صفحة : 221-248  

الفصل السابع: المعتزلون.. والمخذلون..

تخذيل عمران بن الحصين أيضاً:

1 ـ روى الطبري عن سيف، عن محمد وطلحة قالا: فأرسل عمران بن حصين في الناس يخذل من الفريقين جميعاً كما صنع الأحنف. وأرسل إلى بني عدي فيمن أرسل، فأقبل رسوله حتى نادى على باب مسجدهم: ألا إن أبا نجيد عمران بن الحصين يقرئكم السلام ويقول لكم:

والله، لأن أكون في جبل حصين، مع أعنز خضر وضأن، أجز أصوافها، وأشرب ألبانها، أحب إلي من أن أرمى في شيء من هذين الصفين بسهم.

فقالت بنو عدي جميعاً بصوت واحد: إنا والله لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لشيء. يعنون أم المؤمنين.

2 ـ حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي، عن حجير بن الربيع، قال: قال لي عمران بن حصين:

سر إلى قومك أجمع ما يكونون، فقُم فيهم قائماً، فقُل:

أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، يقرأ عليكم السلام ورحمة الله، ويحلف بالله الذي لا إله إلا هو لأن يكون عبداً، حبشياً، مجدعاً، يرعى أعنزاً حصينات في رأس جبل حتى يدركه الموت، أحب إليه من أن يرمى بسهم واحد بين الفريقين.

قال: فرفع شيوخ الحي رؤوسهم إليه فقالوا: إنا لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لشيء أبداً.

ونقول:

ولنا مع النصوص المتقدمة وقفات عديدة، نقتصر على بعضها، زعماً منا: أن ذلك يكفي ليدل على ما سواه..

التركيز على التخذيل والمخذلين:

إن من الطبيعي: أن يجد الباحث نفسه خاضعاً لرقابة وجدانية صارمة، ومسؤولية شرعية دائمة، تفرض عليه أن يصارح الآخرين بما يجول في خاطره من أفكار وحيثيات، ومعانٍ، وأمور تلمسها بوجدانه، وشعوره المرهف في الحنايا والخبايا والزوايا التي رصدها، وأطل عليها، ومارسها، وأثقلته بدلالاتها، وإيحاءاتها، ولفتاتها، وإيماءاتها..

وسيعطيه القارىء الحق في التصريح بما يدور بخلده، ما دام أنه يريد أن يريه إياه، ويعرضه أمام عينيه، لا أن يفرضه عليه..

وليسمح لي القارىء الكريم بأن أعرض عليه خاطرة راودتني هنا، وهي أنني حين أقرأ النصوص التي رواها الطبري لنا، عن توزع الناس بين الفريقين في حرب الجمل أشعر أن ثمة تعمداً لإبراز ما يسمى بالتخذيل. ويبدو لي: أن ذلك جاء عفو الخاطر، أو من خلال السعي لتوصيف الواقع كما هو، بل جاء ليخدم فريقاً بعينه، ويكون جزءاً من إعلام مسموم، لم يستطع أن يخفي ملامح الكيد السياسي والإعلام التضليلي الخبيث.

وبعبارة أوضح وأصرح:

أولاً: إنهم يريدون فرض معادلة المساواة بين علي «عليه السلام» ومن معه من جهة.. وبين عائشة وحزبها من جهة أخرى، واعتبار أن هناك شبهات تفرض نفسها على الناس، وأن الناس كانوا يحاولون تجنبها.

والهدف الحقيقي من وراء ذلك: هو أن ينسى الناس أن فريق عائشة هو الذي أوغل في قتل عثمان، ثم هو الذي جاء يدعي: أنه بصدد الأخذ بثأره.

ثانياً: إن ذلك يأتي في سياق التأسيس لخطوة أكثر جرأة وتقدماً، وهي تبرئة فريق عائشة، من تبعة نكث العهد، ونقض البيعة، والخروج على الإمام، وإثارة الفتنة، وقتل الألوف من المؤمنين والمسلمين، وانتهاب بيت مالهم.. وما إلى ذلك من مآخذ.

كما أن ذلك يبعد شبح اتهام الناكثين بأنهم طلاب دنيا، وبغاةُ سلطان، وبغاة على الإمام. وما إلى ذلك..

ثالثاً: إن ذلك يفسح المجال للوصول إلى ما هو أكبر وأخطر، وهو أن يتمكن الناكثون، ومحبوهم من التلبيس على الناس إلى حد يتمكنون معه من التسويق لفرية عظمى تقول: إن علياً «عليه السلام» هو الذي افتعل هذه الحرب، وأن الناكثين هم ضحايا بطش علي، وعدم تبصره في الأمور.. وبُعْده عن أية معرفة أو بصيرة في سياسة العباد، والبلاد..

رابعاً: ثم إنهم يتصدقون على علي «عليه السلام» بفتات يلقونه إليه مع كثير من التعنيف، واللوم، والتشكي والتظلم، حين يدخلونه الجنة مع الناكثين تفضلاً وتكرماً منهم، وإن كان هو لا يستحق ذلك!!

وبعد ما تقدم يتضح لنا: أن سبب الإصرار على تقديم عمران بن حصين والأحنف بن قيس في صورة المخذل الذي ينصح الناس بعدم مساعدة الفريقين، إنما جاء لإيهام الناس أن الحق لم يكن واضحاً ولا بَيِّناً حتى لمن يعد من الأكياس والدهاة في العرب، من أمثال الأحنف، وكذلك لم يكن واضحاً لأمثال هذا الصحابي المعروف، أعني عمران بن الحصين.

وكذلك الحال بالنسبة لكل من: جليد بن زهير الجشمي صاحب خراسان، وعبد الله بن عامر التميمي كما سنرى.

عمران بن الحصين:

قد يقال: إنّ الكلمات المنقولة عن عمران بن الحصين تسيء إلى الحق وأهله، حيث إنها تريد أن تلقي في روع الناس تساوي الفريقين من حيث أن لكل منهما حرمته، وأنه لا يجوز انتهاك تلك الحرمة..

مع أن من البديهي: أن الناكث للبيعة، والناقض لعهده، والحانث بأيمانه، والمخالف لأوامر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والمتصدي لما ليس له بحق، والخارج على إمامه، والقاتل لمئات الأبرياء والصلحاء في البصرة، والذي يسطو على بيت مال المسلمين ليس له حرمة الإمام العادل، والمبغي عليه، والمظلوم، بل لا بد من التصدي له، ومنعه من مواصلة بغيه، وتمكين الإمام منه، ليعاقبه على أفاعيله، وفق شرع الله تعالى..

ومن هنا نقول:

إن كلام الأحنف في دعوته قومه لاعتزال الفريقين كان أدق وأصوب من كلام عمران بن الحصين الذي تأخر إسلامه إلى ست من الهجرة أي عام خيبر([1]).

ويبدو: أن موقفه من حرب الجمل لم يكن على ما يرام، فقد ذكروا: أنه جاء إلى عائشة، فقال لها: قد كان لك يا عائشة في إخوتك عبرة وفي أمثالك من أمهات المؤمنين أسوة، أمَا سمعت الله عز وجل يقول: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾، فلو اتبعت أمر الله كان خيراً لك.

فقالت له: يا عمران، قد كان ما كان، فهل عندك عون لنا، وإلا فاحبس عنا لسانك.

قال: أعتزلك وأعتزل علياً.

قالت: رضيت بذلك منك([2]).

قال ابن أبي الحديد: «روي أن عمران بن الحصين كان من المنحرفين عنه «عليه السلام»، وأن علياً سيره إلى المدائن، وذلك أنه كان يقول: إن مات علي، فلا أدرى ما موته، وإن قتل فعسى أني إن قتل رجوت له. ومن الناس من يجعل عمران في الشيعة»([3]).

وربما يكون عمران متقلب الأحوال، مضطرب المواقف، بسبب ذلك. فاختلفت الآراء فيه.

لا يتركون ثقل رسول الله :

تقدم قول القائلين: إنهم لا يتركون ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» لشيء أبداً.

ونحن وإن كنا نوافقهم على لزوم حفظ ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ولكننا نقول:

إن حفظ ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يعني نكث البيعة، والدخول في حرب مع الامام العادل، ولا يعني أن نأتمر بكل ما يأمرنا به ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى لو أمرنا بالمعاصي، وبقتل الأنفس المؤمنة والصالحة، وإزهاق الأرواح البريئة، وتمزيق شمل الأمة، وإسقاط نظامها.. بل يعني أن ندفع عنه الظلم، وأن نمنعه هو من أن يظلم غيره، وأن نصرَّ عليه بالالتزام بشرع الله، وبأوامر الله ورسوله «صلى الله عليه وآله»..

وهذا على حد الحديث الشريف الذي يقول: «أنصر أخاك ظالما أو مظلوماً».

فلما سئل «عليه الصلاة والسلام» عن معنى نصرته ظالماً، أجاب: «تمنعه عن الظلم»([4]).

عائشة: تُشَجِّع على اعتزال الحرب:

وروى إسرافيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهمداني قال: جاء جليد بن زهيرٍ الجشمي، وعبد الله بن عامر التميمي، فدخلا على عائشة فسلما عليها. فقالت: من هذان الرجلان؟!

فقيل لها: هذا جليد بن زهيرٍ صاحب خراسان، وهذا عبد الله بن عامرٍ التميمي.

فقالت: هما معنا أم علينا؟!

فقالا: لا معك ولا عليك، حتى يستبين لنا الأمر.

فقالت: كفى بالاعتزال نصرةً([5]).

وهذا النص يظهر:

أولاً: أن عائشة لم تحاول إقناع هذين الرجلين بلزوم نصرتها، بل بادرت إلى مطالبتهما باعتزال الطرفين، وكأنها كانت تعلم أنها لا تستطيع إقناعهما بما تحب..

والظاهر: أن سبب ذلك: هو أنها كانت تعرف أن حجتها قاصرة أمام المنطق وأهله، وقد جربت حظها في إقناع الآخرين، فلم تفلح كثيراً..

وقد عرفنا نتيجة جهدها مع الأحنف، وعمران بن الحصين، ومع أبي الأسود وغيرهم، لأنها تعرف بأنها لا تستطيع مقاومة حجج علي «عليه السلام».. لا سيما وأن هذين الرجلين سوف يستمعان لكلا الفريقين، وسينظران في الأمر بعين البصيرة والعقل، ولن تستطيع عائشة في هذه الحالة أن تقنعهما بشيء، لأن ما تملكه من رصيد يتمثل بسذاجة، وغفلة، وانسياق مع المشاعر والعواطف التي تنطلق من عناوين مبهمة وغائمة، ككونها زوجة الرسول، وابنة أبي بكر.. وادعاء الأخذ بثارات عثمان.. ونحو ذلك..

وأمثال هذه الأمور تتبخر وتتلاشى، وتصبح هباءً منثوراً بأدنى نظر وتبصر، فإن المعيار هو العمل والممارسة الموافق للحق والعدل، لا الزوجية، ولا البنوة ولا غير ذلك..

كما أن أبناء عثمان هم الذين يطالبون بدمه. وليس من أمرها الله بالقرار في بيتها، وحذَّرها رسوله «صلى الله عليه وآله» من الخروج على علي «عليه السلام»، ومن أن تكون التي تنبحها كلاب الحوأب..

ثانياً: قد صرحت عائشة بأنها ترى: أن اعتزال الحرب يعد خدمة ونصرة لها. وربما يكون السبب في ذلك:

ألف: أنها قد تعتبر: أن الاعتزال يعد خطوة على طريق التخلي عن بيعتهم لعلي «عليه السلام»..

ب: إنها في نفس الوقت الذي كانت تعلم فيه أنها لن تستطيع أن تجتذب هؤلاء الناس إلى نصرتها والحرب إلى جانبها. فإنها تعتبر أن حرمان علي «عليه السلام» من نصرتهم يعد نصراً ومعونةً لها، لأنه يوفر عليها جهداً في رد عاديتهم، وتحمل الخسائر التي سيتعرض لها أنصارها من قبل هؤلاء إذا حاربوهم إلى جانب علي «عليه السلام».

الحسن البصري يعتزل الحرب:

عن ابن عباس «رضي الله عنه» قال: لما فرغ أمير المؤمنين «عليه السلام» من قتال أهل البصرة وضع قتباً على قتب، ثم صعد عليه فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، فقال:

يا أهل البصرة، يا أهل المؤتفكة، يا أهل الداء العضال، يا أتباع البهيمة، يا جند المرأة.. رغا فأجبتم، وعقر فهربتم، ماؤكم زعاق، ودينكم نفاق، وأحلامكم دقاق.

ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته، فمشينا معه، فمرّ بالحسن البصري وهو يتوضأ، فقال: يا حسن أسبغ الوضوء..

فقال: يا أمير المؤمنين، لقد قتلت بالأمس أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، يصلّون الخمس ويسبغون الوضوء.

فقال له أمير المؤمنين «عليه السلام»: قد كان ما رأيت؛ فما منعك أن تعين علينا عدوّنا؟!

فقال: والله لأصدقنّك يا أمير المؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت، وصببت عليّ سلاحي، وأنا لا أشك في أنّ التخلّف عن أمّ المؤمنين عائشة هو الكفر، فلمّا انتهيت إلى موضع الخريبة نادى مناد: يا حسن ارجع، فإن القاتل والمقتول في النار.

فرجعت ذعراً، وجلست في بيتي. فلمّا كان اليوم الثاني لم أشكّ أن التخلّف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر، فتحنّطت، وصببت عليَّ سلاحي، وخرجت أريد القتال، حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة، فناداني منادٍ من خلفي: يا حسن، إلى أين مرة بعد أخرى، فإن القاتل والمقتول في النار.

فقال عليّ: صدقت. أفتدري من ذاك المنادي؟!

قال: لا.

قال: ذاك أخوك إبليس، وصدقك أنّ القاتل والمقتول في النار.

فقال الحسن البصري: الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى([6]).

لا زلت مسوءاً:

ذكرت الروايات: أن الحسن بن أبي الحسن البصري ـ أبا سعيد ـ كان منحرفاً عن علي «عليه السلام»، فقد روي: أن علياً «عليه السلام» رآه وهو يتوضأ للصلاة ـ وكان ذا وسوسة ـ فصب على أعضائه ماءً كثيراً، فقال له: أرقت ماءً كثيراً يا حسن!

فقال: ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر.

قال: أوساءك ذلك؟!

قال: نعم.

قال: فلا زلت مسوءاً.

قالوا: فما زال الحسن عابساً، قاطباً، مهموماً إلى أن مات..([7]).

وفي نص آخر عنه قال: «لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» البصرة مرَّ بي، وأنا أتوضأ، فقال: يا غلام أحسنْ وضوءك يحسن الله لك. ثم جازني.

فأقبلت أقفو أثره.. فحانت منه التفاتة، فنظر إلي، فقال: يا غلام، ألك حاجة؟!

قلت: نعم، علمني كلاماً ينفعني الخ..»([8]).

فيلاحظ: أنه يذكر كلام علي «عليه الصلاة والسلام» له، ولا يذكر ما أجابه هو به.. لكنه يحاول أن يذكر لنفسه فضيلة تبعد عنه شبهة انحرافه عن علي «عليه السلام».

وقد ولد الحسن البصري لسنتين بقيتا من خلافة عمر([9]).

وقد قتل عمر في سلخ ذي الحجة، ودفن هلال شهر محرم سنة أربع وعشرين([10]).

ونقول:

إن هذه الرواية تضمنت أموراً هامة، نذكر منها ما يلي:

ما نريده من هذا النص:

كان ينبغي أن نذكر هذا النص بعد الانتهاء من ذكر أحداث حرب الجمل، ولكننا آثرنا ذكره هنا، لأجل أنه يتحدث عن اعتزال شخصية معروفة لحرب الجمل، وعن سبب اعتزاله.

وهذا هو نفس موضوع الحديث في هذا الفصل.. كما أننا سوف نرجئ الحديث عن خطبة أمير المؤمنين التي ذكرنا آنفاً شطراً منها إلى موقعه الطبيعي، فنذكره في سياق بيان ما جرى بعد انتهاء الحرب إن شاء الله تعالى..

نكتفي هنا بذكر بعض النقاط، مع مراعاة الاختصار، والاقتصار على ما نرى ضرورة التعرض له، فنقول:

الحسن البصري منحرف عن علي ×:

قال المحمودي ـ المعلق على كتاب البحار عن الحديث المرتبط بوضوء الحسن، والحديث عن سبب اعتزاله الحرب ـ ما يلي:

«والحديثان مرسلان لم يعلم حال رواتهما ـ كحديث آخر بعد الحديث الثاني ذكره في الاحتجاج أيضاً. فلا يمكن ـ بلا قرينة قطعية على صدقهما أو كذبهما ـ الاستدلال بهما على إثبات شيء أو نفيه كما تحقق في علم الأصول.

إذاً فلا يمكن جعلهما دليلاً على انحراف الحسن البصري، لا سيّما مع قيام شواهد كثيرة على حسن حاله، وأنّه كان يدافع عن علي «عليه السلام»، ويذكر خصائصه، وأنه كان على الحق، ومن خالفه كان على الباطل. والحق أن الرجل لم يكن من المنحرفين عن أهل البيت «عليهم السلام»، وإن لم يكن من حواريِّيهم أيضاً»([11]).

وهذا الكلام غير صحيح، فإن من الممكن أن يكون الحسن انحرف عن علي زماناً، ثم ظهر له الحق.

كما أن نفس رواية فضائل علي «عليه السلام» قد تكون لأسباب شتى، وقد يرويها حتى المنحرف عنه «عليه السلام»..

وعلى كل حال نقول:

هناك نصوص كثيرة تؤكد انحراف الحسن البصري عن علي «عليه السلام»، أو هي توجب الشك والشبهة في ولائه، ومن ذلك: ما رواه البعض، من أن أمير المؤمنين «عليه السلام» أخرجه من المسجد، ونهاه عن التكلم..([12]).

كما أنه كان إذا جلس، فتمكن في مجلسه ذكر عثمان، فترحم عليه ثلاثاً، ولعن قتلته ثلاثاً، ويقول: لو لم نلعنهم لَلُعِنَّا.

ثم يذكر علياً، فيقول: لم يزل أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» مظفراً مؤيداً حتى حكَّم، ثم يقول: ولم تحكِّم والحق معك؟! ألا تمضي قدماً لا أبا لك؟!([13]).

فليتأمل المتأمل في جرأته هذه على أمير المؤمنين، وسيد الوصيين «عليه السلام»!!

بل لقد كان بغضه لأمير المؤمنين «عليه السلام» مشتهراً بين الناس، حتى لقد جاء رجل إليه، فقال له: «أبا سعيد، إنهم يزعمون [أو إن الشيعة يزعمون] أنك تبغض علياً»؟!

فبكى.. ثم تذكر الرواية تبرئته لنفسه من ذلك، ومدحه لأمير المؤمنين «عليه السلام»([14]).

وفي نص آخر: أن ذلك الرجل قال له: «بلغنا أنك تقول: لو كان علي بالمدينة يأكل من حشفها لكان خيراً له مما صنع..

فقال له الحسن: إلخ..»([15]).

وروي عن حماد بن سلمة: أن الحسن كان من المخذلين عن نصرة علي «عليه السلام»([16]).

وقال المعتزلي: وممن قيل عنه: إنه كان يبغض علياً «عليه السلام» ويذمه، الحسن البصري([17]).

وروي أن أمير المؤمنين «عليه السلام» أخرجه من المسجد، ونهاه عن التكلم([18]).

شراسة وجرأة الحسن البصري:

إننا نرى في الحديث الذي تضمن أمر علي «عليه السلام» للحسن البصري بأن يسبغ الوضوء: أن الحسن يبادر إلى مهاجمة علي «عليه السلام» بشراسة وجرأة، لمجرد أنه «عليه السلام» أرشده إلى لزوم رعاية حكم شرعي، لم يكن الحسن يراعيه رغم بداهته ووضوحه..

وتبرز أمامنا عدة أسئلة:

أولاً: عن سبب هذه الجرأة..

ثانياً: عن مبررات هذه الشراسة الظاهرة والهجوم العنيف على إمام مبسوط اليد، خرج لتوه من حرب هائلة، طحنت عشرات الألوف من الناس. إذ يفترض في أي كان من الناس أن لا يثير الشجون، ولا يعبث بالمشاعر لدى أصحاب الإمام «عليه السلام»، لأنها ستكون ـ بطبيعة الحال ـ متشنجة، وبالغة الحساسية، وربما يؤدي تهييجها إلى ما لا تحمد عقباه..

ثالثاً: هل يعقل أن يكون مثل الحسن، الذي يعدونه من أهل العلم والفقه: أن يجهل هذا الحكم البديهي والواضح؟!

ونجيب:

1 ـ بالنسبة لجرأة الحسن البصري على أبي الحسن «عليه السلام»، نقول:

إن سببها هو: أنهم عرفوه فأمنوه.. لقد عرفوا دينه، وموازينه ومبادئه، وأنه لا يتخلى عنها مهما كان الثمن.

ولو أن أحداً ادعى أنه لم يبلغه الكثير من سيرة علي «عليه السلام»، وما يدل على نهجه، فإن أحداً لا يستطيع أن يدعي أنه لم يبلغه ما جرى عليه، وعلى زوجته فاطمة الزهراء «عليهما السلام»، حين استشهاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنها ضربت، وأسقط جنينها، وهوجم بيتها، وأرادوا إحراقه بمن فيه.. وفيه علي وزوجته فاطمة بنت الرسول، والحسنان «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

وقد أثبت بصبره الهائل على كل هذه المصائب: أن ما يهمه هو حفظ الدين وأهله، وصيانة جهود رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجميع الأنبياء والأوصياء من الضياع والبوار..

2 ـ بالنسبة لشراسة الحسن في مواجهة علي «عليه السلام» ـ بالرغم من أنه «عليه السلام» قد أحسن إليه بإرشاده إلى حكم شرعي لا بد له من مراعاته ـ نقول:

لعل سببه:

ألف: شعوره بأنه تلقى ضربة قاصمة، حيث ظهر جهله بأبسط وأوضح الأحكام، التي يمارس تطبيقها في كل يوم عدة مرات.. وهو حكم لا يمكن أن يجهل أحد وجه الصواب فيه، وفي كيفية تطبيقه العملي.. لأنه مطلوب من جميع الناس على اختلاف أحوالهم، وصفاتهم، ومواقعهم..

ب: لعل شدة انحرافه عن علي «عليه السلام»، وبغضه له قد كان هو الداعي له إلى إظهار هذه الشراسة غير المتوقعة..

ج: يبدو: أنه كان يدين الله تعالى بتكفير علي «عليه السلام» ـ والعياذ بالله ـ لأنه إذا كان يرى أن التخلف عن نصرة عائشة هو الكفر، فهل ترى أنه سيرى أن من يقاتلها مؤمن أو مسلم؟!

د: لعل نزق الشباب، وعدم تقدير الأمور، والرعونة الناشئة عن الطيش والهوى، والجهل المطبق بالحقائق كان مؤثراً في اندفاعه غير المعقول ولا المقبول..

3 ـ أما الإجابة على السؤال الثالث والأخير، فهي أننا لا نتوقع أن يكون الحسن البصري آنئذ عالماً ولا فقيهاً، فإن عمره كان أقل من خمسة عشر عاماً، لأنه ولد قبل قتل عمر بن الخطاب بسنتين كما تقدم.. ولا نتوقع أن يكون لديه في هذا السن الكثير من العلم، ولعله كان يجهل حتى بأبسط الأشياء. وقد قرأنا أن الناس الذين ساروا إلى فتح بعض بلاد فارس، بقيادة أبي موسى الأشعري في عهد عمر، كانوا لا يعرفون أن الحدث يوجب الوضوء، فأرسل أبو موسى من ينادي في ذلك الجيش: أن الوضوء على من أحدث..

ومن يراجع كتب التراجم، مثل تذكرة الحفاظ وغيره، يلاحظ في ترجمة أعيان العلماء: ما يشير إلى ذلك، حيث نقرأ فيها: أن العالم الفلاني كان عنده عشرة أحاديث، أو ثلاثون، أو عشرون، أو ستون حديثاً، أو نحو ذلك.. مع أنك تراهم يبالغون في علمه، ويصفونه بأوصاف باهرة، وكبيرة، ويثنون عليه بما لا مزيد عليه..

ما منعك؟!:

وحين أفرغ الحسن البصري ما في جعبته من تجنيات على علي «عليه السلام» ظن أنها تمثل إدانة له، حيث ادعى أنه قتل عدواناً بالأمس أناساً يشهدون الشهادتين، ويعملون بأحكام الشريعة.

لم يجبه «عليه السلام»: بأن عليك أن تسأل عائشة وطلحة والزبير نفس هذا السؤال.. مع أنه سؤال وجيه جداً.. فأجابه «عليه السلام» بالسؤال الصاعق، الذي بين له: أن هذا يمثل إدانة للسائل نفسه، إذ لو كان الأمر كما يقول، فقد كان عليه أن لا يقف على الحياد، بل يكون مع الطرف الآخر، فإن الحياد في هذا الموقع خيانة ومعصية، فلماذا خان وعصى؟!

الحسن.. وإبليس:

وجاء جواب الحسن البصري على شكل رواية تقول: إنه خرج في أول يوم متسلحاً مغتسلاً، قاصداً نصرة الناكثين، لأنه ظن أن التخلف عن عائشة هو الكفر.. فسمع من الخربة منادياً ينادي: ارجع، فإن القاتل والمقتول في النار، فرجع..

ثم تكرر هذا الأمر معه مرة أخرى في اليوم الثاني.. الخ..

وهو جواب لا يسمن ولا يغني من جوع:

فأولاً: كيف صار التخلف عن عائشة كفراً.. والحال أن عائشة تقود جيش الناكثين.. وهي عاصية ـ بخروجها ـ أمر الله ورسوله.. كما أنها تدعو إلى نكث بيعة إمام أجمعت الأمة، واجتمعت عليه.

كما أن عائشة نفسها كانت قد أمرت بقتل طائفة كبيرة من المؤمنين في البصرة قبل حرب الجمل الأكبر.

ثانياً: هناك مفاجأة أخرى سجلها «عليه السلام» حين أخبر أن الذي نادى الحسن من الخريبة هو إبليس.

وربما كان هدف الحسن من إيراد هذا الحديث هو الإيحاء بأن له مقاماً محموداً عند الله، إلى حد أن الكرامات تظهر له، والملائكة تسمعه صوتها، وتحل له المشكلات.. وإذ به يفاجأ بأن الذي كان يحدثه ويناديه هو إبليس لا الملك، فتبخرت الأحلام بإنتاج القداسة من خلال هكذا ادعاءات..

ثالثاً: ومما زاد الطين بلة: أنه «عليه السلام» حين صرح باسم إبليس قال للحسن: ذلك أخوك إبليس. فإن دل هذا على شيء فلا بد أن يدل على أن ثمة قواسم مشتركة جعلت صحة اعتبار هذا أخاً لذاك..

رابعاً: والأهم من ذلك: أنه «عليه السلام» قد بيَّن للحسن: أنه لم يفهم معنى كلام إبليس: «القاتل والمقتول في النار»، فإنه يحتمل فيه معنيان:

أحدهما: التسوية بين القاتل الظالم والمظلوم المقتول. وهذا غير معقول ولا مقبول، فإن من غير الممكن أن يكون الظالم والمظلوم سواء عند الله، فإن ذلك يناقض أبده البديهات، وهو يخالف الكثير الكثير من الآيات الصريحة، والأحاديث المتواترة، ويسقط حكم العقل والوجدان، وقضاء الفطرة..

الثاني: أن يكون المراد: أن القاتل والمقتول من الظالمين والناكثين والمعتدين في النار. وهذا المعنى منسجم مع الموازين الصحيحة والمعايير الواضحة والصريحة، وليس فيه أي تأويل، أو صرف عن الظاهر، بل ليس فيه مجاز ولا كناية ولا غير ذلك.

فلماذا يصرف النظر عنه إلى معنى يتناقض مع الثوابت، ويوقع في مخالفة أبده البديهيات الشرعية والعقلية والوجدانية والفطرية؟!

أرقت ماء كثيراً يا حسن:

وقد ذكرت الرواية الأولى: أن علياً «عليه السلام» أخذ على الحسن البصري الإسراف في الماء وهو يتوضأ.. وهذا يدل على تشدد الإسلام في أمر الإسراف، فلا يرضى به حتى لو كان في صب الماء في الوضوء..

وهذا يعني: أنه لا بد من رعاية التوازن والتقدير في مختلف الأمور، وفي جميع الأحوال.. ويريد الله سبحانه أن يكون ذلك جزءاً من وعي الناس، وفي صلب تفكيرهم، إلى حد أن تصبح الممارسة على أساسه ومن خلاله عفوية وطبيعية..

وفي هذا تخطئة ضمنية للنظرة التي تجعل من توفر الكثرة سبيلاً للتساهل وعدم المبالاة في رعاية حالة التوازن في الممارسة.. ولكن الإسلام يقول: إن الإسراف ممقوت في حد ذاته، فحتى إذا كان الماء أنهاراً وبحاراً، فإن ذلك لا يبرر الهدر والإسراف فيه..

  لا زلت مسوءاً:

وقد جاءت كلمة الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للحسن البصري: لا زلت مسوءاً، على سبيل الدعاء عليه، وصرحت الرواية بأن الله تعالى قد استجاب هذا الدعاء فيه: فما زال الحسن مسوءاً مهموماً حتى مات..

وما نريد لفت النظر إليه في هذا المورد هو ما يلي:

1 ـ إن الحسن البصري قد أخذ على أمير المؤمنين «عليه السلام»: أنه أكثر من إراقة دماء المسلمين.. فإن كان قد أراقها ظالماً معتدياً فقد كان على الحسن أن يكون في جملة المتصدين له..

وإن لم يكن ظالماً، فيجب أن يكون في جملة أنصاره الراضين بفعله، ولا يعد ذلك من المؤاخذات عليه.

وإن كان يرى أن كلا الفريقين في النار، فكان يجب عليه أن يعترض على الفريق الآخر أيضاً بمثل ما اعترض به على علي «عليه السلام».

على أنه إن كان الفريقان في النار، فلماذا يستاء الحسن من إراقة دمائهم، ويجعل ذلك من المآخذ على أمير المؤمنين «عليه السلام»؟!

2 ـ إن من لا يعرف أبسط الأحكام الشرعية، التي يحتاج إليها ويمارسها في كل يوم عدة مرات، والتي لا يجهلها عامة الناس، كيف يعرض صدره لإبداء الرأي في قضيةٍ خطيرةٍ تعني الأمة بأسرها، مع أنه قد يترتب على هذا الرأي هتك حرمات، ويلامس مصير جيل عظيم من الناس؟!

3 ـ إن من يسوءه ويحزنه إراقة دماء الناكثين للبيعة، ومثيري الفتنة في الأمة، والقتلة لألوف الناس بلا ذنب، حتى قبل أن يصل إليهم علي «عليه السلام» ـ إن من يسوءه قتل هؤلاء ـ ينبغي أن يظل مسوءاً بما يراه من نكبات تحل بالظالمين والمعتدين على الأمة والناكثين للعهود..

ولعل هذا هو ما قصده علي «عليه السلام» بدعائه على الحسن بقوله: «فلا زلت مسوءاً».

4 ـ إن احتياط الحسن البصري الذي تجلى بصب الماء الكثير على أعضائه كان ينبغي أن يسري إلى القضايا الكبرى التي تمس الدين ومستقبل الأمة بأسرها أيضاً، فيدقق فيها، ليعرف المحق من المبطل، وعليه أن ينظر: هل كان يجوز لعلي «عليه السلام»، ولغيره أن يتركوهم ليعيثوا فساداً في الأمة، ويعبثوا بأمنها، ويعرضوها للخطر الشديد والأكيد؟!

التحوير والتزوير:

وبعدما تقدم نقول:

إن أهل الباطل لم يتركوا الأمور تجري على طبيعتها، بل حاولوا أن يمارسوا التزوير حتى في أبده البديهيات، وأوضح الواضحات، فحوروا هذه الرواية بالذات، وزعموا: أن المقصود بالحسن هو الحسن بن علي «عليه السلام»، لا الحسن البصري.

وبناءً على ذلك، زعموا: أن الحسن بن علي «عليه السلام» كان عثمانياً..

وقد بينا في كتابنا هذا: أن هذا كلام باطل بلا ريب.. غير أن تذكير القارئ الكريم ببعض ما ينبغي تذكُّره، لن يكون بغير فائدة أو عائدة، فنقول:

قالوا عن الإمام الحسن «عليه السلام»: إنه «كان عثمانياً بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة».

وقالوا: «وربما غلا في عثمانيته حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحب إلخ..».

فقد روى البلاذري: أنه «عليه السلام» مر بابنه الحسن، وهو يتوضأ، فقال له: اسبغ الوضوء، يا حسن.

فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة لقد قتلتم ـ قتلت ـ بالأمس رجلاً كان يسبغ الوضوء.

فلم يزد على أن قال: لقد أطال الله حزنك على عثمان([19]).

ونذكر هنا ما يلي:

أولاً: إن من نزلت في حقه آية التطهير، ويكون سيد شباب أهل الجنة لا يمكن أن يكون ممن لا يحسن الوضوء..

ثانياً: إن الإمام الحسن «عليه السلام» كان ابن علي «عليه السلام» وابن النبي المصطفى «صلى الله عليه وآله»، وقد عاش معهما وفي كنفهما، ومع الإمام الحسين والزهراء «عليهما السلام»، وسائر أهل البيت وغيرهم. فمن كان كذلك، هل يعقل أن يكون أمره مخفياً على الناس، وحتى على هؤلاء الصفوة، فلم ير أحد منهم الإمام الحسن «عليه السلام» يتوضأ طيلة أكثر من ثلاثين سنة، ليرى خطأه يرشده إلى خطئه الذي هو واقع فيه؟!

وهل يعقل: أن يكون الإمام الحسن نفسه لم ير وضوء النبي «صلى الله عليه وآله» ولا وضوء علي وفاطمة «عليهما السلام» وغيرهم ليتعلم منهم الوضوء الصحيح؟!

ثالثاً: خلو هذا الأسلوب من أدب التعاطي مع الأمور، ولا سيما للابن مع أبيه، ولا سيما إذا كان الابن هو الحسن، والأب هو علي «عليهما السلام»، فلا يمكن أن يكون خالياً من الأدب الرسالي كما تريد هذه الرواية المزعومة أن توحي به، وذلك واضح..

رابعاً: ألم يكن علي «عليه السلام» هو الذي أرسل الإمام الحسن «عليه السلام» ليكون هو والحسين «عليه السلام» على باب عثمان، ويدفعا عنه المهاجمين؟!

خامساً: ألم يكن الإمام الحسن «عليه السلام» يعرف أن أباه مع الحق ومع القرآن، والقرآن والحق معه. فكيف يتهمه بقتل الناس، وظلمهم، حتى الذين كانوا من أهل الدين ويهتمون بمراعاة أحكام الشرع في عباداتهم وغيرها؟!


([1]) الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1208 وأسد الغابة ج4 ص137 وتهذيب الكمال ج22 ص319 و 320 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج17 ص132 والأعلام للزركلي ج5 ص70 وغريب الحديث لابن سلام ج4 ص286 وعمدة القاري ج4 ص26 وتقريب التهذيب ج1 ص750 وتهذيب التهذيب ج8 ص111 والبداية والنهاية ج8 ص66.

([2]) الجمل للشيخ المفيد 310 ـ 311 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص166 ـ 167 والمغني لعبد الجبار ج20 ق2 ص81.

([3]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص77 وبحار الأنوار ج34 ص289.

([4]) راجع: مسند أحمد ج3 ص201 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج8 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص94 وعمدة القاري ج24 ص107 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص411 وبغية الباحث ص241 ومسند أبي يعلى ج6 ص449 ومقدمة ابن الصلاح ص226 ورياض الصالحين ص170 والعهود المحمدية ص386 و 793 وكشف الخفاء ج1 ص209 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص280 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص170 وتاريخ مدينة دمشق ج5 ص83 وج15 ص252 وذيل تاريخ بغداد ج1 ص106 ومطالب السؤول ص111.

([5]) الجمل للمفيد ص310 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص166.

([6]) بحار الأنوار ج32 ص225 و 226 عن الإحتجاج ج1 ص170 و 171.

([7]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص95 وقاموس الرجال ج3 ص197 عنه.

([8]) الأمالي للشيخ المفيد ص119 وبحار الأنوار ج77 ص424 و 310 وتيسير المطالب ص177 و 178.

([9]) وفيات الأعيان (ط سنة 1310هـ.ق) ج1 ص129.

([10]) تاريخ ابن الوردي ج1 ص199.

([11]) راجع: بحار الأنوار ج32 هامش ص225.

([12]) راجع: التراتيب الإدارية ج2 ص272.

([13]) العقد الفريد ج2 ص235 والكامل للمبرد ج3 ص216.

([14]) العقد الفريد ج2 ص229 وفي هامشه عن الأمالي ج3 ص194.

([15]) البيان والتبين ج1 ص108 وراجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص95 وقاموس الرجال ج3 ص197 عنه.

([16]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص95 وقاموس الرجال ج3 ص197 عنه.

([17]) راجع: الهامش السابق.

([18]) التراتيب الإدارية ج2 ص272.

([19]) راجع: أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج3 ص12 وج5 ص81 والفتنة الكبرى (علي وبنوه) ص176. وراجع: الإمام الحسن لآل يس ص50 وسيرة الأئمة الاثني عشر ج1 ص543.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان