صفحة : 229-330   

الفصل الأول: هل دافع الحسنان عن عثمان؟!:

علي يعرض نصره على عثمان:

ولا نستطيع القبول بالحديث القائل: إن علياً «عليه السلام» أرسل ولده الحسن «عليه السلام» إلى عثمان يقول: أفتحب أن أنصرك؟!

وذلك لما يلي:

أولاً: إن علياً «عليه السلام» إن كان يرى عثمان مظلوماً، فيجب عليه نصر المظلوم، ودفع الناس عن ارتكاب مثل هذا المنكر العظيم في حقه، وهو قتل النفس المحترمة والبريئة، ولا يحتاج ذلك إلى سؤاله.

وإن كان عثمان مستحقاً للقتل، فكيف يعرض عليه النصر. وكيف يشارك في منع إجراء حكم الله تعالى فيه..

وإن كان يراه مستحقاً للقتل، ولكن لا بهذا النحو ولا بأيدي الناس الذين لم يأذن لهم الشارع بإجراء الحدود والأحكام.. فعليه أن ينهاهم عن المخالفة من دون أن ينصر ذلك الذي يراه مستحقاً للعقوبة. ومن دون أن يساعده على البقاء حاكماً ومتسلطاً على الناس..

فلا معنى لإرسال هذه الرسالة على جميع التقادير، إلا إن كان يريد أن يبين لأسامة ولغيره ما يقطع به عذر الذين يتهمونه بالأمر بقتل عثمان..

ثانياً: إذا أخذنا بهذا الإحتمال الأخير، فيرد سؤال: كيف سيكون موقفه «عليه السلام» لو أن عثمان طلب منه النصر بالفعل؟!

ونجيب:

بأن من الجائز أنه «عليه السلام» بعد أن تأتيه موافقة عثمان على نصره سوف يأخذ العهود والمواثيق على عثمان. كما فعل في السابق بالتراجع عن المخالفة، وبالتصدي لعماله. لأنه «عليه السلام» يعلم أن الناس لن يرضوا بالتخلي عن مطالبهم، وأن الأمور ستنتهي إلى وقوع ضحايا، فلم يكن يرى «عليه السلام» جواز المشاركة في قتلهم دفاعاً عمن يريد أن يمسك بالحكم، ويعود إلى ممارساته التي لا يقرها الشرع، ولا يرضاها أحد من الناس.. ويريد أن يبقى عماله على حالهم، ولا يغيروا من سياساتهم شيئاً.

ولعل عثمان أدرك أن علياً «عليه السلام» إذا عاد إلى التدخل، فإنه سيشترط عليه أموراً صعبة لا يريد الالتزام بها.. وكان لا يزال يأمل بأن تأتيه العساكر من الشام، والعراق، وسائر البلاد.. لنصرته فرفض طلب علي «عليه السلام».. وعاجله محاصروه، بعد أن بلغهم طلبه النصر من عماله، وأجهزوا عليه..

ثالثاً: إذا كان عثمان رفض نصرة علي «عليه السلام»، ورجع الإمام الحسن إلى أبيه وأخبره بذلك، فلا معنى لقولهم: إنه لما اقتحم الناس الدار «التفت عثمان إلى الحسن بن علي «عليه السلام»، وهو جالس عنده، فقال: سألتك بالله يا ابن الأخ إلا ما خرجت، فإني أعلم ما في قلب أبيك من الشفقة عليك الخ..».

رابعاً: ويدل على أن عثمان قد رفض نصرة علي «عليه السلام» خوفاً من شروطه: أنه هو الذي كان قد طلب منه النصرة، وأرسل إليه بقول الممزق:

فإن كنت مأكـولاً فكن خـير آكـل         وإلا فـأدركـــنـــي ولمــا أمــزق

وحينئذٍ أخذ «عليه السلام» الشروط التي تاب منها، ثم رجع عن وعوده وعن توبته.

وبعد، فإننا إذا جمعنا أطراف ما ذكرناه فالنتيجة هي أنه لا صحة لقولهم: إنه «عليه السلام» عرض على عثمان أن ينصره، فأبى عثمان ذلك طلباً للثواب الإلهي.

الحسنان يدافعان عن عثمان:

وحين حوصر عثمان بعث علي «عليه السلام» ولديه الحسن والحسين «عليهما السلام»، ومحمد بن الحنفية وأولاد جعفر شاكين بالسلاح ليعينوه.

فطلبهم عثمان، وأنشدهم بالله أن يرجعوا، وقال لهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» عهد إليَّ إني أدخل الجنة على بلوى أصيبها. وأنا أصبر وأحتسب، فارجعوا.

وروي في الصحاح، عن أبي سهلة قال: قال لي عثمان يوم الدار: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد عهد إليَّ عهداً، وأنا صابر عليه.

فكيف يقال: إن الصحابة أسلموه إلى من أجلب عليه من أهل الأمصار، ولم يدفعوا عنه؟!

وقد ثبت: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» أعانه بأولاده وأفلاذ كبده. وهذا مما اتفق عليه الرواة. كذا ذكر ابن روزبهان([1]).

وزادوا على ذلك: أن طلحة والزبير بعثا بولديهما أيضاً..

وقالوا: لما قتل عثمان جاء علي «عليه السلام» كالواله الحزين.

وإن الإمام الحسن «عليه السلام» جرح، وخضب بالدماء على باب عثمان، من جراء رمي الناس عثمان بالسهام، ثم تسوّر الثائرون الدار عليه، وقتلوه.

وجاء الإمام علي أمير المؤمنين «عليه السلام»، كالواله الحزين، فلطم الحسن، وضرب صدر الحسين «عليهما السلام»، وشتم آخرين، منكراً عليهم أن يقتل عثمان، وهم على الباب([2]).

ونقول:

أولاً: لو صح ذلك لم يكن لمعاوية وأشباهه أن يتهموا علياً «عليه السلام» بقتل عثمان، لأنهم لن يجدوا أحداً يصدقهم في ذلك.

ثانياً: إن موقف علي «عليه السلام» من عثمان كان سلبياً، وكان يقول: إن قتل عثمان لم يسره ولم يسؤه، وغير ذلك مما قدمناه. كما أن عثمان لم يزل يشتكي من علي «عليه السلام»، ويتهمه بأنه هو السبب في كثير مما يجري له.. كما أظهرته نصوص كثيرة جداً ذكرنا شطراً كبيراً منها في هذا الكتاب.

يضاف إلى ذلك: أنه قد تجرأ مرات كثيرة على مقام أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقال له ـ أكثر من مرة ـ: بفيك التراب يا علي.

فأجابه علي «عليه السلام» بقوله: بل بفيك التراب يا عثمان..

وهدده أيضاً بالإبعاد والنفي، فأخبره «عليه السلام»: بأنه ليس بقادر على ذلك، وقال له: رم ذلك إن شئت([3]).

ثالثاً: استغل طلحة والزبير، وعائشة، ومعاوية وسواهم هذا الموقف الناصح لعثمان، والساعي إلى حمله على إصلاح الأمور، فوجهوا التهم إليه، مع أنهم كانوا أشد المحرضين، وأقوى المشاركين للناس فيه، أما علي «عليه السلام» فلم يكن يريد لعثمان أن يقتل على هذا النحو، ولكنه لم يكن يرى أيضاً: أن الإعتراضات على عثمان كانت باطلة. بل كان يجاهر بمؤاخذاته له، ويدعوه إلى التراجع عنها. وقد وعده عثمان بذلك أكثر من مرة، ثم يخلف بوعده..

وهذا التوافق في المؤاخذات بين علي «عليه السلام»، وبين الثائرين قد استغله سعد بن أبي وقاص، الذي كان هو الآخر من المحرضين على عثمان، وكان يتربص به الدوائر على أمل أن يصل إلى شيء ـ استغله ـ لاتهامه «عليه السلام» بما هو بريء منه، فقد سئل سعد عمن قتل عثمان، فقال: قتله سيف سلته عائشة، وشحذه طلحة، وسمه علي.

قال السائل: قلت: فما حال الزبير؟!

قال: أشار بيده، وصمت بلسانه([4]).

وكان سعد يهدف بكلامه هذا إلى التحريض على علي «عليه السلام». وكان سعد يحسد علياً «عليه السلام» ويخافه في آن واحد، لما يعرفه عنه من إيمان ويقين، وصلابة في الدين.

وعن علي «عليه السلام»: من كان سائلاً عن دم عثمان، فإن الله قتله، وأنا معه([5]).

ونقول:

أولاً: ما ذكر في الرواية المتقدمة من أن النبي «صلى الله عليه وآله» أمر عثمان بالصبر على ما ينزل به، لا تؤيده الشواهد والأدلة التي بين أيدينا، فلاحظ ما يلي:

ألف: إن ذلك لو صح لبلغ الصحابة، ولاحتج به بعضهم على بعض، ولبلغتنا الأجوبة والمبررات التي تذرعوا بها..

بل كان المتوقع هو أن يحذر النبي «صلى الله عليه وآله» الصحابة من ارتكاب هذا الأمر في حق عثمان. وكان على عثمان أن يذكرهم به، ولكنه لم يفعل، فإنهم يقولون: إن عثمان قد ناشد الصحابة، وذكر عدة أمور اعترفوا له بها، وليس ذلك من بينها.. وإن كانت لنا مؤاخذات كثيرة على تلك المناشدات المدعاة..

ب: إن عثمان لم يصبر، بل كتب إلى معاوية، وابن عامر، ويزيد بن أسد، وأهل الشام يستنفرهم لحرب أهل المدينة، وقال: إنهم كفروا، ونزعوا يدهم من الطاعة، ونكثوا البيعة([6])..

وحين كتب أهل المدينة إليه يدعونه إلى التوبة أو القتل شاور نصحاءه وأهل بيته، فأشاروا عليه بمطاولتهم حتى يأتيه المدد..

إلى أن يقول النص: فجعل يتأهب، ويستعد بالسلاح، وقد كان اتخذ جنداً عظيماً من رقيق الخمس، فلما مضت الأيام الثلاثة ثار به الناس([7])، إذ كان عثمان قد مر بالقرب منهم..

رابعاً: ما زعمته الروايات من أن علياً «عليه السلام» قد ضرب ولطم ولديه، لا يصح، إذ كيف يضرب علي «عليه السلام» صدر الحسين «عليه السلام»، ويلطم الحسن «عليه السلام»، وهما لم يقترفا ذنباً؟! ولا ارتكبا جرماً؟!

خامساً: لنفترض أن أحداً اخبره بأنهما قد قصرا في المهمة الموكلة إليهما، فكيف يضربهما قبل أن يسألهما عن ذلك، ويسمع دفاعهما، ودفعهما للتهمة الموجهة إليهما؟!

سادساً: كيف يصدق «عليه السلام» أنهما خالفا أمره، أو قصرا في أداء المهمة، والحال أن القرآن يعلن طهارتهما وعصمتهما. وهو «عليه السلام» أبوهما وأعرف الناس بهما، وبما أنزل الله تعالى من القرآن في حقهما، وبما صدر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في فضلهما؟!

سابعاً: إن كان الدفاع عن عثمان واجباً ولازماً إلى هذا الحد، فلماذا لم يبادر هو «عليه السلام» إلى ذلك بنفسه، فان هيبته وموقعه، وسطوته وعظمته في الناس ستمنع الناس من الإقدام على قتل عثمان..

ثامناً: متى كان علي «عليه السلام» شاتماً للناس.. ومن أهل العدوان عليهم؟!

تاسعاً: إذا صح أن الإمام الحسن «عليه السلام» قد جرح في الدفاع عن عثمان حتى خضب بالدماء، فلماذا يلطمه أبوه؟! ألا يدل حاله، وما نزل به على أنه لم يقصر في أداء المهمة الموكلة إليه؟!..

عاشراً: إذا كان عثمان قد طلب من الحسن والحسين «عليهما السلام»، وابن الحنفية، وأولاد جعفر أن ينصرفوا، فإن كانوا قد عصوه وبقوا يدافعون، فلماذا لم تصرح الرواية بذلك؟! لإظهار مدى حرصهم عليه، وتفانيهم في الحفاظ على حياته، وأنهم لم يقصروا في الدفاع عنه إذن، فلماذا يلطم علي «عليه السلام» هذا، ويضرب ذاك، ويشتم أولئك كما يزعمون!!

وإن كانوا قد أطاعوا عثمان، وانصرفوا عن المشاركة في الدفاع عنه، فلماذا يضربهم، ويشتمهم ويلطمهم علي «عليه السلام»، فإنهم لم يحضروا ما جرى، وقد منعهم صاحب العلاقة من معونته.

حادي عشر: ما معنى ذكر طلحة والزبير في جملة من لم يرض بقتل عثمان، فإنهما وخصوصاً طلحة كانا في طليعة المجلبين عليه، وطلحة هو الذي منع الماء عنه.

بل إن مروان هو الذي قتل طلحة في حرب الجمل ثاراً منه لعثمان.. وقد تحدثنا عن ذلك حين تعرضنا لحصار عثمان، ومنع الماء عنه، ومحاولة علي «عليه السلام» إيصال الماء إليه..

ثاني عشر: ذكر العلامة الشيخ محمد حسن المظفر «رحمه الله»:أن دعوى ابن روزبهان: إتفاق المؤرخين على أن علياً «عليه السلام» قد أرسل الحسنين «عليهما السلام» لنصرة عثمان غير سديدة.. لأن عدداً منهم إقتصر على ذكر الإمام الحسن «عليه السلام».. ويضيف بعضهم الإمام الحسين «عليه السلام» أيضاً([8]).

كما أن السيد المرتضى يستبعد ذلك([9]).

ثالث عشر: إنه «عليه السلام» قال: إن قتل عثمان لم يسره ولم يسؤه([10]).

وصرح أيضاً: بأن عثمان استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع([11]).

فمن يقول هذا، لا يطير لبه، ولا يطيش عقله، ولا يكون كالواله الحزين حين قتل عثمان..

وإن كان قد حصل شيء من ذلك فقد لا يكون لأجل أنه يرى أنه قتل مظلوماً، بل لعله لأجل أن قتله بهذه الطريقة سيفتح باب الفتنة، وسينتهي باستغلال أهل الأطماع لهذا الحدث في الوصول إلى مآربهم.

رابع عشر: قد يقال: إن إرسال أمير المؤمنين «عليه السلام» ولده الإمام الحسن «عليه السلام» للدفاع عن عثمان لا يتلاءم مع ما عرف عن الإمام علي «عليه السلام»، من أنه كان يكف الإمامين الحسنين «عليهما السلام» عن الحرب في صفين، لألا ينقطع بهما نسل رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وقد يجاب عن ذلك: بأنه لم يكن يريد منهما «عليهما السلام» أن يردا الناس عن عثمان بالقوة، فإن كثرة الناس وحماستهم قد تجعل هذا العمل يصل إلى حد المجازفة. بل الهدف من ارسالهما هو إظهار تصميمه على الحفاظ على حياة عثمان، لكي لا يقتل بهذا النحو، لا إلى إدخال ولديه في حرب ضروس، فيها خطر كبير عليهما.

وقد يقال أيضاً: لو كان قد أرسلهما للدفاع عن عثمان لكان «عليه السلام» قد ذكر ذلك لمعاوية، حين كان يتهمه بالمساعدة على قتله..

كما أن عمرو بن العاص رأى الإمام الحسن «عليه السلام» يطوف بالبيت، فقال له: أومن الحق أن تطوف بالبيت، كما يدور الجمل بالطحين، عليك ثياب كغرقئ البيض، وأنت قاتل عثمان؟!([12]).

فلم يجبه الإمام الحسن «عليه السلام» بأنه قد دافع عن عثمان بسيفه، فكيف يكون قاتله؟!

ويمكن أن يجاب عن هذا: بأن معلومية كذب ابن العاص للناس فيما يفتريه على الإمام «عليه السلام» تغني الإمام الحسن «عليه السلام» عن ذكر ذلك..

ولكنه جواب لا يكفي، فإن أكثر الناس قد لا يكونون واقفين على كذب عمرو، لأنهم لم يحضروا ما جرى.. والذين حضروا كانوا قلة بالنسبة إلى سائر الناس في مجتمع الإسلام.

الرأي الأمثل حول نصرة عثمان:

وقد استبعد البعض دفاع الحسنين «عليهما السلام» عن عثمان، استناداً إلى أن خطة عثمان وسيرته، تبعِّد كل البعد إقدام علي وولديه «عليهم السلام» على نصرته.

كما ويبعد: أن يتخذوا موقفاً يخالف موقف البقية الصالحة من الصحابة، وينفصلوا عنهم.

ولو فرض حدوث ذلك، فإنه لم يكن إلا لدفع التهمة عن ابنيه «عليهما الصلاة والسلام» بالإشتراك في دمه([13]).

ويلوح من كلام السيد المرتضى «رحمه الله» أيضاً شكّه في إرسال أمير المؤمنين «عليه السلام» ولديه للدفاع عن عثمان، قال: «فإنما أنفذهما ـ إن كان أنفذهما ـ ليمنعا من انتهاك حريمه، وتعمد قتله، ومنع حرمه ونسائه من الطعام والشراب. ولم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع»([14]).

وعلى حد تعبير العلامة الحسني «رحمه الله»: «من المستبعد أن يزج بريحانتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» في تلك المعركة للدفاع عن الظالمين، وهو الذي وهب نفسه وكل حياته للحق والعدالة، وإنصاف المظلومين([15]).

وأوضح ذلك باحث آخر، فقال: «إن الخليفة كان مستحقاً للقتل بسوء فعله، كما أن قتلته، أو الراضون بقتله هم جمهرة الصحابة الأخيار، ولا يعقل أن يقف الحسنان في وجه هؤلاء وضدهم»([16]).

ونقول:

إننا لا نشك في كذب الرواية التي تقول: إن الإمام الحسن «عليه السلام» قد جرح في الدفاع عن عثمان، لأن الإمام علياً «عليه السلام»، وإن كان يمكن أن يكون قد أرسل ابنيه ـ أو أحدهما ـ ليعرضا على عثمان أن يدافعا عنه، فعرضا له المهمة، فردهما، ولم يقبل منهما ذلك..

ولعل الرواة قد زادوا على الرواية بعض ما هو في مصلحة عثمان ـ وقد ذكرنا فيما سبق أنها زيادات لا تجد ما يؤيدها في الواقع العملي..

ومن النصوص التي تدل على ما نقول:

1 ـ قال ابن أعثم: «ثم دعا علي بابنه الحسن، فقال: انطلق يا ابني إلى عثمان، فقل له: يقول لك أبي: أفتحب أن أنصرك؟ !

فأقبل الحسن إلى عثمان برسالة أبيه، فقال عثمان: لا، ما أريد ذلك، لأني قد رأيت رسول الله..

إلى أن قال: فسكت الحسن، وانصرف إلى أبيه، فأخبره بذلك»([17]).

ويلاحظ: أن رؤيا رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المنام ربما تكون من زيادات الرواة، أو أن عثمان أراد أن يذكر هذه الفضيلة لنفسه، لتخويف أعدائه من مغبة الإقدام على قتله.. وربما.. وربما..

2 ـ قال ابن أعثم أيضاً: «ثم اقتحم الناس الدار على عثمان وهو صائم..

إلى أن قال: والتفت عثمان إلى الحسن بن علي، وهو جالس عنده، فقال: سألتك بالله يا ابن الأخ إلا ما خرجت؟ فإني أعلم ما في قلب أبيك من الشفقة عليك..

فخرج الحسن «رضي الله عنه»، وخرج معه عبد الله بن عمر»([18]).

3 ـ قال ابن قتيبة: «ثم دخل عليه الحسن بن علي، فقال: مرني بما شئت، فإني طوع يديك. فقال له عثمان: ارجع يا ابن أخي، اجلس في بيتك، حتى يأتي الله بأمره»([19]).

4 ـ «وشمَّر أناس من الناس، فاستقتلوا، منهم: سعد بن مالك، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت، والحسن بن علي، فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا»([20]).

5 ـ «بعث عثمان إلى علي بن أبي طالب: أن ائتني.

فبعث حسيناً ابنه، فلما جاءه، قال له عثمان: يا ابن أخي، أتقدر على أن تمنعني من الناس؟!

قال: لا.

قال: فأنت في حلٍ من بيعتي، فقل لأبيك يأتني.

فجاء الحسين إلى علي، فأخبره بقول عثمان، فقام علي ليأتيه. فقام إليه ابن الحنفية، فأخذ بضبعيه، يمنعه من ذلك..».

وفي هذه الأثناء جاء الصريخ: أن قد قتل عثمان([21]).

6 ـ قال أبو مخنف في روايته: «نظر مروان بن الحكم إلى الحسين بن علي فقال: ما جاء بك؟!

قال: الوفاء ببيعتي.

قال: اخرج عنا، أبوك يؤلب الناس علينا، وأنت هاهنا معنا؟!

وقال له عثمان: انصرف، فلست أريد قتالاً ولا آمر به»([22]).

ونحن وإن كنا نرى أن قول الإمام الحسين «عليه السلام»: «الوفاء ببيعتي» غير صحيح، فإنه ـ إن كان قد بايع فإنما بايع مكرهاً، تحت طائلة التهديد بالقتل، وهي بيعة باطلة..

على أنه قد كان على مروان أن يتخذ من نصر الحسين «عليه السلام» له ذريعة للتشنيع على أبيه، لو كان صادقاً فيما يدعيه من تأليبه الناس عليهم..

ومن جهة أخرى نقول:

قد علمنا: أن عثمان كان بصدد القتال.. وقد أرسل يطلب النجدة من الأقطار، فلا يصح قول الرواية، إنه قال:

لست أريد قتالاً، ولا آمر به.

غير أن مما لا شك فيه: أن ما تقدم يشير إلى أن عثمان قد رفض مساعدة الإمام الحسن، أو هو مع الحسين «عليهما السلام» وأنهما لم يشاركا «عليهما السلام» في دفع الثائرين عنه.

ولعل العرض والرفض قد تعدد عدة مرات، كما أنه لم يمكن تأييد الرواية القائلة بأن الإمام الحسن «عليه السلام» قد جرح في هذه القضية، ثم كان من علي «عليه السلام» بالنسبة إليه ولأخيه ما كان، مما تقدمت الإشارة إلى أنه مردود ومرفوض.

نعم، ربما يكون الإمام الحسن «عليه السلام» قد ساعد على نجاة البعض، من دون اشتراك في القتال، وإنما بما له من احترام خاص في النفوس، ففي محاورة جرت بينه وبين مروان بن الحكم، قال «عليه السلام» لمروان: «أفلا أرقت دم من وثب على عثمان في الدار، فذبحه كما يذبح الجمل، وأنت تثغو ثغاء النعجة، وتنادي بالويل والثبور، كالأمة اللكعاء.

ألا دفعت عنه بيد؟! أو ناضلت عنه بسهم؟! لقد ارتعدت فرائصك، وغشي بصرك، فاستغثت بي كما يستغيث العبد بربه، فأنجيتك من القتل، ومنعتك منه، ثم تحث معاوية على قتلي؟! ولو رام ذلك لذبح كما ذبح ابن عفان الخ..»([23]).

وجهة نظر معقولة:

وأما بالنسبة للدفاع عن عثمان. فإنَّ ثمة وجهة نظر أخرى جديرة بالتقدير، وأمينة بأن تقدم تفسيراً صحيحاً، ومنطلقاً موضوعياً ومنطقياً لموقف أمير المؤمنين «عليه السلام» في هذه القضية. القاضي بعدم الدخول المباشر للدفع عن عثمان، وبعدم الرضا عن الأسلوب الذي اتبع في قتله.

وملخص ما يمكن اعتباره كافياً لتبرير هذا الموقف:

أن أمير المؤمنين «عليه السلام»، وإن كان لا يرى خلافة عثمان شرعيةً، وكان على اطلاع تام على جميع المخالفات والتجاوزات، التي حصلت في أيام حكمه.

ويرى رأي العين: أن الفساد قد استشرى، وتفاقم خطره، حتى لم يعد من السهل تحمله، أو الإغضاء عنه..

إنه.. وإن كان يرى ذلك ـ إلا أنه لم يكن يرى: أن علاج الأمر بهذا الأسلوب الإنفعالي العنيف هو الطريقة المثلى والفضلى..

وقد نقل عنه «عليه السلام» قوله عن عثمان: إنه استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم (وجزعوا فأساؤوا) الجزع ([24]).

وما ذلك.. إلا لأن قتل عثمان في تلك الظروف، وعلى النحو الذي كان، لم يكن بالذي يخدم قضية الإسلام، بل كان من شأنه أن يلحق به ضرراً فادحاً، وجسيماً.. إذ هو يعطي الفرصة لأولئك المترصدين من أصحاب المطامع والأهواء لإستغلال جهل الناس، وضعفهم، وظروف حياتهم، وما تركته السياسات من آثار سلبية على مفاهيمهم، وفي عقليتهم، ونظرتهم، وفي عقائدهم، وغير ذلك.. الأمر الذي هيأ الفرصة لأولئك المترصدين، لرفع شعار الأخذ بثارات عثمان، واتخاذ ذلك ذريعة للوقوف في وجه الشرعية المتمثلة بأمير المؤمنين «عليه السلام»، وإلقاء الشبهات والتشكيكات حول موقفه وموقف أصحابه «عليه السلام».. وهذا ما حصل بالفعل، ونشأت عنه حروب الجمل، وصفين، والنهروان، على النحو الذي سجله التاريخ..

ولو أنهم اكتفوا بخلع عثمان، ولم يقتلوه لكفاهم ذلك، ولكن الأمور لم تقف عند هذا الحد، ولربما كان ذلك أمراً مدبراً بليل، خصوصاً من قبل طلحة والزبير.. وبرضى من معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم..

وقد كان أمير المؤمنين «عليه السلام» واقفاً على ذلك كله، بصورة تامة، حتى انه حينما جاءه اليمنيون لتهنئته بالخلافة، قال لهم: «إنكم صناديد اليمن وساداتها، فليت شعري، إن دهمنا أمر من الأمور كيف صبركم على ضرب الطلا، وطعن الكلا»([25]).. مما يعني: أنه «عليه السلام» كان يتوقع منذئذٍ حروباً، لا بد له من خوضها، ضد أصحاب المطامع والمنحرفين.

وقد كان ذلك بطبيعة الحال وَبَالاً على الإسلام، وعلى المسلمين، وسبباً للكثير من المصائب والبلايا، التي لا يزال يعاني الإسلام والمسلمون من آثارها..

فاتضح: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» لم يكن يرغب في قتل عثمان بهذه الصورة التي حدثت، وإذا كان قد أرسل الحسنين «عليهما السلام» ليعرضا عليه الذب عنه، فلم يرض بذلك عثمان، فسببه هو أن يعرف الناس أن ما سوف يدعيه بنو أمية وطلحة والزبير و.. و.. عليه في أمر عثمان لا صحة له هذا.. وقد بلغ في دفاعه عنه حتى لا يقتل بهذا النحو حداً جعل مروان يعترف بذلك ويقول: «ما كان أحد أدفع عن عثمان من علي.

فقيل له: ما لكم تسبونه على المنابر؟!

قال: إنه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك»([26]).

ويقول علي «عليه السلام»: «واللهِ، لقد دفعت عنه، حتى خشيت أن أكون آثماً»([27]).

وهو إنما يدفع عنه بالطلب من عثمان أن يصلح الأمور، ويصحح الأخطاء، ويبعد بطانة السوء عنه.. ويطمئن الناس إلى مصيرهم ومستقبلهم..

كما أنه من جهة أخرى لم يكن يريد أن تكون محاولاته دفع القتل عن عثمان، موجباً لفهم خاطيء لحقيقة رأيه في عثمان، وفي مخالفاته.. فكان يذكر تلك المخالفات تصريحاً تارة، وتلويحاً أخرى، ويجيب سائليه عن أمر عثمان بأجوبة صريحة أحياناً، ومبهمة أحياناً أخرى، أو على الأقل لا تسمح بالتشبث بها واستغلالها، من قبل المغرضين والمستغلين([28])..

إنه «عليه السلام» لم يكن يسكت عن تلك المخالفات التي كان يرى بها خطراً داهماً ومدمراً.. بل ما انفك «عليه السلام» يجهر بالحقيقة مرة بعد أخرى، وقد حاول إسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات، حتى ضاق عثمان به ذرعاً، فأمره أن يخرج إلى أرضه بينبع([29]).

كما أن النصوص صرحت: بأن عثمان قد واجه الإمام الحسن «عليه السلام» بأنه لا يرغب بنصائح أبيه، فقد «كان عليٌّ كلما اشتكى الناس إليه أمر عثمان، أرسل ابنه الحسن «عليه السلام» إليه، فلما أكثر عليه، قال: إن أباك يرى أن أحداً لا يعلم ما يعلم؟! ونحن أعلم بما نفعل، فكف عنا.

فلم يبعث علي ابنه في شيء بعد ذلك..»([30]).

وهكذا.. يتضح: أن عرض الحسنين «عليهما السلام» نصرتهما على عثمان كان بأمر من أبيهما أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وهذا منسجم كل الإنسجام مع خطهم «عليهم السلام»، الذي هو خط الإسلام الصافي، والصحيح. وهو يدخل في عداد تضحياتهما الجسام ـ وما أكثرها ـ في سبيل هذا الدين، ومن أجل إعلاء كلمة الحق..

معاوية هو قاتل عثمان:

ولا نذهب بعيداً إذا قلنا: إن معاوية قد أدرك منذ البداية: أن قتل عثمان يخدم مصالحه وأهدافه، وأنه كان يرغب في أن يتم على عثمان ما تم.. ويشهد لما نقول:

1 ـ إن عثمان قد استنجده، فتلكأ عنه، وتربص به، ثم أرسل جيشاً، وأمره بالمقام بذي خشب، ولا يتجاوزها. وحذر قائده من أن يقول: «الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب.

قال: فأقام بذي خشب، حتى قتل عثمان، فاستقدمه حينئذٍ معاوية، فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه. وإنما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان، فيدعو إلى نفسه»([31]).

2 ـ كتب علي أمير المؤمنين «عليه السلام» إليه: «ولعمري، ما قتله غيرك، ولا خَذَلَهُ سواك، ولقد تربصت به الدوائر، وتمنيت له الأماني»([32]).

3 ـ وعنه «عليه السلام» فيما كتبه له: «إنك إنما نصرت عثمان حينما كان النصر لك، وخذلته حينما كان النصر له»([33]).

4 ـ وكتب أبو أيوب الأنصاري لمعاوية: «فما نحن وقتلة عثمان؟! إن الذي تربص بعثمان، وثبط أهل الشام عن نصرته لأنت الخ..»([34]).

5 ـ وكتب إليه شبث بن ربعي: «إنك لا تجد شيئاً تستغوي به الناس، وتستميل له أهواءهم، وتستخلص به طاعتهم، إلا أن قلت لهم: قتل إمامكم مظلوماً، فهلموا نطلب بدمه، فاستجاب لك سفهاء طغام رذال، وقد علمنا أنك قد أبطأت عنه بالنصر، وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي تطلب»([35]).

6 ـ وقال الطبري: فلما جاء معاوية الكتاب تربص به، وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله». وقد علم اجتماعهم. فلما أبطأ أمره على عثمان الخ..([36]).

7 ـ وكتب إليه ابن عباس: «..فأقسم بالله، لأنت المتربص بقتله، والمحب لهلاكه، والحابس الناس قِبَلك عنه على بصيرة من أمره..

ولقد أتاك كتابه وصريخه، يستغيث بك ويستصرخ، فما حفلت به.. فقتل كما كنت أردت.. فإن يك قتل مظلوماً فأنت أظلم الظالمين»([37]).

8 ـ ولابن عباس كتاب آخر يذكر له فيه ذلك أيضاً([38]).

9 ـ كما أن المنقري يقول: إنه لما نُعِيَ عثمان إلى معاوية: «ضاق معاوية صدراً بما أتاه، وندم على خذلانه عثمان، وقال في جملة أبيات له:

ندمـت علـى ما كان من تبعي الهوى           وقصـري فيـه حسـرة وعـويل([39])

10 ـ وحينما سأل معاوية أبا الطفيل الكناني عن سبب عدم نصره عثمان، قال له: «منعني ما منعك، إذ تربَّصُ به ريب المنون، وأنت بالشام.

قال: أو ما ترى طلبي بدمه نصرة له؟!

فضحك أبو الطفيل، ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر الجعدي:

لا ألفـيـنك بعـد المـوت تـنـدبـني                  وفي حيـاتـي مـا زودتـنـي زادا([40])

11 ـ ذكر اليعقوبي: أن معاوية أمر الجيش بالمقام في أوائل الشام، وأن يكونوا مكانهم، حتى يأتي عثمان ليعرف صحة الأمر، فأتى عثمان وسأله عن المدة، فقال: قد قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم، فأجيئك بهم. قال: «لا والله، ولكنك أردت أن أقتل فتقول: أنا ولي الثار. إرجع فجئني بالناس، فرجع ولم يعد إليه حتى قتل..»([41]).

12 ـ وقد اعترف معاوية نفسه للحجاج بن خزيمة: بأنه قعد عن عثمان، وقد استغاث به فلم يجبه، وأنه قال في ذلك أبياتاً([42])، وهي الأبيات اللامية التي أشرنا إليها آنفاً.

13 ـ وصرح الشهرستاني: بأن جميع عمال عثمان وأمراءه قد «خذلوه، ورفضوه حتى أتى قدره عليه»، وهم: معاوية، وسعد بن أبي وقاص، والوليد بن عقبة، وعبد الله بن عامر، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح([43]).

14 ـ وقال له ابن عباس في المدينة، حينما اتهم بني هاشم بقتل عثمان: «أنت قتلت عثمان، ثم قمت تغمص على الناس أنك تطلب بدمه، فانكسر معاوية»([44]).

15 ـ وكتب محمد بن مسلمة لمعاوية: «..ولعمري يا معاوية، ما طلبت إلا الدنيا، ولا اتبعت إلا الهوى، ولئن كنت نصرت عثمان ميتاً، خذلته حياً»([45]).

16 ـ ومن كتاب لأمير المؤمنين «عليه السلام» إليه: «أما بعد، فوالله ما قتل ابن عمك غيرك، وإني لأرجو أن ألحقك به على مثل ذنبه، وأعظم من خطيئته»([46]).

17 ـ كما أن الأصبغ بن نباته واجهه بمثل ما تقدم عن غير واحد([47]).

18 ـ وكذلك.. فإن الإمام الحسن «عليه السلام» قال له: «ثم ولاك عثمان فتربصت عليه»([48]).

19 ـ وقال معاوية لعمرو بن العاص:

«صدقت، ولكننا نقاتله على ما في أيدينا، ونلزمه قتل عثمان.

قال عمرو: وا سوأتاه، إن أحق الناس ألا يذكر عثمان لا أنا ولا أنت.

قال: ولم؟ ويحك.

قال: أما أنت فخذلته ومعك أهل الشام، حتى استغاث بيزيد بن أسد البجلي، فسار إليه.

وأما أنا فتركته عياناً، وهربت إلى فلسطين.

فقال معاوية: دعني من هذا الخ..»([49]).

20 ـ ولما وصلت رسالة عثمان الإستنجادية إلى معاوية، قال له المسور بن مخرمة: «يا معاوية، إن عثمان مقتول، فانظر فيما كتبت به إليه.

فقال معاوية: يا مسور، إني مصرح: إن عثمان بدأ فعمل بما يحب الله ويرضاه، ثم غير وبدل، فغير الله عليه، أفيتهيأ لي أن أرد ما غير الله عز وجل»؟!([50]).

فهو يستدل بالجبر من أجل تبرير تخاذله عن نصر عثمان!!.

وحسبنا ما ذكرناه، فإن الحر تكفيه الإشارة..


([1]) إبطال نهج الباطل لابن روزبهان (مطبوع ضمن دلائل الصدق) ج3 ق1 ص188 وإحقاق الحق (الأصل) ص57.

([2]) راجع: الحياة السياسية للإمام للحسن «عليه السلام» (الطبعة الأولى) ص114 عن المصادر التالية: الصواعق المحرقة ص115 و 116 ومروج الذهب ج2 ص344 و345 والإمامة والسياسة ج1 ص44 و 43 وأنساب الأشراف ج5 ص70 و 69 و 74 و 80 و 93 و 95 والبدء والتاريخ ج5 ص206 وتاريخ مختصر الدول ص105 وسيرة الأئمة الإثني عشر ج1 ص527 و 540 عن ابن كثير، وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص418 و 419 والعقد الفريد ج 4 ص 290 و 291 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص193 عن بعض من تقدم وعن: ابن الأثير، وابن عبد البر، والفخري في الأداب السلطانية ص98 وفيه: أن الحسن قاتل قتالاً شديداً، حتى كان يستكفه، وهو يقاتل عنه، ويبذل نفسه دونه.

([3]) راجع: كتاب الفتوح لابن أعثم ج2 ص379 والغدير ج9 ص19 عن أنساب الأشراف ج5 ص54 و (ط أخرى) ج6 ص169 ونهج السعادة ج1 ص161 وعن بهج الصباغة ج4 ص653 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج1 ص367.

([4]) الغدير ج9 ص83 و 230 وج10 ص128 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1174 والعقد الفريد ج3 ص84 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص192 وعن علي بن أبي طالب بقية النبوة لعبد الكريم الخطيب ص253.

([5]) المصنف لابن أبي شيبة ج8 ص685 والشافي في الإمامة ج4 ص308 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص294 وكنز العمال ج13 ص97 عن ابن أبي شيبة، ودلائل الصدق ج3 ق1 ص192 والعمدة لابن البطريق ص339 وبحار الأنوار ج31 ص165 و 308 وتأويل مختلف الحديث ص40 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1268 وصحيح ابن حبان ج2 ص336 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص66.

([6]) دلائل الصدق ج3 ق1 ص194والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص202 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق1 ص148 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص151 والكامل في التاريخ ج3 ص170 وأعيان الشيعة ج1 ص443.

([7]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص404 والكامل في التاريخ ج3 ص171 والغدير ج9 ص176 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص194 عن الطبري والواقدي وغيرهما..

([8]) راجع: دلائل الصدق ج1 ص192 عن الطبرى، وابن الأثير، وابن عبد البر.

([9]) راجع: الشافي في الإمامة ج4 ص242 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص8.

([10]) راجع: شرح الأخبار ج2 ص80 وكتاب الأربعين للشيرازي ص610 والغدير ج9 ص70 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص128.

([11]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص75 و 76 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص81 وكشف المحجة لابن طاووس ص181 وبحار الأنوار ج31 ص499 والغدير ج9 ص69 ونهج السعادة ج5 ص222 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص126 وسير أعلام النبلاء ج2 ص527.

([12]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص244 وج16 ص27 و 28 وبحار الأنوار ج44 ص102 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص225 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص 212 وتاريخ الأمم والملوك (ط الإستقامة) ج4 ص44 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص492 و493 والإختصاص ص179.

([13]) راجع: حياة الإمام الحسن «عليه السلام» للقرشي ج1 ص115 و 116.

([14]) الشافي في الإمامة ج4 ص242 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص8.

([15]) سيرة الأئمة الإثني عشر ج1 ص428.

([16]) الإمام الحسن بن علي «عليه السلام» لآل يس ص50 و51.

([17]) الفتوح لابن اعثم ج2 ص228 و (ط دار الأضواء) ج2 ص423.

([18]) الفتوح لابن اعثم ج2 ص231 و (ط دار الأضواء) ج2 ص425.

([19]) الإمامة والسياسة ج1 ص39 و (تحقيق الزيني) ج1 ص41 و (تحقيق الشيري) ج1 ص58 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص390 وحياة الصحابة ج2 ص134 عن الرياض النضرة ج2 ص269.

([20]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص389 والفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر الضبي ص63 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص321.

([21]) أنساب الأشراف ج5 ص94.

([22]) أنساب الأشراف ج5 ص78.

([23]) المحاسن والمساوي ج1 ص135 وفي هامشه عن المحاسن والأضداد.

([24]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص75 و 76 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص81 وكشف المحجة لابن طاووس ص181 وبحار الأنوار ج31 ص499 والغدير ج9 ص69 ونهج السعادة ج5 ص222 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص126 وسير أعلام النبلاء ج2 ص527.

([25]) الفتوح لابن أعثم ج2 ص255 و (ط دار الأضواء) ج2 ص441.

([26]) الصواعق المحرقة ص53 والنصائح الكافية ص88 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص114 عن الـدارقطني، والغديـر ج7 ص147 و 264 وراجع: شرح نهج = = البلاغة للمعتزلي ج13 ص220 والعثمانية للجاحظ ص283 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص461.

([27]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص233 والغدير ج8 ص381 وج9 ص69 وشرح نهج البلاغة ج13 ص296 وبحار الأنوار ج31 ص473 ومصادر نهج البلاغة ج3 ص189 عن العديد من المصادر، وبهج الصباغة ج6 ص79 عن الطبري، وفيه: والله، ما زلت أذب عنه حتى إني لأستحي الخ..

([28]) راجع هذه الأجوبة في: كتاب الغدير ج9 ص69 ـ 77.

([29]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص233 وبحار الأنوار ج31 ص473 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص296 وبهج الصباغة ج6 ص79 عن الطبري، ومصادر نهج البلاغة ج3 ص189 عن العديد من المصادر، والغدير ج9 ص60 ـ 62 و 69 عن مصادر أخرى أيضاً.

([30]) الغدير ج9 ص71 عن العقد الفريد ج2 ص274 وعن الإمامة والسياسة ج1 ص30 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج2 ص180.

([31]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص154 وبحار الأنوار ج33 ص98 والغدير ج9 ص150 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1289 والنصائح الكافية ص20 عن البلاذري، والإمام علي بن أبي طالب، سيرة وتاريخ ص166.

([32]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي (ط قديم) ج3 ص411 و (ط دار إحياء الكتب العربية) ج15 ص84 والغدير ج9 ص150 والنصائح الكافية ص20 عن الكامل، والبيهقي في المحاسن والمساوي، والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» سيرة وتاريخ ص167 عن المعتزلي، ومصباح البلاغة (مستدرك نهج = = البلاغة) ج4 ص56 وبحار الأنوار ج33 ص125.

([33]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج3 ص62 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص55 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص265 وبحار الأنوار ج33 ص98 والغدير ج9 ص149 ونهج السعادة ج4 ص168 والنصائح الكافية ص20 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص40 وشرح نهج البلاغة لابن ميثم ج5 ص81 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص153.

([34]) الإمامة والسياسة ج1 ص109 و 110 و (تحقيق الزيني) ج1 ص97 و (تحقيق الشيري) ج1 ص130 والغدير ج9 ص151 عنه، وعن شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص281 وج8 ص44 وبحار الأنوار ج32 ص502 والدرجات الرفيعة ص319 وأعيان الشيعة ج6 ص286 وصفين للمنقري ص368.

([35]) صفين للمنقري ص187 و 188 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص570 والغدير ج9= = ص150 وج10 ص307 عنهما، والكامل لابن الأثير ج3 ص286 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص15 وبحار الأنوار ج32 ص449 والنصائح الكافية ص42 ومواقف الشيعة ج2 ص427 وأعيان الشيعة ج1 ص482 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص335.

([36]) تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص402 والغدير ج9 ص190.

([37]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص154 و 155 وبحار الأنوار ج33 ص99 والإمام علي بن أبي طالب، سيرة وتاريخ ص167 عنه، و الغدير ج9 ص134 و 150.

([38]) الفتوح لابن أعثم ج3 ص256 والمناقب للخوارزمي ص181 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص257 والإمامة والسياسة ج1 ص113 و (تحقيق الزيني) ج1 ص100 و (تحقيق الشيري) ج1 ص133 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص66 والغدير ج9 ص150 وج10 ص325 وأعيان الشيعة ج1 ص504 = = وج8 ص55 وصفين للمنقري ص415 والدرجات الرفيعة ص113 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص372.

([39]) صفين للمنقري ص79 والإمام علي بن أبي طالب سيرة وتاريخ ص166 و167 عنه، والغدير ج9 ص151 والفتوح لابن أعثم ج2 ص266.

([40]) مروج الذهب ج3 ص20 والنصائح الكافية ص21 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص41 والعقد الفريد ج4 ص30 والإمام علي بن أبي طالب سيرة وتاريخ ص168 والغدير ج9 ص139 و 140 عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص33 وتاريخ مدينة دمشق ج7 ص201 و (ط دار الفكر) ج26 ص117 وعن الإستيعاب في الكنى، والإمامة والسياسة ج1 ص151 و (تحقيق الزيني) ج1 ص165 و (تحقيق الشيري) ج1 ص215 ومختصر أخبار شعراء الشيعة ص26 ومستدركات علم رجال الحديث ج4 ص327 .

([41]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص175.

([42]) الفتوح لابن أعثم ج2 ص265 و (ط دار الأضواء) ج2 ص446.

([43]) الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص26 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص358 والغدير ج11 ص69 وراجع هامش: الشيعة في التاريخ ص142.

([44]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص222 و 223.

([45]) الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص91 و (تحقيق الشيري) ج1 ص121 والغدير ج10 ص333 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج2 ص531 .

([46]) الغدير ج9 ص76 والعقد الفريد ج4 ص334 ونهج السعادة ج4 ص79 والعقد الفريد (ط 2) ج3 ص107 وفي (ط أخرى) ج2 ص223 وفي (ط غيرها) ج5 ص77، ورواه عنه تحت الرقم (429) من جمهرة الرسائل ج1 ص417.

([47]) تذكرة الخواص ص85 والمناقب للخوارزمي ص134 و 135و (ط مركز النشر الإسلامي) ص205 والغدير ج1 ص203 وغاية المرام ج1 ص286 وكشف المهم في طريق خبر غدير خم ص126.

([48]) تذكرة الخواص ص201 والغدير ج10 ص169 وراجع: الإحتجاج للطبرسي ج1 ص409 وبحار الأنوار ج44 ص79 .

([49]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص186 والإمامة والسياسة ج1 ص98 و (تحقيق الزيني) ج1 ص88 و (تحقيق الشيري) ج1 ص118 ونهج السعادة ج2 ص64 وأنساب الأشراف ج3 ص74 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص287.

([50]) الفتوح لابن أعثم ج2 ص228 و (ط دار الأضواء) ج2 ص417 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج1 ص386.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان