1 ـ
وكتبت عائشة إلى حفصة:
«أما بعد، فإنا نزلنا البصرة، ونزل علي بذي قار، والله
داق عنقه كدق البيضة على الصفا. إنه بمنزلة الأشقر، إن تقدم نحر، وإن
تأخر عقر».
فاستبشرت حفصة بالكتاب، ودعت صبيان بني تيم، وبني عدي
وأعطت جواريها دفوفاً، وأمرتهن أن يضربن بالدفوف، ويقلن: ما الخبر، ما
الخبر، علي بذي قار كالأشقر إلخ..([1]).
وفي نص آخر:
قال أبو مخنف: لما نزل علي «عليه السلام» ذا قار كتبت عائشة إلى حفصة:
أما بعد..
فإني أخبرك أن علياً قد نزل ذا قار، وأقام بها مرعوباً
خائفاً لما بلغه من عدتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشقر، إن تقدم عقر،
وإن تأخر نحر.
فدعت حفصة جواري لها يتغنين ويضربن بالدفوف، فأمرتهن أن
يقلن في غنائهن: ما الخبر؟! ما الخبر؟! علي في السفر، كالفرس الأشقر،
إن تقدم عقر، وإن تأخر نحر.
وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة، ويجتمعن لسماع ذلك
الغناء.
فبلغ أم كلثوم بنت علي «عليه السلام» ذلك، فلبست
جلابيبها، ودخلت عليهن في نسوة متنكرات، ثم أسفرت عن وجهها، فلما
عرفتها حفصة خجلت، واسترجعت.
فقالت أم كلثوم:
لئن تظاهرتما عليه اليوم لقد تظاهرتما على أخيه من قبل،
فأنزل الله فيكما ما أنزل([2]).
فقالت حفصة:
كفي رحمك الله. وأمرت بالكتاب فمزق، واستغفرت الله([3]).
فقال سهل بن حنيف في ذلك:
عذرنـا الرجال بحرب الرجال فـما لـلـنـسـاء
ومـا لـلـسـبـــاب
أمـا حَـسْـبُـنــا مـا أتـيـنـا بـه لـك
الخـير من هتك ذاك الحجاب
ومـخـرجـهـا اليـوم من بيتهـا يـعـرِّفـهـا
الـذنـب نبـح الكلاب
إلـى أن أتـاهـــا كـتـاب لهــا مـشـوم
فـيـا قـبح ذاك الكتاب([4])
وقال المفيد «رحمه الله»، بعد أن ذكر الشطر الأول من
الرواية:
«فبلغ
أم سلمة «رضي الله عنها» اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير
المؤمنين
«عليه السلام»،
و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة، فبكت و قالت: أعطوني ثيابي
حتى أخرج إليهن وأقع بهن.
فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين
«عليه السلام»:
أنا أنوب عنك، فإنني أعرف منك.
فلبست ثيابها، وتنكرت، وتخفرت واستصحبت جواريها
متخفرات، وجاءت حتى دخلت عليهن، كأنها من النظارة.
فلما رأت ما هن فيه من العبث و السفه كشفت نقابها،
وأبرزت لهن وجهها، ثم قالت لحفصة: إن تظاهرت أنت و أختك على أمير
المؤمنين
«عليه
السلام»،
فقد تظاهرتما
على أخيه رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
من قبل، فأنزل الله عزّوجل فيكما ما أنزل. والله من
وراء حربكما.
فانكسرت حفصة، وأظهرت خجلاً، وقالت:
إنهن فعلن هذا بجهل.
وفرقتهن في الحال. فانصرفن من المكان»([5]).
ونقول:
لا بأس بملاحظة ما يلي:
إن أم سلمة لم تكن لها بعلي
«عليه السلام» قرابة قريبة تدعوها للإنتصار له، ولا كانت تستفيد منه
أموالاً، أو ترغب في الحصول على موقع ومقام، بل اندفعت لهذا الموقف
بداعي الدين، والدفاع عن الحق وأهله.. بل هي ذهبت أبعد من ذلك حين
أرسلت إليه ولدها ليقانل بين يديه، مع علمها بالأخطار الجسام التي
سيتعرض لها، من القتل والجرح، أو فقد الأعضاء، والإعاقة مدى الحياة.
هذا بغض النظر عن العداوات والأحقاد والإحن التي سيبتلى بها نتيجة لذلك.
وما بكاؤها رحمها الله إلا على ما ابتلي به الإسلام
وأهله، من عبث السفهاء، وكيد الحاقدين، وإفساد أهل الأهواء..
ولا بد أن نتوقف أيضاً عند قول أم
كلثوم لأم سلمة: «فإنني أعرف منك»،
مع أن أم سلمة
كانت أسن من أم كلثوم. ولها من الكرامة والجلالة مالا يخفى على أحد،
فكيف تقول لها أم كلثوم هذه الكلمة التي قد يقال: إنها مما لا يليق
صدوره من أمثال أم كلثوم في حق هذه المرأة الجليلة، والعاقلة والمؤمنة
زوجة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»؟!..
يضاف إلى ذلك:
أن مواجهة هذه المرأة المسنة والمُكَرَّمَة بهذا الكلام من شأنه أن
يجرح شعورها، ويخدش كبرياءها.
بل هو مما لا يستساغ قوله عن أي إنسان في غيابه، فكيف
إذا قيل مشافهة للشخص المعني به نفسه؟!
ولنا أن نجيب:
بأن من الجائز أن يكون مراد أم كلثوم: أن ذهاب أم سلمة إلى ذلك المجلس
لن تكون له أي فائدة، فإن الناس بمجرد رؤيتهم لها، وهي تمشي بإتجاههم
سيبادرون إلى إخفاء الدفوف وغيرها من معالم سرورهم، وسيكفون عن الغناء،
وسيتظاهرون بالهدوء والسكينة، وسينكرون لها أن يكون قد حدث شيء مما
تدَّعيه عليهم، ولعلها تخرج من ذلك المجلس مهيضة الجناح، نادمة متألمة
وحزينة، ترى الإستخفاف بها، وفشلها بأم عينها ولا تستطيع أن تفعل
شيئاً..
ولا تستطيع أم سلمة ان تفعل ما فعلته أم كلثوم، بل قد
لا يخطر ذلك لها على بال..
فأرادت أم كلثوم أن تقول لها:
إنها أعرف منها بأساليب أولئك الناس، وأنها أقدر على مواجهتم بما
يحرجهم، ويبطل كيدهم.. وهذا ما حصل بالفعل..
ويلاحظ هنا أيضاً:
أن غير الشيخ المفيد يقول: إنها خجلت، ولكن المفيد يقول: إنها أظهرت
خجلاً.. مما يعني أنه خجل مصطنع، ولا حقيقة له، وربما قد تكون أظهرته
لأجل الإستعطاف وكسر حدة الموقف.
ولعل ما أثر عن حفصة من جرأة على رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
ومن عداء لأمير المؤمنين «عليه السلام» يدلان على أنها لم تكن تتخفى في
مثل هذه الأمور. وما إقامة ذلك المجلس إلا شاهد صدق على ذلك..
لا يرتاب أحد في أن رسالة عائشة إلى حفصة تنضح بالحقد
والضغينة على علي «عليه السلام»، وهي نموذج معبر عن أدبيات هذا الفريق،
وعن أساليبه التعبيرية، وعن لغة خطابه، ومكونات ضميره تجاه علي «عليه
السلام»، وتجاه القضايا الكبرى التي تمس مصير الدين والإنسان كله..
بينما لم نجد لدى علي «عليه السلام» وأهل بيته، ومن معه
إلا التعابير التي تحكي الوقائع بنقاء وصفاء بعيداً عن أي إيحاء آخر
مهما صغر.
وهذا وذاك يحكي لنا معالم نهجين متناقضين في النظرة إلى
الإنسان والحياة، وفي الوسائل التي تُعْتَمَدُ في معالجة القضايا. فمن
تكون بداية حركته هي ما عبرت عنه هذه الرسالة، لا بد أن تكون النهاية
هي الكارثة العظمى بعينها، عليه وعلى الناس إن في الدنيا، وإن في
الآخرة.. وهذا ما حصل لهذا الفريق بالفعل..
ومن يكون تعاطيه من أوله على آخره يبتني على قاعدة:
﴿وَإِنَّا
أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾([6]).
وعلى أحكام الشرع والعقل، والحكمة والاتزان، والعفة، وطهارة الضمير،
وصفاء الوجدان، والكلمة الواعية، والدقيقة.. فلا بد أن تكون النهاية هي
أعظم درجات النصر، والفوز، والسعادة له ولكل من يلتزم نهجه، ويسير على
طريقه، إن في الدنيا وإن في الآخرة.
وهذا ما حصل لهذا الفريق بالفعل..
ولا نريد أن نعير بالاً لعبث حفصة وتصرفاتها غير
المقبولة ولا المعقولة، ومنطقها العشائري، وطريقتها التعبيرية حين دعت
صبيان بني تميم، قبيلة أبي بكر، وصبيان بني عدي، قبيلة عمر. وأعطت
جواريها الدفوف. وأمرتهن بضربها، والغناء بمضمون رسالة عائشة إليها..
فإن ذلك يعبر عن المستوى الصبياني لتفكير وتصرف كهذا، فضلاً عن تصرف
عائشة، في مضمون رسالتها غير المنطقي، مع أن القضية تمس مصير الأمة،
وترتبط بحفظ أو إزهاق أرواح عشرات الألوف، ولها أثر على كل الواقع الذي
تعيشه الأمة الإسلامية آنئذٍ. هذا عدا عماله من آثار على مستقبل الأمة
وواقعها المعيشي، والسياسي والإجتماعي والعقائدي، والفكري، وغير ذلك..
وقد صرحت عائشة في رسالتها بما دل
على أنها ترى:
أن كثرة من معها سيكون لها دور حاسم في ذلك الصراع، وتوهمت، أو أنها
أرادت أن توهم غيرها بأن هذه الكثرة قد أرعبت علياً
«عليه السلام»
وأخافته.
وهذا المنطق مرفوض قرآنياً فقد قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ
شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ
وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾([7]).
وكان أبو بكر قد قال في غزوة حنين
حين رأى كثرة المقاتلين:
لن نغلب اليوم من قلة([8]).
أما أمير المؤمنين، فقد صرح في
كتابه لأهل الكوفة:
بأن مبادرة
الناس لنصره «عليه السلام»، ليست هي المعيار، بل المعيار هو المدد
الإلهي، فقط لا غير.. إذ
«لا
حول ولا قوة إلا بالله».
كما أن الإمام الحسن «عليه السلام»
يصرح:
بأن الناس إن لم يبادروا للقيام بواجبهم في نصرة دينهم،
فإنه يرجو أن يتحقق النصر على أيدي من معهم من المهاجرين والأنصار، ومن
لعله يلحق بهم من النجباء..
فمنطق أمير المؤمنين هو منطق القرآن يقول:
﴿كَمْ
مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾([9]).
ويقول: ﴿يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا
مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ الْآَنَ
خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ
مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ
مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ
الصَّابِرِينَ﴾([10]).
وروى الواقدي عن رجاله قال:
لما أفرج القوم عن عثمان بن حنيف لأجل ما خافوه من أخيه
سهل بن حنيف كتبت عائشة إلى أهل المدينة:
«بسم الله الرحمن الرحيم
من أم المؤمنين عائشة زوجة النبي
«صلى الله
عليه وآله»،
وابنة الصديق، إلى أهل المدينة.
أما بعد..
فإن الله أظهر الحق ونصر طالبيه، وقد قال الله عز اسمه
﴿بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾([11])،
فاتقوا الله عباد الله، واسمعوا وأطيعوا، واعتصموا بحبل الله جميعاً،
وعروة الحق، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً، فإن الله قد جمع كلمة أهل
البصرة، وأمروا عليهم الزبير بن العوام فهو أمير الجنود، والكافة
يجتمعون على السمع والطاعة له.
فإذا اجتمعت كلمة المؤمنين على أمرائهم عن ملأٍ منهم
وتشاورٍ، فإنا ندخل في صالح ما دخلوا فيه.
فإذا جاءكم كتابي فاسمعوا وأطيعوا، وأعينوا على ما
سمعتم عليه من أمر الله.
وكتب عبيد الله بن كعب، لخمس ليال من شهر ربيع الأول
سنة ستٍ وثلاثين»([12]).
ونقول:
علينا ملاحظة النقاط التالية:
إن عائشة حين تكتب إلى هذه الفئة أو تلك تحاول أن تعطي
نفسها موقعاً متميزاً في القداسة، والاحترام، وتحاول اجتذاب الأنظار
والقلوب إليها.. وذلك بالاستفادة من عناوين يتوهم العوام أنها تعطي من
تضاف إليه شيئاً من ذلك.. مع أن هذا يبقى مجرد توهم زائف.
فهي هنا تصف نفسها لأهل المدينة بثلاثة أمور، هي:
1 ـ
أنها أم المؤمنين.
2 ـ
إنها زوجة نبيهم.
3 ـ
إنها بنت الصديق..
ونحن إذا تفحصنا هذه الأمور بدقة، فسنجد
أولاً:
أن كونها أم المؤمنين لا يجدي في إعطائها صفة القداسة،
لأن المقصود بهذا الوصف هو بيان حرمة الزواج منها على كل مؤمن، فهي
بمثابة الأم من هذه الجهة، ولا يراد إعطاؤها مقام الأم من جميع الجهات،
وفي جميع الحالات.
ولأجل ذلك لم يجز لها أن تكشف رأسها لأحد منهم، أو أن
تصافحه، ولم يثبت حكم التوارث بينها وبين أي منهم. كما أنه لا يجب على
الناس معاملتها معاملة الأم في النفقة عليها، وفي حفظ الصلة لها، والبر
بها، وغير ذلك، مما تفرضه صفة الأمومة الحقيقية، لأن أمومتها تنزيلية
تختص بمورد التنزيل..
مع أن الأمومة للمؤمنين لا تنحصر بعائشة، فالمفروض هو
أن يتعامل المسلمون مع جميع أمهات المؤمنين على نهج واحد.. وأن يطالبوا
عائشة بموقف أم سلمة، وسواها من أمهاتهم.
ثانياً:
بالنسبة لكون
عائشة زوجة لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»..
هو الآخر لا يعطيها القداسة التي تتوخاها، فقد بين القرآن الكريم نفسه
أن الزوجية لا تكفي لاكتساب الفضائل، ولا الرذائل، فقد قال تعالى:
﴿ضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً
وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾([13]).
وقال تعالى:
﴿وَضَرَبَ
اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ
فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾([14]).
على أن زوجيتها للرسول «صلى الله عليه وآله» ليست
منحصرة بها، فهناك زوجات له أخريات لهن رأي آخر، وموقف آخر، يناقض
رأيها وموقفها فلماذا تريد هي أن تعبث بمصير الأمة، وأن تستأثر بمقام
وموقع وموقف ورأي باقي الزوجات وتسلبهن إياه، وتختزلهن من حياة الأمة
بهذه الصورة الجزئية والجائرة.
ثالثاً:
بالنسبة لكونها ابنة الصديق..
نقول:
لقد أبطل علي «عليه السلام» دعوى الصديقية لغيره، سواء
صدرت من عائشة، أو من غيرها، فقد روى أنه «عليه السلام» قال على منبر
البصرة بالذات:
«أنا الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم (الأول)، أسلمت
قبل إسلام أبي بكر، وصليت قبل صلاته»([15]).
وفي
نص آخر بسند صحيح على شرط الشيخين:
أنه «عليه السلام» قال:
«أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا
يقولها بعدي إلا كذاب مفتري، لقد صليت قبل الناس بسبع سنين»([16]).
وقد ذكرنا شطراً كبيراً من النصوص حول صدِّيقية علي
«عليه السلام» في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله»
ج4 ص228 ـ 233 فراجع.
وواضح:
أن اختياره «عليه السلام» لمنبر البصرة ليعلن عدم
صدِّيقية أحد غيره قد أريد به إبطال مزاعم عائشة بهذا الخصوص، وإزالة
ما ربما كان قد علق في أذهان الناس، بسبب هذه الشائعة التي أطلقتها.
1 ـ
وقد ذكرت عائشة: أن أهل البصرة قد أمروا الزبير عليهم،
فهو أمير الجنود..
ولا ندري، متى أمر أهل البصرة الزبير عليهم، فإن الزبير
ومن معه قد قتلوا السبابجة، وقتلوا أهل المسجد، بل قتلوا ست مئة رجل من
أهل البصرة، وفعلوا بعثمان بن حنيف ما فعلوا، فهل يجرؤ أحد أن يحدث
نفسه بأن يعزلهم أو أن ينصبهم، أو يدعي لنفسه أن له الحق في شيء من
ذلك؟!
ومتى عقد أهل البصرة اجتماعاً تم فيه هذا التنصيب
للزبير ؟! أو تم فيه العزل لابن حنيف؟! أم أن عائشة هي التي عزلت،
ونصبت، وأمرت بقتل ابن حنيف، ثم أمرت بتركه، وأمرت بقتل السبابجة،
وغيرهم من شيعة علي «عليه السلام»؟!
فلماذا تنسب عائشة ما فعلته هي وأمرت به إلى أهل
البصرة؟!.
2 ـ
قولها: إن الله تعالى قد جمع كلمة أهل البصرة غير صحيح،
فإن كلمة أهل البصرة لم تجتمع على الناكثين، بل انحاز فريق كبير منهم
إلى علي «عليه السلام»، وحارب الناكثين معه..
3 ـ
يلاحظ وجود التناقض بين طرفي كلاميها فتارة تقول: إن
أهل البصرة قد أمروا عليهم الزبير، وأخرى تقول: فهو أمير الجنود.. فإن
أمارة الجنود لا تعني الأمارة على البلد كله..
ولست أدري ما سبب مبادرة عائشة إلى تهديد أهل المدينة
في كتابها ذاك، فقد قالت لهم فيه:
«فاتقوا الله عباد الله، واسمعوا وأطيعوا، واعتصموا
بحبل الله جميعاً، وعروة الحق، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا إلخ..».
ونقول:
يلاحظ هنا ما يلي:
1 ـ
هل كان هذا التهديد نتيجة نقمة عائشة على أهل المدينة، التي هي مقر
كبار صحابة الرسول، لأنهم أجمعوا على اختيار علي «عليه السلام» خليفة
وحاكماً وإماماً للأمة، وأجمع معهم على ذلك سائر الأقطار والأمصار؟!
أم أنها أرادت التهويل عليهم لدفعهم إلى نكث بيعتهم،
وحملهم قبول طاعتها وطاعة طلحة والزبير، والمبادرة إلى نصرتها؟! كما دل
عليه قولها لهم: واسمعوا وأطيعوا، إذ ليس المقصود هو أن يسمعوا،
ويطيعوا علياً..
2 ـ
يلاحظ: أنها زعمت لأهل المدينة: أن الله أظهر الحق،
ونصر طالبيه، مع أن ما حصل هو نكث فريق عائشة لبيعته، وبغيه على إمامه،
ثم جمع الأشرار، وإثارة أعمال شغب أو غدر، وارتكاب مجازر في حق
الصالحين، والغافلين، بالإضافة إلى نقض العهود، والمواثيق.. وهذا لا
يسمى نصراً، فإن معركتها مع علي «عليه السلام» لم تكن قد حصلت بعد، فما
معنى ادعائها لأهل المدينة: أن الله قد أظهر الحق، ونصر طالبيه؟!
3 ـ
وقد استشهدت
على ما ادعته من ظهور الحق بقوله تعالى:
﴿بَلْ
نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ
زَاهِقٌ﴾([17])،
وإنما تقصد بالحق باطلها..
مع أن باطلها وباطل الناكثين الذين تزعمتهم كان هو
الزاهق أمام حجج علي «عليه السلام»، حتى لقد صرحت بذلك أخيراً بقولها:
لا طاقة لي بحجج علي «عليه السلام».
كما أن خسارة باطلها في ساحات القتال كانت فادحة إلى حد
الفضيحة التي تركت أصدائها الشنيعة على الناكثين على مر الدهور
والعصور.
وقد ذكرت عائشة:
أن كلمة المؤمنين إذا اجتمعت على السمع والطاعة لأمرائهم، عن ملأٍ منهم
وتشاور «فإنا ندخل في صالح ما دخلوا فيه».
ونقول:
إن كلمة المؤمنين، وحتى الناكثين أيضاً قد اجتمعت على
أمير المؤمنين «عليه السلام» بعد قتل عثمان، ومكثوا أياماً كثيرة
يحاولون إقناع علي «عليه السلام» بقبول هذا الأمر، فيرفض، ويأبى، فلما
رضي بذلك كان طلحة والزبير أو المبايعين له.
وأجمع الناس على بيعته، بما لم يحصل له نظير على مدى
التاريخ والي يومنا هذا..
فلماذا رفضت عائشة حكومته وولايته «عليه السلام»، ولم
تدخل في صالح ما دخل الناس فيه، مع تحقق الإجماع على ذلك، بل عملت على
تقويض حكمه رغم إجماعهم عليه، وآثرت نكث العهود، ونقض العقود رغم
تعددها، وتغليظ الأيمان فيها؟! إلا إن كانت باء عائشة تجر وباء غيرها
لا تجر. ولا سيما إذا كان المطلوب هو جر الناس إلى خصوص قرص عائشة دون
سواه!!
أو كانت باء أهل البصرة أقوى من باء أهل المدينة، ومن
معها من سائر الأمصار.
وكتبت إلى أهل اليمامة وإلى أهل تلك النواحي:
«أما بعد، فإني أذكركم الله الذي أنعم عليكم وألزمكم
بالإسلام، فإن الله يقول:
﴿مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا
فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرٌ﴾([18])،
فاعتصموا عباد الله بحبله، وكونوا مع كتابه، فإن أمكم ناصحة لكم فيما
تدعوكم إليه من الغضب له، والجهاد لمن قتل خليفة حَرَمِه، وابتز
المسلمين أمرهم، وقد أظهر الله عليه.
وإن ابن حنيف الضال المضل كان بالبصرة يدعو المسلمين
إلى سبيل النار، وإنا أقبلنا إليها ندعو المسلمين إلى كتاب الله، وأن
يضعوا بينهم القرآن، فيكون ذلك رضاً لهم، وأجمع لأمرهم. وكان ذلك لله
عز وجل على المسلمين فيه الطاعة، فإما أن ندرك به حاجتنا أو نبلغ
عذراً.
فلما دنونا إلى البصرة وسمع بنا ابن حنيفٍ جمع لنا
الجموع، وأمرهم أن يلقونا بالسلاح، فيقاتلونا ويطردونا، وشهدوا علينا
بالكفر، وقالوا فينا المنكر.
فأكذبهم المسلمون وأنكروا عليهم،
وقالوا لعثمان بن حنيف:
ويحك! إنما تابعنا زوج النبي «صلى الله عليه وآله» وأم
المؤمنين، وأصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأئمة المسلمين.
فتمادى في غيه وأقام على أمره.
فلما رأى المسلمون أنه قد عصاهم، ورد عليهم أمرهم،
غضبوا لله عز وجل ولأم المؤمنين، ولم نشعر به حتى أظلنا في ثلاثة آلافٍ
من جهلة العرب وسفهائهم، وصفهم دون المسجد بالسلاح، فالتمسنا أن
يبايعوا على الحق، ولا يحولوا بيننا وبين المسجد، فرد علينا ذلك كله،
حتى إذا كان يوم الجمعة وتفرق الناس بعد الصلاة عنه، دخل طلحة والزبير
ومعهما المسلمون، وفتحوه عنوة، وقدموا عبد الله بن الزبير للصلاة
بالناس، وإنا نخاف من عثمان وأصحابه أن يأتونا بغتةً ليصيبوا منا غرةً.
فلما رأى المسلمون أنهم لا يبرحون، تحرزوا لأنفسهم، ولم
يخرج ومن معه حتى هجموا علينا، وبلغوا سدة بيتي، ومعهم هادٍ يدلهم عليه
ليسفكوا دمي، فوجدوا نفراً على باب بيتي، فردوهم عني.
وكان حولي نفر من القرشيين والأزديين يدفعونهم عني،
فقُتِل منهم من قتل، وانهزموا، فلم نعترض لبقيِّتهم، وخلينا ابن حنيف
مَنّاً عليه، وقد توجه إلى صاحبه.
وعرفناكم ذلك عباد الله لتكونوا على ما كنتم عليه من
النية في نصرة دين الله، والغضب للخليفة المظلوم»([19]).
ونقول:
إن هذا الكتاب يظهر كيف أن عائشة تتعمد تغليط الناس،
والعبث بالوقائع، وقلب الحقائق. وكنموذج على هذه الطريقة نذكر القارئ
بما يلي:
1 ـ
إنها تدعي: أن علياً «عليه السلام» قتل عثمان.. والحال:
أن علياً، قد سعى لدفع القتل عنه، وأن طلحة والزبير وعائشة نفسها كانوا
من أشد الناس على عثمان.
2 ـ
تقول عائشة إن علياً «عليه السلام» ابتز المسلمين
أمرهم، والحقيقة هي أن المسلمين هم الذين فرضوا هذا الأمر على علي
«عليه السلام»، وبقوا عدة أيام يحاولون إقناعه بالقبول وهو يأبى، ثم
كان طلحة والزبير أول المبايعين له..
3 ـ
تقول عائشة: إن الله تعالى قد أظهر الناكثين على علي
«عليه السلام»، مع أن المواجهة معه لم تكن قد حصلت بعد. فلما حصلت كان
هو الظافر، ووقعت الهزيمة على عائشة ومن معها.
4 ـ
زعمت: أن ابن حنيف كان ضالاً مضلاً.. مع أنه كان هادياً
مهدياً.
5 ـ
زعمت: أنه كان يدعو المسلمين إلى سبيل النار، وهو إنما
يدعوهم إلى سبيل الجنة، وهو الوفاء ببيعتهم، ونصرة إمامهم، وعدم الدخول
في فتنة أهل الفتنة.
6 ـ
زعمت: أنها ومن معها أقبلت تدعو المسلمين إلى كتاب
الله.. وأن يرضوا بحكم القرآن بينهم. مع أن نكثهم لبيعتهم، وحنثهم
بإيمانهم، وخروجهم على إمامهم يخالف صريح القرآن.
7 ـ
إن علياً «عليه السلام» قد دعاهم إلى كتاب الله أكثر من
مرة قبل نشوب الحرب، فكان جوابهم هو الصلة، ومباشرة الحرب..
ويا ليت عائشة دلتنا على الآية القرآنية التي تستند
إليها، وتريد من الناس أن يطيعوها. وتجعلها معذورة في الخروج على
إمامها، وفي دعوة الناس لنكث بيعته.
8 ـ
ادعت: أن ابن حنيف لما سمع أنهم دنوا من البصرة جمع لهم
الجموع، ولاقوهم بالسلاح.. مع أن ابن حنيف لما سمع بهم أرسل إليهم أبا
الأسود وعمران بن الحصين ليسألوهم عن أمرهم.
9 ـ
ذكرت أن ابن حنيف أمر بقتالهم وطردهم.. مع أن البعض قد
طلب من ابن حنيف أن يبادر إلى قتالهم، فرفض ذلك. وقرر أن ينتظر ما يأمر
به علي «عليه السلام».
10 ـ
ادعت أن ابن حنيف ومن معه قد شهدوا على الناكثين بالكفر، وقالوا فيهم
المنكر.. مع أن ذلك لم يحدث، بل النصوص تشير إلى ضد ذلك..
11 ـ
ادعت أن المسلمين أكذبوا ابن حنيف وأصحابه، وأنكروا ذلك
عليهم، فتمادى في غيه، وأقام على أمره، فغضب المسلمون.. مع أنه لا عين
ولا أثر لمثل هذه الأباطيل والأقاويل.
12 ـ
ادعت أن الناس تابعوا زوجة النبي، وأم المؤمنين، وأصحاب
الرسول، مع أن أم سلمة أيضاً أيضاً كانت أم المؤمنين، وزوج الرسول،
وكانت تناصر أمير المؤمنين.
أضف إلى ذلك:
أن متابعتهم لأم المؤمنين وللأصحاب لا تخولهم نكث
بيعتهم، والخروج على إمامهم، وهو صحابي أيضاً، وهو نفس رسول الله، وزوج
ابنته، وأبو سبطيه..
13 ـ
لقد وصفت طلحة والزبير بـ «أئمة المسلمين»، ولم يكونا كذلك.. وإنما كان
الإمام هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»، ولا إمامة
لغيره معه.
14 ـ
زعمت: أن المسلمين غضبوا لأم المؤمنين لما عصى أمرها
ابن حنيف.. ثم اتهمت ابن حنيف بأنه هو الذي هاجم الناكثين.. مع المفروض
هو أن يكون الذين غضبوا هم الذين هاجموا ابن حنيف لا العكس.
15 ـ
حديثها عن أخذ المسجد عنوة لم تذكر فيه أن أعوانها
قتلوا العشرات غدراً في ذلك المسجد، حتى أخذوه.
16 ـ
حديث هجوم ابن حنيف على عائشة ليسفكوا دمها قد جاء
معكوساً في الواقع العملي، فإن العهد قد تم بينهم وبين ابن حنيف، ثم
غدروا به وقتلوا من معه وأخذوه ونكلوا به.
17 ـ
حديثها عن منِّهم على ابن حنيف، هو الآخر غير دقيق،
فإنها أمرت بقتله أولاً، فلما خوَّفوها من أن أخاه سهل بن حنيف سوف
ينتقم من الذين خلفوهم في المدينة لم يكن أمامها خيار سوى إطلاق
سراحه..
فقد روى الواقدي عن عبد السلام بن
حفص قال:
حدثني المنهال [بن عمرو] بن سلامة البصري قال: لما بدا
لطلحة والزبير في حبس عثمان بن حنيف، وأشفقا من أخيه سهل بن حنيف على
مخلفيهم في المدينة، وأطلقوه فتوجه إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»
وهو بذي قار([20]).
([1])
الجمل للمفيد ج1 ص276 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص149 وقاموس
الرجال للتستري ج12 ص235 والجمل لابن شدقم ص32 والكافئة للشيخ
المفيد ص17 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص753.
([2])
إشارة إلى ما صدر منها ومن زميلتها ضد رسول الله «صلى الله
عليه وآله» حتى نزلت في تهديدهما، وتعظيم صدر منهما الآية
الأولى إلى الآية الرابعة من سورة التحريم: (66) قال تعالى: ﴿إِنْ
تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
ظَهِيرٌ﴾.
([3])
قال المعتزلي: روى هذا [الحديث] جرير بن يزيد عن الحكم.
ورواه
[أيضاً]: الحسن بن دينار، عن الحسن البصري. وذكر الواقدي مثل
ذلك. وذكر المدائني أيضاً مثله، [ثم] قال [المدائني]: فقال سهل
بن حنيف في ذلك هذه الأشعار..
([4])
بحار الأنوار ج32 ص90 و 91 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص13
و 14 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص473 و 474 والدرجات الرفيعة
ص389 و 390.
([5])
الجمل للشيخ المفيد ص276 و 277 وأشار في هامشه إلى الفتوح لابن
أعثم المجلد الأول ص467 والدر النظيم ج1 الورقة 123 ومثالب
النواصب ج3 الورقة 37 و 38 وأشار أيضاً إلى بحار الأنوار، وشرح
نهج البلاغة للمعتزلي.
([6])
الآية 24 من سورة سبأ.
([7])
الآية 25 من سورة التوبة.
([8])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص317 عن يونس بن بكير في زيادات
المغازي، وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص107 وبحار الأنوار
ج21 ص147 و 165 عن مجمع البيان ج5 ص17 و 18 وإعلام الورى ص119
وتاريخ الخميس ج2 ص100 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص62 وفتح الباري ج8
ص21 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص63 والفتح السماوي للمناوي ج2
ص673 وتفسير الجلالين ص439 والدر المنثور ج3 ص224 ولباب النقول
(ط دار إحياء العلوم) ص116 و (ط دار الكتب العلمية) ص103 وفتح
القدير ج2 ص348 وتفسير الآلوسي ج10 ص74 وتاريخ الإسلام للذهبي
ج2 ص575.
([9])
الآية 249 من سورة البقرة.
([10])
الآية 64 ـ 66 من سورة الأنفال.
([11])
الآية 18 من سورة الأنبياء.
([13])
الآية 10 من سورة التحريم.
([14])
الآية 11 من سورة التحريم.
([15])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص122 وج13 ص200 و 228 وبحار
الأنوار ج38 ص260 و 323 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص46 وغاية
المرام ج5 ص114 والصراط المستقيم ج1 ص281 والعثمانية للجاحظ
ص300. وذخائر العقبى ص56 عن ابن قتيبة وأنساب الأشراف (بتحقيق
المحمودي) ج2 ص146 والآحاد والمثاني (مخطوط في كوپرلي) رقم 235
والبداية والنهاية ج7 ص334 والمعارف لابن قتيبة ص73 و 74
والغدير ج2 ص314 وج3 ص122 عن بعض من تقدم، وعن ابن أيوب
والعقيلي، عن كنز العمال (طبعة أولى) ج6 ص405 وعن الإستيعاب ج2
ص460 وعن مطالب السؤول ص19 وقال: كان يقولها في كثير الأوقات
والطبري ج2 ص312 وعن الرياض النضرة ج2 ص155 و 157 وعن العقد
الفريد ج2 ص275 وراجع: الإصابة ج4 ص171 وهامشها في الإستيعاب
ج4 ص170 وميزان الإعتدال ج2 ص3 و 417.
([16])
مستدرك الحاكم ج3 ص112 وتلخيصه للذهبي هامش نفسه الصفحة،
والأوائل ج1 ص195 وفرائد السمطين ج1 ص248 وشرح النهج للمعتزلي
ج13 ص228 وراجع ج1 ص30 والبداية والنهاية ج3 ص26 والخصائص
للنسائي ص46 بسند رجاله ثقات، وسنن ابن ماجة ج1 ص44 بسند صحيح،
وتاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص56 والكامل في
التاريخ ج2 ص57 وذخائر العقبي ص60 عن الخلفي، والآحاد والمثاني
(مخطوط في كوپرلي) رقم 235 ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (مخطوط في
مكتبة طوپ قپوسراي رقم 497) ج1 وتذكرة الخواص ص108 عن أحمد في
المسند وفي الفضائل، وفي هوامش ترجمة الإمام علي
«عليه
السلام»
من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص44 و 45 عن: مصنف
ابن أبي شيبة ج6 الورق 155/أ وكنز العمال (ط 2) ج15 ص107 عن
ابن أبي شيبة، والنسائي، وابن أبي عاصم في السنة، والعقيلي
والحاكم وأبي نعيم وعن العقيلي في ضعفائه ج6 الورق 139 ومعرفة
الصحابة لأبي نعيم ج1 الورق 22/أ، وتهذيب الكمال للمزي ج14
الورق 193/ب وعن تفسير الطبري، وعن أحمد في الفضائل الحديث 117
ورواه في ذيل إحقاق الحق ج4 ص369 عن ميزان الإعتدال ج1 ص417
وج2 ص11 و 212 والغدير ج2 ص314 عن كثير ممن تقدم وعن الرياض
النضرة ص155 و 158 و 127 وراجع: اللآلي المصنوعة ج1 ص321.
([17])
الآية 18 من سورة الأنبياء.
([18])
الآية 22 من سورة الحديد.
([19])
الجمل ص301 و 302 وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج4 ص472 ـ 474
وفيه: أن هذا الكتاب كان إلى أهل الكوفة.
|