الأحـزاب إلـى الـمـديـنـــة

   

صفحة :133-186   

الأحـزاب إلـى الـمـديـنـــة

 

تمهيد وبيان:

لقد كان لتوالي الحروب في المنطقة فيما بين المسلمين من جهة وبين أعدائهم من اليهود والمشركين ومن تبعهم من جهة أخرى، وانشغال المسلمين الدائم بهذه الحروب تأثير قوي على حالة المسلمين الإقتصادية، حيث اختلت الحياة التجارية والحرفية وظهرت عوارض خطيرة فيما يختص بالشأن الزراعي، حيث كانت الزراعة بمثابة العمود الفقري للإقتصاد بالنسبة لأهل المدينة على الخصوص.

وقد بدأت بوادر الحاجة الملحة في النواحي المعيشية، وشحة المواد الغذائية تظهر بصورة وبأخرى في هذا المجتمع الإسلامي الصغير الناشئ، والمحاط بالأعداء، والمستهدف بالشر والسوء من كل ناحية ومكان.

وبعد أن خاض المسلمون عدة حروب، ومروا بأزمات كثيرة في أكثر من اتجاه، وبعد كسر شوكة بني النضير، وكشف خياناتهم وإفشال مؤامراتهم، وبعد غزوة ذات الرقاع وغيرها.. جاء تأجيل المشركين للحرب في بدر الموعد بسبب رعبهم وخوفهم ثم استفادة المسلمين تجارياً من سوق بدر بهذه المناسبة أمراً يبعث على الإرتياح، ويثير البهجة والأمل، والشعور لديهم بإمكانية تحسن الأوضاع المعيشية، حيث يتوفر الوقت الكافي لإعادة تنظيم مواسمهم الزراعية، والإنتعاش إقتصادياً في مجالات أخرى من حرفية، وتجارية وغيرها في أجواء يهيمن عليها السلام والأمن، والطمأنينة النسبية.

هذا بالإضافة إلى تـوفـر الـوقت لمواجهة المشكلات التي خلفتها الحروب السابقة، فردية كانت أو اجتماعية، ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها، أو التخفيف من وطأتها. وعسى ولعل يمكنهم أيضاً ترتيب العلاقات بمن يحيطون بهم في المنطقة بصورة أكثر حميمية وصفاء، وصياغتها بصورة أكثر قوة وثباتاً عنها من ذي قبل.

ثم إنهم بعد وفوق كل ذلك يصبحون أقدر على ممارسة دور الإعلام المركز والهادئ للدعوة الإلهية التي يحملونها، ويقومون بواجبهم في نشرها، لتقوم على أسس متينة ورصينة من القناعات العقلية والوجدانية، ولتثمر من ثم حياة في الفكر، ويقظة في الضمير ومسؤولية وطهراً في الوجدان.

فجاءت حرب الأحزاب المفاجئة لتبدد كل هذه الآمال، ولتزيد من قسوة الظروف، ومرارة المعاناة، ولتكون الكابوس المخيف والمخيف جداً. خصوصاً بما تميزت به من حشد بشري هائل، وإعداد واستعداد لم تعرفه المنطقة من قبل. مع هذا الإجماع المستقطب تقريباً على العداء لهم من مختلف القبائل والديانات والشعوب التي تعيش في المنطقة. يصاحبه اطمينان إلى التعاطف والتأييد من كل الآخرين من أي الديانات، أو الفئات كانوا، في جزيرة العرب، أو في خارجها.

ثم إن حركة الأحزاب قد جاءت محرجة للمسلمين إلى درجة كبيرة وخطيرة من الناحية العسكرية والاستراتيجية الحربية، لأنها اتخذت صفة هجوم شامل عليهم، من مختلف المواضع والمواقع، ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ﴾.

يقابل ذلك: ضعف ظاهر لدى المسلمين، في العدة وفي العدد، واختراق خطير من قبل الأعداء لصفوف أهل الإيمان، من خلال قوى النفاق التي كانت تتغلغل داخل جسم هذا المجتمع الإسلامي الصغير والناشئ.

هذا كله، بالإضافة إلى المشاكل المعيشية والحياتية على مستوى الفرد والجماعة. سواء تلك المشاكل الناشئة عن الحروب والمواجهات مع الأعداء، أو المشاكل التي تنشأ عادة من صياغة حياة اجتماعية لفئات تعاني أصلاً من تناقضات كثيرة فيما بينها، بسبب اختلافها في مستوياتها وفي حالاتها الطبيعية والعارضة، وبسبب وجود الكثير مما هو من مخلفات الجاهلية الرعناء.

ولا ننسى هنا الإشارة إلى ضعف تأثير العامل القبلي لدى الفريق الإسلامي، لأن المسلمين كانوا لا يشكلون تياراً قبلياً زاخراً وهادراً ذا لون واحد، لأنهم عبارة عن مجموعات صغيرة من قبائل شتى، فيبقى الشعور والعصبية للقبيلة هو العامل الأضعف تأثيراً على صعيد رص الصف، وتقوية البنية، وتأكيد اللحمة الداخلية. وإنما الحالة الإيمانية والدينية وحدها هي التي توحدهم، وتشد من أزرهم، وتشحذ فيهم الهمم، وتبعث فيهم روح الإباء والشمم. وقد كانت هذه الروح في بدايات تكوينها لدى الكثيرين منهم فلم تكن مؤهلة للصمود كثيراً وطويلاً في المواضع الصعبة والخطيرة.

وأخيراً.. نشير إلى أن تحزيب الأحزاب قد انطلق من خلال قناعة تامة، ومن شعور أكيد بأن قوة المسلمين قد بلغت حداً لم يعد يمكن القضاء عليها إلا بحشد كامل وشامل لكل القدرات والقوى المادية والمعنوية على مستوى المنطقة بأسرها. وهذا ما حصل بالفعل، كما سنرى. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

تحزيب الأحزاب في روايات المؤرخين:

لقد ذكر المؤرخون ـ والنص في أكثره للواقدي ـ: أنه لما أجلى النبي «صلى الله عليه وآله» يهود بني النضير، ساروا إلى خيبر. وكان بها من اليهود قوم أهل عدد وجلد (وليس لهم من البيوت والأحساب ما لبني النضير) فخرج عدد من اليهود، بعضهم من بني وائل والباقون من بني النضير، وهم بضعة عشر رجلاً، أو حوالي عشرين، خرجوا إلى مكة يدعون قريشاً واتباعها إلى حرب محمد «صلى الله عليه وآله». وكان ذلك في السنة الرابعة، أو الخامسة أو السادسة للهجرة.

وهؤلاء هم ـ كما ورد في النصوص المختلفة ـ: حيي بن أخطب، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وهوذة بن الحقيق، وهوذة بن قيس الوائلي (أو الوالبي كما في الإرشاد) وهو أوسي من بني خطمة، وابو عامر الراهب أو أبو عمار، ـ الوائلي ـ أو أبو عمارة الوالبي، كما عند المفيد في نفر من بني والبة.

وزاد البعض: سلام بن مسلم.

وأضاف آخر: «حوج بن عامر، وأبا رافع، والربيع بن أبي الحقيق»([1]).

وأضاف غيره: «سلام بن أبي الحقيق، لكن عند ابن الأثير: عبد الله بن سلام بن أبي الحقيق».

قال المفيد: «فصاروا إلى أبي سفيان لعلمهم بعداوته لرسول الله، وتسرعه لقتاله، فذكروا له ما نالهم منه. وسألوه المعونة على قتاله، فقال: إنا لكم حيث تحبون، فاخرجوا إلى قريش، فادعوهم إلى حربه، واضمنوا النصرة لهم، والثبوت معهم حتى تستأصلوه. فطافوا على وجوه قريش، ودعوهم إلى حرب النبي».

ويستمر الواقدي وغيره فيقولون: فقالوا لقريش: نحن معكم حتى نستأصل محمداً.

أو قالوا: سنكون معكم عليه، حتى نستأصله ومن معه.

قال أبو سفيان: هذا الذي أقدمكم ونزعكم؟

قالوا: نعم. جئنا لنحالفكم على عداوة محمد وقتاله.

قال أبو سفيان: مرحباً وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد.

زاد في نص آخر قوله: «ولكن لا نأمنكم إلا إن سجدتم لآلهتنا، حتى نطمئن إليكم؛ ففعلوا»([2]).

قال النفر: فأخرج خمسين رجلاً من بطون قريش كلها، أنت فيهم، وندخل نحن وأنت بين أستار الكعبة، حتى نلصق أكبادنا بها ثم نحلف بالله جميعاً: لا يخذل بعضنا بعضاً، ولتكونن كلمتنا واحدة على هذا الرجل، ما بقي منا رجل.

ففعلوا، فتحالفوا على ذلك، وتعاقدوا.

ثم قالت قريش بعضها لبعض: قد جاءكم رؤساء أهل يثرب وأهل العلم والكتاب الأول، فسلوهم عما نحن عليه ومحمد: أينا أهدى؟!

قالت قريش: نعم.

فقال أبو سفيان: يا معشر اليهود، أنتم أهل الكتاب الأول والعلم، أخبرونا عما أصبحنا فيه نحن ومحمد، ديننا خير أم دين محمد؟! فنحن عُمَّار البيت، وننحر الكوم (أي الناقة عالية السنام)، ونسقي الحجيج، ونعبد الأصنام.

قالوا: اللهم أنتم أولى بالحق، إنكم لتعظمون هذا البيت وتقومون على السقاية، وتنحرون البُدْن([3])، وتعبدون ما كان عليه آباؤكم، فأنتم أولى بالحق منه. فأنزل الله في ذلك: ﴿أَلمْ تَرَ إِلى الذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ للذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً([4]). فاتَّعدوا لوقت وقتوه.

وفي نص آخر: «فلما قالوا ذلك لقريش نشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأجمعوا لذلك واتَّعدوا له».

فقال صفوان بن أمية: يا معشر قريش، إنكم قد وعدتم هؤلاء القوم لهذا الوقت وفارقوكم عليه، ففوا لهم به! لا يكون هذا كما كان وعدنا محمداً بدر الصفراء، فلم نف بموعده، واجترأ علينا بذلك. وقد كنت كارهاً لميعاد أبي سفيان يومئذٍ.

فخرجت اليهود حتى أتت غطفان [وقيس عيلان] وأخذت قريش في الجهاز، وسيرت في العرب تدعوهم إلى نصرها، وألَّبوا أحابيشهم ومن تبعهم.

ثم خرجت اليهود حتى جاؤوا بني سليم، فوعدوهم يخرجون معهم إذا سارت قريش، ثم ساروا في غطفان، فجعلوا لهم تمر خيبر سنة، وينصرونهم ويسيرون مع قريش إلى محمد، إذا ساروا.

فأنعمت بذلك غطفان، ولم يكن أحد أسرع إلى ذلك من عيينة بن حصن.

قال ابن خلدون: وخرج بهم عيينة بن حصن على أشجع([5]).

وذكر البعض: أن كنانة بن أبي الحقيق جعل نصف تمر خيبر لغطفان في كل عام([6]).

وذكروا أيضاً: أن قريشاً كتبت إلى رجال من بني سليم، بينهم وبينهم أرحام، استمداداً لهم، فأقبل أبو الأعور بمن تبعه من بني سليم مدداً لقريش. ثم كتب اليهود إلى حلفائهم من بني سعد أن يأتوا إلى إمدادهم([7]).

وحسب نص البلاذري: «وكان عيينة بن حصن الفزاري أسرع القوم إلى إجابتهم، ثم أتوا بني سليم بن منصور فسألوهم مثل ذلك فأنجدوهم وساروا في جميع العرب ممن حولهم، فنهضوا معهم. فخرجت قريش في من ضوى إليها ولافها من كنانة وثقيف وغيرهم ولحقتهم أفناء العرب عليه قادتها وكبراؤها»([8]).

تجمع القوى:

ويستمر الواقدي فيقول:

وخرجت قريش ومن تبعها من أحابيشها أربعة آلاف.

وعقدوا اللواء في دار الندوة.

زاد في بعض المصادر قوله: «وحمله عثمان بن أبي طلحة، وقائد القوم أبو سفيان».

وقادوا معهم ثلاث مئة فرس، وكان معهم من الظهر ألف بعير، وخمس مئة بعير.

وأقبلت سليم فلاقوهم بمر الظهران، وبنو سليم يومئذٍ سبع مئة يقودهم سفيان بن عبد شمس، حليف حرب بن أمية، وهو أبو أبي الأعور، الذي كان مع معاوية بن أبي سفيان بصفين.

لكن عند القمي: أن قائدهم هو عباس بن مرداس. وخرج أيضاً الأقرع بن حابس في قومه.

وخرجت قريش يقودها أبو سفيان بن حرب.

وخرجت بنو أسد، وقائدها طلحة (طليحة ظ) بن خويلد الأسدي.

وخرجت بنو فزارة وأوعبت([9])، وهم ألف يقودهم عيينة بن حصن.

ونص آخر يقول: «خرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن».

وخرجت أشجع وقائدها مسعود بن رخيلة (أو مسعر بن زحيلة أو جبلة) وهم أربع مئة، ولم توعب أشجع.

[وعند المفيد: ووبرة بن طريف في قومه من أشجع].

وخرج الحارث بن عوف يقود قومه بني مرة، وهم أربع مئة([10]).

الأحزاب إلى المدينة:

ووافى الأحزاب المدينة بعد أن فرغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» من حفر الخندق([11]). وكان الذين وافوا من قريش، وسليم، وغطفان، وأسد عشرة آلاف بقيادة أبي سفيان؛ فنزلت قريش برومة، ووادي العقيق في أحابيشها، ومن ضوى إليها من العرب، ونزلت غطفان بالزغابة إلى جانب أحد.

وجعلت قريش تسرح ركابها في وادي العقيق، في عضاهه وليس هناك شيء للخيل إلا ما حملوه معهم من علف، وكان علفهم الذرة. وسرحت غطفان إبلها إلى الغابة، في أثلها وطرفائها.

وقدموا في زمان حصد الناس زرعهم قبله بشهر. وأدخلوا حصادهم، وأتبانهم. وكانت غطفان ترسل خيلها في أثر الحصاد ـ وكانت خيل غطفان ثلاث مئة ـ فيمسك ذلك من خيلهم لكن إبلهم كادت تهلك من الهزال. وكانت المدينة ليالي قدموا جديبة([12]).

ويقول نص آخر: نزلت كنانة برومة، وغطفان بالزغابة إلى نقمي([13]).

وعند البعض: نزلت قريش بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف وزغابة. ونزل عيينة في غطفان ومن معه من أهل نجد إلى جانب أحد بباب نعمان (أو ذنب نقمي)([14]).

ونص آخر يقول: نزلت قريش بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف ورباعة([15]) ولعله تصحيف: زغابة.

أما القمي فقال: نزلت قريش وحلفاءها من كنانة بالعقيق ونزلت فزارة بالزغابة ونزلت سليم وغيرهم حصن بني ذبيان([16]).

مناقشات وإيضاحات:

ولنا فيما تقدم العديد من المناقشات والتحفظات، كما أنه يحتاج إلى بعض الإيضاحات. ونحن نذكر فيما يأتي نماذج لكلا هذين الأمرين، فنقول:

تاريخ غزوة الخندق:

لقد اختلف المؤرخون في تاريخ غزوة الخندق.

فقالت طائفة منهم: إنها كانت سنة خمس من الهجرة.

ذهب إلى ذلك: الواقدي وابن إسحاق، والمقريزي، والطبري، وابن الأثير، والبيهقي، والذهبي، وابن حبيب، وابن الكازروني والمقدسي، وابن القيم، وابن حجر، وابن العماد، والمسعودي.

وكذا روي عن عروة، وقتادة وأحمد، وغيرهم كثيرون، كما يتضح من المصادر في الهامش([17]).

أما اليعقوبي فيقع في الغلط، حيث يقول: إن الخندق كانت «في السنة السادسة، بعد مقدم رسول الله بالمدينة بخمسة وخمسين شهراً»([18]).

فإن عدد الأشهر المذكور يقتضي أن تكون في السنة الخامسة لا السادسة، كما هو ظاهر.

وثمة فريق آخر يقول: إن هذه الغزوة كانت في السنة الرابعة وهو ما ذهب إليه مالك، ورواه أحمد في مسنده عنه.

وذهب إليه أيضاً: ابن العربي، وعياض، وابن حزم، وابن الديبع، والصاحب بن عباد وابن حبيب، وصححه ابن خلدون، والنووي في الروضة وقوَّاه البخاري ورواه موسى بن عقبة عن الزهري، وبه قال الفاكهاني في رياض الأفهام، ويعقوب بن سفيان([19]).

بل قال ولي الدين العراقي: «المشهور أنها في السنة الرابعة»([20]).

ومقتضى هذا القول: أن أبا سفيان قد خرج لبدر الموعد في شعبان ثم عاد وخرج إلى الخندق في شوال السنة الرابعة، كما ذهب إليه البعض([21]).

وعند الواقدي: أنها كانت في ذي القعدة.

وقد حاول البيهقي الجمع بين هذين القولين، فقال: «قلت: لا اختلاف بينهم في الحقيقة، وذلك لأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قاتل يوم بدر لسنتين ونصف من مقدمه المدينة في شهر رمضان، ثم قاتل يوم أحد من السنة القابلة لسنتين ونصف من مقدمه المدينة في شوال، ثم قاتل يوم الخندق بعد أحد بسنتين على رأس أربع سنين ونصف من مقدمه المدينة.

فمن قال سنة أربع، أراد: بعد أربع سنين، وقبل بلوغ الخمس.

ومن قال: سنة خمس، أراد: بعد الدخول في السنة الخامسة وقبل انقضائها([22]).

ونقول:

إن الظاهر هو صحة قولهم: إن غزوة الخندق كانت في السنة الرابعة، وفقاً لما اعتادوه من التاريخ، ولا حاجة إلى وجه الجمع الذي ذكره البيهقي ولا لغيره، وذلك لما يلي:

1 ـ لقد قوَّى البخاري القول بأنها كانت في السنة الرابعة بقول ابن عمر: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد عرضه يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزه، ثم عرضه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه..

ومن المعلوم: أن أحد كانت في سنة ثلاث.

وقد استدل بهذا أيضاً: النووي، وابن حزم، وابن خلدون وغيرهم([23]).

وقد احتمل البعض: أن يكون ابن عمر في غزوة أحد أول ما طعن في الرابعة عشرة، وفي الأحزاب كان قد استكمل الخامسة عشرة. وبهذا أجاب البيهقي([24]).

ثم أيد البعض هذا الاحتمال: بأن أبا سفيان قال للمسلمين، حين انتهت حرب أحد: موعدكم العام المقبل ببدر.

ثم لم يأت إلى بدر في ذلك الموعد، بسبب الجدب. وخرج إليها النبي «صلى الله عليه وآله» في شعبان سنة أربع، ورجع، ولم يلق كيداً. وهي الغزوة المسماة ببدر الموعد.

فلم يكونوا ليأتوا إلى المدينة بعد ذلك بشهرين لأجل غزوة الخندق([25]).

ويؤيد ذلك أيضاً: قول البعض: «كانت وقعة الأحزاب بعد أحد بسنتين([26]).

ونقول:

لو صح ما ذكروه لكان الفرق بين أحد التي هي في شوال السنة الثالثة، والخندق التي هي في ذي القعدة السنة الخامسة سنتين وشهراً، وهذا يعني: ان ابن عمر كان عمره في الخندق ست عشرة سنة.

فإذا جاز أن يقول: إنه ابن أربع عشرة سنة، لأنه كان أول ما طعن فيها، كان عليه أن يقول: إنه كان في الخندق ابن ست عشرة سنة، لأنه كان طعن فيها أيضاً بصورة أوفى، وذلك ليجري الكلام في صدره وذيله على نسق واحد.

ولكان على عمر بن عبد العزيز وعمر بن الخطاب أن يجعلا العطاء لمن بلغ ست عشرة سنة، استناداً إلى قضية ابن عمر المذكورة، فكيف فرضا إلى ابن خمس عشرة سنة استناداً إلى ذلك؟!([27]).

وقد صرح ابن حزم: بأنه قد صح أنه لم يكن بين أحد والخندق إلا سنة واحدة فقط وأنها قبل دومة الجندل بلا شك([28]).

أما قولهم: إنه لا يعقل أن يأتوا المدينة بعد شهرين من بدر الموعد،

فجوابه: إن ذلك معقول، إذا كان التعلل من قبل المشركين بالجدب كان جبناً منهم، وهروباً من المواجهة، ثم لما وجدوا الرجال والأموال، وجمعوا عشرة آلاف مقاتل أو أكثر بكثير، فلا شيء يمنعهم عن انتهاز الفرصة، في أي من الظروف والأحوال.

2 ـ ومما يدل على أن غزوة الخندق كانت سنة أربع، قولهم: إن أبا زيد بن ثابت قد قتل يوم بعاث، وكان عمر زيد حينئذٍ ست سنين، وكانت بعاث قبل الهجرة بخمس سنين([29]) وكان عمر زيد حين قدم النبي «صلى الله عليه وآله» المدينة إحدى عشرة سنة([30]).

ثم يقولون: إن أول مشاهد زيد الخندق([31]) لأنه «صلى الله عليه وآله» قد أجازه يوم الخندق([32]) وهو ابن خمس عشرة سنة([33]).

ويروى عن زيد قوله: أجازني رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الخندق وكساني قبطية([34]).

وعنه: أجزت يوم الخندق، وكانت وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين([35]).

وعنه: لم أجز في بدر، ولا في أحد، وأجزت في الخندق([36]).

وتوفي زيد سنة ثمان وأربعين، وعمره تسع وخمسون سنة([37]).

وقال الواقدي: مات سنة خمس وأربعين، وهو ابن ست وخمسين سنة([38]) وكل ذلك يؤيد ما قلناه، ويدل عليه.

وأورد بعضهم: على كون الخندق في السنة الرابعة، بأن من المعلوم: أن غزوة بني قريظة قد كانت في السنة الخامسة، ومعلوم أنها كانت عقيب الخندق([39]).

وأجيب عن ذلك: بأن الخندق يمكن أن تكون قد استمرت إلى أواخر الرابعة([40])، لا سيما إذا صح قولهم: إنهم استمروا في حفر الخندق شهراً([41]) وأن الحصار قد استمر شهراً أيضاً([42]) مع ملاحظة: أن ابن سعد يقول: إن الخندق قد كانت في شهر ذي القعدة([43]).

هذا، بالإضافة إلى حصاره «صلى الله عليه وآله» الطويل لبني قريظة حسبما سيأتي. بعد ما تقدم نقول: إنه لا حاجة إلى الإفاضة في بيان خطأ قول البعض: أن الخندق كانت سنة خمس باتفاق المؤرخين باستثناء ابن خلدون([44]).

غزوة الخندق في زمن الحصاد:

وذكرت النصوص الآنفة الذكر: أن الأحزاب قدموا المدينة في زمان حصد الناس زرعهم قبله بشهر، وأدخلوا حصادهم وأتبانهم.

وكانت غطفان ترسل خيلها في أثر الحصاد ـ وكان خيل غطفان ثلاث مئة ـ فيمسك ذلك من خيلهم. لكن إبلهم كادت تهلك من الهزال، وكانت المدينة ليالي قدموا جديبة([45]).

ومن جهة ثانية: فإن غزوة بني قريظة كانت بعد الخندق مباشرة.

ويذكر الزهري: أن أبا لبابة الذي خان الله ورسوله فيها، قد ارتبط في المسجد في حر شديد([46]) وكان يوماً صائفاً([47]).

ومعنى ذلك هو: أن الأحزاب قد قدموا المدينة في أواسط فصل الصيف، أو أواخره، لأن الحصاد يكون عادة في أوائل فصل الصيف لا سيما في بلاد الحجاز المتميزة بشدة الحر فيها.

وهذا يلقي ظلالاً من الشك على ما يزعمونه من أن غزوة الخندق كانت «في أيام شاتية»([48]) أو «في برد شديدٍ»([49]) أو «في زمن شات، وليال باردة كثيرة الرياح»([50]).

وسيأتي: أن عائشة كانت تدفئ رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهم يحفرون الخندق، كما يزعمون.

وستأتي: سائر النصوص والمصادر لذلك، حينما نتكلم عن أسباب هزيمة الأحزاب وعن حفر الخندق.

إلا أن يقال: أن الحصاد قد يستمر إلى الخريف، فلا مانع من البرد والشتاء حينئذٍ.

هل أخطأ التقويم التطبيقي؟!

وبالمناسبة؛ فإن كتاب «التقويم التطبيقي لألف وخمس مئة سنة هجرية قمرية وميلادية»([51]). قد ذكر: أن أول شهر شوال للسنة الرابعة الهجرية يوازي يوم 6 من شهر آذار سنة 626م، وأول شهر ذي القعدة يوازي يوم 4 من شهر نيسان، وأول ذي الحجة يوازي 4 أيار.

أما في سنة خمس؛ فإن شوال وذا القعدة، وذا الحجة توازي 23 شباط حتى 23 أيار.

وهذا التطبيق يخالف ما ذكره المؤرخون في تاريخ غزوة الخندق.

أما بناء على ما ذكره الواقدي فواضح، لأننا قدمنا أن مقتضى كلام الواقدي هو أن غزوة الخندق قد حصلت في أواخر الصيف وأن انصراف الأحزاب من الخندق كان في الخريف.

وأما بناء على ما ذكره الآخرون، فإن من الواضح: أنهم يذكرون: أن الأحزاب قد انصرفوا في ليلة باردة شاتية، وأن انصرافهم كان في أواخر ذي الحجة، أي في أواخر شهر أيار.

ومن الواضح: أن الجو في الحجاز، وفي المدينة لا يكون في هذا الوقت بارداً ولا شاتياً فضلاً عما يذكرونه من برد كان يقاسيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهم يحفرون الخندق ـ كما سيأتي ـ في شوال أو في ذي القعدة. فإن الجو في المدينة يكون في هذه الأيام في أعدل أحواله، كما هو معلوم من حال منطقة الحجاز لكل أحد.

مشاركة الحارث بن عوف في الخندق:

قد ذكرت النصوص المتقدمة: أن الحارث بن عوف قد شارك في حرب الخندق. ولكن قد روى الزهري، وكذلك بنو مرة خلاف ذلك، فذكروا: أنه لما أجمعت غطفان على السير أبى الحارث بن عوف المسير، وقال لقومه:

 «تفرقوا في بلادكم، ولا تسيروا إلى محمد، فإني أرى أن محمداً أمره ظاهر. ولو ناوأه من بين المشرق والمغرب؛ لكانت له العاقبة؛ فتفرقوا في بلادهم، ولم يحضر واحد منهم»([52]).

وفي نص آخر: أنه قال لعيينة بن حصن، ولقومه من غطفان: «يا قوم أطيعوني، ودعوا قتال هذا الرجل، وخلوا بينه وبين عدوه من العرب» فغلب عليهم الشيطان، وقطع أعناقهم الطمع، ونفذوا لأمر عيينة على قتال رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد فأقبل طلحة في من اتبعه من بني أسد الخ..([53]).

وقال المقريزي والحلبي الشافعي: «وقيل: لم تحضر بنو مرة»([54]).

لكن الواقدي يصر على: أن بني مرة قد شهدوا الخندق، بقيادة الحارث بن عوف، وهجاه حسان شعراً.

وذكروا: أنه كان بينه وبين النبي «صلى الله عليه وآله» جوار.

وقال الواقدي: «فكان هذا أثبت عندنا: أنه شهد الخندق في قومه. ولكنه كان أمثل تقية من عيينة»([55]).

وقال الواقدي أيضاً: «لم يحضر الخندق الحارث بن عوف ولا قومه.

ويقال: حضرها الحارث بن عوف.

قال ابن واقد: وهو أثبت القولين عندنا»([56]).

أبو رافع قُتل بعد أُحد:

وقد ذكرت بعض النصوص أيضاً: أبا رافع اليهودي في جملة من حرض المشركين وحزَّب الأحزاب في غزوة الخندق([57]).

ونقول:

إن أبا رافع قد قتل كما يقولون في السنة الثالثة في جمادى الآخرة منها([58])، وذلك بعد قتل ابن الأشرف، وقيل بعد أُحد، وقيل في السنة الرابعة([59]).

ولكن من الواضح: أن ذلك كان قبل وقعة الخندق، التي كانت في أواخر الرابعة، واستمرت حتى الخامسة، هي وغزوة بني قريظة، كما رجحناه، أو كانت في السنة الخامسة.

ولو كان أبو رافع حياً في غزوة الخندق، لكان المناسب أن يذكر مقتله بعد الخندق، لا بعد أُحد، فراجع ولاحظ كلماتهم.

هل كان أبو الأعور في الخندق؟!:

وقد ذكرت بعض النصوص المتقدمة: أن أبا الأعور السلمي كان قائد بني سليم في غزوة الأحزاب ضد المسلمين([60]).

ولكن الظاهر: هو صحة ما ذكره الواقدي وغيره، من أن أبا الأعور السلمي هو الذي حضر مع الأحزاب في حرب الخندق([61]).

ويدل على ذلك: قول قيس بن سعد للنعمان بن بشير: إنه لم يكن مع معاوية غيره وغير صويحبه مسلمة بن مخلد([62]) كما سيأتي. فلو كان أبو الأعور صحابياً لم يصح قول قيس هذا. فيظهر أن الراوي، أو الناسخ قد أسقط كلمة (أبا) الأولى، إما اشتباهاً أو سهواً، أو لحاجة في نفسه قضاها.

والذي نخشاه هو: أن يكون هذا الإسقاط قد جاء لخدمة هدف سياسي من نوع ما، كأن يكون هو دعوى أن أبا الأعور قد لقي النبي «صلى الله عليه وآله» ورآه، وذلك بهدف الإيحاء بصحة دعوى كون أبي الأعور من الصحابة، وذلك تدعيماً لموقف معاوية بتكثير عدد الصحابة معه، وإيجاد شبهات حول بغيه على إمام زمانه.

ولكن مراجعة كتب الرجال والتراجم توجب المزيد من الشك والريب في هذا الأمر، فقد قال العسقلاني: «قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: أدرك الجاهلية، ولا صحبة له وحديثه مرسل، وتبعه أبو أحمد العسكري. وذكره البخاري في من اسمه عمر. ولكن لم يذكره في الصحابة..».

إلى أن قال: «وقال ابن حبان في ثقات التابعين: يقال له صحبة»([63]) ونقل ابن منظور عن ابن عساكر قوله:

«يقال: له صحبة. ويقال: لا صحبة له»([64]).

توثيق أبي الأعور!!:

والذي يلفت نظرنا هنا: هو توثيقهم لأبي الأعور([65])، رغم تصريحهم بأنه كان أشد مَنْ عند معاوية على علي «عليه السلام»، وكان علي «عليه السلام» يدعو عليه في القنوت في آخرين([66]).

بل لقد قال ابن الأثير: «كان من أعيان أصحاب معاوية، وعليه كان مدار الحرب بصفين»([67]).

فمقام أبي الأعور لدى معاوية وخدماته لعرش الشام وضديته مع علي «عليه السلام» قد جعل الكثيرين ممن يسيرون في هذا الاتجاه يهتمون بصياغة الفضائل له، لأنها ستكون في نهاية الأمر فضائل لمعاوية نفسه. ولعلهم أرادوا أن يلبسوه ثوب الصحبة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من أجل تكثير الصحابة عند معاوية، بهدف إيجاد شبهات حول بغيه على إمام زمانه، كما قلنا.

وقد تعودنا من هذا النوع من الناس محاولات من هذا القبيل، تهدف إلى تقليل عدد الصحابة مع علي «عليه السلام»، وزيادتهم مع خصومه، حتى ليروون عن الشعبي أنه قال: «من زعم أنه شهد الجمل من أهل بدر إلا أربعة فكذبه. كان علي وعمار في ناحية، وطلحة والزبير في ناحية»([68]).

ويظهر أن أمير المؤمنين «عليه السلام» وأصحابه قد التفتوا إلى هذا الأمر ولذلك نجدهم يتحدثون عن حضور الصحابة معهم، ويعطون ارقاماً دقيقة في هذا المجال.

فقد رووا: أن ناساً من قراء أهل الشام لحقوا بعلي «عليه السلام» فقال عمرو بن العاص لمعاوية عن علي «عليه السلام» في جملة كلام له: «وإنه قد سار إليك بأصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» المعدودين، وفرسانهم، وقرائهم، وأشرافهم، وقدمائهم في الإسلام، ولهم في النفوس مهابة الخ..».

فجمع معاوية أجناد أهل الشام وخطبهم، فبلغ علياً «عليه السلام» ذلك، فأمر الناس فجمعوا.

قال أبو سنان الأسلمي: «وكأني أنظر إلى علي متوكئاً على قوسه، وقد جمع أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنده، فهم يلونه و [كأنه] أحب أن يعلم الناس: أن أصحاب رسول الله متوافرين عليه، فحمد الله ثم قال الخ..»([69]).

وقال سعيد بن قيس في خطبة له: «وقد اختصنا الله منه بنعمة فلا نستطيع أداء شكرها، ولا نقدر قدرها: أن أصحاب محمد المصطفين الأخيار معنا، وفي حيزنا؛ فوالله الذي هو بالعباد بصير: أن لو كان قائدنا حبشياً مجدعاً إلا أن معنا من البدريين سبعين رجلاً؛ لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا الخ..»([70]).

ويقول الأشتر في صفين: «وأنتم مع البدريين، قريب من مائة بدري، ومن سوى ذلك من أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله»..»([71])

وقد كان لهم أثر عظيم في الحرب ولا سيما الأنصار منهم كما اعترف به معاوية، فراجع([72]).

وقد قالوا: كان مع علي «عليه السلام» ثمان مئة رجل ممن بايع النبي «صلى الله عليه وآله» تحت الشجرة.

وعن سعيد بن جبير: كان مع علي رضي الله عنه يومئذٍ ثمان مئة رجل من الأنصار، وتسعمائة ممن بايع تحت الشجرة.

وعن الأعمش: كان معه ثمانون بدرياً، وثمان ماءة من أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله»([73]).

وقال الزبير بن بكار: «شهد صفين مع أمير المؤمنين «عليه السلام» من أهل بدر سبعة وثمانون رجلاً، منهم سبعة عشر رجلاً من المهاجرين، وسبعون من الأنصار، وأما من باقي الصحابة فكان معه ألف وثمان مئة، منهم تسعون رجلاً بايعوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» تحت الشجرة»([74]).

ويعترف معاوية بأن المهاجرين والأنصار كانوا مع علي «عليه السلام»، فهو يقول لابن عباس: «فاذكروا علي بن أبي طالب ومحاربته إياي، ومعه المهاجرون والأنصار الخ..»([75]).

وقال قيس بن سعد للنعمان بن بشير: «انظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان، الذين رضي الله عنهم، ثم انظر: هل ترى مع معاوية غيرك وصويحبك؟! الخ..»([76]).

والمراد بصويحبه: مسلمة بن مخلد.

آية سورة النساء متى وفيمن نزلت:

لقد تحدثت النصوص التاريخية المتقدمة عن قوله تعالى:

﴿أَلمْ تَرَ إِلى الذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ للذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً، أُوْلئِكَ الذِينَ لعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَلعَنِ اللهُ فَلن تَجِدَ لهُ نَصِيراً، أَمْ لهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلكِ فَإِذاً لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً، أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَآ آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلهِ..([77]).

فذكرت: أن هذه الآيات قد نزلت في هؤلاء اليهود الذين ذهبوا إلى مكة، وإلى سائر القبائل ليحرضوهم على قتال النبي «صلى الله عليه وآله» فجمعوا الجموع، وحزَّبوا الأحزاب، فكانت غزوة الخندق.

ونقول:

إننا نشك في أن تكون هذه الآية قد نزلت في هذه المناسبة وذلك لما يلي:

1 ـ هناك روايات تقول: إن هذه الآية قد نزلت في مناسبة أخرى سبقت غزوة الخندق. وذلك لما ذهب كعب بن الأشرف إلى قريش، يحرضهم على غزو المسلمين، فسألوه عن أن أي الفريقين أهدى، فأجابهم بما يقرب مما سبق.

وذكروا أيضاً: أنهم طلبوا منه أن يسجد لأصنامهم، ليطمئنوا إلى أنه لا يمكر بهم؛ ففعل، مجاراة لهم.

وظاهر بعض النصوص الأخرى: أن هذه الآيات قد نزلت في مكة قبل الهجرة حيث ذكرت نزول سورة الكوثر في هذه المناسبة أيضاً، وهي إنما نزلت قبل الهجرة([78]).

إلا أن يقال: إنها مما تكرر نزوله.

2 ـ قيل: كان أبو برزة كاهناً في الجاهلية، فتنافس إليه ناس ممن أسلم، فنزلت الآية. عن عكرمة([79]).

توضيح وتصحيح:

إن القصة التي يحكيها المؤرخون قد فرضت وجود فريقين هما:

جماعة اليهود، والمشركون.

وقد سأل المشركون اليهود عن الأهدى؟ هم أم المسلمون؟

فأجابهم اليهود: أنتم أولى بالحق.

مع أن الآية تفرض الفريقين يتحدثان عن فريق ثالث أشير إليه بقولهم: ﴿هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً([80]).

أي أن اليهود قالوا للمشركين: هؤلاء أهدى، ولم يقولوا لهم: أنتم أهدى. فلا ينطبق مدلول الآية على روايات المؤرخين، سواء رواية كعب بن الأشرف، أو حيي بن أخطب، أو رواية أبي برزة الآنفة الذكر.

إلا أن يقال: في الآية التفات من الخطاب بالضمير إلى الإشارة بكلمة هؤلاء، والالتفات موجود في القرآن.

والنكتة المسوغة لهذا الالتفات هي: أن الله سبحانه قد قال: ﴿وَيَقُولُونَ للذِينَ كَفَرُوا.. فجاء بصيغة المضارع ليفيد: أن هذا النهج في التعامل مستمر في هذا النوع من الناس. وليست القضية قضية مضت وذهبت، قد تكون لها ظروفها ومبرراتها، فلا تمثل خطأً مستمراً لهؤلاء الناس.

فلما عبر تعالى عما حدث بصيغة المضارع، فإنه لم يعد بالإمكان أن يقول: «أنتم أهدى»، لأن الخطاب لما صار فعلياً فيحتمل فيه أن يكون موجهاً لهؤلاء الناس الذين يسمعون الآية من النبي «صلى الله عليه وآله»، ويخاطبهم «صلى الله عليه وآله» بها، ويحتمل أن يكون خطاباً للكافرين أيضاً.

فهو من قبيل ما لو قلت لرجل: زيد قال لعمرو: أنت رجل فاسق، فكلمة أنت رجل فاسق يحتمل فيها أن تكون موجهة لمخاطبك أنت، ويحتمل أن تكون موجهة لعمرو.

إذن.. فلا بد في الآية من التصرف في خطاب أولئك الناس والإتيان بالمضمون بطريقة تدفع هذا الالتباس.

وهكذا كان، فإنه تعالى استخرج مضمون كلامهم وهو أن هؤلاء أي الكفار المشركين الذين خاطبهم أهل الكتاب (وهم غير من يخاطبهم النبي بالقرآن فعلاً) أهدى من المؤمنين.

فاتضح: أن الآية لا تنافي سياق الحدث التاريخي الذي هو مورد البحث.

تحريض اليهود:

لقد رأى اليهود عن كثب كيف أن المسلمين يزدادون قوة ويزداد الإسلام انتشاراً باستمرار.

ويرون أن نفوذهم كمصدر وحيد للمعارف بدأ ينحسر ويتلاشى وها هو الإسلام ينتقد ما يدَّعيه اليهود من ذلك ويفنده، ويبيِّن الصحيح من المزيف منه. وهو بذلك يزلزل مكانتهم، ويفقدهم الشيء الذي كانوا ولا يزالون يعتزون ويفتخرون ويتسامون به على الناس.

ويبطل مزعمتهم بأنهم شعب الله المختار، ويرفع شعار: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

فاحترقت قلوبهم بالغيظ وطفحت بالحقد، وتآمروا على هذا الدين ونقضوا عهودهم التي قطعوها على أنفسهم، وجرُّوا على أنفسهم البلاء والعناء. وكانت واقعة بني قينقاع، ثم واقعة بني النضير.

وهم يريدون أن يأخذوا بثأرهم حسب زعمهم، ولكنهم يدركون عجزهم عن ذلك بأنفسهم، فالتجأوا إلى تأليب قريش والعرب الموتورين من الإسلام، والطامعين بتحقيق مكاسب مالية وغيرها من حرب كهذه.

ويقول القاضي النعمان ما ملخصه: إن يهود المنطقة، وهم أهل نعم وأموال، وأصحاب رياسة، قد أزعجهم انتشار الإسلام، لأنهم رأوا أنهم يفقدون هيمنتهم على المنطقة وعلى أهل الشرك الذين يكذبون بالبعث، فجحدوا رسول الله وشككوا الآخرين ما أمكنهم بنبوته.

فلما كان من أمر أحد ما كان، ندموا على عدم المساعدة على حرب محمد، لأنهم رأوا أنها كانت فرصة، ولو أقام المشركون على الحرب لظفروا بالمسلمين؛ فأرسلوا إلى أبي سفيان ووعدوه النصر، فوجد أنها فرصة. وطلب منهم أن يعلنوا للناس بتكذيب محمد، لأن الناس يركنون إليهم، لأنهم أهل كتاب.

فمضى وجوههم وساداتهم إلى مكة، وشهدوا للمشركين بأنهم أهدى من محمد سبيلاً، فوثقوا بهم، ومشوا معهم إلى قبائل العرب ليقنعوهم بحرب محمد «صلى الله عليه وآله» واستئصاله، وتعاقدوا على ذلك الخ..([81]).

الداء الدوي:

قد اتضح مما تقدم: أن اليهود كانوا هم الذين خططوا لحرب الخندق، واتصلوا بقريش وبغطفان، وسائر القبائل، وحرضوهم، وشجعوهم، وساعدوهم على التفاهم والإتفاق ثم المبادرة إلى غزو النبي محمد «صلى الله عليه وآله»، والمسلمين في المدينة وبذلوا لهم من أموالهم ثلث ثمار خيبر أو أكثر من ذلك.

وقد بدا واضحاً من سير الأحداث: أن اليهود أشد حقداً وحنقاً على الإسلام والمسلمين. وأنهم رغم كل الآيات والحقائق التي كانوا يعرفونها ويشاهدونها لم يستطيعوا أن يتفاعلوا مع هذا الدين، ولا تذوقوا طعم الإيمان به. إلا أفراد قليلون منهم وفقهم الله لنيل هذه الكرامة والفوز بهذا الشرف العظيم من أمثال مخيريق الشهيد السعيد رحمة الله تعالى عليه ورضوانه.

ثم إنهم منذ دخل الإسلام إلى المدينة لم تجتمع لهم كلمة على حربه، لأنه دخل قوياً عزيزاً بتحالفه مع القبائل ذات النفوذ في المنطقة، ولا سيما الأوس والخزرج. ثم لأن النبي «صلى الله عليه وآله» عقد تحالفات معهم بين الحين والآخر.

ولم يزل اليهود في موقع الضعف والهوان في قبال عز الإسلام ومنعته، ونفوذه وشوكته.

فالتجأوا منذ اللحظة الأولى إلى مناوأته بأساليب التآمر والغدر والخيانة، وإذكاء الفتن، وإثارة النعرات العرقية وغيرها، وكان هذا هو السبيل الذي اختاروه لأنفسهم، بعد أن صدوا عن سبيل الله، واتخذوا آيات الله هزواً.

أما المشركون فإنهم حين يستجيبون لليهود، فإنما يستجيبون لإنقاذ سمعتهم، واستعادة هيبتهم التي اهتزت وأصيبت بنكسة قوية بسبب تخلفهم عن بدر الموعد، لدواعي حقد دفين يعتل في نفوس الكثيرين منهم، أو إلى نوازع الطمع والجشع وحب الحصول على شيء من حطام الدنيا كتمر خيبر، لدى كثيرين آخرين، كما ويستجيب فريق آخر لنداء الشيطان، الذي يزين لهم أعمالهم ويعدهم ويمنيهم، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، فيصرون على الجحود وعلى الإستكبار والعتو والعلو. وإن ربك لبالمرصاد.

ولكن حين يفرض الإيمان والإسلام نفسه عليهم، فإنك تجد الأمر لا يصل في صعوبته وتعقيده إلى الدرجة التي نجدها عند اليهود رغم وضوح الأمر لدى اليهود.

حتى إنهم ليعرفون هذا النبي «صلى الله عليه وآله» كما يعرفون أبناءهم، ويجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، وليس الأمر بالنسبة للمشركين كذلك، إلا أنهم يرون المعجزات والكرامات، ويقيم «صلى الله عليه وآله» عليهم الحجة، حتى لا يبقى عذر لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.

هذا، ومن المضحك المبكي هنا: أننا نجد اليهود يريدون أن ينتصروا على محمد والمسلمين بواسطة قريش والقبائل العربية، وقريش تريد أن تحقق هذا الهدف بالذات بالإفادة من خيانة اليهود، ومساعدة قبائل غطفان وغيرها.

أما غطفان وغيرها من القبائل العربية: فتريد الحصول على المال ولكن بالاعتماد على جهد القريشي وكيد اليهودي. ولم يكن اهتمامها باستئصال شأفة الإسلام والمسلمين يصل إلى درجة اهتمام قريش واليهود بذلك ـ كما ربما يظهر من بعض المؤلفين.

أهداف الحرب:

أما أهداف الحرب: فهي كما يظهر من كلامهم السابق استئصال محمد ومن معه، ولكننا إذا أردنا تحديد ذلك بدقة، فإننا نقول:

لقد حدد علي «عليه السلام» هدف الأحزاب والعرب من الحرب وقال: «إن قريشاً والعرب تجمعت، وعقدت بينها عقداً وميثاقاً، لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله، وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب»([82]).

ونعتقد: أن هذا الكلام هو الأقرب والأنسب فيما يرتبط بتحديد الهدف الأقصى للحرب، فإن كلامهم المتقدم في النصوص التي أوردناها، وإن كان ينص على استئصال محمد ومن معه، إلا أن استئصال جميع من مع النبي من الأوس والخزرج، وسائر قبائل العرب لن يكون سهلاً ولا ميسوراً لهم. ولا يمكن لهم أن يقدموا على إذكاء نار قد لا يمكنهم إطفاء لهيبها على مدى أجيال ولسوف ينالهم منها الشيء الكثير والخطير كما هو معلوم..

أما قتل محمد وبني عبد المطلب، فهو الأسهل والأيسر، وبه يتحقق المطلوب، ولماذا يذهبون إلى أبعد من ذلك؟!

غير أن من الواضح: أن هذا لن يقنع اليهود، لأن هدفهم هو استئصال محمد وجميع من معه. ولعل ذلك يفيدهم في إعادة بسط هيمنتهم ونفوذهم على يثرب وعلى المنطقة.

أما غطفان وسائر القبائل فيهمها تمر خيبر بالدرجة الأولى، اما استئصال محمد والمسلمين فلا ترى فيها أية سلبية، بل هو أمر محبوب بالنسبة إليها ومطلوب.

الأحقاد هي المحرك:

قد قرأنا فيما سبق: أن اليهود يقولون للمشركين: «جئنا لنحالفكم على عداوة محمد وقتاله».

فأجابهم أبو سفيان: «مرحباً وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد».

والذي نريد أن نلفت النظر إليه هنا: هو أن هؤلاء الناس لم يكلفوا أنفسهم حتى تلطيف عباراتهم، وعقلنة تصريحاتهم. بل أظهروا كل ما يضمرونه من سوء دونما رادع من خلق، أو وازع من عقل أو شرف أو منطق.

فلم يقولوا لأهل مكة مثلاً: إننا جئنا لأجل أن نتدارس الأمور، بموضوعية وإنصاف، ثم بحكمة وبمسؤوليه، واضعين في حسابنا الحفاظ على المصالح الاجتماعية العامة، وتوفير الأمن والاستقرار للناس، وتجنيبهم مآسي الحروب وسلبياتها على جميع الأصعدة، وفي مختلف الاتجاهات، وإعطاء الناس الفرصة لبناء حياتهم بناء سليماً، ثم الإعداد لمستقبلهم، في ظلال من السلام والأمن، وفراغ البال واطمئنان الخاطر.

كما إنهم قد أخفوا ما يضمرونه من الطموح إلى تحقيق مكاسب سياسية، وامتيازات على صعيد النفوذ والهيمنة على المنطقة، أو فيما هو أوسع منها.

ولم يعترفوا أيضاً: أن مصالحهم الدنيوية، وما فيها من أموال وتجارات ومواقع ومناصب ولذائذ، لها دور في اندفاعهم إلى حرب محمد ومن معه، لظنهم أنهم سوف يخسرون الكثير مما سيتأثرون به لأنفسهم على حساب غيرهم من الناس المستضعفين والمحرومين.

بل غاية ما صرَّحوا به: هو أن دافعهم ليس إلا الأحقاد والضغائن، والعداوات الباطلة، والبغي والحسد، بل لا مبرر ظاهر سوى أنهم لا يريدون لهؤلاء الناس أن يقولوا: ربنا الله، وليس ربنا الحجارة، ولا يريدون أن يتخذوا الطواغيت أرباباً من دون الله.

وصدق الله تعالى حيث يقول: ﴿لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للذِينَ آمَنُواْ اليَهُودَ وَالذِينَ أَشْرَكُواْ..([83]).

يريدون ليطفئوا نور الله سبحانه:

قد عرفنا: أن اليهود إنما قدموا مكة ليتحالفوا ويتعاقدوا مع المشركين على استئصال محمد «صلى الله عليه وآله» ومن معه حسب زعمهم، حيث قالوا لقريش: «نحن معكم حتى نستأصل محمداً» أو «سنكون معكم حتى نستأصله ومن معه».

كما أنهم وهم يقررون ما يتعاقدون عليه، قالوا: «ولتكون كلمتنا واحدة على هذا الرجل ما بقي منا رجل».

وذلك يعني:

1 ـ أن هدفنا المعلن هو استئصال شأفة الإسلام والمسلمين.

2 ـ أنهم مصممون على تحقيق هذا الهدف بأسلوب الحرب حتى آخر رجل منهم.

3 ـ أن هذه المبادرة منهم قد جاءت عن طريق خيانتهم لعهودهم ومواثيقهم التي كانوا قد أبرموها مع نفس الذين يريدون استئصالهم, مع العلم بأن ذلك الطرف لم يزل وفياً بعهده حافظاً لمواثيقه معهم، ولم يحدث أن خان أو تردد في عهد مع أي فريق منهم، ولم يسئ إليهم ولا إلى غيرهم بشيء  إلا ما يجرونه هم على أنفسهم بخياناتهم المتتالية، وهم يرتكبون هذه الخيانة رغم أنهم قد رأوا بأم أعينهم عواقب خيانة بني قينقاع، ثم خيانة بني النضير، وأكثرهم نضيريون، كما تقدم.

4 ـ أن مبرر هذا الإجرام العظيم والبشع هو مجرد الحسد والحقد منهم. بالإضافة إلى مكاسب سياسية، واجتماعية وغيرها يحلمون بتحقيقها على المدى البعيد من خلال فرض هيمنتهم على المدينة وعلى غيرها بصورة وبأخرى.

فلم يكن الهدف عقيدياً ولا إنسانياً ولا أخلاقياً. بل هم قد داسوا بأقدامهم الإنسانية والأخلاق وحتى مبادئهم وعقيدتهم التي يدَّعون أنهم ينتسبون إليها وهذا هو منتهى الإسفاف، وغاية التردي في حمأة الجريمة والبغي.

الإيمان والمواثيق لا تجدي:

وبعد.. فإن الملفت للنظر هنا: أننا نجد اليهود يفقدون صفة الأخلاقية والمبدئية في مواقفهم، وفي مجمل تحركهم في مواجهة الإسلام والمسلمين، وكذلك نجد المشركين، خصوصاً أبا سفيان، لا يختلف عن اليهود في ذلك.

فأبو سفيان يحاول أن يخدع قومه في حركته الهادفة إلى دفعهم إلى مواجهة الإسلام، حيث إن اليهود يتصلون به أولاً، ثم يتفق معهم على دعوة الناس إلى استئصال النبي «صلى الله عليه وآله»، وحين يطلبون ذلك من الناس علناً يظهر أبو سفيان بمظهر من يسمع هذا الكلام لأول مرة!!

ثم إنهم يصرحون: بأنهم جاؤوا للتحالف على العداء لمحمد، فلم يكن هذا المجيء، لمحاولة فهم دعوة هذا الرجل، والتعامل معه ومعها بإنصاف وبموضوعية، وتعقل وتدبر كما أسلفنا.

كما أنهم يفضلون الاتصال أولاً بأبي سفيان، ولم يكن المبرر لذلك إلا أنهم يعلمون بعداوته لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، وتسرعه لقتاله فهم يريدون إذن توظيف حالة الحقد غير المسؤول لدى أبي سفيان، وحالة التسرع اللاواعي عنده لصالح تحقيق الأهداف التي يرمون إلى تحقيقها.

أضف إلى ما تقدم: أنهم لا يتورعون عن ارتكاب جريمة التضليل الإعلامي والتعليمي، ومخالفة قناعاتهم، وحتى أصول دينهم في هذا السبيل. فهم يقررون للمشركين أن الشرك أهدى من التوحيد وأن دعوى الجاهلية خير من الهدي الإلهي.

هذا كله عدا عن استخدامهم المال أيضاً كوسيلة لتحريك بعض الفئات لحرب محمد «صلى الله عليه وآله» ومن معه.

وإذا صحت الرواية التي تقول: إن أبا سفيان قد طلب من اليهود أن يسجدوا للأصنام، لأن قريشاً خافت من مكرهم، فاستجاب اليهود وسجدوا للأوثان، وكذلك فعل كعب بن الأشرف ومن معه، حين جاؤوا في مرة سبقت حرب الخندق لتحريض المشركين على حرب محمد ـ إذا صح ذلك ـ فإن الأمر يصبح في غاية الوضوح:

1 ـ حيث يكون اليهود قد أسقطوا عن وجوههم جميع الأقنعة، وتجاوزوا كل حد، وكل الأرقام القياسية في سحق المثل والقيم، والمبادئ الأخلاقية والإنسانية وأثبتوا أنهم وصوليون بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

والغريب في الأمر: أننا نجدهم يعتمدون على الإيمان والمواثيق لإحكام أمرهم مع المشركين، وللحصول على الحد الأدنى من الاطمئنان والوثوق ببعضهم البعض، رغم أنهم قد مارسوا ـ عملياً ـ أساليب من شأنها أن تنسف كل عوامل الثقة ولو بمستواها الأضعف والأدنى.

وإلا، فهل يمكن أن يكون المشركون قد وثقوا باليهود لمجرد أنهم قد رأوهم يسجدون للأوثان؟!

وهل اعتقد المشركون: أن اليهود قد تركوا يهوديتهم، ودخلوا في الشرك؟!

وإذا كانت الإجابة بالنفي، فما معنى وثوقهم بأيمانهم ومواثيقهم؟! وما معنى اطمينانهم إلى عدم مكرهم بهم، وخديعتهم لهم؟!

أليست نفس استجابتهم لطلب المشركين بالسجود للأوثان دليلاً على أنهم لا عهد، ولا ميثاق، ولا أيمان لهم؟ بل هي دليل على أنهم يخادعونهم ويمكرون بهم، ويريدون استخدامهم فيما يريدون بأية صورة كانت، وبأي ثمن كان؟!

ألم يدرك المشركون: أن وثوقهم باليهود استناداً إلى ذلك معناه أنهم يخدعون أنفسهم؟! ويظهرون للملأ: أنهم على درجة كبيرة من الرعونة والسذاجة؟!

2 ـ ومما يزيد في ضراوة هذه الشكوك: أننا نجد اليهود، حين سألهم المشركون عن ذلك، قد طلبوا من المشركين أن يعرضوا عليهم دينهم ودين محمد، ليحكموا لهم أو عليهم.

فلما عرضوا ذلك عليهم أصدروا حكمهم لصالح دين المشركين، وأنهم أولى بالحق كما تقدم.

والسؤال هنا هو: هل صحيح أن اليهود كانوا لا يعرفون دين المشركين، الذين يعيشون بينهم ويتعاملون معهم منذ عشرات السنين؟!

وهل كان المشركون أعرف بأمر محمد «صلى الله عليه وآله» وبدعوته من اليهود، وهو يعيش بين ظهرانيهم، وقد عقدوا معه التحالفات وخاضوا معه الحروب، ولم يزل يدعوهم إلى دينه ويحتج عليهم وقد جاؤوا ليحرضوا الناس على حربه واستئصاله؟!

3 ـ والأغرب من ذلك أن يخطر ببال أحد من المشركين وغيرهم: أن يجيب اليهود، الذين جاؤوا للتحريض على استئصال محمد، بغير ما أجابوا به!!

4 ـ والأعجب من ذلك: أن يعتبر الشرك ديناً يصلح للمقارنة مع ما جاء به النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» من عند الله تعالى.

تمر خيبر:

بقي أن نشير أخيراً: إلى هذا السخاء الذي تجلى في اليهود حتى جعلوا تمر خيبر سنة، أو نصفه كل سنة، لغطفان لتوافق على المشاركة في الحرب ضد الإسلام.

ولا ندري ما هو الدافع لهم للإقدام على هذه الخطوة؟ فهل كان هذا يستبطن غدراً ونقصاً كما هو معروف عن اليهود؟ أي أنهم بعد أن يتخلصوا من عدوهم الأقوى والأخطر بنظرهم يرفضون الوفاء بما تعهدوا به لغطفان.

وهل فكرت غطفان في هذا الأمر بصورة جدية وواقعية؟!

وما هو المبرر لهذه العداوة الراسخة من اليهود للاسلام ولنبي الإسلام؟!

وكيف نفسر هذا السخاء الذي لا نظير له من قوم لم نعرف عنهم إلا المزيد من الحرص على المال وعلى الدنيا، وإلا الشح المزري، والبخل المشين؟!

هذا السخاء قد جاء من أجل استئصال أناس لم يروا منهم إلا الوفاء والصدق، والنبل والالتزام بالقيم الإنسانية والمثل العليا!!

إن التفسير الوحيد المعقول لذلك هو: أنهم يشعرون أن الإسلام يمثل خطراً يتهدد دنياهم وامتيازاتهم، وهو يتناقض بصورة عميقة وأساسية مع ما يفكرون به، ويخططون له من استغلال لثروات البلاد، وإذلال واستعباد للعباد.

فلماذا إذاً: لا يضحون ببعض المال من أجل إزاحة هذا الكابوس الجاثم على صدورهم؟ فإذا تمكنوا من ذلك، فإنهم سوف يستقبلون الدنيا العريضة بكل ما لديهم من خطط ماكرة، وأساليب شيطانية، تجعلهم يتحكمون بكل مقدرات الأمم، ويهيمنون على كل نبضات الحياة فيها؟!

تأثير المال في تحزيب الأحزاب:

إن من الواضح: أنه لم يكن لقوى الكفر قيادة موحدة، ترسم الخطة، ثم تتخذ القرار، ثم تعمل على تنفيذه، بل كانت لهم قيادات متعددة ومختلفة. وذلك من شأنه أن يضعف أمرهم، ويوهن وحدتهم، مع وجود فرص تساعد على إلقاء الخلاف فيما بينهم وإذكاء روح التنافس، وإشاعة روح التشكيك ببعضهم البعض كما حصل لبني قريظة.

كما أن من البديهي: أنه لم يكن بإمكان كل قبيلة أن تستقل بعداوة محمد وقتاله، وكانت كل قبيلة تخشى من مواجهة المؤمنين وحدها.

فكان لا بد من تفاهم القبائل فيما بينها لتحصيل إجماع على الاجتماع على قتال محمد وصحبه.

فبادر اليهود إلى العمل لتحصيل هذا الإجماع، على أمل أن يحسموا الأمر لمصالحهم، ويكونون بذلك قد ثأروا لأنفسهم، وتصبح ـ من ثم ـ لهم هم الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة على الأقل، ويكون لهم النفوذ والتأثير القوي في المنطقة بأسرها..

ثم إنه قد كان من جملة العوامل التي ساعدت على تجييش الجيوش وتحزيب الأحزاب، هو الوعود المالية السخية للناس، إذا نفروا لحرب المسلمين.

حتى لقد رفض بنو مرة نصيحة الحارث بن عوف، إذ قد «غلب عليهم الشيطان، وقطع أعناقهم الطمع»([84]).

الإرهاب الفكري والخداع للسذج:

وقد أظهر النص المتقدم: أن قريشاً ـ والظاهر: أن المقصود هو الزعماء منها ـ أرادت خداع السذج والبسطاء من الناس بالاستفادة من حالة الانبهار بأهل الكتاب، التي كانت لدى عامة الناس في المنطقة العربية، والتي كانت حين ظهور الإسلام تعاني من الجهل الذريع، الذي مكَّن لشياطين أهل الكتاب أن يصوروا لهم: أنهم هم مصدر العلوم والمعارف، وهم المرجع الموئل والمفزع للناس فيما يهمهم من أمور الدين، والمعارف الدينية.

واستطاع أهل الكتاب أن يمسكوا بعواطف الناس، البسطاء والسذج والجهلة، باستخدام طريقة التهويل والإحالة على الغيب الذي يضعف أقوى الناس أمامه إذا كان يلامس مصيره ومستقبله بصورة أو أخرى.

والملفت هنا: أن يستغل زعماء قريش هذه الفرصة للاستفادة من هذا الانبهار من أجل سوق الناس بالإتجاه الذي يريدون، ويرون أنه يحقق لهم مأربهم، ويوصلهم إلى أهدافهم الشريرة.

فيطلبون من الناس: أن يسألوا اليهود عن الأهدى من الفريقين: أهم بشركهم وضلالاتهم؟ أم محمد «صلى الله عليه وآله» وما جاء به من عند ربه من الهدى؟ ويأخذ أبو سفيان هنا زمام المبادرة ليلقي سؤاله بطريقة فنية وذكية، حينما ضمَّن كلامه خليطاً من الأمور التي ترضي آنئذٍ غرور الإنسان العربي والقرشي على وجه الخصوص، بملاحظة طبيعة حياته، وعاداته وموقعه، ككونهم ينحرون الجزور الكوماء، ويسقون الحجيج، وكونهم عمَّار البيت، ثم هم يعبدون الأوثان.

فيفهم اليهود ما يرمي إليه ويناغمونه الكيد والتزوير، ويحكمون لهم بأنهم أولى بالحق من محمد بالاستناد إلى نفس ما أراد أبو سفيان أن يستندوا إليه وألقى إليهم به.

الحارث بن عوف ينصح قومه:

ويستوقفنا هنا: ما قاله الحارث بن عوف لقومه، وهو ينهاهم عن المسير إلى حرب محمد «صلى الله عليه وآله»، فإنها نصيحة مهمة تعبر عن إدراك حقيقي لما يجري، ثم هو يقيِّم الواقع بصورة متوازنة، وعاقلة، حيث عبر لهم عن اعتقاده أن أمر الإسلام ظاهر وغالب، ولو ناوأه ما بين المشرق والمغرب لكانت له العاقبة.

ونعتقد: أنه قد أدرك هذا الأمر بحسن تقديره للأمور، وهو يراقب ما يطرح هذا الدين للناس من مفاهيم وتشريعات، وما يمارسه من تدابير وسياسات تنسجم مع أحكام العقل والفطرة السليمة، ومع الخلق السامي والنبيل. ثم هو يرى الواقع السياسي، وكل التحولات التي تستجد على المنطقة بصورة مطَّردة ومستمرة، ويرى أن هذا الدين لا يزال ينتشر، ويتجذر، ويترسخ وتتنامى هيبته وتتأكد هيمنته، رغم كل الكيد الذي يواجهه به أعداؤه، وكل الحقد الذي يعامله به مناوئوه.

عقدة بدر الموعد:

إن إلماح صفوان بن أمية إلى ما جرى في بدر الموعد، ليدل دلالة واضحة على: أن المسلمين قد سجلوا فيها نصراً مؤزراً للإسلام وهزيمة روحية وسياسية ساحقة لكبرياء الكفر والشرك، ليس في مكة وحسب، وإنما في المنطقة بأسرها.

ولكن من دون أن يكلف ذلك المسلمين أية تضحيات، بل هم قد ربحوا في تجاراتهم في سوق بدر، حسبما تقدم بيانه.

عيينة بن حصن والمعاني الإنسانية:

ربما يفهم من كلام البعض: أن الحارث بن عوف كان يرتبط مع النبي «صلى الله عليه وآله» بجوار، لكنه اعتبره أحسن تقية من عيينة بن حصن.

ولعل السر في ذلك هو: أن الحارث، وإن كان قد نقض الجوار، الذي قد يقال: إنه يعني الالتزام بعدم الاعتداء، حفظاً للجوار، مع أن البعض كالزهري، وبني مرة ينكرون أن يكون الحارث قد فعل ذلك، ويصرون على أنه لم يحضر حرب الخندق، إلا أن عيينة قد زاد على ما فعله الحارث: أنه لم يحفظ الجميل، بل جازى الإحسان إليه بالإساءة، ولكنها إساءة جاءت على درجة كبيرة من القبح، لأنها تضمنت خروجاً على كل الأعراف، والقيم، وحتى أعراف الجاهلية.

فقد تقدم: أن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» كان قد سمح لعيينة، حينما أجدبت أرضه: أن يرعى في منطقة نفوذ وسيطرة وحاكمية الرسول «صلى الله عليه وآله»، لينقذهم من الخطر الذي يتهددهم، ويساعدهم على التغلب على المشكلة الحياتية التي يعانون منها، رغم أنهم كانوا يختلفون معه «صلى الله عليه وآله»، من جهة أنهم كانوا على شركهم وضلالهم. ففعل «صلى الله عليه وآله» ذلك من دون أي مقابل، ودون أن يسجل لنفسه أي امتياز.

وقد عرف عن العرب: أنهم يعتزون ببعض المعاني التي يرون فيها شيئاً من القيمة، مثل: حسن الجوار، وحفظه، والوفاء بالعهد، ومقابلة الإحسان بمثله، ويعتبرون ذلك هو الرصيد الذي يؤهلهم لاحتلال مواقع إجتماعية متميزة، حتى إذا ما تبين لهم أن أحداً لا يملك شيئاً من هذا الرصيد، فإنه يبوء بذل العمر، وعار الدهر، وهو عندهم ساقط ومرذول، أو هكذا زعموا.

ولكن الأمور عند هؤلاء الناس قد انعكست الآن، حيث أصبح العداء للإسلام ولنبي الإسلام هو العمل الصالح عندهم الذي يبيح لهم كل محرم، وتتهاوى وتسقط معه كل قيمهم ومثلهم، التي يعتزون بها، ويعطون الأوسمة والامتيازات من خلالها وعلى أساسها.

فنقض العهود، وخفر الجوار، والإساءة لمن أحسن، وكل خزي وعار لم يعد مهماً عندهم إذا كان ذلك في قبال محمد «صلى الله عليه وآله» وضد الإسلام والمسلمين. بل إن هذه المخازي قد أصبحت أوسمة لهم، ومن دواعي تأكيد شخصيتهم، وبسط هيمنتهم بزعمهم.

وإلا، فكيف نفسر احتفاظ عيينة بن حصن، وكثيرين من أمثاله، بمواقعهم الاجتماعية، وهم قد أثبتوا أكثر من مرة أنهم لا يملكون شيئاً من هذه المعاني التي قبلها العرب، وتبنوها، وتغنوا وافتخروا بها.

وقبل أن نخلص إلى نهاية القول، نقول: إن من الطبيعي للإنسان الذي يحتفظ بميزاته وخصائصه الإنسانية أن يشعر بالامتنان تجاه من يحسن إليه، ويشعر بالاحترام والتقدير تجاه من يحسن جواره وكذلك تجاه من يتعامل معه بطريقة أخلاقية وإنسانية، حتى ولو كان يختلف معه في الرأي، وفي العقيدة والدين.

فإذا أراد أن يكون له موقف يختلف عن هذا، فلا بد أن يتناقض أولاً مع نفسه، ويقوم صراع حاد مع تلك الخصائص النبيلة، ولن يكون قادراً على اتخاذ ذلك الموقف إلا بعد أن يتم التغلب عليها وقهرها.

وتختلف صعوبة اتخاذ القرار، والموقف هذا باختلاف درجات البشاعة والشين فيه، إلا إذا فرض: أن تلك المعاني الإنسانية قد تناهى بها الضعف، بسبب ممارسات سابقة، حتى بلغت درجة فقدت معها تأثيرها وفاعليتها. وأصبح الإنسان بذلك على درجة كبيرة من الصلف واللامبالاة، والوقاحة، وتحول إلى مجرم محترف، لا يبالي أي شيء يرتكب ويقترف، كما كان الحال بالنسبة لعيينة بن حصن، الذي هو موضع البحث.

وأخيراً: فإن عيينة بن حصن هذا هو الذي يروى أن النبي «صلى الله عليه وآله» وصفه بالأحمق المطاع، وكان من المؤلفة قلوبهم، وقد ارتد عن الإسلام بعد ذلك، وقاتل تحت قيادة طليحة بن خويلد الذي ادَّعى النبوة. فلتراجع ترجمته في كتب الرجال والتراجم.

شك المشركين:

والملفت للنظر هنا: أننا نجد المشركين يشكون في صحة ما هم عليه، كما أن طلب أبي سفيان من اليهود تصديق ما هم عليه يشير إلى طغيان هذه الشكوك إلى درجة كبيرة حتى احتاجوا إلى تسكينها وطمأنة الناس وتثبيتهم.


([1]) راجع: جامع البيان ج5 ص86 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص513 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص408 فقد ذكر أبا عمار وحوج بن عمرو.

([2]) ويقال: إن ذلك أيضاً قد كان في مرة سابقة، وذلك حين جاء كعب بن الأشرف ومن معه، يطلبون منهم المسير إلى حرب محمد «صلى الله عليه وآله» والمسلمين. وربما يكون ذلك قد حصل مرة واحدة، لكن الأمر قد اشتبه على الرواة. والله هو العالم بحقيقة الحال.

([3]) الآية 51 من سورة النساء.

([4]) البُدْن: النياق والأبقار التي كانت تُسمَّن لتُنحَر لدى البيت الحرام.

([5]) المغازي للواقدي ج1 ص441 ـ 443، وذكرت هذه النصوص باختصار أو بتفصيل في المصادر التالية: سبل الهدى والرشاد ج4 ص512 و 513 وعيون الأثر ج2 ص55 وحبيب السير ج1 ص359 والكامل في التاريخ ج2 ص178 والثقات ج1 ص264 و 265 والدر المنثور ج2 ص172 عن ابن إسحاق، وابن جرير وجامع البيان ج5 ص86 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص158 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص225 و 226 وإعلام الورى ص90 وتفسير القرآن الكريم ج2 ص513، والوفاء ص692 وأنساب الأشراف ج1 ص343.

وراجع: دلائل النبوة للبيهقي ج3 ص399 و 398 ففيه نصوص تختلف عن الذي ذكرناه وراجع ص408 و 409 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص233 وتاريخ الإسـلام للذهبي (المغازي) ص233 فما بعدهـا والبداية والنهاية ج4 ص94 و95 وجوامع السيرة النبوية ص148 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص181 و 182 والبـدء والتـاريـخ ج4 ص216 و 217 وتجـارب الأمـم ج1 ص149 = = ونهاية الأرب ج17 ص166 و167 وزاد المعاد ج2 ص117 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص29 والسيرة الحلبية ج2 ص309 و 310 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص2 وتهذيب سيرة ابن هشام ص188 و 189 وتفسير القمي ج2 ص176 ـ 188 والبحار ج20 ص216 ـ 233 و 197 و 250 و 251 وشرح بهجة المحافل ج1 ص262 و 263 وتاريخ الخميس ج1 ص480 والمواهب اللدنية ج1 ص110 وإمتاع الأسماع ج1 ص216 ـ 218 وحدائق الأنوار ج2 ص584 باختصار، والإرشاد للمفيد ص50 و 51 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص201 و 202 ومجمع البيان ج8 ص340.

([6]) الإكتفاء للكلاعي ج2 ص158، لكن ذكرت مصادر أخرى: أنهم جعلوا لهم تمر خيبر سنة، فراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص217 وأنساب الأشراف ج1 ص343 والسيرة الحلبية ج2 ص310. وراجع أيضاً: تاريخ الخميس ج1 ص480 والمغازي للواقدي ج2 ص443 ووفاء الوفاء ج1 ص301 وفتح الباري ج7 ص301 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص2.

([7]) تاريخ الخميس ج1 ص480 وراجع: الإكتفاء للكلاعي ج2 ص159 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص398 و 399.

([8]) أنساب الأشراف ج1 ص343.

([9]) أُوعبَ القوم: خرجوا كلهم إلى الغزو.

([10]) المغازي للواقدي ج1 ص444 وذكر ذلك باختصار أو بتفصيل في المصادر التالية: الإكتفاء ج2 ص159 إعلام الورى ص90 وفاء الوفاء ج1 ص301 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص2 وتاريخ الخميس ج1 ص480 و 481 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص233 و 236 والوفاء ص692 و 693 والثقات ج1 ص265، وعيون الأثر ج2 ص55 وتهذيب سيرة ابن هشام ص190 والكامل في التاريخ ج2 ص178 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص230 و 231 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص197 وتهذيب سيرة ابن هشام ص189 وراجع: جوامع السيرة النبوية ص148 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص233 و234 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص182 والبداية والنهاية ج4 ص95 وراجع ص102 وراجع: المواهب اللدنية ج1 ص110 والسيرة الحلبية ج2 ص311 والإمتاع ج1 ص218 و219 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص513 و514 والإرشاد للمفيد ص51 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص202 وتفسير القمي ج2 ص177 والبحار ج20 ص217 عنه وص 197 و251 ومجمع البيان ج8 ص340 ونهاية الأرب ج17 ص167 وعيون الأثر ج2 ص56 ومحمد في المدينة ص54 وراجع: فتح الباري ج7 ص301 وشرح الأخبار ج1 ص291.

([11]) تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص236 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص262 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص162 وتاريخ الخميس ج1 ص483 وحدائق الأنوار ج2 ص587 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص197 وغير ذلك.

([12]) المغازي للواقدي ج2 ص444. وراجع إجمال أو تفصيل ذلك في: الكامل في التاريخ ج2 ص180 ووفاء الوفاء ج1 ص301 والثقات ج1 ص266 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص162 وتهذيب سيرة ابن هشام ص190 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص230 و 231 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص236 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص236 و 237 والسيرة النبوية لابن كثير = = ج3 ص197 و 198 والبداية والنهاية ج4 ص102 و 103 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص525 و 526 وتفسير القمي ج2 ص179 و180 والبحار ج20 ص221 وعيون الأثر ج2 ص58.

([13]) المغازي للواقدي ج2 ص455.

([14]) الإكتفاء للكلاعي ج2 ص162 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص236 وفتح الباري ج7 ص307 ووفاء الوفاء ج1 ص301 وتاريخ الخميس ج1 ص483 وفيه: أنه واد بجانب أحد. وراجع: دلائل النبوة للبيهقي ج3 ص109 وفيه: نزلوا بنقمين. وجوامع السيرة النبوية ص149.

([15]) تاريخ الخميس ج1 ص483.

([16]) تفسير القمي ج3 ص180 والبحار ج20 ص221 عنه.

([17]) لكي تجد القول بأن هذه الغزوة كانت في السنة الخامسة، إما بصورة قول تبناه المؤلف أو يذكره بلفظ قيل، راجع المصادر التالية: المغازي للواقدي ج2 ص440 و 441 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص160 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص224 و241 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص158 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص395 والبدء والتاريخ ج4 ص217 وصححه، وشذرات الذهب ج1 ص11، ومختصر التاريخ ص42 والمختصر في اخبار البشر ج1 ص134 وعيون الأثر ج2 ص55 و64 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص50 والكامل في التاريخ ج2 ص178 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص233 وتهذيب سيرة ابن هشام ص188 و195 وتفسير القمي ج2 ص176 والبحار ج20 ص216 و 208 عنه ونقله في ص271 عن إعلام الورى لكن الموجود في إعلام الورى أنها في الرابعة. والمحبر ص113 ومروج الذهب ج2 ص219 والثقات ج1 ص264 ووفاء الوفاء ج1 ص300 وحبيب السير ج1 ص359 وشرح بهجة المحافل ج1 ص262 وبهجة المحافل ج1 ص262 بلفظ: قيل. وإمتاع الأسماع ج1 ص216 والجـامع للقيرواني ص279 و 281 والتنبيه والإشـراف ص115 وأنسـاب  = = الأشراف ج1 ص343 ومجمع البيان ج8 ص208 ونهاية الأرب ج17 ص166 وراجع: فتح الباري ج7 ص302 عن ابن إسحاق والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص2 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص561 ونسبه إلى الجمهور.

وراجع: البداية والنهاية ج4 ص93 و94 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص180 و 181 وتاريخ الخميس ج1 ص479 و 480 عن ابن إسحاق وفتوح البلدان ج1 ص23 وصفة الصفوة ج1 ص455 ـ 459 والطبقات الكبرى ج2 ق 2 ص47 وج 4 ق 1 ص60 والمصنف للصنعاني ج5 ص367 وسيرة مغلطاي ص56 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ق 2 ص29 والسيرة الحلبية ج2 ص328 والمواهب اللدنية ج1 ص110 والرصف ج1 ص60 بلفظ قيل. وراجع: جوامع السيرة النبوية ص148 وتاريخ الإسلام للذهبي والمغازي ص205 وسير أعلام النبلاء ج1 ص289 و 290.

([18]) تاريخ اليعقوبي (ط دار صادر) ج2 ص50.

([19]) راجع المصادر التالية، فإنها قد ذكرت هذا القول في: عنوان المعارف في ذكر الخلائف ص12 وجوامع السيرة النبوية ص148 وقال: الثابت أنها في الرابعة بلا شك. والمحبر ص113 وصحيح البخاري ج3 ص20 وفتح الباري ج7 ص302 والبداية والنهاية ج4 ص93 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص180 وإعلام الورى ص90 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص160 وشرح صحيح مسلم للنووي بهامش إرشاد الساري ج8 ص64 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ق2 ص29 و 33 وتاريخ الخميس ج1 ص480 والمواهب اللدنية ج1 ص110 وتاريخ مختصر الدول ص95 ووفاء الوفاء ج1 ص300 وتاريخ الإسلام (المغازي) للذهبي ص205 و 244 عن ابن عقبة عن ابن شهاب، وعروة عن ابن عقبة، والنووي. وشذرات الذهب ج1 ص11 عن النووي.

وراجع: الجامع للقيرواني ص279 و281 عن مالك، وسيرة مغلطاي ص56 وبهجة المحافل ج1 ص262 وعيون الأثر ج2 هامش ص55 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص393 و395 و400 و394 ومجمع الزوائد ج9 ص345 وتهذيب الكمال ج10 ص31 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص76 ومرآة الجنان ج1 ص9 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص2 والسيرة الحلبية ج2 ص328 وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص216 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص561 وحدائق الأنوار ج1 ص52 متناً وهامشاً عن الدرر في اختصار المغازي. والسير للقرطبي ص179 وذهب إليه العاقولي في الرصف ج1 ص60.

([20]) تاريخ الخميس ج1 ص480 والمواهب اللدنية ج1 ص110.

([21]) دلائل النبوة للبيهقي ج3 ص396.

([22]) دلائل النبوة للبيهقي ج3 ص395.

([23]) راجع: صحيح البخاري ج3 ص20 وج 2 ص69 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص29 و 33 وجوامع السيرة النبوية ص148 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص205 و244 وفتح الباري ج7 ص302 وشرح صحيح مسلم للنووي (مطبوع بهامش إرشاد الساري) ج8 ص64 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص181 والبداية والنهاية ج4 ص94 وتاريخ الخميس ج1 ص480 و 481 والمواهب اللدنية ج1 ص110 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص105 وأنساب الأشراف ج1 ص343 و 344 بإضافة كلمة: «وأشف منها». والمغازي للواقدي ج2 ص453 والمصنف للصنعاني ج5 ص310 و 311 ومسند أحمد بن حنبل ج2 ص17 وصحيح مسلم ج6 ص30 وسنن ابن ماجة ج2 ص850 والسيرة الحلبية ج2 ص329 و 315 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص561 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص396 والجامع الصحيح للترمذي، كتاب الأحكام، باب ما جاء في حد بلوغ الرجل والمرأة ج3 ص632 و 633 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص241 و 242 والغدير ج10 ص4 عن البخاري، وفتح الباري، وعن عيون الأثر ج2 ص6 و 7 وعن تاريخ الطبري ج2 ص296.

([24]) راجع: تاريخ الخميس ج1 ص480 وفتح الباري ج7 ص302 والسيرة الحلبية ج2 ص329 والمواهب اللدنية ج1 ص110 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص244 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص181 والبداية والنهاية ج4 ص94 والسيرة الحلبية ج2 ص329 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص561 وراجع دلائل النبوة للبيهقي ج3 هامش ص395.

([25]) راجع: البداية والنهاية ج4 ص93 و 94 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص180 وفتح الباري ج7 ص302 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق 1 ص43 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص561.

([26]) المصنف للصنعاني ج5 ص362 و 367 أنساب الأشراف ج1 ص345 والمغازي للذهبي (تاريخ الإسلام) ص244 والسيرة الحلبية ج2 ص148.

([27]) المصنف للصنعاني ج5 ص311 وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص181 والبداية والنهاية ج4 ص94.

([28]) جوامع السيرة النبوية ص148.

([29]) تهذيب الكمال ج10 ص30 و 31 ومستدرك الحاكم ج3 ص421 وتذكرة الحفاظ ج1 ص30 وشذرات الذهب ج1 ص54 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449 وراجع: تهذيب التهذيب ج3 ص399 عن الواقدي.

([30]) مجمع الـزوائـد ج9 ص345 عن زيد نفسه، وتهذيب التهذيب ج3 ص399  = = والثقات ج3 ص136 وصفة الصفوة ج1 ص704 وسير أعلام النبلاء ج2 ص427 و 428 وتهذيب الكمال ج10 ص25 و27 وتهذيب الأسماء ج1 ص200 و 201 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج1 ص551 وشذرات الذهب ج1 ص54 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449.

([31]) تهذيب الكمال ج10 ص30 و 31 ومستدرك الحاكم ج3 ص421 وتذكرة الحفاظ ج1 ص30 وشذرات الذهب ج1 ص54 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449 وراجع: تهذيب التهذيب ج3 ص399 عن الواقدي.

([32]) تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص446 ومجمع الزوائد ج9 ص345 وتهذيب الكمال ج10 ص31 وكنز العمال ج10 ص281 عن الطبراني وص 284 عن ابن عساكر.

([33]) تهذيب الكمال ج10 ص30 و 31 ومستدرك الحاكم ج3 ص421 ومجمع الزوائد ج9 ص345.

([34]) سير أعلام النبلاء ج2 ص432 وفي هامشه عن الطبراني وتهذيب الكمال ج10 ص29 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449.

([35]) سير أعلام النبلاء ج2 ص433 ومستدرك الحاكم ج3 ص421 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص449 وتهذيب الكمال ج10 ص30.

([36]) الإصابة ج1 ص561.

([37]) مجمع الزوائد ج9 ص345 وتهذيب الكمال ج10 ص31.

([38]) صفة الصفوة ج1 ص704 و 705.

([39]) راجع: مرآة الجنان ج1 ص9 والسيرة الحلبية ج2 ص228 و 229.

([40]) راجع: مرآة الجنان ج1 ص9 وراجع السيرة الحلبية ج2 ص229

([41]) السيرة الحلبية ج2 ص314 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص4.

([42]) ستأتي الأقوال في ذلك، حينما نتكلم عن مدة حفر الخندق في هذه الغزوة

([43]) السيرة الحلبية ج2 ص228، وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص440.

([44]) محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» تأليف محمد رضا ص227.

([45]) المغازي للواقدي ج2 ص444 والإمتاع ج1 ص219 وسبل الهدى والرشاد وغير ذلك من مصادر تقدمت.

([46]) المغازي للواقدي ج2 ص507.

([47]) المغازي للواقدي ج2 ص514.

([48]) تاريخ ابن الوردي ج1 ص162.

([49]) الجامع للقيرواني ص281 وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص184 والبداية والنهاية ج4 ص95 و 96 عن البخاري.

([50]) تجارب الأمم ج2 ص152.

([51]) راجع الكتاب: تقويم تطبيقي هزار وبانصد ساله هجري قمري وميلادي قسم الجداول ص1 تأليف: فرديننادو وستنفد، وإدوارد ماهلر.

([52]) المغازي للواقدي ج2 ص443 وراجع: الإكتفاء ج2 ص159.

([53]) تاريخ الخميس ج1 ص480 والإكتفاء ج2 ص159.

([54]) السيرة الحلبية ج2 ص311 والإمتاع ج1 ص219.

([55]) المغازي للواقدي ج2 ص444.

([56]) المغازي ج4 ص477 وعيون الأثر ج2 ص57.

([57]) راجع: جامع البيان ج5 ص86 والدر المنثور ج2 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص513.

([58]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص182 والكامل في التاريخ ج2 ص146.

([59]) راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص148 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص183.

([60]) تاريخ الخميس ج1 ص480 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص197 ومجمع البيان ج8 ص340 ونهاية الأرب ج17 ص180 والبحار ج20 ص197 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص399 والبدء والتاريخ ج4 ص217 والإكتفاء ج2 ص159.

([61]) راجع المغازي للواقدي ج2 ص444 وإمتاع الأسماع ج1 ص218.

([62]) صفين للمنقري ص449.

([63]) الإصابة في تمييز الصحابة ج2 ص540 وج 4 ص9 وراجع: أسد الغابة ج4 ص109 وج 5 ص138 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص14.

([64]) مختصر تاريخ دمشق ج13 ص218.

([65]) الإصابة ج2 ص540 و 541 ونهاية الأرب ج17 ص167.

([66]) راجع: أسد الغابة ج2 ص138 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص14.

([67]) أسد الغابة ج4 ص109.

([68]) العقد الفريد ج4 ص328.

([69]) صفين للمنقري ص222 و 223.

([70]) صفين ص236.

([71]) صفين ص238.

([72]) صفين ص445 ـ 449.

([73]) الفتوح لابن أعثم ج2 ص450.

([74]) تذكرة الخواص ص81 و 82 وراجع: المعيار والموازنة ص22 ومستدرك الحاكم ج3 ص104 والغدير ج10 ص163 عن بعض المصادر الأخرى.

([75]) الفتوح لابن أعثم ج4 ص239.

([76]) صفين ص449 وراجع ابتداء من ص445.

([77]) الآيات 51 ـ 54 من سورة النساء.

([78]) الدر المنثور ج2 ص171 ـ 173 عن الطبراني، والبيهقي في الدلائل عن عكرمة عن ابن عباس. وعن سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن عكرمة مرسلاً. وعن أحمد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. وعن عبد الرزاق، وابن جرير عن عكرمة. وعن ابن جرير عن مجاهد. وعن عبد بن حميد، وابن جرير عن السدي، عن ابي مالك. وعن البيهقي في الدلائل، وابن عساكر في تاريخه عن جابر عن عبد الله. وعن عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة والجامع لأحكام القرآن ج5 ص249 ومجمع البيان ج3 ص59 والتفسير الكبير ج10 ص128 والتبيان ج3 ص223 و 224 و 225 والبحر المحيط ص271 والنهر الماد من البحر (مطبوع بهامش البحر المحيط) ج3 ص271 والكشاف (ط دار الفكر) ج1 ص532 وجامع البيان ج5 ص85 و 86 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص513 وفتح القدير ج1 ص478 و 479 وتفسير الخازن ج1 ص368 ومدارك التنزيل للنسفي (مطبوع بهامش تفسير الخازن) ج1 ص369.

([79]) مجمع البيان ج3 ص59.

([80]) الآية 51 من سورة النساء.

([81]) شرح الأخبار ج1 ص288 ـ 291.

([82]) الخصال (باب السبعة) ج2 ص368 والبحار ج20 ص244 وشرح الأخبار ج1 ص287 والإختصاص ص166 و 167.

([83]) الآية 82 من سورة المائدة.

([84]) تاريخ الخميس ج1 ص480

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان