صفحة : 105-136   

الفصل الثالث: سلوني قبل أن تفقدوني..

سائل آخر.. وأسئلة أخرى:

وقال «عليه السلام» في جواب سائل: أما الزوجان الذين لا بد لأحدهما من صاحبه، ولا حياة لهما، فالشمس والقمر.

وأما النور الذي ليس من الشمس، ولا من القمر، ولا النجوم ولا المصابيح، فهو عمود أرسله الله تعالى لموسى في التيه.

وأما الساعة التي ليس من الليل ولا من النهار، فهي الساعة قبل طلوع الشمس.

وأما الابن الذي أكبر من أبيه، وله ابن أكبر منه، فهو عزير بعثه الله وله أربعون سنة، ولابنه مئة وعشر سنين.

وما لا قبلة له، فالكعبة.

وما لا أب له فالمسيح.

وما لا عشيرة له، فآدم([1]).

أخبرني عن القدر:

روي مسنداً عن الإصبع بن نباته، قال: إن أمير المؤمنين «عليه السلام» عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين أتفر من قضاء الله؟!

فقال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل([2])..

نوادر محمد بن علي بن محبوب كما نقل الحلي مسنداً عن الصادق «عليه السلام» قال: كان أمير المؤمنين «عليه السلام» يبرأ من القدرية في كل ركعة ويقول: بحول الله أقوم وأقعد([3]).

وفي الطرائف: روي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، وإلى عمرو بن عبيد، وإلى واصل بن عطا، وإلى عامر الشعبي: أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر، فكتب إليه الحسن البصري: إن أحسن ما انتهى إليّ ما سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» أنه قال: أتظن أن الذي نهاك دهاك؟! وإنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله برئ من ذاك.

وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: لو كان الزور في الأصل محتوماً كان المزور في القصاص مظلوماً.

وكتب إليه واصل بن عطا: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق؟!

وكتب إليه الشعبي أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: كل ما استغفرت الله منه فهو منك، وكل ما حمدت الله عليه فهو منه.

فلما وصلت كتبهم إلى الحجاج ووقف عليها قال: لقد أخذوها من عين صافية([4]).

وقالوا: جاء رجل إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر.

فقال: بحر عميق فلا تلجه.

فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر.

قال: طريق مظلم فلا تسلكه.

قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر.

قال: سر الله فلا تتكلفه.

قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر.

قال: فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: أما إذا أبيت فإني سائلك: أخبرني أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله؟!

قال: فقال له الرجل: بل كانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد.

فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: قوموا فسلموا على أخيكم فقد أسلم، وقد كان كافراً.

قال: وانطلق الرجل غير بعيد ثم انصرف إليه، فقال له: يا أمير المؤمنين، أبالمشية الأولى نقوم ونقعد ونقبض ونبسط؟!

فقال له أمير المؤمنين «عليه السلام»: وإنك لبعيد في المشية؟!

أما إني سائلك عن ثلاث لا يجعل الله لك في شيء منها مخرجاً: أخبرني أخلق الله العباد كما شاء أو كما شاؤوا؟!

فقال: كما شاء.

قال: فخلق الله العباد لما شاء أو لما شاؤوا ؟!

فقال: لما شاء.

قال: يأتونه يوم القيامة كما شاء أو كما شاؤوا؟!

قال: يأتونه كما شاء.

قال: قم فليس إليك من المشية شيء([5]).

ونقول:

لو عرف حده فوقف عنده:

1 ـ إن أجوبة أمير المؤمنين «عليه السلام» هذه قد حملت للسائل إشارات كان الجدير به لو تأملها أن يكف عن إلحاحه بطلب الجواب.

ويجمع هذه الإشارات كلها جامع واحد هو: أن ذلك السائل ليس من فرسان هذا الميدان، ولا هو من أهله. ومن هذه الإشارات هي التالية:

ألف: إن ذلك الرجل يتكلَّف علم هذا الأمر، أي أنه يحمل نفسه كلفة ومشقة في طلب شيء لو تعامل معه بصورة طبيعية، وبدون مشقة لم يحصل عليه، ولا يكون في متناول يده.

ب: إنه يلقي بنفسه في بحر عميق، ليس من مصلحته إلقاء نفسه فيه.

ج: إنه يلقي نفسه في طريق مظلم لا يبصر فيه شيئاً. ومن لا يبصر شيئاً لا يصل إلى شيء، ويخشى عليه أن تزل قدمه فيهلك.

من خصوصيات القدر:

لقد بين «عليه السلام» في أجوبته هذه خصوصيات في القدر، هي التالية:

ألف: إنه بحر، والبحر مترامي الأطراف، متلاطم الأمواج، بعيد الأغوار، مشحون بالغرائب، زاخر بالعجائب.

ب:  إنه سر من الأسرار الكبرى، فلا ينبغي التعرض لكشفه، بل هو سر الله سبحانه. وهذا يؤكد: أنه سيكون عصياً على فهم الناس العاديين، ولن يصل إليه إلا الأوحدي من الأنبياء والأوصياء، بتوفيق من الله تبارك وتعالى، وتسديد منه.

ج: إنه أمر بالغ الغموض والإبهام، ولا يمكن السير فيه إلا من نوَّر الله قلبه وطريقه بنور العلم والحكمة.. وهم المخلَصون من عباده.

القدر في التكوينيات لا في الأحكام:

بالنسبة لقوله «عليه السلام»: إن رحمة الله تعالى سبقت أعمال العباد نقول:

قال في هامش كتاب البحار:

«كل واحد من آحاد الخلق محدود بحدود يتعين بها في وجوده، كالطول، والعرض، واللون، وسائر الأوصاف والروابط التي يرتبط بغيره بواسطتها، ككون الإنسان ابن فلان، وأخا فلان، وأبا فلان، وفى زمان كذا، ومكان كذا، وهكذا.

وإذا أمعنت النظر في ذلك وجدت: أن جميع أسباب وجود الشيء ذوات دخل في حدود وجوده وسائر ما يتعلق بوجوده، وأنها هي التي يتقدر بها الشيء.

غير أن كلاً من الأسباب أيضاً يتقدر بما يتقدمه من المقدرات، ولا محالة تنتهى إليه سبحانه، فعنده تعالى حقيقة ما يقّدر به كل شيء، ويتحدد به كل أمر.

والأشياء إنما ترتبط به تعالى من جهة صفاته الفعلية التي بها ينعم عليها، ويقيم صلبها، ويدبر أمرها. كالرحمة، والرزق، والهداية، والإحياء، والحفظ، والخلق وغيرها، وما يقابلها.

فلله سبحانه من جهة صفات فعله دخل في كل شيء مخلوق، وما يتعلق به من أثر وفعل. إذ لا معنى لإثبات صفة فيه تعالى متعلقة بالأشياء وهي لا تتعلق بها.

ولذلك فإنه «عليه السلام» سأل الرجل عن تقدم صفة الرحمة على الأعمال، ولا معنى لتقدمها مع عدم ارتباطها بها، وتأثيرها فيها، فقد نظم الله الوجود بحيث تجرى فيه الرحمة، والهداية، والمثوبة والمغفرة. وكذا ما يقابلها.

ولا يوجب ذلك بطلان الاختيار في الافعال، فإن تحقق الاختيار نفسه مقدمة من مقدمات تحقق الأمر المقدر. إذ لولا الاختيار لم يتحقق طاعة ولا معصية، فلم يتحقق ثواب ولا عقاب، ولا أمر ولا نهي، ولا بعث ولا تبليغ.

ومن هنا يظهر وجه تمسك الإمام «عليه السلام» بسبق صفة الرحمة على العمل، ثم بيانه «عليه السلام»: أن لله مشية في كل شيء، وأنها لا تلغو، ولا تغلبه مشية العبد.

فالفعل لا يخطئ مشيته تعالى، ولا يوجب ذلك بطلان تأثير مشية العبد، فإن مشية العبد إحدى مقدمات تحقق ما تعلقت به مشيته تعالى، فإن شاء الفعل الذي يوجد بمشية العبد فلا بد لمشية العبد من التحقق والتأثير([6]). انتهى.

ومهما يكن من أمر، فإن التكاليف والأحكام أمور اعتبارية غير تكوينية، ومورد القضاء والقدر بالمعنى الدائر هو التكوينيات. فأعمال العباد من حيث وجودها الخارجي كسائر الموجودات متعلقات القضاء والقدر، ومن حيث تعلق الأمر والنهي والاشتمال على الطاعة والمعصية أمور اعتبارية وضعية خارجة عن دائرة القضاء والقدر إلا بالمعنى الآخر الذي بينه أمير المؤمنين «عليه السلام» للرجل الشامي عند منصرفه من صفين كما في الروايات، ومحصله التكليف للمصالح تستدعى ذلك. فالقدر في الأعمال ينشأ من المصالح التي تستدعى التكليف الكذائي، والقضاء هو الحكم بالوجوب، والحرمة مثلاً بأمر أو نهى([7]).

القدرية مجوس هذه الأمة:

ولا بأس بالإلماح هنا إلى أن ثمة روايات كثيرة تذم القدرية، وأنهم ملعونون على لسان سبعين نبياً([8]). وأنهم مجوس أمتي([9]).

ولعل سبب ذلك: أن المجوس يقولون: بأن الإنسان مسلوب الإختيار، مجبور على أفعاله، لأنهم ينسبون الخير إلى الله، والشر إلى الشيطان، واسمهما عندهم: «يزدان وأهرمن»..

فأشبه القائلون بالجبر الإلهي المجوس في اعتقادهم الجبر الإلهي للبشر، وفي قولهم: إن الخير والشر من الله سبحانه..

ليس لك من المشية شيء:

وأما قول أمير المؤمنين في آخر الرواية المتقدمة: ليس لك من المشية شيء، فقد أراد به إبطال القول بأن للإنسان مشيئة مستقلة، لا يحتاج معها إلى عون الله وتوفيقه، فإن ذلك الرجل ـ فيما يظهر ـ بعد أن سمع جواب أمير المؤمنين «عليه السلام» انتقل من الجبر الإلهي إلى التفويض الإلهي، وادعاء أن الإنسان هو الذي يشاء أفعاله، وليس لله مشيئة فيها..

وهذا باطل أيضاً كما بينه له أمير المؤمنين «عليه السلام»..

 كم شعرة في لحيتي ورأسي؟!:

روى زكريا بن يحيى القطان، عن فضيل بن الزبير، عن أبي الحكم قال: سمعت مشيختنا وعلماءنا يقولون: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فقال في خطبته: «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة».

فقام إليه رجل، فقال: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر.

فقام أمير المؤمنين «عليه السلام» وقال: «والله، لقد حدثني خليلي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بما سألت عنه، وإن على كل طاقة شعر في رأسك ملكاً يلعنك، وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطاناً يستفزك، وإن في بيتك لسخلاً يقتل ابن رسول الله، وآية ذلك مصداق ما خبرتك به.

ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به، ولكن آية ذلك ما نبأت به عن لعنتك وسخلك الملعون».

وكان ابنه في ذلك الوقت صبياً صغيراً يحبو، فلما كان من أمر الحسين «عليه السلام» ما كان تولى قتله، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنين «عليه السلام»([10]).

ونقول:

هذا هو سعد:

صرحت بعض الروايات: بأن الذي ألقى عليه هذا السؤال هو سعد بن أبي وقاص، وسخله هو عمر بن سعد. وفي الرواية ما يثبت صحة ذلك، حيث إن الذي قتل الإمام الحسين «عليه السلام»، هو عمر وهو سخل سعد بن أبي وقاص.

بنو بناتنا أبناؤنا:

ذكرت الرواية: أن السخل سوف يقتل ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله». مع أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يخلف بعده ولداً ذكراً لصلبه، بل خلَّف الزهراء وابنيها الإمامين الحسنين «عليها وعليهما السلام»، وقد نص القرآن في آية المباهلة على أن أبناء البنات مثل أبناء البنين، في بنوتهما لجدهما. كما أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد صرح ببنوتهما له، فلا يصح نفيهما عنه، بل نفي بنوَّة أبناء البنات من مخلفات الجاهلية، الذين يقولون:

بـنـونـا بـنـو أبـنـائـنـا وبناتـنـا          بـنـوهـن أبـنـاء الـرجـال الأباعد

وقد تحدثنا عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل في كتابنا: الحياة السياسية للإمام الحسن «عليه السلام».

وقلنا: إن الأمويين كانوا يسعون لإنكار بنوة الحسنين «عليهما السلام» للنبي «صلى الله عليه وآله»، ولهم في ذلك مواقف أشرنا إليها، ودللنا عليها، فراجع.

علي عالم بالفتن وبأهلها:

إنه «عليه السلام» لم يكتف بقوله لهم: «سلوني قبل أن تفقدوني» بحيث أبقى الأمر لهم غائماً ومبهماً، بل صرح لهم بما يعطي أنه يريد جلب أنظارهم لمعالجة أمر يعنيهم بأشخاصهم، وهو بالغ الخطورة على حياتهم ومستقبلهم، حين أشار إلى أنه عالم بالفتن وبأهلها بصورة تفصيلية، كما عرفهم بأن علمه هذا لا ينتهي عند حدود زمانه أو مكانه، ولا يقف عند أشخاص بأعيانهم.. بل هو علم له امتداداته، وتفاصيله، التي يستطيع أن يفتح عيونهم عليها في كل زمان إلى يوم القيامة..

التركيز على ما فيه نجاة:

ويلاحظ: أنه «عليه السلام» قد ركز إشارته على خصوص ما يرتبط بالهدى والضلال، ولم يتعد ذلك حتى إلى الحديث عن الفتن التي تنشأ عن ضائقة إقتصادية، أو عن استفزاز عصبيات عشائرية، أو عن أنانيات طاغية أو نحو ذلك..

فإن ذلك لم يكن له كبير أهمية عنده، بل الذي كان يوليه أعظم الإهتمام هو ما يرتبط بالهداية والضلال، فإن من المهم معرفة الفتن التي لها هذه الخصوصية وسائقها وناعقها، بأشخاصهم وأسمائهم، لأن الدخول في فتن كهذه من شأنه أن يهلك الحرث والنسل، وأن يهدم الحياة، ويخطف الأمن والسعادة في الدنيا والآخرة، وأعظم الخسائر خسارة الدين والمصير، حين يبوء الإنسان بغضب الله تبارك وتعالى..

ولذلك قال لهم: «سلوني قبل أن تفقدوني، فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مئة وتهدي مئة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة..».

المحنة الكبرى:

إن هذا الحرص الظاهر منه «عليه السلام» على نجاة الناس من المهالك قد قوبل بهذا السؤال الوقح من رجل يدعي لنفسه مقاماً خاصاً!! ويرشح نفسه لخلافة الرسول «صلى الله عليه وآله»، وقد جعله عمر في الشورى التي جاءت بعثمان!!

ومن يرشح نفسه لأخطر مقام بعد مقام النبوة، كيف يستهتر إلى هذا الحد بدين الناس، وبمصيرهم ومستقبلهم في الدنيا والآخرة؟! وكيف يجيز لنفسه أن يسخر بسيد الأوصياء والأولياء، الذي يريد أن يهديهم إلى سبيل نجاتهم، وأن يمهد لهم المسالك، ويجنبهم مزالق المهالك؟!

وأية محنة كان أمير المؤمنين «عليه السلام» يتعرض لها مع هذا الرجل وأمثاله؟!

وإذا كان هذا حال وعقلية سعد، ونظائره، بما فيهم طلحة والزبير، اللذان سلَّا السيوف، وحشدا عشرات الألوف لحربه، ورموه بسهام الحتوف، وشنا عليه حرباً طاحنة، حصدت حوالي عشرين، أو ثلاثين ألفاً من الناس، رغبة بالدنيا وزبارجها وبهارجها. فما بالك بالبعداء عن التهذيب والتأديب، ممن لم يعرف من الإسلام إلا اسمه، ومن الدين إلا رسمه، وهم الهمج الرعاع، الذين لا يميزون بين الناقة والجمل، ولا يعرفون الذئب من الحمل؟!

وهل من يسأل عن عدد شعرات لحيته، يفكر بمصالح الأمة، ويتألم لحالها، ويكلف نفسه عناء التفكير بما ينفعها، ويصلحها؟! فضلاً عن أن يسهر الليالي، ويبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك!!

لا يريد لعلي أن ينشر علمه:

ولم يكن سعد يجهل علياً، بل كان يعرف أنه قد أوتي علوم الأولين والآخرين من رب العالمين، وأنه باب مدينة علم الرسول، وإمام المؤمنين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم.

ولكنه أراد أن يصد علياً «عليه السلام» عن نشر علومه، لكي لا يظهر فضله في الناس، وذلك بدافع حسده له، وكان سعد حسوداً([11]).

جواب علي لكسر غرور سعد:

1 ـ إن هذا التصرف الأرعن من سعد كان يحتاج إلى صدمة صادقة، لو لم تُعِد ذلك الرجل إلى التوازن، فإنها تعرِّف الناس به، ليتخذوا هم قرارهم في طريقة التعامل مع هذا النوع من الناس.

2 ـ وقد ظهر: أن القول الذي كان قد سمعه «عليه السلام» من الرسول «صلى الله عليه وآله» عن [سخل] سعد، كان المقصود به: كسر غرور سعد في مثل هذا الموقف الوقح منه، وأن يكون سبيل هداية للأمة حين تقع في ظلمات الشبهات والأضاليل.

3 ـ إن الحديث الذي أورده «عليه السلام» لسعد يمس رسول الله «صلى الله عليه وآله» مباشرة، وهو يبين مدى الفجوة بين بيت سعد، وسعد ركن أساسي فيه، وبين بيت الرسول الذي كان علي وأبناؤه من مكوناته الأساسية أيضاً..

4 ـ إنه «عليه السلام» قد بين للناس أن باطن بيت سعد ليس كظاهره فيما يبدو لهم، بل هو بيت يتحدث رسول الله «صلى الله عليه وآله» فضلاً عن علي «عليه السلام» عن أجوائه السلبية.

وهو «عليه السلام» يقول: إن الأمور المستترة في هذا البيت سوف تظهر في المستقبل، وسيرى الناس مصداق أقوال الرسول «صلى الله عليه وآله» فيه..

وذلك يعني: أن هذا الذي صدر من سعد ليس غريباً عنه، ولا كان نزوة عارضة، بل هذه هي روحياته، وهذه هي دخيلته، وحقيقة مكنونات ضميره..

5 ـ وقد جعل «عليه السلام» هذا الإخبار الغيبي الذي سيمضي عشرون سنة على تحققه دليلاً على صدق ما نقله عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حق سعد، من أن عند كل شعرة في لحيته ورأسه ملكاً يلعنه، أو شيطاناً يغويه.. ليكون ذلك حجة على من سيعيش إلى حين استشهاد الإمام الحسين «عليه السلام». ثم ليكون منارة هداية للأجيال الآتية فيما يرتبط بما يجري على سبط الرسول وصحبه، وفيما يرتبط بسعد، وبابن سعد.. وسواهما ممن هم في خطهما..

علي عالم بعدد الشعرات:

وقد دل آخر كلامه «عليه السلام» عن أنه لولا عسر إثبات عدد الشعرات في رأس سعد ولحيته، لأخبره بعددها.. على معرفته «عليه السلام» بعددها.. ولكنها ستكون إجابة مثيرة للجدل، وسبيلاً للمكابرة.. ولن تنتفع الأمة بشيء من ذلك، ويتحقق بذلك مراد سعد. فعدل «عليه السلام» إلى ما هو أجدى وأنفع، فذكر له قول الرسول «صلى الله عليه وآله» فيه وفي ولده على النحو الذي تقدم.

علي خليل رسول الله :

وقوله «عليه السلام»: حدثني خليلي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، يدل على أن له «عليه السلام» مقام الخلة للرسول «صلى الله عليه وآله»، وقد سرقوه منه ليتصدقوا به على غيره.

وقد أثبتنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ما يفيد في بيان هذا الأمر، فراجع الجزء الذي ذكرنا فيه المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وذلك بعد الهجرة إلى المدينة.

سلوني قبل أن تفقدوني:

قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض، قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها، وتذهب بأحلام قومها([12]).

ونقول:

توضيحات:

1 ـ قال ابن عبد البر في الإستيعاب([13]) وغيره: أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء هذا الكلام.

2 ـ وقال ابن ميثم: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر.

ثم نقل عن ابن الأثير قوله: ومنه حديث علي «عليه السلام»: قبل أن تشغر برجلها فتنة.

3 ـ وقوله «عليه السلام»: «تطأ في خطامها» قال ابن ميثم: إستعارة بوصف الناقة التي أرسلت خطامها، وخلت عن القائد في طريقها، فهي تخبط وتعثر، وتطأ من لقيت من الناس على غير نظام من حالها، وتذهب بأحلام قومها.

قال بعض الشارحين: أي يتحير أهل زمانها، فلا يهتدون إلى طريق التخلص عنها، ويحتمل أن يريد أنهم يأتون إليها سراعاً رغبةً ورهبةً، من غير معرفة بكونها فتنة([14]).

هل يجهل علي طرق الأرض؟!:

ويستوقفنا قوله «عليه السلام»: لأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض، فهل يعقل أن يكون «عليه السلام» يجهل بعض طرق الأرض؟! وهل للسماء طرق؟! وبأي معنى؟! فكيف يدير شؤون الأرض وساكنيها، ويضطلع بإمامة أهلها، ويهمن على الأمور فيها؟!

ونجيب بما يلي:

إنه «عليه السلام» «أعلم» ولم يقل «أعرف»، لأن العلم غير المعرفة، فإن المعرفة تعني الوصول الحسي للمعلوم. ولازم هذا أن يكون متعلقها المصاديق والجزئيات، لأن الكليات إنما تنال بالحدس الذي ينشأ من ملاحظة مجموعة من المصاديق والجزئيات، ثم الانتقال منها إلى الجامع الكلي بينها، ويكون هو عقد نظامها.

ثم إنه لا يجب استحضار صور جميع المصاديق، كل مصداق على حدة بصورة تفصيلية، فمن يكون مسؤولاً عن بلد أو مدينة أو فرقةجيش مثلاً، يمكن أن يتصور تفاصيل أمورها من طرق ومسالك ومساحات عمران وغير ذلك. ويمكن أن يلتقط لها صورة جامعة.

كما أنه لو كان لديه ألف شاة مثلاً، فيمكنه: أن يتعرف على أشكالها وألوانها وأحجامها ويستحضرها في ذهنه بصورة تفصيلية، بحيث تكون نصب عينيه. ويمكنه أن يلتقط لها صورة جامعة، ثم يودع هذه الصورة في ذهنه لوقت الحاجة، فإن احتاج إليها أحضرها، وأعاد النظر فيها، ودل على ما يحتاج الدلالة عليه، وأشار إلى ما ينبغي الإشارة إليه..

وبعض الأمور التي يواجهها الإنسان يجب أن تكون دائمة الحضور لديه. وإلا لوقع في المحذور، فيجب مثلاً: أن يكون الإنسان مراقباً لله تعالى في جميع أحواله، وأن يكون فانياً فيه بكل وجوده كل لحظةٍ لحظة من لحظات وجوده والطرق إليه يجب أن تكون محط نظره باستمرار، فلا يغفل عنها، فإن الغفلة تعني الانقطاع عنها، والإنقطاع عنها انقطاع عن الله..

ولكن لا يجب استحضار ألوان وأحجام، وأشكال الألف شاة، كما لا يجب استحضار أشكال وأحجام وألوان وأعداد كل حبات الرمل الربع الخالي وكل حفنة رمل توجد في أي بقعة من الأرض. إلا إذا احتاج إلى العلم بها لتأييد مقام الإمامة، وصيانته وحفظه في العقول والقلوب.. أو احتاج إلى ذلك للقيام بالمسؤوليات الموكلة إليه في هذه الحياة، من حيث هو إمام وحافظ ومسؤول عن كل شيء حتى عن البقاع والبهائم. وعن الشجر والحجر، وغير ذلك مما هو معني به، وإن كنا لا نعرف الكثير عن حدوده وتفاصيله..

وبعدما تقدم نقول:

إن ملاحظة الروايات يعطي: أنه «عليه السلام» كان أحياناً يقول: فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض([15]) حين يكون المطلوب هو تصور الجزئيات والمصاديق والتفاصيل الصغيرة والكبيرة..

وأحياناً يقول: فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض([16]).

وأحياناً يقول: «أخبر»([17]) الذي قد يقال: إنه يتلاءم معهما، ويصلح جامعاً لهما وبينهما.

يريد تحصينهم من الفتن:

قد أظهر هذا النص: أنه «عليه السلام» إنما كان يريد من الناس أن يسألوه، لا لمجرد أن يظهر لهم علمه، ويثبت لهم إمامته، بل لأنه يخشى عليهم بالفعل من خطر هائل، ويريد منهم أن يعدوا العدة لمواجهته، وهو خطر الفتنة التي تتربص بهم، والتي تخبط خبط عشواء، وتطيش لهولها الألباب، وتذهب بالأحلام.

يقطع سبع مئة فرسخ لأجل سبع كلمات:

قيل: جاء رجل إلى مولانا أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقال: جئتك من سبع مئة فرسخ لأسألك عن سبع كلمات.

فقال: سل ما شئت.

فقال الرجل: أي شيء أعظم من السماء؟!

وأي شيء أوسع من الأرض؟!

وأي شيء أضعف من اليتيم؟!

وأي شيء أحر من النار؟!

وأي شيء أبرد من الزمهرير؟!

وأي شيء أغنى من البحر؟!

وأي شيء أقسى من الحجر؟!

قال «عليه السلام»: البهتان على البريء أعظم من السماء.

والحق أوسع من الأرض.

ونمائم الوشاة أضعف من اليتيم.

والحرص أحر من النار.

وحاجتك إلى البخيل أبرد من الزمهرير.

والبدن القانع أغنى من البحر.

وقلب الكافر أقسى من الحجر([18]).

وثمة نص آخر:

هذا، وقد رويت هذه الأسئلة والأجوبة في مصادر أخرى، فعن ماجيلويه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي عن سجادة ـ واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان ـ عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله، قال:

تبع حكيم حكيماً سبع مئة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به، قال له: يا هذا، ما أرفع من السماء، وأوسع من الأرض، وأغنى من البحر، وأقسى من الحجر، وأشد حرارة من النار، وأشد برداً من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات؟!

فقال له: يا هذا، الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر. والحريص الجشع أشد حرارة من النار، واليأس من روح الله أشد برداً من الزمهرير. والبهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات([19]).

ونقول:

1 ـ إننا لا نحتاج إلى إغداق شآبيب المدح والثناء على هذا السائل العاقل الرشيد، فإن نفس قطعه هذه المسافات الشاسعة: (سبع مئة أو تسع مئة فرسخ) لأجل سبعة مسائل يدل على حبه للعلم، ومعرفته بقيمته، وبأهله الحقيقيين..

2 ـ إن الأسئلة التي طرحها السائل ليست للتعجيز، وإظهار القدرة، بل هي أسئلة عملية، زاخرة بالحياة، مفعمة بالعطاء، غنية بالخير، مشرقة بنور الهدى..

3 ـ ولعل هذه الروايات تحكي لنا واقعة واحدة، فإن الأسئلة وأجوبتها شديدة التقارب، وربما تكون قد حصلت مع أمير المؤمنين «عليه السلام» كما صرح به النص المذكور أولاً. مع ملاحظة أمرين:

أحدهما: أن الناس كانوا يتحاشون التصريح باسم علي «عليه السلام» خوفاً من الملاحقة والعقوبة، أو كرهاً وحسداً، فلا زلت إلى أيامنا هذه تسمع البعض ينقل كلام أمير المؤمنين «عليه السلام» ولا يصرح باسمه، بل يقول: قال بعض الحكماء، أو روي عن بعض الحكماء.

الثاني: أن التعبير عن أمير المؤمنين «عليه السلام» بالحكيم ليس فيه غضاضة فإنه «عليه السلام» رأس الحكماء وسيدهم.

4 ـ يبدو: أن ثمة تصحيفاً لكلمتي سبع وتسع، لأنهما متشابهتان في الرسم، وعدم الاهتمام بنقط الكلمات في السابق.

5 ـ إن تعبير النص الثاني عن التابع السائل بالحكيم يدل أيضاً على أنه لم يكن رجلاً عادياً، بل كان يعرف قيمة العلم وأهله، لأنه كان من أهله..

سل وإن كانت أربعين:

جاء رجل إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» فقال: جئتك لأسألك عن أربعة مسائل.

فقال «عليه السلام»: «سل وإن كانت أربعين».

فقال: أخبرني ما الصعب وما الأصعب؟!

وما القريب وما الأقرب؟!

وما العجب وما الأعجب؟!

وما الواجب وما الأوجب؟!

فقال «عليه السلام»: «الصعب هو المعصية، والأصعب فوت ثوابها.

والقريب كل ما هو آت، والأقرب هو الموت.

والعجب هو الدنيا، وغفلتنا فيها أعجب.

والواجب هو التوبة، وترك الذنوب هو الأوجب»([20]).

ونقول:

هذا النص واضح المعاني، ظاهر المباني، غير أننا نذكر القارئ بأمرين:

أولهما: أنه «عليه السلام» يضع سائله أمام حقيقة: أنه هو «عليه السلام» المرجعية العلمية القادرة على تقديم الأجوبة الصحيحة والصريحة في كل ما يهم الناس معرفته، وأنه لا يحرجه سؤال، ولا تهمه كثرة الأسئلة، ولا نوعها، ولا مستوى الإبهام أو الدقة فيها..

ثانيهما: إن أسئلة ذلك الرجل، جاءت على درجة كبيرة من الغموض والإبهام، حيث لا يمكن تحديد وجهتها، ولا معرفة المجالات التي انطلقت منها، ولا مجال للتكهن بها..

وهذا يجعل أجوبتها عرضةً للإنكار، والنقض بسهولة.. ولكن ذلك لم يحصل، فقد رأينا: أن السائل قد استسلم للأجوبة، ولم يستطع أن يسجل عليها أي تحفظ..

ولعل السبب في ذلك: أحد أمرين، لم يمنع افتراقهما وتمايزهما من اجتماعهما أيضاً حين تتوافر الدواعي، وتتوافق الأغراض لهذا الجمع..

الأمر الأول: أن يكون «عليه السلام» قد استطاع أن يلامس ما كان يدور في خلد ذلك السائل، ويكشف عنها بأدق بيان، وأوضح عبارة.

الأمر الثاني: أنه «عليه السلام» قد وضع السائل أمام واقع جديد لم يجد سبيلاً للهروب منه، حين نقله من عالم الأوهام والأباطيل ليواجه حقائق التكوين، وواقع الحياة الذي يتلمسه بعقله، ووجدانه، وفطرته، وبكل وجوده. ولا يمكنه الهروب من أي من هذين الأمرين، فلن يستطيع أحد مقاومة ما تقضي به الفطرة، ويحكم به العقل، ويرضاه الوجدان فيما يرتبط بصحة العلاقة بالله تعالى، القائمة على أساس عبودية الخلق وطاعتهم له تعالى. والحذر من معصيته، ولزوم التراجع والتوبة عن كل ما يدخل في هذا السياق.

كما أن أحداً لا يستطيع أن يتنكر للموت القاهر للعباد، ولا الهروب منه. وليكن الموت هو الراصد والحافظ الأمين للإنسان من الانزلاق إلى هوة الغفلة في حب الدنيا، والضياع في متاهات الشهوات..

أنت الكريم، والعالم، والطبيب:

وقالوا: لما مات عثمان بن عفان جلس أمير المؤمنين «عليه السلام» مقامه، فجاءه أعرابي وقال: يا أمير المؤمنين، إني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس، وعلة الفقر، وعلة الجهل.

فأجاب أمير المؤمنين «عليه السلام» وقال: «يا أخا العرب، علة النفس تعرض على الطبيب، وعلة الجهل تعرض على العالم، وعلة الفقر تعرض على الكريم».

فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين، أنت الكريم، وأنت العالم، وأنت الطبيب.

فأمر أمير المؤمنين «عليه السلام» بأن يعطى له من بيت المال ثلاثة آلاف درهم، وقال: «تنفق ألفاً بعلة النفس، وألفاً بعلة الجهل، وألفاً بعلة الفقر»([21]).

ونقول:

1 ـ لسنا بحاجة إلى التأكيد على جامعية علي «عليه السلام» للعلوم على اختلافها، ولكل مزايا الخير في أعلى وأشرف مراتبها. وقد بينت هذه الرواية أن هذا الأمر كان هو المرتكز في أذهان الناس على اختلافهم، في الثقافات والأحوال والاتجاهات، من أهل الحضر كانوا أم من أهل الوبر..

2 ـ قد رأى هذا الأعرابي أن أمير المؤمنين قد جمع هذه المزايا الثلاث: العالم، والطبيب والكريم. وقد صدق «عليه السلام» القول بالفعل. حيث منحه ألف درهم، ليعالج بها فقره، وألفاً ليعالج بها جهله، وألفاً ليعالج بها نفسه.

3 ـ لعل المقصود بعلاج النفس: إما تهيئة ما يكفها عن محارم الله سبحانه وتعالى، بتهيئة ما يكون به تلبية رغباتها بالطرق المحللة، والمشروعة ـ فإن كان بحاجة إلى الزواج تزوج، أو بحاجة إلى سفر للقاء من ينصحه، ويدله على مكارم الأخلاق.. هيأ له ما يعينه على ذلك..

أو تهيئة وسائل الشفاء من أمراض جسدية، من خلال دلالة أطباء الأبدان على ما ينفعه في ذلك.

وربما يكون المقصود هو ما يشمل هذا أو ذاك.


([1]) مناقب آل أبي طالب ج2 ص385 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص205 وبحار الأنوار ج10 ص87 و 88.

([2]) قضاء أمير المؤمنين «عليه السلام» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص85 والتوحيد للصدوق ص369 وبحار الأنوار ج5 ص114 وج41 ص2 ونور البراهين ج2 ص320 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص164 وتفسير الميزان ج13 ص75 وج19 ص92.

([3]) قضاء أمير المؤمنين «عليه السلام» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص85 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج6 ص362 و 287 و (ط دار الإسلامية) ج4 ص967 و 1280 ومستطرفات السرائر ص602 وبحار الأنوار ج82 ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج5 ص295.

([4]) قضاء أمير المؤمنين «عليه السلام» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص85 وبحار الأنوار ج5 ص59 وكنز الفوائد للكراجكي ص170 والطرائف لابن طاووس ص329 وبحار الأنوار ج5 ص58 وتفسير الميزان ج1 ص103.

([5]) إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص165 وكتاب التوحيد للصدوق ص374 و 375 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص365 و 366 وبحار الأنوار ج5 ص110 و 111 ونور البراهين ج2 ص312 و 313 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص81 والفصول المهمة للحر العاملي ج1 ص253 .

([6]) بحار الأنوار ج5 هامش ص111.

([7]) بحار الأنوار ج5 هامش ص112.

([8]) بحار الأنوار ج5 ص47 و 6 وكتاب المجروحين لابن حبان ج1 ص362 والطرائف لابن طاووس ص344 والصراط المستقيم ج1 ص39 وج3 ص64 وكتاب الأربعين للشيرازي ص662 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص429 ومجمع الزوائد ج7 ص204 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص77 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص142 وكتاب الأربعين للنسوي ص51 و 52 ومسند الشاميين ج1 ص224 والجامع الصغير ج2 ص410 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج1 ص119 و 135 و 136 وشرح مسند أبي حنيفة ص202 و 365 وفيض القدير ج5 ص352 وتفسير الرازي ج13 ص184 وكتاب المجروحين لابن حبان ج1 ص 362 وتاريخ مدينة دمشق ج65 ص156 وج67 ص124 وسير أعلام النبلاء ج8 ص286 وج11 ص418 وتاريخ جرجان ص356 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص158.

([9]) بحار الأنوار ج5 ص6 والمغني لابن قدامة ج2 ص419 وكشاف القناع ج2 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص429 وج9 ص340 وحديث خيثمة ص67 ومجمع الزوائد ج7 ص207 والمعجم الأوسط ج9 ص93 ومسند الشاميين ج1 ص322 وإفحام المخاصم ص111 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج1 ص137 والتاريخ الكبير للبخاري ج2 ص341 والجرح والتعديل للرازي ج7 ص52 والكامل لابن عدي ج2 ص207 وتاريخ مدينة دمشق ج37 ص97 وج37 ص274 وج45 ص275 والمـوضوعـات لابن = = الجوزي ج1 ص275 وميزان الإعتدال ج1 ص570 وج4 ص377 ولسان الميزان ج2 ص332 وج6 ص256.

([10]) الإرشاد للشيخ المفيد ج1 ص331 و 332 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص618 و 619 و (ط دار النعمان) ج1 ص388 و 389 وقضاء أمير المؤمنين «عليه السلام» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص129 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص105 ومدينة المعاجز ج2 ص172 وبحار الأنوار ج10 ص125 و 126 وج34 ص297 وج41 ص313 و 337 وج42 ص146 وج44 ص256 و 258 والعوالم، الإمام الحسين «عليه السلام» ص143 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص211 ومستدركات علم رجال الحديث ج4 ص24 وإعلام الورى ج1 ص344 وعن الأمالي للصدوق ص115.

([11]) راجع: قاموس الرجال ج5 ترجمة سعد بن أبي وقاص، والمعيار والموازنة ص108 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص53 و (تحقيق الشيري) ج1 ص73 والأمالي للطوسي ص716 وبحار الأنوار ج32 ص70 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص27 .

([12]) نهج البلاغة (بشح عبده) ج2 ص130 وبحار الأنوار ج10 ص128 وج66 ص227 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص101 وينابيع المودة ج1 ص208 وج3 ص452 والتحفة العسجدية ص149 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص618.

([13]) قال ابن عبد البر في الإستيعاب ج3 ص39 و (ط دار الجيل) ج3 ص1103: قال: أحمد بن زهير: وأخبرنا إبراهيم بن بشار قال: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ما كان من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب. وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص318 والصراط المستقيم ج1 ص217 وجامع بيان العلم ج1 ص114 والإكمال في أسماء الرجال ص128 وتاريخ ابن معين ج1 ص106 وأسد الغابة ج4 ص22 والوافي بالوفيات ج21 ص179 والمناقب للخوارزمي ص90 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص289.

([14]) بحار الأنوار ج10 ص129 وج43 ص128 و 129.

([15]) خاتمة المستدرك ج3 ص96 وغرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص397  ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص346 وكتاب سليم بن قيس ص256 وعيون الحكم والمواعظ ص285 وبحار الأنوار ج34 ص259 وج52 ص272 وج53 ص81 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص99 وج8 ص59 وموسوعة أحاديث أهل البيت ج3 ص332 ونهج السعادة ج7 ص32 و 147.

([16]) نهج البلاغة (بشح عبده) ج2 ص130 وبحار الأنوار ج10 ص128 وج30 ص670 وج34 ص259 وج53 ص81 وج52 ص272 وج66 ص227 وج69 ص227 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص101 وينابيع المودة ج1 ص208 وج3 ص452 والتحفة العسجدية ص149 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص618 وطرق حديث الأئمة الإثنا عشر ص90 وراجع: = = مختصر بصائر الدرجات ص198 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص155 وتفسير نور الثقلين ج1 ص424.

([17]) بحار الأنوار ج40 ص153 وغرر الحكم ودرر الكلم لآمدي (ط سنة 1427 هـ ق) ص403 وخاتمة المستدرك ج3 ص96 وعيون الحكم والمواعظ ص285 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص318 والصراط المستقيم ج1 ص216 ونهج الإيمان ص271 ونهج الحق وكشف الصدق ص346 وإحقاق الحق (الأصل) ص291.

([18]) بحار الأنوار ج75 ص31 وجامع الأخبار ص383 فصل 96 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص441 ومعارج اليقين للسبزواري ص383.

([19]) الخصال (ط سنة 1324 هـ. ومؤسسة النشر الإسلامي) ج2 ص382 و (في طبعة سنة 1403) ص348 وبحار الأنوار ج75 ص447 و 190 و 447 وفي ص454 عن سعد بن عبد الله، مرفوعاً، غير أنه قال: تبع حكيم حكيماً تسع مئة فرسخ، وأمالي الصدوق، المجلس 43 ص148 و (ط مؤسسة البعثة سنة 1417هـ) ص317 وعن الغايات للشيخ جعفر بن أحمد القمي ص95 ومعاني الأخبـار ج1 ص177. وراجـع الاختصـاص للمفيد ص247 ومستـدرك = = الوسائل ج12 ص59 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص30 وج16 ص343 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص357 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج2 ص90 وج7 ص116 وج12 ص282 وفيض القدير ج1 ص149.

([20]) جامع الأخبار ص382 و 383 وبحار الأنوار ج75 ص31.

([21]) جامع الأخبار ص383 و 384 وبحار الأنوار ج41ص43.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان