هناك تهويلات كثيرة وتأكيدات قوية، حول ارتداد أناس
زعموا أنهم منعوا الزكاة، فقد قالوا: «وقد جاءته وفود العرب مرتدين،
يقرون بالصلاة، ويمنعون الزكاة، فلم يقبل ذلك منهم وردهم»([1]).
ولكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا شرحاً وتفصيلاً يتناغم مع
حجم هذا الادعاء العريض سوى، مالك بن نويرة الذي هو الفرد الأبرز لمن
اتهموهم بالردة، ثم قتلوهم لأجل امتناعهم من الإعتراف بحكومة أبي بكر.
وهو الذي أشار إليه أمير المؤمنين «عليه السلام»، وهو يؤنب خالد بن
الوليد.
بالاضافة إلى موارد أخرى يسيرة
ومحدودة جداً زعموا:
أن بعض الناس منعوا الزكاة فيها فحوربوا.
إلا أن بعض الباحثين يرى:
أن العرب كانوا يتوقعون أن يصير الأمر بعد رسول الله «صلى الله عليه
وآله» إلى علي «عليه السلام»، فلما توفي «صلى الله عليه وآله»، وجاءتهم
الأخبار حول انتقال الأمر إلى أبي بكر تريثوا في أمرهم، انطلاقاً مما
عرفوه من بيعة يوم الغدير وغير ذلك، فخشي أبو بكر أن يتسع هذا الأمر
بين القبائل العربية.. فينضم إلى مالك بن نويرة غيره، ويضعف موقع أبي
بكر في الحكم، وتسقط هيبته. وربما تصبح حكومته في خطر إذا وجد علي
«عليه السلام» في هؤلاء ما يكفي لتصعيد مستوى المطالبة بحقه الذي أخذ
منه..
فقرر أبو بكر:
أن يورد ضربته القاضية، فجهز خالد بن الوليد إليهم.. وفعل بمالك بن
نويرة ما فعل.. ليعتبر به الآخرون.. وهكذا كان.
وعدا ذلك، فإن بعض الباحثين يشك في وجود أكثر أهل
الردة.
ونحن نشير أولاً:
إلى قصة مالك بن نويرة، ثم نشير إلى كلام ذلك الباحث، فنقول:
يمكن تلخيص حديث مالك بن نويرة على النحو التالي:
قالوا:
إن سجاح بنت الحارث تَنَبّتْ بالجزيرة في بني تغلب، وجاءت بمن معها
لغزو أبي بكر، فلما انتهت إلى الحزن راسلت مالك بن نويرة، ودعته إلى
الموادعة، فأجابها. وفثأها عن غزوها. وحملها على أحياء من بني تميم.
وصالحها أيضاً وكيع وسماعة وغيرهما([2]).
إلى أن قال الطبري:
«ولما رجع الهذيل وعقة إليها، واجتمع رؤساء أهل الجزيرة، قالوا لها: ما
تأمريننا؟! فقد صالح مالك ووكيع قومهما، فلا ينصروننا، ولا يريدوننا
على أن نجوز في أرضهم، وقد عاهدنا هؤلاء القوم»([3]).
ثم يذكر الطبري ما جرى بين سجاح ومسيلمة، وانصرافها إلى
الجزيرة.. فلما جاء مسيلمة إلى أهل البطاح بادر وكيع وسماعة إلى إخراج
الصدقات، فاستقبلا بها خالد.
فقال لهما خالد:
ما حملكما على موادعة هؤلاء القوم.
فقالا:
ثأر كنا نطلبه في بنى ضبة، وكانت أيام تشاغل وفرص.
ثم سار خالد يريد البطاح دون الحزن، وعليها مالك بن
نويرة. وتخلف الأنصار عن خالد.. ثم لحقوا به([4]).
وقدم خالد بن الوليد البطاح، فلم يجد بها أحداً، وكان
مالك بن نويرة قد فرَّقهم ونهاهم عن الإجتماع، وقال:
يا بني يربوع، إنَّا دعينا إلى هذا الأمر فأبطأنا عنه
فلم نفلح، وقد نظرت فيه فرأيت الأمر يتأتى لهم بغير سياسة، وإذا الأمر
لا يسوسه الناس، فإياكم ومناوأة قوم صنع لهم، فتفرقوا، وادخلوا في هذا
الأمر.
فتفرقوا على ذلك..
ولما قدم خالد البطاح بث السرايا، وأمرهم بداعية
الإسلام، وأن يأتوه بكل من لم يجب، وإن امتنع أن يقتلوه.
وكان قد أوصاهم أبو بكر:
أن يؤذِّنوا ويقيموا إذا نزلوا منزلاً، فإن أذَّن القوم وأقاموا، فكفوا
عنهم، وإن لم يفعلوا فلا شيء إلا الغارة، ثم تقتلوا كل قتلة: الحرق فما
سواه، إن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم، فإن أقروا بالزكاة
فاقبلوا منهم، وإن أبوها فلا شيء إلا الغارة، ولا كلمة..
فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة
بن يربوع، ومن عاصم، وعبيد، وعرين، وجعفر.
فاختلفت السريَّة فيهم، وكان فيهم
أبو قتادة، فكان فيمن شهد:
أنهم قد أذَّنوا وأقاموا و صلوا، فلما اختلفوا فيهم أمر بهم، فحبسوا في
ليلة باردة لا يقوم لها شيء، وجعلت تزداد برداً.
فأمر خالد منادياً فنادى:
أدفئوا أسراكم. وكانت في لغة كنانة: القتل.
فظن القوم أنه أراد القتل، ولم يرد إلا الدفء، فقتلوهم،
فقتل ضرار بن الأزور مالكاً.
وسمع خالد الواعية، فخرج وقد فرغوا
منهم، فقال:
إذا أراد الله أمراً أصابه..
فقال أبو قتادة:
هذا عملك؟!
فزبره خالد، فغضب ومضى([5]).
وقال ابن أعثم:
ثم ضرب خالد عسكره بأرض بني تميم، وبث السرايا في البلاد يمنة ويسرة.
قال:
فوقعت سرية من تلك السرايا على مالك بن نويرة، فإذا هو في حائط له،
ومعه امرأته، وجماعة من بني عمه.
قال:
فلم يرع مالك إلا والخيل قد أحدقت به، فأخذوه أسيراً، وأخذوا امرأته
معه، وكانت بها مسحة من جمال.
قال:
وأخذوا كل من كان من بني عمه، فأتوا بهم إلى خالد بن الوليد حتى أوقفوا
بين يديه.
قال:
فأمر خالد بضرب أعناق بني عمه بديّا.
قال:
فقال القوم: إنا مسلمون، فعلى ماذا تأمر بقتلنا؟!
قال خالد:
والله! لأقتلنكم.
فقال له شيخ منهم:
أليس قد نهاكم أبو بكر أن تقتلوا من صلى للقبلة؟!
فقال خالد:
بلى قد أمرنا بذلك، ولكنكم لم تصلوا ساعة قط.
قال:
فوثب أبو قتادة إلى خالد بن الوليد، فقال: أشهد أنك لا سبيل لك عليهم.
قال خالد:
وكيف ذلك؟!
قال:
لأني كنت في السرية التي قد وافتهم، فلما نظروا إلينا قالوا: من أين
أنتم؟!
قلنا:
نحن المسلمون.
فقالوا:
ونحن المسلمون، ثم أذّنّا وصلينا، فصلوا معنا.
فقال خالد:
صدقت يا [أبا] قتادة، إن كانوا قد صلوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب
عليهم، ولا بد من قتلهم.
قال:
فرفع شيخ منهم صوته وتكلم، فلم يلتفت خالد إليه وإلى مقالته، فقدمهم،
فضرب أعناقهم عن آخرهم.
قال:
وكان أبو قتادة قد عاهد الله أنه لا يشهد مع خالد بن الوليد مشهداً
أبداً بعد ذلك اليوم.
قال:
ثم قدم خالد مالك بن نويرة ليضرب عنقه.
فقال مالك:
أتقتلني وأنا مسلم أصلي إلى القبلة؟!
فقال له خالد:
لو كنت مسلماً لما منعت الزكاة، ولا أمرت قومك بمنعها. والله! ما نلت
ما في مثابتك حتى أقتلك.
قال:
فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته، فنظر إليها ثم قال: يا خالد! بهذه
قتلتني؟
فقال خالد:
بل الله قتلك برجوعك عن دين الإسلام، وجفلك لإبل الصدقة، وأمرك لقومك
بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم.
قال:
ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبراً.
فيقال:
إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك ودخل بها، وعلى ذلك أجمع أهل
العلم..([6]).
وفي تاريخ أبي الفداء:
كان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين، فكلما خالداً في
أمره، فكره كلامهما.
فقال مالك:
يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا.
فقال خالد:
لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدم إلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه([7]).
فقال عمر لأبي بكر:
إن سيف خالد فيه رهق (زاد الطبري: فإن لم يكن هذا حقاً، حق عليه أن
تقيده) وأكثر عليه في ذلك.
فقال:
هيه يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد، فإني لا
أشيم سيفاً سله الله على الكافرين([8]).
وقال الطبري:
وكان ممن شهد لمالك بالإسلام: أبو قتادة الحارث بن
ربعي، أخو بنى سلمة. وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد
حرباً أبداً بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل،
فأخذ القوم السلاح.
قال:
فقلنا: إنا المسلمون.
فقالوا:
ونحن المسلمون.
قلنا:
فما بال السلاح معكم.
قالوا لنا:
فما بال السلاح معكم.
قلنا:
فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح.
قال:
فوضعوها، ثم صلينا وصلوا.
وكان خالد يعتذر في قتله:
أنه قال وهو يراجعه: ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا.
قال:
أوما تعدُّه لك صاحباً؟! ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه.
فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر،
فأكثر وقال: عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله، ثم نزا على امرأته.
وأقبل خالد بن الوليد قافلاً حتى دخل المسجد، وعليه
قباء له عليه صدأ الحديد، معتجراً بعمامة له، قد غرز في عمامته أسهماً.
فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر، فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها، ثم
قال: أرئاءً قتلت امرءاً مسلماً، ثم نزوت على امرأته. والله، لأرجمنك
بأحجارك.
ولا يكلمه خالد بن الوليد، ولا يظن الا أن رأي أبى بكر
على مثل رأي عمر فيه، حتى دخل على أبى بكر، فلما أن دخل عليه أخبره
الخبر، واعتذر إليه، فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك.
قال:
فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر، وعمر جالس في المسجد، فقال: هلم إلىَّ
يا ابن أم شملة.
قال:
فعرف عمر أن أبا بكر قد رضى عنه، فلم يكلمه، ودخل بيته([9]).
وقال العلامة الأميني:
وقال سويد: كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً، وإن
أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى
بشرته ما خلا مالكاً، فإن القدر نضجت، وما نزج رأسه من كثرة شعره، وقى
الشعر البشر حرها أن يبلغ منه ذلك.
وقال ابن شهاب:
إن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب
إثفية([10])
لقدر، فنضج ما فيها قبل أن يخلص النار إلى شؤون رأسه.
وقال عروة:
قدم أخو مالك، متمم بن نويرة ينشد أبا بكر دمه، ويطلب إليه في سبيهم.
فكتب له برد السبي.
وألح عليه عمر في خالد أن يعزله،
وقال:
إن في سيفه رهقاً.
فقال:
لا يا عمر! لم أكن لأشيم سيفاً سله الله على الكافرين.
وروى ثابت في الدلائل:
أن خالداً رأى امرأة مالك، وكانت فائقة في الجمال، فقال
مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتيني. يعني سأقتل من أجلك([11]).
وفي نص آخر:
قال عمر لأبي بكر: إن خالداً قد زنى فاجلده.
قال أبو بكر:
لا، لأنه تأول فأخطأ.
قال:
فإنه قتل مسلماً، فاقتله.
قال:
لا، إنه تأول فأخطأ.
ثم قال:
يا عمر! ما كنت لأغمد سيفاً سله الله عليهم، ورثى
مالكاً أخوه متمم بقصائد عديدة([12]).
وقال ابن عساكر:
«إن أبا بكر عرض الدية على متمِّم بن نويرة، وأمر خالداً بطلاق امرأة
مالك، ولم ير أن يعزله.
وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد»([13]).
ورُوي:
أن عمر لما ولي جمع من كان من عشيرة مالك بن نويرة، واسترجع ما وجد عند
المسلمين من أموالهم، وأولادهم، ونسائهم، فردّ ذلك جميعاً عليهم، مع
نصيبه مما كان منهم.
وقيل:
«إنه ارتجع بعض نسائهم من نواحي دمشق ـ وبعضهن حوامل ـ فردهن على
أزواجهن»([14]).
ونقول:
كان من الممكن:
أن تكون لنا مع ما تقدّم العديد من الوقفات.. غير أن الحقيقة هي: أن ما
نحن بصدده هو سيرة أمير المؤمنين «عليه السلام»، وذلك يفرض علينا
الإقتصار على ما لا يوجب الخروج عن السياق العام ويوجب ضياع الحقائق،
أو التسبب في حصول فوضى فيها. أو غير ذلك من محاذير.. فكان أن اقتصرنا
على الأمور التالية:
أظهرت النصوص المتقدمة:
أن خالداً ارتكب العديد من المخالفات لصريح أحكام الدين.. وعلى رأسها:
قتل أناس مسلمين بلا ريب ولا شبهة، ثم الزنا بزوجة أحد المقتولين في
نفس الليلة التي تلت يوم قتل زوجها. بزعم التزوج بها؛ مع علم كل أحد
بحرمة الزواج بالمرأة قبل انقضاء عدة الوفاة..
يضاف إلى ذلك:
أولاً:
إننا حتى لو صدقنا بأن بعض جيش خالد قد انشغل عن سماع أذان وإقامة
مالك، وسائر من معه، وعن صلاتهم.. ولكن مما لا شك فيه: أن ذلك لا يبرر
قتلهم، بعد شهادة فريق آخر بسماع الأذان والإقامة منهم، والصلاة معهم..
ثانياً:
تقدم: أن مالكاً وأصحابه، لم يضعوا السلاح إلا بعد أن سألهم جماعة خالد
عن أنفسهم، فقالوا: نحن المسلمون.. ثم سألوا هم أصحاب خالد عن أنفسهم،
فأجابوا بنفس هذا الجواب.. فما الحاجة بعد ذلك إلى سماع الأذان
والإقامة؟!
ثالثاً:
هب أنهم لم يسمعوا أذاناً ولا إقامة، بل حتى لو لم يصلوا، فهل ذلك يدل
على كفرهم وارتدادهم؟! فإن الجميع قد أخبروا خالداً بأنهم مسلمون، ومن
المعلوم: أن المعترف بالدين، والمقر بالشريعة ليس كافراً حتى لو عصى
أحكام تلك الشريعة..
رابعاً:
لقد فاجأتنا الأوامر القاسية والصارمة التي زود بها أبو بكر سراياه
وبعوثه، وتذكرنا بمواقفه الضعيفة في الحروب في زمن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وتدعونا للمقارنة بين هذه وتلك، لنخرج بالعجائب والغرائب..
وتذكرنا أيضاً بتعامله يرفق مع الاشعث بن قيس، وهو مرتد
على الحقيقة وخضوعه له، وتزويجه أخته أم فروة، ثم برقته
لأسرى المشركين في بدر، وسعيه لاستصدار العفو عنهم بكل حيلة. وهذا وذاك
مما لا نجد له تفسيراً مقبولاً أو معقولاً.
وتعجبنا وذهلنا أيضاً لهذه
الشدة البالغة منه على من لا يرضى بدفع الزكاة له، ولا يعترف بشرعيته
في الموقع الذي وضع نفسه فيه بالقوة وبالقهر..
ويذهلنا الموقف الآخر المناقض لذلك، وهو لينه الغريب
والعجيب مع خالد بن الوليد، الذي قتل صحابياً مسلماً ثم زنى بزوجته في
نفس تلك الليلة..
بل قد ذكرنا في موضع آخر من هذا
الكتاب:
أن ثمة ما يصرح بأن أبا بكر نفسه أمره بقتله!!.
خامساً:
لو سلمنا: أن مالكاً وقومه قد ارتدوا، فلماذا لا يطالبهم بالعودة
وبالتوبة، ويقبلها منهم كما قَبِل من كل من سواهم، ومنهم الاشعث
المعروف بنفاقه وعدائه لأهل البيت «عليهم السلام» حسبما تقدمت الإشارة
إليه؟!..
سادساً:
إن ارتداد الرجال لا يعني ارتداد النساء، والضعفاء، فلماذا لا يسألون
عن حالهم، وعن معتقدهم؟!.. ولماذا يعامَلون معاملة أسرى المشركين؟!
سابعاً:
ما معنى جعل رؤوس القتلى أثافي للقدور التي يطهى فيها الطعام؟! وأن
تحرق بالنار؟!.. وأي شرع يجيز فعل ذلك؟!
ثامناً:
إن نفس عرض أبي بكر الدية على متمَّم بن نويرة، أخي مالك، يدل على
قناعته بإسلام مالك.
تاسعاً:
إن الأوامر التي أصدرها أبو بكر لخالد، ولغيره من حملة الألوية بأن
يحرقوا أهل الردة، مع ثبوت النهي عن ذلك في شرع الله لا يمكن قبولها.
فقد رُوي عنه «صلى الله عليه وآله»
قوله:
«لا يعذب بالنار إلا رب النار».. أو نحو ذلك([15]).
ولعلك تقول:
قد روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: أنه أحرق ابن سبأ بالنار.
والجواب:
أن الإحراق بالنار هو حد من حدود الله التي شرعها في حق اللائط.. كما
أنه جزاء من يدَّعي الربوبية لأحد من البشر..
فالتعدي عن هذه الموارد التي حددها الله لا يصح، ولا
سيما بعد ورود النهي عنه في غير هذه الموارد.
وأجاب العلامة الأميني أيضاً:
بأن علياً «عليه السلام» لم يحرق ابن سبأ وأصحابه بالنار، بل حفر لهم
حفائر، وخرق بعضها إلى بعض، ودخن عليهم حتى ماتوا([16]).
عاشراً:
لماذا أمر أبو بكر خالداً بطلاق امرأة مالك([17])،
فإنها: إن كانت قد دخلت في عصمته، وكان العقد صحيحاً، وكان معذوراً في
اجتهاده حسبما قرره أبو بكر، فلماذا يأمره بطلاقها؟!
وإن كان العقد باطلاً، لأنه وقع ـ هو والدخول ـ في
عدتها من زوجها المسلم، الذي عرض أبو بكر ديته على أخيه، فلا يحتاج إلى
الطلاق، إذ لا توجد زوجية من الأساس، لكي يحتاج الأمر إلى الطلاق، وهي
محرمة عليه مؤبداً. بل يجب التفريق بينهما فوراً واحالة خالد إلى
العقوبة واقامة الحد عليه، ثم قتله بمالك وغيره من المسلمين.
وقد اعتذر محبو خالد عنه باعتذارات ظنوا أنها تخفّف من
وطأة ما ارتكبه من جرائم، وهذه الإعتذارات الباطلة هي التالية:
زعموا:
أن خالداً قال لمن هم تحت يده: أدفئوا أسراكم. وأراد بالدفء مقابل
البرد، وكانت ليلة باردة، وكانت هذه الكلمة تعني في لغة كنانة: الأمر
بالقتل.. فقتلوهم..
وهو اعتذار غير صحيح:
أولاً:
لأن ضراراً لم يكن من كنانة، بل هو أسدي من بني ثعلبة([18])..
ثانياً:
حتى لو كان كنانياً، فإنه يعلم: أن خالداً مخزومي، وليس من كنانة، ولا
يتكلم بلغتها.. ولماذا لم يستفهم منه عن قصده؟!
ثالثاً:
لنفترض: أن ضراراً كان كنانياً.. فهل كان جميع الموكلين ببقية قوم مالك
من كنانة أيضاً؟!
ولو كان كذلك، فمن الذي اختارهم على هذا النحو، وإن
كان الأمر جاء على سبيل الصدفة، فما هذه المصادفة الغريبة التي جاءت
بهم جميعاً على هذه الصفة؟! ولماذا لم يكونوا خليطاً، من كنانة ومن
غيرها؟!
وإن كانوا
خليطاً، فلماذا لم يعترض غير الكنانيين على رفقائهم، فيبادرون إلى
منعهم من ارتكاب هذا العمل الشنيع؟!
رابعاً:
لو كان الأمر كذلك، فلماذا يطالب عمر بالإقتصاص من خالد، ويعتبره
قاتلاً؟!
ولماذا يصر أبو قتادة، وابن عمر على الإعتراض على خالد،
ويشكوانه إلى أبي بكر؟!
ولماذا لم يعتذر خالد لهما، ولعمر:
بأنه غير مقصر فيما حصل، بل حصل خطأ غير مقصود؟!
خامساً:
إذا كانت لغة كنانة هي السبب في قتل مالك ومن معه، فذلك لا يجعل في سيف
خالد رهقاً، كما يقول عمر، لأن خالداً لم يقتل أحداً.
سادساً:
إذا كان السبب هو لغة بني كنانة، فخالد لم يتأول ولم يخطئ، بل
الكنانيون هم المتأولون، فلماذا اتهمه أبو بكر بهذه التهمة الباطلة؟!
سابعاً:
لو كانت لغة كنانة هي السبب، وكان قتل هؤلاء خطأ، فلماذا جعل خالد
وصحبه رؤوس مالك وأصحابه أثافي للقدور؟! ولم سبى عيالهم، ونهب أموالهم،
واعتدى على زوجته بالزنا بعد قتل زوجها مباشرة؟!
ثامناً:
لماذا لم يتعلم خالد من قضية بني جذيمة، حيث قتل الناس هناك بنفس
الوسيلة التي قتلهم بها هنا. وهي أن خالداً لما كان السحر نادى: من كان
معه أسير فليدافه. والمدافة هي: الإجهاز بالسيف.
تاسعاً:
لم نجد ما يدل: على أن كنانة، والعرب الساكنين حول مكة كانوا يقولون:
أدفئوا بمعنى اقتلوا..
غير أنهم ذكروا:
أن قولهم: أدفئوا الجريح، بمعنى: أجهزوا عليه([19])..
لكنهم قالوا: إن هذه لغة يمانية، وليست حجازية، ولا هي لغة كنانة، ولا
لغة العرب حول مكة.
مع ملاحظة:
أن الأسرى لم يكونوا جرحى، بل هم قد نزعوا أسلحتهم طوعاً، ولم يباشروا
أي قتال..
ولوكان بينهم جريح.. وصحت جميع التقديرات الأخرى،
فاللازم هو: الإجهاز على من كان جريحاً دون سواه..
ولعل هذا الذي ذكرناه وسواه:
هو الذي جعل المؤرخين يصرحون: بأن خالداً قد أمر ضرار بن الأزور بقتل
مالك([20]).
عاشراً:
ومع غض النظر عن جميع ما ذكرناه نقول:
إن مالكاً قد قتل بأمر مباشر من خالد في مجلس خالد. فلا
مجال للإعتذار بلغة كنانة ولا بغيرها.
8- ب:
أوما
تعده لك صاحباً؟!:
من الأمور التي أريد لها أن تكون مخرجاً لخالد من
مأزقه.. قول مالك لخالد: ما أخال صاحبكم إلا وقد يقول له كذا وكذا.
فقال له خالد:
أوما تعده لك صاحباً؟! ثم قدمه فضرب عنقه.
حيث فهم خالد من هذا التعبير:
أن مالكاً لا يعترف بنبوة النبي محمد
«صلى الله
عليه وآله»،
فاستحل بذلك دمه.
ونقول:
أولاً:
المقصود هو: أنه
«صلى الله
عليه وآله»
صاحبهم بالقرشية. أي فإنهم وإياه من قريش.
ثانياً:
إذا كان ذلك يوجب استحلال دم مالك، فما ذنب الذين كانوا معه، حتى
يقتلهم خالد، وهو لم يسمع كلامهم. ولا عرف مقاصدهم؟!
ثالثاً:
إن هذا يكذِّب ما ادَّعوه من أن سبب قتل مالك وأصحابه هو لغة كنانة،
حين قال خالد: أدفئوا أسراكم.
رابعاً:
إن كلمة صاحبكم لا تعني أنه ليس صاحباً للقائل، إذ لعله يريد إلزامهم
بأقوال النبي
«صلى الله عليه وآله»
بهذه الطريقة.. ولا أقل من أنه لا يجوز قتل من يتفوه بمثل هذا الكلام،
لأن فيه شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات.
وقد اعتذر أبو بكر لعمر:
بأن خالداً سيف الله على أعدائه، فلم يكن أبو بكر ليشيم هذا السيف.
ونقول:
إن قول أبي بكر:
لا أشيم سيفاً سلّه الله على أعدائه.. غير صحيح أيضاً لما يلي:
ألف:
لأنه لا دليل على أن الله سبحانه هو الذي سل هذا السيف، بل الذي سله هو
أبو بكر نفسه، فلماذا ينسب ما يفعله هو إلى رب العالمين؟!.
ب:
إن السيف الذي يسله الله سبحانه لا يكون فيه رهق، كما يقول عمر بن
الخطاب ولا يبطش بالناس بدون حق، فقد قتل بني جذيمة بعد أن أمنهم، كما
ذكرناه في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي
«صلى الله
عليه وآله».
وها هو يقتل مسلماً يحتاج أبو بكر إلى أن يعرض ديته على أخيه، ثم إلى
أن يحملوا خالداً بطلاق زوجته التي وطأها فور قتل زوجها المسلم.
ج:
إن السيف الذي يسله الله سبحانه لا يتبرأ منه رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقد قال «صلى الله عليه وآله» حين عدوان خالد على بني جذيمة: «اللهم
إني أبرأ إليك مما فعله خالد».
كما أنه
«صلى الله
عليه وآله»
قد أعلن عدم رضاه مما فعله خالد في فتح مكة. فراجع..
د:
ذكرنا في
كتابنا: الصحيح
من سيرة النبي الأعظم
«صلى الله
عليه وآله»:
أن لقب «سيف الله المسلول» هو لعلي أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقد
سُرِق في جملة كثيرة من فضائله وكراماته، ومُنِح لخالد، كما مُنح غيره
لغيره([21]).
وتزعم بعض المرويات التي يسوقها
محبو خالد بن الوليد:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» منح خالداً لقب «سيف
الله» في سنة ثمان للهجرة، في مناسبة حرب مؤتة..
ولا شك في عدم صحة ذلك:
أولاً:
لأن خالداً انهزم بالناس في مؤتة، وفوت على المسلمين
نصراً عظيماً، وفتحاً مبيناً، فكيف يعطي النبي «صلى الله عليه وآله»
هذا الوسام للمهزوم، فإن سيف الله لا يمكن أن يهزم..
ويدل على هزيمته في مؤتة:
أنه لما عاد ذلك الجيش الذي قاده خالد بعد استشهاد الفرسان الثلاثة:
زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة إلى المدينة، جعل الناس يحثون التراب
في وجوههم، ويقولون: يا فرار في سبيل الله..
وحين دخل أفراد ذلك الجيش إلى بيوتهم لم يعد يمكنهم
الخروج منها، وصاروا كلما خرجوا صاح بهم الناس: أفررتم في سبيل الله؟!
وجرت أمور صعبة بينهم وبين زوجاتهم وذويهم، حتى تدخل
النبي «صلى الله عليه وآله» للتخفيف عنهم([22])..
ثانياً:
لأن خالداً قتل بني جذيمة، وتبرأ النبي «صلى الله عليه وآله» مما صنع..
ثم خالف أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» في فتح مكة.. ويكفيه ما
فعله بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمالك بن نويرة، حيث
قتله، وزنى بزوجته.. فإن سيف الله لا يمكن أن يوغل في دماء الناس
المؤمنين بغير حق.. فضلاً عما سوى ذلك.
ثالثاً:
إن الحديث عن خالد وسيفه لا ينسجم مع نداء جبرائيل من السماء:
لا
ســيــف إلا ذو الـفــقـــــار ولا فـــتــــــى إلا
عــــــــــلي
ويبدو: أن أبا بكر هو الذي منح خالداً هذا الوسام، وذلك
حين قتل الصحابي الجليل، المسلم مالك بن نويرة، وثلة من المسلمين معه،
وزنى بامرأة مالك في نفس يوم قتله، وذلك في نصرته لأبي بكر، ومن أجل
توطيد سلطانه..
فحينئذٍ طلب عمر من أبي بكر، أن يعاقب خالداً على
فعلته، فقال: ما كنت لأشيم سيفاً سله الله على أعدائه (الكافرين)([23]).
ولا ندري كيف عرف أبو بكر أن الله قد سل هذا السيف؟!
والحال أن أبا بكر هو الذي سله؟!
ولا ندري أيضاً ما هو المبرر لحكمه على مالك بن نويرة،
وهو صحابي جليل، ومسلم بأنه من أعداء الله، ومن الكافرين؟!
ثم نسبوا ما يشبه كلام أبي بكر عن خالد ـ نسبوه ـ إلى
رسول الله «صلى الله عليه وآله»([24]).
بل إن عمر نفسه عاد فشارك في تأكيد هذه النسبة، وفاءً لخالد، وما فعله
في توطيد سلطانهم([25]).
12- علي
سيف الله المسلول:
والحقيقة هي:
أن هذا اللقب: «سيف الله المسلول» من مختصات علي «عليه
السلام»، ولكنه سرق أو سلب في جملة كثيرة من فضائله، ومناقبه عليه
السلام، في غارات شعواء من الشانئين، والحاقدين، والمبطلين، والمزورين
للحقائق..
وقد روي عن النبي «صلى الله عليه
وآله»، أنه قال:
«علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين»([26]).
وفي الحديث القدسي، المروي عن رسول
الله «صلى الله عليه وآله»:
«وأيّدتك بعلي، وهو سيف الله على أعدائي»([27]).
وحول تسمية التمر بالصيحاني روي عن
جابر:
أن
سببها
هو أنه صاح: «هذا محمد رسول الله، وهذا علي سيف الله»([28]).
وقال خالد بن سعيد بن العاص لعمر،
في أحداث غصب الخلافة:
«وفينا
ذو الفقار، وسيف الله وسيف رسوله»([29]).
وفي زيارة أمير المؤمنين، المروية
عن الصادق «عليه السلام»:
«وسيف الله المسلول»([30]).
وعن النبي «صلى الله عليه وآله»:
«هذا علي بن أبي طالب، هذا سيف الله المسلول على
أعدائه»([31]).
وعن جابر:
«علي سيف الله»([32]).
وعن سلمان عن النبي «صلى الله عليه
وآله»:
«فأنا رسول الله، وعلي سيف الله»([33]).
وعنه «صلى الله عليه وآله» في حديث
له في حق علي «عليه السلام»:
«وسيف الله وسيفي»([34]).
وعن أنس عن النبي «صلى الله عليه
وآله»:
يا معاشر المسلمين، هذا أسد الله، وسيفه في أرضه على أعدائه([35]).
وتجد في كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله
عليه وآله»، فصل: «الحصار والقتال في غزوة بني قريظة» المزيد من
المصادر.
واعتذر أبو بكر عن خالد:
بأنه تأوَّل فأخطأ.
ونقول:
أولاً:
إن ما يشبه هذه القضية تقريباً قد حصل لخالد نفسه في زمن الرسول
«صلى الله
عليه وآله»،
كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي
«صلى الله
عليه وآله»
في فصل: «خالد يبيد بني جذيمة»([36]).
واعتذر عنه محبوه أيضاً بمثل ما اعتذر به أبوبكر هنا،
فقالوا: اجتهد فأخطأ..
فلماذا لم يتعلم خالد مما جرى له مع بني جذيمة، حيث
واجه غضب رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»؟!..
ولماذا عاد هنا ليستعمل كلمة:
«أدفئوا أسراكم» كما استعملها هناك؟!
ثانياً:
لا يصح الإجتهاد والتأول مع وجود النص الصريح بحرمة قتل من أقرَّ
بالاسلام، فكيف إذا أذّن وأقام وصلّى..
ولا أقل من وجود شبهة بسبب شهادة طائفة من جنود خالد
ومنهم أبو قتادة بأذانهم وإقامتهم.. وعدم رؤية الباقين لذلك قد يكون له
ألف سبب وسبب، فلا دلالة فيه على كذب من شهد بأنه سمع ورأى..
ثالثاً:
لا
يحل قتل المسلم إلا في كفر بعد إيمان، وزناً بعد إحصان،
أو تعمده قتل مسلم([37])..
أو فساد في الأرض([38]).
وكل ذلك لم يحصل من مالك بن نويرة وأصحابه، وانما حصل
من خالد، ولذلك عرض أبو بكر ديته على أخيه متمم!! ولذلك أيضاً أصر عمر
على معاقبة خالد. وعلى أن في سيفه رهقاً..
رابعاً:
كيف يمكن لأبي بكر أن يثبت اجتهاد خالد، حتى لو كان اجتهاداً في
التطبيق، فإنه أمر يحتاج إلى المزيد من المعرفة بالدين وبأحكامه،
وبآيات القرآن، ومعرفة ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وبكثير من
القواعد، التي نطق بها رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقررها
الكتاب؟!
والذين عاشوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»،
وسمعوا منه أضعاف ما عاش وسمع خالد وأضرابه، كانوا يجهرون بعدم معرفتهم
الكافية بالأحكام، والتوجيهات، والحقائق الدينية، ويلجأون باستمرار إلى
علي «عليه السلام»، فمتى وكيف صار خالد عارفاً بالأحكام دونهم. وهل
يمكن اعتباره متأولاً ومجتهداً؟!.
خامساً:
إن الأوامر الكثيرة تؤكد على لزوم الإحتياط في الدماء، فكيف لا يحتاط
هذا المجتهد فيها، بل هو يقطع الرؤوس لأدنى شبهة؟! رغم أن بعض الصحابة
اعترضوا عليه، واعتبروه متعمداً للإيقاع بمالك وصحبه، بصورة ظالمة.
سادساً:
هل المجتهد يبادر إلى نكاح زوجة المقتول والزنى بها في نفس يوم قتله،
رغم اعتراض الصحابة عليه، وتنبيههم إياه على عدم صحة عمله؟!
سابعاً:
حتى لو ادَّعى خالد الإجتهاد لنفسه، والتأول في هذا الأمر، فلا بد من
رده عليه، إذ لا اجتهاد في مقابل النص الصريح.
ويدل على ذلك:
1 ـ
أن قدامة بن مظعون شرب الخمر، ثم ادَّعى: بأنه تأوّل واجتهد في ذلك،
فأقام عمر الحد عليه، وجلده، ولم يقبل منه([39]).
2 ـ
وعن محارب بن دثار: أن ناساً من أصحاب النبي
«صلى الله
عليه وآله»
شربوا الخمر بالشام، وقالوا: شربنا لقول الله:
{لَيْسَ عَلَى
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُوا..}([40]).
فأقام عمر الحد عليهم([41]).
3 ـ
وجلد أبو عبيدة أبا جندل، العاصي بن سهيل بن عمرو، وقد شرب الخمر،
متأولاً لقوله تعالى: {لَيْسَ
عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُوا..}
فراجع([42]).
بالنسبة لموادعة مالك لسجاح نقول:
1 ـ
إن الموادعة لا توجب الردة، وإنما فعلها مالك بهدف حفظ المسلمين الذين
يعيشون في تلك الأصقاع النائية من شر سجاح، وتجنيبهم معرة جيشها.
2 ـ
إن وكيعاً وسماعة قد صنعا مثل ما صنع مالك، وقد أظهرا التوبة والإنقياد،
فقبل خالد منهما([43]).
وقبل أيضاً عودة بني عامر([44]).
وعيينة، وأهل بزاخة، وقرة بن هبيرة.
فلماذا لم يقبل توبة مالك، وسائر قومه معه؟!
3 ـ
وإذا كان أبو بكر قد ودى مالكاً، أو عرض الدية على أخيه، فذلك يعني:
أنه يعترف بأنه «رحمه الله» كان مسلماً.. فليس هو من أهل الردة ليكون
مصداقاً لآية الإنقلاب على الأعقاب، ولروايات ارتداد الصحابة..
ويشهد لذلك أيضاً:
أن أبا بكر اعتذر لمتمم أخي مالك بقوله: ما دعوته ولا غدرت به. وذلك
حين قال له متمم في جملة أبيات له:
أدعـوتـه بالله ثــــم قـتـلـتـــه
لو هـو دعاك بـذمـة لم يـغــدر([45])
وزعموا:
أن مانعي الزكاة كانوا من أهل الردة أيضاً:
ونقول:
أولاً:
إن منع الزكاة لا يوجب الردة، لا سيما مع كونهم يقيمون الصلاة، وإنما
هو معصية كبيرة. لو كان المنع لها عن مستحقها، ومن دون أي عذر.
ثانياً:
قد لا يكون منع الزكاة معصية، إذا كان السبب فيه: أن المانع يعتبر
آخذها غاصباً لمقام خلافة الرسول
«صلى الله
عليه وآله»،
ويريد هو إيصالها إلى الخليفة الشرعي، المنصوب من قبل الله تعالى.
ولو كان مانع الزكاة كافراً للزم تكفير أكثر
المسلمين في أيامنا هذه، فإن معظمهم لا يصلي، أو لا يزكي، أو لا يلتزم
بكليهما.
ثالثاً:
لا شيء يثبت أن هؤلاء القوم أنكروا وجوب الزكاة، ليكونوا قد أنكروا ما
هو من ضروريات الدين، وإنما امتنعوا عن إعطائها. فلعل ذلك بسبب الطمع
والشح، أو لأنهم يريدون أن تصرف في قوتهم، أو في بلدهم أو في اقاربهم،
بتوهُّم أن غيرهم ليس أحق بها منهم.
رابعاً:
إن أبا بكر إنما قال: «لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه» في خصوص الذين
ادَّعوا النبوة، وذلك حين جاءه وفد طليحة بن خويلد ـ الذي كان قد
ادَّعى النبوة ـ لطلب الموادعة على الصلاة، وترك الزكاة([46]).
ولم يقلها في غير من ادعى النبوة.
خامساً:
هناك من يشك ـ كما سنرى ـ في وجود مانعي الزكاة من الأساس.
رأي العلامة العسكري في حروب الردة:
قلنا آنفاً:
إن البعض يشكك في أصل وجود مانعي الزكاة ـ سوى
المتنبئين، وسوى مالك بن نويرة. ومنهم: آية الله الشيخ محمد رضا المظفر
«رحمه الله»، والعلامة السيد مرتضى العسكري.
ونحن نذكر هنا ما قاله العلامـة
العسكري فإنه يؤكد بقوة:
على أن أكثر حروب الردة من مختلقات سيف بن عمر، وإليك نص كلامه بطوله:
«ذكر سيف في ما اختلقه من حروب الردة كيف أُرْجِعَ
المرتدون إلى الإسلام بحد السيف كما زعمه الزنديق في رواياته. ومن
أمثلة ما روى في حروب الردة ما سماها بحرب الأخابث كالآتي:
نذكر هنا ما قاله المرحوم السيد مرتضى العسكري حول ردة
عك والأشعريين، وخبر طاهر ربيب الرسول
«صلى الله
عليه وآله»،
حيث اعتبرها نقولاً غير واقعية، ونحن نذكر كلامه هنا حول هذا الموضوع
رغم أن القارئ قد يعتبره طويلاً، ويمكن اختصاره، غير أننا نصر على ذكره
كما هو، ونستميح القارئ عذراً في ذلك، فنقول:
قال العلامة العسكري ما يلي:
«قال سيف في خبر الأخابث من عك:
كان أول من انتفض بتهامة العك والأشعريون لما بلغهم نبأ
وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» تجمعوا، وأقاموا على الأعلاب (طريق
الساحل)، فكتب بذلك طاهر إلى أبي بكر، ثم سار إليهم مع مسروق العكي حتى
التقى بهم، فاقتتلوا، فهزمهم الله، وقتلوهم كل قتلة، وأنتنت السبل
لقتلهم، وكان مقتلهم فتحاً عظيماً.
وأجاب أبو بكر طاهراً ـ من قبل أن
يأتيه كتابه بالفتح ـ:
«بلغني كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقاً وقومه
إلى الأخابث بالأعلاب، فقد أصبت، فعاجلوا هذا الضرب، ولا ترفهوا عنهم،
وأقيموا بالأعلاب حتى يأتيكم أمري».
فسميت تلك الجموع ومن تأشب إليهم إلى اليوم الأخابث،
وسمي ذلك الطريق طريق الأخابث.
وقال في ذلك طاهر بن أبي هالة:
ووالله لــولا الله لا شـيء
غـيره لمـا فض بالأجـراع جمـع العثـاعث
فـلـم تــر عـيـني مثل يوم رأيته بجنب صحـار في جمـوع الأخابث
قتلنـاهــم مـا بـين قـنـة خامـر إلى القيعـة الحمراء ذات
النـبـائث
وفـئـنـا بأمـوال الأخابث عنوة جهـاراً ولم نحفـل بتلك
الهثـاهث
قال:
وعسكر طاهر على طريق الأخابث، ومعه مسروق في عك، ينتظر أمر أبي بكر.
أدار سيف خبر ردة عك والأشعريين على من تخيله طاهر بن
أبي هالة، فمن هو طاهر في أحاديث سيف؟!
تخيل سيف طاهر ابن أبي هالة التميمي، من أم المؤمنين
خديجة، وربيب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وعامله في حياته. وذكر
من أخباره في عصر أبي بكر إبادته للمرتدين من عك والأشعريين، ومن
أحاديث سيف استخرجوا ترجمته، وذكروه في عداد الصحابة في كل من:
الإستيعاب، ومعجم الصحابة، وأسد الغابة، وتجريد أسماء الصحابة،
والإصابة وغيرها، وكذلك ترجم في معجم الشعراء، وسير النبلاء.
وذكر
خبره في تواريخ:
الطبري، وابن الأثير، وابن كثير، وابن خلدون، ومير خواند.
واعتمد «شرف الدين» على هذه المصادر، وذكر اسم طاهر في
عداد أسماء الشيعة من أصحاب علي في كتابه «الفصول المهمة».
واعتماداً على أخبار سيف ترجم البلدانيون الأعلاب
والأخابث في عداد الأماكن، مثل: الحموي في معجم البلدان، وعبد المؤمن
في مراصد الإطلاع.
روى سيف أخبار طاهر في خمسٍ من رواياته في أسنادها خمسة
رواة اختلقهم باسم: سهل عن أبيه يوسف السلمي، وعبيد بن صخر بن لوذان،
وجرير بن يزيد الجعفي، وأبي عمرو مولى طلحة.
ولم يكن وجود لردة عك والأشعريين.
ولم يخلق الله أرضاً باسم الأعلاب والأخابث.
ولا صحابياً شيعياً ربيباً لرسول الله «صلى الله عليه
وآله» من أم المؤمنين خديجة اسمه طاهر بن أبي هالة.
ولم تقع حرب الإبادة لعك والأشعريين المرتدين كما تخيله
سيف، ولا الرواة الذين روى عنهم أخبار طاهر وردة عك والأشعريين
والأخابث.
اختلق سيف الردة، وحربها، والأراضي، والشعر، وكتاب أبي
بكر، والصحابي، والرواة، ووصل من خلالها إلى هدفه: أن الناس ارتدوا بعد
رسول الله «صلى الله عليه وآله» عامة عدا قريش وثقيف، وهكذا حاربهم
المسلمون حرب إبادة.
وقد ناقشنا كل هذه الأخبار وأسنادها في ترجمة من سماه
بطاهر بن أبي هالة في الجزء الأول من كتاب «خمسون ومائة صحابي مختلق».
كانت هذه إحدى حروب الردة التي اختلقها سيف، ومما اختلق
من حروب الردة، واختلق أخبارها، ما سماها بـ: ردة طي، وردة أم زمل،
وردة أهل عمان، والمهرة، وردة اليمن الأولى، وردة اليمن الثانية.
اختلق ارتداد تلك القبائل والبلاد وحروبها وحروب ردة
أخرى زعم أنها وقعت في عصر أبي بكر، كذب فيها جميعاً. وكذب وافترى في
ذكر عدد من قتل في تلك المعارك، وذكر تهاويل مزعومة سوَّد بها وجه
التاريخ الإسلامي الناصع.
وكذلك فعل في أخبار الفتوح حيث ذكر معارك لم تقع،
وقتلاً وإبادة من قبل جيوش المسلمين، لم يكن لهما وجود في التاريخ
بتاتاً كالآتي ذكرهما:
روى الطبري عن سيف في خبر أليس وأمغيشيا من فتوح سواد
العراق، وقال في خبر أليس: فاقتتلوا قتالاً شديداً، والمشركون يزيدهم
كلباً وشدة ما يتوقعون من قدوم بهمن جاذويه، فصابروا المسلمين للذي كان
في علم الله أن يصيرهم إليه، وحَرِب المسلمون عليهم، وقال خالد: اللهم
إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألَّا أستبقي منهم أحداً قدرنا عليه حتى
أجري نهرهم بدمائهم.
ثم إن الله عز وجل كشفهم للمسلمين، ومنحهم أكتافهم،
فأمر خالد مناديه فنادى في الناس: الأسر الأسر، لا تقتلوا إلا من
امتنع.
فأقبلت الخيول بهم أفواجاً مستأسرين يساقون سوقاً، وقد
وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر.
ففعل ذلك بهم يوماً وليلة وطلبوهم الغد وبعد الغد، حتى
انتهوا إلى النهرين، ومقدار ذلك من كل جوانب أليس، فضرب أعناقهم.
وقال له القعقاع وأشباه له:
لو أنك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم، إن الدماء لا
تزيد على أن ترقرق منذ نهيت عن السيلان، ونهيت الأرض عن نشف الدماء،
فأرسل عليها الماء، تبر بيمينك.
وقد كان صد الماء عن النهر فأعاده، فجرى دماً عبيطاً،
فسمي نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم.
وقال آخرون، منهم:
بشير بن الخصاصية قال: وبلغنا أن الأرض لما نشفت دم ابن آدم نهيت عن
نشف الدماء، ونهي الدم عن السيلان إلا مقدار برده.
وقال:
كانت على النهر أرحاء، فطحنت بالماء وهو أحمر قوت العسكر ثمانية عشر
ألفاً أو يزيدون ثلاثة أيام..
وقال
بعده في خبر هدم مدينة أمغيشيا:
لما فرغ خالد من وقعة أليس، نهض فأتى أمغيشيا وقد
أعجلهم عما فيها، وقد جلا أهلها وتفرقوا في السواد، فأمر خالد بهدم
أمغيشيا وكل شيء كان في حيزها، وكانت مصراً كالحيرة، وكانت أليس من
مسالحها([47])،
فأصابوا فيها ما لم يصيبوا مثله قط.
اختلق سيف جميع هذه الأخبار بتفاصيلها مع رواتها،
ولنتأمل في ما وضع واختلق في الخبرين.
قال سيف:
في وقعة أليس آلى خالد أن يجري نهرهم بدمائهم، فلما غلب
غير مجرى الماء من نهرهم، واستأسر فلول الجيش الفارسي والمدنيين من أهل
الأرياف من كل جوانب أليس مسافة يومين، وأقبلت الخيول بهم أفواجاً
مستأسرين، ووكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم على النهر يوماً وليلة،
والدم ينشف، فقال له القعقاع ـ الصحابي الذي اختلقه سيف ـ وأشباه له:
لو قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم، أرسل عليها الماء تبر يمينك!!!.
فأرسل عليها الماء فأعاده، فجرى النهر دماً عبيطاً،
فسمي نهر الدم لذلك إلى اليوم!!!.
ثم قال:
ذهب خالد إلى أمغيشيا، وكانت مصراً كالحيرة، فأمر بهدم أمغيشيا، وكل
شيء كان في حيزها، وبلغ عدد قتلاهم سبعين ألفاً!!!.
أما هدم مدينة أمغيشيا التي اختلق سيف المدينة وحيزها
وخبر هدمها، فقد كان له نظير في التاريخ من قبل طغاة مثل: هولاكو،
وجنكيز. وكذلك قتل الأسرى. غير أن سيفاً نسب إلى خالد ما لم يجر له
نظير في تاريخ الحروب، وهو: أنه أجرى نهرهم بدمائهم، وأنه سمي نهر الدم
إلى اليوم!!!.
إختلق سيف كل هذه الأخبار، واختلق
أخبار معارك:
الثني والمذار، والمقر وفم فرات بادقلى، وحرب المصيخ، وقتلهم الكفار
يومذاك حتى امتلأ الفضاء من قتلاهم، فما شبهوهم إلا بغنم مصرعة، وكذلك
معركة الثني والزميل والفراض، وقتل مائة ألف من الروم فيها!!!.
اختلق سيف جميع أخبار هذه الحروب ونظائرها، وانتشرت في
تواريخ: الطبري، وابن الأثير، وابن كثير، وابن خلدون وغيرهم، ولا حقيقة
لواحدة منها.
وقد ناقشنا أخبارها وأسنادها في بحث «إنتشار الإسلام
بالسيف والدم في حديث سيف» من كتاب: «عبد الله بن سبأ» الجزء الثاني.
ألا يحق لخصوم الإسلام مع هذا
التاريخ المزيف أن يقولوا:
«إن الإسلام انتشر بحد السيف»؟!
وهل يشك أحد بعد هذا من هدف سيف في وضع هذا التاريخ وما
نواه من سوء للإسلام؟!
وما الدافع لسيف إلى كل هذا الدس والوضع إن لم تكن
الزندقة التي وصفه العلماء بها؟!
وأخيراً..
هل خفي كل هذا الكذب والإفتراء على إمام المؤرخين الطبري؟! وعلَّامتهم
ابن الأثير؟! ومكثرهم ابن كثير؟! وفيلسوفهم ابن خلدون؟! وعلى عشرات من
أمثالهم؟! كابن عبد البر، وابن عساكر، والذهبي، وابن حجر؟!
كلا، فإنهم هم الذين وصفوه بالكذب، ورموه بالزندقة!
وقد ذكر الطبري، وابن الأثير، وابن خلدون في تواريخهم
في وقعة ذات السلاسل: أن ما ذكره سيف فيها خلاف ما يعرفه أهل السير!
إذاً..
فما الذي دعاهم إلى اعتماد روايات سيف دون غيرها مع علمهم بكذبه
وزندقته، إن هو إلا أن سيفاً حلى مفترياته بإطار من نشر مناقب ذوي
السلطة من الصحابة، فبذل العلماء وسعهم في نشرها وترويجها. مع علمهم
بكذبها، ففي فتوح العراق ـ مثلاً ـ أورد مفترياته تحت شعار: مناقب خالد
بن الوليد، فقد وضع على لسان أبي بكر أنه قال بعد معركة أليس وهدم
مدينة أمغيشيا: «يا معشر قريش، عدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله،
أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد».
كما زين ما اختلق في معارك الردة بإطار من مناقب
الخليفة أبي بكر، وكذلك فعل في ما روى واختلق عن فتوح الشام وإيران على
عهد عمر، والفتن في عصر عثمان، وواقعة الجمل في عصر علي، فإنه زين
جميعها بإطار من مناقب ذوي السلطة والدفاع عنهم في ما انتقدوا عليها،
وبذلك راجت روايات سيف وشاعت أكاذيبه، ونسيت الروايات الصحيحة، وأهملت.
على أنه ليس في ما وضعه سيف واختلق ـ على الأغلب ـ
فضيلة للصحابة، بل فيه مذمة لهم، ولست أدري كيف خفي على هؤلاء: أن جلب
خالد عشرات الألوف من البشر، وذبحهم على النهر، ليجري نهرهم بدمائهم
ليست فضيلة له، ولا هدمه مدينة أمغيشيا ولا نظائرها إلا على رأي
الزنادقة في الحياة من أنها سجن للنور، وأنه ينبغي السعي في إنهاء
الحياة لإنقاذ النور من سجنه.
ومهما يكن من أمر،
فإن بضاعة سيف المزجاة إنما راجت لأنه طلاها بطلاء من مناقب الكبراء،
وإن حرص هؤلاء على نشر فضائل ذوي السلطة والدفاع عنهم أدى بهم إلى نشر
ما في ظاهره فضيلة لهم، وإن لم تكن لهم في واقعه فضيلة!
والأنكى من ذلك،
أن سيفاً لم يكتف باختلاق روايات في ظاهرها مناقب للصحابة من ذوي
السلطة، ويدس فيها ما شاء لهدم الإسلام، بل اختلق صحابة للرسول لم
يخلقهم الله! ووضع لهم ما شاء من كرامة وفتوح وشعر ومناقب كما شاء!
وذلك معرفة منه بأن هؤلاء يتمسكون بكل ما فيه مناقب لأصحاب الحكم كيف
ما كان، فوضع واختلق ما شاء لهدم الإسلام! اعتماداً منه على هذا الخلق
عند هؤلاء! وضحكاً منه على ذقون المسلمين! ولم يخيب هؤلاء ظن سيف،
وإنما روجوا مفترياته زهاء ثلاثة عشر قرناً»!.
إنتهى كلام العلامة العسكري بطوله([48]).
ونحن..
وإن كنا نميل في نهاية المطاف إلى ما جزم به العلامة العسكري، غير أننا
نعتمد في ذلك على حقيقة: ان هذه المتون تنتهي إلى خصوص سيف.. ولم
يشاركه فيها أحد، إلا بعض المراسيل، التي لم تنسب إلى أحد.. وربما يكون
سيف هو الراوي لها أيضاً.
وإذا كانت هذه الأحداث مما لا بد من أن تكثر رواتها،
وأن يظهر الحرص على تدوالها، والرغبة في الإسهام في نقلها..
فإذا وجدنا أن أحداً لم يشارك سيفاً فيها.. ووجدناهم
يتهمون سيفاً أيضاً بالكذب وبغيره مما يسقطه عن الإعتبار، فإننا لا بد
أن يتعاظم ويتنامى شكنا في صحة هذه النقولات، وسوف نؤثر تجنبها
واهمالها، وعدم الرغبة في الإسهام بترويجها بأي نحو كان.
([1])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص241 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص474 وشرح
نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص209.
([2])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص268 ـ 271 وراجع ص276 و (ط مؤسسة
الأعلمي) ج2 ص496 والكامل في التاريخ ج2 ص354 وإمتاع الأسماع
ج14 ص241.
([3])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص271 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص498.
([4])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص276 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص501
والكامل في التاريخ ج2 ص357 و 358.
([5])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص277 و 278 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2
ص502 والكامل في التاريخ ج2 ص358 والغدير ج7 ص158.
([6])
كتاب الفتوح لابن أعثم ج1 ص19 ـ 23.
([7])
الغدير ج7 ص158 و 159 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص121
ووفيات الأعيان لابن خلكان ج6 ص1.
([8])
الكامل في التاريخ ج2 ص358 و 359 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص278
وإمتاع الأسماع ج14 ص239 وبحار الأنوار ج30 ص492 والنص
والإجتهاد للسيد شرف الدين ص124 والغدير ج7 ص158 و 159.
([9])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص280 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص504
وراجع: الكامل في التاريخ ج2 ص359 وبحار الأنوار ج30 ص476 و
477 و 492 والغدير ج7 ص159 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص205
و 206 وأعيان الشيعة ج1 ص433 والشافي في الامامة للشريف
المرتضى ج4 ص165.
([10])
الإثفية: حجارة توضع عليها القدور أثناء الطبخ.
([11])
الغدير ج7 ص159 عن: تاريخ الأمم والملوك ج3 ص241 [ج3 ص277
حوادث سنة 11هـ] والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص149 [ج2
ص32 حوادث سنة 11هـ] وأسد الغابة ج4 ص295 [ج5 ص53 رقم4648]
وتاريخ مدينة دمشق ج5 ص105 و 112 [ج16 ص256 و 274 رقم 1922،
وراجع: مختصر تاريخ دمشق ج8 ص17 ـ 18] وخزانة الأدب ج1 ص237
[ج2 ص26] والبداية والنهاية ج6 ص321 [ج6 ص354 حوادث سنة 11هـ]
وتاريخ الخميس ج2 ص233 [ج2 ص209] والإصابة ج1 ص414 [رقم 2201]
وج3 ص357 [رقم 7696]. والفائق ج2 ص154 [ج3 ص157] والنهاية ج3
ص257 [ج4 ص15] وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158 وتاج العروس ج8 ص75
وروضة المناظر ج1 ص191 و 192.
([12])
الغدير ج7 ص160 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158 وراجع: تاريخ الخميس
ج2 ص209 وشرح المواقف ج8 ص358 ووفيات الأعيان ج6 ص15 والكنى
والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص42. وراجع: الفائق ج2 ص154 [ج3
ص157] والنهاية ج3 ص257 [ج4 ص15] وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158
وتاج العروس ج8 ص75 وروضة المناظر ج1 ص191 و 192.
([13])
تاريخ مدينة دمشق ج16 ص274 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص115 وراجع:
الغدير ج7 ص161 و 166 والإصابة لابن حجر ج2 ص218.
([14])
الشافي في الإمامة ج4 ص166 وتلخيص الشافي ج3 ص193 و 194وبحار
الأنوار ج30 ص478 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص206 و 207.
([15])
راجع: صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب: لا يعذب الله. ومسند
أحمد ج3 ص494 وج2 ص307 والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص117 والسنن
الكبرى للبيهقي ج9 ص71 و 72 وسنن أبي داود ج3 ص54 و 55 و (ط
دار الفكر سنة 1410هـ) ج1 ص603 وتيسير الوصول ج1 ص279 ومصابيح
السنة ج2 ص57 و 58 والغدير ج7 ص155 و 156 عنهم.
وراجع: الصراط المستقيم ج2 ص305 وكتاب الأربعين للشيرازي ص342
وبحار الأنوار ج19 ص352 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام»
للشيرواني ص444 ومجمع الزوائد ج6 ص251 وعمدة القاري ج14 ص220
والمصنف للصنعاني ج5 ص215 والآحاد والمثاني ج4 ص340 ومسند أبي
يعلى ج3 ص106 والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص161 وناسخ الحديث
ومنسوخه لابن شاهين ص528 والإستيعاب ج4 ص1536 وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج5 ص6 وج14 ص194 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج2
ص366 و 367 ونصب الراية للزيلعي ج4 ص264 وكنز العمال ج5 ص407
وتفسير القرطبي ج2 ص359 والتاريخ الكبير للبخاري ج1 ص59 والعلل
الواردة للدارقطني ج11 ص16 وتاريخ مدينة دمشق ج15 ص214 و 215 و
230 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص56 وأسد الغابة لابن الأثير ج5
ص53 والوافي بالوفيات للصفدي ج27 ص132 وعيون الأثر ج2 ص196.
([16])
الغدير ج7 ص156 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص71 وفتح الباري ج6
ص106 وعمدة القاري للعيني ج14 ص264 وأحكام القرآن لابن العربي
ج3 ص515.
([17])
تاريخ مدينة دمشق ج16 ص274 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص115 وراجع:
الغدير ج7 ص161 و 166 والإصابة لابن حجر ج1 ص415 و (ط دار
الكتب العلمية سنة 1415هـ) ج2 ص218.
([18])
راجع: الإصابة ج2 ص208 و (ط دار الكتب العلمية) ج3 ص390 وأسد
الغابة ج2 ص434 و (ط دار الكتاب العربي) ج3 ص390 والإستيعاب
(بهامش الإصابة) ج2 ص211 و (ط دار الجيل) ج2 ص746 ومن له رواية
في مسند أحمد ص210 والطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص39 وتاريخ
مدينة دمشق ج24 ص383 وتعجيل المنفعة ص195.
([19])
راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص206 وأسد الغابة ج4 ص295
والإصابة ج5 ص560 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص502 والكامل في
التاريخ ج2 ص358 وفوات الوفيات للكتبي ج2 ص243 والبداية
والنهاية ج6 ص354 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص73
وإمتاع الأسماع ج14 ص239 والشافي في الإمامة ج4 ص165 ومعجم
البلدان ج1 ص455 وبحار الأنوار ج30 ص476 والنص والإجتهاد ص123
والغدير ج7 ص158.
([20])
راجع: الإصابة ج3 ص357 وج2 ص43 و 209 ومرآة الجنان ج1 ص62
وخزانة الأدب ج2 ص9 وأسد الغابة ج3 ص39 والإستيعاب (مطبوع مع
الإصابة) ج1 ص338.
([21])
راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»
(الطبعة الخامسة) ج20 .
([22])
راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج20
فصل: خالد يضيع النصر الأعظم.
([23])
راجع: الغدير ج7 ص158 ـ 163 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص503
والكامل في التاريخ ج2 ص359 وأسد الغابة ج4 ص295 وتهذيب تاريخ
دمشق ج5 ص105 والإصابة ج3 ص357 و (ط دار الكتب العلمية) ج5
ص561 وتاريخ الخميس ج2 ص209 و 233 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158
والعثمانية للجاحظ ص248 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص257 ووفيات
الأعيان ج6 ص15 والكنى والألقاب ج1 ص42.
([24])
المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص525 ومسند أبي يعلى ج13 ص143
والإستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص429 وكنز العمال ج5 ص739 وج11
ص679 وج13 ص366 ومسند أحمد ج1 ص8 ومجمع الزوائد ج9 ص348 و 349
وتحفة الأحوذي ج10 ص233 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص239 و 242 و
244 وج62 ص415 وسير أعلام النبلاء ج1 ص372 والوافي بالوفيات
ج13 ص162 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص234 وتهذيب تاريخ
والإصابة
ج1
ص414 و (ط دار الكتب العلمية) ج2 ص217 والإستيعاب (مطبوع مع
الإصابة) ج1 ص408 و 409 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث
العربي) ج6 ص349 وج7 ص129 وإمتاع الأسماع ج2 ص7 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص342 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص789 وج3
ص212.
([25])
الآحاد والمثاني ج2 ص26 وكنز العمال ج5 ص738 والغدير ج10 ص10
وج5 ص362 و 363 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص241 وج25 ص461 وج58
ص403 وتاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص886 والوضاعون وأحاديثهم
ص476 والإمامة والسياسة ج1 ص22 و(تحقيق الزيني) ج1 ص28 و
(تحقيق الشيري) ج1 ص42 وأعلام النساء ج2 ص876.
([26])
بحار الأنوار ج22 ص197 وج40 ص33 عن أمالي الشيخ الطوسي ص322 و
(ط دار الثقافة) ص506 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص334.
([27])
بحار الأنوار ج40 ص43 والكافي ج8 ص11 وإحقاق الحق (الملحقات)
ج6 ص153 عن در بحر المناقب (مخطوط) ص43، وراجع: ذخائر العقبى
ص92 والمناقب المرتضوية ص93 والروضة في المعجزات والفضائل
ص128.
([28])
فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب، لسلمان العجيلي المعروف
بالجمل (ط القاهرة) ص62 وفرائد السمطين (ط دار النعمان، النجف)
ص120 ونظم درر السمطين ص124 وعن المناوي في شرح الجامع الصغير،
وإحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص42 و 59 وج20 ص518 و 283 عن آل
محمد للمردي الحنفي، وعن غيره ممن تقدم. وعن فيض القدير ج5
ص293 = = والأنوار العلوبة ص153 والبحار ج60 ص146 ومستدرك
سفينة البحار ج6 ص34 وج10 ص14.
([29])
راجع المصادر التالية: الإحتجاج (ط سنة 1313 ه . ق) ج1 ص190 و
191 و 300 والصراط المستقيم ج2 ص80 و 82 وقاموس الرجال ج3 ص476
و 478 و 479 والخصال ج2 ص462 و 463 واليقين في إمرة أمير
المؤمنين ص108 ـ 110 عن أحمد بن محمد الطبري، المعروف
بالخليلي، وعن محمد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ في كتابه:
مناقب أهل البيت «عليهم السلام» والبحار ج28 ص210 و 211 و 214
و 219 ورجال البرقي ص63 و 64.
([30])
مستدرك سفينة البحار ج5 ص321 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3
ص74 والفضائل لابن شاذان ص77.
([31])
أرجح المطالب (ط لاهور) ص38 ومناقب علي «عليه السلام» للعيني
الحيدر آبادي (ط أعلم بريش، جهار منار) ص57 و 37.
([32])
نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص124 وفيض القدير في شرح
الجامع الصغير ج5 ص293 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص409.
([33])
فرائد السمطين (مطبعة النعمان، النجف) ص29.
([34])
إحقاق الحق ج4 ص297 عن مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي.
([35])
ينابيع المودة (ط إسلامبول) ص213 وراجع: أرجح المطالب (ط
لاهور) ص14 و 29 وإحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص250 عن: آل محمد
للمردي الحنفي وج4 ص225 عن عدد من المصادر.
([36])
راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج23
ص245.
([37])
راجع: مشكاة المصابيح ج2 ص285 وسنن ابن ماجة ج2 ص847 ومصابيح
السنة ج2 ص502 والديـات لابن أبـي عاصـم ص9 وعـن صحيـح
البخـاري ج6 = = ص2521 وعن صحيح مسلم ج2 ص37 و (ط دار الفكر)
ج5 ص187 وج8 ص43 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج35 ص212 والمحلى
لابن حزم ج11 ص68 وميزان الحكمة ج3 ص2499 وسنن أبي داود ج2
ص327 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص128 وعمدة القاري ج18 ص203
وج24 ص61 وعون المعبود ج12 ص5 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص417
ونصب الراية ج4 ص109 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص96
وكنز العمال ج1 ص87 و 92 وشرح مسند أبي حنيفة ص359 وكشف الخفاء
ج2 ص367 وأحكام القرآن ج2 ص98 و 292 وأضواء البيان ج3 ص134
وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص445.
([38])
كما نصت عليه الآية الكريمة: {إِنَّمَا
جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ
أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ
يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا
وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[الآية 33 من سورة المائدة].
([39])
المصنف للصنعاني ج9 ص242 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص253
والإستيعاب ج3 ص1278 وكنز العمال ج5 ص508 ومعاني القرآن للنحاس
ج2 ص357 وأحكام القرآن للجصاص ج2 ص584 وأحكام القرآن لابن
العربي ج2 ص168 وتفسير القرطبي ج6 ص298 والإرشاد للمفيد ج1
ص202 و 203 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص188 والعقد
النضيد والدر الفريد للقمي ص179 وعوالي اللآلي ج2 ص157 وبحار
الأنوار ج40 ص249 وج62 ص118 وج76 ص159 والشرح الكبير لابن
قدامة ج10 ص76 و النوادر لابن عيسى الأشعري ص153 والكافي ج7
ص215 وعلل الشرائع ج2 ص539 وجامع أحاديث الشيعة ج25 ص501
والتبيان للطوسي ج4 ص20 ومجمع البيان للطبرسي ج3 ص415 وفقه
القرآن للراوندي ج2 ص283 و 378 والمغني لابن قدامة ج10 ص86
ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص220 و 239 و (ط دار
الإسلامية) ج18 ص465 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص316 والغدير ج7
ص166 عنه، وفتح الباري ج13 ص124 وعمدة القاري ج24 ص237 ومن لا
يحضره الفقيه ج3 ص26 وتهذيب الأحكام ج10 ص93 وتفسير العياشي ج1
ص341 وسنن الدارقطني ج3 ص166 والدر المنثور ج3 ص161.
([40])
الآية 93 من سورة المائدة.
([41])
الدر المنثور ج2 ص321 والمصنف لابن أبي شيبة ج9 ص546 والغدير
ج7 ص166 و 167 والمحلى لابن حزم ج11 ص287 والمغني لابن قدامة
ج10 ص86 والشرح الكبير لابن قدامة ج10 ص76.
([42])
الغدير ج7 ص167 عن الروض الأنف ج2 ص231 والمصنف للصنعاني ج9
ص244 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص105 والإستيعاب ج4 ص1622 وكنز
العمال ج5 ص500 والأحكام لابن حزم ج7 ص1012 وتاريخ مدينة دمشق
ج25 ص303 وأسد الغابة ج5 ص161 والإصابة ج7 ص9.
([43])
راجع: تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص490 و الكامل
في التاريخ ج2 ص357 وإمتاع الأسماع ج14 ص238.
([44])
راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص350 وتاريخ الأمم والملوك (ط
مؤسسة الأعلمي) ج2 ص490.
([45])
راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص132 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج6
ص15 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص136 والسقيفة للمظفر ص26
والمجالس الفاخرة للسيد شرف الدين ص43.
([46])
الكامل في التاريخ ج2 ص344 والبداية والنهاية ج6 ص344 وإمتاع
الأسماع = = ج14 ص232 و
538 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص158 و 159 ج30 ص286 وشرح نهج
البلاغة للمعتزلي ج17 ص153 وكنز العمال ج5 ص660 ـ 662 والمصنف
لابن أبي شيبة ج7 ص596 وأسد الغابة ج4 ص68 وتاريخ الأمم
والملوك ج2 ص476 وبحار الأنوار ج30 ص351 والسقيفة للمظفر ص27.
([47])
أي: المواضع التي تتموضع فيها قوات مسلحة لضبط حركة التردد
والتفتيش.
([48])
معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري (ط سنة 1426هـ) ج1 ص438 ـ
445 و (ط مؤسسة النعمان ـ بيروت سنة1410هـ) ج1 ص271 ـ 276.
|