زعمت بعض النصوص المتقدمة:
أن أبا بكر وعمر قد قاتلا قتالاً شديداً، وقد جهدا فلم يفتح لهما..
ونحن ليس فقط نشك في صحة ذلك، بل
نرجح:
أنهما قد هزما قبل مباشرة القتال، أو أنهما باشراه مع ظهور الخوف
والجبن، فانهزما بسرعة قبل إنجاز أي شيء مؤثر، أو صالح لأن يوصف بأنه
قتال..
ونستند في ذلك إلى ما يلي:
أولاً:
أشارت بعض النصوص، وبعضها كاد أن يصرح: بأن عمر قد رجع قبل أن يصل إلى
ساحة الحرب..
فقد ورد:
أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
دعا أبا بكر في اليوم الأول، وقال: خذ الراية.
فأخذها في جمع من المهاجرين، فاجتهد فلم يغن شيئاً،
فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ويؤنبونه..
فلما كان من الغد تعرض لها عمر، فسار بها غير بعيد، ثم
رجع يجبِّن أصحابه ويجبِّنونه.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
ليست هذه الراية لمن حملها، جيئوني بعلي.
فقيل:
إنه أرمد.
فقال:
أرونيه، تروني رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله([1]).
وقد ورد في حديث بريدة أيضاً قوله:
«فأخذ
اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذها عمر من الغد، فخرج ورجع
ولم يفتح له..».
وفي حديث ابن أبي ليلى، وابن عباس:
بعث أبا بكر، فسار بالناس؛ فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر، فانهزم
بالناس حتى انتهى إليه.
وفي نص آخر:
دفع
«صلى الله عليه وآله»
اللواء لرجل من المهاجرين، فرجع ولم يصنع شيئاً، فدفعه إلى آخر من
المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئاً.
وكل ذلك قد تقدم مع طائفة من مصادره..
ثانياً:
إن النبي الأعظم
«صلى الله عليه وآله»
قد غضب واستاء مما حصل، وصرح بما قد يُشْعِر: بأن هذا الفعل مقصود من
المهاجرين والأنصار، حيث قال: هكذا تفعل المهاجرون والأنصار؟! ـ حتى
قالها ثلاثاً ـ لأعطين..([2]).
وقالوا أيضاً:
فغضب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وقال:
«ما
بال أقوام يرجعون منهزمين، يجبنون أصحابهم؟!
أما والله لأعطين الخ..»([3]).
وذكر نص آخر:
انهزام أبي بكر وعمر وقال: حتى ساء رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
ذلك، فقال: لأعطين الراية الخ..([4]).
فهذا الغضب والاستياء من رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
يدل على: أن هزيمتهم لم يكن لها ما يبررها أصلاً.
بل إن قوله ثلاث مرات:
هكذا تفعل المهاجرون والأنصار، يشير إلى أسف بالغ، وحسرة قوية، قد
انتابته من فعلهم هذا، حيث يدل ذلك على أن ما يجري ليس بسبب قوة
اليهود، بل هو نتيجة تخاذل، وجبن من أصحابه، ولهذا الجبن والخور دلالته
السلبية..
ومما يؤكد ذلك كله:
أن نفس المهاجرين والأنصار كانوا يتبادلون الاتهامات حول ما يجري،
الأمر الذي يدل على قناعتهم بأن مسؤولية ما حصل تقع على عاتقهم أنفسهم.
ثالثاً:
لو صح قولهم: إنهما قاتلا قتالاً شديداً، وجهدا، لم يصح تعريض النبي
«صلى الله عليه وآله» بهما وبمن معهما, وإظهار الإزراء عليهما, وفضحهما
على رؤوس الأشهاد. بل كان اللازم تقدير جهودهما، وجهادهما، وإغداق
الأوسمة عليهما. فهذا الاستياء، وذلك التعريض والتأنيب، وإظهار الأسى
والغضب يدل دلالة واضحة على أنهما قد ارتكبا بفرارهما أمراً عظيماً،
وأن هذا الفرار كان على درجة كبيرة من القباحة والشناعة، جعلتهما
يستحقان ذلك كله..
وبات من الضروري عقوبتهما بهذه الطريقة المؤلمة، التي
تخلد اسميهما في سجل لا يحب أحد أن يكون له اسم فيه، وهو سجل الفرارين
في الحروب. ثم هو يصف علياً
«عليه
السلام»
بأوصاف، ويمنحه أوسمة تستبطن التعريض بهما، من حيث إنهما لا يستحقان
شيئاً منها..
بل هي تظهر أنهما يحملان نقيضها، وهو الأمر القبيح الذي
لا يصح الانطواء عليه بأي حال.
والأوصاف هي التالية:
فهو
«صلى الله عليه وآله»
قد وصف علياً
«عليه
السلام»
بأنه يحب الله ورسوله , مشيراً بذلك ـ فيما يظهر ـ إلى أن غيره لم يكن
كذلك, فإن ادَّعى ذلك لنفسه، فأمثال هذه الدعاوى تكون ساقطة عن
الاعتبار، لأن شواهد الامتحان في ساحات الجهاد والنزال، تكذبها.
ولو أن أياً منهما كان صادقاً فيما يدَّعيه لنفسه لفعل
نفس ما فعله علي
«عليه
السلام»,
ولم يؤْثر حفظ نفسه، والنجاة بها, ولو بارتكاب الفرار من الزحف، الذي
هو من المحرمات العظيمة, مع علمه بما يترتب على هذا الفرار من سلبيات
تتمثل باشتداد ميل الأعداء إلى الحرب، وتؤدي إلى هزيمة روحية للأولياء
في ساحات الطعن والضرب.
ويتأكد ضعف المستوى من خلال ما جرى بين رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
وبين عمر بن الخطاب، فقد قال عمر: لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»:
والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه.
فقال عمر:
فأنت الآن ـ والله ـ أحب إلي من نفسي.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
الآن يا عمر؟!([5]).
ولا بد أن نتذكر هنا الآية الشريفة التي تقول:
﴿قُلْ
إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ
اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾([6])
وإذا كان علي
«عليه
السلام»
يحب الله ورسوله، فإن ذلك يستتبع القيام بما يمليه هذا الحب من
الالتزام، والوفاء، والتضحية في سبيل الله ورسوله.. الأمر الذي ينشأ
عنه حب الله ورسوله له
«عليه
السلام»
أيضاً..
فكان من الطبيعي أن يأتي الوسام الآخر، وهو: أنه
«عليه
السلام»
يحبه الله ورسوله، وهو وسام عظيم، خصوصاً مع ما يتضمنه هذا الوصف من
التعريض بالذين هربوا، ليدل فرارهم على: أنهم لم يكونوا كذلك، فالمعيار
لكسب رضا الله تعالى، ونيل محبته ومحبة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»؛
هو العمل الصالح، والجهاد، والتضحية، ولا تكفي الدعاوى العريضة،
والعجيج، والضجيج في الرخاء، ثم الهرب في ساحات الجهاد، والحاجة إلى
التضحية والفداء..
وفي بعض الروايات جاءت العبارة
هكذا:
فقال
«صلى الله عليه وآله»
لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله([7]).
وبعضها اكتفى بذكر الفقرة الثانية
وهي قوله «صلى الله عليه وآله»:
يحب الله ورسوله([8]).
وبعضها اقتصر على الفقرة الأولى([9])،
وهي قوله: يحب الله ورسوله.
ونقول:
إن هؤلاء ما فتئوا يسعون إلى الانتقاص من علي
«عليه
السلام»،
وإخفاء فضائله بكل حيلة ووسيلة. وقد بدأت هذه السياسات منذ الصدر
الأول، فقد أخفى أعداؤه
«عليه
السلام»
فضائله حسداً، وأخفاها محبوه وأولياؤه خوفاً، وظهر من بين هذين ما ملأ
الخافقين..
وعلينا في مثل هذه الموارد التي تغيظ حساد علي
«عليه
السلام»
ومناوئيه، أن نتوقع ظهور حسيكة النفاق، وأن يتجلى الحقد
الأعمى بصورة يصعب التستر عليها..
وهكذا كان، فإنهم حاولوا حتى إنكار قتله
«عليه
السلام»
لمرحب، ونسبوه لمحمد بن مسلمة كما سيأتي بيانه إن شاء الله..
ونسبوا قتل سائر الفرسان إلى أبي دجانة تارة، وإلى
الزبير أخرى.. ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ولو كره الشانئون
والحاقدون.. فإن فضائل علي
«عليه
السلام»
وكراماته قد ظهرت في أصح الكتب عند شيعته، وعند غيرهم أيضاً، وأسفر
الصبح لذي عينين.
وفي جميع الأحوال نقول:
قد ذكرت الروايات:
أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قال في خيبر بعد فرار المهاجرين والأنصار:
لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله([10]).
ليس بفرار([11])
أو كرار غير فرار([12]).
لا يرجع حتى يفتح الله عليه([13]).
يفتح الله على يديه([14]).
أو قال:
لا يولي الدبر، يفتح الله عليه([15]).
فاستشرف لها الناس، فبعث علياً([16]).
أو: فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها([17]).
وفي اليوم التالي غدا الناس على رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
كلهم يرجو أن يعطاها([18]).
وعند الراوندي:
فتطاول جميع المهاجرين والأنصار، فقالوا: أما علي فهو
لا يبصر شيئاً، لا سهلاً ولا جبلاً([19]).
وعند الطبري:
فتطاولت لها قريش ورجال، كل واحد منهم يرجو أن يكون هو صاحب ذلك([20]).
وفي نص آخر:
تطاول لها أبو بكر وعمر([21]).
قال ابن الصباغ:
«وفي
صحيح مسلم: قال عمر بن الخطاب: فما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ، فتساورت
لها، وحرصت عليها حتى أبديت وجهي، وتصديت لذلك ليتذكرني..
ثم قال:
قالوا: وإنما كانت محبة عمر لما دلت عليه من محبته الله ورسوله،
ومحبتهما له، والفتح»([22]).
ونقول:
إن سائر الروايات قد اقتصرت على
القول:
بأن عمر قال: ما
أحببت الإمارة إلا يومئذٍ.
قال:
فتساورت لها، رجاء أن أدعى لها([23]).
فدعا علياً فأعطاه إياها، وقال:
امش، ولا تلتفت.
فصرخ:
يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟!
قال:
قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم ومالهم إلا بحقها،
وحسابهم على الله([24]).
فهل كانت لدى ابن الصباغ نسخة من صحيح مسلم تختلف عن
النسخة التي وصلت إلينا؟
أم أن أحداً قد كتب في هامش نسخته توضيحاً لكلام عمر،
فظنه ابن الصباغ جزءاً من الرواية، فأدرجه فيها؟
أو أن ابن الصباغ نفسه قد شرح كلمة عمر بالنحو المتقدم،
لكن نساخ كلامه قد أسقطوا (كلمة)؟
أي أن كل ذلك محتمل ويؤيد هذا الاحتمال الأخير: أن
الماحوزي نقل كلام ابن الصباغ بإضافة ما يدل على أنه بصدد توضيح كلام
عمر فراجع([25]).
وإذا أردنا العودة إلى شرح كلمات رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لعلي في خيبر، فإننا نقول:
إنه
«صلى الله عليه وآله»
لا يكتفي بالإشارة إلى فرار هؤلاء الناس، بل هو يتحدث عن أنهم كثيرو
الفرار، حتى كأن هذا الأمر قد أصبح عادة لهم، في حين أن علياً
«عليه
السلام»
ليس بفرار، بل هو كثير الكر، حتى أصبح ذلك عادة له أيضاً..
ثم أكد ذلك بقوله:
لا يولي الدبر، مستفيداً من تعبير يؤكد شعور السامع بالنفرة من عملهم
هذا.
ثم يزيد «صلى الله عليه وآله» في
توضيح ما يرمي إليه، بقوله:
لا يرجع.. أي كما رجع أولئك، حتى يفتح الله سبحانه عليه، لأن الفتح
كرامة إلهية، ولطف رباني، يختص الله به من هو أهل للكرامة. ومستحق
للطف.. وهو ذلك الذي يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فإنه
«صلى الله عليه وآله»
قد مهد تلك المقدمات لينتهي إلى هذه النتيجة، بصورة عفوية وطبيعية.
فكأنها من القضايا التي تكون قياساتها معها..
وورد في بعض النصوص قوله «صلى الله
عليه وآله»:
لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، أي إنه
«صلى الله عليه وآله»
قد تقدم خطوة أخرى في سياق الإعلان عن قبح الفرار الذي حصل، ليدلنا ذلك
على أنه لا يمكن المرور عن هذا الأمر مرور الكرام، لشدة خطورته، وعميق
تأثيره، مما يعني بقاء تبعاته وآثاره تلاحق الذين صدر منهم ذلك، وتلقي
بكلاكلها على سمعتهم، وعلى موقعهم. وذلك حين ألمح على سبيل التعريض
الذي هو أبلغ من التصريح إلى أن الفرار من موجبات الذل، والمهانة،
والخزي، الذي هو أشر أنواع السقوط.
ولتُلاحظ:
كلمة أبداً أيضاً في كلامه
«صلى الله عليه وآله»،
فإنها قد جاءت لتفيد المزيد من التأكيد على براءة ونزاهة ذلك المبعوث
من هذا الأمر الشنيع.
وقد روي:
أن عمر لما سمع النبي
«صلى الله عليه وآله»
يقول: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله،
كراراً غير فرار، قال: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم([26]).
ونقول:
1 ـ
الظاهر هو:
أنه
قد ذكر ذلك عن نفسه ليقول للناس: إنه لم يكن من طلاب الدنيا. فما جرى
بعد رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إنما كان لأجل الحفاظ على الإسلام، وعلى أهله..
2 ـ
إن عمر قد فهم من الأوصاف التي أوردها النبي
«صلى الله عليه وآله»: أنه يقصد
ترشيح صاحب تلك الأوصاف لما هو أعظم من قيادة الجيش ومن
أخذ الراية يوم خيبر.
فهو يريد أن يقول:
إن الذي يفتح الله على يديه، ويحب الله ورسوله، هو الذي
يصلح لحمل الأمانة من بعده، وهو سيد العرب كما تقدم.
أما من عداه فليس له الحق؛ لأنه لا يؤمن على ذلك.
فكأن عمر أراد أن يظهر:
أن هذه الميزات كانت موجودة فيه، ولذلك رشح نفسه للإمارة، وصار يتعرض
لرسول الله
«صلى الله عليه وآله».
3 ـ
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
كان قد منح أبا بكر وعمر، كلاً على حدة، فرصة للفوز بالفتح، وتحقيق
النصر العظيم، فضيعاها. ورجعا منهزمين.
بل ورد:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد منح الفرصة لعمر مرتين، فما معنى تجدد حب الإمارة لدى عمر، بعد أن
أعلن النبي
«صلى الله عليه وآله»:
أنه سيعطي الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله؟!
فقد يقال:
إن ذلك جاء بدافع الحسد المذموم..
وقد يقال:
إن هذا الأمر قد جاء نتيجة الإحساس بأنه بعد فراره هو
وصاحبه قد أصبحا في موضع التهمة، وأن عليه أن يستعيد شيئاً من ماء
الوجه، مع علمه بمقصود النبي
«صلى الله عليه وآله»،
فعرض نفسه لذلك، وطلب الراية لنفسه، مع يقينه بأنه لن يختاره هو ولا
غيره من الفارين، فإن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، ولا يصح، ولا يفيد
تجريب المجرب، إلا من السفيه، وغير المتوازن. وحاشا رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
أن يكون كذلك.
4 ـ
إن المفروض: أن يكون نفس كلام النبي
«صلى الله عليه وآله»
مانعاً لعمر، ولغيره ممن هم مثله من التصدي للراية، ولا يجوز لهم
بمقتضاه أن يطلبوها من جديد، إذ إن الكرار غير الفرار، هو ذلك الذي كان
من عادته الكر، دون الفر، وقد ظهر عملياً أنه ليس كذلك، فما معنى صدور
هذا التمني منه، وما معنى أن يتطاول لها؟ وما معنى قوله: فتساورت لها
رجاء أن أُدعى لها؟ وما معنى أن يبادر إلى طلبها؟!
5 ـ
إن عمر يقول: إنه لم يتمن الإمارة إلا يومئذٍ، مع أنه
هو نفسه يقر ويقسم على أنه قد تمنى هذا الأمر مرة أخرى، وذلك عندما جاء
وفد ثقيف إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فقال لهم النبي
«صلى الله عليه وآله»:
لتسلمن، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني، وفي رواية: مثل نفسي، فليضربن
أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم([27]).
قال عمر:
فوالله، ما تمنيت الإمارة إلا يومئذٍ، وجعلت أنصب صدري
له، رجاء أن يقول: هو هذا.
فالتفت
«صلى الله عليه وآله»
إلى علي
«عليه
السلام»،
وقال: هو هذا، هو هذا.
فعمر يقول هنا:
ما تمنيت الإمارة إلا يومئذٍ.
وفي غزوة خيبر يقول:
ما تمنيت الإمارة، إلا ذلك اليوم.. فأيهما هو
الصحيح؟!..
أم أنه قد تمنى الإمارة في كلا الموردين؟!
هذا كله..
عدا عن السؤال الذي يطرح نفسه، وهو: أنه حين هاجم بيت
الزهراء «عليها السلام»، بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، واعتدى
عليها بالضرب، وتسبب في إسقاط جنينها المحسن، وفي استشهادها «عليها
السلام»، ألم يكن ذلك منه حباً بالإمارة، وطلباً لها، وإزهاقاً لأرواح
أقدس الخلق من أجلها؟!
وكيف نفسر قول أمير المؤمنين «عليه
السلام» له حينئذٍ:
احلب حلباً لك شطره؟!([28]).
وقوله «عليه السلام» عنه، وعن أبي
بكر:
لشد ما تشطرا ضرعيها؟!([29]).
وغير ذلك..
وعلينا أن نتأمل كثيراً في موقف عمر الآنف الذكر، حيث
تمنى الإمارة في خيبر تارة، وفي ثقيف أخرى.. وفي موقف أمير المؤمنين
«عليه
السلام»،
فإنه لما بلغه ما قاله النبي
«صلى الله عليه وآله»،
عن الذي سوف يعطيه الراية، قال:
«اللهم
لا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت..»([30]).
فهو
«عليه السلام» يعتبر:
أن ذلك كرامة إلهية، يختص الله تعالى بها من يشاء.
أما بالنسبة لتمنيات عمر، فنقول:
ألف:
إن كان يقصد بأنه أحب الإمارة، طمعاً منه في ملاقاة العدو، فيرد عليه:
أولاً:
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
كان قبل ذلك قد نهى عن لقاء العدو، وقال: لا تتمنوا لقاء العدو([31]).
فما معنى أن يخالف عمر هذا النهي من رسول الله
«صلى الله عليه وآله»؟!
ثانياً:
إنه قد جرب حظه مرتين، ومع هذا العدو بالذات، ولم يتغير شيء بين الأمس
واليوم.
ب:
وإن كان قد تمنى وتطاول إلى الحصول على الإمارة، لما دلت عليه من محبة
الله ورسوله، وحصول الفتح، فهو أعجب، وأعجب. فإن كل الناس يعرفون ـ
وعمر بن الخطاب منهم ـ: أن في جهاد العدو رضا الله ورسوله.
وأن محبة الله ورسوله لا تنال إلا بالعمل الصالح،
والطاعة والانقياد في الحرب والسلم، والسراء والضراء، وهو عارف بنفسه
إن كان قد أطاع الله ورسوله، ولبى نداء الواجب في جهاد العدو أم أنه لم
يقم بذلك.
لقد أظهرت النصوص المختلفة:
أن قريشاً والمتأثرين بمنهجها، والتابعين لها، كانوا سعداء بابتعاد علي
«عليه السلام» عن الساحة، ولعلهم ظنوا: أن كل الدور سيكون لهم، وأن
الانتصارات والإنجازات ستحقق على أيديهم، وأن جميع الأوسمة، ستكون من
نصيبهم..
وهذا أول الغيث، فإنه
«صلى الله عليه وآله»
يعلن عن وسام جديد وهو: أنه سيعطي الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله، كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله عليه..
وفي جميع الأحوال نقول:
إنه بعد أن قال رسول الله «صلى الله
عليه وآله»:
لأعطين الراية غداً الخ..
غدت قريش يقول بعضهم لبعض:
«أما
علي فقد كفيتموه، فإنه أرمد لا يبصر موضع قدمه»([32]).
غير أن علياً
«عليه
السلام»
لما سمع مقالة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
قال:
«اللهم
لا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت».
وربما يكون قد دار في خلدهم:
أن هذه الأوسمة تعطى جزافاً، وأن وجود علي
«عليه
السلام»
بينهم كان هو العائق لهم عن نيلها.. وأن فرارهم السابق لا يضر، فلعل
الجيش الذي سوف يقودونه سيجد الفرصة لتحقيق النصر، أو لعل بعضهم قد ظن
أن هذا الفتح ـ الذي وعدهم رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
ـ سيكون سهلاً؛ لأنه وعد تضمن الإشارة إلى التدخل الإلهي الذي يأتي
بالفتح، فلا تعب ولا نصب، بل هي معجزة يظهرها الله تعالى، وينتهي
الأمر.. وهم أهل لأن يظهر الله سبحانه المعجزات لمصلحتهم ومن أجلهم..
وهذا سوف يعوضهم عن النكسة التي مني بها أحباؤهم، الذين
هربوا بالراية أكثر من مرة في هذه الحرب.
ولعل فيهم أيضاً من احتمل أن يكون لغضب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
تأثير على روحيات المقاتلين، الذين سوف يهاجمون الحصن بقوة واندفاع،
يوفر على حاملي الراية جهداً، ويحقق لهم نصراً على أيدي غيرهم، ويظهر
لهم فضلاً يكون لهم بمثابة الغنيمة الباردة التي يحلم بها الضعفاء،
والفرارون عادة..
يضاف إلى ذلك:
أن نفس هذا التصدي، واستعراض العضلات، ربما يسهم في تبرئة القادة الذين
فروا، وكان أصحابهم يجبنونهم، ويجعل التهمة بالجبن والفرار موجهة
لغيرهم، أكثر مما هي موجهة إليهم.
والأهم من ذلك كله:
أن أي رجل يأخذ الراية لسوف يكون له كل الفضل على الذين هربوا حتى لو
كان هو واحداً منهم، ولا سيما بعد غضب الرسول
«صلى الله عليه وآله»،
واستيائه، وبعد ما قاله في حقهم تصريحاً تارة، وتلويحاً أخرى.
ولا ندري كيف يرجو أولئك الذين فروا بالراية، مرة بعد
أخرى وربما أكثر من ثلاث مرات، أن يعطيهم رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
الراية مرة رابعة، أو خامسة؟!
فهل هم يحسبون أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يملك
موازين صحيحة؟
أم يظنون أنه شديد النسيان إلى هذا الحد؟
أم أنه يخضع لتأثيرات الهوى، والميول، والعصبيات؟!
أم أنهم هم أنفسهم قد خولطوا في عقولهم؟!
أم أنهم يظنون أن الرسول سوف يخصهم بمعجزة إلهية،
يستطيع هو أن يختار لها من أحب؟!
ثم إن رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، هو الذي يقول:
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين([33])،
فكيف يتوقع منه أبو بكر وعمر أن يعطيهما الراية، وهما لا يكادان
يلتقطان أنفاسهما من عناء الهروب، الذي يريد النبي
«صلى الله عليه وآله»
أن يعالج سلبياته وآثاره؟.
وكيف يتطاولان لها، وهما السبب في اتخاذ النبي
«صلى الله عليه وآله»
هذا القرار الحاسم، وهو أن يعطي الراية لكرار غير فرار؟!.
والأغرب من ذلك أن يصرح المؤرخون:
بأن قريشاً هي التي تطاولت لهذا الأمر، ورجا كل واحد منهم أن يكون هو
صاحب الراية، فما هو المبرر لهذا الطموح القبائلي القرشي؟!
ومتى كانت قريش ـ بما هي قبيلة ـ مهتمة بأمر الجهاد
والتضحية والعطاء؟! فإننا لا ننكر: أن بعض أفرادها قد جاهد وضحى،
ولكنهم لم يكونوا أفضل من غيرهم في ذلك..
أم يظنون:
أن يغلب الحس العشائري على رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فيخص عشيرته بالامتيازات، ولو لم تكن مستحقة لها؟!
وقد لوحظ هنا أيضاً:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد وعد الناس بأن يعطي الراية في اليوم التالي لرجلٍ ذكره لهم بوصفه
دون اسمه..
مع أنه كان يمكنه «صلى الله عليه
وآله»:
أن يسكت في ذلك اليوم، ثم يطلب في اليوم التالي حضور علي
«عليه
السلام»،
فيعطيه الراية، ويمكن أن يطلق عليه تلك الأوصاف في ساعة إرساله
«عليه
السلام»
للقتال..
ولكنه
«صلى الله عليه وآله»
أراد للناس أن يفكروا في هذا الأمر، وأن يطبقوه على هذا تارة، وعلى ذاك
أخرى.. وأن يتمناها الفرارون، وأن تشرئب إليها الأعناق،
في الوقت
الذي كان لا يمر في خيال الجميع أو في وهمهم حتى احتمال
أن يكون المقصود هو علي
«عليه
السلام»
لأن الجميع يعرفون أنه
«عليه
السلام»
يعاني من الرمد ما يعاني.. ولذلك لم يعطه رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
الراية في أيام رمده, حتى أظهر الله تعالى ضعف
وخور أولئك
القوم، وعرف الناس حقيقتهم، وأنهم لم يكونوا أهلاً لما يؤملونه، وليسوا
في المواضع التي يضعون أنفسهم فيها.
وقد استقرت كلمات النبي
«صلى الله عليه وآله»
ـ في وصف صاحب الراية ـ في أنفسهم، وطبقوها على الكثيرين منهم، واستمرت
الاحتمالات والمقارنات بين الأوصاف وبين ما ظهر من صفات المدَّعين
للمقامات طيلة تلك الليلة.. حتى تبين لهم في اليوم التالي خطؤهم جميعاً
في حساباتهم، وأن أحداً من الناس الذين فكروا فيهم لا يملك تلك الصفات.
ولو أنه
«صلى الله عليه وآله»
أجَّل إطلاق كلماته تلك لليوم التالي فلربما لا يفكر أحد بتلك الصفات،
ولا يقوم بأية مقارنة تطبيقية، بل قد يظن الكثيرون أنها مجرد مدائح
طارئة، وأوسمة يطلقها الرئيس
على القادة عادة،
لتشجيع فرسانهم، وشحذ عزائمهم، وقد لا تكون فضفاضة على أصحابها في مجال
التطبيق.
وقد أظهرت النصوص المتقدمة:
أنه حين ظهر إحجام هؤلاء الناس عن القيام بواجبهم الشرعي في دفع العدو،
تدخل الله تعالى لحفظ دينه بصورة إعجازية، وذلك بشفاء علي
«عليه
السلام»
من دون أن يؤثر ذلك على خيار واختيار أعدائه تعالى، أي أنه تعالى لم
يحل بينهم وبين ما يريدون، ولم يشل حركتهم، ولم يمنعهم من ممارسة حقهم
الطبيعي، فليس لهم أن يشعروا بأنهم قد ظلموا في ذلك..
كما أنه لم يقهر المسلمين ولا علياً
«عليه
السلام»
على التصدي للحرب، بل اكتفى بإزالة الموانع من طريق علي
«عليه
السلام»
بشفاء عينيه، وأفسح المجال له لكي يختار، بعد أن أساء الآخرون
الاختيار، فاختاروا الحياة الدنيا، وأنفسهم، وأظهروا: أن أنفسهم أحب
إليهم من الله ورسوله..
النبي
يصنع المعجزة:
وشفاء عيني علي
«عليه
السلام»
وإن كان معجزة صنعها رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لهم، ولكنها لم تكن المعجزة التي يتوقف عليها إقناع الناس بالنبوة؛ لأن
معجزة النبوة هي القرآن الكريم.
وقد كان الناس مقتنعين بنبوته
«صلى الله عليه وآله»،
بالاستناد إليها، أو إلى غيرها من موجبات ذلك..
كما أن هذا الشفاء لم يأت ابتداءً من الله تعالى ليظهر
سبحانه فضل النبي
«صلى الله عليه وآله»،
أو علي
«عليه
السلام»؛
بل هو أمر تعمد رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
نفسه أن يفعله. وقد اختاره، وقصد إلى إيجاده بعد أن لم يكن، مما يعني:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
عارف به، ومختار له، وواثق بالنتيجة قبل حصولها.. وعارف بأنه يملك
القدرة على فعله، من خلال ما خوله الله تعالى إياه..
وهذا يشير إلى:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
يملك قدرات تمكِّنه من التأثير التكويني في أمور واقعية ومادية خارجية،
من دون استخدام الوسائل المعتادة، بل من خلال هذه القدرات التي يملكها،
وأن القضية ليست مجرد دعاء، قد استجابه الله تعالى له.
وهذا يفسر ما روي من أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد تفل في عيني علي
«عليه
السلام»،
وبزق في إلية يده، فدلك بها عينيه، أو نحو ذلك.
ولا بد من التوقف والتأمل في حقيقة أنه
«صلى الله عليه وآله»
لم يكتف بالدعاء والطلب إلى الله تعالى أن يشفيه، بل قرن ذلك بممارسة
عملية تؤكد: أنه يريد أن ينجز عملاً يقع تحت قدرته وباختياره.
وأما حديث:
أن علياً
«عليه
السلام
»
قد تخلف عن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وبقي في المدينة، فلما سار
«صلى الله عليه وآله»
إلى خيبر، قال علي: لا، أنا أتخلف؟!
فلحق برسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فلا يصح؛ وذلك لما يلي:
أولاً:
إذا كان علي
«عليه
السلام»
يعاني من رمد في عينيه، حتى إنه لم يكن يبصر، فإنه كان غير قادر على
السير إلا بقائد يقوده، ومدبر يدبره، فإلى من أوكلت هذه المهمة يا ترى
في كل هذه المدة الطويلة؟! فإن كان قائده هو سلمة بن الأكوع
فإن الرواية قد صرحت: بأنه جاء به يقوده إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
في قضية قتل مرحب فقط..
فكيف جاء من المدينة؟! وكيف كان ينتقل من حصن إلى حصن،
ومن مكان إلى مكان لقضاء حوائجه؟!
وبعد.. فإن تخلف علي
«عليه
السلام»
في المدينة لا بد أن يكون بإذن من رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
كما أن مسيره لا بد أن يكون بإذن منه، فهل استأذن
«عليه
السلام»
في الخروج من المدينة؟ أم أنه فعل ذلك من عند نفسه؟ وإذا كان قد خرج
بإذنه
«صلى الله عليه وآله»
وبعلمه، فلماذا لم يخرجه معه، فإن حاله لم يختلف؟ وإن كان قد أذن له
بالخروج، فكيف أذن له وهو بهذه الحالة؟ وكيف؟ وكيف؟
ثانياً:
إنهم يقولون: إن سبب رمد عيني علي
«عليه
السلام»
هو دخان الحصن الخيبري نفسه، وليس شيئاً آخر عرض له في المدينة، فراجع([34]).
فإذا صح هذا، فلا يكون ثمة مبرر لبقائه في المدينة، كما زعموا.
ثالثاً:
صرحت الروايات المتقدمة: بأن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قد أعطى اللواء في غزوة خيبر إلى علي بن أبي طالب
«عليه
السلام»([35]).
وقد أعطاه إياه في أول حصن ورد عليه، وباشر معه القتال
فيه، وهو حصن ناعم، وقد هاجم هو نفسه ذلك الحصن بالذات، فقتل معه
«عليه
السلام»([36])
عبد يهودي اسمه ياسر، وكان قد أسلم آنئذٍ.
فكيف يعطيه اللواء، وهو لا يبصر طريقه؟!
رابعاً:
قال المفيد:
«كانت
الراية يومئذٍ لأمير المؤمنين
«عليه
السلام»،
فلحقه رمد أعجزه عن الحرب»([37]).
أي إن هذا الرمد قد عرض له بعد أن تسلم الراية..
خامساً:
إن الرواية نفسها تدل على أن رمد عيني علي
«عليه
السلام»
قد كان طارئاً في تلك الفترة، وأنه لم يدم برهة، بحيث يصل خبر ذلك إلى
النبي
«صلى الله عليه وآله».
فقد ذكرت الرواية:
أنه في يوم قتل مرحب: أصبح رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
فصلى الغداة، ثم دعا باللواء، ووعظ الناس، فقال: أين علي؟
قالوا:
يشتكي عينيه.
قال:
فأرسلوا إليه..
فلما جيء به قال له النبي «صلى الله
عليه وآله»:
ما لك؟!
قال:
رمدت، حتى لا أبصر ما قدامي.
فظاهر السياق يعطي:
أن الناس كانوا يرون: أن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لم يكن على علم بأمر الرمد، فأخبروه به.
وسؤال النبي «صلى الله عليه وآله»
لعلي «عليه السلام»:
ما لك؟ وجواب علي
«عليه
السلام»
له يقطع كل عذر، ويزيل كل شبهة في ذلك.
ولو كان علي
«عليه
السلام»
غائباً عن ساحة القتال كل هذه الأيام، لعلم بذلك رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
لا سيما وأنه هو الذي يعتمد عليه في حروبه، وهو القريب منه، والذي
يواصل الاتصال به، والتفقد له، وهو حامل لوائه، وقائد جيوشه..
علي
فاجأهم:
وفي البخاري وغيره:
أن علياً
«عليه
السلام»
رمدت عيناه في المدينة، فلما خرج رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لحق به، فوصل في لحظة إعطاء الراية.
ففاجأ حضور علي «عليه السلام» الناس، لأنهم كانوا لا
يرجون حضوره، حتى إنهم حين رأوه قالوا بعفوية: هذا علي.
ونقول:
قد ذكرنا فيما تقدم:
أن رمد عيني علي
«عليه
السلام»
إنما حصل في أواخر أيام الحصار، بل لقد صرحت بعض الروايات: أن الرمد
إنما أصابه بسبب دخان الحصن..
وأما الحديث الدال على أنهم فوجئوا بحضور علي «عليه
السلام»، فقد يكون بعضه صحيحاً إذا كان أكثر الناس لم يلتفتوا، أو لم
يسمعوا كلام النبي «صلى الله عليه وآله»، حين سأل عن علي «عليه
السلام»، فتصدى عمار بن ياسر، أو سلمة بن الأكوع لإخباره أو إحضاره.
فلما جاء به فوجئوا بحضوره.
أما إن كان المقصود:
أنهم كانوا يعتقدون أن رمده قد منعه من الخروج مع رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
من المدينة إلى خيبر، ثم لحق به ..
فقد تقدم:
أنه لم يفارق رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
منذ خروجه من المدينة، حسبما أوضحناه.
ورووا عن علي «عليه السلام» أنه
قال:
إن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
بعث إليَّ وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إني أرمد!!
فتفل في عيني، فقال:
اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فما وجدت حراً ولا برداً منذ يومئذٍ.
وذكروا:
أنه
«عليه
السلام»
كان يلبس في الحر الشديد القباء المحشو الثخين، ويلبس في البرد الشديد
الثوبين الخفيفين([38]).
ونقول:
أولاً:
قد ذكروا: أن رجلاً دخل على علي
«عليه
السلام»
وهو يرعد تحت سمل قطيفة، (أي قطيفة خلقة) فقال: يا أمير المؤمنين، إن
الله جعل لك في هذا المال نصيباً، وأنت تصنع بنفسك هكذا.
فقال:
لا أرزؤكم من مالكم شيئاً، وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من المدينة([39]).
قال الحلبي:
«قد
يقال: لا مخالفة، لأنه يجوز أن تكون رعدته رضي الله عنه ليست من البرد،
خلاف ما ظنه السائل، لجواز أن تكون لحمى أصابته في ذلك الوقت»([40]).
ويرد عليه:
أن هذا تأويل بارد، ورأي كاسد، بل
فاسد؛ فإن ظاهر الكلام:
أن رعدته قد كانت بسبب رقة ما يلبسه، وهو قطيفة خلقة (أي بالية)، وأنه
لو استفاد من نصيبه من المال، ولبس ما يدفع هذا البرد لم يكن ملوماً.
فما يجري له كان هو السبب فيه، وهو الذي أورده على نفسه.. وقد أصر
«عليه
السلام»
على عدم المساس بالمال الذي تحت يده.
ولعلهم أرادوا في جملة ما أرادوه من
هذا الحديث:
أن يشككوا الناس بزهده
«عليه
السلام»
في ملبسه، وأن يقولوا لهم: إن ذلك بسبب عدم شعوره بحر ولا برد.
ثانياً:
إننا لا نجد أي ارتباط بين شكوى علي
«عليه
السلام»
من الرمد، وبين الدعاء المنسوب للنبي
«صلى الله عليه وآله»
وهو: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، فإنه
«عليه
السلام»
لم يكن يشكو من حر ولا برد.
بل كانت شكواه من رمد عينيه، فهل هذا إلا من قبيل أن
تقول لإنسان: إني عطشان، فيقول لك: نم على السرير؟!
ثالثاً:
حتى لو كان قد دعا له بإذهاب البرد والحر عنه.. فإنه لا يجب استمرار
أثر ذلك حتى الممات، بل يكفي أن لا يشعر بالبرد والحر في ذلك اليوم، أو
في أيام خيبر مثلاً.
ويدل على ذلك:
أنهم قد رووا عن بلال، قوله: أذَّنت في غداة باردة فخرج رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
فلم ير في المسجد أحداً، فقال: أين الناس يا بلال؟!
قال:
منعهم البرد.
فقال:
اللهم أذهب عنهم البرد.
قال بلال:
فرأيتهم يتروحون([41]).
فلماذا لم يستمر ذهاب البرد عنهم إلى أن خرجوا من
الدنيا؟ كما يزعمونه بالنسبة لعلي
«عليه
السلام»؟!
أم أن هذه هي القصة الواقعية، وقد استُفيد منها في قصة
خيبر، لحاجة في أنفسهم؟!
([1])
البحار ج21 ص15 والإرشاد للمفيد ج1 ص126 وراجع: مدينة المعاجز
ج1 ص174.
([2])
البحار ج21 ص12 عن الإحتجاج ج2 ص64.
([3])
البحار ج21 ص28 عن الخرايج والجرايح ج1 ص159.
([4])
البحار ج21 ص21 عن إعلام الورى ج1 ص207.
([5])
مسند أحمد ج4 ص336 وصحيح
البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج8 ص161 وعمدة القاري ج1 ص144
والمعجم الأوسط ج1 ص103 وكنز العمال ج12 ص600 وتفسير القرآن
العظيم ج2 ص356 وج3 ص476 وتاريخ دمشق ج19 ص87 وفتح الباري ج1
ص56 وراجع: المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص456 والشفا بتعريف
حقوق المصطفى ج2 ص19.
([6])
الآية 24 من سورة التوبة.
([7])
صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح) ج5 ص171 و 23 والخصائص للنسائي
(طبعة التقدم بمصر) ص7.
([8])
منتخب كنز العمال (بهامش
مسند أحمد) ج4 ص130 ومجمع الزوائد ج9 ص123 والإصابة ج2 ص502
والبداية والنهاية ج4 ص184 وراجع: الرياض النضرة (ط محمد أمين
بمصر) ج2 ص188 والخصائص الكبرى ج1 ص252 و 253 ومستدرك الحاكم
ج3 ص108 وجامع الأصول ج9 ص472 والإكتفاء (ط مكتبة الخانجي) ج2
ص258 وتذكرة الخواص ص25 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ومسند أحمد
ج1 ص331 وج2 ص384 وج4 ص54 ولسان العرب ج14 ص352 ومسند الطيالسي
ص320 وسنن ابن ماجة (ط مكتبة التازية بمصر) ج1 ص56 والسيرة
النبوية لابن هشام (ط المكتبة الخيرية بمصر) ج3 ص175 والسيرة
الحلبية ج3 ص37 والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص32 و
4 و 8 و 7 وحلية الأولياء ج4 ص356 وج1 ص62.
([9])
المغازي للواقدي ج2 ص653.
([10])
تاريخ بغداد ج8 ص5 ومسند أحمد ج1 ص99 و 185 وج5 ص333 و 353 و
358 وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وتاريخ
البخاري ج1 ق2 ص115 وج4 ص115 والبداية والنهاية ج4 ص184 فما
بعدها، وصحيح مسلم ج7 ص121 و 120 وج5 ص195 وتذكرة الخواص ص24 و
25 والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص219 و 220 وأسد الغابة
ج4 ص25 و 28 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 وسنن ابن ماجة
(ط مكتبة التازية بمصر) ج1 ص56 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص638
والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص4 و 5 و 32 و 6 و 7 و
8 ومنتخب كنز العمال ج5 ص44 و 48 وج4 ص130 و 127 و 128
والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص74 والمناقب
المرتضوية (ط بمبي) ص158 ومدارج النبوة للدهلوي ص323 ومجمع
الزوائد ج9 ص123 وحياة الحيوان (مطبعة الشرفية) ج1 ص237 ومشكاة
المصابيح (ط دهلي) ص564 والإصابة ج2 ص502 والفصول المهمة لابن
الصباغ ص19 والخصائص الكبرى ج1 ص251 وتاريخ الخلفاء (مطبعة
السعادة بمصر) ص168 ونور الأبصار ص81 وإسعاف الراغبين (بهامش
نور الأبصار) ص169 وتاج العروس ج7 ص133 وينابيع المودة (ط
بمبي) ص41 والطبقات الكبرى لابن سعد (مطبعة الثقافة الإسلامية)
ج3 ص156 و 157 ومشارق الأنوار للصغائي (ط مكتبة الأستانة) ج2
ص292 وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 وحلية الأولياء ج1 ص62
والعقد الفريد (ط مكتبة الجمالية بمصر) ج3 ص94 وتاريخ الأمم
والملوك ج3 ص30 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي (ط المكتبة
الإسلامية) ص176 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 و 132 و 437 والشفاء (ط
مصر) ج1 ص272 والريـاض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ
188 وج2 ص188 = = و 190 ولباب التأويل ج4 ص152 و 153 والمعجم
الصغير (ط دهلي) ص163 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج3 ص366
ومصابيح السنة (ط المكتبة الخيرية بمصر) ج2 ص201 ومعالم
التنزيل ج4 ص156 وجامع الأصول ج9 ص469 و 471 و 472 وتاريخ
الخميس ج2 ص48 والبحار ج21 ص28 و 21 و 20 عن الخرايج والجرايح
وعن إعلام الورى ص107 و 108 وعن الخصال ج2 ص120 و 124.
([11])
مسند أحمد ج1 ص133
والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص5 والسيرة النبوية
لابن هشام (ط مكتبة الخيرية بمصر) ج3 ص175 وحلية الأولياء ج1
ص62 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3 ص366 وكفاية الطالب (ط الغري)
ص130 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج5 ص48 وج4 ص127
والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها، والمغازي للواقدي
ج2 ص653 ومجمع الزوائد ج9 ص123 والبحار ج21 ص20 عن الخصال ج2
ص120 و 124.
([12])
مسند أحمد ج5 ص353 وتاريخ الخميس ج2 ص48 والبحار ج21 ص 28 و 21
عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص107 ومنتخب كنز العمال
(بهامش المسند) ج5 ص48 والمناقب المرتضوية (ط بمبي) ص158
ومعارج النبوة ص219 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص185
و 187.
([13])
المعجم الصغير (ط دهلي) ص163 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 والمغازي
ج2 ص653 والبحار ج21 ص28 و 21 و 20 عن الخرايج والجرايح وعن
إعلام الورى ص107 وعن الخصال ج2 ص120.
([14])
تاريخ الخميس ج2 ص48 ومصادر أخرى.
([15])
المستدرك للحاكم ج3 ص38 والمعجم الصغير (ط دهلي) ص163 وتاريخ
بغداد ج8 ص5 والسنن الكبرى ج9 ص107 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3
ص366 وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 وتذكرة الخواص ص24 ومنتخب
كنز العمال (بهامش المسند) ج5 ص48 وج4 ص130 والصواعق المحرقة
(ط المكتبة الميمنية بمصر) ص74 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564
والإصابة ج2 ص502 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها
وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص4 ولباب التأويل ج4 ص182 و
183 ومجمع الزوائد ج9 ص123 ومعارج النبوة ص219 والخصائص الكبرى
ج1 ص251 و 252 وتاريخ الخلفاء (ط مكتبة السعادة بمصر) ص168
ونور الأبصار ص81 وإسعاف الراغبين بهامشه ص169 وتاج العروس ج7
ص133 وينابيع المودة (ط بمبي) ص41.
([16])
مسند أحمد ج1 ص133 وراجع: تاريخ البخاري (ط حيدر آباد الدكن)
ج1 ق2 ص115 وصحيح مسلم ج7 ص120 وسنن ابن ماجة (ط المكتبة
التازية بمصر) ج1 ص56 والجامع الصحيح ج5 ص638 والخصائص للنسائي
(ط مكتبة التقدم بمصر) ص4 والمستدرك للحاكم ج3 ص437 ومنتخب كنز
العمال (بهامش المسند) ج4 ص127 والبداية والنهاية ج4 ص184 و
185 فما بعدها وراجع: الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1
ص184 ـ 188 ومجمع الزوائد ج9 ص123.
([17])
صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج7
ص121 ومسند أحمد ج5 ص333 وتاج العروس ج7 ص133 وينابيع المودة
(ط بمبي) ص41 فما بعدها ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص205 وحلية
الأولياء ج1 ص62 والسنن الكبرى ج9 ص107 وجامع الأصول ج9 ص472
وتذكرة الخواص ص24 وأسد الغابة ج4 ص22 والصواعق المحرقة (ط
الميمنية بمصر) ص74 والفصول المهمة لابن الصباغ ص19 والبداية
والنهاية ج4 ص184 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ومسند الطيالسي
ص320 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وذخائر العقبى (ط مكتبة
القدسي) ص74 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188
وتاريخ الخلفاء (ط مكتبة السعادة بمصر) ص168 وإسعاف الراغبين
(بهامش نور الأبصار) 169 ونور الأبصار ص81.
([18])
صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج7
ص121 ومسند أحمد ج5 ص333 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564
والإصابة ج2 ص502 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 والخصائص
للنسائي ص6 ومصابيح السنة (ط مكتبة الخيرية بمصر) ج2 ص201
وتذكرة الخواص ص24 والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر)
ص74.
([19])
البحار ج21 عن الخرايج والجرايح.
([20])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص30 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص107
والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص219 وراجع: منتخب كنز
العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص128 والبداية والنهاية ج4 ص185
فما بعدها والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188
والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وتاريخ الخميس ج2 ص48.
([21])
راجع: منتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص128 وتاريخ
الخميس ج2 ص48.
([22])
الفصول المهمة لابن الصباغ ص38 وكتاب الأربعين للماحوزي ص181 و
189.
([23])
صحيح مسلم (ط محمد علي صبيح) ج7 ص121 ومسند الطيالسي ص320
والتاج الجامع للأصول ج3 ص326 ومسند أحمد ج2 ص384 وعن صحيح
البخاري ج7 ص544 (4209 و 4210) والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252
وخصائص علي بن أبي طالب للنسائي ص7 والطبقات لابن سعد (ط دار
الثقافة الإسلامية مصر) ج3 ص156 ومعارج النبوة ص219 وراجع: سبل
الهدى والرشاد ج5 ص124 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص205 وجامع
الأصول ج9 ص472 وتذكرة الخواص ص24 والبداية والنهاية ج4 ص184 و
185 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 و 75 والرياض النضرة
(ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 والنهاية لابن الأثير ج2
ص420 وينابيع المودة ج1 ص154 والبحار ج39 ص12 و 13 وشرح صحيح
مسلم للنووي ج15 ص176 والديباج على مسلم ج5 ص387 ورياض
الصالحين للنووي ص108 والجوهرة في نسب علي بن أبي طالب وولده
ص68 وشرح أصول الكافي للمازندراني ج6 ص136 وج12 ص494 وتاريخ
الخميس ج2 ص48.
([24])
صحيح مسلم (ط محمد علي صبيح) ج7 ص121 ومسند الطيالسي ص320 = =
والتاج الجامع للأصول (ط مصر) ج3 ص326 ومسند أحمد ج2 ص384
والخصائص للنسائي ص7 والطبقات لابن سعد (ط دار الثقافة
الإسلامية) ج3 ص156 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 والمعجم الصغير (ط
دهلي) ص163 وتذكرة الخواص ص24 و 25 والبداية والنهاية ج4 ص184
و 185 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188.
([25])
كتاب الأربعين للماحوزي ص181 و 189.
([26])
السيرة الحلبية ج3 ص35
وراجع: شرح أصول الكافي ج6 ص136 و 137 و 494 ومناقب أمير
المؤمنين ج2 ص503 وأمالي الطوسي ص380 والعمدة ص144 و 149
والطرائف لابن طاووس ص59 والبحار ج21 ص27 وج39 ص10 و 12 وكتاب
الأربعين للماحوزي ص290 ومقام الإمام علي للعسكري ص30 و 42
ومستدرك سفينة البحار ج8 ص229 وأضواء على الصحيحين ص432 وعن
صحيح مسلم ج7 ص121 وعن فتح الباري ج7 ص47 و 365 والسنن الكبرى
للنسائي ج5 ص11 و 180 وعن خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص57
ورياض الصالحين للنووي ص108 وعن تفسير ابن كثير ج1 ص377 وتاريخ
مدينة دمشق ج25 ص459 وج42 ص83 و 84 وعن الإصابة ج4 ص466 وعن
البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص372 وعن السيرة النبوية لابن
هشام ج2 ص422 وعن عيون الأثر ج1 ص291 ونشأة التشيع ص120 وعن
التاج الجامع للأصول ج3 ص331 ورواه الشيخان.
([27])
السيرة الحلبية ج3 ص35 وراجع: الطرائف لابن طاووس ص65 والبحار
ج38 ص325 وج40 ص80 والمناقب للخوارزمي ص136 ونهج الإيمان لابن
جبر ص481 والعدد القوية للحلي ص250 وجواهر المطالب لابن
الدمشقي ج1 ص60 وفي الهامش روى الحديث في أواسط ترجمة أمير
المؤمنين = = «عليه السلام» من كتاب الإستيعاب (بهامش الإصابة)
ج3 ص46 وأما عبد الرزاق فروى الحديث في فضائل علي «عليه
السلام» تحت الرقم 2389 من كتاب المصنف ج11 ص226، وليلاحظ:
ترجمة أمير المؤمنين «عليه السلام» من تاريخ دمشق ج2 ص373.
([28])
راجع: الإحتجاج ج1 ص96 والصراط المستقيم ج2 ص225 وج3 ص11 و 111
وكتاب الأربعين للشيرازي ص173 والبحار ج28 ص285 و 388 = =
وج29 ص522 و 626 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص400 والسقيفة
للمظفر ص89 والغدير ج5 ص271 ونهج السعادة ج5 ص210 ومكاتيب
الرسول ج3 ص708 وتثبيت الإمامة ص17 وأنساب الأشراف ص440
والإمامة والسياسة (تحقيق زيني) ج1 ص18 وبيت الأحزان ص81 وحياة
الإمام الحسين للقرشي ج1 ص257.
([29])
نهج البلاغة (الخطبة الشقشقية) ج1 ص33 ورسائل المرتضى ج2 ص109
والإحتجاج ج1 ص284 وكتاب الأربعين للشيرازي ص167 وحلية الأبرار
ج2 ص290 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص457 والنص والإجتهاد ص25
والغدير ج7 ص81 وج10 ص25 والمعيار والموازنة لابن الإسكافي ص46
وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص162 و 170 والدرجات الرفيعة ص34 وبيت
الأحزان ص89 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص282 وشرح شافية
ابن الحاجب للأسترآبادي ج1 ص78.
([30])
البحار ج21 ص21 وتاريخ الخميس ج2 ص48 وإعلام الورى ج1 ص207
وقصص الأنبياء للراوندي ص344.
([31])
قد تقدم الكلام حول هذه
الفقرة في فصل سابق وراجع: المعجم الصغير (ط دهلي) ص163
والمستدرك على الصحيحين ج3 ص38 وتنوير الحوالك ص644 والمحلى
لابن حزم ج7 ص293 وفقه السنة للسيد سابق ج2 ص648 ومكاتيب
الرسول ج1 ص440 وسنن الدارمي ج2 ص216 وعن صحيح البخاري ج4 ص9
وعن صحيح مسلم ج5 ص143 وعن سنن أبي داود ج1 ص592 والمستدرك
للحاكم ج2 ص78 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص76 وشرح مسلم للنووي
ج12 ص45 وج14 ص207 وعن فتح الباري ج10 ص160 والمصنف للصنعاني
ج5 ص248 و 249 و 250 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص189 ومسند أبي
يعلى الموصلي ج2 ص151 ومسند ابن أبي أوفى ص117 والكافي في علم
الرواية للخطيب البغدادي ص373 والأذكار النووية ص209 و 210
ورياض الصالحين للنووي ص86 و534 و 540 والجامع الصغير ج2 ص729
وكنز العمال ج4 ص291 و 361 وفيض القدير ج6 ص504 وكشف الخفاء ج2
ص349 و 359 وإرواء الغليل ج5 ص7 وتفسير الثوري ص119 وعن تفسير
القرآن العظيم ج1 ص417 وج2 ص328 والجامع لأحكام القرآن ج3 ص233
و 245 وعن الدر المنثور ج3 ص189 وتفسير الثعالبي ج1 ص489 وسير
أعلام النبلاء ج6 ص7 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص383 وج5 ص120 وج9
ص114.
([32])
مناقب آل أبي طالب ج2 ص319 والبحار ج21 ص21 عن ابن جرير وأبي
إسحاق، وإعلام الورى ج1 ص207.
([33])
راجع: مجمع الزوائد ج8 ص90
ومسند ابن راهويه ج1 ص395 والأدب المفرد ص272 ومنتخب مسند عبد
بن حميد ص240 والديباج على مسلم ج6 ص299 وعن فتح الباري ج10
ص439 و 440 وصحيح ابن حبان ج2 ص438 والمعجم الكبير ج2 ص222 و
ج17 ص20 والمعجم الأوسط ج7 ص34 و 83 وج1 ص31 ومسند الشاميين ج1
ص161 ومعرفة علوم الحديث ص250 ومسند الشهاب ج2 ص34 ورياض
الصالحين ص711 وعن الجامع الصغير ج2 ص758 وعن كنز العمال ج1
ص147 و 166 وفيض القدير ج6 ص588 والفتوح لابن أعثم ج3 ص57 وسبل
السلام للعسقلاني ج4 ص55 ومشكاة الأنوار للطبرسي ص551 والصراط
المستقيم ج1 ص114 وعن بحار الأنوار ج110 ص10 وعن مسند أحمد ج2
ص115 وسنن الدارمي ج2 ص319 وعن البخاري ج7 ص103 وعن مسلم ج8
ص227 وعن سنن أبي داود ج2 ص448 وسنن ابن ماجة ج2 ص1318 والسنن
الكبرى للبيهقي ج6 ص320 وشرح النووي على صحيح مسلم ج18 ص114
وسبل الهدى والرشاد ج2 ص97 وقصص الأنبياء للجزائري ص207 وكشف
الخفاء ج2 ص185 و 374 و 375 والأحكام لابن حزم ج7 ص968
والضعفاء الكبير للعقيلي ج1 ص74 والمجروحون لابن حبان ج1 ص40
والكامل لابن عدي ج3 ص331 و 444 و ج4 ص65 والعلل للدارقطني ج9
ص109 و 111 وتاريخ بغداد ج5 ص427 وتاريخ مدينة دمشق ج55 ص372
وسير أعلام النبلاء ج5 ص340 و 342 والذريعة ج25 ص51 وتاريخ
جرجان ص314 والبداية والنهاية ج3 ص381 و ج4 ص53 وتنزيه
الأنبياء ص110 ونهج الإيمان لابن جبر ص54 و 618 والشفاء لعياض
ج1 ص80 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص486 وج3 ص92 وعن عيون
الأثر ج1ص401.
([34])
راجع: مجمع الزوائد ج9 ص123 والمسترشد للطبري ص299 وراجع: كنز
العمال ج10 ص92.
([35])
راجع: دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص48 والمطالب العالية ح4202
والمغازي للواقدي ج1 ص407 وج2 ص649 والسيرة الحلبية ج3 ص35.
([36])
راجع على سبيل المثال: المغازي للواقدي ج2 ص649.
([37])
راجع: الإرشاد ج1 ص126.
([38])
مسند أحمد ج1 ص99 والسيرة الحلبية ج3 ص36 وسنن ابن ماجة (ط
المكتبة التازية بمصر) ج1 ص56 والخصائص للنسائي (ط مكتبة
التقدم بمصر) ص5 والعقد الفريد (ط مكتبة الجمالية بمصر) ج3 ص94
وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 وتاريخ الخميس ج2 ص49 ومجمع
الزوائد ج9 ص122 وتذكرة الخواص ص25 والرياض النضرة (ط محمد
أمين بمصر) ج2 ص188 والخصائص الكبرى ج1 ص252 و 253 والبحار ج21
ص4 و 20 و 29 عن الخرايج والجرايح، وعن الخصال ج2 وعن دلائل
النبوة للبيهقي والميزان (تفسير) ج18 ص296 وتاريخ مدينة دمشق
ج42 ص106 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص214 وكنز العمال (ط مؤسسة
الرسالة) ج13 ص121 عن ابن جرير، والبزار، وأحمد، وابن أبي
شيبة، والطيالسي، والمستدرك، والبيهقي، وغيرهم والمصنف لابن
أبي شيبة ج7 ص497 ومناقب أمير المؤمنين ج2 ص88 و 89 ومجمع
البيان (ط سنة 1421هـ) ج9 ص155.
([39])
السيرة الحلبية ج3 ص36 وحلية الأبرار ج2 ص246 وتاريخ مدينة
دمشق ج42 ص477 وعن ينابيع المودة ج2 ص195 والبحار ج40 ص334
والتذكرة الحمدونية (ط بيروت) ص69 ومختصر حياة الصحابة (ط دار
الإيمان) ص253 والأموال (ط دار الكتب العلمية) ص284 وقمع الحرص
بالزهد والقناعة ص79 وصفة الصفوة (ط حيدرآباد الدكن) ج1 ص122
وحلية الأولياء ج1 ص82 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص295 وجواهر
المطالب لابن الدمشقي ج1 ص284 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص173.
([40])
السيرة الحلبية ج3 ص36.
([41])
سبل الهدى والرشاد ج10
ص214 عن البيهقي، وأبي نعيم، والطبراني ومجمع الزوائد للهيثمي
ج1 ص318 والكامل لابن عدي ج1 ص346 والموضوعات لابن الجوزي ج2
ص93 وأسد الغابة ج1 ص209 وميزان الإعتدال ج1 ص289 ولسان
الميزان لابن حجر ج1 ص482 والبداية والنهاية ج6 ص185.
|