شـخـصـيـات وأحـــداث..
إلى عـمـرة الـقـضــاء
وذكروا:
أن شيرويه قتل أباه في سنة سبع، في ليلة الثلاثاء، لعشر مضين من
جمادى الآخرة، أو جمادى الأولى.
وروي أنه لما قتله لم يستقم له الأمر حتى قتل سبعة
عشر أخاً له، ذوي أدب وشجاعة، فابتلي بالأسقام، فبقي ثمانية أشهر،
أو ستة، ثم مات، وعمره اثنتان وعشرون سنة([1]).
وكان «صلى الله عليه وآله»
قد أخبرهم بأن كسرى سيقتل في هذا الوقت، فكانوا ينتظرون هذا الأمر.
فلما بلغهم وقوع ما أخبر به
«صلى الله عليه وآله»
أسلم باذان، وأسلم الأبناء من فارس، الذين كانوا باليمن.
وبعث
«صلى الله عليه وآله»
إلى باذان بنيابة اليمن كلها([2]).
ونقول:
1 ـ
ذكروا: أنه لما سمع المنتصر أباه المتوكل العباسي يشتم فاطمة
الزهراء
«عليها
السلام»،
سأل رجلاً من الناس عن ذلك، فقال له: قد وجب عليه القتل، إلا أنه
من قتل أباه لم يطل له عمر.
قال:
ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر.
فقتله، وعاش بعده سبعة أشهر([3]).
ومن الواضح:
أن المنتصر العباسي قد سأل عن أمر لا يعرفه البشر بالوسائل
العادية، بل يحتاج إلى النقل، والبيان عن الله تعالى.
وهذا معناه:
أن المجيب كان مطَّلعاً على الغيب، عارفاً به، وليس هو إلا الإمام
المعصوم من أهل البيت
«عليهم
السلام»،
أو من أخذ عنه..
2 ـ
إذا كانـت الحكمـة الإلهيـة تقضي بأن لا يطـول عمر من قتـل أباه ـ
حتى لو قتله بحق ـ أكثر من أشهر معدودة، فذلك معناه: أن الله تعالى
يريد للولد القاتل أن يفهم: أن ما فعله، إن كان مرضياً له تعالى،
فسيكون موته في هذه المدة اليسيرة لطفاً به، ورحمة له منه تعالى،
وفيه إبعاد له عن أجواء كريهة، لو استمر يعيش قريباً منها فربما
تؤثر على حالته الروحية والإيمانية، وتتسبب له بما لم يكن في
حسبانه.
ومما يدل على ذلك:
أن المنتصر حسب ما ورد في الروايات كان في وضع صعب، وكان إذا جلس
إلى الناس يتذكر قتله لأبيه فترتعد فرائصه([4]).
ولعل لابن السكيت الفضل في تربية المنتصر على حب
أهل البيت
«عليهم
السلام»،
فإنه كان مؤدِباً لأولاد المتوكل، وقد قتله المتوكل لأجل تشيعه،
وقصته مشهورة.
أما إذا كان هذا القتل من موجبات سخط الله تعالى،
فإن وضع هذه السنة وإجراءها من شأنه أن يؤثر في الردع عن الإقدام
على مثل هذه الجريمة، ويكون ذلك تقوية لدرجة حصانة المجتمعات من
الوقوع في مآزق ومزالق كبيرة وخطيرة.
قالوا:
وفي سنة سبع كتب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إلى جبلة بن الأيهم، ودعاه إلى الإسلام، فلما وصل إليه الكتاب
أسلم، وكتب جواب كتاب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وأعلمه بإسلامه، وأرسل الهدية، وكان ثابتاً على إسلامه إلى زمان
عمر بن الخطاب([5]).
وهناك من يزعم:
أنه أسلم في زمن عمر، وأنه قاتل المسلمين في دومة الجندل سنة 12
هـ. وحضر وقعة اليرموك سنة 15هـ، وهو على مقدمة عرب الشام في الجيش
الموالي للروم، ثم قدم على عمر فأسلم، أو أنه أسلم، ثم قدم عليه..
ثم قالوا:
إنه في نفس سنة إسلامه قدم مكة للحج، وحين كان يطوف في المطاف وطأ
رجل من فزارة إزاره فانحل، فلطم الفزاريَّ لطمة هشم بها أنفه، وكسر
ثناياه، فشكاه الفزاري إلى عمر، واستغاثه، فطلب عمر جبلة، وحكم
بأحد الأمرين، إما العفو، وإما القصاص.
قال:
جبلة: أتقتص له مني سواء، وأنا ملك، وهو سوقي؟!
قال عمر:
الإسلام ساوى بينكما، ولا فضل لك عليه إلا بالتقوى.
قال:
والله، لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية.
قال عمر:
هو ذاك.
قال:
فإن كنت أنا وهذا الرجل سواء في هذا الدين فسأتنصَّر.
قال عمر:
إذاً أضرب عنقك.
قالوا:
واجتمع قوم جبلة وبنو فزارة، فكادت تكون فتنة..
قال:
فأمهلني الليلة حتى أنظر في أمري.
فلما كان الليل ركب في بني عمه، وهرب إلى
قسطنطينية، وتنصر هناك، ومات مرتداً([6]).
قالوا:
«وبعض أهل الإسلام على أن جبلة عاد إلى الإسلام، ومات مسلماً»([7]).
وله شعر يظهر فيه حسرته، وألمه البالغ مما جرى، فهو
يقول:
تنصرت الأشراف من أجل لطمة وما كان
فيها لو صبرت لها ضرر تكـنـفني منهـا لجــاج ونـخــوة وبعت لها
العين الصحيحة بالعور فـيـا لـيـت أمـي لم تلـدني وليتني
رجعت إلى القول الذي
قال لي عمر
ويا ليتني
أرعـى المخـاض بقفـرة وكـنـت أسـيراً في ربيعـة أو
مضر
زاد في الأغاني قوله:
ويا ليت لي
بالشـام أدنـى معيشـة أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
أديـن بـما دانـوا بـه مـن شـريعـة وقد يحبس العود
الضجور على الدبر([8])
وفي نص آخر عن ابن الكلبي:
أن الفزاري لما وطئ إزار جبلة لطم جبلة كما لطمه،
فوثبت غسان فهشموا أنفه، وأتوا به إلى عمر.. ثم ذكر باقي الخبر([9]).
وذكر الزبير بن بكار:
أن جبلة قدم على عمر في ألف من أهل بيته فأسلم. وجرى بينه وبين رجل
من أهل المدينة كلام، فسب المديني، فرد عليه، فلطمه جبلة، فلطمه
المديني، فوثب عليه أصحابه، فقال: دعوه حتى أسأل صاحبه، أنظر ما
عنده.
فجاء إلى عمر، فأخبره، فقال:
إنك فعلت
به فعلاً، ففعل بك مثله.
قال:
أوليس عندك من الأمر إلا ما أرى؟
قال:
لا، فما الأمر عندك يا جبلة؟
قال:
من سبنا ضربناه، ومن ضربنا قتلناه.
قال:
إنما أنزل القرآن بالقصاص.
فغضب، وخرج بمن معه، ودخل أرض الروم، فتنصَّر، ثم
ندم([10]).
ونقول:
لا شك في أنه كان بإمكان عمر أن يراعي حال هذا
الرجل، ويعالج القضية بحكمة ورويَّة، ويستوهب من الفزاري لطمته،
وينتهي الأمر.
ويتأكد لزوم ذلك إذا صح أن جبلة قد أسلم لتوِّه،
ولم يتعرف بعد على أحكام الإسلام، ولا يزال يعيش زهو الملك، ونخوة
السلطان..
وقد كان رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
يغمض النظر عما يرتكبه أصحابه عن جهل، ونحوه، مما يمكن أن يعتبر
شبهة تدرؤ عنهم العقوبة.
ويتأكد وجود الشبهة التي تدرؤ
الحد، بادعاء جبلة:
أن الفزاري قد تعمد أن يطأ إزاره([11]).
وأن يكشف عورته.
وأن ذلك الفزاري لطم جبلة أيضاً..
وأن الذين ضربوا الفزاري هم الناس الذين كانوا مع
جبلة نفسه.
وإذا صح:
أن الفزاري لطم جبلة مقابل لطمته له، وكذا إذا كانت الرواية
الأخيرة هي الصحيحة، فذلك يؤكد على أنه كان ينبغي الرفق به في مقام
تعريفه بالأحكام، والمبادرة إلى تطييب خاطره، والتأني في بيان
الأمر له..
وقد سجل العلامة العلم السيد عبد الحسين شرف الدين
«رحمه الله» ملاحظة على صنيع عمر بجبلة بن الأيهم، مفادها مع مزيد
من التوضيح والتأييد:
أن عمر بن الخطاب أراد أن يسوم عز جبلة الخسف، وأن
يجدع منه الأنف، بعد أن وفد عليه بأبهة الملوك، وجلال السلطان.
ونحن نزيد في توضيح هذا الأمر، كما يلي:
يقولون:
إن جبلة كان قد كتب إلى عمر يعلمه بإسلامه، ويستأذنه في الوفود
عليه، فكتب إليه عمر: أن أقدم، فلك ما لنا، وعليك ما علينا.
فقدم في خمس مائة فارس من عدد جفنة (وقيل: بألف
فارس)، فلما دنا من المدينة ألبسهم الوشي المنسوج بالذهب، والحرير
الأصفر، وجلل الخيل بجلال الديباج، وطوَّقها بالذهب والفضة، ولبس
جبلة تاجه، وفيه قرطا مارية ـ وهي جدته ـ فلم يبق في المدينة أحد
إلا خرج للقائه، وفرح المسلمون بقدومه وإسلامه.
ثم حضر الموسم من عامه ذلك. فبينما هو يطوف إذ وطئ
رجل فزاري الخ..([12]).
وقال في نص آخر ذكره أبو الفرج:
«ودخل
المدينة، فلم يبق بها بكر ولا عانس إلا تبرجت، وخرجت تنظر إليه،
وإلى زيه. فلما انتهى إلى عمر رحب به، وألطفه، وأدنى مجلسه.
ثم أراد عمر الحج، فخرج معه جبلة، فبينما هو يطوف
بالبيت، وكان مشهوراً بالموسم، إذ وطأ إزاره رجل من فزارة الخ..»([13]).
فهذا العز، والجلال، وهذه الشهرة، وذلك الاستقبال
الذي حظي به جبلة، لم يكن ليتحمله عمر، أو يروق له، وهو الذي ضرب
شاباً (ابناً له) بدرته حتى أبكاه، لمجرد أنه رآه يلبس ثياباً
حسنة، فسألته حفصة عن سبب ذلك، فقال: إني رأيته قد أعجبته نفسه،
فأحببت أن أصغرها إليه([14]).
وأقبل الجارود العامري، وعمر
قاعد والناس حوله، فقال رجل:
هذا سيد ربيعة، فسمعها عمر ومن حوله، وسمعها الجارود، فلما دنا منه
خفقه بالدرة، فسأله الجارود عن السبب.
فقال له عمر:
ما لي ولك؟ لقد سمعتها!
قال:
وسمعتها!! فمه؟
قال:
خشيت أن تخالط القوم.
ويقال:
هذا أمير.
وفي لفظ:
خشيت أن يخالط قلبك منها شيء، فأحببت أن أطأطئ منك([15]).
ودخل عليه معاوية وعليه حلة
خضراء، فنظر إليه الصحابة، فقام إليه عمر، وجعل يضربه، فلما سئل عن
ذلك، قال: «رأيته ـ وأشار بيده إلى فوق ـ فأردت أن أضع منه ما
شمخ»([16]).
وقد فعل بضبيع التميمي الأفاعيل حتى أسقطه في
الناس، وعاش ذليلاً وضيعاً في قومه حتى هلك، مع أنه كان سيد قومه،
وذلك لمجرد أنه كان يسأل عن معنى بعض الآيات([17]).
وحين رأى جمال نصر بن الحجاج ـ وهو من بني سليم ـ
نفاه عن أهله إلى البصرة، من دون ذنب جناه، سوى أن عمر كان يعس
بالليل، فسمع امرأة تقول:
هـل من سبيـل إلى خمـر فأشربهـا أم هل
سبيل إلى نصر بن حجاج([18])
فقال عمر:
لا أرى معي في المدينة رجلاً تهتف به العوائق في خدورهن.
وكذلك فعل بأبي ذؤيب، وهو من بني سليم أيضاً([19]).
هذا بالإضافة إلى تشدده على سعد بن أبي وقاص، وخالد بن
الوليد، ولعل السبب هو ما كان يلمسه فيهما من قوة، ومن اعتداد بنفسيهما([20]).
وربما يكون هذا بالذات هو ذنب جبلة، الذي كان يعيش عزة
الملك، وزهو السلطان وعنفوانه..
ولكن عمر كان رؤوفاً بالمغيرة بن شعبة، متأنياً في
أمره، ساعياً في إبعاد شبح تعرضه لإقامة حد الزنى عليه([21])..
وما ذلك إلا لأن المغيرة كان على حد تعبير السيد شرف
الدين: «أطوع لعمر من ظله، وأذل من نعله، وكانت سياسته تقضي إرهاب
الرعية، بالتشديد على من كان عزيزاً كجبلة، وخالد.
وربما أرهبهم بالوقيعة بذوي رحمه،
كما فعله بابنه أبي شحمة([22])،
وبأم فروة أخت أبي بكر([23])،
وبمن لا فائدة له به، ممن لا يكون في عير السياسة ولا في نفيرها، كما
فعله بجعدة السلمي([24])،
وضبيع التميمي، ونصر بن حجاج، وابن عمه أبي ذؤيب الخ..»([25]).
وقال رحمه الله أيضاً:
«ليت الخليفة لم يحرج هذا الأمير العربي وقومه، ولو
ببذل كل ما لديه من الوسائل إلى رضا الفزاري، من حيث لا يدري ذلك
الأمير، أو من حيث يدري. وهيهات أن يفعل عمر ذلك»([26]).
وأما بالنسبة لما قيل:
من أن جبلة بن الأيهم قد عاد إلى الإسلام، فربما يمكن تأييده، بشعره
المتقدم، وبتصريحات أخرى منقولة عنه، تدل على ندمه على ما فرط منه.
ويمكن تأييد ذلك أيضاً:
بما ذكروه من أن رسولاً كان عمر أرسله إلى هرقل دخل على جبلة، فأجلسه
على سرير قوائمه من الذهب، فانحدر عنه، فقال: له جبلة:
«لم
تأبى الكرامة التي أكرمناك»؟!
قال:
إن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
نهى عن هذا.
قال:
نعم،
«صلى الله عليه وآله»،
ولكن نقِّ قلبك من الدنس، ولا تبال على ما قعدت.
قال ذلك الرسول:
فلما صلى على النبي
«صلى الله عليه وآله»
طمعت به، فقلت..
إلى أن قال:
قلت:
«إن
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
نهى عن الأكل في آنية الذهب، والفضة.
قال:
نعم، «صلى الله عليه وآله»، ولكن نقِّ قلبك، وكل فيما
أحببت الخ..»([27]).
بل ربما يستظهر من بعض الروايات أن ابنة جبلة كانت
مسلمة أيضاً..
فقد رووا:
حرصها على انتصار المسلمين على الروم، وإعلان فرحها بذلك في مقابل بنت
هرقل، التي كانت تظهر الفرح بانتصار الروم.
فقد زعموا:
أن جيشاً غزا القسطنطينية في زمن معاوية، فكان هناك قبتان مبنيتان،
عليهما ثياب الديباج؛ فإذا كانت الحملة للمسلمين ارتفع من إحداهما
أصوات الدفوف، والطبول والمزامير.
وإذا كانت الحملة للروم ارتفع من الأخرى مثل ذلك..
وكانت الأولى بنت جبلة بن الأيهم، والثانية بنت ملك
الروم، فكانت كل واحدة منهما تظهر السرور بما تفعله عشيرتها([28]).
ومن الواضح:
أن كلمة
«عشيرتها»
غير دقيقة، لأن حمية الدين هي الأقوى، فلو كانت بنت جبلة تدين
بالنصرانية، فلا يتوقع منها هذا الفرح بانتصار من هم على غير دينها.
ومجرد كونهم من عشيرتها لا يبرر ذلك منها.
فلعلها كانت تتظاهر بالعصبية العشائرية للتستر على
الدافع الحقيقي لهذا الفرح، وهو أنها تبطن الحب للإسلام، والولاء
لأهله..
وذكر اليعقوبي:
أنه لما أتى عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس، وعاد منها قاصداً المدينة:
«أتاه
جبلة بن الأيهم، فقال له: تأخذ مني الصدقة، كما تصنع بالعرب.
قال:
بل الجزية، وإلا فالحق بمن هو على دينك.
فخرج في ثلاثين ألفاً من قومه حتى لحقوا بأرض الروم.
وندم عمر على ما كان منه في أمره»([29]).
ونقول:
إن هذا النص يستحق الدراسة لفهم مرماه، ومغزاه، فإذا
كان جبلة قد أسلم قبل هذه الحادثة، في عهد النبي
«صلى الله عليه وآله»
مثلاً، فلماذا يريد عمر منه الجزية؟!
وإن كان لم يسلم، فلماذا يعرض على عمر أن يعطيه الصدقة،
التي هي الزكاة؟!
ألا يدل هذا على أن جبلة كان مسلماً آنئذٍ؟!
وحين يعرض على عمر أن يعطيه الصدقة، ألا يفترض في
الخليفة الاستفهام عن سرّ هذا العرض؟!
ولماذا يأبى إلا أن يعتبره كافراً؟!
وإلَّا أن يفرض عليه الجزية؟!
ولماذا يطرده من بلاد المسلمين بهذه الطريقة، التي تحمل
معها المهانة والاستخفاف؟!
وإذا كان يعلم أن لجبلة أنصاراً بهذا الحجم ـ ثلاثين
ألفاً ـ فلماذا يفرِّط بكل هذا الجمع، ويرسلهم إلى عدو المسلمين،
ليتقوى بهم في حربه للإسلام والمسلمين؟!
وإذا كان يعتقد أنه نصراني حقاً، فلماذا لا يخيِّره بين
الجزية والحرب؟!
ألم يكن هذا هو الأوفق بالموقف الإسلامي من محارب يرفض
الانصياع للحكم الإلهي؟!
ويبقى سؤال هو:
ألا تتناقض هذه الرواية مع ما تقدم، مما دل على أن سبب لحوقه بالروم،
وتنصُّره هو قصته مع الفزاري في الطواف، ثم قضاء عمر عليه.
ويمكن الجواب:
بأن من الممكن أن تكون الأسباب التي دعته إلى ذلك قد اجتمعت، وتضافرت،
حتى كان آخرها ما جرى له في مكة..
وفي سنة سبع وصلت هدية المقوقس ملك الإسكندرية ومصر إلى
رسول الله
«صلى الله عليه وآله».
ومن جملتها فرس اسمه اللزار، وبغلة يقال لها: دلدل، وحمار يقال له:
يعفور، وثياب، ومثاقيل من الذهب، ومارية، وسيرين، وجاريتان أخريان،
وجريج، وخصي اسمه مأبور، وغير ذلك([30]).
فأسلمت مارية وأختها قبل الوصول إلى المدينة، وأسلم
الخصي في المدينة([31])،
وولدت مارية لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إبراهيم، كما سنبينه في موضعه إن شاء الله تعالى.
إن الهدية دليل احترام، وعنوان تقدير وتكريم، فإذا كانت
من الملوك إلى أمثالهم، فهي على نحوين:
أحدهما:
أن تكون دليل رغبة بالسلام، وتجنب الدخول في الصدام، والبقاء على درجة
من التوافق والوئام، والإعلان عن حسن النوايا حسبما تقتضيه ظروف مرسل
الهدية، ونرى أن هدايا المقوقس كانت تسير في هذا الاتجاه حسبما أوضحناه
حين الحديث عن مراسلته
«صلى الله عليه وآله»
للملوك، ومنهم المقوقس.
الثاني:
أن يكون الدافع للهدية: الصداقة، والوفاء، والمحبة والإخاء، والإعراب
عن الطاعة والإيمان، والولاء..
ولعل تفسير هدايا النجاشي بهذه المعاني أليق، وهي بها
أوفق. كما يظهر من كثير من الأمور التي عبرت عن حب النجاشي لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»، وإيمانه، وطاعته له، ومنها فرحه بانتصار النبي
«صلى الله عليه وآله» في حرب بدر، وإصداق أم حبيبة، وغير ذلك..
وقد أرسل النجاشي لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
بمناسبة زواجه بأم حبيبة
«قميصاً
وسراويل، وعطافاً، وخفين ساذجين»([32]).
وروى الكليني:
أنه أهدى لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
حلة قيمتها ألف دينار، فكساها علياً
«عليه
السلام»،
فتصدق بها([33]).
وأما قول الطبرسي:
«ثم
بعث إلى الرسول بهدايا، وبعث إليه بمارية القبطية، أم إبراهيم، وبعث
إليه بثياب وطيب كثيرة، وفرس»([34]).
فالظاهر:
أنه قد جاء على سبيل الاشتباه.
فإن مارية كانت من هدايا المقوقس ملك الإسكندرية، كما
نص عليه عامة المؤرخين الذين تعرضوا لسيرة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
وليست من هدايا النجاشي.
هذا..
وقد بادله رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
هذا الأمر، فأرسل مستقة من سندس ـ كان ملك الروم قد أهداها إليه
«صلى الله عليه وآله»
ـ إلى جعفر بن أبي طالب، وقال له: ابعث بها إلى أخيك النجاشي([35]).
وليلاحظ:
وصفه
«صلى الله عليه وآله»
النجاشي بأنه أخو جعفر.
وذكروا:
أن النجاشي توفي قبل الفتح([36])
في السنة الثامنة، أو السابعة،
بعد
عودة جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى المدينة([37]).
وقيل:
بل توفي في شهر رجب في السنة التاسعة([38]).
وقد بكى عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فعن علي
«عليه السلام» قال: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما أتاه جبرئيل
بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه، وقال: إن أخاكم أصحمة مات.
ثم خرج إلى الجبانة، وصلى عليه، وكبر سبعاً. فخفض له كل
مرتفع، حتى رأى جنازته، وهو بالحبشة([39]).
زاد في رواية أخرى عن قتادة وجابر:
أن قوله تعالى:
﴿وَإِن
مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ..﴾([40])
نزل في النجاشي..
فقال المنافقون:
انظروا إلى هذا يصلي على
علج نصراني حبشي، ولم يره قط وليس على دينه، فنزلت هذه
الآية.
وجاءت الأخبار من كل جانب:
أنه مات في تلك الساعة. وما علم هرقل بموته إلا من تجار رأوا بالمدينة([41]).
وفي نصوص أخرى ذكرها أهل السنة:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
كبر على النجاشي أربعاً([42])،
ومنه استفاد أهل السنة ما يعرف عندهم بصلاة الغائب، أي أنهم يصلون على
الميت وهو في بلد آخر.
وحديث الصلاة على النجاشي، ونزول الآية المباركة فيه
مذكور في عشرات من المصادر([43]).
ونقول:
إن ما ذكروه حول عدد التكبيرات، وحول الصلاة على الميت
الغائب لا يصح: ونوضح ما نرمي إليه كما يلي:
لقد أجمع فقهاء الإمامية تبعاً
لأئمتهم على عدم جواز صلاة الغائب([44])،
إلا إذا كان المراد بالصلاة على الغائب الدعاء له، كما ورد في بعض
الروايات([45]).
وإن حكماً يجمع أهل البيت «عليهم السلام» على خلافه، لا
مجال للأخذ به، لأنهم هم سفينة نوح، وهم أحد الثقلين اللذين لن يضل من
تمسك بهما.
وأما قضية النجاشي، فقد كانت أمراً خاصاً برسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
ولم تكن من قبيل الصلاة على الغائب، غيبة حقيقية، بل كانت صلاة على
الميت الحاضر، إذ قد صرحت الرواية: بأن الله تعالى رفع لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
كل خفض، وخفض له كل رفع، حتى رأى
«صلى الله عليه وآله»
جنازة النجاشي وهو بالحبشة.
ولو كان ذلك جائزاً لكان الناس صلوا في كل البلاد صلاة
الغائب على النبي
«صلى الله عليه وآله»
حينما توفي.
بل لو صح ذلك، لم يبق مبرر لدعوة الناس إلى حضور صلاة
الجنازة، إذ يمكن لكل مكلف أن يصلي عليها وهو في بيته.
ولو كان ذلك مشروعاً لاشتهر فعله في البلاد في زمن رسول
الله
«صلى الله عليه وآله».
([1])
تاريخ الخميس ج2 ص61 ودلائل النبوة لأبي نعيم ص295 والبداية
والنهاية ج4 ص270 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص16
والبحار ج20 ص391 وج21 ص45 وعمدة القاري ج2 ص28 وج18 ص58 وفتح
الباري ج8 ص96 وعن تاريخ الأمم والملوك ج3 ص656 والسيرة
الحلبية ج3 ص247 وتحفة الأحوذي ج6 ص447 والأخبار الطوال
للدينوري ص110.
([2])
راجـع في ذلـك: مكـاتيب الرسول ج2 ص332 عن رسالات نبويـة ص94 =
= وشذرات الذهب ج1 ص15 وعن السيرة الحلبية ج3 ص278 وعن السيرة
النبوية لدحلان ج3 ص66 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص45
وعمدة القاري ج2 ص29 وج25 ص20 وتاريخ الخميس ج2 ص35 ومجموعة
الوثائق السياسية ص195.
([3])
راجع: البحار ج45 ص396 و 397 وعن الأمالي للطوسي ص337 والعوالم
ص726 وعن مناقب آل أبي طالب ج3 ص221 وراجع: الغدير ج3 ص41
وشجرة طوبى ج1 ص157 والمجدي في أنساب الطالبيين ص372 وعن العبر
وديوان المبتدأ والخبر ج3 ص279.
([4])
راجع: الأعلام ج6 ص70.
([5])
تاريخ الخميس ج2 ص61 ومكاتيب الرسول ج1 ص205 وفي هامشه عن
المصادر التالية: الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص265 ومجموعـة
الوثـائق = = السياسية ص127 وعن إمتاع الأسماع، وعن اليعقوبي
ج2 ص67 والتراتيب الإدارية ج1 ص185 والمنتظم ج4 ص7 وأسد الغابة
ج2 ص386 ترجمة شجاع بن وهب، وراجع: سير أعلام النبلاء ج3 ص532
وكتاب المحبر ص372 والنصائح الكافية ص204.
([6])
راجع: تاريخ الخميس ج2 ص61
والوافي بالوفيات ج11 ص53 وأشار في هامشه إلى: المحبر ص276 و
372 والمعارف ص256 والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج15 ص57
والإستيعاب ج1 ص121 ومعجم البلدان ج3 ص242 وسير أعلام النبلاء
ج3 ص348 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ص74
والإصابة ج2 ص64 وطرفة الأصحاب ص21 والأعلام ج2 ص102 انتهى.
والعقد الفريد (ط دار الكتب العلمية) ج2 ص56 ـ 62 وراجع ج11
ص19 (هامش).
([7])
تاريخ الخميس ج2 ص61.
([8])
النص
والإجتهاد ص360 والوافي بالوفيات ج11 ص56 والعقد الفريد ج2 ص61
والأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج15 ص162 و 163 والجامع لأحكام
القرآن ج6 ص365 ومعجم البلدان ج3 ص314 وعن البداية والنهاية ج8
ص71 وحياة الإمام الحسين
«عليه السلام» للقرشي ج1 ص289 وشرح النهج
للمعتزلي ج1 ص183.
([9])
الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج15 ص159.
([10])
الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج15 ص159 و 160.
([11])
الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج15 ص162.
([12])
الوافي بالوفيات ج11 ص53 والعقد الفريد ج2 ص56 والأغاني (ط دار
الكتب العلمية) ج15 ص158.
([13])
الأغاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج15 ص158.
([14])
تاريخ الخلفاء ص133 الغدير ج6 ص157 والمصنف للصنعاني ج10 ص416
وكنز العمال ج12 ص668 وعمر بن الخطاب للبكري ص363.
([15])
تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص183 وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج12 ص73 وج18 ص233 والغدير ج6 ص157 وتاريخ المدينة ج2
ص690 وعمر بن الخطاب ص251وكنز العمال ج3 ص809.
([16])
البداية والنهاية (حوادث سنة 60) ج8 ص125 والإصابة ج3 ص434
والغدير ج6 ص158.
([17])
راجع: سنن الدارمي ج1 ص54 و 55 وتاريخ عمر بن الخطاب لابن
الجوزي ص17 والإتقان ج2 ص5 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص102
وتاريخ دمشق لابن عسـاكر ج3 ص411 ومختصر تاريخ دمشق ج11 ص46
وعن = = تفسير القرآن العظيم ج4 ص232 وكنز العمال ج2 ص331
وراجع ص334 عن الدارمي، ونصر المقدسي، واللالكائي، وابن عساكر،
وابن الأنباري، والإصبهاني، والفتوحات الإسلامية ج2 ص445 والدر
المنثور ج6 ص111 و 317 وعن فتح الباري ج8 ص211 وج13 ص272
وإحياء علوم الدين ج1 ص28 والصراط المستقيم ج3 ص15 وكتاب
الأربعين للشيرازي ص542 وتحفة الأحوذي ج8 ص273.
([18])
الطبقات الكبرى ج3 ص285 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص27 ـ 30
وراجع ج3 ص53 و 59 ووضوء النبي ج1 ص38 وفقه السنة ج2 ص212
ولسان العرب ج15 ص294 وتاج العروس ج11 ص350 وعن كتاب سليم بن
قيس ص230 والبحار ج31 ص21 و 23 ومناقب أهل البيت للشيرواني
ص353 وعن النص والإجتهاد ص365 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص275 وج62
ص20 ـ 23 وعن أسد الغابة ج1 ص371 وج6 ص382 والأعلام ج8 ص22
وتاريخ المدينة ج2 ص763 وعن البداية والنهاية ج9 ص138 والكنى
والألقاب ج1 ص258 وغريب الحديث ج2 ص223 والنهاية في غريب
الحديث ج4 ص367.
([19])
شرح النهج للمعتزلي ج12 ص30 و31 والبحار ج31 ص24 ومناقب آل
البيت للشيرواني.
([20])
راجع: النص والإجتهاد (ط سنة 1404 هـ) ص363 و 364.
([21])
راجع: مستدرك الحاكم ج3 ص449 وتلخيصه
للذهبي بهامشه، والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص235 وشرح النهج
للمعتزلي ج12 ص234 ـ 239 والبداية والنهاية ج7 ص81 والكامل في
التاريخ ج2 ص159 وعمدة القاري ج6 ص340 وفتوح البلدان للبلاذري
ص352 وعن تاريخ الأمم والملوك ج4 ص609 وعن الأغاني ج16 ص94 و
100 و 109 ووفيات الأعيان ج6 ص364 وكنز العمال ج5 ص423.
([22])
راجع: الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص394 والرياض النضرة ج2
ص301 والإصابة ج3 ص72 وعن تاريخ الأمم والملوك (حوادث سنة 13)
ج3 ص597، وإرشاد الساري ج9 ص439 وتاريخ عمر بن الخطاب لابن
الجوزي ص213 والعقد الفريد ج6 ص265 وتاريـخ بغـداد للخطيب ج5 =
= ص455 عن الكامل في التاريخ (حوادث سنة 14) ج2 ص124.
([23])
راجع: كنز العمال ج15 ص732 والإصابة ج6 ص427 وشرح النهج
للمعتزلي ج1 ص181 والبحار ج31 ص32 والغدير ج6 ص161 وأضواء على
الصحيحين ص428 والمصنف للصنعاني ج3 ص557.
([24])
الطبقات الكبرى (ط ليدن) ج3 ق1 ص205 والإصابة ج1 ص261 عن
الآمدي، وابن عساكر، وعن فتح الباري ج12 ص141 ولسان العرب ج4
ص18.
وذكروا: أنه ضربه مائة ونفاه إلى عمان
لمجرد: أنه قرأ شعراً لبعض الناس يتهمه فيه بمغازلة النساء.
وحتى لو صح ذلك عنه، فإن عقوبته ليس فيها النفي، ولا جلد
مائة!!
([25])
النص والإجتهاد (ط سنة 1404 هـ ق) ص360 و 361 والموارد الثلاثة
الأخيرة ذكرنا مصادرها، فراجع. وراجع: تاريخ المدينة ج2 ص762.
([26])
النص والإجتهاد (ط سنة 1404 هـ) ص360.
([27])
راجع: الوافي بالوفيات ج11 ص54 والعقد الفريد ج2 ص58 والأغاني
(ط دار الكتب العلمية) ج15 ص160 و 161.
([28])
الأغاني (ط دار الكتب العلمية) ج17 ص212.
([29])
تاريخ اليعقوبي ج2 ص147 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص183.
([30])
تاريخ الخميس ج1 ص62 والبحار ج21 ص45 وص47 و 48 وراجع: مكاتيب
الرسول ج2 ص424 ـ 427 وعن البداية والنهاية ج4 ص311 وج5 ص324 و
350 وج7 ص86 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص515.
([31])
راجع: البحار ج21 ص45 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص212
والإصابة ج8 ص311 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص307.
([32])
مكاتيب الرسول ج2 ص449 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص576
وج2ص660 وتحفة الأحوذي ج8 ص78.
([33])
راجع: الكافي ج1 ص288 و 289 الحديث رقم 3 والوسائل ج3 ص349 وج6
ص334 وحلية الأبرار ج2 ص279 وكتاب الأربعين للماحوزي ص184
والتفسير الصافي ج2 ص44 والتفسير الأصفى ج1 ص281 ونور الثقلين
ج1 ص643 وشرح أصول الكافي ج6 ص116 وتأويل الآيات ج1 ص153.
([34])
راجع: البحار ج18 ص416 و 418 و 419 وج21 ص19 ومستدرك سفينة
البحار ج2 ص170 وج9 ص502 وج10 ص497 وتفسير القمي ج1 ص86 و 179
ومناقب آل أبي طالب ج1 ص222 ولكنه ذكر في ص209 أنها من هدايا
المقوقس، والتفسير الصافي ج2 ص79 ونور الثقلين ج1 ص663 وموسوعة
التاريخ الإسلامي ج2 ص657 وإعلام الورى ج1 ص119 وقصص الأنبياء
للراوندي ص322 والبرهان للبحراني ج1 ص494 ومكاتيب الرسول ج2
ص452 عن بعض من تقدم، وعن البداية والنهاية ج3 ص78 وعن الأموال
ص34 وطبقات المحدثين بإصبهان ج2 ص277 والمصنف لابن أبي شيبة ج8
ق2 ص466.
([35])
راجع: الطبقات الكبرى ج1 ص457 ونيل الأوطار ج2 ص74 وفقه السنة
ج3 ص480 ومسند أحمد ج3 ص229 و 251 وسنن أبي داود ج2 ص258 وعون
المعبود ج11 ص64 ومسنـد أبي داود ص274 ومسنـد أبي يعلى ج7 ص60
والكامل لابن عدي ج5 ص198 وميزان الإعتدال ج3 ص128 وسبل الهدى
والرشاد ج7 ص298 ولسان العرب ج10 ص343.
([36])
الإصابة ج1 ص109 وأسد الغابة ج1 ص99 والكافي ج2 ص121 والأمالي
للمفيد ص238 والبحار ج69 ص124 ومكاتيب الرسول ج2 ص437 ـ 439
وعن فتح الباري ج7 ص146 وعن البداية والنهاية ج4 ص316 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص52.
([37])
راجع: مجمع الزوائد ج6 ص32.
([38])
راجع: الإصابة ج1 ص102 و 108 و 109 والأقول المتقدمة في مكاتيب
الرسول (ط سنة 1419 هـ) ج2 ص438 عن المصادر التالية: الكامل ج2
ص293 وتأريخ الخميس ج2 ص30 والطبري أيضاً، وكذا في مرآة الجنان
لليافعي في حوادث السنة التاسعة والبحار ج21 ص368 وابن خلدون
ج2 ص826 وزاد المعاد ج3 ص60 وعن السيرة النبـويـة لدحـلان ج3
ص69 = = وعمدة القاري ج17 ص15 وفتح الباري ج7 ص146 والبداية
والنهاية ج4 ص277 وعيون الأثر ج2 ص358 ومكاتيب الرسول ج2 ص438.
([39])
راجع: الخصال ج2 ص359 و 360 باب السبعة حديث رقم 47 وراجع:
المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص146 ومجمع البيان (ط سنة 1379 هـ) ج2
ص561 والكشاف (ط سنة 1406 هـ) ج1 ص459 والأقطاب الفقهية ص65
وتفسير مجمع البيان ج2 ص480 وعيون أخبار الرضا ج2 ص252
والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص796 والبحار ج18 ص418 وج75
ص346 ومسند الإمام الرضا ج2 ص417 و 490.
([40])
الآية 159 من سورة النساء.
([41])
راجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص146 ومجمع البيان ج2 ص561 والبحار
= = ج18 ص130.
([42])
راجـع: السنن الكـبرى للبيهقي ج4 ص35 و 49 السنن الكـبرى
للنسائي ج1 ص640 وصحيح البخاري ج2 ص72 و 88 و 91 وج4 ص246
وصحيح مسلم ج3 ص54 وتنقيح المقال ج1 ص150 ونيل الأوطار ج4 ص99
وتبيان الحقائق ج1 ص241 والبحر الرائق ج2 ص97 و 98 والهداية في
شرح البداية ج1 ص92 والأصل ج1 هامش ص424 عن شرح المختصر
للسرخسي ج2 ص63 وسنن النسائي ج4 ص70 و 72 وتلخيص الحبير ج5
ص165 وأحكام الجنائز ص111 وشرح مسلم ج7 ص23 وتحفة الأحوذي ج4
ص88 وعن الكامل ج6 ص123 وعلل الدارقطني ج9 ص359 والحدائق
الناضرة ج10 ص404 وكتاب الأم ج7 ص198.
([43])
راجع: جواهر الكلام ج12 ص58، وراجع المصادر السابقة.
([44])
تهذيب الأحكام ج3 ص202.
([45])
إننا نكتفي بالإرجاع إلى كتاب: مكاتيب الرسول ج2 ص438 و 439
فقد قال: راجع: مسلم ج2 ص656 و 657 والبخاري ج2 ص109 و 111 و
112 وج5 ص64 و 65 والشفاء ج1 ص164 و 672 و 690 ومسند أحمد ج1
ص254 وج2 ص230 و 231 و 289 و 479 وج3 ص355 و 369 وج4 ص7 و 303
و 433 و 439 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص49 و 50 وابن ماجة ج1
ص490 و 491 والنسائي ج4 ص72 وأبي داود ج3 ص212 وكشف الأستار ج1
ص392 والترمذي ج3 ص342 و 357 والمصنف لعبد الرزاق ج3 ص479 وابن
أبي شيبة ج14 ص154 وج3 ص362 ومسند فاطمة للسيوطي ص112 والكامل
لابن عدي ج1 ص256 وج2 ص843 وج3 ص1171 و 1259 وج4 ص1575 وج6
ص2083 و 2130 و 2135 و 2214 و 2271 وتأريخ يحيى ابن معين ج3
ص233 و 234 والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص198 وج5 ص248 وج17 ص20
وج18 ص187 و 196 و 199 وج25 ص223 وج19 ص446 وج22 ص136 وإعلام
السائلين ص5 والمناقب ج1 ص107 والبحار ج18 ص130 عن المناقب
وص418 عن الخصال والعيون و ج21 ص368 عن المنتقى، والبداية
والنهاية ج3 ص77 وج4 ص277 وتأريخ ابن خلدون ج2 ص826 والدر
المنثور ج2 ص113 ( في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ..﴾ عن النسائي، والبزار، وابن المنذر،
والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وعبد بن حميد، وابن
جرير). وراجع في تفسير الآية الشريفة أيضاً: القرطبي ج2 ص322
وابن كثير ج1 ص443 وروح المعـاني ج4 ص315 = = والمنار ج4 ص315
وروح البيان ج2 ص155 ومجمع البيان ج2 ص311 وأبي السعود ج2
ص136. وراجع: جامع أحاديث الشيعة ج3 ص280 عن التهذيب
والإستبصار، وص282 عن الخصال والعيون، وتفسير الإمام العسكري،
وفقه الراوندي، وأسد الغابة ج1ص99 والإصابة ج1 ص109 وفتح
الباري ج3 ص150 و 152 و 163 وج7 ص146 وعمدة القاري ج8 ص18 و
115 و 120 و 122 و 132 وج17 ص15 ودحلان هامش الحلبية ج3 ص69
والحلبية ج3 ص180 وسيرة ابن إسحاق (المطبوعة) ص219 ودلائـل
النبـوة لابن نعيم ص486 والمحلى ج5 ص139 والخصال ج1 ص360
وإعلام الورى ص56 والروض الأنف ج2 ص94 وأسد الغابة ج2 ص223 وج5
ص325 و 373 ومجمع الزوائد ج9 ص419 والمنتظم ج3 ص375 والمصباح
المضيء ج2 ص34.
|