وقال المفيد:
ولما أبى عثمان أن يخلع نفسه تولى طلحة والزبير حصاره، والناس معهما
على ذلك، فحصروه حصراً شديداً، ومنعوه الماء، فأنفذ إلى علي «عليه
السلام» يقول: إن طلحة والزبير قد قتلاني بالعطش، والموت بالسلاح أحسن.
فخرج علي «عليه السلام» معتمداً على يد المسور بن مخرمة
الزهري حتى دخل على طلحة بن عبيد الله، وهو جالس في داره يبري نبلاً،
وعليه قميص هندي، فلما رآه طلحة رحب به، ووسع له على الوسادة.
فقال علي «عليه السلام»:
«إن عثمان قد أرسل إلي أنكم قد قتلتموه عطشاً، وأن ذلك ليس بالحسن،
والقتل بالسلاح أحسن له، وكنت آليت على نفسي أن لا أرد عنه أحداً بعد
أهل مصر، وأنا أحب أن تدخلوا عليه الماء حتى تروا رأيكم فيه».
فقال طلحة:
لا والله، ولا نعمة عين، ولا نتركه يأكل ولا يشرب.
فقال علي «عليه السلام»:
ما كنت أظن أن أكلم أحداً من قريش فيردني. دع ما كنت فيه يا طلحة.
فقال طلحة:
ما كنت أنت يا علي في ذلك من شيء.
فقام علي «عليه السلام» مغضباً،
وقال:
ستعلم يا ابن الحضرمية أكون في ذلك من شيء أم لا. ثم انصرف([1]).
وذكر الواقدي:
أن طلحة منع عثمان ومن معه من الماء، ورد شفاعة علي «عليه السلام» في
حمل الماء إليهم، وقال له: لا والله، ولا نعمت عين ولا بركت (بركة.
ظ.)، ولا يأكل ولا يشرب حتى يعطي بنو أمية الحق من أنفسها([2]).
وفي نص الطبري:
قال علي «عليه السلام» لطلحة ـ وعثمان محصور ـ: «أنشدك الله إلا رددت
الناس عن عثمان».
قال:
لا والله، حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها»([3]).
وروي أيضاً:
أنه قيل لعلي «عليه السلام»:
إن عثمان قد منع الماء، فأمر بالروايا فعكمت (شدت
بثوب)، وجاء للناس علي «عليه السلام» فصاح بهم صيحة فانفرجوا، فدخلت
الروايا.
فلما رأى علي «عليه السلام» اجتماع الناس ووجوههم، دخل
على طلحة بن عبيد الله وهو متكئ على وسائد، فقال: إن هذا الرجل مقتول
فامنعوه.
فقال:
أما والله دون أن تعطي بنو أمية الحق من أنفسها([4]).
والحاصل:
أن الذي منع الماء عن عثمان هو طلحة بالذات، ولذلك قال:
البلاذري «واشتد عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار،
ومنع من أن يدخل إليه الماء، حتى غضب علي بن أبي طالب من ذلك، فأدخلت
عليه روايا الماء»([5]).
وفي بعض النصوص:
«فحاصر الناس عثمان، ومنعوه الماء، فأشرف على الناس فقال: أفيكم علي؟!
قالوا:
لا.
قال:
أفيكم سعد؟!
فقالوا:
لا.
فسكت، ثم قال:
ألا أحد يبلغ علياً فيسقينا ماء!!.
فبلغ ذلك علياً، فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء، فما
كادت تصل إليه، وجرح بسببها عدة من موالي بني هاشم وبني أمية حتى وصلت([6]).
وفي نص آخر:
أن جبير بن مطعم هو الذي أخبر علياً([7]).
وفي نص آخر:
أنه «عليه السلام» كان هو وأم حبيبة أولهم إنجاداً له. وأنه «عليه
السلام» جاءهم وكلمهم، فكان مما قاله لهم: «فبم تستحلون حصره وقتله؟!
قالوا:
لا
والله،
ولا نعمة عين، لا نتركه يأكل ولا يشرب.
فرمى بعمامته في الدار بأنِّي قد نهضت فيما أنهضتني([8]).
ونقول:
1 ـ
فعلي «عليه السلام» هو الذي أوصل الماء لعثمان، حين منع
منه أيام حصاره. وهو دليل آخر على عدم صحة اتهامهم إياه «عليه السلام»
بأنه مالأ على قتله..
2 ـ
إنه «عليه السلام» قد طلب من طلحة أن يمنع من قتل
عثمان. لا مجرد أن يكف عنه.
3 ـ
إنه «عليه السلام» إنما طلب من طلحة منع قتل عثمان حين
رأى اجتماع الناس؛ فدخل عليه بحضورهم، وخاطبه بذلك على مسمعهم.. وسمع
الناس جواب طلحة ووعوه.. ليكون ذلك حجة له «عليه السلام» على طلحة أمام
الله وأمامهم، ولكي لا يبقى للذين سينضوون تحت لواء طلحة بدعوى الطلب
بدم عثمان أي عذر.
4 ـ
يلاحظ: أن علياً «عليه السلام» الذي لاقى ما لاقى من
أذى قريش، وظلمها، وكان هو المبغض لها، وخصوصاً بني أمية، وهو الذي
يحرقون عليه الأُرَّم حقداً وحسداً ـ إن علياً «عليه السلام» ـ يكون هو
الساقي لنفس هؤلاء القرشيين في ساعات الشدائد، ويسعى لدفع الأخطار
عنهم، ويبذل ما أمكنه من جهد في هذا السبيل، حتى لدى طلحة المعروف
ببأوه وكبره.
أما طلحة، فإنه سيتخذ من بني أمية أنفسهم بما فيهم
مروان سنداً وعضداً لحرب علي «عليه السلام»، بحجة الطلب بدم عثمان!!
5 ـ
والأعجب من هذا وذاك هذا المنطق العشائري القبلي الذي
برر به طلحة إصراره على قتل عثمان، وهو إرادة إذلال بني أمية وترويضهم،
ولكن ليس على إقامة الدين، وحفظ الشريعة، وحفظ حقوق الناس، بل إشباعاً
منه لشهوة التسلط والهيمنة، والبأو والكبر الذي يعاني منه..
ولو كان الأمر غير ذلك، فقد كان عليه أن لا يمنع الماء
عن أحد من الناس..
ولو فرض أنه غفل عن ذلك، فالمفروض:
هو أن يتراجع عن الخطأ بمجرد لفت نظره إليه..
ولو لم يقتنع بأنه قد أخطأ،
فالمفروض:
أن يكرم سيد الوصيين، وأخا رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين طلب منه
ذلك.
6 ـ
إن علياً «عليه السلام» لم يزل هو الساقي للناس بما
فيهم بنو أمية وشيعتهم، وكذلك الحسنان «عليهما السلام». وهو «عليه
السلام» وبنوه كانوا الممنوعين من الماء من قبل بني أمية وشيعتهم، وقد
منعهم معاوية الماء في صفين، وسقاهم علي «عليه السلام».
وسقا الحسين «عليه السلام» جيش ابن زياد، بقيادة الحر
الرياحي في طريق كربلاء، ثم منعوه من الماء حتى قضى هو وأهل بيته
وأصحابه مظلومين عطاشى..
7 ـ
إن علياً «عليه السلام» قد أصر على إيصال الماء لعثمان،
ولم يتراجع عن قراره ذاك حتى حصل له ما أراد، فقد حكى البلاذري: أنه
لما منع عثمان من الماء غضب علي بن أبي طالب «عليه السلام» من ذلك،
فأدخلت عليه روايا الماء([9]).
وذلك يجعلنا نشك في صحة الحديث
الآخر الذي يقول:
«كان الزبير وطلحة قد استوليا على الأمر، ومنع طلحة عثمان من أن يدخل
عليه الماء العذب، فأرسل علي إلى طلحة وهو في أرض له، على ميل من
المدينة: أن دع الرجل فليشرب من مائه، ومن بئره ـ يعني بئر رومة ـ ولا
تقتلوه من العطش.
فأبى، فقال علي «عليه السلام» لولا
أني قد آليت يوم ذي خشب:
أنه إن لم يطعني لا أرد عنه أحداً لأدخلت عليه الماء»([10]).
فإن صح ذلك، فإنه يكون حدث في بعض المرات التي حاول
فيها علي «عليه السلام» إيصال الماء لعثمان، دون بعضها الآخر.
8 ـ
ليس من حق أحد أن يمنع الماء والطعام عن أحدٍ، حتى عمن
ينتظر القتل قصاصاً، أو من كان مفسداً في الأرض إلا إذا التجأ المجرم
إلى الحرم في مكة، فإنه يضيق عليه في المطعم والمشرب حتى يخرج فيجري
عليه حكم الله.
وقد رأينا كيف أن علياً «عليه
السلام» يوصي بابن ملجم، فيقول:
«أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، فإن عشت فأنا أولى بحقي، وإن مت،
فاضربوه ولا تزيدوه»([11])..
9 ـ
لعل منع الماء عن عثمان ومن معه قد تكرر، فتكررت
محاولات علي «عليه السلام» إيصال الماء إليهم، فنجحت محاولاته في
بعضها، وفشلت في بعضها الآخر..
وقد
صرحت الروايات:
بأن حصارهم لعثمان قد طال واستمر عشرات الأيام.
وقد لاحظنا وقاحة طلحة في إجابته لعلي «عليه السلام».
10 ـ
لاحظنا أيضاً:
أن
علياً «عليه السلام» قد استصحب معه المسور بن مخرمة، ربما ليسمعه
وليريه كيف أن الذين يحاولون قتل عثمان لا يأتمرون بأمره.. بل قد تبلغ
الأمور بينه وبينهم حد الصدام من أجل عثمان..
أخرج سيف بن عمر في الفتوح، من طريق
صعصعة بن معاوية التيمي، قال:
أرسل عثمان وهو محصور إلى علي «عليه السلام»، وطلحة والزبير، وغيرهم،
فقال: احضروا غداً.
فأشرف وقال:
أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله». ألستم
تعلمون أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: من حفر حفرة رومة، فله
الجنة، فحفرتها؟!
ألستم تعلمون أنه قال:
من جهز جيش العسرة فله الجنة، فجهزته؟!
قال:
فصدقوه بما قال([12]).
قال ابن حجر:
وللنسائي من طريق الأحنف بن قيس: ان الذين صدقوه بذلك هم: علي بن أبي
طالب، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص([13]).
ونقول:
1 ـ
لا شك في ضعف سند الرواية، فإن سيف بن عمر كذاب وضاع،
متروك ساقط، واتهم بالزندقة([14]).
2 ـ
لوصحت هذه
الرواية، وصح أن علياً «عليه السلام» ومن معه صدقوه فيما قاله، فإن عدم
نصرتهم التامة له. بل أن بعضهم كان من أشد الناس عليه، ولاسيما طلحة
الذي منعه الماء. يدل على أن حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه
كان مشروطاً بعدم تغييره وتبديله.. أي أنه «صلى الله عليه وآله» أخبر
ـ لو صح أنه أخبر ـ عن أن عمله هذا يقتضي دخوله الجنة..
إلا إذا وجد المانع.
وفي بعض النصوص:
أن الصحابة صرحوا بوجود هذا المانع، فقد أجابوا عثمان على مناشدته: أما
ما ذكرت من قدمك وسبقك مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» صحيح.. ولكنك
بدلت بعد ذلك، وأحدثت ما
قد علمت([15]).
ورووا:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لأصحابه: من قال:
الله أكبر مرة غرس الله له بها شجرة في الجنة..
فقال رجل من قريش:
إن شجرنا في الجنة لكثير.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها([16]).
3 ـ
لوصحت هذه المناشدة، وكان النبي «صلى الله عليه وآله»
قد أخبر أن عثمان في الجنة، فلماذا لم يذهب عثمان إلى مكة حين عرضوا
ذلك عليه، وقال: إنه يخشى أن يكون هو الرجل الذي قال رسول الله «صلى
الله عليه وآله» عنه: يلحد بمكة رجل عليه نصف عذاب أهل الأرض([17]).
4 ـ
وعن تجهيز جيش العسرة نقول:
إذا أسقطت الرواية بما قدمناه، فهي ساقطة بالنسبة لهذه
الفقرة أيضاً، وقد ذكرنا دلائل كثيرة على عدم صحة هذه الدعوى أيضاً في
كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» في الجزء
التاسع والعشرين، فصل تجهيز جيش العسرة..
ولولا أن الكلام يطول لنقلنا ما ذكرناه هناك أيضاً.
ولكننا نؤثر إحالة القارئ إلى ذلك الكتاب، فراجع.
5 ـ
بالنسبة لحفر بئر رومة نقول:
ذكروا في جملة فضائل عثمان:
أنه لما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة، وليس بها ماء
يستعذب غير بئر رومة، قال: من يشتري بئر رومة من خالص ماله؛ فيجعل فيها
دلوه مع دلاء المسلمين، بخير له منها في الجنة؟!
فاشتراها عثمان من صلب ماله، وجعل دلوه فيها مع دلاء
المسلمين، ثم لما حصر عثمان منعوه من الشرب منها، حتى شرب ماء البحر.
وللروايات نصوص مختلفة جداً كما سنرى، وسنشير إلى بعض
مصادرها فيما يأتي.
ونحن نشك في صحتها، استناداً إلى ما يلي:
أولاً:
تناقض نصوصها الشديد جداً، حتى إنك لا تجد نصاً إلا ويوجد ما ينافيه
ويناقضه، ونذكر على سبيل المثال:
أنهم يروون:
أن عثمان ناشد الصحابة بقضية بئر رومة، وذلك حين الثورة عليه([18]).
فرواية تقول:
إنه اطلع عليهم من داره وهو محصور فناشدهم([19]).
وأخرى تقول:
ناشدهم في المسجد([20]).
ورواية تقول:
إنه اشترى نصفها بمائة بكرة، والنصف الآخر بشيء يسير([21]).
وأخرى تقول:
إنه اشتراها بأربعين ألفاً([22]).
(ولا ندري لماذا هذه الأثمان الباهظة، خصوصاً في تلك الفترة)؟!
وثالثة:
بخمس وثلاثين([23]).
ورابعة:
إنه اشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، والنصف الآخر بثمانية آلاف([24]).
وخامسة:
إنه اشتراها بعشرين ألفاً([25]).
وسادسة:
بخمسة وعشرين ألفاً([26]).
ورواية تقول:
إن هذه البئر كانت ليهودي لا يسقي أحداً منها قطرة إلا بثمن([27]).
وأخرى:
إنها كانت لرجل من مزينة([28]).
وثالثة:
لرجل من بني غفار([29]).
ورواية تقول:
إنه اشترى البئر([30]).
وأخرى تقول:
إنه حفرها([31]).
والجمع:
بأنه اشتراها، ثم احتاجت إلى الحفر([32])
لا يصح، لأنهم يقولون: إن عثمان قال ذلك حين المناشدة، والمناشدة كانت
واحدة ولم تتكرر. والمهم هو شراؤها. فالمناشدة به أنسب.
ورواية تقول:
إنها كانت عيناً([33]).
(أي فيها نبع وسيلان على وجه الأرض).
وأخرى تقول:
كانت بئراً([34]).
ورواية تقول:
إنه اشتراها عند مقدم النبي «صلى الله عليه وآله» والمهاجرين المدينة([35]).
وأخرى تقول:
إنه اشتراها وهو خليفة([36]).
ورواية تقول:
إن النبي «صلى الله عليه وآله» طلب منه ذلك([37]).
وأخرى تقول:
إنه «صلى الله عليه وآله» ناشد المسلمين من يشتريها منهم([38]).
وثالثة تقول:
إن غفارياً أبى بيعها للنبي بعين في الجنة!! فبلغ ذلك عثمان فاشتراها
منه بخمسة وثلاثين ألفاً([39]).
وثمة تناقضات كثيرة أخرى لا مجال لذكرها؛ فمن أراد
المزيد فليراجع وليقارن.
ثانياً:
ما ورد في الرواية ـ كما عند النسائي وأحمد والترمذي ـ من أنه «صلى
الله عليه وآله» قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب، لا يصح بوجه، فقد
كان في المدينة آبار كثيرة عذبة، وقد استمر النبي «صلى الله عليه وآله»
على الإستقاء والشرب منها إلى آخر حياته، ومنها: بئر السقيا، وبئر
بضاعة، وبئر جاسوم، وبئر دار أنس التي تفل فيها النبي «صلى الله عليه
وآله» فلم يكن في المدينة بئر أعذب منها([40])،
وبئر البويرية، وبئر الحفير، وبئر أريس، وبئر الهجير، وغير ذلك من آبار
لا مجال لذكرها([41]).
ثالثاً:
لو صح حديث بئر رومة؛ فلا بد من الإجابة على التساؤلات في المجالات
التالية:
ألف:
إنه إذا كان عثمان قدم حديثاً من الحبشة، ولم يكن له مال؛ فمن أين جاء
بالأربعين، أو الخمسة والثلاثين، أو العشرين ألفاً
من الدراهم، أو المئة بكرة؟! ومتى وكيف اكتسب هذا المال؟!.
ب:
لماذا لا يعين المسلمين في حرب بدر بشيء من تلك المبالغ الهائلة من
الدراهم؟ أو بشيء من تلك البكرات التي أخرج منها مئة من صلب ماله،
حسبما تنص عليه الرواية؟!. مع أن المسلمين كانوا في بدر بأمس الحاجة
إلى أقل القليل من ذلك، وكان الإثنان والثلاثة منهم يعتقبون البعير
الواحد، ومع أنه لم يكن معهم إلا فرس واحد، وإلا ستة أدرع وثمانية
سيوف، والباقون يقاتلون بالعصي وجريد النخل([42]).
أو لماذا لا يطعم المسلمين المهاجرين، ويسد حاجاتهم،
ويكفيهم معونة الأنصار؟!
ولماذا لا يعين النبي نفسه بشيء من ماله، وقد كان يعاني
أشد الصعوبات، ولم يتسع الحال عليه وعليهم إلا بعد سنوات من الهجرة؟!
ج:
وتقول روايات المناشدة: إنهم قد منعوه من الشرب من تلك البئر، حتى اضطر
إلى الشرب من ماء البحر.
وهذا عجيب حقاً!!
فإنه إذا كان يستطيع الحصول على الماء، فلماذا لا يشرب من غيرها من
العيون العذبة التي كانت في المدينة والتي تعد بالعشرات؟!
أو من العيون التي كانت بين المدينة إلى البحر؟!
كما أن من كان يمنعه من شرب الماء، لم يكن ليسمح بدخول
أي ماء كان إليه، ومن أي مصدر كان.
ويقولون:
إن عماراً أراد أن يدخل إليه روايا ماء؛ فمنعه طلحة([43])
ولم يستطع الحصول على الماء إلا من قبل علي الذي أرسل إليه الماء مع
أولاده، وعرضهم للأخطار الجسيمة، كما هو معلوم.
وهل يمكن أن نصدق أنه شرب من ماء البحر حقاً؛ مع أن
البحر يبعد مسافات كبيرة جداً عن المدينة، أم أن ذلك كناية عن شربه
للمياه غير العذبة والمالحة؟!
د:
إذا كان عثمان قد بذل هذا المال حقاً،
فلماذا لم تنزل فيه ولو آية واحدة تمدح فعله، وتثني عليه؟!
وكيف استحق علي أن تنزل فيه آيات حينما تصدق بثلاثة
أقراص من شعير، وحينما تصدق بخاتمه، وحينما تصدق بأربعة دراهم، وحين
قضية النجوى؟!
وهذا عثمان يبذل عشرات الآلاف، ومئة بكرة من الإبل، ولا
يذكره الله بشيء، ولا يشير له بكلمة ولا بحرف؟!
وبعد..
لماذا امتنع عثمان ـ كغيره ـ عن التصدق بدرهم في آية النجوى، حتى نزل
القرآن يلوم الصحابة وهو معهم على إشفاقهم: أن يقدموا بين يدي نجواهم
صدقة؟!!.
وأخيراً:
فلسنا ندري لماذا اختصت بئر رومة بهذا التعظيم والتبجيل، دون بئر أريس،
مع أنها أيضاً ـ كما يدَّعون!!
ـ قد اشتراها عثمان؛ وقد اشتراها أيضاً من يهودي، وكذلك هو قد تصدق بها!!([44]).
بارك الله في آبار عثمان، وليمت اليهود بغيظهم، فإنهم
يملكون الآبار، ويشتريها منهم عثمان، ويتصدق بها، وينال الأوسمة، ويحصل
على الفضائل والكرامات!!.
وبعد.. فإن كان للقضية أصل، فلعله
ما رواه ابن شبة:
«عن عدي بن ثابت، قال: أصاب رجل من مزينة بئراً يقال
لها: رومة؛ فذكرت لعثمان بن عفان، وهو خليفة، فابتاعها بثلاثين ألفاً
من مال المسلمين، وتصدق بها عليهم»([45]).
وقد ضعف السمهودي هذه الرواية:
بأن في سندها متروكاً، ورواها الزبير بن بكار في عتيقه، وردها بقوله:
وليس هذا بشيء، وثبت عندنا: أن عثمان اشتراها بماله، وتصدق بها على عهد
رسول الله «صلى الله عليه وآله»([46]).
ونقول نحن:
لقد ثبت عدم صحة تلك الروايات التي أشار إليها الزبير
بن بكار بأي وجه، ولا سيما مع تناقضها، ومع ما تقدم من الإيراد عليها
ووجوه الإشكال فيها، مما لا دافع له.
هذا، عدا ما في أسانيدها من نقاش كبير وكثير، فوجود
المتروك في سند هذه الرواية لا يضر، ولا يعني أنها مكذوبة، ما دامت
منسجمة مع الواقع التاريخي، ومع الظروف التي كانت قائمة آنذاك.
وما دام لا يمكن أن يصح غيرها،
فالظاهر:
أنها حرفت وحورت ليمكن الاستفادة منها في إثبات فضيلة لعثمان، لا يمكن
أن تثبت له بدون هذا التحوير والتزوير.
ولكننا لم نفهم قوله:
«ابتاعها بثلاثين ألفاً من مال المسلمين، وتصدق بها
عليهم»؛ فإنها إذا كانت من مالهم، فما معنى الصدقة بها عليهم؟
إلا أن يقال:
إن عثمان والهيئة الحاكمة كانوا يرون أنهم يملكون بيوت الأموال حقاً،
فلا بأس إذن بأن يشتريها من مال المسلمين، ثم يتصدق بها علىيهم!! وقد
ذكرنا بعض الشواهد والدلائل على نظرتهم هذه حين الحديث عما جرى لأبي ذر
«رحمه الله» في مورد آخر، فراجع.
وأخيراً..
فقد ذكرنا في ضمن هذه الفصول: أن علياً «عليه السلام» طلب من الذين
منعوا الماء عن عثمان أن يسمحوا له بالشرب من بئره، وذلك يشير إلى أنها
لم تكن للمسلمين، وإنما هي من أملاك عثمان.
إلا إن فرض أن إضافته إليه كانت لأدنى ملابسة، كإضافة
البيوت لأزواج النبي «صلى الله عليه وآله» مع أنها لرسول الله «صلى
الله عليه وآله».
وقد يقال:
إن قوله «عليه السلام»:
«دع الرجل، فليشرب من مائه، ومن بئره» يدل على أن عثمان لم يجعل بئر
رومة وقفاً على المسلمين، بل اشتراها لنفسه، وبقيت ملكاً له إلى حين
موته..
ويجاب أولاً:
بأن الإضافة قد تكون لأدنى ملابسة، كإضافة البيوت إلى الأزواج، مع أنها
ملك للنبي «صلى الله عليه وآله» في آية:
﴿وَقَرْنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ﴾([47]).
وقد قلنا:
إن عثمان قد اشترى البئر من أموال المسلمين، فنسبت إليه.
وإن كنا لا نمنع من أن يكون قد اشتراها بأموال بيت
المال، ثم سمح لأقاربه بالإستفادة منها، فظنّ بعض الناس أنه أطلقها
للناس..
ولربما تكون قد بقيت في ملكه إلى أن قتل، فاستباحها
المسلمون بعد قتله، إما لأنهم يرون أنه اشتراها من بيت مال المسلمين،
لا من أمواله الشخصية، وإما لأن ورثته لم يمنعوا الناس عنها للظروف
القاهرة التي هيمنت على الواقع العام آنئذٍ.
وهكذا، فإنه «عليه السلام» قد أشار إلى بطلان حديث وقف
عثمان بئر رومة بصورة عابرة، ومن دون اكتراث..
([1])
الجمل للمفيد ص145 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص74 والجمل لابن
شدقم ص15.
([2])
بحار الأنوار ج31 ص287 وراجع ص488 و 491 وج32 ص58 وتقريب
المعارف ص280 وراجع: الأمالي للطوسي ص715 والجمل لابن شدقم ص19
والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص684 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2
ص161 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص402 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4
ص1169 و 1287.
([3])
تاريخ الأمم والملوك ج4 ص405 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص433
والكامل في التاريخ ج3 ص183 وشرح نهج البلاغة ج2 ص161 وج10 ص5
والغدير ج9 ص91.
([4])
الأمالي للطوسي ج2 ص325 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص715 و بحار
الأنوار ج31 ص488.
([5])
أنساب الأشراف ج5 ص71 والغدير ج9 ص95.
([6])
الغدير ج9 ص 181 و 240 وأنساب الأشراف ج5 ص68 و 69 وتاريخ
المدينة لابن شبة ج4 ص1304 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص459
والثقات لابن حبان ج2 ص260 و 261 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص418.
([7])
تاريخ مدينة دمشق ج39 ص367 والغدير ج9 ص205.
([8])
الفتنة ووقعة الجمل للضبي ص66 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص434
وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص417 والغدير ج 9 ص 228.
([9])
أنساب الأشراف ج5 ص71 والغدير ج9 ص95 عنه.
([10])
أنساب الأشراف ج5 ص90 والغدير ج9 ص95 عنه.
([11])
المناقب للخوارزمي ص280 و 281 و (ط
مركز
النشر الإسلامي)
ص388 وعن مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ص65 وكشف الغمة
ج2 ص60 وراجع: الثقات ج2 ص303 والأخبار الطوال ص215 والطبقات
الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ق1 ص25 و 26 والشرح الكبير لابن
قدامة ج10 ص52 و 73 وكشاف القناع ج6 ص212 والمجموع للنووي ج19
ص216 والمغني لابن قدامة ج10 ص51 والجوهر النقي للمارديني ج8
ص58 وراجع: أنساب الأشراف ج2 ص495 و 502 و 504 والمبسوط للشيخ
الطوسي ج7 ص268 وقرب الإسناد ص143.
([12])
فتح الباري ج5 ص314 و (ط دار الكتاب العربي سنة 1397) ج5 ص306
والغدير ج9 ص334 عنه، والمجموع للنووي ج15 ص330 ونيل الأوطار
ج6 ص131 وتحفة الأحوذي ج10 ص131 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص227
وصحيح البخاري (ط سنة 1309 هـ) ج2 ص83 و (ط دار الفكر) ج3 ص198
ولم يذكر أسماء من حضر المناشدة.. وراجع: السنن الكبرى للبيهقي
ج6 ص167 وعمدة القاري ج14 ص72.
([13])
راجع: فتح الباري ج5 ص314 و (ط دار الكتـاب العربي سنـة 1397)
ج5 = = ص306 والغدير ج9 ص334 عنه، والمجموع للنووي ج15 ص330
ونيل الأوطار ج6 ص131 وتحفة الأحوذي ج10 ص131 وسبل الهدى
والرشاد ج7 ص227.
([14])
الغدير ج9 ص 334 وج5 ص233 وج10 ص141 والوضاعون وأحاديثهم ص191
ومستدرك سفينة البحار ج6 ص510 وراجع: كتاب الضعفاء والمتروكين
ص187 وضعفاء العقيلي ج2 ص175 والجرح والتعديل ج4 ص278 وكتاب
المجروحين ج1 ص345 والكامل لابن عدي ج3 ص435 وكتاب الضعفاء
ص91.
([15])
الغدير ج 9 ص 204 و 205 و 334 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص425
والكامل في التاريخ ج3 ص172.
([16])
راجع: بحار الأنوار ج8 ص187 وج90 ص168 والأمالي للصدوق ص392 و
(ط مؤسسة البعثة) ص705 وثواب الأعمال (منشورات الشريف الرضي)
ص11 ووسائل الشيعة (ط
مؤسسة
آل
البيت) ج7 ص187 و (ط
دار
الإسلامية) ج4 ص1206 وعدة الداعي لابن فهد الحلي ص248 وجامع
أحاديث الشيعة ج15 ص404 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص429 والصافي
ج5 ص30 وج6 ص484 ونور الثقلين ج5 ص45.
([17])
راجع: الغدير ج9 ص152 وج10 ص110 و 125 وراجع: بغية الباحث ص293
و 294 وتاريخ بغداد ج14 ص274 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص382
والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص41 و (تحقيق الشيري) ج1
ص58.
([18])
راجع: تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص153 وج4 ص1195 والغدير ج9
ص339 وسنن الترمذي ج5 ص288 والمستدرك للحاكم ج1 ص419 والسنن
الكبرى للبيهقي ج6 ص167 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص121 والمعجم
الأوسط للطبراني ج2 ص39 وصحيح ابن حبان ج15 ص348 وسنن
الدارقطني ج4 ص123 و 124 وموارد الظمآن ج7 ص120 وكنز العمال
ج13 ص73 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص334 و 339 ومسند أحمد ج1 ص59
وأسد الغابة ج3 ص380.
([19])
راجع: تاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1195 وصحيح ابن حبان ج15
ص348 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص167 وفتح الباري ج5 ص305 وصحيح
ابن خزيمة ج4 ص121 وسنن الدارقطني ج4 ص123 و 124 وموارد الظمآن
ج7 ص120 وكنز العمال ج13 ص73 والثقات لابن حبان ج2 ص260 وتاريخ
مدينة دمشق ج39 ص334 و 339 ومسند أحمد ج1 ص59 وسنن النسائي ج6
ص236 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص97 والبداية والنهاية ج7 ص201.
([20])
راجع: تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص152 وج3 ص1113 وسنن النسائي
ج6 ص47 و234 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص579 والسنن الكبرى
للنسائي ج3 ص31 و 96 وسنن الدارقطني ج4 ص121 وكنز العمال (ط
مؤسسة الرسالة) ج13 ص69.
([21])
راجع: معجم البلدان ج1 ص299.
([22])
راجع: الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص40 و (تحقيق
الشيري) ج1 ص57 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص153.
([23])
راجع: كنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص35 والمجموع للنووي
ج15 ص330 ونيل الأوطار ج6 ص131 ومجمع الزوائد ج3 ص129 وفتح
الباري ج5 ص305 وعمدة القاري ج14 ص72 وتحفة الأحوذي ج10 ص135
والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص42 ونصب الراية ج4 ص408 وتاريخ
مدينة دمشق ج39 ص71 وأسد الغابة ج2 ص190 والإصابة ج2 ص448
ومعجم البلدان ج1 ص300 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص471 وسبل
الهدى والرشاد ج11 ص280.
([24])
راجع: الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1040 وتهذيب الكمال ج19
ص450 والشرح الكبير لابن قدامة ج4 ص22 والوافي بالوفيات ج20
ص29 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص268 والمعارف لابن
قتيبة ص192 والمغني لابن قدامة ج4 ص201.
([25])
راجع: سنن الدارقطني ج4 ص121 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص20 ومعجم
ما استعجم ج2 ص685 وعمدة القاري ج14 ص72 وتحفة الأحوذي ج10
ص131.
([26])
راجع: سنن الدارقطني ج4 ص121.
([27])
راجع: الإصابة ج2 ص449 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص153 و
الامامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص40 و (تحقيق الشيري) ج1
ص57 وراجع: المغني لابن قدامة ج4 ص201 ونيل الأوطار ج5 ص241
وتحفة الأحوذي ج4 ص409.
([28])
راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص506 وتاريخ مدينة دمشق ج39
ص72 وإمتاع الأسماع ج7 ص350 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص227 وتاريخ
المدينة لابن شبة ج1 ص153 ووفاء الوفاء ج3 ص967.
([29])
راجع: نيل الأوطار ج6 ص131 وفتح الباري ج5 ص305 وج9 ص491 وعمدة
القاري ج14 ص72 وج21 ص69 وكنز العمال ج13 ص36 وتاريخ مدينة
دمشق ج39 ص71 ونصب الراية ج4 ص408 والمعجم الكبير للطبراني ج2
ص41 وتحفة الأحوذي ج10 ص135 والدراية في تخريج أحاديث الهداية
ج2 ص145 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص471 وسبل الهدى والرشاد ج11
ص280 وأسد الغابة ج2 ص190 والإصابة ج2 ص448 ومعجم البلدان ج1
ص299 والمجموع للنووي ج15 ص330 ومجمع الزوائد ج3 ص129.
([30])
راجع: معجم البلدان ج1 ص299 و 300 والإمامة والسياسة (تحقيق
الزيني) ج1 ص40 و (تحقيق الشيري) ج1 ص57 وتاريخ المدينة لابن
شبة ج1 ص153 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص35 والمجموع
للنووي ج15 ص330 ونيل الأوطار ج5 ص241 وج6 ص131 ومجمع الزوائد
ج3 ص129 وفتـح البـاري ج5 ص305 وعمـدة القـاري ج14 ص72 وتحفـة
= = الأحوذي ج4 ص409 وج10 ص135 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص42
ونصب الراية ج4 ص408 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص71 وأسد الغابة ج2
ص190 والإصابة ج2 ص448و 449 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص471
وسبل الهدى والرشاد ج11 ص280 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج3
ص1040 وتهذيب الكمال ج19 ص450 والشرح الكبير لابن قدامة ج4 ص22
والوافي بالوفيات ج20 ص29 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2
ص268 والمعارف لابن قتيبة ص192 والمغني لابن قدامة ج4 ص201.
([31])
راجع: الغدير ج9 ص153 و 334 و 340 وصحيح البخاري (ط دار الفكر)
ج3 ص198 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص167 وفتح الباري ج5 ص305
وعمدة القاري ج14 ص72 وج16 ص201 وسنن الدارقطني ج4 ص125
والأذكار النووية ص279 وتغليق التعليق ج3 ص428 وسبل الهدى
والرشاد ج7 ص227.
([32])
هذا الجمع ذكره السمهودي في وفاء الوفاء ج3 ص970.
([33])
راجع: سبل الهـدى والرشـاد ج7 ص231 وج11 ص280 وعمدة القـاري =
= ج14 ص72 والإصابة ج2 ص448 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص471
والمجموع للنووي ج15 ص330 ونيل الأوطار ج6 ص131 ومجمع الزوائد
ج3 ص129 وفتح الباري ج5 ص305 وتحفة الأحوذي ج10 ص135 والمعجم
الكبير للطبراني ج2 ص41 ونصب الراية ج4 ص408 وكنز العمال ج13
ص35 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص71 وأسد الغابة ج2 ص190 ومعجم
البلدان ج1 ص300 .
([34])
راجع: المغني لابن قدامة ج4 ص201 وج6 ص193 والشرح الكبير لابن
قدامة ج4 ص22 وج6 ص195 وكشاف القناع ج4 ص302 والمحلى لابن حزم
ج9 ص180 وسبل السلام ج3 ص13 ونيل الأوطار ج5 ص241 وج6 ص128 و
131 وبحار الأنوار ج33 ص55 والغدير ج9 ص95 و 332 و 337 و 338 و
340 ومسند أحمد ج1 ص70 و 75 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج3
ص74 وج4 ص302 وسنن الترمذي ج5 ص290 وسنن النسائي ج6 ص47 و 234
و 235 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص31 وج4 ص96 و 97 والسنن
الكبرى للبيهقي ج6 ص167 و 168 وشرح مسلم للنووي ج16 ص17 وفتح
الباري ج5 ص22 و 40 و 307 وج7 ص43 وج9 ص491 وعمدة القاري ج12
ص190 وج14 ص72 وج16 ص201 و 217 وتحفة الأحوذي ج4 ص409 والمصنف
لابن أبي شيبة ج7 ص487 وج8 ص713 وكتاب السنـة لابن أبي عاصم
ص580 وصحيح ابن خزيمـة ج4 = = ص120 و 122 وسنن الدارقطني ج4
ص121 ـ 125 والإستيعاب ج3 ص1039 و 1043 وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج2 ص154 والأذكار النووية ص279 وموارد الظمآن ج7 ص131
وتغليق التعليق ج3 ص314 وج4 ص66 وكنز العمال ج13 ص30 و 54 و 70
و 74 وتفسير ابن أبي حاتم ج10 ص3430 وتفسير السمرقندي ج1 ص201.
([35])
راجع: المجموع للنووي ج15 ص330 ونيل الأوطار ج6 ص127 وأسد
الغابة ج2 ص190 وكشاف القناع ج4 ص302 والغدير ج9 ص332 ومسند
أحمد ج1 ص75 وسنن الترمذي ج5 ص290 وسنن النسائي ج6 ص235 والسنن
الكبرى للبيهقي ج6 ص168 ومجمع الزوائد ج3 ص129 وفتح الباري ج5
ص22 و 305 و 307 وعمدة القاري ج14 ص72 وتحفة الأحوذي ج10 ص135
وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص580 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص97
وصحيح ابن خزيمة ج4 ص122 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص41 وسنن
الدارقطني ج4 ص121 و 122 ونصب الراية ج4 ص408 وتغليق التعليق
ج3 ص314 وكنز العمال ج13 ص35 و 74 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص71 و
335 والإصابة ج2 ص448 ومعجم البلدان ج1 ص299 وتاريخ الإسلام
للذهبي ج3 ص444 و 471 والبداية والنهاية ج7 ص200 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص280 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص268.
([36])
راجع: تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص153 ووفاء الوفاء ج3 ص967
عنه. وروى ذلك الزبير بن بكار أيضاً.
([37])
راجع: المغني لابن قدامة ج4 ص201 والشرح الكبير لابن قدامة ج4
ص22.
([38])
راجع: الغدير ج9 ص332 ومسند أحمد ج1 ص75 وصحيح البخاري ج3 ص74
و 198 وج4 ص202 وسنن الترمذي ج5 ص290 وسنن النسائي ج6 ص47 و
233 و 234 و 235 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص167 و 168 وفتح
الباري ج5 ص22 و 307 وعمدة القاري ج12 ص190 والمصنف لابن أبي
شيبة ج7 ص487 و 713 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص580 والسنن
الكبرى للنسائي ج3 ص31 وج4 ص96 و 97 و 98 وصحيح ابن خزيمة ج4
ص120 و 122 وصحيح ابن حبان ج15 ص362 وسنن الدارقطني ج4 ص121
وكنز العمال ج13 ص54.
([39])
راجع: نيل الأوطار ج6 ص131 ومجمع الزوائد ج3 ص129 وفتح الباري
ج5 ص305 وعمدة القـاري ج14 ص72 والمعجم الكبـير للطبراني ج2
ص41 = = ونصب الراية ج4 ص408 وكنز العمال ج13 ص35 والمجموع
للنووي ج15 ص330 وتحفة الأحوذي ج10 ص135 وتاريخ مدينة دمشق ج39
ص71 وأسد الغابة ج2 ص190 والإصابة ج2 ص448 ومعجم البلدان ج1
ص299 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص471 وسبل الهدى والرشاد ج11
ص280.
([40])
راجع: وفاء الوفاء للسمهودي ج3 ص972 و 956 و 958 و 959 و 951
وإمتاع الأسماع ج5 ص140 و سبل الهدى والرشاد ج7 ص223.
([41])
راجع: تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص169 ووفاء الوفاء للسمهودي،
فصل آبار المدينة.
([42])
راجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص187 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1
ص162 وبحار الأنوار ج19 ص206 و 323 ومستدرك سفينة البحار ج1
ص300 ومجمع البيان ج2 ص214 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص247 و (ط
دار إحياء التراث) المجلد الأول ص415 وتاريخ الخميس ج1 ص371
وتفسير الميزان ج3 ص93 وتفسير الثعلبي ج3 ص21 وتفسير البغوي ج1
ص283 وتفسير أبي السعود ج2 ص13 وتفسير الآلوسي ج3 ص96.
([43])
تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص154 ووفاء الوفاء ج3 ص945.
([44])
البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص214 وتاريخ
المدينة لابن شبة ج1 ص187 ووفاء الوفاء ج3 ص945 وتاريخ مدينة
دمشق ج39 ص442.
([45])
تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص153 ووفاء الوفاء ج3 ص967 عنه،
وروى ذلك الزبير بن بكار أيضاً.
([46])
وفاء الوفاء ج3 ص967.
([47])
الآية 33 من سورة الأحزاب.
|