1 ـ
روى عنبسة العابد عن عبد الله بن الحسين بن الحسن، قال: أعتق علي «عليه
السلام» في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ألف مملوك مما مجلت
يداه، وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة، وأتته الأموال ، فما كان حلواه
إلا التمر ، ولا ثيابه إلا الكرابيس([1]).
2 ـ
عن الصادق «عليه السلام»: أنه أعتق ألف نسمة من كد يده، جماعة لا يحصون
كثرة([2]).
ونقول:
إن اهتمام علي «عليه السلام» بعتق المماليك يدل على عمق
شعوره الإنساني معهم، حتى إنه «عليه السلام» ليعمل حتى تمجل يداه من
أجل أن يدخل السرور على قلوبهم في أعز شيء لديهم، ألا وهو أنفسهم، حيث
ينيلهم نعمة الحرية والخلاص من العبودية.
وهذا يدل على أنه كان يفكر في الآخرين بطريقة تختلف عن
تفكير غيره. فهو يفكر في إسعادهم، وغيره يزيد في إسعاد نفسه بتعب
غيره..
وقد ذكرنا في بعض فصول هذا الكتاب:
اعتراض عمر على علي «عليه السلام» حين تسبب في عتق سبي الفرس بإعتاقه
نصيبه منهم.
([1])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص202 والغارات (هامش) ج1 ص92
وبحار الأنوار ج41 ص138 و 139 ونهج السعادة ج8 ص447 وشرح إحقاق
الحق ج32 ص245.
([2])
مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص.. و (ط المكتبة
الحيدرية) ج1 ص388 و (ط أخرى) ج2 ص122 وبحار الأنوار ج41 ص32
وراجع: الثاقب في المناقب ص405 ونهج السعادة ج8 ص452.
|