1 ـ
قال أبو جعفر: روى الشعبي، عن أبي الطفيل، قال: قال علي «عليه السلام»:
يأتيكم من الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل واحد، فوالله لقعدت على نجفة([1])
ذي قار، فأحصيتهم واحداً واحداً، فما زادوا رجلاً، ولا نقصوا رجلاً([2]).
2 ـ
ويصدق ذلك ما رواه الطبري أيضاً قال:
«حدثني عمر، قال حدثنا أبو الحسن، عن بشير بن عاصم، عن
ابن أبي ليلى، عن أبيه، قال:
خرج إلى علي اثنا عشر ألف رجل، وهم
أسباع:
على قريش، وكنانة، وأسد، وتميم، والرباب، ومزينة معقل
بن يسار الرياحي.
وسبع قيس، عليهم سعد بن مسعود الثقفي.
وسبع بكر بن وائل وتغلب، عليهم وعلة بن مخدوج الذهلي.
وسبع مذحج والأشعرين، عليهم حجر بن عدي.
وسبع بجيلة وأنمار وخثعم والأزد، عليهم مخنف بن سليم
الأزدي»([3]).
3 ـ
ويصدقه أيضاً: ما رواه المفيد «رحمه الله»: وروى إسماعيل بن عبد الملك
بن يحيى بن شبل، عن أبي جعفر محمد بن علي «عليهما السلام» قال:
سار علي «عليه السلام» من ذي قار قاصداً البصرة حتى نزل
الخريبة([4])
في اثني عشر ألف رجل، على الميمنة عمار بن ياسر في ألف رجل، وعلى
الميسرة مالك الأشتر في ألف رجل، ومعه في نفسه عشرة آلاف رجل.
وخرج إليه من البصرة ألفا رجل:
خرجت إليه
ربيعة كلها إلا مالك بن مسمع فيها، وجاءته عبد القيس بأجمعها سوى رجل
واحد تخلف عنها، وجاءته بنو بكر رأسهم شقيق بن ثور السدوسي، ورأس عبد
القيس عمر بن جرموز العبدي، وأتاه المهلب بن أبي صفرة فيمن تبعه من
الأزد»([5]).
ويلاحظ هنا:
الإختلاف الظاهر بين من يعدهم الطبري قادة
ورؤساء وبين من يعدهم غيره.. كالمفيد «رحمه الله»، وسيأتي ما يؤكد هذا
الاختلاف.
ونقول:
لقد أخبر علي «عليه السلام» بعدد من يأتيه من الكوفة
لنصرته، مع أنه لم يكن في الكوفة جيش مهيأ للقيام بمهمات توكل إليه،
ليقال: إن من يرسل جيشاً إلى جهة، فلا بد أن يعرف عدد من يرسلهم في ذلك
الوجه..
بل كان الخروج إلى قتال الناكثين وغيرهم يتم بقرارات
شخصية، وبمبادرات عفوية. وقد يحدد لهم المسؤولون مكاناً يعسكرون فيه،
ثم يسيرون في قافلة واحدة أو قوافل متعددة حسب ما يتيسر لهم، فإذا
وصلوا إلى القائد العام، وضمهم إلى جيشه، فإنه قد يقوم بعدِّهم
وبإعدادهم، بهدف تقسيمهم إلى مجموعات محدودة، توكل إليها مهمات قتالية
مباشرة، أو غير مباشرة، حسب حالات واختصاصات وطاقات، ومواصفات أفراد
تلك المجموعة..
فاتضح بذلك:
أن عدد النافرين إليه، لم يكن معروفاً، فالإخبار عنه بهذه الدقة لا
يمكن إلا أن يكون بعلم خاص، ليس لدى أحد سواه «عليه السلام»، إلا إن
كان إماماً مثله..
وبذلك يكون «عليه السلام» قد أكد على حقانية موقفه،
بالإضافة إلى النصوص القرآنية والنبوية، وبالمعجزات والكرامات، بما
أظهره لهم من علم الإمامة، الذي اختصه الله ورسوله به..
كما أن نفس نكث أولئك لبيعته، وغدرهم به، وقتلهم النفوس
المحترمة بغير حق، وإثارتهم الفتنة، وإحداثهم هذا الحدث العظيم، وكونهم
يطلبون حقاً هم تركوه، ودماً هم سفكوه، إن ذلك كله يؤكد حقه وباطلهم،
وهداه وضلالهم، ولا يبقي عذراً لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.
قد يقال:
إن روية زيد التالية تنافي رواية أبي الطفيل المتقدمة،
فقد روى نصر بن عمرو بن سعد، عن الأجلح، عن زيد بن علي، قال: لما أبطأ
على علي «عليه السلام» خبر أهل البصرة ونحن في قلة، فقال عبد الله بن
عباس رضى الله عنه: فأخبرت علياً بذلك، فقال لي:
«اسكت يا ابن عباس: فوالله ليأتينا في هذين اليومين من
الكوفة ستة آلاف وستمائة رجل، وليُغْلَبن أهل البصرة، وليقتلن طلحة
والزبير».
قال:
فوالله إني لأتشوف الأخبار وأستقبلها، حتى إذا أتى راكب
فاستقبلته واستخبرته، فأخبرني بالعدة التي سمعتها من علي «عليه السلام»
لم تنقص رجلاً واحداً([6]).
فهذه الراوية تقول:
إنه «عليه السلام» أخبر أن عدد من يأتيه من الكوفة هو ستة آلاف وست مئة
رجل.. ورواية الطبري عن أبي الطفيل، تقول: إنه أخبر عن مجيئ اثني عشر
ألف رجل ورجل واجد..
ونجيب:
بأنه لا تنافي بينهما، فقد أخبر «عليه السلام» في هذا الرواية بعدد من
يأتونه في ذينك اليومين، فقط. أما رواية ابي الطفيل فتذكر أنه أخبر عن
مجموع الذين يأتونه من أهل الكوفة، ويشاركون معه في الحرب، فلا تنافي
بين الروايتين.
وبعد ما تقدم، فإننا نشك كثيراً في صحة الأرقام التي
ذكرها الطبري عن سيف المعروف بالكذب، والمتهم بالزندقة، ثم في صحة
الحديث الذي نسبه منذر الثوري إلى محمد بن الحنفية.
فقد قال الطبري:
(كتب إلي السري) عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة
بأسنادهما قالا: لما نزل علي ذا قار أرسل ابن عباس والأشتر بعد محمد بن
أبي بكر ومحمد بن جعفر، وأرسل الحسن بن علي وعماراً بعد ابن عباس
والأشتر، فخف في ذلك الأمر جميع من كان نفر فيه، ولم يقدم فيه الوجوه
اتباعهم، فكانوا خمسة آلاف، أخذ نصفهم في البر، ونصفهم في البحر. وخف
من لم ينفر فيها ولم يعمل لها.
وكان علي ظاعناً ملازماً للجماعة، فكانوا أربعة آلاف([7]).
وقال الطبري أيضاً:
حدثني عمر بن شبة، قال:
حدثنا أبو الحسن، عن بشير بن عاصم، عن فطر بن خليفة، عن
منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، قال: أقبلنا من المدينة بسبعمائة
رجل، وخرج إلينا من الكوفة سبعة آلاف، وانضم إلينا من حولنا ألفان،
أكثرهم بكر ابن وائل. ويقال: ستة آلاف([8]).
ربما ساغ لنا أن نقول:
لعل الإنحراف عن علي «عليه السلام»، وتعمد إخفاء
الحقائق المتعلقة بعلمه، وبعظمته، والدالة على خصوصيته عند الله تعالى
ولدى رسوله الأكرم «صلى الله عليه وآله» ـ لعلها ـ هي التي تدعو
للتشويش على إخباراته الغيبية وقد تجلى ذلك هنا بإعطاء أرقام لا تتوافق
مع ما أخبر عنه.. لتسقط كل الروايات المؤكد لصحة ما أخبر به عن
الإعتبار، حين يرى الناس أن الروايات تعارضت وتضاربت.
قال ابن أعثم:
«فاجتمع الناس بذي قار مع علي بن أبي طالب ستة آلاف من
اهل المدينة، وأهل مصر، وأهل الحجاز، وتسعة آلاف من أهل الكوفة..
وجعل الناس يجتمعون حتى صاروا في تسعة عشر ألف رجل، من
فارس وراجل.
وسار علي
«عليه السلام»
عن ذي قار يريد البصرة في جميع أصحابه، والناس يتلاحقون به من كل أوب»([9]).
وفي الطبري:
«فاجتمع بذي قار سبعة آلاف ومئتان. وعبد القيس بأسرها في الطريق، بين
علي وأهل البصرة، ينتظرون مرور علي بهم، وهم آلاف.. وفي الماء ألفان
وأربع مئة»([10]).
ونقول:
1 ـ
إن كلمة تسعة وكلمة سبعة متقاربتان في الرسم، فيقع الاشتباه فيهما
كثيراً..
2 ـ
قد يقال: إن هذا لا ينسجم مع ما ورد من أنه «عليه السلام» قد أخبر: بأن
الذين يأتونه من الكوفة سيكونون اثني عشر ألف رجل ورجل. وإن ذلك هو ما
حصل بالفعل، فما زادوا رجلاً وما نقصوا رجلاً.
ويمكن أن يجاب:
بأنه لا منافاة بين النصين، فإن الذين أتوه من أهل الكوفة دفعة واحدة
كانوا تسعة آلاف، ثم صاروا يتتابعون إلى أن صار عدد الكوفيين اثني عشر
ألف رجلاً ورجلاً..
ثم أضيف إليهم عدد آخر من سكان البلاد الأخرى غير
الكوفيين، فصار مجموع من معه في ذي قار تسعة عشر ألف رجل، فسار بهم
يريد البصرة، والناس يتلاحقون به من كل أوب..
وهذا النص لا يتنافى مع النص الآتي
الذي قال:
إن عدد الذين نفروا باستنفار الإمام الحسن «عليه
السلام» وعمار كان تسعة آلاف وماءتين. فإن الناس يغضون النظر عن الكسور
في الأعداد أحياناً.. فلعل هذا منها..
غير أنه سيأتي:
أن الأقرب هو صحة الرواية التي تقول: إن عدد جيش علي «عليه السلام» كان
اثني عشر ألفاً، وربما يكون عددهم قد ازداد بعد ذلك خمس مئة أو ألف رجل
يزيدون أو ينقصون.. ثم وقعت الواقعة في حرب الجمل، فقتل من قتل منهم،
وبقي اثنا عشر ألفاً قسَّم «عليه السلام» ما في بيت مال البصرة عليهم،
كما سنرى..
قدوم
أهل
الكوفة على علي
:
روى عبد الحميد بن عمران العجلي، عن
سلمة بن كهيل قال:
لما التقى أهل الكوفة أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»
بذي قار رحبوا به، ثم قالوا: الحمد لله الذي خصنا بجوارك، وأكرمنا
بنصرتك.
فقام أمير المؤمنين «عليه السلام» فيهم خطيباً، فحمد
الله، ثم أثنى عليه، وقال: يا أهل الكوفة، إنكم من أكرم المسلمين،
وأقصدهم تقويماً وأعدلهم سنة، وأفضلهم سهماً في الإسلام، وأجودهم في
العرب مركباً ونصاباً([11]).
[زاد المفيد: حزبكم بيوتات
العرب، وفرسانهم ومواليهم].
أنتم أشد العرب وداً للنبي «صلى الله عليه وآله» وأهل
بيته.
وإنما جئتكم ثقةً ـ بعد الله ـ بكم؛ للذي بذلتم من
أنفسكم عند نقض طلحة والزبير وخلفهما [خلعهما
«خ»]
طاعتي، وإقبالهما بعائشة للفتنة [وعند المفيد: لمخالفتي ومبارزتي]،
وإخراجهما إياها من بيتها حتى أقدماها البصرة، فاستغووا طغامها
وغوغاءها.
مع أنه قد بلغني أن أهل الفضل منهم وخيارهم في الدين قد
اعتزلوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير.
ثم سكت «عليه السلام».
فقال أهل الكوفة:
نحن أنصارك وأعوانك على عدوك. ولو دعوتنا إلى أضعافهم
من الناس احتسبنا في ذلك الخير، ورجوناه.
فدعا لهم أمير المؤمنين، وأثنى عليهم ثم قال:
لقد علمتم ـ معاشر المسلمين ـ:
أن طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين، راغبين. ثم
استأذناني في العمرة، فأذنت لهما، فسارا إلى البصرة، فقتلا المسلمين،
وفعلا المنكر.
اللهم إنهما قطعاني، وظلماني، وجنياني، ونكثا بيعتي،
وألبا الناس علي. فاحلل ما عقدا، ولا تحكم ما أبرما، وأرهما المساءة
فيما عملا([12]).
قال المجلسي:
الطغام بالفتح:
أوغاد الناس. الواحد والجمع فيه سواء.
والغوغاء:
الجراد بعد الدباء. وبه سمي الغوغاء.
والغاغة من الناس، وهم الكثر المختلطون. ذكره الجوهري([13]).
ونقول:
إن ملاحظة النص المتقدم يشير إلى أمور كثيرة، أشرنا إلى
بعضها أكثر من مرة، ونقتصر هنا مجرد التذكير ببعض منها، أيضاً فلاحظ ما
نذكره فيما يلي:
إن أول ما يطالعنا في خطبة أمير المؤمنين «عليه السلام»
في لقائه الأول مع الذين نفروا لنصرته من أهل الكوفة هو هذا الثناء
العاطر عليهم، فقد أطلق عليهم ستة أوصاف، قال: إنهم مع ثلة من غيرهم قد
بلغوا فيها الغاية، وأوفوا على النهاية، وهذه الأوصاف هي:
1 ـ
إنهم من أكرم المسليمن.
2 ـ
من أقصدهم تقويماً.
3 ـ
من أعدلهم سنة.
4 ـ
من أفضلهم سهماً في الإسلام.
5 ـ
من أجودهم في العرب مركباً، ونصاباً.
6 ـ
وإنهم أشد وداً للنبي «صلى الله عليه وآله»، وأهل بيته.
ويلاحظ هنا:
أنه «عليه السلام» لم يصفهم بالورع، ولا بالتقوى، ولا بالعلم، ولا
بالزهد، ولا بالإلتزام بأحكام الله، ولا بالجهاد والتضحية، ولا
بالإيثار، ولا بالإيمان ولا بالوعي، ولا.. ولا..
كما أن الملاحظة الدقيقة هنا تعطي:
أولاً:
إن النعوت التي أطلقها عليهم لا تتناقض، مع ما كان يذمهم به حين
يتخاذلون عن الجهاد، أو حين تصدر منهم بعض الإساءات، أو حين تظهر بينهم
الخلافات.. وما إلى ذلك..
فلا مجال للقول بأنه
«عليه السلام»
قد وصفهم بالمتناقضات، فإن الصفات التي أطلقها عليهم إنما تعبر عن أمر
ينتجها السلوك، وتصنعها الممارسة، وليس لها هي بعد ذلك تأثير قوي أو
حاسم في الممارسة والسلوك نفسه، وإن كانت ربما تترك بعض الأثر فيه.
ثانياً:
هي صفات نِسْبية وإضافية، أي أننا إذا نظرنا لبلاد المسلمين، مثل الشام
والمدينة، ومكة والبصرة، وغيرها، فإن أهل الكوفة أشد من سائر البلاد
وداً للنبي
«صلى الله عليه وآله»،
وأهل بيته.
وهم أفضلهم سهماً في الإسلام، ربما لأجل هذا الود،
ولأجل جهادهم لأعداء الإسلام، وما تحقق على أيديهم من توسعة وانتشار
للإسلام، وهم أعدل من سائر المسلمين سنة، إلخ..
ثالثاً:
إنه
«عليه السلام»
قد ذكر أن هذه الصفات التي أشار إليها كان لها أثر قوي
في تكوين الثقة لديه بهم.. وقد تأكدت هذه الثقة بموقفهم الذي أعلنوه من
طلحة والزبير حين نكثا بيعته، وخلعا طاعته إلخ..
وكلامنا هنا خاص بأهل الكوفة، وهو أيضاً ناظر للأعم
الأغلب، ولا يشمل سائر من كان معه من القرى والمناطق المحيطة بها، فلا
ينافي ذلك أن يكون بعض الكوفيين، والأعراب من المناطق المحيطة بها قد
تمردوا عليه في قضية رفع المصاحف، ثم في فرض أبي موسى الأشعري حكماً في
قضية التحكيم.. بالإضافة على تمرد قسم منهم في قضية صلاة التراويح..
ونعود فنذكر القارئ الكريم:
أولاً:
بأنه «عليه السلام» قد تحاشى الحديث عن عائشة، بل هو قد أوحى لهم بأن
عائشة كانت منقادة لطلحة والزبير، وأنهما هما اللذان يحملان وزر
إخراجها. ولعل هذا التحاشي يرجع إلى الرغبة في مواجهة هذه الحالة
الشاذة بما يثير عواطفهم، أو بما يحرجهم. ولم يكن الوقت يسمح بإيضاح
الأمور لهم حتى يكون السمع كالعيان..
ثانياً:
إنه «عليه السلام» قد ذكر هم: أن أهل الفضل والدين في البصرة قد
اعتزلوا الناكثين، ورفضوا الانخراط معهم في بغيهم، وكرهوا فعلهم.
وهذا الموقف من أهل الدين يطمئن أهل الكوفة على صحة
قرارهم، وسلامة موقفهم، ويضعف من تأثير حضور عائشة في الطرف الآخر
عليهم.. لا سيما مع تصريحه «عليه السلام» بأنهم قد استغووا الطغام
والغوغاء بواسطة عائشة. أما أهل الدين فلم يتأثروا لا بطلحة ، والزبير
، ولا بعائشة، ولم تخفهم الجيوش التي جاؤوا بها.. ولم يرهبهم ما
ارتكبوه من جرائم.
ثالثاً:
صفاء كلمات أمير المؤمنين «عليه السلام» في وصفه
للناكثين، وأفعالهم. واقتصاره على الدلالة المباشرة، وحرصه على استبعاد
أي غمز أو طعن في الأشخاص. كما نبهنا عليه أكثر من مرة.
وهذا يعطينا قاعدة في الإعلام حتى تجاه الأعداء فليلاحظ
ذلك..
وقالوا: ـ والنص لابن أعثم ـ:
لما استنفر الإمام الحسن «عليه السلام» وعمار، وزيد بن صوحان، والهيثم
بن مجمع العامري، [أو هند بن عمرو] رحمهم الله أهل الكوفة: «أجاب الناس
إلى ذلك، ونفر من أهل الكوفة تسعة آلاف ومئتا رجل، فأخذ بعضهم في البر،
وبعضهم في البحر، حتى قدموا على علي بن أبي طالب.
فاستقبلهم علي «عليه السلام»، ورحب بهم، وأدناهم،
وحياهم، ثم قال:
يا أهل الكوفة، إنكم وليتم شوكة الأعاجم وملوكهم،
ففضضتم جموعهم، وهدمتم عزهم، حتى صارت إليكم مواريثهم وأموالهم. ثم
منعتم حوزتكم، وأعنتم الناس على عدوهم.
وقد دعوتكم الآن لتشهدوا معنا إخواننا هؤلاء من أهل
البصرة، فإن يتقوا الله ويرجعوا، فذلك ما تريدون [ما نريد]. وإن أبوا
ذلك نداويهم باللين والشدة [في الطبري: وإن يلجوا داويناهم بالرفق
وبايناهم، حتى يبدأونا بظلم]. ولسنا ندع أمراً فيه صلاح إلا آثرناه على
ما فيه الفساد إن شاء الله، ولا قوة إلا بالله»([14]).
ونقول:
تستوقفنا هنا الأمور التالية:
قد يكون من المقبول والمعقول تصورنا أن يكون أهل الكوفة
قد جاؤوا إلى ذي قار لاستقبال أمير المؤمنين «عليه السلام»، فخاطبهم
بما ذكرناه حين تحدثنا عن ذلك تحت عنوان قدوم أهل الكوفة على علي «عليه
السلام»..
ثم جاؤوه لنصرته، فاستقبلهم بهذا الخطاب الجليل
والجميل، الذي نحن بصدد الحديث عنه.
ويحتمل أن يكونوا قد نفروا إليه جماعات جماعات في أوقات
مختلفة فتلقاهم في كل مرة في أناس من أصحابه، وكلمهم تارة بما ذكره
الطبري عن الشعبي، وأخرى بما رواه سلمة بن كهيل..
ويمكن الحصول على قرائن تشير إلى هذا التدرج في وصول
أهل الكوفة إلى علي «عليه السلام» في ذي قار.. فليراجع من أراد ذلك
المصادر.
إنه «عليه السلام» لم يكن ينطلق في مواقفه من تعصب
للعرق، أو للون، أو للجغرافيا، أو للغة، وغير ذلك من الأمور. بل كان
منطلقه القيم الإنسانية والإسلامية، والأخلاق والمثل العليا، ورائده،
ونهجه الصلاح، والتزام الحق والعدل، والإنصاف، وما إلى ذلك..
فحديثه «عليه السلام» عن العجم وملوكم، وفضُّ جموعهم،
وكسر شوكتهم، حتى صارت إليهم مواريثهم إنما هو من زاوية الحرص على رد
عادية الكفر والطغيان، والإستكبار والمنع من إذلال الناس وظلمهم الذي
كان السمة التي تطبع تصرفات أولئك القوم ـ العجم ـ، الذين طغوا وبغوا،
وسعوا لطمس دين الله، وإطفاء نور الله.
علي
لأهل الكوفة.. ترحيب وتقريب:
قد أظهر «عليه السلام» اهتماماً خاصاً بأهل الكوفة.
وكان هذا متوقعاً منه «عليه السلام».
ويمكن بيان ما نرمي إليه على النحو التالي:
1 ـ
إنه «عليه السلام» حين أراد أن يقطع الطريق على الناكثين، وخرج من
المدينة إلى الربذة، وكان الناكثون قد فاتوه. أقام بالربذة أياماً.
لأجل أمرين..
أولهما:
أن يتلاحق الناس من أهل المدينة والحجاز، ومصر.. وهذا ما حصل بالفعل،
فقد لحق به ستة آلاف.. وظهر بذلك: أن هذه البلاد غير قادرة على مواجهة
حرب سيحشد لها مثيروها عشرات الألوف من أهل البصرة وغيرها..
الثاني:
أن يبدأ بتحريك أهل الكوفة ليتحملوا مسؤولياتهم، ويؤدوا واجبهم، من
خلال رسله الذين تعاقبوا عليها بهدف حسم الأمر فيما يرتبط بموقف عاملها
المناوئ له، ثم لأجل استنفار أهلها.
ثم كانت النتيجة هي عزل ذلك العامل، وخروج ذلك العدد
الكبير من أهل الكوفة إليه لنصرته..
2 ـ
ولنا أن نظن: أن النافرين من أهل مصر كانوا قلة بالنسبة إلى من نفر من
أهل المدينة الذين شهدوا أكثر الحوادث الحساسة، وعرفوا علياً «عليه
السلام» ومقامه عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» أكثر من غيرهم..
ومن أسباب ذلك أيضاً:
هو بعد مصر عن الحراك السياسي، وخمود نشاطها نسبياً،
بعد قتل عثمان.
فموقف المصريين من عثمان ومن ممارسات عماله قد أبقى مصر
في منأى عن نفوذ معاوية، وحد كثيراً من قدرته على المناورة والخداع
فيها، ولم يكن قادراً على بسط هيمنته عليها، لا سلماً ولا حرباً.
كما أن علياً «عليه السلام» لم يشأ أن يحرك ما سكن منها
بصورة قوية، ما دام أن المسار العام فيها كان مرضياً له ومقبولاً،
ويتحرك بالإتجاه الصحيح بهدوء ولم يكن هناك أية مشاكل أو عقد فيما
يرتبط بالولاء والطاعة للخليفة الشرعي، الذي بايعه المهاجرون والأنصار
وغيرهم في مختلف البلاد بما فيهم أهل مصر..
3 ـ
أما أهل الكوفة. فإن اندفاعهم لنصرته «عليه السلام» كان أقوى، رغم أنهم
لا يعرفون عنه إلا القليل مما لعلهم سمعوه من أمثال عمار حين ولايته
على الكوفة، ومن سلمان الذي تولى المدائن، وكذلك من الأشتر، وحذيفة
وأضرابهم من محبيه وأصحابه «صلوات الله وسلامه عليه». فأحبوه لما ميزه
الله به من مقامات عند الله وعند رسوله، ولما حباه به من صفات بهاء
وجمال، وفضل وكمال.. رغم أنهم كانوا في أغلب أحوالهم في أجواء
الفتوحات، وتحت تأثير تداعياتها، ونتائجها، وتهيمن عليهم سياسات
الآخرين الذين كانوا لا يطيقون سماع اسمه.
ولعل ما ظهر لهم من مواقفه «عليه السلام» في نصرة الحق
وأهله، وفي النصيحة للأمة، واهتمامه بحفظ الدين، قد أسهم في محبتهم
له.. وقد عرف الكبير والصغير أنه هو الذي جلد واليهم الذي شرب الخمر،
وصلى بهم في مسجد الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم قال لهم: أزيدكم؟!
والكل عرف مشورته على عمر بن الخطاب بأن لا يسير لحرب
الفرس.. وعرفوا أو رأوا مساعيه لإنقاذ عثمان من ورطته، ولكن عثمان لم
يف له بتعهداته وغير ذلك..
وهذا الحب الذي بدأ يتكون لدى أهل الكوفة، وحرصهم على
نصرة الحق وأهله كان يستحق التقدير، ويحتاج إلى الرعاية، لكي يتنامى،
ليصل إلى المستوى المطلوب، وليحققوا به بذلك رضا الله تعالى. وهذا
الترحيب والتقريب والاحتفاء بأهل الكوفة قد جاء في هذا السياق.
وقد عزا أمير المؤمنين «عليه السلام» لأهل الكوفة
الأمور التالية:
أولاً:
كسر شوكة الأعاجم، وملوكهم.
فض جموعهم.
هدم عزهم..
وإن مواريث الأعاجم وملوكهم وأموالهم صارت إليهم..
فدل
ذلك:
على أن مشاركة غيرهم لهم في ذلك ـ
حتى أهل البصرة ـ لم تكن ذات تأثير يذكر. والشاهد الحي على ذلك: صيرورة
مواريث الأعاجم وأموالهم إليهم. وهذا يحتم على الآخرين: أن يعترفوا
لأهل الكوفة بهذا الإنجاز..
وقد تضمنت كلماته «عليه السلام» إشارات إلى صعوبة
وأهمية ما تحقق، بسبب كثرة جموع الأعاجم، ووجود الحافز القوي لدى
الأعاجم لخوض هذه الحرب بشراسة وقوة، وبذل أقصى الجهد فيها، لأنهم
يرون: أنهم يدافعون عما يعتبرونه عزاً لا بد أن يزيد ويدوم، وشوكة يجب
أن تقوى. ومجداً ينبغي أن يصان..
كما أنهم يرونها حرباً مصيرية، يراد بها حفظ وجودهم من
الدمار، وأموالهم من البوار..
ثانياً:
إن أهل الكوفة، قد منعوا حوزتهم من أن يمسها الأعداء
بسوء، فدل ذلك أيضاً: على قوة جبهتهم الداخلية، مما يعني: أن قدرتهم
الهجومية لم تكن نتيجة أمر عارض، يلهب مشاعرهم ويثيرها، ثم يتلاشى
أثره، ويخمد تياره، بل كانوا قادرين على تحقيق النصر، وعلى الاحتفاظ
به، والحفاظ عليه، ومنع الأعداء من النيل منهم مهما طال الزمن..
ثالثاً:
أكثرهم لم يكونوا ضيقي الأفق، ولم تأسرهم المفاهيم
الضيقة والمحدودة كالمناطقية والعشائرية، ولم يكونوا إنطوائيين على
أنفسهم، ولا مستأثرين بطاقاتهم وقدراتهم لخدمة مصالحهم وحسب، بل أثبتوا
خلاف ذلك عملياً حين أعانوا الناس على دفع أعدائهم.
فدل ذلك:
على أنهم يملكون قدراً من الخلق الرفيع، والمناقبية التي تدعوهم إلى
البذل والعطاء، حتى للأنفس فضلاً عن الأموال في معونة الآخرين، ودفع
الأسواء عنهم..
وظهور الخوارج في الكوفة ومحيطها، لا يعني خلاف ما
قلناه، فإن أهل الكوفة أنفسهم هم الذين تصدوا لهم وقتلوهم، وفيهم
أبناؤهم وإخوانهم..
ومهما يكن من أمر فإن هذه الأمور
كلها تدل:
على أن للإنسان أن يتوقع منهم بذلاً وعطاء، وإقداماً
وشجاعة في نصرة الحق، وقد ظهرت بوادر ذلك بهذه الاستجابة الواسعة
لدعوته لهم للقيام بهذا الواجب الإلهي، والإنساني والمصيري، للدين
وللأمة.
وأخيراً،
فإن علينا أن لا ننسى أن ذكر هذه المزايا، ووقوف
الأعداء عليها، من شأنه أن يوهن عزائمهم، وربما دعاهم لأن يعيدوا
حساباتهم، ومع إصرارهم على البغي، فإن نفس حضور هذه الصورة لديهم سوف
تكسر حدتهم في الحرب، ويسهل على المؤمنين كبح جماحهم.
ثم إنه «عليه السلام» لم يقل لأهل
الكوفة:
إنه دعاهم ليحاربوا الناكثين، بل قال: إنه دعاهم ليروا
كيف يتصرف الطرف الآخر. ثم يتخذوا قرارهم وفق ما تقتضيه وتفرضه الوقائع
العملية.
وقد تضمن كلامه «عليه السلام» الإلماح إلى الأمور
التالية:
1 ـ
إنه «عليه السلام» لم يصف الطرف الآخر بالأعداء..
2 ـ
إنه أطلق عليهم أحب الأوصاف، وهو وصف الأخوة الذي يخمد جذوة الغضب،
ويهدأ الثورة، ويعيد الإنسان إلى أجواء الرضا، ويغمره بحنان الأخوة،
وبالحنين إلى أجوائها، وسابق عهودها.
3 ـ
وهو «عليه السلام» يعلم: أن كلامه هذا سيبلغ إلى أولئك الناس، وسوف
يفاجأون به، وسيفتح كوة كبيرة في جدار عنادهم، ويهدئ من روعهم. ويوطئ
الأمور لهم لإعادة المقايسة بين هذه الأجواء الراضية والحميمة، وبين ما
يقدمون عليه..
4 ـ
ولعل السبب في أنه «عليه السلام» يسعى إلى تنفيس أجواء التشنج
والاحتقان، ويستبدلها بأجواء السكينة والرضا، هو علمه «عليه السلام»
بأن حالة الهيجان، واستنفار المشاعر تمنع من التركيز والتدقيق، ومن
اتخاذ القرار الصحيح.
وفي أجواء الحرب والتحدي تختلط الأمور الشخصية بغيرها،
وقد يتوهم المنابذ المحارب غصن الزيتون سيفاً قاطعاً، والزهرة الندية
التي تلقى إليه وعليه سهماً قاتلاً. ويتوهم التحية إنذاراً، والكلمة
الرضية جمرة وناراً. والبسمة شماتة، والدعوة للسلام مكيدة..
فإذا سكنت النفوس وهدأت، وشاعت أجواء الحنان والحنين،
وعاد العقل إلى الإمساك بزمام الأمور، فإنه يمكن النظر في الأمور بروية
وتبصر، واتخاذ قرارات الحرب أو السلم بعد تدبر وتفكر وتتشارك في هذا
القرار كل القوى العقلية والملكات النفسانية، وجميع القدرات والحالات،
وتعطي الفرصة لحساب كل جهات الربح والخسارة في الدنيا والآخرة.
وهنا تستطيع ملكة التقوى أن تعبر عن نفسها، وتثبت
وجودها ـ إن كان ثمة من تقوى ـ وليحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن
بينة، وبذلك تقوم الحجة، وقد أعذر من أنذر، وعلى نفسها تجني براقش. ولا
يكون القرار في هذه الحال إنفعالياً، ولا إرتجالياً. كما هو ظاهر..
وبذلك نعرف بعض ما ألمح إليه «عليه
السلام» بقوله:
«فإن يتقوا الله ويرجعوا إلخ..».
وقد لاحظنا:
أنه «عليه السلام»، قد أعطى للناس أنفسهم القرار بالتعامل مع أولئك
الناس الذين اعتبرهم إخواناً.. لأن هذا القرار مما تتوافق عليه
الإرادات، وتؤيده العقول، ويمليه عليهم الواجب الشرعي والإنساني..
وهذا التعبير يتضمن لفتةً بالغة الأهمية، من حيث أنه
يدل على إحالة القرار إلى الناس في أخطر أمر تواجهه الأمة، وما ذلك إلا
لأن حيثيات ذلك القرار، ومبرراته ومناشئه التي تسوق إليه هي من البداهة
والظهور والعفوية الفطرية بمكان.. ويصبح التخلف عنه إلى غيره نشازاً
وضرباً من التعسف الذي تأباه الفطرة، ويرفضه العقل، ويمقته الشرع
والشرف، وتأباه الكرامة والعزة..
1 ـ
وحين يختار الناكثون طريق العناد، ويصرون على الفساد والإفساد، فإن
علياً «عليه السلام» لا يضع أهل الكوفة أمام خيار الحرب أيضاً، بل هو
يفسح المجال أمام البحث عن أساليب تدرأ الفتنة، وتبعد شبح الحرب، وتؤجل
الصدام، فلعل مرور الزمن يهيئ العناصر المؤثرة في الكشف عن بصيرتهم،
والأخذ بمجامع قلوبهم لقبول الحق..
فكان القرار الذي نحا إليه أمير المؤمنين «عليه السلام»
هو مواصلة سياسة المداراة المناسبة، والمتناغمة مع حركتهم الغاشمة،
والقادرة على إخماد نارها، وتعمية مسارها، وبوار آثارها، ولذلك قال
«عليه السلام»:
«وإن أبوا ذلك نداويهم باللين والشدة».
2 ـ
إنه «عليه السلام» قد وضع لحركته هذه حداً لا يتجاوزه، وسقفاً لا يرتفع
عنه، وهو التزام العمل وفق دائرة الصلاح. فهو محور حركته، وهو غايتها،
ومنتهاها، والحد الذي لا يجيز لنفسه ولا لجميع من معه تجاوزه..
3 ـ
بل هو يعطي عهداً: أن لا يدع أمراً فيه صلاح إلا آثره على ما فيه
الفساد..
ولم يضمِّن كلامه أي ذكر للحرب، لأن الحرب ليست قرار
علي «عليه السلام»، ولا هي قرار من معه، بل هي قرار غيره.
أما علي ومن معه، فقرارهم السلام والوئام، والإعداد
لمنازل الكرامة في الآخرة، والبحث عن كل ما فيه صلاح وفلاح للجميع.
وهذا ما يميزه «عليه السلام» عنهم، وعن غيرهم ممن سبقهم
ولحقهم، ممن كانت لهم عزمات وفلتات في كثير من أمور الدين والسياسة..
([1])
النجفة: المكان المشرف من الأرض.
([2])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص21 وتاريخ الأمم والملوك (ط
أوربا) ج1 ص3173 و 3174 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص513 وأعيان
الشيعة ج1 ص455 والكامل في التاريخ ج3 ص231 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج8 ص87 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص382 ومناقب أهل
البيت للشيرواني ص204 وراجع: وإمتاع الأسماع ج13 ص238 وتاريخ
الكوفة للسيد البراقي ص309.
([3])
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص513 وراجع: الغارات
للثقفي (تحقيق السد جلال الدين الحسيني) هامش ج2 ص638.
([4])
موضع بالبصرة. وعندها كانت وقعة الجمل. راجع: معجم البلدان ج2
ص363.
([5])
الجمل للشيخ المفيد ص158.
([6])
الجمل للميفد ص293 وقال في هامشه: شرح نهج البلاغة ج2 ص187
والدر النظيم ج1 الورقة 124 ومجمع الزوائد ج7 ص236 وتطهير
الجنان ص51 وفي هذه المصادر: «ستة آلاف وخمس مئة وخمسون»، أو
ستون. وقال أيضاً: قارن = = بتاريخ خليفة بن خياط ص184 وتاريخ
الأمم والملوك ج4 ص500 والإرشاد ص166 وبشارة المصطفى ص247.
([7])
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص502.
([8])
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص517.
([9])
الفتوح لابن أعثم ج2 ص293 و (ط دار الأضواء) ج2 ص461.
([10])
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص502 والفتنة ووقعة
الجمل ص144.
([11])
المركب: الأصل والمنبت. ونصاب كل شيء: أصله.[راجع: لسان العرب
ج1 ص432 و 761].
([12])
بحار الأنوار ج32 ص115 و 116 والإرشاد للمفيد (ط النجف) ص133 و
(ط دار المفيد) ج1 ص249 و 250 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج
البلاغة) = = ج1 ص290 و 291 والجمل لابن شدقم ص114 وأعيان
الشيعة ج1 ص455. وراجع: الجمل للمفيد ص266.
([13])
بحار الأنوار ج32 ص116.
([14])
الفتوح لابن أعثم ج2 ص292 و (ط دار الأضواء) ج2 ص460 و 461
وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج4 ص293 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3
ص501 و 502 والفتنة ووقعة الجمل ص143 و 144 والكامل في التاريخ
ج3 ص232 وإمتاع الأسماع ج13 ص238 و 239 وتاريخ الكوفة ص309 و
310 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص438.
|