قلنا:
إن قريشاً
كانت مهتمة
بصرف الأمر عن علي «عليه السلام» بأي ثمن كان، ولو بإثارة الشبهات
والشكوك حول عدل النبي وإنصافه، بل إلى حد اتهامه في عقله، حين قالوا:
إن النبي ليهجر، فضلاً عن الشائعات وحياكة المؤمرات.. التي كانت تدفع
بها في كل اتجاه.. وكانت تمانع بالفعل وبالقول، وتتحدى، وتعج، وتضج،
ولكنه «صلى الله عليه وآله» لم يزل يهتف باسمه، ويعمل لإحكام أمره،
وتثبيت إمامته من بعده. حتى أمام الحشود الغفيرة في يوم عرفة.
وحين غُلِبت قريش
على أمرها، وأعلن النبي للأمة كلها يوم عرفة:
أن الأئمة الإثني عشر كلهم من قريش
، ومن
بني هاشم
قصدته قريش
إلى
منزله، ليستوضحوا منه الأمر عن هؤلاء الأئمة، وماذا يكون من بعدهم،
لترى إن كان لها نصيب، ولو بعد انقضاء عهد الأئمة، وإذ بها تفاجأ
بقوله: ثم يكون الهرج، وفي نص آخر: (الفرج)، كما رواه الخزاز
([1]).
([1])
راجع: كفاية الأثر ص52 ويقارن ذلك مع ما في إحقاق الحق
(الملحقات) وغيبة النعماني ص104 والغيبة للطوسي ص128 ومناقب آل
أبي طالب ج1 ص250
= =
وغيرهم. فإنهم صرحوا بان قريشاً هي التي أتته. وراجع: الصوارم
المهرقة للتستري ص93 وبحار الأنوار ج36 ص365 ومكاتيب الرسول ج3
ص727 ومسند أحمد ج5 ص92 وسنن أبي داود ج2 ص309 وصحيح ابن حبان
ج15 ص43 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص253 وتهذيب الكمال ج3
ص224 والبداية والنهاية ج6 ص279 وإمتاع الأسماع ج12 ص303 وشرح
إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص3 و 16 و 20 وج29 ص91 و 94 و 96.
|