صفحة : 91-114   

علي وحزن الزهراء على أبيها:

وعن علي «عليه السلام» قال: غسلت النبي «صلى الله عليه وآله» في قميصه، فكانت فاطمة «عليها السلام» تقول: أرني القميص. فإذا شمته غشي عليها. فلما رأيت ذلك غيبته([1]).

ونقول:   

    إن الزهراء «عليها السلام» لم تكن جزوعة، ولا مغرقة ولا متجاوزة الحد في التعلق بأبيها من الناحية العاطفية، وإنما كانت تعرف في رسول الله «صلى الله عليه وآله» من المعاني، ومن أسرار النبوة ما يجعل الجزع عليه قليلاً في حقه مهما بلغ. وتعرف أن الجزع عليه ليس بحرام، بل هو طاعة وعبادة. وقد قال علي «عليه السلام»: إن الجزع لقبيح إلا عليك.

    ولذلك لم نر علياً «عليه السلام» ينهاها، أو يطلب منها أن تخفف من حزنها، وذلك لأنه يرى: أن ذلك هو حقها الطبيعي، الذي لو لم يبلغ هذا الحد، لدل على نقص في معرفتها، أو في عصمتها، ومن ثم في مقامها.

    وهذا يفسر لنا اختياره لطريقة التعامل مع هذا الأمر، لا من حيث أنه يرى ذلك في غير محله، أو أنه زائد عن حده، بل من منطلق الرفق بها، والسعي لتخفيف عبء المسؤولية الأخلاقية، والإيمانية الملقاة على عاتقها، التي تقضي بلزوم وفائها لأشرف وأفضل والد وحبيب، وأحب الخلق لله تبارك وتعالى.

الجزع على رسول الله :

روى المفيد بسنده إلى ابن عباس قال: لما توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله» تولى غسله علي بن أبي طالب «عليه السلام» والعباس معه، والفضل بن العباس.

فلما فرغ «عليه السلام» من غسله كشف الإزار عن وجهه، ثم قال: بأبي وأمي، طبت حياً، وطبت ميتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك، من النبوة، والأنبياء، خصصت حتى صرت مسلياً عمن سواك، وعممت حتى صار الناس فيك سواء.

ولولا أنك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك الشؤون، ولكان الداء مماطلاً، والكمد محالفاً، وقلَّا لك، ولكنه ما لا يملك رده، لا يستطاع دفعه.

ثم أكب عليه، فقبل وجهه، والإزار عليه([2]).

والشؤون: هي منابع الدمع في الرأس.

وتقبيل الإزار على رسول الله «صلى الله عليه وآله» يدحض ما يزعمه بعض الناس من حرمة تقبيل قبور الأنبياء، وعدم جواز التبرك بآثارهم..

الجزع قبيح إلا عليك:

قد يقال: إن علياً «عليه السلام» ذكر أن امتناعه عن إنفاذ ماء الشؤون على النبي «صلى الله عليه وآله»، لأن ذلك يعد جزعاً، والنبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر بالصبر، ونهى عن الجزع.

مع أن ثمة نصاً آخر مروياً عنه «عليه السلام» يخالف هذا المعنى، ويدل على أنه لا مانع من الجزع عليه «صلى الله عليه وآله»، حيث يقول: «إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك»([3]).

وقـد جزع الإمـام الصـادق «عليه السلام» على ابنـه إسماعيـل جـزعـاً شديداً([4]).

وجزع آدم على ابنه هابيل([5]). فما هذا التناقض؟!

ونجيب:

أولاً: إنه لا منافاة بين ذلك كله، فإن الجزع قد يكون محرماً، حتى لو كان جزعاً على النبي «صلى الله عليه وآله» والوصي، وذلك إذا كان يجزع على الميت، لمجرد كونه أباً أو قريباً إن كان لا يؤمن بأنه نبي أو ولي، أو لتخيل فوات أمر دنيوي بموته، فالجزع هو على الأمر الدنيوي، وكذلك الحال بالنسبة للجزع الذي يكون بلا فائدة أو عائدة، لا على الإنسان في مزاياه وأخلاقه، ولا على الدين..

كما أنه إذا كان المصاب بغير النبي والوصي فالجزع حرام، ويحل إذا كان المصاب بهما «صلوات الله عليهما وآلهما». شرط أن يكون له فائدة على الإنسان في إيمانه وتقواه، أو على نصرة الدين، وحفظ المسلمين، كجزع يعقوب على يوسف «عليهما السلام»، فقد كان جزعاً محبوباً لله ومطلوباً، لأنه يعطي الإنطباع عن قيمة الإنسانية في الإنسان، المتمثلة بما تجلى في يوسف «عليه السلام» من خصال الخير، وحميد الصفات، وفريد المزايا لدى أنبياء الله وأصفيائه، وهو يؤكد عظم الخسارة بفقد هذا النوع من الناس. وشدة قبح العدوان عليهم.

بالإضافة إلى فوائد أخرى تعود على الجازع نفسه، تكاملاً، وثباتاً، وصلابة في الدين، وجهاداً وصبراً في سبيل الله تعالى، إلى الكثير من الفوائد الأخرى..

فهذا الجزع المفيد جداً محبوب ومطلوب لله تعالى، حتى لو أدى إلى العمى، أو الخوف من أن يكون حرضاً([6]) أو أن يكون من الهالكين..

والجزع حسن أيضاً حين يحرج أهل الباطل، ويبين قسوتهم على الأبرياء وأهل الحق، ويحرك المشاعر الإنسانية عندهم.

وأما الجزع على الناس العاديين الذي لا دافع له إلا شدة التعلق العاطفي، ولا فائدة منه ولا عائدة، فهو مبغوض لله، ومحرم على عباد الله تبارك وتعالى. لأنه إنما يعبر عن أنانية طاغية، وحب عارم للدنيا، وتعلق مقيت بها، لأنه إنما يجزع على شيء فقده، ولذة فاتته.

والجزع قبيح أيضاً، عندما يوحي بضعف المحق، ويكون إقراراً بالهزيمة، ويطمع العدو ويغريه بالإمعان في ممارسة العدوان والبغي. وعندما يجعل العدو يشعر بنشوة النصر.

وربما يبلغ حدّ إظهار الإعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.

وهذا يفسر لنا الروايات الصحيحة التي أكدت على استحباب الجزع على الإمام الحسين «صلوات الله وسلامه عليه»، ويبين لنا المراد من قول علي «عليه السلام» وهو يرثي رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن الجزع قبيح إلا عليك الخ..».

ثانياً: قد يشار هنا إلى جواب آخر أيضاً، وهو: أن الجزع، وإن كان جائزاً عليه «صلى الله عليه وآله»، وله درجة من الثواب، ولكن التجلد والصبر هو الأفضل، والأكثر ثواباً لأن فيه المزيد من المشقة والجهد، وهو أيضاً يوجب ثبات الناس على دينهم، وعدم السقوط أمام التحدي الكبير الذي ينتظرهم، بل قد يتخذ منه بعض المغرضين ذريعة للتخلف عن جيش أسامة، فأصبح بذلك مرجوحاً، وربما يكون محرماً، وإن كان لولا ذلك لكان هو الأفضل والأرجح.

أبو بكر لا يحزن لموت الرسول :

وقد دلتنا بعض الروايات: على أن أبا بكر لم يكن حزيناً لموت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقد روي: أن أبا بكر قال لعلي «عليه السلام»: ما لي أراك متحازناً.

فقال له علي «عليه السلام»: إنه قد عناني ما لم يعنك.

فاضطر أبو بكر إلى إنكار ذلك والتظاهر بالحزن، فراجع([7]).

وهذا يفسر دعاوى محبي أبي بكر بأنه كان أشجع الصحابة، لأن غيره لم يتحمل صدمة موت الرسول. أما هو فبقي متماسكاً!! فإن تماسكه كان لأجل عدم اهتمامه بموته «صلى الله عليه وآله»..

تعزية الخضر برسول الله :

عن أنس قال: لما قبض النبي «صلى الله عليه وآله» أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى [رقابهم] فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء، فانظروا، فإن المصاب من لم يجبره.

فانصرف، وقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟!

قال أبو بكر وعلي: نعم، هو أخو رسول الله «صلى الله عليه وآله» الخضر «عليه السلام»([8]).

ونقول:

أولاً: قال الصالحي الشامي عن هذا الحديث: قد ذكر في كتاب الموضوعات([9]).

وقال البيهقي: هذا منكر بمرة([10]).

وقال الذهبي: عباد بن عبد الصمد، منكر الحديث([11]).

ثانياً: روى محمد بن عمر برجال ثقات، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم عن علي «عليه السلام»: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما قبض وكانت التعزية به، جاء آت، يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال:

السلام عليكم، أهل البيت ورحمة الله بركاته ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ([12]) إن في الله تعالى عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المحروم من حرم الثواب، وإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فقال علي: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر «عليه السلام»([13]).

ولعل هذا أقرب إلى الصواب، والله هو العالم بالحقائق.

ونقول:

إن لنا بعض الوقفات مع ما سبق، فلاحظ ما يلي:

الأنصار الذين حضروا دفن رسول الله :

بالنسبة لمطالبة الأنصار بالمشاركة في تجهيز ودفن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نقول:

إن الأنصار لم يحضروا كلهم في سقيفة بني ساعدة، ولعله قد بقي أعداد منهم، ومن المهاجرين أيضاً في محيط المسجد.. ممن لم يكن لهم حول ولا قوة، ولا تأثير ظاهر في النشاطات السياسية، فأحبوا إشراكهم في بعض الأمر، فطلبوا ذلك من علي «عليه السلام»، فلبى طلبهم بإشراك أوس.

إشـارة:

قد دل النص الآنف الذكر رقم 1 والنص رقم 3 على عدم حضور شقران، وأسامة بن زيد، وصالح دفن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأنهم لم يكونوا من أهل النبي «صلى الله عليه وآله»، ولا من أقاربه..

الصدمة الكبرى لعائشة:

قال علي «عليه السلام» لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا رسول الله، أمرتني أن أصيرك في بيتك إن حدث بك حدث؟!

قال: نعم يا علي بيتي قبري.

قال علي «عليه السلام»: فقلت: بأبي وأمي، فحد لي أي النواحي أصيرك فيه.

قال: إنك مسخر بالموضع وتراه.

قالت له عايشة: يا رسول الله، فأين أسكن؟!

قال: «اسكني أنت بيتاً من البيوت، إنما هو بيتي، ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك، فقري في بيتك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى، ولا تقاتلي مولاك ووليك ظالمة شاقة، وإنك لفاعلة».

فبلغ ذلك من قوله عمر، فقال لابنته حفصة: مري عايشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده، فإنه قد استهيم فيه في حياته وعند موته، إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد، فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها، تسلك إلى أي المسالك شاءت([14]).

ونقول:

1 ـ سيأتي أنه «صلى الله عليه وآله» دفن في بيت علي والزهراء «عليهما السلام»..

2 ـ تدل الرواية: على أن البيوت لم تكن للزوجات، وأنه «صلى الله عليه وآله» لم يملكهن إياها، فلماذا إذن منعت عائشة من دفن الإمام الحسن «عليه السلام» مع جده، وقالت: نحوا ولدكم عن بيتي، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب([15]).

3 ـ إن عائشة هي التي بادرت إلى تحديد موضع دفن النبي «صلى الله عليه وآله»، وأنه في بيتها، ولكن ذلك لا يعني أن تجري الأمور وفق هواها، فقد يجاريها النبي «صلى الله عليه وآله» الآن، ثم يأمر علياً «عليه السلام» بدفنه حيث يقبضه الله تعالى، وهكذا كان.

4 ـ إن علياً «عليه السلام» يطلب من النبي «صلى الله عليه وآله» تحديد مكان دفنه ـ مع أن علياً «عليه السلام» يعرف الموضع ويراه ـ لأجل أن يسمع الآخرين الجواب، ولكي لا يتهم بأنه «عليه السلام» يتصرف من عند نفسه.

5 ـ قول النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: إنك مسخر بالموضع، وتراه. يدل على أن علياً «عليه السلام» إنسان إلهي مسدد، ومؤيد منه تعالى، وله خصوصيات ليست لغيره، ولذلك فهو لا يحتاج إلى تحديد الموضع من قبل الرسول «صلى الله عليه وآله»، فالمكان مسخر له وهو يراه.

6 ـ ويلاحظ هنا: إهتمام عائشة بموضع سكناها لو دفن النبي «صلى الله عليه وآله» في حجرتها، مع أن المفروض هو أن تهتم بحياة الرسول، وبموضع دفنه، وأن تعلن أنها مستعدة للتضحية بكل شيء في سبيل امتثال أوامره، وتلبية حاجاته، وتنفيذ رغباته. وأن يشغلها ألم فراقه عن هم سكناها بعده..

7 ـ إن الرواية تصرح: بأنه «صلى الله عليه وآله» أمر عائشة بأن تقر في بيتها، في إشارة منه لها بأنه سوف لا يدفن في ذلك البيت، لتحتاج إلى البحث عن غيره لسكناها.

8 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» أخبرها بأنها سوف لا تقر في بيتها، بل هي سوف تخرج منه لمحاربة إمام زمانها ووليها ظالمة له..

9 ـ قد يحق للناظر أن يبدي إحتمال أن يكون هذا الحوار بين النبي «صلى الله عليه وآله» وعائشة قد جاء توطئة لتوجيه التحذير لعائشة مما ستقدم عليه من الخروج على إمام زمانها، ليكون ذلك من الإخبارات الغيبية، ومن أعلام نبوته «صلى الله عليه وآله».. وأن خلافة علي أمر إلهي يعرف النبي عن الله كل تفاصيل ما يجري فيه..

10 ـ إن هذا الحوار أيضاً قد أنتج جرأة هائلة من عمر بن الخطاب على رسول الله «صلى الله عليه وآله» حيث رد على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقرر لابنته حفصة: أن البيت بيتها، ولا ينازعها فيه أحد..

وكلمته الأخيرة تشير إلى أنه كان مطمئناً إلى أنه سوف يملك القدرة على رد كلام رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد وفاته!!

11 ـ والأمر والأدهى إتهام عمر لرسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنه استهيم بعلي «عليه السلام» حياً وميتاً.. وكأنه يريد أن يقول: إن تصرفاته «صلى الله عليه وآله» لا تستند إلى مبررات معقولة، بل هي نتيجة هيام خارج عن دائرة التعقل والحكمة.

وهذا يتناغم مع قوله في رزية يوم الخميس عن النبي «صلى الله عليه وآله»: إن الرجل ليهجر، أو غلبه الوجع.

12 ـ إن عمر قد أمر عائشة بالإمتناع عن مفاتحة النبي «صلى الله عليه وآله» بشيء من أمر علي «عليه السلام»، وأن لا تراده الكلام فيه، ربما لأنه خشي أن يتسبب ذلك بتصريح النبي «صلى الله عليه وآله» بأمور حول مقام علي «عليه السلام» تزيد من تعقيد الأمور أمام مشاريعهم الإستئثارية..

13 ـ وأخيراً، فإن هذا التوجيه العمري لعائشة يُظهِر مدى التنسيق بين أركان هذه الجماعة في موضوع إقصاء علي «عليه السلام»، والإستئثار بالأمر دونه..

أين دفن النبي ؟!:

قد عرفنا: أنه «صلى الله عليه وآله» دفن في الموضع الذي قبض فيه، وقد روي عن عائشة قولها: اختلفوا في دفنه «صلى الله عليه وآله» فقالت لعلي «عليه السلام»: إن أحب البقاع إلي مكان قبض فيه نبيه([16]).

وكان «صلى الله عليه وآله» خرج فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يده على عاتق علي «عليه السلام»، والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا إلى بيت فاطمة «عليها السلام»..

وهناك قبض «صلى الله عليه وآله»..

ودفن في هذا البيت بالذات..

وقد ذكرنا أدلة كثيرة على هذا الأمر، وحددنا مكان بيت علي وفاطمة «عليهما السلام» من جهة، وبيت عائشة من جهة أخرى في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج33 ص119ـ 139 فلا بأس بالرجوع إليه..

حديث سم النبي :

1 ـ روي: أنه لما رجع النبي «صلى الله عليه وآله» من خيبر، جاءته امرأة من اليهود ـ قد أظهرت الإيمان ـ بذراع مسمومة، وأخبرته أنها كانت قد نذرت ذلك له..

وكان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» البراء بن معرور، والإمام علي «عليه السلام»، فطلب النبي «صلى الله عليه وآله» الخبز، فجيء به، فأخذ البراء لقمة من الذراع، ووضعها في فيه..

فقال «عليه السلام»: لا تتقدم رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال له البراء: كأنك تبخِّل رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

فأخبره الإمام علي «عليه السلام»: بأنه ليس لأحد أن يتقدم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأكل ولا شرب، ولا قول ولا فعل..

فقال البراء: ما أبخِّل رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

فقال الإمام علي «عليه السلام»: ما لذلك قلت. ولكن هذا جاءت به يهودية، ولسنا نعرف حالها، فإذا أكلتها بدون إذنه وكلت إلى نفسك..

هذا.. والبراء يلوك اللقمة، إذ أنطق الله الذراع، فقالت: يا رسول الله، إني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، ومات.

ثم دعا «صلى الله عليه وآله» بالمرأة فسألها..

فأجابته بما يتضمن الإعتراف بالجريمة، وأنه إن كان نبياً لم يضره ذلك، بل سوف يخبره الله به.

فأخبرها النبي «صلى الله عليه وآله» بأن البراء لو أكل بأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» لكفي شره وسمه..

ثم دعا بقوم من خيار أصحابه، فيهم سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وصهيب، وبلال، وعمار، وقوم من سائر الصحابة تمام العشرة، والإمام علي «عليه السلام» حاضر..

فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» الله تعالى، ثم أمرهم بالأكل من الذراع المسمومة، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا الماء.

وحبس المرأة، وجاء بها في اليوم التالي.. فأسلمت..

ولم يصلِّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» على البراء، حتى يحضر الإمام علي «عليه السلام»، ليُحِلَّ البراء مما كلمه به حين أكل من الشاة.. وليكون موته بذلك السم كفارة له..

فقال بعض من حضر: إنما كان مزحاً مازح به علياً، لم يكن جداً فيؤاخذه الله عز وجل بذلك.

فقال «صلى الله عليه وآله»: لو كان ذلك منه جداً لأحبط الله أعماله كلها. ولو كان تصدق بمثل ما بين الثرى إلى العرش ذهباً وفضة، ولكنه كان مزحاً وهو في حل من ذلك، إلا أن رسول الله يريد أن لا يعتقد أحد منكم: أن علياً «عليه السلام» واجد عليه، فيجدد بحضرتكم إحلالاً، ويستغفر له، ليزيده الله عز وجل بذلك قربة ورفعة في جنانه.. الخ([17]).

2 ـ وفي رواية عن الأصبغ، عن الإمام علي «عليه السلام»: أنه يقال للمرأة اليهودية: عبدة.

وأن اليهود هم الذين طلبوا منها ذلك، وجعلوا لها جعلاً.

فعمدت إلى شاة فشوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقالت: يا محمد، قد علمت ما توجَّب لي من حق الجوار، وقد حضر في بيتي رؤساء اليهود، فزينِّي بأصحابك..

فقام «صلى الله عليه وآله» ومعه الإمام علي «عليه السلام»، وأبو دجانة، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة من المهاجرين..

فلما دخلوا، وأخرجت الشاة، سدت اليهود آنافها بالصوف.

وقاموا على أرجلهم، وتوكأوا على عصيهم..

فقال لهم النبي «صلى الله عليه وآله»: اقعدوا..

فقالوا: إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به.

وكذبت اليهود لعنهم الله، إنما فعلت ذلك مخافة سَوْرة السم.. ودخانه..

ثم ذكرت الرواية: تكلُّم كتف الشاة، وسؤال النبي «صلى الله عليه وآله» لعبدة عن سبب فعلها، وجوابها له.. وأن جبرئيل هبط إليه وعلَّمه دعاء، فقرأه النبي «صلى الله عليه وآله»، وكذلك من معه، ثم أكلوا من الشاة المسمومة، ثم أمرهم أن يحتجموا([18]).

ونقول:

قد أثبتنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» الجزء 33 فصل: رسول الله «صلى الله عليه وآله» مات شهيداً، إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» مات مسموماً..

غير أن ما يعنينا هنا هو التعرض للروايات التي ذكرت الإمام علياً «عليه السلام» في سياق حركة الأحداث في هذا الموضوع.. والرواية التي ذكرناها آنفاً هي الأوضح والأصرح في ذلك.. فالمطلوب هو الوقوف عند بعض ما تضمنته من إشارات، فنقول:

أولاً: ذكرت الرواية الأولى: أن البراء بن معرور أكل من الشاة المسمومة فمات، مع أن البراء قد توفي قبل هجرة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة بشهر([19])، وقضية خيبر كانت في السنة السابعة بعد الهجرة.

وقد يقال: المراد بشر بن البراء، فسقطت كلمة «بشر» سهواً..

ويجاب:

بأن سقوطها مرات عديدة في رواية واحدة بعيد.

ثانياً: اختلفت الروايات في الذي أكل من الشاة، هل هو البراء بن معرور، أو بشر بن البراء بن معرور، أو بشر بن البراء بن عازب؟!

وهل كانت هذه القضية في المدينة، أو في خيبر؟!

واختلفت أيضاً في موت أحد ممن كان مع النبي، أو عدم موت أحد.. وهناك اختلافات كثيرة بين الروايات لا حاجة إلى استقصائها.

ثالثاً: ذكرت الرواية المتقدمة: أن علياً «عليه السلام»، صرح بأنه يشك في سلامة هدية تلك اليهودية، حيث قال: ولسنا نعرف حالها.. فلماذا لم يشك رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيها أيضاً؟!.. وإن كان قد شك بها، فلماذا لم يحذر من معه من الأكل منها قبل التثبت من حالها؟!

ولماذا بادر هو «صلى الله عليه وآله» إلى الأكل منها ما شاء الله؟! كما ورد في بعض نصوص الرواية([20]).

ولماذا لم يحذره علي «عليه السلام» من ذلك كما حذر البراء؟!

ولماذا لم يأخذ البراء بتحذير علي؟!

وإن كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد سمع تحذير علي للبراء، فلماذا لم يرتب هو الأثر عليه؟!

وإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» حاضراً وسامعاً للحوار بين علي «عليه السلام» وبين البراء، فلماذا لم يتدخل لحسم النزاع؟!

رابعاً: عددت الرواية المتقدمة عن التفسير المنسوب للإمام العسكري الأشخاص الذين دعاهم النبي «صلى الله عليه وآله» للأكل من الذراع، وكانوا من خيار أصحابه، وذكرت صهيب الرومي منهم!! مع أن صهيباً كان عبد سوء، وكان من أعوان المعتدين على الزهراء، والغاصبين لحق علي، وتخلف عن بيعته «عليه السلام» أيضاً، وكان من المعادين لأهل البيت([21]).

خامساً: كيف يأكل خيار أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» من الشاة المسمومة إلى حد الشبع، ثم لا يصيبهم شيء، ويعيشون إلى عشرات الأعوام بعد ذلك.. ولكنه هو «صلى الله عليه وآله» وحده الذي وجد ألم أكلته بخيبر، بعد ثلاث سنوات، وإن أبهره قد انقطع، وما زال ينتقض به سمه حتى مات؟!..

سادساً: إن رواية التفسير تقول: إنه «صلى الله عليه وآله» لم يصل على البراء إلى أن يأتي علي «عليه السلام» ليحلّه مما كلمه به، وليكون موته بذلك السم كفارة له..

فلما اعترضوا على النبي «صلى الله عليه وآله» بأن البراء قد قال ذلك مزاحاً، ولا يؤاخذ الله بالمزاح، تراجع «صلى الله عليه وآله» وقال: «..ولكنه كان مزحاً، وهو في حل من ذلك».

ثم اعتذر لهم عن موقفه الأول بأنه أراد أن لا يعتقد أحد أن علياً واجد عليه، فأراد أن يجدد بحضرتهم إحلالاً له، ويستغفر له، ليزيده بذلك قربة ورفعة في جنانه، وكأن الرواية تنسب التدليس والإخبار بغير الحق إليه «صلى الله عليه وآله»، ثم التراجع عن ذلك بعد ظهور الأمر.. وحاشاه من ذلك كله..

كما أننا لم نعرف الوجه لتعبيره بكلمة «..ولكنه كان مزحاً، وهو في حل من ذلك» مع أن المناسب أن يقول: إن كان مزحاً فهو في حل الخ..

سابعاً: كيف صدق المسلمون اليهود في قولهم: إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد.. وهم لم يؤمنوا بعد برسول الله؟!

ألم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» قد زارهم قبل ذلك، واجتمع بهم؟! فهل كانوا يقومون أيضاً، ويسدُّون آنافهم بالصوف..حتى لا يتأذى بأنفاسهم؟!.

وحين سدوا آنافهم بالصوف مخافة سَوْرة السم، هل تنفسوا من أفواههم بعد سد الآناف؟!..

وهل التنفس من الفم يمنع من سَوْرة السم حقاً؟!

أم أنهم سدوها بالصوف، والتزموا بأن يتنفسوا منها أيضاً؟

إن الرواية لم توضح لنا ذلك!!

وإذا كان السم يؤثر إلى هذا الحد، فلا حاجة بهم إلى إطعام الرسول «صلى الله عليه وآله» من الشاة، بل يكفي أن يضعوها أمامه.. ويدخل السم إلى بدنه الشريف عن طريق التنفس.

ثامناً: إذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد علم بالسم، وقرأ الدعاء، وأمرهم بأكل ما هو مسموم، ليظهر المعجزة، والكرامة بذلك، فما معنى أمره لمن معه بالإحتجام بعد ذلك؟!..

فهل أثّر الدعاء في حجب أثر السم، أم لم يؤثر؟ فإن كان قد أثّر، فما الحاجة إلى الحجامة؟!. وإن كان لم يؤثر، فلماذا كان الدعاء؟!

وإذا كان قد أثر، فلماذا مات هو «صلى الله عليه وآله» من ذلك، ووجد انقطاع أبهره بعد ثلاث سنوات؟!

وكيف أقدم «صلى الله عليه وآله» على تناول سم يؤدي إلى الموت، من دون تثبُّت من تأثير الدعاء في منع تأثيرالسم؟!


([1]) أهل البيت لتوفيق أبي علم ص166 وفاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج1 ص113 عنه، وبحار الأنوار ج43 ص157 ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» وما نزل من القرآن في علي لابن مردويه الأصفهاني ص196 وبيت الأحزان ص167 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص436 وج19 ص154.

([2]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص228 والأمـالي للمفيد ص60 و (نشـر دار = = المفيد) ص103 وبحار الأنوار ج22 ص327 و 527 و 542 والأنوار البهية ص45 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص162 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص24 و تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص488.

([3]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص71 وبحار الأنوار ج79 ص134 ودستور معالم الحكم ص198 وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص150 وغرر الحكم ص103 ونهاية الأرب ج5 ص193 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص498 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص195.

([4]) راجع: بحار الأنوار ج 47 ص242 و 249 و250 وج79 ص84 و 86 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص474 و 526 وإعـلام الـورى ج1 ص546 وكشف الغمة ج2 ص395 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص60 والحدائق الناضرة ج4 ص166 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص179 وكمال الدين ص73 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص241 و 277 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص892 و 919 والإرشاد للمفيد ج2 ص209 .

([5]) بحار الأنوار ج11 ص224 و 230 و 240 و264 وج23 ص59 و 63 و 64 وعلل الشرائع ج1 ص19 وتفسير العياشي ج1 ص306 وتفسير القمي ج1 ص166 والتفسير الصافي ج1 ص416 وج2 ص29 وتفسير نور الثقلين ج1 ص432 و 616 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص341 وقصص الأنبياء للراوندي ص58.

([6]) حَرِضَ حَرَضاً من باب تعب: أشرف على الهلاك. راجع مجمع البحرين ج1 ص489.

([7]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص312 وكنز العمال ج7 ص159 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص230 وحياة الصحابة ج2 ص82 وعن نهاية الإرب ج18 ص396 ـ 397.

([8]) سبل الهـدى والرشـاد ج12 ص340 عن ابن أبي الدنيا، والحاكـم، والبيهقي، = = ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص109 وبحـار الأنـوار ج79 ص97 وتفسير الآلوسي ج15 ص322 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص424 والبداية والنهاية ج1 ص387 وج5 ص298 وإمتاع الأسماع ج14 ص564 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص551 وقصص الأنبياء لابن كثير ج2 ص228.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص340.

([10]) دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص269 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص424 و البداية والنهاية لابن كثير ج5 ص298 وإمتاع الأسماع ج14 ص564.

([11]) ميزان الإعتدال ج2 ص369 وراجع: التاريخ الكبير البخاري ج6 ص41 وضعفاء العقيلي ج3 ص137 والجرح والتعديل للرازي ج6 ص82 وبيان خطأ البخاري للرازي ص75 وكتاب المجروحين لابن حبان ج2 ص170 والكامل لابن عدي ج2 ص210 وج4 ص342.

([12]) الآية 185 من سورة آل عمران.

([13]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص340 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص211 و (ط دار صادر) ج2 ص275 وانظر المطالب العالية ج4 ص259 وكنز العمال ج7 ص251 والمعجم الكبير ج3 ص129 ومجمع الزوائد ج9 ص35 والإصابة ج2 ص266 و 267 والدر المنثور ج2 ص107 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص444 وتفسير ابن أبي حاتم ج9 ص3076 وراجع: بحار الأنوار ج22 ص505 و 515 وج39 ص132 والأمالي للصدوق ص166 وعن إكمال الدين ص219 و 220 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص84 وروضة الواعظين ص72 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص308.

([14]) بحار الأنوار ج22 ص494 عن الطرف ص46.

([15]) راجع: الإرشاد للمفيد ج2 ص18 والخرائج والجرائح ج1 ص242 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص149 وبحار الأنوار ج44 ص153 و 154 و 157 والأنوار البهية ص92 والدرجات الرفيعة ص125 وقاموس الرجال ج12 ص300 وأعيان الشيعة ج1 ص576 والجمل للمفيد ص234 وكشف الغمة ج2 ص209 مناقب آل أبي طالب ج3 ص204. وراجع: روضة الواعظين ص168.

([16]) مجمع الزوائد ج9 ص112 والخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص486 ومسند أبي يعلى ج8 ص279 والبداية والنهاية ج7 ص397 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص394 والغدير ج7 ص189 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص693.

([17]) راجع: بحار الأنوار ج17 ص318 و 320 و 396 والتفسير المنسوب للإمام العسكري ص177 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص128 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للهمداني ص646.

([18]) راجع: الأمالي للصدوق ص294 وبحار الأنوار ج17 ص395 و 396 وج92 ص140 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص80 وروضة الواعظين ص61 ومستدرك الوسائل ج16 ص307 والثاقب في المناقب ص81 والجواهر السنية ص139 وجامع أحاديث الشيعة ج23 ص542.

([19]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص308 أسد الغابة ج1 ص174 والإصابة ج1 ص144 و145 و (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص415 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص136 و (ط دار الجيل) ج1 ص152 وفتح الباري ج5 ص276 وج7 ص173 والثقات لابن حبان ج1 ص136 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص620 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص239 وصحيح ابن حبان ج15 ص474 والمستدرك للحاكم ج3 ص181 وبحار الأنوار ج19 ص132 ونيل الأوطار ج4 ص91 وإعانة الطالبيين ج2 ص123 وراجع: كنز العمال ج13 ص294 وتاريخ مدينة دمشق ج56 ص19.

([20]) راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظ «صلى الله عليه وآله» ج33 فصل: رسول الله «صلى الله عليه وآله» مات شهيداً.

([21]) راجع فيما تقدم: ترجمة صهيب في قاموس الرجال ج5 ص135 ـ 137 وغيره.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان