ولكي نربط
الأحداث ببعضها نعود فنذكر القارئ بما جرى في عرفة
،
فنقول:
إنه بالرغم من أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان قد
ذكرهم بشرف الزمان، وشرف المكان، وشرف المناسبة، فإن ذلك لم يمنعهم من
إساءة الأدب مع رسول الله والإسراف في التحدي لله ولرسوله، فقد سألهم:
عن أي شهر أعظم حرمة، وأي بلد أعظم حرمة، وأي يوم أعظم حرمة([1]).
فأقروا له بالحقيقة، ولكن ذلك لم يمنعهم من العجيج
والضجيج، والتحدي.
ولا ندري ماذا كان سيحصل لو أنه «صلى الله عليه وآله»
صرح لهم بإسمه «عليه السلام» في ذلك الموقف، فهل كانوا سيكتفون بشتم
النبي «صلى الله عليه وآله» (والعياذ بالله) أم أنهم سيتجاوزون ذلك إلى
قذفه بالحصباء أو بالحجارة، أو إلى ما هو أعظم من ذلك؟! وهو مباشرة
قتله والعياذ بالله!!
([1])
راجع هذه الفقرات الواردة في خطبة النبي «صلى الله عليه وآله»
في حجة الوداع في المصادر التالية: مسند أحمد ج3 ص313 و 371
وكنز العمال ج5 ص286 و 287 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص600
والكافي ج7 ص273 و 275 ودعائم الإسلام ج2 ص484 والمجموع للنووي
ج8 ص466 وج14 ص231 والمحلى لابن حزم ج7 ص288 ووسائل الشيعة (ط
مؤسسة آل البيت) ج29 ص10 و (ط دار الإسلامية) ج19 ص3 والتفسير
الصافي ج2 ص67 وتفسير نور الثقلين
= =
ج1 ص655 وتفسير القمي ج1 ص171 ومستدرك الوسائل ج17 ص87 وبحار
الأنوار ج37 ص113 وإمتاع الأسماع ج10 ص343 والسيرة النبوية
لابن كثير ج4 ص391 والبداية والنهاية ج5 ص215 وجامع أحاديث
الشيعة ج26 ص100 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص170 إضافة إلى مصادر
أخرى تقدمت.
|