صفحة : 85-116   

الفصل الثالث: حركات.. ليست عفوية!!

علي عمر القوي الأمين؟!:

عن أبي بكر العبسي، قال: دخلت حير الصدقة مع عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.

قال: فجلس عثمان في الظل يكتب، وقام علي «عليه السلام» على رأسه يمل عليه ما يقول عمر، وعمر في الشمس قائم في يوم حار، شديد الحر، عليه بردان أسودان، متزراً بواحد، وقد لف على رأسه آخر، يعد إبل الصدقة، يكتب ألوانها وأسنانها.

فقال علي لعثمان، وسمعته يقول: نعْتُ بنتِ شعيب في كتاب الله {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ}([1]).

ثم أشار علي بيده إلى عمر، فقال: هذا القوي الأمين([2]).

ونقول:

1 ـ هذه الرواية غير مقبولة. فإنه إذا كان علي «عليه السلام» قائماً على رأس عثمان، فلماذا يحتاج عثمان إليه ليمل عليه أقوال عمر، فإن عثمان كان يسمع أقوال عمر، كما كان علي «عليه السلام» يسمعها؟!

2 ـ إن الرواية قد صرحت: بأن عثمان فقط كان يجلس في الظل، ثم صرحت بأن عمر كان في الشمس، وفي يوم حار.. ولكنها سكتت عن علي «عليه السلام»، فلم تبين هل هو في الظل أو في الشمس، فإن كونه على رأس عثمان لا يمنع من كونه في الشمس أيضاً.. فإن كان في الظل، فلماذا لم تضفه إلى عثمان؟! وإن كان في الشمس فما الفرق بينه وبين عمر من هذه الناحية؟!

3 ـ كما أنه إذا كان علي في الشمس، فلماذا لم يذكر لنا الراوي صفة لباسه، كما وصف لباس عمر: هل كان يلبس برداً أو بردين؟!

وهل كان لونهما أسودَأ أو أبيضَ؟! أو لا هذا ولا ذاك؟!

وهل كان يلفُّه أحد البردين على رأسه أم لا؟!

4 ـ إذا كان عمر هو القوي الأمين، ألم يكن هو الأجدر بلقب أمين هذه الأمة من أبي عبيدة، لا سيما وأنه كان يعدُّ إبل الصدقة التي هي للأمة.. ويلاقي هذه الشدائد؟!.

يوم الغدير.. يوم عيد:

1 ـ عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرأون آية في كتابكم، لوعلينا معشر اليهود نزلت لأخذنا ذلك اليوم عيداً.

قال: أي آية هي؟!

قال: قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}([3]).

فقال عمر: والله، إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وعند البخاري: فقال عمر: أي مكان أنزلت ورسول الله واقف بعرفة([4]).

2 ـ وعن أبي العالية: كانوا عند عمر بن الخطاب، فذكروا هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..}([5]).

فقال رجل من اليهود: لو علمنا أي يوم نزلت هذه الآية لاتخذناه عيداً.

فقال عمر: الحمدلله الذي جعله لنا عيداً([6]).

ونقول:

ألف: إن مجرد علم عمر بن الخطاب بتاريخ نزول الآية الشريفة لا يقدم ولا يؤخر. وجواب عمر هذا لا يعدو كونه تهرباً من الإجابة، وتمييعاً للموضوع.

ب: إذا كان عمر يعلم بتاريخ نزول الآية، فإن غيره يعلم به أيضاً. فما هو الأثر العملي الذي ترتب على هذا؟!

ج: كان من المفروض: أن يصرح عمر بهذا التاريخ الذي يعرفه بهذه الدقة.

د: لا ندري إن كان قول عمر: الحمد لله الذي جعله لنا عيداً كان له واقعية في عهده وفي عهد سلفه أبي بكر أم لا!! وما هي الخطوات العملية التي كانوا يقومون بها في هذا العيد الإلهي؟!

وظني: أن عمر قد فوجئ بكلام هذا اليهودي، فجاءت إجابته على مراحل، بدأت بادعاء المعرفة، بتاريخ ذلك اليوم، ثم القول: بأن الله تعالى قد جعله عيداً. ولكن من دون أن يدلنا على مظاهر هذا العيد بين المسلمين. بل هو لم يذكر إن كان المسلمون قد قبلوا بما جعله الله تعالى لهم أم لا..

انتقاص علي يؤذي النبي في قبره:

عن عروة بن الزبير: أن رجلاً وقع في علي بمحضر من عمر، فقال له عمر: أتعرف صاحب هذا القبر؟!

قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.

فقال عمر: وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكر علياً إلا بخير، فإنك إن انتقصته آذيت صاحب هذا القبر في قبره «صلى الله عليه وآله»([7]).

ونقول:

1 ـ اللافت هنا: أن راوي هذا الحديث هو عروة بن الزبير المعروف ببغضه لعلي «عليه السلام»، وقد حارب أبوه الزبير علياً «عليه السلام»، وقتل في حرب الجمل. وكان عروة ينال من علي «عليه السلام»([8])، وعُدَّ من الذين يضعون أخباراً قبيحة في علي «عليه السلام»([9]).

وكان إذا ذكر علياً «عليه السلام» يصيبه الزمع، فيسب، ويضرب إحدى يديه على الأخرى([10]).

وهل يتوقع من أمثال عروة إلا ذلك؟!

2 ـ لا ندري إن كان ما جرى على علي «عليه السلام» يوم السقيفة من ضرب زوجته سيدة نساء العالمين، وإسقاط جنينها، وإحراق بابه، وإحضاره ملبباً إلى مجلس أبي بكر، وتهديده بالقتل من قبل عمر نفسه.. وغير ذلك من أمور. هل كان كل ذلك ـ بنظر عمر ـ انتقاص من علي «عليه السلام»، ومن موجبات أذى النبي «صلى الله عليه وآله»؟! أم كان على قلبه مثل السمن والعسل؟!

عمر لو صرفناكم عما تعرفون!:

عن محمد بن خالد الضبي: أن عمر خطبهم فقال: لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون، ما كنتم صانعين؟!

قال محمد: فسكتوا.

فقال ذلك ثلاثاً.

فقال علي «عليه السلام»: يا عمر، إذن كنا نستتيبك، فإن تبت قبلناك.

قال: فإن لم أتب.

قال: فإذن نضرب الذي فيه عيناك.

فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا اعوججنا أقام أودنا([11]).

ونقول:

إننا نشير هنا إلى الأمور التالية:

هل يريد عمر اختبارهم؟!:

1 ـ يبدو من هذا الحديث: أن عمر أراد اختبار الناس، ليعرف مدى هيمنته عليهم، ليرى إن كانت تخوله أن يتقدم خطوة أخرى في سياساته القاضية بإقصاء أهل البيت «عليهم السلام»، وإقصاء أهل السابقة في الدين عن كل الشؤون، وتسليط بني أمية، بشخص معاوية وأضرابه على الأمة، لكي يطمئن إلى أن الخلافة لن تقع بعده في يد بني هاشم..

وربما كان يخطط لإلغاء تشريعات، أو إضافة بعض ما يخدم سياساته في أمور كثيرة.. كان يسعى لفرضها على الناس بنحو أو بآخر.

2 ـ إن سكوت المسلمين حتى مع تكراره لهذا الأمر الكريه ثلاث مرات، يدل على أنه كان قد بلغ الأمر في قهر المسلمين، واستلاب قرارهم حداً مقبولاً ومناسباً لإجراء سياساته.

ولكن اعتراض علي «عليه السلام» وصراحته في بيان جزاء من يفعل ذلك قد أحبط مشروعه، او على الأقل فرض عليه أن يحتاط كثيراً فيه، حتى لا يصطدم بمنطق علي «عليه السلام» الذي قد يجد الفرصة المناسبة التي يخشاها عمر، وربما يجد الكثير من التأييد.

3 ـ إن موقف علي «عليه السلام» قد أوضح له أن الملتزمين بالنهج النبوي لن يسكتوا عن هذا الأمر الخطير، ولن يرضوا بالعدول عن السنن والأحكام الإلهية إلى اجتهادات الرأي، والعمل بالهوى.

رعب عمر من علي :

وبالإسناد: يرفعه إلى أبي وايل، قال: مشيت خلف عمر بن الخطاب فبينا أنا أمشي معه، إذ أسرع في مشيه، فقلت له: على مشيتك يا أبا حفص!

فالتفت إلي مغضباً، وقال: أو ما ترى الرجل خلفي، ثكلتك أُمّك! اما ترى علي بن أبي طالب.

فقلت: يا أبا حفص! هذا أخو الرسول، وأول من آمن وصدق به وشقيقه.

قال: لا تقل هذا، يا أبا وايل! لا أُمّ لك. فوالله! لا يخرج رعبه من قلبي أبداً.

قلت: ولم ذلك، يا أبا حفص؟!

قال: والله! لقد رأيته يوم أحد يدخل بنفسه في جمع المشركين كما يدخل الأسد بنفسه في زريبة الغنم، فيقتل منها ويخلى ما يشاء، فما زال ذلك دأبه حتى أفضى إلينا، ونحن منهزمون عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» (وهو ثابت)، فلما وصل إلينا قال لنا: ويلكم، أترغبون بأنفسكم عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد أن بايعتموه؟!

فقلت له من بين القوم: يا أبا الحسن! إنّ الشجاع قد ينهزم، وإنّ الكرّة تمحو الفرّة، فما زلت أخدعه حتّى انصرف بوجهه عني.

يا أبا وائل! والله لا يخرج رعبه من قلبي أبداً([12]).

ونقول:

1 ـ إن رواية هذا الحديث عن الشيعة وفي مصادرهم، أحرى أن يجعلنا نطمئن إلى صحته، وعدم تعرضه للتصرفات والتحريفات.

2 ـ إن هذا الحديث يدلنا على: أن شجاعة عمر التي أبداها في هجومه على بيت الزهراء «عليها السلام»، ومحاولته قتل علي «عليه السلام» آنئذ لم تكن واقعية، إنما كانت لعلمه بأن علياً موصى بالسكوت، وهو واقف على مدى التزام علي «عليه السلام» بأوامر ووصايا النبي «صلى الله عليه وآله».

وقد رآه حين أرسله لقتال اليهود في خيبر، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: إذهب ولا تلتفت.

فسار قليلاً، ثم وقف ولم يلتفت، وقال: على ما أقاتلهم يا رسول الله إلخ([13]).. فمن يتقيد بحرفية أقوال رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى هذا الحد لا يعقل أن يخالف وصيته بعد موته..

إلا إن كان يظن أن هذه الوصية إنما ترتبط بما يجري بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» مباشرة، فيما له مساس بغصب مقامه وموقعه. ولا تتعداه إلى ما عداه.

3 ـ قد يقال: إن هذا الرعب حلة طبيعية تنتاب الإنسان حين يتذكر موقفاً مرعباً، حتى مع علمه بأن الطرف الآخر لا يريد به سوءاً لأجل وصية وغيرها.

كما أن هذه الحالات لا تمنع من التدبير لأيقاع الطرف الآخر في شركٍ إن قدر على ذلك، إذا كان قد احتاط لنفسه واطمأن لعدم انكشاف الأمر.

4 ـ إن المؤمنين المظلومين، الذين يرون جهاد علي «عليه السلام»، وفتكه في أعداء الله لا بد تنتعش أرواحهم، وتبتهج نفوسهم، وأن يشفى صدورهم هذا القتل الذريع لأعدائهم، ويذهب الله به غيظ قلوبهم.. وتتحول قلوبهم الخائفة إلى قلوب مطمئنة وراضية، وجريئة على أعداء الله. ويكونوا مصداقاً لقوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}([14])..

وهذا ما دعا أبا وائل إلى التعجب من خوف عمر من علي «عليه السلام». وزاد من تعجبه، أن علياً «عليه السلام» هو أخو الرسول، وحامل ميزاته وخصائصة، وقد وصف الله رسوله بقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}([15]).

فكيف يمكن أن يكون أول من آمن بالرسول «صلى الله عليه وآله»، وصدق به مصدر خوف لأحد من المؤمنين؟! ان المفروض هو أن يأمن معه الخائف، وأن يقوى به الضعيف، ويشجع الجبان؟!

5 ـ والأغرب والأعجب من ذلك أن يعتبر مطالبة علي «عليه السلام» لهم بنصرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» مأزقاً يحتاج الخروج منه إلى الخديعة! ولماذا يخدع علياً، ولا يتشجع به؟! فيكون معه وإلى جانبه، يشد أزره، ويقويه على عدوه، ويحمي حوزته، ويرد هو وإياه عدوان المعتدين، وكيد الضالين والظالمين؟!

ولماذا يبقى خائفاً منه إلى هذا الحد طيلة تلك السنين؟!

وهل رأى من علي «عليه السلام» طيلة تلك المدة التي سبقت حرب أُحد، وكذلك السنين التي تلتها، والتي ربما تكون قد بلغت عقدين من الزمن ـ هل رأى منه «عليه السلام» ـ إلا العدل والصدق، والإلتزام بإحكام الدين، والعفو عن المذنبين، والحلم عن الجاهلين؟!

ألم يشعر بمدى التزامه بأوامر الله ورسوله حين هاجم هو بيته، وضرب زوجته وهي أعز ما في الوجود عليه، وهي سيدة نساء العالمين، وإنه «عليه السلام» لم يواجه مساءته إلا بالصبر والحلم، والإلتزام الصارم بوصية رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

إن ذلك كله يدل على أن عمر إنما يفكر بنفسه، لا بأي شيء آخر، وأن أياً من تلك الأمور التي عاينها لا يجعله يطمئن على سلامة نفسه من علي «عليه السلام»، ربما لأنه يقيس الأمور بمقاييس عادية ومادية، تصور له: أن ذلك كله يبقى عارضاً ومؤقتاً، وقد يزول تأثيره في أية لحظة. ولكن ذلك لا يمنع عمر من إظهار التماسك، ومن أن يتظاهر بالحزم، ومن العمل على البطش بمناوئيه في الخفاء، أو في العلن حين يجد القدرة على ذلك.

ذرو من قول!:

روى المؤرخون عن ابن عباس: أن عمر سأله: كيف خلفت ابن عمك؟!

قال: فظننته يعني عبد الله بن جعفر. قلت: خلفته يلعب مع أترابه.

قال: لم أعن ذلك، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت.

قلت: خلفته يمتح بالغرب([16])، على نخيلات فلان، وهو يقرأ القرآن.

قال: يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها: هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟!

قلت: نعم.

قال: أيزعم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نص عليه؟!

قلت: نعم.. وأزيدك: سألت أبي عما يدعيه، فقال: صدق.

فقال عمر: لقد كان من رسول الله «صلى الله عليه وآله» في أمره ذرو من قول([17])، لا يثبت حجة، ولا يقطع عذراً. ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما. ولقد أراد في مرضه: أن يصرِّح باسمه، فمنعت من ذلك، إشفاقاً، وحيطة على الإسلام.

لا، ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبداً الخ..»([18]).

ونقول:

أشارت هذه الرواية إلى أمور يحسن الوقوف عندها، ولو لمجرد التأكيد عليها والتذكير بها، فلاحظ ما يلي:

1 ـ إن المناوئين لعلي «عليه السلام» كانوا يسعون لبعث اليأس في نفس علي «عليه السلام» والقضاء على كل أثر للطموح لديه إلى الخلافة.. وكأنهم يرون: أن المسألة بالنسبة إليه شخصية، ترتبط بالرغبة والطموح، والحال: أن علياً «عليه السلام» يراها من مفردات التكليف الإلهي والمسؤولية الشرعية.

2 ـ إن ما صدر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليس مجرد ذرو من قول، بل هو عزم إلهي، وإصرار، وتأكيد نبوي يمنع أية شبهة، ويزيل أي ريب، فقد نص على ولاية علي «عليه السلام» من بعده بالقول تارة، وبالفعل أخرى. حتى لقد أخذ له «عليه السلام» البيعة منهم في غدير خم.

ولو أردنا جمع كلماته ومواقفه «صلى الله عليه وآله» التي تصب في هذا الإتجاه، لاحتجنا إلى آلاف الصفحات، وتأليف عشرات المجلدات، رغم كل مساعيهم لطمس ذلك وإخفائه..

3 ـ برغم شدة وضوح تصريحات النبي «صلى الله عليه وآله» فإنه في إشارة منه إلى بالغ اهتمامه بتكريس هذا الأمر بصورة عملية باشر بتسجيله في مرض موته بصورة مكتوبة، الأمر الذي دعا بعمر ابن الخطاب إلى الإقدام على أمر هو في غاية الجرأة والخطورة، حين اتهم النبي «صلى الله عليه وآله» بأنه يهجر. فأبطل بذلك جدوى كتابة ذلك الكتاب، بل جعل منه ـ لو كتب ـ سبباً للإختلاف والتشاجر، والتناحر والتدابر.

4 ـ إن صداقة عمر لابن عباس مكّنت عمر من استشراف الكثير مما كان يدور بين الهاشميين من أحاديث، وما يتداولونه وما يفكرون فيه من أمور..

5 ـ إن اعتراف عمر بأن النبي «صلى الله عليه وآله» أراد أن يصرح باسم علي «عليه السلام» في مرض موته، يدل على كثرة هتاف النبي «صلى الله عليه وآله» باسم علي، حتى لقد أصبح واضحاً للجميع أن مجرد طلبه كتفاً ودواة، يعني معرفتهم بما في ضميره «صلى الله عليه وآله» وما يريد أن يفعله بها.

6 ـ وأما دعوى عمر: أنه منع النبي من الوصية لعلي «عليه السلام» حيطة على الإسلام، فهي مرفوضة؛ فإن عمر نفسه قال لابن عباس: «وأراد رسول الله الأمر له، فكان ماذا، إذا لم يرد الله تعالى ذلك؟!

إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أراد أمراً، وأراد الله غيره، فنفذ مراد الله تعالى، ولم ينفذ مراد رسوله.

أوكلما أراد رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان»؟!([19]).

ونقول لعمر:

هل يمكن أن لا يكون مراد النبي «صلى الله عليه وآله» هو نفس مراد الله سبحانه؟!

وهل يمكن أن نصدق أن غيرة عمر على الإسلام أشد من غيرة النبي «صلى الله عليه وآله» عليه؟!

أم أنه أدرك بثاقب نظره ما لم يدركه سيد ولد آدم، وإمام الكل، وعقل الكل، ومدير الكل؟!.

وهل غيرته على الإسلام تبرر له اتهام النبي «صلى الله عليه وآله» بالهجر والهذيان والعياذ بالله؟! وبأنه يريد أمراً لا يرضاه الله ولا يريده؟!

7 ـ قول: لا تجتمع عليه قريش أبداً. يشير إلى أن الميزان في الإمامة عند عمر هو اجتماع قريش وعدم اجتماعها. مع أن الذي نعرفه هو أن الميزان هو ما يريده الله ورسوله دوان سواه.

وعدم اجتماع قريش على علي «عليه السلام» ليس إلا حسداً من البعض، واستجابة للأحقاد بسبب ما نالهم منه في حروبهم لله ولرسوله..

هل نجحت سياساتهم؟!:

من المعلوم: أن السياسة كانت تتجه نحو إبعاد علي «عليه السلام» وجميع بني هاشم عن مقام الخلافة. وكان الناس يعرفون ذلك آنئذٍ بصورة عامة.

بل كان هناك سعي حثيث لتصغير شأن بني هاشم، وإخلاق ذكرهم أيضاً.

ونذكر هنا من شواهد معرفة الناس بسياسات الحكام الرامية إلى إبعاد علي «عليه السلام» عن هذا الأمر:

ألف: ما رواه عبد الرزاق، من أن عمر بن الخطاب قال لأحد الأنصار: «من ترى الناس يقولون: يكون الخليفة بعدي؟!

قال: فعدد رجالاً من المهاجرين ولم يسمِّ علياً.

فقال عمر: فما لهم من أبي الحسن؟! فوالله، إنه لأحراهم إن كان عليهم أن يقيمهم على طريقة من الحق»([20]).

ب: إن عمر يحتج لتدبيره الشورى التي كانت مهمتها تكريس إبعاد علي «عليه السلام»، بأن علياً لا تجتمع عليه قريش أبداً، أو أن قومه أبوه، أو استصغروا سنه، أو نحو ذلك([21]).

مع أنه يعلم: أن قريشاً قد رضيت في نهاية الأمر برسول الله «صلى الله عليه وآله»، رغم أنها كانت ترى أنه هو السبب فيما أتاه علي «عليه السلام» إليها..

ثم إنهم إن كانوا مسلمين، فلماذا لا يرضون بحكم الإسلام؟! وإذا لم يكونوا مسلمين، فمخالفتهم لا تضر، ولا مانع من جهادهم، وفرض ما يريده الله ورسوله عليهم بالقوة، كما جاهدهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قبل، ثم جاهدهم بعد ذلك أمير المؤمنين «عليه السلام» نفسه في الجمل، وصفين..

ج: وقال «عليه السلام» عن العرب: «وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته»([22]).

2 ـ بالنسبة لسعيهم لتصغير شأنه «عليه السلام»، نقول:

إن علياً «عليه السلام» ذكر هذا الأمر في أكثر من مناسبة، وتكفي الإشارة هنا إلى قوله: «اللهم عليك بقريش، فإنهم قطعوا رحمي، واكفأوا أنائي، وصغروا عظيم منزلتي إلخ..»([23]).

3 ـ بالنسبة لسعيهم لإخلاق ذكره «عليه السلام» نقول:

ألف: يقول «عليه السلام» في جملة كلام له: «فكنّا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب. ومضت السنون والأحقاب بما فيها، ومات كثير ممن يعرف، ونشأ كثير ممن لا يعرف إلخ..»([24]).

ب: دخل عدي بن حاتم بعد مقتل أمير المؤمنين «عليه السلام» على معاوية، فسأله معاوية عما أبقى الدهر في قلبه من حب علي «عليه السلام»؟!

قال عدي: كله، وإذا ذكر ازداد!.

قال معاوية: ما أريد بذلك إلا إخلاق ذكره([25]).

ولو أردنا حشد الشواهد والأدلة العملية لهذه السياسات لاحتجنا ربما إلى مئات الصفحات.. غير أن ما لا شك فيه هو أنه «عليه السلام» كالمسك، ما حركته يتضوع نشره، ويظهر أمره.

وقد أشار بعض العلماء.. إلى أنه بالرغم من أنه «عليه السلام» قد أخفى أولياؤه فضائله خوفاً، وأخفى أعداؤه فضائله حسداً، فقد شاع له بين ذين ما ملأ الخافقين([26]).

والإمام الحسين أيضاً:

تقدم للإمام الحسن «عليه السلام» موقف لافت مع أبي بكر، حيث جاء إليه، وهو يخطب على المنبر، فقال له: إنزل عن منبر أبي..

ولا عجب إذا رأينا للإمام السبط الشهيد الحسين «عليه السلام» موقفاً مماثلاً تماماً لهذا الموقف مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب..

حيث قال له أيضاً: أنزل عن منبر أبي..

فقال عمر: منبر أبيك والله، وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم([27]).

ولكن عمر أخذ الحسين «عليه السلام» إلى بيته فوراً، وحاول تقريره: إن كان أبوه أمره بهذا، أو لا. فأجابه عن ذلك بالنفي.

ونقول:

1 ـ إن أبا بكر لم يكن يرى: أن اتهام أمير المؤمنين فيما جرى له مع الإمام الحسن «عليهما السلام» من صالحه..

أما عمر.. الذي رأى أنه قد أصبح قوياً في الحكم، وقد تكرس الموقف لصالح غير أهل البيت على الصعيد السياسي ـ عمر هذا ـ يهتم بالتعرف على مصدر هذه الإرهاصات، ليعمل على معالجتها قبل فوات الأوان.

2 ـ إن مواقف الحسنين «عليهما السلام» هذه تعتبر تحدياً عميقاً للسلطة، في أدقِّ وأخطر قضية عملت على حسم الأمور فيها لصالحها، ورأت أنها قد وفقت في مقاصدها تلك إلى حدٍ بعيد.. فجاءت هذه المواقف لتهز من الأعماق ما ظنت انه يكاد يعتبر، أو قد اعتبر بالفعل من الثوابت والمسلمات.

3 ـ والحسنان هما ذانك الفرعان من دوحة الإمامة، وغرس الرسالة، اللذان يفهمان الظروف التي تحيط بهما، ويقيمانها التقييم الصحيح والسليم، ليتخذا مواقفهما على أساس أنها وظيفة شرعية، ومسؤولية إلهية.

أما التكليف، والموقف الذي لأبيهما، فهو وإن كان في ظاهره مختلفاً هنا، إلا أنه ولا شك يخدم نفس الهدف، ويسير في نفس الإتجاه..

4 ـ إنه لا غنى للقارئ الكريم عن مراجعة ما ذكرناه فيما سبق حول قول الإمام الحسن «عليه السلام» لأبي بكر: إنزل عن منبر أبي، فإنه سيكون مفيداً في فهم ما جرى هنا أيضاً..

عمر يتهدد الناس بعلي :

وكان عمرو بن معدى كرب شجاع العرب، الذي تضرب به الأمثال، وقد كتب إليه عمر بن الخطاب في أمر أنكره عليه، وغدر تخوفه منه:

«أما والله لئن أقمت على ما أنت عليه، لأبعثن إليك رجلاً تستصغر معه نفسك، يضع سيفه على هامتك، فيخرجه من بين فخذيك»!

فقال عمرو، لما وقف على الكتاب: هددني بعلي والله([28]).

ونقول:

1 ـ قلنا في هذا الكتاب: إنهم كانوا يتمنون أن يقبل علي «عليه السلام» أن يتولى بعض الحروب لهم، وأن يصبح في عداد من يسعون في شد ملكهم، وتأييد دولتهم، وتثبيت سلطتهم. ولكن على تخوف من العواقب، التي قد لا يمكنهم التكهن بها..

2 ـ ولكنهم كانوا يخشون من أن يرفض طلبهم، ويكسر بذلك هيبتهم، فيتسبب بالإخلال باندفاع الناس إلى امتثال أوامرهم، ولكنهم كانوا مع ذلك يتهددون الناس بعلي «عليه السلام».. كما أظهرته هذه الواقعة المذكورة آنفاً.. وإن كنا نظن أن غرض عمر كان هو التعريض لعمرو بن معدي كرب بما جرى له مع علي «عليه السلام». الذي قتل أخاه وابن أخيه وبارزه «عليه السلام»، وفر من صيحة أطلقها عليه، وأسر امرأته ريحانة. وأسقط بذلك غروره، وكسر عنفوانه، وأعاد إليه شيئاً من التوازن، حين حاول التمادي في استكباره واستعلائه، وكان ذلك على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله».. حسبما ذكرناه في الأجزاء التي تحدثت مسير علي «عليه السلام» إلى بني زبيد بما فيهم عمرو بن معدي كرب..

3 ـ ربما يكون الهدف من هذا التلويح العمري له هو إثارة حفيظته على علي «عليه السلام»، أو نكأ الجراح، لكي تبقى نازفة بالحقد والضغينة، والله هو العالم بالسرائر، وما تحويه الضمائر.

4 ـ لعل عمرو بن معدي كرب فهم: أن عمر يهدده بعلي «عليه السلام» من أكثر من إشارة، ومن هذه الإشارات قوله: يضع سيفه على هامتك، فيخرجه من بين فخذيك، فإن هذا من خصائص أمير المؤمنين «عليه السلام»، فإنه كان إذا علا قدَّ، وإذا اعترض قط([29]).

الحجر الأسود يضر وينفع:

إن عمر بن الخطاب استند في تقبيله الحجر الأسود إلى فعل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقالوا: لما دخل عمر المطاف قام عند الحجر، فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبلك ما قبلتك.

فقال له علي «عليه السلام»، أما إنه يضر وينفع، إن الله تعالى لما أخذ على ذرية آدم الميثاق كتبه في رق أبيض، وكان لهذا الحجر يومئذٍ لسان، وشفتان وعينان، فقال: افتح فاك. فألقمه ذلك الرق، وقال: تشهد لمن وافاك بالموافاة الى يوم القيامة.

فقال عمر: لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن([30]).

ونقول:

1 ـ ما جرى بين عمر وعلي «عليه السلام» يشير إلى أنه «عليه السلام» كان يتصدى لتصحيح المفاهيم، في كل مورد تقضي الحاجة فيه بذلك.

2 ـ إن تقبيل عمر للحجر إلى ذلك الحين لم يكن يستبطن أية مشاعر حميمة، وتفاعل روحي.. أو مضمون إيماني، بل كان لمجرد المحاكاة لرسول الله جوارحياً.

ويبقى السؤال عن أن هذا الحدث قد دفع عمر إلى تغيير طريقة تعاطيه هذه؟! أم أن الأمور بقيت على حالها، إن لم تكن قد زادت سوءاً. هذا ما لا بد من مراقبته في الوقائع والأحداث، لمعرفته.

3 ـ إن أبا الحسن «عليه السلام» قد أوضح أن للإنسان تأثرات، وتأثيرات وارتباطات بعوالم أرقى من هذا العالم المحسوس بالحواس الظاهرية، وأنه لا انفصال بين هذه العوالم المختلفة، بل هناك انسجام وتفاعل متبادل، بحيث يكون كل في موقعه مكملاً للآخر، ومن أسباب ارتقائه.

4 ـ يظهر هذا النص: أن الله تعالى قد قرّب الغيب إلى الإنسان، وجسَّده له في مواقع محسوسة، ونقله من الغيبة إلى الشهود، ليكون شعور الإنسان به أكبر، وتفاعله معه أيسر.

5 ـ إن هذا الحديث يبطل ما يزعمه البعض من عدم صحة التماس البركة في النبي، والولي، وفي الحجر الأسود، وفي الكعبة وغيرها من الأماكن المقدسة، فإن البركة تعني: النمو والزيادة، ولا بأس بطلب الزيادة في المجالات الروحية وغيرها.. من أمثال الحجر الأسود وغيره، وفق ما قرره أمير المؤمنين «عليه السلام»، فإن ذلك من موجبات تكامل الإنسان، ونموه روحياً وإيمانياً.

وخلاصة الأمر: إن كلمة عمر الآنفة الذكر قد أفرغت تقبيله للحجر من أي مضمونٍ معنوي، ورفدٍ روحي، وتوهج مشاعريٍ، وجعلته عملاً خاوياً، وجافاً، لا يتضمن سوى المحاكاة الفارغة لفعل صدر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ورغم أن إجابة علي «عليه السلام» قد تضمنت العودة إلى أغوار المضمون الروحي، وأوغلت في مداه العقائدي، ومعناه الإيماني، حين شرحت كيف أن الله سبحانه قد أودع الحجر الأسود مواثيق الخلائق منذ عالم الذر، فإن ذلك لم يمنع محبي الخليفة الثاني من الإصرار على المنحى الذي نحاه عمر بن الخطاب.. وسعوا إلى التنظير له بعد تعميمه وتوسعته، حتى اعتبروا التبرك بالأماكن المقدسة، أو بأي شيء يرتبط برسول الله «صلى الله عليه وآله وبآثاره، من الشرك، الذي يستحق فاعله العقوبة بأقصى مدى.. فما ظنك بالتبرك بآثار الأوصياء والأولياء والصالحين!!

وقد ضربوا بعرض الحائط مئات النصوص التي تحدثت عن توجيه النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه للناس من الصحابة والتابعين إلى التبرك بآثار الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، ومفردات ما جرى من ذلك عبر الأجيال..


([1]) الآية 26 من سورة القصص.

([2]) تاريخ الأمم والملوك ج4 ص201 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص271 وأدب الإملاء والإستملاء ص104 وأسد الغابة ج4 ص71 والكامل في التاريخ ج3 ص55.

([3]) الآية 3 من سورة المائدة.

([4]) راجع ألفاظ الحديث في: صحيح مسلم ج4 ص2313 و 2312 و (ط دار الفكر) ج8 ص239 وصحيح البخاري (ط سنة 1314 هـ) ج5 ص177 و (ط دارالفكر سنة 1401) ج1 ص16 وج5 ص186 ومسند أحمد ج1 ص28 وسنن الترمذي ج4 ص316 وسنن النسائي ج5 ص251 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص181 وج5 ص118 وعمدة القاري ج1 ص262 والديباج على مسلم ج6 ص323 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص40 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص420 وج6 ص332 وصحيح ابن حبان ج1 ص413 والمعجم الأوسط للطبراني ج1 ص253 وكنز العمال ج2 ص398 وتفسير الثعلبي ج4 ص16 وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص126 وتفسير السمعاني ج2 ص10 وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص39 وزاد المسير ج2 ص239 والدر المنثور ج2 ص258 وأضواء البيان ج8 ص392.

([5]) الآية 3 من سورة المائدة.

([6]) راجع: الدر المنثور ج2 ص258 وكنز العمال ج2 ص399 والميزان (تفسير) ج5 ص197 وذم الكلام وأهله للأنصاري الهروي ج1 ص13.

([7]) القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل (ط سنة 1343 مصر) ج2 ص9 وراجع: التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين، تأليف أبي حامد مرزوق (ط إستانبول) ص214 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج1 ص67 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص393 وج31 ص205 و 206 و 207. وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص519 وراجع: الأمالي للصدوق ص472 والأمالي للطوسي ص431 والعمدة لابن البطريق ص217 و 277 وبحار الأنوار ج39 ص303 ج40 ص117 وكنز العمال ج13 ص123 ونهج الإيمان لابن جبر ص454 وغاية المرام ج6 ص147 وعن فضائل الصحابة لابن حنبل ج2 ص641 ح1089 وعن الرياض النضرة ج3 ص123.

([8]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص102 والغارات ج2 ص578 وبحار الأنوار ج46 ص143 والإيضاح لابن شاذان ص372 وقاموس الرجال للتستري ج9 ص330 و 583.

([9]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص63 ومستدركات علم رجال الحديث ج5 ص233 وكتاب الأربعين للشيرازي ص294 وبحار الأنوار ج30 ص401 وج33 ص215 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص253 والقول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع للأصبهاني ص150 وشجرة طوبى ج1 ص96 والنص والإجتهاد ص508 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص42 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص528 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص554 وشيخ المضيرة لأبي رية ص199 و 236 وصلح الحسن «عليه السلام» للسيد شرف الدين ص326.

([10]) قاموس الرجال ج6 ص300 وشرح نهج البلاغة ج4 ص69.

([11]) المناقب للخوارزمي ص52 و (ط مركز النشر الإسلامي ـ الطبعة الثانية سنة 1414هـ) ص98 وبحار الأنوار ج40 ص180 وكشف الغمة ج1 ص116 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص63.

([12]) الفضائل لشاذان ص508 و 509 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص228 وراجع: تفسير القمي ج1 ص114 والبرهان (تفسير) ج1 ص312 وبحـار = = الأنوار ج20 ص52 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص370.

([13]) راجع: الأمالي للطوسي ص380 والعمدة لابن البطريق ص144 و 149 والطرائف لابن طاووس ص59 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص522 وكنز العمال ج10 ص468 وج13 ص116 وصحيح مسلم ج7 ص121 وشرح مسلم للنووي ج15 ص177 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص111 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص503 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص58 وشرح معاني الآثار ج3 ص214 وصحيح ابن حبان ج15 ص380 وريـاض الصالحـين للنـووي ص108 وبحـار الأنـوار ج21 ص27 = = وج39 ص10 وراجع ص12 والنص والإجتهاد ص111 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص82 و 84 و 85 وأنساب الأشراف ص93 وراجع 330 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص178 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص389 وراجع ص400 وج21 ص483 وج22 ص644 و 646 وشرح أصول الكافي ج6 ص136 وج12 ص497 والسيرة الحلبية ج2 ص736 وينابيع المودة ج1 ص153 والغدير ج10 ص202 وج4 ص278 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص200 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص159.

([14]) الآية 29 من سورة الفتح.

([15]) الآية 128 من سورة التوبة.

([16]) الغرب: الدلو.

([17]) ذرو: أي طرف.

([18]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص20 و 21 عن كتاب أحمد بن أبي طاهر في كتابه تاريخ بغداد، مسنداً. وراجع ج12 ص79 وكشف الغمة للأربلي ج2 ص47 وكشف اليقين ص470 وغاية المرام ج1 ص241 وج6 ص92 وسفينة النجاة للتنكابني ص226 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص449 وقاموس الرجال ج6 ص398 وج7 ص188 وبهج الصباغة ج6 ص244 وج4 ص381 وبحار الأنوار ج30 ص555 وج31 ص74 وج38= = ص156 و (ط كمباني) ج6 ص213 و 266 و 292 وناسخ التواريخ، المجلد المتعلق بالخلفاء ص72 ـ 80 ومكاتيب الرسول ج1 ص609 وج2 ص706 وحلية الأبرار ج2 ص320.

([19]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص78 و 79 وبحار الأنوار ج30 ص554 = = والتحفة العسجدية ص147 وغاية المرام ج6 ص93 ومكاتيب الرسول ج1 ص610 وج2 ص5 وج3 ص707.

([20]) المصنف للصنعاني ج5 ص446 والأدب المفرد للبخاري ص127 وكنز العمال ج5 ص736 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص470.

([21]) راجع: شرح نهج البلاغة ج12 ص80 و 82 و 84 و 85 و 86 وبحار الأنوار ج29 ص637 ومناقب أهل البيت «عليه السلام» للشيرواني ص448 ومكاتيب الرسول ج3 ص733 والتحفة العسجدية ص147 وسفينة النجاة = = للتنكابني ص237 والغدير ج6 ص344 وكنز العمال ج13 ص109 وتاريخ مدينة دمشق ج47 ص292 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص414 وج16 ص612 وج21 ص316 وج22 ص454.

([22]) شرح نهج البلاغة ج20 ص298 ومكاتيب الرسول ج1 ص614 والدرجات الرفيعة ص37.

([23]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص85 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص175 والغارات للثقفي ج1 ص308 وج2 ص570 و 767 والمسترشد ص416 وكتاب الأربعين للشيرازي ص172 و 186 وبحار الأنوار ج29 ص605 وج33 ص569 والمراجعات ص390 والنص والإجتهاد ص444 ونهج السعادة ج6 ص327 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص103 وج6 ص96 وج9 ص305 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص134 و (تحقيق الشيري) ج1 ص176.

([24]) شرح نهج البلاغة ج20 ص298 و 299 والدرجات الرفيعة ص37.

([25]) الفتوح لابن أعثم ج3 ص134 و (ط دار الأضواء) ج3 ص83.

([26]) راجع: مشارق أنوار اليقين ص171 وغاية المرام ج5 ص145 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص2 وحلية الأبرار ج2 ص136 والأنوار البهية ص71 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للهمداني ص134 وأعيان الشيعة ج1 ص333 وكشف اليقين ص4.

([27]) راجع: مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص145 والإصابة ج1 ص333 وقال: = = سنده صحيح، وأمالي الطوسي ج2 ص313 و 314 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص123 وحياة الصحابة ج2 ص495 عن كنز العمال ج7 ص105 عن ابن كثير، وابن عساكر، وابن سعد، وابن راهويه، والخطيب، والصواعق المحرقة ص175 عن ابن سعد، وغيره، والإحتجاج للطبرسي ج2 ص13 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص40 وتاريخ بغداد ج1 ص141 وكشف الغمة للأربلي ج2 ص42 وحياة الحسن للقرشي ج1 ص84 والإمام الحسن للعلايلي ص305 عن الإصابة، وصححه، وينابيع المودة ص168 وتذكرة الخواص 235 وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني ج2 ص15 وكفاية الطالب ص224 عن مسند أحمد، وابن سعد، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج4 ص324 وتهذيب التهذيب ج2 ص346 وصححه، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج3 ص369 وهامش أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج3 ص27 عن تاريخ دمشق لابن عساكر ج14 ص175 وج13 ص15 أو 110 بعدة أسانيد، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ص141 و 142 و 202 وفي هامشه عن ابن سعد ج8 في ترجمة الإمام الحسين، والغدير ج7 ص126 عن ابن عساكر. والإكمال في أسماء الرجال ص44 ومعرفة الثقات للعجلي ج1 ص302 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص426 وج27 ص436.

([28]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص259 وج12 ص119.

([29]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص355 وبحار الأنوار ج21 ص179 وج41 ص67 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص50 ومجمع البيان ج1 ص252 و 389 والهاشميات والعلويات (قصائد الكميت وابن أبي الحديد) ص153 والصحاح ج2 ص597 وج3 ص1153 والفروق اللغوية ص432 و 433 ولسان العرب ج3 ص344 وج4 ص80. وراجع: مختار الصحاح لمحمد بن عبد القادر  ص39 ومجمع البحرين ج1 ص232 وتاج العروس ج2 ص460 وج3 ص58 وج5 ص207 وأعيان الشيعة ج1 ص330 و 340 و 382 و 397 وشرح إحقـاق الحق ج8 ص328 و 329 وج18 ص79 وج31 ص569 وج32 ص305 و 336 و 337 وتفسير أبي السعود ج4 ص267 وتفسير الآلوسي ج12 ص218 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص149.

([30]) راجع: الغدير ج6 ص103 وشرح نهج البلاغة ج12 ص83 والتفسير الكبير «مفاتيح الغيب» (الطبعة الثالثة) ج32 ص10 وعن الفتوحات الإسلامية ج2 ص486 وعن الأزرقي في تاريخ مكة، والجامع لشعب الإيـمان للبيهقي ج7 ص590 والمستدرك للحاكم ج1 ص457 وسيرة عمر لابن الجوزي ص106 وعن إرشاد الساري ج3 ص195 وعن عمدة القاري ج4 ص606 وعن ترتيب جمع الجوامع ج3 ص35 عن الجندي في فضائل مكة، والقطان في الطوالات، والحاكم، وابن حبان، ومناقب آل أبي طالب ج2 ص363 عن إحياء علوم الدين، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص517 ومختصر بصائر الدرجات ص226 والأمالي للطوسي ص476 وبحار الأنوار ج96 ص216 = = وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للنجفي ج11 ص194 وكنز العمال ج5 ص177 والدر المنثور ج3 ص144 وتفسير الآلوسي ج9 ص108 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص406 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص176 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص208 وج31 ص488 و 517.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان