الـمـنـهـزمـون الـفـاشـــلـــون

بـدايـة:
إننا نستميح القارئ عذراً إذا رأى ـ في هذا الفصل
بالخصوص ـ أن ثمة تبدلاً في طريقة العرض والمناقشة، حيث آثرنا: أن نقدم
في البداية عرضاً لطائفة كبيرة من النصوص.. ثم ألحقناها ببعض ما اقتضته
الحال من مناقشات لبعضها، وتوضيحات لبعضها الآخر، بالإضافة إلى
ملاحظات، أو استفادات رأينا أن من المفيد الإلماح إليها، والوقوف
عندها، في نطاق عرض الأحداث التي سجلوها على أنها سيرة وتاريخ..
وسوف نقتصر على أقل القليل من ذلك، حرصاً منا على عدم
إرهاق القارئ بالجزئيات والتفاصيل، فنقول، ونتوكل على خير مأمول، وأكرم
مسؤول:
قالوا:
لقد كان بخيبر أربعة عشر ألف يهودي في حصونهم، فجعل رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
يفتحها حصناً حصناً، وكان من أشد حصونهم، وأكثرها رجالاً القموص([1]).
وقالوا أيضاً:
لما فتح رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
حصون النطاة، والشق، انهزم من سَلِمَ منهم إلى حصون الكتيبة.
وهي:
القموص، والوطيح، والسلالم.
وأعظم حصونها:
القموص، وكان حصناً منيعاً([2])،
بل هو حصن خيبر الأعظم([3]).
قال ابن وهب:
قلت لمالك: وما الكتيبة؟!
قال:
من أرض خيبر،
وهي أربعون ألف عذق([4]).
وقد فتح الله هذا الحصن العظيم على يد علي
«عليه
السلام»،
بعد أن حاصره المسلمون عشرين ليلة([5]).
وذكر موسى بن عقبة:
أن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
حاصره قريباً من عشرين ليلة. وكانت أرضاً وخمة.
وقال الواقدي:
«وبالكتيبة من اليهود، ومن نسائهم، وذراريهم أكثر من ألفين.
فلما صالح رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
أهل الكتيبة أمن الرجال والذرية، ودفعوا إليه الأموال: البيضاء
والصفراء، والحلقة، والثياب إلا ثوباً على إنسان»([6]).
ثم ذكر:
أن فلول النطاة والشق جاءتهم إلى الكتيبة، والوطيح وسلالم، فتحصنوا
معهم في القموص أشد التحصين مغلقين عليهم لا يبرزون، حتى هم رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»
أن يرميهم بالمنجنيق([7]).
ويذكر الواقدي أيضاً:
أن كنانة ابن أبي الحقيق كان رامياً، يرمي بثلاثة أسهم في ثلاث مائة
ذراع، فيدخلها في هدف شبراً في شبر. فما هو إلا أن قيل له: هذا رسول
الله
«صلى الله عليه وآله»
قد أقبل من الشق في أصحابه، وقد تهيأ أهل القموص، وقاموا على باب الحصن
بالنبل.. فنهض كنانة إلى قوسه، فلم يستطع أن يوترها لشدة الرعدة التي
انتابته..
ثم ذكروا:
أنه أرسل إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
ليلتقيه.. ويكلمه في الصلح.. فوقع الصلح بينهما كما سيأتي([8]).
ونقول:
لعل هذا النص يريد أن يقول:
إن الصلح كان على بقية حصون الكتيبة، أما حصن القموص
فقد فتحه علي
«عليه
السلام»
وحده، كما هو صريح كلمات المؤرخين ورواياتهم.
وروى الشيخان، عن سهل بن سعد.
والبخاري، وابن أبي أسامة، وأبو نعيم، عن سلمة بن
الأكوع.
وأبو نعيم، والبيهقي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.
وأبو نعيم، عن ابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد
الخدري، وعمران بن حصين، وجابر بن عبد الله، وأبي ليلى.
ومسلم، والبيهقي، عن أبي هريرة.
وأحمد، وأبو يعلى، والبيهقي، عن علي
«عليه
السلام».
قال بريدة:
كان رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
تأخذه الشقيقة، فيمكث اليوم واليومين لا يخرج، فلما نزل خيبر أخذته
الشقيقة، فلم يخرج إلى الناس، فأرسل أبا بكر، فأخذ راية رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»
ـ وكانت بيضاء([9])
ـ ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثم رجع، ولم يكن فتح. وقد جهد (وقتل
محمود بن مسلمة)([10]).
ثم أرسل عمر، فأخذ راية رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقاتل قتالاً شديداً هو أشد من القتال الأول، ثم رجع، ولم يكن فتح.
وفي حديث عن علي «عليه السلام» عند
البيهقي:
أن الغلبة كانت لليهود في هذين اليومين([11]).
انتهى.
وفي نص آخر:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
أرسل عمر في اليوم الأول، ثم أرسل أبا بكر في اليوم الثاني، ثم أرسل
عمر في اليوم الثالث، ولم يكن فتح([12]).
وفي نص آخر عن بريدة:
حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه عمر من
الغد، فخرج ورجع، ولم يفتح له. وأصاب الناس يومئذٍ شدة جهد، فقال رسول
الله
«صلى الله عليه وآله»:
إني دافع اللواء الخ..([13]).
وعند الطبري:
فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
يجبِّنه أصحابه ويجبِّنهم، فقال رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
لأعطين الراية ـ اللواء ـ غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله.
فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر، وعمر، فدعا علياً
«عليه
السلام»
الخ..([14]).
وعن أبي ليلى، وعن ابن عباس:
بعث أبا بكر فسار بالناس، فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس
حتى انتهى إليه، فقال رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
لأعطين الخ..([15]).
زاد بعضهم قوله:
ثم بعث رجلاً من الأنصار فقاتل ورجع، ولم يكن فتح([16]).
فأخبر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
بذلك فقال:
«لأعطين
الراية غداً رجلاً يفتح الله عليه، ليس بفرار، يحب الله ورسوله، يأخذها
عنوة».
وفي لفظ:
«يفتح
الله على يديه».
قال بريدة:
فبتنا طيبة أنفسنا أن يفتح غداً، وبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم
يعطاها.
فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
كلهم يرجو أن يعطاها.
قال أبو هريرة:
قال عمر: فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ([17]).
قال بريدة:
فما منا رجل له من رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
منزلة إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل، حتى تطاولت أنا لها، ورفعت رأسي
لمنزلة كانت لي منه، وليس منةً([18]).
وفي حديث سلمة، وجابر:
وكان علي تخلف عن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
لرمد شديد كان به لا يبصر، فلما سار رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
قال: لا، أنا أتخلف عن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»!!
فخرج فلحق برسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في الطريق، أو بعد وصوله إلى خيبر([19]).
ثم ذكر البخاري وغيره، قوله «صلى
الله عليه وآله»:
لأعطين الراية غداً..
إلى أن قال:
فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه، ففتح عليه([20]).
وفي نص آخر:
فإذا نحن بعلي، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي الخ..([21]).
قال بريدة:
وجاء علي
«عليه
السلام»
حتى أناخ قريباً، وهو رَمِد، قد عصب عينيه بشق برد قطري.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
ما لك؟
قال «عليه السلام»:
رمدت بعدك.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
ادن مني.
فدنا منه، ثم ذكر أنه أعطاه الراية، فنهض بها معه،
وعليه حلة أرجوان حمراء، قد أخرج خملها، فأتى خيبر الخ..([22]).
وفي نص آخر:
قال بريدة: فلما أصبح رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
صلى الغداة، ثم دعا باللواء، وقام قائماً.
قال ابن شهاب:
فوعظ الناس، ثم قال:
«أين
علي»؟
قالوا:
يشتكي عينيه.
قال:
«فأرسلوا
إليه».
قال سلمة:
فجئت به أقوده، قالوا كلهم: فأُتي به رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقال له رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
«ما
لك»؟
قال:
رمدت حتى لا أبصر ما قدامي.
قال:
«ادن
مني».
وفي حديث علي عند الحاكم:
فوضع رأسي عند حجره، ثم بزق في ألية يده، فدلك بها عيني.
قالوا:
فبرئ، كأن لم يكن به وجع قط، فما وجعهما علي حتى مضى لسبيله، ودعا له،
وأعطاه الراية([23]).
وذكروا:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد أرسل سلمة بن الأكوع إلى علي
«عليه
السلام»،
فجاء يقوده وهو أرمد([24]).
قال سهل:
فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
فقال:
«أنفذ
على رسلك حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب
عليهم من حق الله تعالى، وحق رسوله. فوالله، لأن يهدي الله بك رجلاً
واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم»([25]).
وقال أبو هريرة:
إن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
قال لعلي:
«اذهب
فقاتلهم حتى يفتح الله عليك، ولا تلتفت».
قال:
علام أقاتل الناس؟
قال:
«قاتلهم
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فإذا فعلوا
ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله».
فخرجوا، فخرج بها ـ والله يأيح ـ يهرول هرولة، وإنَّا
لخلفه نتبع أثره. حتى ركزها تحت الحصن.
فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال:
من أنت؟
قال:
علي.
أو قال:
أنا علي بن أبي طالب.
فقال اليهودي:
غلبتهم (أو
علوتم)، والذي أنزل التوراة على موسى. فما رجع حتى فتح الله تعالى على
يديه([26]).
وعن حذيفة:
«لما
تهيأ علي
«عليه
السلام»
للحملة، قال رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
«يا
علي، والذي نفسي بيده، إن معك من لا يخذلك. هذا جبريل
«عليه
السلام»
عن يمينك، بيده سيف لو ضرب الجبال لقطعها، فاستبشر بالرضوان والجنة.
يا علي:
إنك سيد
العرب، وأنا سيد ولد آدم».
وفي رواية:
أنه
«صلى الله
عليه وآله»
ألبسه درعه الحديد([27])،
وشد ذا الفقار في وسطه، وأعطاه الراية، ووجّهه إلى الحصن.
فقال علي «عليه السلام»:
يا رسول الله،
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ الخ..([28]).
فخرج علي بها، وهو يهرول»([29]).
وفي نص آخر:
أركبه رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
يوم خيبر، وعممه بيده، وألبسه ثيابه، وأركبه بغلته، ثم قال له:
«امض
يا علي، وجبرئيل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، وعزرائيل أمامك،
وإسرافيل وراءك، ونصر الله فوقك، ودعائي خلفك»([30]).
وقد ذُكِرَ في بعض النصوص:
أنه
«صلى الله
عليه وآله»
أرسل أبا بكر، فرجع منهزماً، ثم أرسل عمر، فرجع منهزماً أيضاً..
وبعضها اقتصر على عمر..
وبعضها ذكر:
أنه أرسل عمر مرتين، مرة قبل أبي بكر، ومرة بعده.
لكن الذي لفت نظرنا هو:
إضافة راية ثالثة لرجل من الأنصار، وأنه رجع منهزماً أيضاً([31]).
والظاهر:
أن المقصود بذلك هو: سعد بن عبادة، بل لقد صرح الواقدي باسمه، وبأنه قد
رجع مجروحاً([32]).
مع أن الذي ذكرته الروايات الكثيرة،
هو:
هزيمة أبي بكر وعمر، وربما اقتصرت بعض الروايات على ذكر عمر أيضاً. فهل
السبب في هذه الإضافة لسعد، وربما لابن مسلمة وغيره، هو إخراج هذا
الأمر عن دائرة قريش، وعن دائرة الذين استأثروا بالأمر بعد رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»،
لتشمل الهزيمة زعيم الأنصار، الذي نافسهم في السقيفة، فأرادوا أن
ينيلوه شرف الهزيمة والفرار الذي باؤوا به؟!
وإلا، فلماذا اختاروا سعد بن عبادة دون سواه لهذا
الأمر؟!
وقد لوحظ أيضاً:
أن بعض النصوص تقول: إن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
أرسل عمر إلى اليهود مرتين، مرة قبل إرسال أبي بكر، ومرة بعده..
وربما يمكن تفسير ذلك أيضاً:
بأن عمر كان يدَّعي لنفسه الشدة والصلابة، ويُظْهِر ذلك للناس، حتى إنه
يأمر النبي
«صلى الله
عليه وآله»
بقتل هذا، وبقلع ثنايا ذاك، ويصر على قتل الأسرى في بدر.. وعلى القتال
في الحديبية.. و.. و..
فكأنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن
يظهر:
أن هذا كله لم يكن لأجل شجاعة فيه، بل هو لأمور أخرى..
والشاهد على ذلك:
هذا الذي جرى في خيبر، فإن أمكن لعمر أن يتعلل بشيء في هزيمته في اليوم
الأول، فبأي شيء يعتذر أو يتعلل في اليوم الثاني؟!
ثم إن إرسال أبي بكر، وغيره، قد جاء
ليؤكد على:
أن هذا السنخ من الناس ليس هو الذي يفتح الله تعالى على يده الحصون،
ويقرُّ بقلع أبوابها العيون..
بل الذي يقوم بهذه المهمات الجسيمة، والإنجازات الهائلة
والعظيمة هو نوع آخر من الناس، مطمئنة نفسه، وراضية بلقاء الله تعالى..
كرار غير فرار.. لا يتمنى الإمارة لنفسه، حتى في ذلك اليوم، بل هو يرى
أنه لا أحد يستطيع أن يمنع ما يعطيه، فيقول:
«اللهم
لا مانع لما أعطيت».
ويبقى أمامنا سؤال يقول:
لماذا لم يعط النبي
«صلى الله
عليه وآله»
الراية في اليوم الثاني لمحمد بن مسلمة، أو للحباب, أو للزبير؟! الذين
ينسبون لهم البطولات العظيمة في خيبر, حتى ليدَّعون أن ابن مسلمة هو
الذي قتل مرحباً.
نعم, لماذا صرف النظر عن هؤلاء جميعاً؟! وأطلق تعريضه
بهم ليشمل وصف الفرار كل واحد منهم، بعد أن حصر وصف الكرار بعلي
«عليه
السلام»
دون سواه؟!
فلماذا لم يحفظ لهم ماء الوجه, لو كانوا قد ثبتوا ولم
يهربوا مع الهاربين؟!
ونحن نكاد نطمئن إلى أنهم قد أهملوا ذكر ابن مسلمة مع
الفارين بالراية ـ كما سيأتي ـ لأنهم ادخروه لقتل مرحب، بدلاً من علي
«عليه
السلام»
كما سنرى..
وقد ذكر الواقدي
ما جرى بطريقة
تشير إلى أمور يحسن لفت النظر إليها، فهو يقول
ما ملخصه:
إنه
«صلى الله عليه وآله»
دفع لواءه إلى أحد المهاجرين، فرجع ولم يصنع شيئاً.
فدفعه إلى آخر:
فكذلك.
فدفع لواء الأنصار إلى رجل منهم:
فكذلك أيضاً.
فحث
«صلى الله
عليه وآله»
المسلمين على الجهاد.
وسالت كتائب اليهود، أمامهم الحارث أبو زينب يهدُّ
الأرض هداً، فأرجعهم صاحب راية الأنصار إلى الحصن.
فخرج ياسر [أو أسير] معه عاديته([33])،
وكشف الأنصار حتى انتهى إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في موقفه، فاشتد ذلك على رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وبات مهموماً.
[وخرج بعد ذلك سعد بن عبادة].
وكان سعد بن عبادة قد جرح، وجعل يستبطئ أصحابه، وجعل
صاحب راية المهاجرين يستبطئ أصحابه، ويقول: أنتم، وأنتم.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
إن اليهود جاءهم الشيطان، فقال لهم: إن محمداً يقاتلكم على أموالكم،
نادوهم:
قولوا:
لا إله إلا الله، ثم قد أحرزتم أموالكم ودماءكم، وحسابكم على الله.
فنادوهم بذلك، فنادت اليهود:
إنَّا لا نفعل. ولا نترك عهد موسى والتوراة بيننا.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله([34])،
ليس بفرار([35]).
أبشر يا محمد بن مسلمة، غداً إن شاء الله يقتل قاتل
أخيك، وتولِّي عادية اليهود.
وفي نص المقريزي:
«ثم
خرج مرحب، فحمل على علي، وضربه، فاتقاه بالترس، فأطن ترس علي رضي الله
عنه، فتناول باباً كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده حتى
فتح الله عليه الحصن.
وبعث رجلاً يبشر النبي
«صلى الله
عليه وآله»
بفتح حصن مرحب.
ويقال:
إن باب الحصن جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً.
وروي من وجه ضعيف عن جابر:
ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً، فكان جهدهم أن أعادوا الباب الخ..»([36]).
ونقول:
إن لنا مع هذا النص وقفات، نجملها
على النحو التالي:
إن أول ما يطالع من يقرأ هذه الرواية، هو تعمد التكتم
على المهاجِرَيْن اللذين فرَّا أولاً، وذلك بأساليب متعددة، منها:
1 ـ
كتمان اسميهما.. وقد جاء ذلك في نصوص أخرى أيضاً.
مع ملاحظة:
أن ثمة إيحاءً بالتكتم على اسم الأنصاري الثالث، بالرغم من أن الراوي
يتعمد التصريح أخيراً باسم سعد بن عبادة الذي جرح، حيث يظهر بوضوح أنه
هو المقصود، فإنه جعله في مصاف المهاجريْن اللذين فرا، ولم يصنعا
شيئاً.
ثم أوغل الراوي في حشد الأمارات والدلالات عليه، حين
ذكر: أن ذلك الأنصاري جعل يستبطئ أصحابه.. تماماً كما جعل المهاجريان
يستبطئان أصحابهما..
2 ـ
إنه غيَّرَ في التعابير بطريقة لا تُفهم القارئ أن
هؤلاء قد هربوا، فضلاً عن أن يكون الهروب مخزياً..
بل هو قد أبعد ذهن القارئ عن موضوع الفرار بصورة تامة،
ويكاد لا يشير إليه، بل هو يهيئ الأجواء ليفهم الناس عكس الحقيقة، إذ
غاية ما يفهم من الكلام، أنهما قد بذلا جهداً، وحاربا ولم يتمكنا من
فتح الحصن.
3 ـ
إنه تكتم أيضاً على أمر آخر قد صرحت به الروايات، وهو:
أن الهارب الأول صار يجبِّن أصحابه (أي يتهمهم بأنهم جبناء)، ويجبِّنه
أصحابه (أي يتهمونه هو بأنه جبان)، فذكر الراوي هنا عوضاً عن ذلك
عبارة: يستبطئ أصحابه ويقول: أنتم، وأنتم..
ويلاحظ أيضاً:
أن الراوي
هنا.. قد نسب اللواء الذي أخذه المهاجري الأول، والمهاجري الثاني إلى
رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»..
فقال: دفع لواءه إلى أحد المهاجرين..
ولكنه:
نسب اللواء
الذي أعطاه للأنصاري إلى الأنصار، لا إلى رسول الله، فقال:
«فدفع
لواء الأنصار إلى رجل منهم».
وهذا يدل:
على أن فرار ذلك الأنصاري إنما كان بلواء الأنصار، لا
بلواء الجيش كله.. فهو لواء لفرقة خاصة.
وأما فرار الأولين، وهما من المهاجرين، فقد كان بلواء
رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وهو لواء الجيش.
فإن كان الراوي يريد
إعطاء
امتياز للمهاجريين (وهما أبو بكر وعمر طبعاً) على ذلك الأنصاري (وهو
سعد بن عبادة المنافس لهما في يوم السقيفة).. فإنه يكون قد وقع في أمر
لا يريده، وهو أمر بالغ الخطورة.
حيث أوضح:
أنهما قد هربا
بلواء رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
ومن الواضح: أن الهزيمة لحامل لوائه
«صلى الله
عليه وآله»
ـ وهو لواء الجيش كله ـ تبقى هي الأشر، والأضر، والأخطر، والأمر، عليه
«صلى
الله عليه وآله»،
وعلى الإسلام والمسلمين، وهي جريمة عظيمة وهائلة..
ويلاحظ:
أن الراوي نفسه، الذي يريد أن يكرس الامتيازات للرجلين
المهاجريين، بالتأكيد على فرار أحد منافسيهما، وهو ابن عبادة، قد أقر
لسعد بن عبادة بأنه حقق إنجازاً ـ مهما كان متواضعاً ـ عجز ذانك
الرجلان عن تحقيقه، حيث ذكر: أنه قد أرجع كتائب اليهود إلى الحصن،
ومعهم قائدهم الحارث أبو زينب، الذي كان يهدّ الأرض هداً.
والسؤال المحير هنا هو:
لماذا يتصدى
خصوص ذلك الأنصاري والأنصار الذين كانوا معه للحارث أبي زينب، وللكتائب
التي كانت معه، حتى ردّوهم إلى الحصن؟ وأين كان المهاجريان اللذان أخذا
لواء النبي
«صلى الله
عليه وآله»،
وهربا به؟!!..
والأغرب من ذلك:
أنه بعدما عادت كتائب اليهود مع الحارث أبي زينب إلى
الحصن بجهد الأنصار فقط، قد عادت لتخرج من جديد بقيادة ياسر اليهودي،
وتهاجم الأنصار، دون سواهم مرة أخرى..
ولا ندري لماذا لا تتعرض للمهاجرين في هذه المرة..
أيضاً؟!
كما أننا لا ندري:
لماذا لم يُعِنْ المهاجرون الأنصار؟!
ولماذا تركوا اليهود يزيلون الأنصار عن مراكزهم، حتى
انتهوا إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في موقفه؟!
فإن كانوا لا يحبذون إعانة الأنصار لأمر مَّا كان في
نفوسهم عليهم، فهل من المعقول أن يتركوا اليهود يخلصون إلى النبي
«صلى الله
عليه وآله»
في موقفه؟!
وماذا سيكون عذرهم لو أن اليهود تمكنوا من إلحاق الأذى
به
«صلى الله
عليه وآله»؟!..
وقد ذكرت تلك الرواية المتقدمة أيضاً:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أخبر عن مقالة الشيطان لليهود: إن
محمداً يقاتلكم على أموالكم..
وهو نداء شيطاني حقاً، من شأنه أن يثير حفيظة أناس يعرف
الناس كلهم: أن حبهم للمال يفوق كل حب، والمال هو هاجسهم الأول
والأخير، ويرون: أن فقدهم للمال يوازي فقدهم للحياة.
وقد أمر النبي
«صلى الله
عليه وآله»
بنداءٍ يبطل تأثير مقولة الشيطان هذه، ويفقدهم ذريعةً كانوا يرون أنها
تكفي لتبرير طغيانهم عليه
«صلى الله
عليه وآله».
فإنه «صلى الله عليه وآله» أظهر في
ندائه لهم:
أن أموالهم، وكذلك دماءهم ليست هدفاً له
«صلى الله
عليه وآله»،
رغم كل ما فعلوه معه، من نقض عهود، ومن تحريض، ومن تآمر، وسعي للإعداد
والاستعداد لحربه، وإنما هدفه هو: أن يعلنوا أنهم ملتزمون بتوحيد الله
سبحانه..
مع تقديم تعهد صريح منه
«صلى الله
عليه وآله»،
بالاكتفاء منهم بهذا الإعلان، فلا يكون هناك أي بحث عن دخائلهم، وعن
مكنونات نفوسهم، ولا يتعرض للكشف عن ضمائرهم، فإن حسابهم على الله
وحده، وليس لأحد غيره الحق في التعرض لشيء من ذلك.
فنلاحظ:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
لم يطلب لنفسه منهم مالاً، ولا سلطة، ولا سعى لمحاسبتهم على ما بدر
منهم، ولا غير ذلك.
ولكن اليهود رفضوا حتى الإعلان عن الالتزام بالوحدانية،
وأكدوا التزامهم بالخط الذي هم عليه، رغم ظهور الحجة، وسطوع البرهان
على نبوته
«صلى الله
عليه وآله»،
حتى إنهم ليجدونه
«صلى الله
عليه وآله»،
مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، وهم يعرفونه
«صلى الله
عليه وآله»
كما يعرفون أبناءهم.
وقد صرحت الرواية:
بأن الذين ذهبوا مع علي
«عليه
السلام»
قد فروا عنه
«صلوات
الله وسلامه عليه»
أيضاً، وتركوه، ليواجه كتائب اليهود وحده، وكانت بقيادة الحارث أخي
مرحب. فقتله علي
«عليه
السلام»..
وهرب الذين كانوا مع الحارث إلى الحصن، وأغلقوا عليهم..
ثم خرج مرحب، فقتله علي
«عليه
السلام»
أيضاً على الباب، وفتح الباب..
والذي يبدو لنا:
أن الرواة المغرضين قد حاولوا تلطيف أمر هذا الفرار، فقالوا: إن علياً
قد أخذ الراية وهرول نحو الحصن وفتحه، وقلع بابه ودخله، قبل أن يلحق
آخر الناس أولهم، أو قبل أن يلبس الناس سلاحهم، أو قبل أن يتم اصطفاف
الخيل، أو نحو ذلك مما سنذكره فيما سيأتي إن شاء الله، تحت عنوان: علي
يفتح خيبر وحده.
وعن ابن عباس:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قال: لأبعثن رجلاً لايخزيه الله أبداً، يحب الله ورسوله.
قال:
فاستشرف لها من استشرف.
قال:
أين علي
«عليه
السلام»؟!
قالوا:
هو في الرحل، يطحن.
قال:
وما كان أحدكم ليطحن؟
قال:
فجاء وهو أرمد، لا يكاد يبصر.
قال:
فنفث في
عينيه، ثم هز الراية ثلاثاً، فأعطاه إياها، فجاء بصفية بنت حيي الخ..([37]).
ونقول:
1 ـ
قد تحدثنا في
موضع آخر من هذا الكتاب عن قوله
«صلى الله
عليه وآله»:
«لا
يخزيه الله أبداً».
فيمكن الاكتفاء بما ذكرناه هناك..
2 ـ
لقد كان علي
«عليه
السلام»
يمارس عملية الطحن، حين تخلف في الرحل، بسبب الرمد الذي جعله لا يبصر.
فلم يكن
«عليه
السلام»
ـ حتى وهو في هذه الحالة الصعبة ـ فارغاً، ينتظر خدمة الآخرين له.. بل
يؤدي وظيفة تفيد هذا الجيش المقاتل لأعداء الله تعالى، وجد نفسه قادراً
على أدائها..
وقد تركه الناس يمارس هذا العمل، وسارعوا إلى الحضور
عند رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
على أمل أن يفوزوا بشرف حمل الراية حين علموا: بأن ثمة أوسمة هامة،
تؤهلهم لتبوُّؤ مناصب، وتحلهم في مراتب كانوا يحلمون بها، ومنها: أن
حاملها سوف يفتح الله على يديه.
نعم، لقد سارعوا إلى مجلس رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، واستشرفوا للراية، وطلبوها، رغم الفرار الذي كان قد صدر منهم عن
قريب.
فهل كانوا ذاهلين عن أن الله تعالى إنما يفتح على يدي
من كان كراراً غير فرار؟!.
ومن كان الله ورسوله أحب إليه حتى من نفسه؟!.
ومن كان باذلاً نفسه في كل ما يرضي الله ورسوله، حتى
صار حبيباً لهما؟!
ومن لا يعتبر إعطاء الراية له مكسباً دنيوياً، بل هو
يعتبره عطاءً إلهياً يعبر عنه بقوله: اللهم لا مانع لما أعطيت؟!([38]).
ومن لا يخالف ما يأمره به رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
حتى فيما قد يراه الكثير من الناس شكلياً، أو أمراً عادياً؟!
حتى إنه حينما قال له:
اذهب ولا
تلتفت، مشى قليلاً، ووقف ولم يلتفت، وسأل رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
علام أقاتلهم؟! أو علام أقاتل الناس؟!
ومن الواضح:
أن الالتزام
بأوامر النبي
«صلى الله
عليه وآله»
وتنفيذها حرفياً، هو الأمر الذي يجب الالتزام به، ولا يجوز التخلف عنه،
وهو الذي يدخل السرور على قلبه
«صلى الله
عليه وآله».
3 ـ
ولأجل تركهم
إياه يمارس ذلك العمل، وإسراعهم إلى ما يرون الحصول عليه مكسباً
وامتيازاً دنيوياً، جاء اللوم لهم من قبل رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
ليؤكد على لزوم معرفة أقدار الرجال، وإعطاء كل ذي حق حقه..
والأهم من ذلك:
أن يوكل كل عمل للشخص المناسب له، فلا يوكل أمر الطحن،
أو استقاء الماء لقادة الجيش، ولعلماء الأمة وربانييها؛ لأن ذلك معناه:
هدر الطاقات، وتعطيل القدرات، خصوصاً إذا حصل ذلك في الأوقات العصيبة،
والظروف الحساسة، والمصيرية.
4 ـ
وعن النصوص التي تتعمد كتمان أسماء الفارين نعود فنقول:
لماذا يتعمدون تجهيل الناس بهذا الأمر؟!
ألا يعتبر ذلك:
من مفردات الخيانة للأمة، ومن التدليس على الناس؟!
وهو تدليس شديد الإضرار بالأمة، عظيم الأثر على الدين،
ولا نريد أن نقول أكثرمن ذلك.
وحول قول علي «عليه السلام» للنبي
«صلى الله عليه وآله»:
علام أقاتلهم؟ نقول:
1 ـ
لعل سؤال علي «عليه السلام» عن غاية القتال قد فاجأ
الكثيرين من الصحابة الذين كانوا حول رسول الله «صلى الله عليه وآله»،
والذين قد يكون أكثرهم إنما يقاتل من أجل الغنائم، أو المناصب، أو
الشهرة، أو حباً بالإمارة؛ أو لأجل أن يفرضوا الإسلام عليهم بالقوة
والقهر، أو نحو ذلك..
فأراد علي «عليه السلام» أن يعرف
الجميع:
أنه لا بد أن يكون كل عمل يقوم به الإنسان هادفاً.
ثم أن يكون الهدف في مستوى العمل نفسه، من حيث خطورته،
ومن حيث حساسية آثاره.
2 ـ
ومن جهة أخرى نلاحظ: أنه لم يقل: أقاتلهم حتى يكونوا
مسلمين، بل قال: حتى يكونوا مثلنا..
ولعل السبب في ذلك:
أنه
«عليه
السلام»
لو استعمل كلمة
«المسلمين»
لجاء الجواب بنعم، أو بلا..
ولكنه حين قال:
حتى يكونوا مثلنا.. احتاج إلى توضيح مستوى المثلية
المطلوبة، وأن المطلوب أولاً: هو الدرجة التي توجب حقن دمائهم.. أما
سائر المراتب والدرجات، فإنما تحصل بالسعي الدؤوب من قبل الأفراد
أنفسهم، كل بحسب حاله، وقدراته، وطبيعة قناعاته..
والذي تحقن به دماؤهم، هو شهادة أن لا إله إلا الله،
وأن محمداً رسول الله.
ومن الأهمية بمكان الوقوف عند قوله
«صلى الله
عليه وآله»
لعلي «عليه
السلام»،
حين قال له: علام أقاتلهم؟!:
«عرِّفهم
ما يجب عليهم من حق الله تعالى، وحق رسوله».
وذلك بالتزامن مع دعوتهم إلى الإسلام، الأمر الذي يدل على أن دعوتهم
إلى الإسلام لا يقصد بها إكراههم عليه، وفرض قبوله عليهم بلا مناقشة..
بل هي دعوة تستند إلى الإقناع، وتعتمد على إقامة الحجة، والتوعية،
والتعريف بما يجب وما لا يجب.
ثم إن قول رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
«عرفهم
ما يجب عليهم من حق الله ورسوله»،
قد تضمن طلبه
«صلى الله
عليه وآله»
في بادئ الأمر تعريفهم بحق الله تعالى عليهم، وهو توحيده، وعبادته،
وطاعته. ولا يطلب تعريفهم بأوامر الله، ونواهيه لهم، فإن هذا يأتي في
مرحلة لاحقة، حيث لا بد لهم من السعي إلى الحصول على هذا الأمر..
كما أنه لم يطلب تعريفهم بشيء يعود نفعه إليه «عليه
السلام» كشخص، ولا يريد منهم شيئاً لنفسه، بل يطلب «صلى الله عليه
وآله» منه «عليه السلام» أن يعرفهم بحق من تكون له صفة الرسولية
والنبوة، وهو القبول منه، وعنه، وتوقيره ونصرته، والشهادة والاعتراف له
بذلك..
ثم هو يعقب ذلك بالتوجيه الكريم
والعظيم، حيث يقول له:
لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم..
ليفهم الجميع:
أن مسؤوليتهم هي هداية الناس.. وأن هذا هو الخير العظيم
الذي يحب أن تنصرف إليه الهمم، وتعقد عليه العزائم، فلا يكون همهم
الحصول على الأموال والجواري، والمناصب، ولا فتح الحصون، وقتل الرجال.
بل يكون كل همهم منصرفاً إلى فتح القلوب أولاً، حتى إذا أصبحت الحصون
أقفالاً على تلك القلوب، فلا بد حينئذٍ من دكِّها وتحطيمها، وإزالة تلك
الأقفال عنها.
وقد ورد أيضاً أنه «صلى الله عليه
وآله» قال:
لأن يهدي الله بك نسمة (أو رجلاً) خير لك مما طلعت عليه الشمس([39]).
وهذه الكلمة وتلك تعطي الانطباع عن حقيقة القيمة التي للإنسان بنظر
الإسلام، حتى إن نسمة واحدة سواء كانت رجلاً أم أنثى، صغيرة كانت أم
كبيرة، إذا هُديت بك، فهي خير من كل ما طلعت عليه الشمس..
وهذا معناه:
أن كل قتال شرعه الإسلام، إنما شرعه وفق هذه النظرة ومن خلالها، إذ لا
مجال للتناقض والاختلاف في دين الله سبحانه وتعالى، فهذا التشريع إنما
كان بهدف حفظ البشرية، ومن أجل إزاحة مصادر الخطر عنها، واستئصال
جراثيم سرطانية، لا مجال للحياة معها.
وقد قال «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»:
قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وهذا يشير إلى أن توحيد اليهود
مشوب بالشرك أو بغيره من المعاني التي تنافىه، وتخرجه عن حقيقته، مثل
اعتقادهم بأن عزيراً ابن الله، واعتقادهم بالتجسيم الإلهي، ونسبة أمور
مشينة إلى الذات المقدسة، مثل أن يده ـ سبحانه ـ مغلولة، وكذلك نسبة
الظلم والعجز إليه تبارك وتعالى، وغير ذلك.
وقد جعل النبي
«صلى الله
عليه وآله»
ميزان حفظ الأموال، وحقن الدماء: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً
رسول الله، كما اتضح من جواب النبي
«صلى الله
عليه وآله»
لعلي «عليه
السلام»..
وذلك:
لأن للاعتقادات مراتب، ولكل مرتبة منها آثارها.. فالاعتراف بوجود الله
سبحانه، وبأن له رسلاً وكتباً، وشرائع ـ كما هو الحال في أهل الكتاب ـ
أقل قبحاً من الإلحاد، ومن الشرك.
ولذلك كانت لهؤلاء أحكام تختلف عن أحكام أولئك، فيجوز
مثلاً التزويج بالكتابية متعة، ولا يجوز تزويجهم مطلقاً، ويصح أيضاً
اعتبارهم من أهل الذمة، ويمنع التعرض لهم في ممارساتهم الدينية، وفق
حدود وقيود معينة، ويمكن الدخول في عهد معهم، وما إلى ذلك.
فإذا دخلوا في الإسلام، وشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن
محمداً رسول الله، فإنه يضاف إلى ذلك: أنه يوجب بمجرده حقن دمائهم،
ويمنع من التعرض لأموالهم، ولا حاجة في ذلك إلى عقد وعهد، ولا يصح
اعتبارهم أهل ذمة..
ويجوز أيضاً:
التزوج والتزويج منهم، ويحكم بحلية ذبائحهم، وبطهارتهم، وهم يرثون
ويورثون الخ..
فإذا اعتنقوا مذهب الحق:
فإن ذلك يرتب أحكاماً أخرى لهم وعليهم. فتحرم غيبتهم، وتجب حقوق الأخوة
الإيمانية لهم، وتترتب عليهم أيضاً أحكام أهل المذهب، فلا يقبل منهم
التصرف الموافق للمذاهب الأخرى، فلا يمضى عليهم الطلاق بالثلاث، ويحكم
ببطلانه، ولا يقبل طلاقهم من غير شهود، فإذا صاروا من أهل العدالة، صحت
الصلاة خلفهم، وقبلت شهادتهم، وما إلى ذلك.
ثم إن الواحد منهم يتدرج في مراتب الفضل والكمال، فيكون
عالماً، ويكون عابداً تقياً، وقد يصل إلى أن يكون ولياً من الأولياء.
ومن البشر من يصطفيهم تعالى للإمامة وللنبوة، وإن
للنبوة مراتب أيضاً تختلف وتتفاوت، فيكون النبي من أولي العزم، أو من
غيرهم، أو تكون له مرتبة النبوة الخاتمة، التي هي المرتبة العظمى
والمنزلة الأسمى.. وللإمامة أيضاً مراتب، وأعظمها مقام الإمامة للنبوة
الخاتمة، فإنها أعظم من مقام الإمامة بدون هذه الخصوصية.
وعلى كل حال:
فإن الله يزيد في المقام، ويوجب الحقوق، ويجعل الأحكام التي تناسب هذه
الخصوصية أو تلك.
([1])
البحار ج21 ص21 عن إعلام الورى ج1 ص207.
([2])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 والمغازي للواقدي ج2 ص670 وراجع:
البداية والنهاية ج4 ص226 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص376.
([3])
تاريخ الخميس ج2 ص48 ومعجم ما استعجم للبكري الأندلسي ج2 ص522.
([4])
إمتاع الأسماع ص319 و 320 وراجع: سنن أبي داود ج2 ص37 والسنن
الكبرى للبيهقي ج6 ص318 وعون المعبود ج8 ص175 ونصب الراية
للزيعلي ج4 ص253 وعن البداية والنهاية ج4 ص229 وعن عيون الأثر
ج2 ص142 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص383 وسبل الهدى والرشاد
ج5 ص152.
([5])
راجع: السيرة الحلبية ج3 ص41 وتاريخ الخميس ج2 ص48 وسبل الهدى
والرشاد ج5 ص124.
([6])
المغازي للواقدي ج2 ص669 وإمتاع الأسماع ص319.
([7])
المغازي للواقدي ج2 ص670.
([8])
المغازي للواقدي ج2 ص670.
([9])
الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 والإرشاد
للمفيد (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص121 وراجع: شرح الأخبار للقاضي
النعمان ج1 ص147 والعمدة لابن البطريق ص150 عن تفسير الثعالبي،
والطرائف لابن طـاووس ص58 وإحقـاق الحـق ج5 ص373 ومسنـد أحمـد
ج5 ص358 = = والمناقب للخوارزمي (ط النجف) ص103 وفي (طبعة
أخرى) ص167 والبحار ج21 ص3 وج39 ص10 ومناقب أهل البيت
للشيرواني ص139 والمستدرك للحاكم ج3 ص37 وعن فتح الباري ج10
ص129 ومجمع البيان ج9 ص201 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق
ص156 وتفسير الميزان ج18 ص295 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص300
وعن البداية والنهاية ج4 ص213 ونهج الإيمان لابن جبر ص322
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص354 وسبل الهدى والرشاد ج5
ص124.
([10])
راجع: البداية والنهاية ج4 ص185 فما بعدها عن البيهقي، وراجع
ما تقدم من مصادر في الإحالة السابقة. غير أننا ذكرنا فيما
تقدم: أن محمود بن مسلمة قد قتل في حصن ناعم.
([11])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 والبداية والنهاية ج4 ص184 فما
بعدها ودلائل النبوة ج4 ص209 والسيرة الحلبية ج3 ص41 وتاريخ
الأمم والملوك ج2 ص30 وحلية الأولياء ج1 ص62 ومعالم التنزيل (ط
مصر) ج4 ص156 وتذكرة الخواص ص25 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند
أحمد) ج4 ص128 وتاريخ الخميس ج2 ص48.
([12])
تاريخ الخميس ج2 ص48 وراجع: مناقب أهل البيت للشيرواني ص141.
([13])
مسند أحمد ج5 ص353 وراجع: الخصائص للنسائي (ط التقدم بمصر) ص5
والسيرة النبوية لابن هشام (المطبعة الخيرية بمصر) ج3 ص175
وأسد الغابة ج4 ص334 وشرح أصول الكافي ج12 ص494 والعمدة لابن
البطريق ص140 والطرائف لابن طاووس ص55 والبحار ج32 ص133 وج39
ص7 ومجمع الزوائد ج7 ص150 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص109
وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص92 و 93 والبداية والنهاية ج7 ص373
ونهج الإيمان لابن جبر ص318 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1
ص155.
([14])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص30 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند
أحمد) ج4 ص127 و 128 ولم يذكروا غير عمر في هذا النص، وكذا في
الرياض النضرة = = (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص185 ـ 188 والإرشاد
للمفيد (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص126 والبحار ج21 ص28 عن الخرايج
والجرايح وراجع ص3 وج39 ص10، وراجع: العمدة لابن البطريق ص150
والطرائف لابن طاووس ص58 وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج9 ص201
وخصائص الوحي لابن البطريق ص156 وتفسير الميزان ج18 ص295
وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص93 ونهج الإيمان لابن جبر ص322.
([15])
منتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج5 ص44 ومجمع الزوائد ج9
ص123 وراجع: مناقب ابن شهرآشوب ج2 ص318 والبحار ج3 ص525
والمستدرك للحاكم ج3 ص37 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج1 ص497 وج8
ص522 وكنز العمال ج13 ص121.
([16])
راجع: السيرة الحلبية ج3 ص37 والمغازي للواقدي ج2 ص654.
([17])
ستأتي مصادر كثيرة لهذا الحديث إن شاء الله تعالى.
([18])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند
أحمد) ج4 ص128 وراجع: كنز العمال ج10 ص463 والبداية والنهاية
لابن كثير ج4 ص212 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص354 ومصادر
أخرى كثيرة.
([19])
تاريخ الخميس ج2 ص48 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124 وراجع: صحيح
البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171وراجع ص23.
([21])
صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص23 والبداية والنهاية
ج4 ص184 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252.
([22])
البداية والنهاية ج4 ص185 فما بعدها، وراجع: تاريخ الأمم
والملوك ج2 ص301 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص156
والمناقب للخوارزمي ص168 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص355
والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص220.
([23])
راجع هذه الكرامة الجليلة
في المصادر التالية: منتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج4
ص127 و 128 والصواعق المحرقة (ط الميمنية) ص74 وحياة الحيوان
(مطبعة الشرفية بالقاهرة) ج1 ص237 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص
564 والإصابة ج2 ص502 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص107 ومناقب
الإمام علي لابن المغازلي (ط المكتبة الإسلامية) ص176 ومصابيح
السنة (ط الخيرية بمصر) ج2 ص201 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3
ص366 ومعالم التنزيل ج4 ص156 والشفاء (ط مصر) ج2 ص272 وجامع
الأصول ج9 ص469 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص258 وكفاية الطالب ص130
و 116 و 118 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها وذخائر
العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 والرياض النضرة (ط محمد أمين
بمصر) ج2 ص188 وج1 ص50 وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر)
ج5 ص171 وصحيح مسلم ج5 ص195 وج7 ص120 ومسند أحمد ج5 ص333 و 353
و 358 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص638 والخصائص للنسائي (مطبعة
التقدم بمصر) ص 4 و 5 و 6 و 7 والسيرة النبوية لابن هشام
(المطبعة الخيرية بمصر) ج3 ص175 وطبقات ابن سعد (مطبعة الثقافة
الإسلامية) ج3 ص157 والمعجم الصغير ص163 ومستدرك الحـاكم ج3
ص38 و 108 و 116 وراجـع ص125 ولبـاب التـأويل ج4 ص152 و 153
وتاريخ = = الخميس ج2 ص48 و 49 والبحار ج21 ص29 عن الخرايج
والجرايح، ومعارج النبوة ص219 والخصائص الكبرى ج1 ص251 فما
بعدها وتاريخ الخلفاء (ط مطبعة السعادة) ص168 وتاريخ الأمم
والملوك ج3 ص30 والمستدرك للحاكم ج3 ص437 وحلية الأولياء ج1
ص62 وتذكرة الخواص ص24 و 25 والكامل في التاريخ (ط دار صادر)
ج2 ص219 و 220 وأسد الغابة ج4 ص21 و 25 و 28 ومجمع الزوائد ج9
ص123 و 122 ومصادر كثيرة أخرى.
([24])
صحيح مسلم ج5 ص195 ومسند أحمد ج4 ص54 وطبقات ابن سعد (مطبعة
الثقافة الإسلامية) ج3 ص157 ومناقب آل أبي طالب لابن المغازلي
(ط المكتبة الإسلامية) ص176 ومعالم التنزيل ج4 ص156 ومنتخب كنز
العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص130 وحياة الحيوان (مطبعة
الشرفية بالقاهرة) ج1 ص237 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر)
ج1 ص185 ـ 187 ولباب التأويل للخازن ج4 ص152 و 153.
([25])
صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171وصحيح مسلم ج7 ص21
ومسند أحمد ج5 ص333 والخصائص للنسائي ص6 وحلية الأولياء ج1 ص62
والسنن الكبرى ج9 ص107 وتذكرة الخواص ص24 وأسد الغابة ج4 ص28
ومشكـاة المصابيح (ط دهـلي) ص564 والبدايـة والنهايـة ج4 = =
ص184 فما بعدها وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 وراجع:
الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج2 ص184 و 188.
([26])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص124
و 125 والأنس الجليل (ط الوهبية) ص179 وراجع: السيرة الحلبية
ج3 ص35 و 36 و 37 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص175 وحلية
الأولياء ج1 ص62 والإكتفاء للكلاعي (ط مكتبة الخانجي) ج2 ص258
والكامل (ط دار صادر) ج2 ص220 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185
فما بعدها، وذخائر العقبى ص184 ـ 188 والخصائص الكبرى ج1 ص251
و 252 وتاريخ الخميس ج2 ص49 والبحار ج21 ص16.
([27])
تاريخ الخميس ج2 ص49 وراجع: تحف العقول ص346 وعن عون المعبود
ج8 ص172 و السيرة الحلبية.
([28])
السيرة الحلبية ج3 ص37 وتاريخ الخميس ج2 ص49 وراجع: شرح اللمعة
للشهيد الثاني ج7 ص152 وزبدة البيان للأردبيلي ص12 وشرح أصول
الكافي ج6 ص136 وج12 ص494 ومناقب أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص507
و 508 وعن الإحتجاج ج1 ص167 والعمدة ص142 و 146 و 148 و 149 و
157 والطرائف لابن طاووس ص56 وعن ذخائر العقبى ص73 والبحار ج21
ص3 و ج39 ص8 و 12 وكتاب الأربعين للماحوزي ص287 و 288 ومناقب
أهل البيت ص137 والغدير ج2 ص41 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص10
وأضواء على الصحيحين للنجمي ص341 وفضائل الصحابة ص166 وعن
مستدرك أحمد ج5 ص333 وعن صحيح البخاري ج4 ص20 و 207 وج5 ص77
وعن صحيح مسلم ج7 ص122 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 = = ص107 وعن
فتح الباري لابن حجر ج7 ص366 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص46 و
110 و 137 وعن الخصائص للنسائي ص56 وشرح معاني الآثار ج3 ص207
وصحيح ابن حبان ج15 ص378 والمعجم الكبير ج6 ص152 و 198 ورياض
الصالحين ص145 ونظم درر السمطين ص99 وفيض القدير ج6 ص465 ومجمع
البيان للطبرسي ج9 ص201 وتفسير الميزان ج18 ص295 وتاريخ مدينة
دمشق ج42 ص86 و 88 وأسد الغابة ج4 ص28 وعن الإصابة لابن حجر ج1
ص38 والبداية والنهاية لابن كثير ج4 ص211 وبشارة المصطفى ص297
ونهج الإيمان لابن جبر ص320 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص351
وجواهر المطالب ج1 ص177 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص125 وينابيع
المودة ج1 ص153 ومعجم النورين للمرندي ص242.
([29])
السيرة الحلبية ج3 ص37 وراجع: الأربعون حديثاً لابن بابويه ص56
ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص128 والعمدة ص153
والطرائف لابن طاووس ص57 والبحار ج39 ص9 وج72 ص33 وبغية الباحث
ص218 والمعجم الكبير ج7 ص35 والثقات لابن حبان ج2 ص13 وتاريخ
مدينة دمشق ج42 ص89 و 90 والجواهر في نسب علي وآله للبري ص70
والبداية النهاية ج4 ص112 وج7 ص373 وعن السيرة النبوية لابن
هشام ج3 ص798 والجمل للمفيد ص196 ومصادر كثيرة أخرى.
([30])
راجع: البحار ج21 ص18 و 19 وفي هامشه عن مناقب آل أبي طالب ج2
ص78 وعن الإرشاد.
([31])
المغازي للواقدي ج2 ص653 والسيرة الحلبية ج3 ص37.
([32])
المغازي للواقدي ج2 ص653.
([33])
أي معه الجماعة الذين يُعْدّن للحرب.
([34])
في الإمتاع لم يذكر كلمة: «ويحب الله ورسوله». فراجع ص314.
([35])
المغازي للواقدي ج2 ص653 و 654 والإمتاع ص313 و 314 والسيرة
الحلبية ج3 ص34.
([36])
الإمتاع ص314 و 315 والإرشاد للمفيد ج1 ص333 وقال في الهامش:
انظر حديث فتح خيبر في تاريخ مدينة دمشق ج1 ص174 و 248 والثاقب
في المناقب ص257 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص125 والمستجاد من
الإرشاد (المجموعة) للعلامة الحلي ص128 والبحار ج21 ص1 وج41
ص279 والإمام علي للهمداني ص613 وكشف الخفاء ج1 ص232 و 366
ومجمع البيان ج9 ص202 والميزان ج18 ص296 وعن البداية والنهاية
ج4 ص216 عن دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص212 ونهج الإيمان لابن
جبر ص323 عن المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص329 والسيرة النبوية
لابن كثير ج3 ص359 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص129.
([37])
مسند أحمد ج1 ص331 والخصائص للنسائي (ط التقدم بمصر) ص8 وفي
(طبعة أخرى) ص63 والمستدرك للحاكم ج3 ص132 وكفاية الطالب (ط
مكتبة الغري) ص116 وراجع: العمدة لابن البطريق ص85 و 238
وذخائر العقبى ص87 وحلية الأبرار ج2 ص والبحار ج38 ص241 وج40
ص50 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص112 و 292 والمراجعات ص196
والغدير ج1 ص50 وج3 ص195 ومواقف الشيعة ج3 ص393 وعن مجمع
الزوائد ج9 ص119 وكتاب السنة لابن عاصم ص589 والسنن الكبرى ج5
ص113 وعن خصائص الوحي المبين لابن البطريق ص118 وتاريخ مدينة
دمشق ج42 ص98 و 99 و 101 وج46 ص150 وسير أعلام النبلاء ج3 ص68
وعن الإصابة لابن حجر ج4 ص467 وعن البداية والنهاية ج7 ص374
والمناقب للخوارزمي ص125.
([38])
قد ذكرنا مصادر هذه الكلمة في موضع آخر من هذا الكتاب.
([39])
راجع: البحار (ط كمباني) ج6 ص440 و (ط جديد) ج32 ص448 وج97 ص34
وج101 ص364 وج1 ص216 وج19 ص167 وج21 ص361 ومختلف الشيعة ج4
ص394 ومنتهى المطلب للحلي ج2 ص904 وتذكرة الفقهاء للحلي ج1
ص409 وج9 ص44 وكشف اللثام ج2 ص196 و 276 ورياض المسائل ج1 ص486
وج7 ص493 وجواهر الكلام ج21 ص52 والمبسوط للسرخسي ج10 ص31
والكافي ج5 ص28 و 36 وتهذيب الأحكام ج6 ص141 والوسائل (ط دار
الإسلامية) ج11 ص30 ومستدرك الوسائل ج11 ص30 وج12 ص241
وج17ص210 ومصباح الشريعة ص199 والنوادر للراوندي ص140 والإقبال
لابن طاووس ج2 ص58 واليقين لابن طاووس ص14 ومستدرك سفينة
البحار ج2 ص353 وج10 ص502 ونهج السعادة ج2 ص158 وج5 ص214 ودرر
الأخبار ص178 والمستدرك للحاكم ج3 ص568 ومجمع الزوائد ج5 ص334
والمعجم الكبير ج1 ص315 و 332 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص14
والجامع الصغير ج2 ص401 وكنز العمال ج10 ص156 وج13 ص107 والسير
الكبير ج1 ص78 والثقات لابن حبان ج2 ص122 وسبل الهدى والرشاد
ج6 ص238.
|