، وقررهم، وردوا عليه الجواب. وهم الذين
هنأوا علياً «عليه السلام»، وبخبخوا له، وبايعوه، حتى قال ابن عباس
: وجبت
ـ والله ـ في أعناق القوم.
|