صفحة : 241-268   

الفصل الأول: لا حاجة لنا بمصحف علي

 علي يجمع القرآن:

قالوا:

فلما رأى علي «عليه السلام» غدر الناس، وقلة وفائهم، ونكث العهود والعقود، وعدم وفائهم بمقتضيات البيعة، وذهابهم في التيه، وعصيان أمر الله ورسوله، وعدم اطاعتهم إمامهم المنصوص عليه.. لزم بيته، وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج حتى جمعه كله، فكتبه على تنزيله، وكتب الناسخ والمنسوخ، والتفسير والتأويل، وغير ذلك..

فبعث إليه أبو بكر: أن اخرج فبايع.

فبعث إليه: إني مشغول، فقد آليت بيمين أن لا أرتدي برداء إلا للصلوات حتى أؤلف القرآن وأجمعه.

(وفي الروايات: أنه أرسل إليه مرتين، فيجيبه بنحو ذلك، فأرسل إليه في الثالثة قنفذاً، ثم ذكرت حديث الإحراق)([1]).

فجمعه في ثوب (واحد)، وختمه.

ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فنادى «عليه السلام» بأعلى صوته:

«أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب، فلم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها كلها في هذا الثوب، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وعلمني تأويلها.

فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله.

ثم دخل بيته. (وهو يتلو {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}([2]))([3]).

وفي نص آخر؛ عن أبي ذر الغفاري: أنه «عليه السلام» جاءهم بالقرآن الذي جمعه وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده، فلا حاجة لنا فيه، فأخذه «عليه السلام» وانصرف.

ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارياً للقرآن ـ فقال له عمر: إن علياً «عليه السلام» جاءنا بالقرآن، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن، ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار.

فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال لهم: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل كل ما عملتم؟!

ثم قال عمر: فما الحيلة؟!

قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.

فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك (وسيأتي شرح ذلك).

فلما استخلف عمر، سأل علياً «عليه السلام» أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه.

فقال «عليه السلام»: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة: إنَّا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا: ما جئتنا به.

إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.

فقال له عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم.

فقال علي «عليه السلام»: نعم، إذا قام القائم من ولدي، يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة به عليه صلوات الله عليه([4]).

علي أول من جمع القرآن:

لا شك في أن علياً «عليه السلام» أول من جمع القرآن، جمعه أولاً على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله».. ثم جمعه بعد وفاته «صلى الله عليه وآله» مباشرة.. وقد ذكرنا ذلك مع مصادره في كتابنا: «حقائق هامة حول القرآن الكريم».

ونحن نذكر هنا طرفاً مما ذكرناه هناك حول جمع علي «عليه السلام» القرآن، فنقول:

قال المعتزلي: إنه «عليه السلام» أول من جمع القرآن([5]).

وعن أبي جعفر «عليه السلام» قال: «ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن، إلا وصي محمد «صلى الله عليه وآله»([6]).

وكان قد جمعه على ترتيب النزول([7]).

وقال البعض: الصحيح: أن أول من صنف في الإسلام أمير المؤمنين علي «عليه السلام»، جمع كتاب الله جلّ جلاله([8])!!

وعن أبي جعفر «عليه السلام»: «ما ادّعى أحد من الناس: أنه جمع القرآن كما أنزل إلا كذاب. وما جمعه، وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب، والأئمة بعده»([9]).

علي جمع القرآن في عهد النبي :

ومما يدل صراحة على أنه «عليه السلام» كان قد جمع القرآن في عهد الرسول، ما روي عنه «عليه السلام»: «.. ما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلا أقرأنيها، وأملاها علي؛ فكتبتها بخطي. وعلمني تأويلها، وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها إلخ..»([10]).

وعن علي «عليه السلام»: لو ثنيت لي الوسادة؛ لأخرجت لهم مصحفاً، كتبته، وأملاه عليّ رسول الله «صلى الله عليه وآله»([11]).

علي × يجمع القرآن بعد الرسول :

ومن النصوص الدالة على جمعه فور وفاته، ما رواه أبو العلاء العطار، والموفق خطيب خوارزم، في كتابيهما، بالإسناد: عن علي بن رباح: «أن النبيّ «صلى الله عليه وآله» أمر علياً «عليه السلام» بتأليف القرآن ؛ فألفه، وكتبه»([12]).

بل قد يدل هذا النص على أن ذلك كان في عهد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه.

هذا.. وقد أمره النبيّ «صلى الله عليه وآله» بأن يتسلم القرآن الذي عنده، وأن يجمعه، وقد كان في الصحف، والجريد، والقرطاس، في بيته «صلى الله عليه وآله» خلف فراشه، حتى لا يضيع، كما ضُيِّعَ التوراة، والإنجيل.

فجمعه علي «عليه السلام» في ثوب أصفر، ثم ختم عليه في بيته، وقال: لا أرتدي حتى أجمعه..

قال: «.. كان الرجل ليأتيه؛ فيخرج إليه بغير رداء، حتى جمعه..»([13]).

زاد البعض: «فكان أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه..»([14]).

وقيل: إنه جمعه بعد موت النبي «صلى الله عليه وآله» بستة أشهر([15]).

وهذا بعيد.. فهناك أحداث عديدة جرت في تلك الفترة كان علي «عليه السلام» حاضراً وناظراً، ومؤثراً فيها.

وحلفه «عليه السلام»: أن لا يرتدي رداء حتى يجمع القرآن، ثم تخلفه ليجمعه، ثم عتاب عمر له على تخلفه عن بيعة أبي بكر، قد ذكر في مصادر أخرى أيضاً([16]).

وهذه الروايات تفسر لنا بشكل واضح ما ورد: من أنه صلوات الله وسلامه عليه، قد جمع القرآن بعد وفاة النبيّ «صلى الله عليه وآله» بثلاثة أيام([17]).

فإن المقصود: أنه بدأ جمعه في الأيام الثلاثة الأولى، أو أنه الف القرآن الذي كان خلف فراش النبي «صلى الله عليه وآله» ورتبه ونسقه ونظمه، وجمعه في خيط واحد.. وكان فيه الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه.. وغير ذلك مما تضمنه مصحف علي «عليه السلام»..

إذ يبعد أن يكون المقصود: أنه «عليه السلام»، قد كتب القرآن في ثلاثة أيام، إلا على سبيل الاعجاز، ولا يمكن أن يكون المقصود: أنه حفظه، كما يقوله البعض([18])، لأنه كان حافظاً له منذ بدء نزوله.

مواصفات مصحف علي :

وقد صرحت الروايات والنصوص بميزات كانت لمصحف علي «عليه السلام»، فقد قال المفيد «رحمه الله» وغيره: إن علياً كتب في مصحفه تأويل بعض الآيات، وتفسيرها بالتفصيل([19]).

وقال هذا الشيخ الجليل حول المصحف الموجود، ومقايسته بمصحف أمير المؤمنين «عليه السلام».

«..ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين «عليه السلام»، من تأويله، وتفسير معانيه، على حقيقة تنزيله. وذلك كان ثابتاً، منزلاً، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى، الذي هو القرآن المعجز، وقد سمي تأويل القرآن قراناً. قال تعالى: {وَلاَ تَعْجَلْ بِالقرآن مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}([20])؛ فسمى تأويل القرآن قرآناً»([21]).

وقال المفيد أيضاً: قدم المكي على المدني، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شيء منه في محله([22]).

وعن علي «عليه السلام»: «ولقد أُحضِروا الكتاب كَمَلاً، مشتملاً على التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، لم يسقط منه حرف ألف، ولا لام؛ فلما وقفوا على ما بينه الله، من أسماء أهل الحق والباطل، وأن ذلك إن أُظهِر نقص([23])، ما عهدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه..»([24]).

وقال الأبياري: «ويروي غير واحدٍ: أن مصحف علي، كان على ترتيب النزول، وتقديم المنسوخ على الناسخ..»([25]).

وقال الشيخ الصدوق: «قال أمير المؤمنين «عليه السلام»، لما جمعه؛ فلما جاء به؛ فقال لهم:

هذا كتاب الله ربكم، كما أنزل على نبيكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف.

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك.

فانصرف، هو يقول: «فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً؛ فبئس ما يشترون»([26]).

وتقدم: أن أول صفحة فتح عليها أبو بكر، وجد فيها فضائح القوم، أعني: المهاجرين والأنصار؛ فخافوا فأرجعوه إليه، ثم أمروا زيد بن ثابت بجمع القرآن لهم..

وقال ابن سيرين: إن علياً كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ.

وعنه: تطلّبت ذلك الكتاب، وكتبت فيه إلى المدينة ؛ فلم أقدر عليه([27]).

وعنه أنه قال: فبلغني: أنه كتبه على تنزيله؛ ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير([28]).

أو قال: لو أصيب ذلك الكتاب؛ لكان فيه العلم([29]).

وعن ابن جزي: لو وجد مصحفه «عليه السلام»؛ لكان فيه علم كثير([30]).

وعن الزهري: لو وجد لكان أنفع، وأكثر علماً([31]).

هذا.. ولا نستبعد: أن يكون هذا المصحف هو نفس المصحف، الذي دفعه أبو الحسن الرضا «عليه السلام» إلى البزنطي، وقال له: لا تنظر فيه.

 

قال: ففتحته، وقرأت فيه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}([32])؛ فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش، بأسمائهم، وأسماء آبائهم.

قال: فبعث إلي: أن ابعث إليّ بالمصحف([33]).

وليس في رواية الكشي: أنه قال له: لا تنظر فيه.. وهو الصواب؛ إذ لا معنى لأن يعطيه إياه، ثم يمنعه من القراءة فيه، إلا إذا كان يريد أن يختبره بذلك.. فيكون البزنطي قد سقط في الإختبار!!

وفي أخبار أبي رافع: أن النبيّ «صلى الله عليه وآله» قال في مرضه، الذي توفي فيه لعلي: «يا علي، هذا كتاب الله خذه إليك.

فجمعه في ثوب، فمضى إلى منزله؛ فلما قبض النبيّ «صلى الله عليه وآله» جلس علي؛ فألفه كما أنزل الله، وكان به عالماً»([34]).

أين هو مصحف علي ؟!:

قد يمكن أن نستظهر من رواية البزنطي السابقة: أن ذلك المصحف، الذي دفعه إليه الإمام الرضا «عليه السلام»، كان هو مصحف علي «عليه السلام».

ولكن ذلك لا يكفي لإثبات ذلك، كما هو ظاهر..

ولكن ثمة نصوص أخرى، تفيد: أن هذا المصحف موجود الآن عند الإمام الحجة المنتظر، قائم آل محمد «صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين»، وسيخرجه حين ظهوره، إن شاء الله تعالى..([35]).

ولعله هو القرآن الذي ورد في الروايات: أنه يعلّمه للناس، وأنه يخالف التأليف المعروف للمصحف..

خصائص مصحف علي :

ويتضح من النصوص الآنفة الذكر: أن مصحف عليّ «عليه السلام»، يمتاز بما يلي:

1 ـ إنه كان مرتباً على حسب النزول.

فنتج عن ذلك ان:

2 ـ قدّم فيه المنسوخ على الناسخ.

3 ـ كتب فيه تأويل بعض الآيات بالتفصيل.

4 ـ كتب فيه تفسير بعض الآيات بالتفصيل، على حقيقة تنزيله. ولعله كتب فيه التفاسير المنزلة تفسيراً من قبل الله سبحانه على حد الأحاديث القدسية.

5 ـ فيه المحكم والمتشابه.

6 ـ لم يسقط منه حرف ألف، ولا لام. ولم يزد فيه حرف، ولم يسقط منه حرف.

7 ـ فيه أسماء أهل الحق والباطل.

8 ـ كان بإملاء رسول الله «صلى الله عليه وآله» وخط عليّ «عليه السلام».

9 ـ كان فيه فضائح القوم ـ أعني: المهاجرين والأنصار ـ من الشخصيات التي لم تتفاعل مع الإسلام، كما يجب. ومنه ذِكر المنافقين بأسمائهم ونحو ذلك.

أمران لابدّ من التنبيه عليهما:

 الأول: إن ما ذكر من خصائص وميزات في مصحف عليّ «عليه السلام»، يوضح لنا السر في صعوبة تعلمه في زمن ظهور الحجة «عليه السلام» ؛ فقد روي عن أبي جعفر «عليه السلام»، قوله:

«إذا قام القائم من آل محمد «صلى الله عليه وآله»، ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزله الله عزّ وجلّ، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم؛ لأنه يخالف فيه التأليف»([36]).

الثاني: اتضح: أن مصحف عليّ «عليه السلام»، لا يفترق عن القرآن الموجود بالفعل، إلا فيما ذكر.. وقد اعترف بهذه الفوارق، علماء أهل السنة، ومؤلفوهم، ومحدثوهم، كما يظهر من ملاحظة النصوص المتقدمة، ومصادرها..

فمحاولة البعض اعتبار ذلك من المآخذ على الشيعة، على اعتبار: أن قرآناً آخر، يخرجه الإمام الحجة «عليه السلام»، يختلف عن القرآن الفعلي..([37]).

إن هذه المحاولة بعيدة عن الإنصاف، وليس لها ما يبررها على الإطلاق ؛ فالقرآن هو القرآن، وإضافة بعض التفسير والتأويل، وترتيبه حسب النزول، لا يوجب اختلافاً في أصله وحقيقته..

ما كتبه الرسول من القرآن لم يصل إلى الخلفاء:

إن الروايات السابقة، وكذلك حديث جمع زيد للقرآن من العسب واللخاف، وصدور الرجال، يؤكد: على أن زيداً لم يكتب مصحفه، اعتماداً على المصحف الذي كتب بحضرة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما يدَّعي البعض، ويُدَّعى أيضاً: أنه كان في بيت عائشة([38]).

بل هو قد كتب مصحفاً للخليفة وأعوانه، ولم يذكر فيه المحكم والمتشابه، ولا غير ذلك مما هو في مصحف علي «عليه السلام» الذي تسلّمه بأمر من النبيّ «صلى الله عليه وآله» نفسه، كما أسلفنا.

وتقدم: أنه «عليه السلام» قد جاءهم به، فلما رأوا أنه قد كتب فيه، ما لا يروق لهم؛ رفضوه، واكتفوا بجمع مصحف لهم، من عسب، ورقاع أخرى، ومن صدور الرجال، حسبما صرحت به رواياتهم.

المراد بالتنزيل:

وتقدم قول أمير المؤمنين «عليه السلام»: «..ولقد أحضروا الكتاب كَمَلاً، مشتملاً على التنزيل والتأويل»([39]).

والظاهر: أن المراد بالتنزيل: هو نفس القرآن..

أو: شأن نزول الآيات، كذكر أسماء المنافقين، ونحو ذلك..

أو: التفاسير، التي أنزلها الله تعالى على رسوله؛ شرحاً لبعض الآيات، مما لا سبيل إلى معرفته، إلا بالوحي، والدلالة الإلهية، كما هو الحال في بيان كيفيات الصلاة، ومقادير الزكاة.. ومعاني كثير من الآيات، التي تحتاج إلى توقيف منه تعالى؛ فينزل الله ذلك على النبيّ الأكرم «صلى الله عليه وآله»؛ ولا يكون ذلك قرآنا، بل هو من قبيل الأحاديث القدسية، التي هي وحي إلهي أيضاً.

ولعل ما ورد في بعض الروايات، التي سُجِّلت فيها بعض الإضافات، وقول الإمام «عليه السلام»: «هكذا أنزلت». يهدف إلى الإشارة إلى نزول تفسيرها من قبل الله سبحانه.

ويمكن أن يكون قد مزج هذا التفسير النازل بالآية، على سبيل البيان والتوضيح. باعتماد طريقة يتميز معها ما هو قرآن منزل عما هو تفسير منزل.

وكان التفسير المزجي معروفاً آنئذ، فقد جيء عمر بقرآن كتب على سبيل التفسير المزجي، فدعا بالمقراضين، وصار يفصل به الآية عن تفسيرها([40]).

أما التأويل، فالمراد به ما تنتهي إليه الأمور، من حيث تحقق مداليلها.

قال آية الله الخوئي «رحمه الله»: «ليس كل ما نزل من الله وحياً، يلزم أن يكون من القرآن؛ فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام: أن مصحف عليّ «عليه السلام»، كان مشتملاً على زيادات: تنزيلاً، أو تأويلاً.

ولا دلالة في شيء من هذه الروايات؛ على أن تلك الزيادات هي من القرآن. وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين «عليه السلام»؛ فإن ذكر أسمائهم لا بد وأن يكون بعنوان التفسير.

ويدل على ذلك: ما تقدم من الأدلة القاطعة، على عدم سقوط شيء من القرآن.

أضف على ذلك: أن سيرة النبيّ «صلى الله عليه وآله» مع المنافقين تأبى ذلك، فإن دأبه تأليف قلوبهم، والإسرار بما يعلمه من نفاقهم. وهذا واضح لمن له أدنى اطلاع على سيرة النبيّ «صلى الله عليه وآله»، وحسن أخلاقه؛ فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن، ويأمرهم بلعن أنفسهم، ويأمر سائر المسلمين بذلك، ويحثهم عليه، ليلاً ونهاراً؟! وهل يحتمل ذلك؟! حتى ينظر في صحته وفساده»!! ([41]).

ولكن لا يخفى أن السيد الخوئي يحتاج إلى بيان، فإن المنافقين وأهل المعاصي على أقسام:

الأول: اولئك الذين ظهرت منهم القبائح، وآذوا رسول الله، في نفسه وفي عترته من أمثال الحكم بن أبي العاص.. وغيره ممن سعوا في إضلال الناس، وإطفاء نور الله.

وقد لعن الله هذا الصنف، وأمر بلعنهم، ونهى عن قبول صدقاتهم، وعن الاستغفار لهم، وعن الصلاة عليهم، والقيام على قبورهم.. وغير ذلك.. ولا ضير في ذكر اسماء هؤلاء وفضحهم. وقد ذكر النبي «صلى الله عليه وآله» أسماء بعض المنافقين لحذيفة بن اليمان.

الثاني: أولئك الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. ثم تابوا، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم.

الثالث: أولئك الذين هم مرجون إلى أمر الله، إما أن يعذبهم، وإما يتوب عليهم.

والقسمان الثاني والثالث يحسن الستر عليهما، امتثالاً لأمر الله بالرفق بهم. أما القسم الأول فيحسن التبرؤ منه، والتحاشي عنه وسائر ما ذكرناه آنفاً، ولا ينافي ذلك حسن الخلق. بل محبوب ومطلوب لله تعالى.

وهذا بالذات يوضح لنا: كيف أن في سورة الأحزاب فضائح الرجال والنساء، من قريش، وغيرهم، حسبما روي عن الإمام الصادق «صلوات الله وسلامه عليه»، حيث أضاف قوله:

«يا ابن سنان، إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصوها، وحرفوها»([42]).

فإن المراد: أنهم حذفوا منها التفسير النازل، الذي جاء ليبين المراد منها، فهو من قبيل تحريف المعاني، كما تقدم بيانه.

ولكن آية الله السيّد الفاني «رحمه الله»، قد أورد على هذه الرواية: بأنه ليس من اللائق التحدث عن مساوئ النساء في القرآن([43]).

ونقول:

المراد بمساوئ النساء ما هو من قبيل حديث الله سبحانه عن تظاهر بعض نساء النبيّ «صلى الله عليه وآله»، وعن موضوع الملاعنة في الزنى، وغير ذلك..

فما ذكره «رحمه الله»، لا يصلح مانعاً.

فلعل المراد بكونها فضحت نساء قريش: أنه قد نزل في تفسير سورة الأحزاب بعض ما فعلته بعض نساء قريش تماماً، كما تحدث تعالى عن امرأة أبي لهب، حمالة الحطب، وعن امرأة نوح، وامرأة لوط، وغيرهن، وذكر بعض ما فعلن..

لو قرئ القرآن كما نزل:

وأخيراً.. فقد روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قوله: لو قرئ القرآن كما أُنزل، لأُلفينا (لألفيتمونا) فيه مسمّين([44]).

أي أن أسماءهم «عليهم السلام»، قد أنزلها الله سبحانه، تفسيراً لبعض الآيات.. كما هو الظاهر..

ويلاحظ: أن علياً «عليه السلام»، قد كتب القرآن كما أُنزل، وعرضه عليهم، ورفضوه..

والرواية الآنفة الذكر تقول: لو قرئ القرآن كما أُنزل، أُلفينا فيه مسمين..

وعن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أُنزل، ما اختلف اثنان»([45]).

فنستفيد من ذلك:

أولاً: إن معرفة الناس بالتفسيرات التي أنزلها الله سبحانه، وفيمن نزلت الآية، ومتى نزلت و.. و.. إلخ.. من شأنه أن يعرّف الناس على المخلص، والمزيف، وعلى الصحيح والسقيم، ويقطع الطريق على المستغلين، وأصحاب الأهواء، من النفوذ إلى المراكز الحساسة، ثم التلاعب بالإسلام، وبمفاهيمه، وقيمه.

وثانياً: إننا نجد الكثير من الروايات، التي زخرت بها المجاميع الحديثية والتاريخية لأهل السنة، تشير إلى حدوث بعض الاختلافات في قراءة القرآن. مع أن القرآن ـ كما روي عن أبي جعفر وسيأتي ـ واحد، من عند الواحد، ولكن الإختلاف يجيء من قبل الرواة.

فلو أن القرآن قرئ كما أنزل، لما اختلف اثنان حقاً، وإنما نشأ الإختلاف؛ لأن كل راو أراد أن يقرأ بلهجته، ويدخل تفسيراته، وتأويلاته، أو نحو ذلك..


([1]) بحار الأنوار ج28 ص231 وتفسير العياشي ج2 ص307 ونور الثقلين ج3 ص199 وغاية المرام ج5 ص337 والبرهان (تفسير) ج2 ص434.

([2]) الآية 187 من سورة آل عمران.

([3]) الإحتجاج ج1 ص207 و (ط دار النعمان) ج1 ص107 وكتاب سليم ج2 ص581 ـ 583 وبحار الأنوار ج28 ص265 و 266 وج89 ص40 ومجمع النورين ص96 و 97 وغاية المرام ج5 ص316 وبيت الأحزان ص106.

([4]) الإحتجـاج ج1 ص360 و 361 و (ط دار النعـمان) ج1 ص225 و 228    = = وبحار الأنوار ج89 ص42 و43 والأنوار النعمانية ج2 ص360 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص581 و 582 والصافي ج1 ص43 وج5 ص129 وج7 ص100 ونور الثقلين ج5 ص226 ومكيال المكارم ج1 ص61. وراجع بصائر الدرجات ص196 وبحر الفوائد ص99.

([5]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص27. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص292 وكتاب الأربعين للشيرازي ص422 وبحار الأنوار ج41 ص149 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص200 والصافي ج1 ص1 والقرآن في الإسلام للطباطبائي ص137 وأسد الغابة ج3 ص224.

([6]) تفسير القمي ج2 ص451 وبحار الأنوار ج89 ص48 عنه، والوافي ج5 ص274 عنه أيضاً، والصراط المستقيم ج1 ص366 (الهامش). وتفسير أبي حمزة الثمالي ص103 ونور الثقلين ج5 ص727.

([7]) راجع: الإتقان للسيوطي ج1 ص72 و (ط دار الفكر) ج1 ص171 و 195 عن ابن أبي داود، وسبل الهدى والرشاد ج11 ص335 وتاريخ الخلفاء ص185 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج4 (الذيل ص28 و 29 هامش) وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317 و 316 وفتح الباري ج9 ص47 والصافي ج1 ص1 والقرآن في الإسلام للطباطبائي ص134 و 137 والميزان ج12 ص128.

([8]) معالم العلماء ص2 و (ط قم) ص38 ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص233 ومرآة الكتب للتبريزي ص25 و 30 وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598.

([9]) بصائر الدرجات ص193 والكافي ج1 ص228 والبرهان ج1 ص20 و 15 = = وشرح أصول الكافي ج5 ص312 والصافي ج1 ص20 ونور الثقلين ج5 ص464 والبيان لآية الله الخوئي ص242 و 243 و (ط دار الزهراء سنة 1395) ص223 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج1 ص239 والوافي ج2، كتاب الحجة، باب 76 ص130. وراجع: كنز العمال ج2 ص373، وفواتح الرحموت (بهامش المستصفى) ج2 ص12.

([10]) كتاب سليم بن قيس ص99 و (ط النجف) ص106 و (ط أخرى) ص183 وبصائر الدرجات ص198 و (منشورات الأعلمي سنة 1404) ص218 والكافي ج1 ص64 والخصال ص257 وكمال الدين ج1 ص284 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص206 و 207 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص152 و 153 وتحف العقول ص196 والمسترشد ص235 وبحار الأنوار ج2 ص230 وج36 ص275 وج40 ص139 وج89 ص41 و 99 والإحتجاج ج1 ص223 وشواهد التنزيل ج1 ص48 والوافية للتوني ص138 والأصول الأصيلة ص27 والفوائد المدنية والشواهد المكية ص222 وتفسير العياشي ج1 ص253 والصافي ج1 ص19 ونور الثقلين ج1 ص318 وكنز = = الدقائق ج2 ص27 والبرهان في تفسير القرآن ج1 ص16 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص327 والصراط المستقيم ج3 ص258 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص5 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص16 و 143 ونهج السعادة ج7 ص144 والمعيار والموازنة ص300 وكتاب الأربعين للشيرازي ص309 وشرح أصول الكافي ج2 ص306 والتمهيد في علوم القرآن ج1 ص229 عنه، وأكذوبة تحريف القرآن، عن بعض من تقدم.

([11]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص41 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص320 وبحار الأنوار ج40 ص155 وج89 ص52.

([12]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص41 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص320 وبحار الأنوار ج40 ص155 وج89 ص52 وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598.

([13]) راجع: بحار الأنوار ج89 ص48 وراجع ص52 وتفسير القمي ج2 ص451 والصافي ج1 ص40 ونور الثقلين ج5 ص726 ومقدمة تفسير البرهان ص36 والمحجة البيضاء ج2 ص264 ومجمع البحرين ج1 ص399. وراجع: الإتقان ج1 ص57، والوافي ج5 ص274، وتاريخ القرآن للزنجاني ص44 و 45 و 64 وتاريخ القرآن للأبياري ص84 و 106 وعمدة القاري ج20 ص16 وأكذوبة تحريف القرآن ص17 عنه، وعن المصاحف للسجستاني. وراجع: فتح الباري ج9 ص10 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص41.

([14]) راجع: شواهد التنزيل ج1 ص36 والبيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص503 وتاريخ القرآن للأبياري ص84 والفهرست لابن النديم ص30 وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317 و 316 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج17 ص527 وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج1 ص7.

([15]) المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص140 و 141 و (ط دار النعمان) ج1 ص319 وبحار الأنوار ج40 ص155 وج89 ص51 وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598.

([16]) المصنف لعبد الرزاق ج5 ص450 وفي هامشه عن أنساب الأشراف ج1 ص587 وشواهد التنزيل ج1 ص37 و 38 وراجع: والإستيعاب ج3 ص974 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص338 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص398 و 399 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص637 والوافي بالوفيات ج17 ص167 ونهج الإيمان ص579 وينابيع المودة ج2 ص408 وأعيان الشيعة ج1 ص89 و 597 وحياة الصحابة ج3 ص355 وحلية الأولياء ج1 ص67 وكنز العمال ج2 ص373 و (ط مؤسسة الرسالة) ج2 ص588 وج13 ص128 وتاريخ الخلفاء ص185 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص41 عن أبي نعيم، وعن الخطيب في الأربعين، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317 و 316 وراجع: الإحتجاج ج1 ص98 و 281 وكتاب الأربعين للشيرازي ص238 وبحار الأنوار ج28 ص191 وج29 ص419 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص43 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج17 ص527 وج18 ص254.

([17]) الفهرست لابن النديم ص30 والأوائل للعسكري ج1 ص214 و 215 وتاريخ القرآن للأبياري ص84 وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598 ومقدمة تفسير البرهان ص37 وتفسير فرات ص399. وأكذوبة تحريف القرآن ص62 عن بعض من تقدم، وعن المصنف لابن أبي شيبة ج1 ص545 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج1 ص7 وعلوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم ص21. وراجع: بحار الأنوار ج23 ص249.

([18]) راجع: أكذوبة تحريف القرآن ص16 عن تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين ص71.

([19]) عن المفيد في الإرشاد، والمسائل السروية، راجع: تاريخ القرآن ص48 وأعيان الشيعة ج1 ص89، عن عدة الرجال للأعرجي.

([20]) الآية 144 من سورة طه.

([21]) أوائل المقالات ص55 و (ط دار المفيد) ص81 وبحر الفوائد ص99 عنه، وتفسير شبر ص17.

([22]) عدّة رسائل للمفيد ص225 والمسائل السروية ص79 وبحار الأنوار ج89 ص74.

([23]) لعل الصحيح: نقض.

([24]) الإحتجاج ج1 ص383 و (ط دار النعمان) ج1 ص383 وبحار الأنوار ج90 ص125 ومجمع البيان ج6 ص54 وكنز الدقائق ج2 ص312 ونور الثقلين ج1 ص421 والصافي ج1 ص47 والبيان في تفسير القرآن ص242 وبحر الفوائد ص99.

([25]) تاريخ القرآن للأبياري ص85 عن تاريخ القرآن للزنجاني ص26. وراجع: أعيان الشيعة ج1 ص89 عن السيوطي في الإتقان، عن ابن أبي داود، وراجع: تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317 والمدخل إلى فقه الإمام على لمحمد عبد الرحيم محمد (ط دار الحديث ـ القاهرة) ص38.

([26]) الإعتقادات في دين الإمامية للصدوق، باب: الإعتقاد في مبلغ القرآن ص86 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص41 وبصائر الدرجات ص213 والكافي ج2 ص633 وج6 ص221 وتهذيب الأحكام ج9 ص4 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج24 ص138 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص337 والإحتجاج ج1 ص383 وبحار الأنوار ج90 ص126.

([27]) الإتقان في علوم القرآن ج1 ص58 و (ط دار الفكر) ج1 ص162 ومناهل العرفان ج1 ص247 وتاريخ القرآن للزنجاني ص48 والصواعق المحرقة ص126 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط صادر) ج2 ص338 وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص317 وأعيان الشيعة ج4 ص597.

([28]) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص253 و (ط دار الجيل) ج3 ص974 والتمهيد ج8 ص301 والوافي بالوفيات ج17 ص167 وراجع: الصواعق المحرقة ص126.

([29]) راجع: تاريخ الخلفاء ص185 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص101 وأعيان الشيعة ج1 ص89 والبرهان (المقدمة) ص41 عن سمط النجوم العوالي. وكنز العمال ج2 ص373 عن ابن سعد، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص253. وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص316 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه للسيد مير محمدي زرندي ص128 و 140.

([30]) التمهيد في علوم القرآن ج1 ص226 عن التسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص4 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص140.

([31]) فواتح الرحموت، بهامش المستصفى ج2 ص12.

([32]) الآية 1 من سورة الكافرون.

([33]) البرهان (المقدمة) ص37 ومناهل العرفان ج1 ص273 والكافي ج2 ص631 والصافي ج1 ص41 ونور الثقلين ج5 ص642 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» للعطاردي ج1 ص385 وج2 ص427 وشرح أصول الكافي ج11 ص82 والمحجة البيضاء ج2 ص262 ـ 263 وبحار الأنوار ج89 ص54 وإختيار معرفة الرجال ص589 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص853 والوافي ج5 ص273.

([34]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص41 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص319 وبحار الأنوار ج40 ص155 وج89 ص52 عنه، وأعيان الشيعة ج1 ص89 وج4 ص598.

([35]) الكافي ج2 ص462 وبصائر الدرجات ص193 والإحتجاج ج1 ص228 و (ط دار النعمان) ج1 ص225 وبحار الأنوار ج89 ص42 ـ 43 وراجع: المحجة البيضاء ج2 ص263، ومصباح الفقيه (كتاب الصلاة) ص275 والصافي ج1 ص43 وج5 ص129 وج7 ص100 ونور الثقلين ج5 ص226 ومكيال المكارم ج1 ص61.

([36]) روضة الواعظين ص265 وراجع: الغيبة للنعماني ص318 و 319 والإرشاد للشيخ المفيد ص365 وبحار الأنوار ج52 ص339 والأنوار البهية ص384 ونور الثقلين ج5 ص27 وكشف الغمة ج3 ص265 وإلزام الناصب ج2 ص247 ومكيال المكارم ج1 ص60.

([37]) راجع: الشيعة والسنة ص138.

وراجع: كذبوا على الشيعة للسيد محمد الرضي الرضوي ص19 ووركبت السفينة لمروان خليفات ص604 عن كتاب دفاع عن العقيدة والشريعة.

([38]) صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج6 ص98 وج8 ص118 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص41 وعمدة القاري ج20 ص16 وج24 ص263 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص7 والبيان في تفسير القرآن ص240 والبرهان للزركشي ج1 ص233 و 238 الإتقان في علوم القرآن ج1 ص55 و (ط دار الفكر) ج1 ص161 وإكليل المنهج في تحقيق المطلب للكرباسي ص544 وإمتاع الأسماع ج4 ص244 وفلك النجاة لفتح الدين الحنفي ص180 ومناهل العرفان ج1 ص242 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص133.

([39]) الإحتجاج ج1 ص383 و (ط دار النعمان) ج1 ص383 وبحار الأنوار ج90 ص125 ومجمع البيان ج6 ص54 وكنز الدقائق ج2 ص312 ونور الثقلين ج1 ص421 والصافي ج1 ص47 والبيان في تفسير القرآن ص242 وبحر الفوائد ص99.

([40]) راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص180 وكنز العمال ج2 ص315.

([41]) البيان في تفسير القرآن ص244 ـ 245 وراجع: بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص313 و 151.

([42]) راجع: ثواب الأعمال ص137 و (منشورات الشريف الرضي ـ قم) ص110 وبحار الأنوار ج35 ص235 وج89 ص50 و 288 وجامع أحاديث الشيعة ج15 ص105 والصافي ج4 ص209 وج6 ص76 ونور الثقلين ج4 ص233 ومقدمة تفسير البرهان ص37 وراجع: بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص315 عن البرهان، ومناهل العرفان ج1 ص273.

([43]) آراء حول القرآن ص184.

([44]) تفسير البرهان ج1 ص22 وعدة رسائل للمفيد ص225 والمسائل السروية ص80 وبحار الأنوار ج89 ص74 ونور الثقلين ج4 ص12 والبيان في تفسير القرآن ص230 وتفسير العياشي ج1 ص13 وراجع هامشه.

([45]) الوافي ج5 ص274 وبحار الأنوار ج89 ص48 وتفسير القمي ج2 ص451 ونور الثقلين ج5 ص726.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان