هزيمة المشركين على يد علي

   

صفحة :239-290   

هزيمة المشركين على يد علي

الآن حمي الوطيس:

وقد ذكرت الروايات: أنه لما عاد الأنصار للقتال قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: الآن حمي الوطيس([1]).

ونقول:

إن الهزيمة للمشركين قد حصلت على يدي علي «عليه السلام»، فإن كان «صلى الله عليه وآله» قد قال هذه الكلمة، فقد قالهل حين اشتد القتال بين المشركين وبين علي «عليه السلام»، لا بين المسلمين بعد عودتهم والمشركين. إذ إنهم بعد عودتهم لم يرمِ أحد منهم بسهم، ولم يطعن برمح، كما سيتضح.

لم يحارب أحد سوى علي :

وقد ادَّعت بعض الروايات المتقدمة: أن المسلمين الذين عادوا إلى ساحة المعركة قد قاتلوا. فراجع رواية أبي بشير المازني، وكذلك رواية عثمان بن شيبة، ورواية الشيخ المفيد «رحمه الله»، وغير ذلك.. وقد أخذ المؤرخون هذه الرواية بحسن نية، ولم يدققوا في صحتها وسقمها..

بل لقد قال دحلان: «لما انهزم المشركون تبع أثرهم المسلمون قتلاً وأسراً حتى حدّث بعض من هوازن قال: ما خيل لنا إلا أن كل حجر وشجر فارس يطلبنا.

وأنزل الله من الملائكة خمسة آلاف، وقيل: ثمانية، وقيل: ستة عشر ألفاً.

فقيل: إنهم قاتلوا، وقيل: لم يقاتلوا لإلقاء السكينة في قلوب المؤمنين بإلقاء الخواطر الحسنة»([2]).

ونقول:

إن هذا الرجل قد وهم في فهم كلام بعض من هوازن، فإنه إنما أراد: أن الملائكة كانت تلاحقهم([3]).

ولم يرد: أن الذين عادوا من هزيمتهم كانوا يلاحقونهم.

ولو سلمنا: أنه أراد ذلك، فلعله رأى جنود الملائكة، فظن أن المنهزمين قد عادوا من هزيمتهم.

وقد صرحت بعض الروايات الآتية حين الحديث عن  «النصر الإلهي والإمداد بالملائكة»: بأنهم كانوا يرون المسلمين بين الملائكة كمثل الشامة. ويرون أن الملائكة هم الذين قتلوهم.

غير أننا نقول:

إن ذلك مشكوك فيه، بل الذي قاتل هو خصوص علي «عليه السلام»، وقد قتل أربعين رجلاً بيده، حسب تصريحهم.

وهو ما روي عن الإمام الصادق «عليه السلام» أيضاً([4]).

قال أنس: وكان «عليه السلام» يومئذ أشد الناس قتالاً بين يديه([5]).

وأما من عداه: فيشك كثيراً في أن يكون أحد منهم قاتل، فلاحظ ما يلي:

1 ـ روي عن أنس، وعكرمة قالا: لما انهزم المسلمون بحنين، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» على بغلته الشهباء ـ وكان اسمها دلدل ـ فقال لها رسول الله «صلى الله عليه وآله»: دلدل، البدي. فألزقت بطنها بالأرض، فأخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» حفنة من تراب، فرمى بها في وجوههم، وقال: «حم، لا ينصرون»، فانهزم القوم، وما رمينا بسهم، ولا طعنا برمح([6]). أو فما رموا بسهم، ولا طعنوا برمح، ولا ضربوا بسيف. فهزمهم الله.

2 ـ وعن أنس أيضاً: أنه «صلى الله عليه وآله» بقي وحده، فنادى الأنصار عن يمينه تارة، وعن يساره أخرى بندائين لم يخلط بينهما، فلبوه بأنهم معه، «فهزم الله المشركين، ولم يضرب بسيف، ولم يطعن برمح»([7]).

حيث إن الراجح هو: أن تقرأ كلمتا «يضرب» و «يطعن» في العبارة الأخيرة بصيغة المبني للمجهول، فتتوافق في مفادها مع الرواية السابقة. أو تكون قد حصل فيها تصحيف في لفظ الحروف نضرب ونطعن. صحفت فصارت: يضرب ويطعن. وربما يكون ذلك قد حصل سهواً، وربما عمداً، لحاجة في النفس قضيت.

3 ـ قال ابن إسحاق: «ورجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من جهة المشركين بعد انهزامهم إلى العسكر، وأمر أن يقتل كل من قدر عليه، وثاب من انهزم من المسلمين»([8]). فإنه ظاهر في أن عودة من انهزم قد كانت بعد انقضاء الأمر.

4 ـ قولهم: فوالله، ما رجعت راجعة للمسلمين حين هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتوفين (مكتفين) عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»([9]). فإنه صريح في أن هزيمة المشركين وقعت، وأسر من أسر منهم قبل رجعة راجعة المنهزمين.

وهذا معناه: أن المنهزمين لم يشاركوا في القتال بعد عودتهم..

5 ـ إن أحاديث: أنه «صلى الله عليه وآله» حثا التراب في وجوه المشركين، فهزمهم الله تعالى، تدل على: أن المشركين انهزموا من دون أن يباشر المسلمون العائدون من الهزيمة أي قتال معهم..

النبي يحثو التراب في وجوههم:

والأحاديث هي التالية:

1 ـ حديث ابن مسعود عن أنه مع ثمانين من المهاجرين والأنصار لم يولوا الدبر، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: ناولني كفاً من تراب، فناوله فضرب وجوههم، فامتلأت أعينهم تراباً، ثم قال: أين المهاجرون والأنصار؟!

قلت: هم أولئك.

قال: إهتف بهم.

فهتف بهم، فجاؤوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم([10]).

2 ـ عن كرز بن يزيد الفهري قال: «فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى، فجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «يا عباد الله. أنا عبد الله ورسوله، يا أيها الناس، إني أنا عبد الله ورسوله».

فاقتحم رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن فرسه، وحدثني من كان أقرب إليه مني: أنه أخذ حفنة من تراب، فحثاها في وجوه القوم، وقال: «شاهت الوجوه».

قال يعلى بن عطاء: وأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم، أنهم قالوا: «ما بقي منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه من التراب، وسمعنا صلصلة من السماء كمر الحديد على الطست، فهزمهم الله تعالى»([11]).

3 ـ  عن أنس: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخذ يوم حنين كفاً من حصى أبيض، فرمى به وقال: «هزموا ورب الكعبة».

وكان علي «عليه السلام» يومئذٍ أشد الناس قتالاً بين يديه([12]).

4 ـ عن شيبة بن عثمان: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال يوم حنين: يا عباس، ناولني من الحصباء.

قال: وأفقه الله تعالى البغلة كلامه، فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض، فتناول رسول الله «صلى الله عليه وآله» من البطحاء، فحثا في وجوههم، وقال: «شاهت الوجوه، حم لا ينصرون»([13]).

5 ـ وفي نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» طلب كف التراب من أبي سفيان بن الحارث([14]).

6 ـ وفي نص ثالث: أنه «صلى الله عليه وآله» طلبه من العباس وأبي سفيان([15]).

7 ـ وفي نص رابع: أنه «صلى الله عليه وآله» طلب كف التراب من ابن مسعود([16]).

8 ـ عن يزيد بن عامر السوائي، وكان شهد حنيناً مع المشركين، ثم أسلم، قال: أخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين قبضة من الأرض، ثم أقبل على المشركين، فرمى بها في وجوههم وقال: «ارجعوا، شاهت الوجوه».

قال: فما من أحد يلقى أخاه إلا وهو يشكو القذى في عينيه، ويمسح عينيه([17]).

9 ـ عن عياض بن الحارث، وعن عمرو بن سفيان قالا: قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين قبضة من الحصباء، فرمى بها وجوهنا، فانهزمنا([18]).

زاد عمرو بن سفيان قوله: فما خُيِّل إلينا أن كل حجر وشجر فارس يطلبنا([19]).

10 ـ وفي حديث سلمة بن الأكوع قال: لما غشوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» نزل عن بغلته، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم إنه استقبل به وجوههم، وقال: «شاهت الوجوه».

فما خلى (خلق) الله تعالى منهم إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة. فولوا مدبرين.

وقسم رسول الله «صلى الله عليه وآله» غنائمهم بين المسلمين([20]).

ونقول:

إن هذه الحادثة تحتاج ـ قبل أن نواصل الحديث ـ إلى بعض التوضيح، والبيان، فلاحظ ما يلي:

شاهت الوجوه:

تقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» قد دعا على المشركين بقوله: «شاهت الوجوه»، وذلك حين رمى التراب، أو الحصى في وجوههم.

وقد يسأل سائل عن المراد بهذا الدعاء، فنقول في الجواب:

قد يقال في معنى هذا الدعاء العديد من الوجوه، إذ:

1 ـ لعل المقصود هو: الإلماح إلى أن الله تعالى  قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، سواء بالنسبة لتكوينه الظاهري المتمثل في صورته البشرية، أو في تكوينه الباطني، المتمثل بما أعطاه الله إياه من فطرة سليمة، وعقل قويم، ومن عواطف ومشاعر نبيلة، ومن سمات وصفات وميزات إنسانية، لو حافظ عليها لسار في خط التكامل، والإرتقاء، حتى يصبح أفضل من الملائكة الأصفياء.

ولكن هذا الإنسان بسوء اختياره، وبعمله الفاسد، ورأيه الكاسد، يشوّه صورته الباطنية، من خلال العدوان على تلك الصفات والميزات الإنسانية وتشويهها، وتبقى صورته الظاهرية، التي يتعامل بها مع الآخرين على حالها، فيظن الناس فيه الخير والصلاح، والنجاح والفلاح، مع أن الأمر ليس كذلك، بل هو يضم جناحيه على طبيعة هي للحيوان أقرب منها للإنسان، فهو يحمل طبع الذئب أوالخنزير، أو السبع، أو غير ذلك، ولكن صورته صورة إنسان..

ولأجل ذلك، فإن دعاء النبي «صلى الله عليه وآله» على المشركين بتشويه الوجوه، هو الطلب إلى الله تعالى أن يفضح أمرهم، ويظهرهم على حقيقتهم.

2 ـ وقد يفهم هذا الدعاء: على معنى أن النبي «صلى الله عليه وآله» يطلب من الله تعالى: أن يحول هذه الوجوه، التي يظهر عليها الإستبشار والإبتهاج بانتصار الباطل على الحق ـ يحولها ـ إلى وجوه كالحة، يشوهها الغيظ والخزي، والذل والشنار بنصر الحق الإلهي على باطلهم الشيطاني..

3 ـ وقد يكون المقصود هو: تشويه وجوههم بعذاب النار في الآخرة على قاعدة: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}([21]).

وقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}([22]).

4 ـ وقد يكون المقصود أيضاً هو: مجموع ذلك. أو سواه من المعاني التي تناسب هذا المقام..

كف الحصى:

وقد اختلفت الروايات المتقدمة: حول كيفية أخذ النبي «صلى الله عليه وآله» كفاً من حصى (أو من تراب).

هل نزل عن بغلته، وأخذها بنفسه؟

أم أن البغلة نفسها انخفضت به حتى أخذ ما أراد؟

أم أن ابن مسعود ناوله إياها؟

أم ناوله إياها أبو سفيان بنفسه؟

أم ناوله إياها هو والعباس؟

وفي بعضها: أن علياً «عليه السلام» هو الذي فعل ذلك([23]).

وحاول الصالحي الشامي الجمع بين هذه الروايات، فقال:

«والجمع بين ذلك: أن النبي «صلى الله عليه وآله»، قال لصاحبه: ناولني، فناوله، فرماهم.

ثم نزل عن البغلة، فأخذ بيده، فرماهم أيضاً.

فيحتمل أن الحصى في إحدى المرتين، وفي الأخرى التراب. وأن كلاً ممن ذُكِرَ ناوله»([24]).

ونقول:

يمكننا تصور وجه آخر للجمع، وهو أن المشركين كانوا يعدون بعشرات الألوف، فقيل: عشرون ألفاً.

وقيل: أربعة وعشرون.

وقيل: ثلاثون.

وقيل: أضعاف عدد المسلمين.

فلعلهم انقسموا في هجومهم على النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين إلى عدة طوائف، بسبب ضيق الوادي الذي تجري فيه الحرب. فكان «صلى الله عليه وآله» يأخذ الحصى، أو التراب، ويرميه في وجه كل طائفة، ولعله أخذه مرة من العباس، وأخرى من ابن مسعود، وثالثة من علي «عليه السلام»، ورابعة بانخفاض البغلة حتى تلزق بطنها بالأرض، أو بنزوله «صلى الله عليه وآله» عنها. وربما كان يرميهم تارة بالتراب، وأخرى بالحصى..

وإنما قلنا هذا: لأننا لا نرى مبرراً لتكرار رمي التراب في وجوههم، فإن الله سبحانه لا بد أن يلقي في قلوب المهاجمين الرعب، من أول مرة يرميهم النبي «صلى الله عليه وآله» فيها كما هو ظاهر.

معجزتان: فعلية وخبرية:

وقالوا أيضاً: في رميه «صلى الله عليه وآله» الكفار، وقوله: «انهزموا ورب الكعبة الخ..» معجزتان ظاهرتان لرسول الله «صلى الله عليه وآله»:

إحداهما: فعلية.

والأخرى: خبرية.

فإنه «صلى الله عليه وآله» أخبر بهزيمتهم، ثم رماهم بالحصى، فأثر ذلك فيهم، فولوا مدبرين فعلاً.

وفي رواية: استقبل وجوههم، فقال: «شاهت الوجوه».

وهنا أيضاً معجزتان: فعلية وخبرية([25]).

فقد أخبر «صلى الله عليه وآله»: عن أن هذا الأمر سيصيب وجوههم، ثم كان لفعله تأثير في حصول ذلك لهم..

نزول السكينة:

قال الطبرسي: {..ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا..}([26]). حين رجعوا إليهم وقاتلوهم.

وقيل: على المؤمنين الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»: علي، والعباس، في نفر من بني هاشم. عن الضحاك.

وروى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» أنه قال: السكينة ريح من الجنة، تخرج طيبة، لها صورة كصورة وجه الإنسان، فتكون مع الأنبياء([27]).

وروي مثله عن العباس بن هلال([28]).

وروي في قول الله عز وجل: {وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} قال: هم الملائكة. {وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ}. قال: قتلهم بالسيف.

وروي أيضاً عن سعيد بن جبير، قال: «في يوم حنين أمدّ الله تعالى رسوله «صلى الله عليه وآله» بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين، ويومئذٍ سمى الله تعالى الأنصار مؤمنين، قال: {ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ}» ([29]).

وعن ابن مسعود، قال: كنت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين، فولى الناس عنه، وبقيت معه في ثمانين رجلاً من المهاجرين والأنصار، فنكصنا على أعقابنا نحواً من ثمانين قدماً. (وفي نص آخر: فقمنا على أقدامنا) ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله تعالى عليهم السكينة، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» على بغلته لم يمض قدماً الخ.. وقد تقدم([30]).

ونقول:

إن لنا مع ما تقدم بعض الوقفات، للتوضيح، أو للتصحيح، فلاحظ ما يلي:

حقيقة السكينة:

إن ما رواه الحسن بن فضال، عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» في معنى السكينة ليس بالأمر المستهجن، الذي يمكن المبادرة إلى رده بيسر وسهولة، وإن كان قد تضمن بعض التعابير، التي قد لا تروق لبعض الناس.

وذلك لأن السكينة كما قلنا: هي حالة من الرضا يلقيها الله على من يستحقها، واستعد وتهيأ لها من عباده، ليزدادوا بها إيماناً، وتزيد بها طهارة قلوبهم، وصفاء نفوسهم..

ولكن ذلك لا يمنع من أن تكون لهذه السكينة تجليات خاصة بالنسبة للأنبياء، تتناسب مع حالاتم صلوات الله وسلامه عليهم. وإن لم نستطع نحن أن ندرك حقيقة ذلك بدقة، إذ يكفينا أن نعلم: بأن ثمة أمراً خاصاً يمتازون به عن سائر الناس.

متى سمّى الله الأنصار مؤمنين؟!:

أما قول سعيد بن جبير: أنه تعالى سمى الأنصار مؤمنين «يوم حنين» فهو محض اجتهاد منه، ويرد عليه:

أولاً: إن الآيات القرآنية وصفت الذين كانوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنهم مؤمنون مثل قوله تعالى في أهل بيعة الشجرة: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}([31]).

ومنها قوله تعالى عن فتح مكة: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}([32]).

وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً}([33]).

ولا شك في أن الأنصار كانوا من بين المؤمنين الذين ذكروا في هذه الآيات، الواردة في سورة الفتح، التي نزلت قبل حنين.

ثانياً: قد ذكرنا وسنذكر: أن النصر إنما كان على يد علي أمير المؤمنين فقط. فالسكينة إنما نزلت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعلى علي «عليه السلام» فقط.. ولا أقل من أن يكون هذا الذي ذكرنا راجحاً.

ثالثاً: هل نستطيع أن نفهم من الكلام المنسوب لسعيد بن جبير: أن المقصود هو توهين أمر الأنصار، وإثارة الريب في إيمانهم، وتكريس الآيات التي تتحدث عن وجود مؤمنين مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنها تقصد خصوص المهاجرين، رغم فرارهم في هذا الموطن وسائر المواطن؟!

رابعاً: تقدم أن الضحاك يقول: إن السكينة إنما نزلت على خصوص الذين ثبتوا مع رسول الله، وهم علي «عليه السلام» والعباس، في نفر من بني هاشم..

وهذا معناه: أن المقصود بالمؤمنين هم خصوص هؤلاء، وهم من المهاجرين لا من الأنصار، فما معنى قول ابن جبير: إن السكينة نزلت على الأنصار؟!

قيمة رواية ابن مسعود:

وأما رواية ابن مسعود المتقدمة، فنقول فيها:

أولاً: إن المهاجرين فروا مع الفارين.. فلا معنى لحشر اسمهم في جملة من ثبت، إلا إن كان المقصود بهم خصوص علي «عليه السلام» والعباس، ونفر من بني هاشم..

ولكن يبقى سؤال: لماذا هذه التعميمات الموهمة، والتعميمات المضللة؟!

ثانياً: ما زعمه من أن الثمانين لم يولوا الدبر غير صحيح، بل الجميع قد ولى الدبر باستثناء النبي «صلى الله عليه وآله»، وعلي «عليه السلام».. وبعض بني هاشم الذين احتوشوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لكي يحموه من سيوف الأعداء..

وسنوضح هذه الحقيقة بصورة أتم في مقام آخر.

جبنهم ونزول السكينة:

قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}([34]).

وقد زعموا: أن سبب نزول السكينة على المسلمين ليس هو جبنهم، فإن فرار المسلمين لم يكن عن جبن، وإنما كان بسبب مفاجأة هوازن وثقيف لهم، حيث شدوا عليهم شدة رجل واحد، ورموهم بالسهام حتى ما تكاد تخطئ لهم رمية، فاحتاجوا إلى السكينة، فأنزلها الله تعالى عليهم..

واحتاجها أيضاً رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأجل ما دخله من الحزن والإضطراب والأسف مما جرى على المسلمين..

والدليل على أن جبنهم ليس هو السبب: أنهم رجعوا إلى ساحة القتال، بمجرد سماعهم لنداء العباس.

ونقول:

إن ذلك لا يمكن قبوله.. وذلك لما يلي:

أولاً: إن ظاهر الآيات من سورة التوبة هو: أنهم قد فروا جبناً وخوفاً، لأنهم اعتقدوا: أن كثرتهم تغني عنهم في ساحة القتال، ولم يفكروا: بأن عليهم أن يرجعوا إلى الله، ويعتمدوا عليه.. ولم يتذكروا ربهم الذي نصرهم في ثمانين موطناً.

ثانياً: إن الآيات المشار إليها إنما هي بصدد لومهم وتأنيبهم على فرارهم، وتولية أدبارهم، الأمر الذي يوجب لفاعله: أن يبوء بغضب من الله ـ كما دلت عليه الأية الشريفة: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ([35]).

فتولية الأدبار المحرمة في الحرب توجب الغضب الإلهي، سواء أكان بسبب الإضطراب الناشئ من المفاجأة، أو بسبب الجبن..

ثالثاً: إن أسف النبي «صلى الله عليه وآله»، وحزنه على ما صدر من أصحابه، حيث لم يعتصموا بالله، أمر محمود، ومحبوب لله تعالى، ولا شأن للسكينة به، ولا يمكن أن يكون مبغوضاً، ومع غض النظر عن ذلك، فإنه «صلى الله عليه وآله» معصوم، ولا يصدر منه ما يكون مبغوضاً.

رابعاً: إن المسلمين الذين انهزموا كان فيهم منافقون، ومشركون، ولا يعقل أن تنزل السكينة على هؤلاء.. لأن السكينة ليست هي مجرد السكون والثبات والطمأنينة، ورباطة الجأش، لأن السكينة بهذا المعنى كانت حاصلة للكافرين حين هاجموا المسلمين في المرة الأولى، بل هي معطاة لكل شجاع باسل..

وإنما السكينة حالة يعطيها الله سبحانه لأوليائه المؤمنين كرامة منه تعالى لهم.

وهذا ما يفسر لنا السبب في أنه سبحانه يمتن بهذه السكينة على خصوص عباده المؤمنين، ويتفضل بها عليهم، وعلى رسوله الكريم والعظيم «صلى الله عليه وآله».

وهذه السكينة تحتاج إلى أن يكون من تنزل عليه أهلاً لتلقيها، متصفاً بالتقوى، وطهارة القلب، وصدق الإيمان، وما إلى ذلك.. وهي من موجبات زيادة الإيمان كما صرحت به الآية (4) من سورة الفتح..

والذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» هم المستحقون لهذه الكرامة الإلهية، وأما من ارتكب جريمة الفرار من الزحف، وباء بغضب من الله، فلا يصح إشراكه مع أولئك المؤمنين المجاهدين في هذه الكرامة.

خامساً: وأخيراً.. إن نفس قوله تعالى:

{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً..} يدل على: أنهم غير معذورين في هزيمتهم، لأنها تقول: إن الله قد نصرهم، حينما كانوا معتمدين عليه، وملتجئين إليه، فلما اعتمدوا على كثرتهم أصيبوا بهذا البلاء العظيم، وهو أن الأرض قد ضاقت عليهم رغم سعتها، ثم ولوا مدبرين.

ويلاحظ: أنه تعالى وصف المواطن التي نصرهم فيها بالكثيرة، ليظهر كفرانهم لهذه النعمة، وأن ذلك كان عملاً ظاهر السوء منهم.

المواطن الكثيرة ثمانون:

وقد روي: أن المتوكل اشتكى شكاة شديدة، فنذر لله إن شفاه الله أن يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته، فسأل أصحابه عن ذلك. إلى أن قال: فقال ابن يحيى المنجم: لو كتبت إلى ابن عمك يعني: أبا الحسن «عليه السلام»، فأمر أن يكتب له فيسأله، فكتب أبو الحسن «عليه السلام»: تصدق بثمانين درهماً.

فقالوا: هذا غلط، سله من أين قال هذا؟

فكتب: قال الله لرسوله: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ}، والمواطن التي نصر الله رسوله «صلى الله عليه وآله» فيها ثمانون موطناً، فثمانون درهماً من حله مال كثير([36]).

فليتأمل الرجل الأريب في هذه الحادثة، فهي في نفس الوقت الذي تبدو فيه شديدة القرب إلى حد البداهة، فإنها تبقى بعيدة المنال عن أفهام الرجال، إلا الكمَّل منهم، الذين زقوا العلم زقاً. فكانوا حفظته حقاً وصدقاً.

ما هو سبب هزيمة المشركين؟!:

ويبقى هنا سؤال، وهو: أن الهزيمة هل كانت بسبب إلقاء النبي «صلى الله عليه وآله» الحصى في وجوه المشركين، كما هو صريح عدد من تلك الروايات، أو كان سببها قتل علي «عليه السلام» أبا جرول، كما هو صريح الرواية التي ذكرت ذلك أيضاً؟! وكيف نحل هذا التناقض القائم بين الروايات؟!

ويمكن حله بأن يقال: إنه لا إشكال في أن قتل أبي جرول، وجهاد علي «عليه السلام» كان هو السبب في هزيمة المشركين بصورة فعلية..

ولكن رمي التراب في وجوه اهل الشرك، ووصول التراب إلى أعينهم جميعاً يمثل معجزة كبرى لهم، وحجة بالغة عليهم، إذ إن وصول التراب أو الحصى لجميعهم وهم عشرات الألوف، برمي كف واحد منه ـ أو أكف بناء على تعدد الرمية كما تقدم في وجوه الجمع من أخبار الرمي ـ يدل بصورة قاطعة على أن هذا الأمر قد تم بتدخل وتصرف إلهي، ولابد أن يكون ذلك من موجبات رعبهم، وخور عزائمهم، لأنه يجعل النتائج أمامهم غير مضمونة، ويشككهم في قدرتهم على تحقيق أي نصر، ويجعل قدرات خصمهم الذي يواجهونه غير واضحة المعالم، ولا بينة الأحجام.

وقد رمى النبي «صلى الله عليه وآله» التراب قبل ذلك على رؤوس الذين اجتمعوا حول بابه لاغتياله في ليلة الغار، وقد أحس به جميعهم، وكان ذلك آية لهم، وحجة عليهم، ولكنه لم يمنعهم من مواصلة ما كانوا قد عقدوا العزم عليه استكباراً منهم، وعتواً.

كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد رمى كفاً من تراب في وجوه المشركين في بدر، تماماً كما فعل في حنين، وكان ذلك آية أيضاً للمشركين، وحجة عليهم، ولكنهم استمروا على العناد واللجاج، ودخلوا تلك الحرب، وقتلوا عدداً من المسلمين، وقتل منهم أضعاف ذلك، وكانت الهزيمة عليهم بجهاد علي «عليه السلام»، وفتكات سيفه ذي الفقار. فما يجري في حنين لا يختلف عما جرى في بدر.

النصر الإلهي والإمداد بالملائكة:

عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: حدثني عدة من قومي شهدوا ذلك اليوم يقولون: «لقد رمى رسول الله «صلى الله عليه وآله» تلك الرمية من الحصى، فما منا أحد إلا يشكو القذى في عينيه. ولقد كنا نجد في صدورنا خفقاناً كوقع الحصى في الطاس، ما يهدأ ذلك الخفقان.

ولقد رأينا يومئذٍ رجالاً بيضاً، على خيل بلق، عليهم عمائم حمر، قد أرخوها بين أكتافهم، بين السماء والأرض، كتائب، كتائب ما يليقون شيئاً، ولا نستطيع أن نتأملهم من الرعب منهم([37]).

وعن جبير بن مطعم قال: رأيت قبل هزيمة القوم ـ والناس يقتتلون ـ مثل البجاد الأسود، أقبل من السماء حتى سقط بين القوم، فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ الوادي، لم أشك أنها الملائكة، ولم يكن إلا هزيمة القوم([38]).

وعن يحيي بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شيوخ من قومه من الأنصار، قالوا: رأينا يومئذٍ كالبجد السود هوت من السماء ركاماً، فنظرنا فإذا رمل مبثوث، فكنا ننفضه عن ثيابنا، فكأن نصر الله تعالى أيدنا به([39]).

وقال رجل من بني نصر بن معاوية يقال له: شجرة بن ربيعة، للمؤمنين وهو أسير في أيديهم: أين الخيل البلق، والرجال عليهم الثياب البيض؟ فإنما كان قتلنا بأيديهم، وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة.

قالوا: تلك الملائكة([40]).

عن عبد الرحمن مولى أم برثن قال: حدثني رجل كان من المشركين يوم حنين قال: لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يقوموا لنا حلب شاة أن كببناهم.

فبينما نحن نسوقهم في أدبارهم إذ التقينـا بصـاحب البغلة (الشهبـاء) ـ وفي رواية: إذ غشينا ـ فإذا هو رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فتلقتنا عنده، وفي رواية: إذ بيننا وبينه رجال بيض حسان الوجوه، قالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا، فرجعنا. وكانت إياها (يعني: الهزيمة)([41]).

وقالوا أيضاً: «وانهزمت هوازن في كل وجه، كانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو»([42]).

وعن يزيد بن عامر السوائي، وكان حضر يومئذٍ، فسئل عن الرعب، فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطست، فيطن، فيقول: أن كنا نجد في أجوافنا مثل هذا([43]).

وعن ربيعة بن أبزى قال: حدثني نفر من قومي، حضروا يومئذٍ قالوا: كمنا لهم في المضايق والشعاب، ثم حملنا عليهم حملة ركبنا أكتافهم، حتى انتهينا إلى صاحب بغلة شهباء، وحوله رجال بيض حسان الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا.

فانهزمنا، وركب المسلمون أكتافنا، وكانت إياها، وجعلنا نلتفت، وإنا لننظر إليهم يكدوننا، فتفرقت جماعتنا في كل وجه، وجعلت الرعدة تستخفنا حتى لحقنا بعلياء بلادنا، فإن كنا ليحكى عنا الكلام ما ندري به، لما كان بنا من الرعب، وقذف الله تعالى الإسلام في قلوبنا([44]).

قالوا: «لم يبق أحد إلا امتلأت عيناه وفمه تراباً، وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست»([45]).

وقيل: إن الملائكة نزلوا يوم حنين لتقوية قلوب المؤمنين وتشجيعهم، ولم يباشروا القتال يومئذٍ، ولم يقاتلوا إلا يوم بدر خاصة([46]).

ونقول:

1 ـ إن المنهزمين حسب نص القرآن الكريم لم يروا الجنود من الملائكة: {وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} ([47]). فكل من يدَّعي من المنهزمين رؤية الملائكة، فهو ليس من المؤمنين، كما صرحت به الرواية المتقدمة عن شيبة بن عثمان الحجبي، التي تقول: لا يرى الملائكة إلا كافر..

2 ـ ولوشككنا في دقة النقل في رواية شيبة بن عثمان، فإن الإستدلال يسوقنا إلى الاعتقاد بكذب دعاوى رؤية الملائكة، لأن الله سبحانه قد ذكر: أن المنهزمين لم يروا الجنود الذين أنزلهم، لكن ذلك لا يمنع من أن يكون خصوص المؤمنين الذين ثبتوا، وهم علي «عليه السلام»، وربما نفر من بني هاشم كانوا حول رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان الله قد أراهم تلك الجنود لكي يربط على قلوبهم، ويقويهم، كما قاله في مجمع البيان.

كما أنه سبحانه قد أرى جيوش المشركين تلك الجنود أيضاً، لكي يلقي في قلوبهم الرعب..

وتكون النتيجة: أن أياً من المنهزمين عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إذا رأى أولئك الجنود، فلا بد أن يكون من مشركي مكة الذين التحقوا بجيش المسلمين، إما لقتل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أو للغارة على الغنائم، أو ترصداً لظهور غلبة المشركين لينحازوا إليهم، ويحاربوا معهم النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين.

3 ـ قد أظهرت الروايات المتقدمة: مدى الرعب الذي حصل للمشركين لمجرد رؤيتهم لتلك الجنود.

4 ـ قد يقال: إن بعض تلك النصوص قد بينت: أن المشركين كانوا يرون المسلمين بين تلك الجنود بمثابة الشامة، وهذا يدل على كثرة الجنود في أعينهم.

غير أننا نقول:

بل ذلك يدل: على أن الذين ثبتوا من المؤمنين هم المقصودون، وهؤلاء ـ كما تقدم ـ بضعة أفراد لا يبلغون العشرة. فإذا أضيف إليهم بضعة آلاف من الملائكة، فمن الطبيعي أن يصبح مثلهم مثل الشامة، حسبما ذكره ذلك الرجل.

ومما يدل على ذلك أيضاً:

1 ـ الروايات المتقدمة، التي تقول: «ركبنا أكتافهم حتى انتهينا إلى صاحب بغلة شهباء، وحوله رجال بيض حسان الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا. فانهزمنا»([48]).

فالملائكة إنما كانوا حول رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لا حول سائر الجيش الذي انهزم..

2 ـ قول شيوخ ثقيف الذين شهدوا ذلك: «ما زال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في طلبنا ـ فيما نرى ـ ونحن مولون، حتى إن الرجل ليدخل منا حصن الطائف، وإنه ليظن أنه على أثره»([49]).

فتراه يتحدث عن خصوص رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنه هو الذي كان في أثرهم، وكان رعبهم منه.

3 ـ وأوضح من ذلك رواية عبد الرحمن مولى أم برثن عن رجل من المشركين قال: «فبينما نحن نسوقهم (أي المسلمين) في أدبارهم إذ التقينا بصاحب البغلة (الشهباء) ـ وفي رواية: إذ غشينا ـ فإذا هو رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فتلقتنا عنده ـ وفي رواية: إذ بيننا وبينه ـ رجال بيض حسان الوجوه قالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا، فرجعنا. وكانت إياها»([50]) (أي: الهزيمة).

من أجل ذلك نقول:

إن الإمداد بالملائكة إنما كان لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولمن ثبت معه، وهم أفراد قليلون حسبما بيناه أكثر من مرة.

4 ـ وبذلك يتبين: أن تعبيرات بعض المنهزمين من هوازن ومن معها، بأن المسلمين كانوا يلاحقونهم ويكدّونهم ونحو ذلك، إنما يقصد بها خصوص النبي «صلى الله عليه وآله»، وعلي «عليه السلام» وبعض بني هاشم، ومعهم جنود الله التي لم يرها المنهزمون عن نبيهم.

ولعل إطلاق التعبير الموهم لإرادة جميع الجيش، هو إما لأجل التضليل من راوٍ مغرض، أو أنهم قصدوا بالمسلمين كل أولئك الذين دخلهم الرعب منهم، بما فيهم الملائكة.

انهزام المشركين:

قالوا: لما نادى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الأنصار كروا راجعين، فجعلوا يقولون: يا بني عبد الرحمن، يا بني عبد الله، يا بني عبيد الله، يا خيل الله.

وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد سمى خيله خيل الله، وجعل شعار المهاجرين: بني عبد الرحمن، وجعل شعار الأوس: بني عبيد الله، وشعار الخزرج: بني عبد الله([51]).

وقالوا أيضاً: إن سعد بن عبادة جعل يصيح يومئذٍ: يا للخزرج ثلاثاً، وأسيد بن الحضير يصيح: يا للأوس ـ ثلاثاً ـ فثابوا من كل ناحية كأنهم النحل تأوى إلى يعسوبها.

قال أهل المغازي: فحنق المسلمون على المشركين، فقتلوهم حتى أسرع القتل في ذراري المشركين.

فبلغ ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: «ما بال أقوام بلغ بهم القتل حتى بلغ الذرية! ألا لا تقتل الذرية، ألا لا تقتل الذرية»، ثلاثاً.

فقال أسيد بن الحضير: يا رسول الله، أليس إنما هم أولاد المشركين؟

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أليس خياركم أولاد المشركين! كل نسمة تولد على الفطرة، حتى يعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها»([52]).

وفي نص آخر: «لما اجتمع عند النبي «صلى الله عليه وآله» زهاء مائة رجل، وشرعوا في القتال لم تلبث هوازن مقدار حلب شاة، أو حلب ناقة إلا انهزموا»([53]).

وقال شيوخ ثقيف: ما زال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في طلبنا، فيما نرى، ونحن مولون، حتى إن الرجل منا ليدخل حصن الطائف، وإنه ليظن أنه على أثره، من رعب الهزيمة([54]).

قال أنس بن مالك: كان في المشركين رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا، فلما رأى ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» نزل، فهزمهم الله تعالى، فولوا، فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين رأى الفتح، فجعل يجاء بهم أسارى رجل رجل، فيبايعونه على الإسلام.

فقال رجل من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن عليّ نذراً لئن جيء بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه.

فسكت رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجيء بالرجل، فلما رأى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: يا نبي الله، تبت إلى الله.

فأمسك رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن مبايعته ليوفي الآخذ بنذره، وجعل ينظر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليأمره بقتله، وهاب رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فلما رأى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الرجل لا يصنع شيئاً بايعه، فقال: يا رسول الله، نذري؟

قال: «لم أمسك عنه إلا لتوفي بنذرك».

فقال: يا رسول الله، ألا أومأت إليّ؟

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إنه ليس لنبي أن يوميء»

وفي رواية: ألا أومضت إلى؟

فقال: إنه ليس لنبي أن يومض([55]).

قالوا: وهزم الله تعالى أعداءه من كل ناحية، واتبعهم المسلمون يقتلونهم، وغنّمهم الله تعالى نساءهم، وذراريهم، وأموالهم.

وفرّ مالك بن عوف حتى بلغ حصن الطائف. هو وأناس من أشراف قومه، وأسلم عند ذلك ناس كثير من أهل مكة رأوا نصر الله تعالى رسوله وإعزاز دينه([56]).

ولما هزم الله تعالى المشركين من أهل حنين، وأمكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» منهم، قالت امرأة من المسلمين:

قد غلبـت خيـل الله خيل اللات           والله أحــقُّ بــــالـــثَّـــبَـــــاتِ

ويروى: وخيله أحقُّ بالثبات.

زاد محمد بن عمر:

إن لــنا مــاء حنـيــن فخـــلوه            إن تـشـربـوا مـنـه فـلـن تـعــلوه
هـذا رسـول الله لـن تـغـــلــوه

ورجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من جهة المشركين بعد انهزامهم إلى العسكر، وأمر أن يقتل كل من قدر عليه، وثاب من انهزم من المسلمين([57]).

روي: بسند رجاله ثقات عن أنس: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال يوم حنين: «اجزروهم جزراً» أو «جزوهم جزاً»، وأومأ بيده إلى الحلق([58]).

قال المفيد «رحمه الله» وغيره: ثم التأم المسلمون وصفوا للعدو، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اللهم إنك أذقت أول قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً».

وتجالد المسلمون والمشركون، فلما رآهم النبي عليه وآله السلام قام في ركابي سرجه حتى أشرف على جماعتهم، وقال: «الآن حمي الوطيس:

أنــــا الــنــبــي لا كــــذب                 أنــــا ابــن عبـــد المـطـــلـــب

فما كان بأسرع من أن ولى القوم أدبارهم، وجيء بالأسرى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مكتفين([59]).

علي يقتل ذا الخمار:

وقالوا: لما انهزمت هوازن كانت راياتهم مع ذي الخمار، فلما قتله علي «عليه السلام» أخذها عثمان بن عبد الله بن ربيعة، فقاتل بها حتى قتل([60]).

ونقول:

1 ـ سيأتي أنه «عليه السلام» هو الذي قتل أبا جرول، حيث كان يتقدم باللواء في أثر المنهزمين من المسلمين، وهوازن تتبعه. فأوقف قتله حركتهم، وحفظ بذلك ارواحاً كثيرة كانت ستزهق على أيدي المشركين..

واللافت هنا: هو أن عامة من ذكر قتل عثمان بن عبد الله بن ربيعة قد ذكر: أنه أخذ الراية بعد قتل ذي الخمار، ولكن لا يقولون من الذي قتل ذا الخمار هذا. فراجع([61]).

فلماذا هذا التعتيم على الحقيقة يا ترى؟! وما الداعي للتلاعب بالنصوص، بالنسبة لذي الخمار تارة، ولأبي جرول أخرى على الذي سوف نذكره فيما يأتي؟!

2 ـ إنهم لم يذكروا لنا أيضاً: من الذي قتل عثمان بن عبد الله؟ ونكاد نطمئن إلى أن قاتله علي «عليه السلام»..

بل نحن نشك: في ان يكون المسلمون قد قتلوا أحداً من المشركين في هذه الحرب كلها، باستثناء قتل بعض الأسرى، وطائفة من الذرية كما سيأتي.. لأن الأدلة التي ذكرناها فيما سبق وربما يأتي شيء من ذلك أيضاً، كلها تدل على: أن أحداً لم يقاتل في حرب حنين سوى علي «عليه السلام»، بل رجعت راجعة المسلمين فوجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

هزيمة المشركين بقتل أبي جرول:

عن البراء بن عازب قال: كان رجل على جمل له أحمر، بيده راية سوداء، على رمح طويل، أمام هوازن، وهوازن خلفه. إذا أدرك طعن برمحه، وإن فاته الناس، رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه. فبينما هو كذلك إذ هوى له علي بن أبي طالب، ورجل من الأنصار يريدانه، فأتاه علي بن أبي طالب من خلفه، فضرب عرقوبي الجمل، فوقع على عجزه، ووثب الأنصاري على الرجل، فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه، فانجعف عن رحله.

واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»([62]).

ونقول:

1 ـ قال اليعقوبي: «ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت الهزيمة»([63]).

2 ـ لعل هذا النص قد تعرض للتحريف، والتصرف والتزييف كما تعودناه في كثير من المواضع، من قبل شانئي علي «عليه السلام».. إذ قد روى الآخرون حادثة قتل أبي جرول، مصرحين، بأن الذي قتله هو علي «عليه السلام» وحده..

وقال الشيخ المفيد «رحمه الله»: وإذا فاته الناس دفع لمن وراءه، وجعل يقتلهم وهو يرتجز:

أنــا أبــو جــرول لا بـــــراح             حـتـى نـبـيـح الـقــوم أو نـبــاح

قال: فصمد له أمير المؤمنين «عليه السلام»، فضرب عجز بعيره، فصرعه، ثم ضربه فقطره، ثم قال:

قـد عـلـم الـقـوم لـدى الصباح           أني لــدى الهـيـجـاء ذو  نـصــاح

فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول.

قال: وقتل علي «عليه السلام» أربعين رجلاً بعد قتل أبي جرول([64]).

2 ـ قال ابن شهرآشوب: «وفارسهم أبو جرول، وإنه قدَّه عظيماً بنصفين، بضربة في الخوذة، والعمامة، والجوشن، والبدن إلى القربوس، وقد اختلفوا في اسمه»([65]).

3 ـ قالوا: «في عقر علي «رضي الله عنه» بعير حامل راية الكفار دليل جواز عقر فرس العدو، ومركوبه، إذا كان ذلك عوناً على قتله»([66]).

4 ـ بالنسبة لما تقدم: من أن قتل أبي جرول كان السبب في هزيمة المشركين، نقول:

سيأتي: أن قتل حامل اللواء وسقوط اللواء من يده يشوش حركة الجيش، ويتسبب بدرجة كبيرة من الضياع والإحباط لدى كثير من عناصره، ويؤدي إلى هزيمة فعلية في أحيان كثيرة.

5 ـ قد تقدم: أن لا منافاة بين ما تقدم من أن هزيمة المشركين في حنين قد كانت حين أخذ النبي «صلى الله عليه وآله» كفاً من تراب أو حصى، ورماها في وجوهم.. وبين ما ذكر هنا من أن قتل أبي جرول بيد علي «عليه السلام» كان هو السبب في الهزيمة..

وقد بينا الوجه في ذلك..

6 ـ إن ادِّعاء مشاركة رجل أنصاري لأمير المؤمنين «عليه السلام» في قتل أبي جرول.. لا تتلاءم مع قول ابن شهرآشوب: إن علياً «عليه السلام» قد قدَّه بنصفين، بضربة في الخوذة والعمامة، والجوشن، والبدن إلى القربوس.

وهذه هي صفة ضربات علي «عليه السلام»، فإن ضرباته «عليه السلام» كانت أبكاراً (مبتكرات لا عواناً)، إذا اعتلى قدّ، وإذا اعترض قط([67]).

7 ـ لو صدقت روايتهم عن مشاركة الرجل الأنصاري لعلي «عليه السلام» في قتله، فإن ذكر اسم الرجل، وإغفال اسم علي «عليه السلام» أولى بل أوجب.. إذ من غير المناسب أن يذكروا اسم من ضرب الجمل، ويهملوا اسم من قتل ذلك الفارس العظيم، الطارد للمسلمين، والقائد لجيوش المشركين!!

8 ـ وقد تضمنت الرواية حديثاً عن اجتلاد الناس مع المشركين بعد عودتهم من الهزيمة، وبعد قتل أبي جرول، وقد تقدم: تصريح بعض النصوص: بأن الهزيمة وقعت على المشركين، ولم يضرب المسلمون فيهم بسيف، ولا طعنوا برمح..

هكذا يكيدون علياً :

ولكنّ مبغضي أمير المؤمنين «عليه السلام» لم يكتفوا بالتزوير الظاهر، الذي تحدثنا عنه، بل تجاوزوا ذلك إلى محاولة تسديد إهانة مبطنة لعلي «عليه السلام»، حيث قالوا:

فجعلت أم عمارة تصيح: يا للأنصار، أية عادة هذه. ما لكم والفرار؟!

قالت: وأنظر إلى رجل من هوازن على جمل أورق، معه لواء يوضع جمله في أثر المسلمين، فاعترض له، فأضرب عرقوب الجمل. فيقع على عجزه، وأشد عليه، ولم أزل أضربه حتى أثبتّه، وأخذت سيفاً له.

ورسول الله «صلى الله عليه وآله» قائم، مصلت السيف بيده، قد طرح غمده ينادي: «يا أصحاب سورة البقرة».

فكرّ الأنصار، ووقفت هوازن قدر حلب ناقة فتوح، ثم كانت إياها، فوالله ما رأيت هزيمة قط كانت مثلها، قد ذهبوا في كل وجه، فرجع إلي أبنائي جميعاً: حبيب وعبد الله أبناء زيد بأسارى مكتفين، فأقوم إليه من الغيظ، فأضرب عنق واحد منهم، وجعل الناس يأتون بالأسارى فرأيت في بني مازن ابني النجار ثلاثين أسيراً([68]).

ونقول:

1 ـ قد يقال: إنه لا معنى لأن تقول أم عمارة للأنصار: «أية عادة هذه»؟ لأن الفرار لم يكن عادة للأنصار.

ويمكن أن يجاب: بأن الخطاب لم يكن لخصوص الأنصار، بل كان لعموم الفارين والأنصار بعض يسير منهم، وحتى لو كان خاصاً بالأنصار، فإن الأنصار كانوا مع الفارين، أو مع الذين لم يجرؤوا على المواجهة في أحد، وخيبر، والخندق، وبني قريظة، وفدك.

2 ـ على أن قبيلة هوازن وإن كانت تشكل جانباً كبيراً من الجيش الذي جاء لحرب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إلا أن من الواضح: أن هوازن لم تكن هي كل ذلك الجيش ولا نصفه، بل هي أقل من ذلك بكثير، فكيف عرفت أم عمارة أن صاحب الجمل واللواء كان من قبيلة هوازن.

3 ـ إن قتل صاحب اللواء وسقوط اللواء الذي يراقبه المقاتلون في حركتهم في المعركة يوجب تضعضع الجيش، وإحساسه بالصدمة، وفقدان التوازن..

فلو صحت رواية شيوخ الواقدي عن قتل أم عمارة لحامل لواء المشركين، فالمفروض: أن يظهر أثر ذلك على هوازن، وأن يختل أمرها، وأن تظهر عليها أمارات الهزيمة، ولم نجد أن هذه الرواية دلتنا على شيء من ذلك.

4 ـ إن أم عمارة حسب ادِّعاء الرواية قد قتلت أحد الأسرى، ولا نرى النبي «صلى الله عليه وآله» قد لامها على ذلك، بل لم يذكر ذلك عنها أحد من الرواة أو المؤرخين فيما نعلم.

5 ـ إن هذا الأمر لو صح، لكان الرواة والمؤرخون قد تناقلوه، وفصلوه، وجعلوه محور حديثهم، ومحط أنظارهم، لأنه أمر فريد، يهم كل أحد أن يطلع عليه، ويقف على تفاصيله، وأن يطبّلوا  ويزمّروا لامرأة تَقْتُل قائداً، وتكون سبباً لهزيمة جيش بأكمله في حرب مصيرية كحرب حنين.

6 ـ وأخيراً.. فإننا نستطيع أن نتيقن أن ما يرمي إليه واضعوا هذه الرواية هو استلاب إحدى فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام»، وهي قتله «عليه السلام» لأبي جرول، وانهزام هوازن بسبب ذلك.. ومنح هذا الموقف العظيم لامرأة من سائر الناس، ليكون ذلك آكد في وهن أمر علي «عليه السلام»، وأكثر إيلاماً للعارفين بالحق، والناصرين له.

شعر علي في حرب حنين:

وذكروا أيضاً: أن علياً «عليه السلام» قال في حرب حنين؛ وأنكرها ابن هشام:

ألم تــر أن الله أبـــلى رســولــــه               بـلاء عـزيز ذى اقتدار وذي فضل
وقـد أنــزل الـكـفـار دار مـذلـة           فلاقوا هـواناً من أسـار ومـن قتل
فأمسى رسـول الله قـد عـز نصره               وكان أمــين الله أرسـل بالـعــدل
فـجـاء بـفـرقـان مـن الله منــزل         مـبـيـنـة آيـاتـه لــذوي الـعـقـل
فـآمــن أقــوام بـذاك فـأيـقـنـوا           فأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمـل
وأنـكـر أقــوام فـزاغـت قلوبهم          فزادهم ذو العرش خبلاً على خبل
وحكم فيهـم([69]) يـوم بـدر رسولـه               وقوماً كماة([70]) فعلهم أحسن الفعـل
بـأيـديـهـم بيـض خفاف قواطع         وقـد حـادثـوها بالجلاء وبالصقل
فـكـم تـركـوا من ناشئ ذي حمية               صريعاً ومـن ذي نجدة منهم كهل
وتـبكي عيـون النـائحات  عليهم                تجود بإرسـال الرشـاش وبالـوبـل
نـوائـح تـبـكـي عـتبة الغي وابنه               وشـيـبـة تـنـعـاه وتنعى أبا جهـل
وذا الذحل تنعى وابن جدعان فيهم              مـسـلـبـة حـرى مـبـيـنـة الثكـل
ثـوى مـنـهـم في بئـر بدر  عصابة              ذوو نجدات في الحروب وفي المحل
دعـا الـغـي منهم من دعـا فأجابه               ولـلـغـي أسبـاب مـرمقة الوصل
فأضحوا لدى دار الجحيم بمعـزل                عن الشغب والعدوان في أسفل السفل
(
[71])

ونقول:

إن لنا مع تلكم النصوص وقفات عديدة، نجملها ضمن ما يلي من مطالب:

مع الشعر المنسوب لعلي :

إننا نشير هنا إلى نقطة واحدة، وهي: أن هذا الشعر قد نسب إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»، وهو المجاهد الأول والفاتح الأكبر في حنين، وبدر، وأحد، والخندق، وخيبر، وقريظة، وفدك، وذات السلاسل.. و..

ولكننا نراه لا يذكر شيئاً عن جهده هو «عليه السلام» وجهاده، ولا عن بطولات سطرها أي من الناس في حنين على الخصوص، بل هو يخص رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالثناء، وينسب كل توفيق ونصر فيها إليه.

ثم هو يذكِّر الناس بحقائق الدين، وتعاليمه القائمة على العدل والحق، ويشير إلى القرآن بعنوان أنه المفرق بين الحق والباطل، والمنسجم مع ما تقضي به العقول، بما فيه من هدايات تستنزل التوفيق الإلهي، وتكون معاندتها من أسباب الخذلان، وزيادة العمى في القلب.

ولكن لو رجعنا إلى شعر العباس بن مرداس، وسائر من تحدث أو قال الشعر في حرب حنين، فإننا نراه يخلط الحق بالباطل، وينسب البطولات، والمواقف العظيمة لهذه القبيلة أو تلك، أو لذلك الشخص وسواه.

والأدهى من ذلك: أن كثيراً من هؤلاء الشعراء لا يكون أميناً على الحقيقة، ولا يلتزم جانب الصدق فيما يقول.. مع أن بعضهم إنما ينفخ في غير ناره، ويكد ويتعب، ويدخل في المتاهات والضلالات والمهالك، ليس لأجل نفسه بل من أجل جاره..

أعاذنا الله من الخذلان ومن وساوس الشيطان..

ظروف حرب حنين:

وقد عرفنا فيما سبق: أن ثمة وجوه شبه عديدة بين حرب حنين، وحرب بدر، وقد ذكرنا عشرة منها، ونحب هنا أن نلقي المزيد من الضوء على احداها، ألا وهي العناصر المكونة لكلا الفريقين، حيث نجد: أن فريق المشركين يمتاز بما يلي:

1 ـ إن أكثرهم عصبة واحدة من حيث الإنتماء القبلي، لأن أكثرهم من هوازن، أو ممن له بها رابطة قرابة، أو مصلحة، أو سكنى، أو غير ذلك مما يؤثر على حياة الناس في المستقبل، ومصيرهم، لو أرادوا التواكل أو التواني في التصدي لعدوٍ يتخيلون أنه لا يراعي مصالحهم.. أو يرون أنه يعمل على الإضرار بها.

2 ـ إنهم جميعاً يدينون بدين واحد، ولهم قناعات واحدة، من حيث الإلتزام بالشرك، ورفض التوحيد، وجحود نبوة النبي محمد «صلى الله عليه وآله»، ورفض كل ما يترتب على ذلك من آثار.

3 ـ إنهم يلتزمون بتنفيذ أوامر قياداتهم القبلية، ولا يفكرون بالانسلاخ عنها، أو التمرد على أوامرها، حقاً كانت أم باطلاً، وسواء أكانت ضد الظالم أم كانت ضد المظلوم.. أي أنهم لا يملكون أي معيار آخر يدعوهم للطاعة أو للخلاف سوى القيادة العشائرية التسلطية، والتي تحكمهم بمفاهيم الظلم والتعدي، وبأحكام الهوى والجاهلية.

4 ـ إن هؤلاء يعيشون في بلادهم، ويشعرون أن عليهم أن يدافعوا عن وطنهم.

5 ـ إن هؤلاء على معرفة تامة بمسالك البلاد، ومنعطفاتها، ومواضع مياهها وغياضها، وسهولها وجبالها، وهم أقدر على التحرك فيها..

وفي المقابل نلاحظ: أن ثمة نقاط ضعف بارزة في تركيبة العناصر المكونة للجيش الذي جاء مع النبي «صلى الله عليه وآله»، إذ:

1 ـ إن عناصر ذلك الجيش كانوا مختلفين في انتمائهم العقائدي، ففيهم المسلم والكافر.. وفيهم المسلم الحقيقي الخالص، والمنافق..

2 ـ إن إيمان المؤمنين منهم لم يكن في مستوى واحد، إذ فيهم ضعيف الإيمان، وفيهم القوي الصلب في إيمانه.

3 ـ كما أن هناك اختلافاً في دوافعهم لخوض هذه الحرب، فهناك المجاهد في سبيل الله، المدافع عن دينه ورسوله.

وهناك: الباحث عن الغنائم والإماء، والعبيد.

وفريق ثالث: يريد أن يتلذذ بأخذ الثارات، أو أن يثبت فروسيته أو مقامه من خلال شن الغارات.

4 ـ ليس لدى هذا الفريق عصبية مؤثرة في مسار الحرب، بل هم من فئات شتى، وقبائل مختلفة، كانت مئات منها على مدى الأيام متناحرة، ومتباغضة، بل كان بين بعضها حروب طويلة، وثارات وإحن وأضغان مستحكمة. ولا يشعر أي منها بأنه معنيّ بحفظ، أو بمعونة غيره من القبائل، إلا ما قل، أو ما شذ منها.

5 ـ وهناك عامل آخر لا بد أن نضيفه إلى ما تقدم، وهو تدنّي مستوى، أو فقل: انحسار واسع لتأثير القيادات القبلية، حيث لم تعد قادرة على فرض موقف على سائر أفراد القبيلة، وهذا الإنحسار قد جاء لصالح تأثير موقع النبوة، وأوامره فيهم، وفي رؤسائهم على حد سواء..

بل إنهم حتى إذا اختاروا التخلي عن نبيهم، أو فقل: حتى إذا عذروا أنفسهم في التخلي عنه، وأسلموه إلى يد عدوه، فإن رؤساء القبائل لن يستعيدوا ما كان لهم من تأثير في مسار الأمور الذي كان لهم قبل قبولهم الإسلام..

6 ـ إن هؤلاء يقاتلون عدوهم في بلاد يجهلون مسالكها، ومنعطفاتها، وما فيها من مياه، وأشجار، وأماكن مأهولة، أو براري وقفار..

ومن كان كذلك، فهو يعيش هواجس مختلفة تفقده الإستقرار، وتمنعه الراحة في الليل والنهار.

ثم إن هؤلاء الناس قد أصبحوا بعد حلول الهزيمة بهم أكثر ضعفاً، لأنهم يشعرون بشيء من الضياع في تلك البقاع..

ولابد أن يتضاعف هذا الضعف حين يلاحقهم شبح الخطأ الذي ارتكبوه، ويقضّ مضاجعهم شعورهم بالخزي والعار. خزي الهزيمة، وعار الخيانة.

بالإضافة إلى: ذل وصغار، تزرعه فيهم شماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء والأولياء..


([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328 عن ابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر، وراجع: إعلام الورى ص122 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص232 والبحار ج21 ص157 و 167 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص109 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص62 و 63 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص181 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص85 وشجرة طوبى ج2 ص309 وتفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي ج2 ص56 وتفسير مجمع البيان ج5 ص35 وتفسير الميزان ج9 ص231 وزاد المسير لابن الجوزي ج3 ص282 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص151 وأعيان الشيعة ج1 ص280.

([2]) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111.

([3]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص110 و (ط دار المعرفة) ص75 وإمتاع الأسماع ج2 ص16 وج3 ص322 ومجمع الزوائد ج6 ص83 وعمدة القاري ج17 ص 77 و 295 والمعجم الكبير ج11 ص308 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص410

([4]) الكافي ج8 ص376 والبحار ج21 ص176و 178و 179 وج41 ص94 و 66 عنه، وعن مناقب آل أبي طالب ج1 ص295 و 296 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص355 والأمالي لابن الشيخ ص585 والإرشاد للمفيد ج1 ص144 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص99 وراجع: كشف الغطاء (ط ق) ج1 ص15 والكافي ج8 ص376 وشرح أصول الكافي ج12 ص542 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص452 والتفسير الصافي ج2 ص332 وتفسير نور الثقلين ج2 ص201 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة ج1 ص257 وج9 ص341.

([5]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص324 عن أبي يعلى، والطبراني، ومجمع الزوائد ج6 ص180 و 182 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج10 ص548 (30225)، ومسند أبي يعلى ج6 ص290 والمطالب العالية ج17 ص489 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص324 وميزان الحكمة ج3 ص2251 وشرح إحقـاق الحق ج8 = = ص363 وج32 ص397 والمعجم الأوسط ج3 ص148 ومعجم رجال الحديث لمحمد حياة الأنصاري ج1 ص177.

([6]) مجمع الزوائد ج6 ص183 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص324 عن أبي نعيم، والطبراني، وتاريخ الخميس ج2 ص104 عن الطبراني في الأوسط، وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص108 و 109 و 110 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص36 والخصائص الكبرى للسيوطي (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص449 والبحار ج61 ص191 والمعجم الأوسط ج4 ص202 والدر المنثور ج5 ص345 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص350 ودلائل النبوة للإصبهاني ج1 ص228.

([7]) تقدمت مصادر هذا الحديث، حيث ذكرناها تحت عنوان: حديث أنس.ٍ

([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص332 عن ابن إسحاق، والسيرة الحلبية ج3 ص112 وتفسير السمرقندي ج2 ص49 وإمتاع الأسماع ج2 ص13.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص323 عن أبي القاسم البغوي، والبيهقي، وفي هامشه عن: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج6 ص351 وعن الطبراني في المعجم الكبير ج7 ص358 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111 و (ط دار المعرفة) ص70 وراجع ص108 و 109 وتاريخ الخميس ج2 ص103 ومجمع الزوائد ج6 ص180 والبداية والنهاية ج4 ص373 و 377 وعيون الأثر ج2 ص216 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص619 و 625 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص349 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص896 وراجع: شرح إحقاق الحق ج32 ص397 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص129.

([10]) تقدمت مصادر هذا الحديث.

([11]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص323 و 324 وقال في هامشه: أخرجه أبو داود (5233) وأحمد ج1 ص255 و 84 و ج3 ص438 وج5 ص286 و 372 و 381 وانظر الدر المنثور ج5 ص205 و (ط دار المعرفة) ج3 ص224. وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 والسيرة الحلبية ج3 ص110 وتاريخ الخميس ج2 ص104 عن أحمد، وأبي داود، والدارمي، ومسند أبي داود الطيالسي ص196 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص582 والبداية والنهاية ج4 ص379 وإمتاع الأسماع ج5 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص629 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص141 والخصائص الكبرى للسيوطي ج1 ص445.

([12]) تقدمت مصادر هذا الحديث.

([13]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص324 عن البغوي، والبيهقي، وأبي نعيم، وابن عساكر، وقال في هامشه: أخرجه ابن عساكر كما في التهذيب ج6 ص351، والطبراني في الكبير ج7 ص359 و (ط دار إحياء التراث العربي) ص299، والمجمع ج6 ص184، وأبو نعيم في الدلائل ج1 ص61، والبيهقي في الدلائل ج5 ص141. وراجع: والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 والسيرة الحلبية ج3 ص110 وتاريخ الخميس ج2 ص104 والبحار ج61 ص192 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص36 .

([14]) البحار ج21 ص150 و 151 وتفسير القمي ج1 ص287 و 288 والتفسير الصافي ج2 ص332 وتفسير نور الثقلين ج2 ص200 وتفسير الميزان ج9 ص234.

([15]) راجع: الجامع لأحكام القرآن ج16 ص263 وتاريخ مدينة دمشق ج23 ص257 والخصائص الكبرى للسيوطي ج1 ص449 والناسخ والمنسوخ ج1 ص136 و 193.

([16]) المستدرك للحاكم ج2 ص117 ومجمع الزوائد ج6 ص180 وفتح الباري ج8 = = ص25 والمعجم الكبير ج10 ص169 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص358 والدر المنثور ج3 ص224 وفتح القدير ج2 ص348 و 349 وتاريخ مدينة دمشق ج33 ص79 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص582 والبداية والنهاية ج4 ص380 وإمتاع الأسماع ج5 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص629 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص325 و 350 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص68.

([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص324 عن عبد بن حميد، وتاريخ البخاري، والبيهقي، وابن الجوزي وأشار في هامشه إلى: البخاري في التاريخ ج8 ص316 والطبري في التفسير ج10 ص73 وابن حجر في المطالب (4372) والمجمع ج6 ص182 والسيوطي في الدر المنثور ج3 ص226. وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص104 والمعجم الكبير للطبراني ج22 ص237 وأسد الغابة ج5 ص115 والبداية والنهاية ج4 ص380 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص631 والآحاد والمثاني ج3 ص136 ومعجم الصحابة ج3 ص225 والخصائص الكبرى ج1 ص446 والمطالب العالية ج17 ص487 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص68.

([18]) راجع: تاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص582 وإمتاع الأسماع ج5 ص70 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص630 والبداية والنهاية ج4 ص380 والمستدرك للحاكم ج2 ص121 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص142 والخصائص الكبرى ج1 ص446 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص326. 

([19]) راجع: الدر المنثور ج3 ص226 وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص403 والبداية والنهاية ج4 ص380 وإمتاع الأسماع ج5 ص70 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص631 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص326 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص68 والمعرفة والتاريخ ج1 ص152 و 287.

([20]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص326 عن البخاري، ومسلم، والبهقي، وفي هامشه عن: مسلم ج3 ص1402 (81)، والبيهقي في الدلائل ج5 ص140 و 141، وانظر الدر المنثور ج3 ص226. وراجع: إعلام الورى ص122 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص232 والبحار ج21 ص167 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص19 وصحيح مسلم ج5 ص169 وفتح الباري ج8 ص25 والسيرة النبوية لابن كثير = = ج3 ص628 والجمع بين الصحيحين ج1 ص581 ومسند الروياني ج2 ص253 ومشكاة المصابيح ج3 ص1650 وفتح الباري ج8 ص32 ومرقاة الجنان ج11 ص29 والبيان والتعريف لإبراهيم بن محمد الحسيني ج2 ص76 والأموال لابن سلام ج1 ص183 وإرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع للشوكاني ج1 ص63 والجواب الصحيح لابن تيمية ج6 ص257 والمنتقى من منهاج الإعتدال للذهبي ج1 ص520 ومنهاج السنة ج8 ص130 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص140 وصحيح ابن حبان ج14 ص451 ودلائل النبوة للإصبهاني ج3 ص1130 وتفسير البغوي ج2 ص279 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص581 والبداية والنهاية ج4 ص379 وإمتاع الأسماع ج5 ص68.

([21]) الآية 104 من سورة المؤمنون.

([22]) الآية 106 من سورة آل عمران.

([23]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص110.

([24]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص350.

([25]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص350 وشرح مسلم للنووي ج12 ص116 ومرقاة المفاتيح ج11 ص27.

([26]) الآية 26 من سورة التوبة.

([27]) الكافي ج4 ص206 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص212 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص328 ومجمع البيان ج5 ص17 و 18 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص32 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص442 وراجع: البحار ج13 ص450 و 451 وج21 ص147 وراجع: شجرة طوبى ج2 ص309 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص89 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج1 ص337 وتفسير العياشي ج2 ص84 وتفسير نور الثقلين ج1 ص126 وج2 ص201 ومنتقى الجمان ج3 ص22.

([28]) البحار ج13 ص450 و 451 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج1 ص337 وتفسير العياشي ج1 ص133 .

([29]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص327 عن ابن أبي حاتم، والدر المنثور ج3 ص223 و (ط دار المعرفة) ص225 وتفسير ابن أبي حاتم ج3 ص752 وج6 ص1774 وفتح القدير ج2 ص349 وتفسير الثعالبي ج5 ص23 وتفسير البغوي ج2 ص279.

([30]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص325 و 329 و 350 عن أحمد، والحاكم، والطبراني، والبيهقي، وأبي نعيم، برجال ثقات. وفي هامشه عن: أحمد ج1 ص453 والطبراني في المعجم الكبير ج10 ص209 عن مجمع الزوائد ج6 ص84  و  183 والحاكم ج2 ص117. وراجع: فتح الباري ج8 ص25 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص358 والدر المنثور ج3 ص224 وفتح القدير ج2 ص348 و 349 وتاريخ مدينة دمشق ج33 ص79 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص582 والبداية والنهاية ج4 ص380 وإمتاع الأسماع ج5 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص629 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص68.

([31]) الآية 18 من سورة الفتح.

([32]) الآية 26 من سورة الفتح.

([33]) الآية 4 من سورة الفتح.

([34]) الآيات 25 ـ 27 من سورة التوبة.

([35]) الآية 16 من سورة الأنفال.

([36]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص300  وراجع ص298 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص187 وراجع ص 185 والبحار ج101 ص227 وراجع: ص216 وج50 ص163 وكشف اللثام (ط ق) ج2 ص239 وجواهر الكلام = = ج35 ص416 وراجع ص415 وجامع المدارك ج5 ص79 وتفسير العياشي ج2 ص84 وتفسير نور الثقلين ج2 ص196 و 197 وراجع: الكافي ج7 ص463 ومختلف الشيعة ج8 ص187 والحدائق الناضرة ج22 ص465 وتهذيب الأحكام ج8 ص309 ومناقب آل أبي طالب ج3 وص506 وغوالي اللآلي ج2 ص314 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص66 وتفسير الميزان ج9 ص229.

([37]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص328 عن الواقدي، وتاريخ الخميس ج2 ص105 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص114 و (ط دار المعرفة) ص75 وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 و 112 وإمتاع الأسماع ج2 ص16 وج3 ص333 .

([38]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص327 عن ابن إسحاق، وابن المنذر، وأبي نعيم، والبيهقي، وتاريخ الخميس ج2 ص105 عن حياة الحيوان، والسيرة الحلبية ج3 ص114 و (ط دار المعرفة) ص75 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والدر المنثور ج3 ص225 وفتح القدير ج2 ص349 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص169 و (ط مؤسسة الأعلمي) 349 وعيون الأثر ج2 ص218 ومرقاة المفاتيح ج8 ص69 وزاد المعاد ج3 ص472 والإكتفاء ج2 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج5 ص118 و (ط محمد علي صبيح ـ مصر) ج4 ص898 وراجع: الكامل في التاريخ ج2 ص264 وإمتاع الأسماع ج2 ص16 وج3 ص332.

([39]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص327 عن الواقدي، وإمتاع الأسماع ج2 ص16 وج3 ص332.

([40]) البحار ج21 ص151 وتفسير القمي ج1 ص288 والتفسير الأصفى ج1 ص460 والتفسير الصافي ج2 ص332 وتفسير نور الثقلين ج2 ص201 وتفسير البغوي ج2 ص279 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص101 وتاريخ الخميس ج2 ص105 وراجع: تفسير البحر المحيط ج5 ص26 وتفسير الآلوسي ج10 ص75 وتفسير الثعلبي ج5 ص24 وتفسير البغوي ج2 ص279 وراجع: الإصابة ج3 ص256 وروح المعاني ج10 ص75 .

([41]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص327 عن مسدد في مسنده، والبيهقي، وابن عساكر. وفي هامشه عن: البداية والنهاية ج4 ص332 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج5 ص143 والبحار ج21 ص181 ومجمع البيان ج5 ص18 ـ 20 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 وتاريخ الخميس ج2 ص105 = = عن المواهب اللدنية، وعن ابن جرير، والسيرة الحلبية ج3 ص110 وجامع البيان ج10 ص134 والدر المنثور ج3 ص226 وتاريخ مدينة دمشق ج34 ص173 والمطالب العالية ج17 ص482 والخصائص الكبرى ج1 ص446 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص380 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص583 وإمتاع الأسماع ج3 ص331 وج7 ص219 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص630 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص346 وسمط النجوم العوالي ج2 ص276.

([42]) السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 وراجع: البحار ج21 ص151 وشجرة طوبى ج2 ص309 وتفسير القمي ج1 ص288 والتفسير الأصفى ج1 ص460 والتفسير الصافي ج2 ص332  وتفسير نور الثقلين ج2 ص200.

([43]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328 عن عبد بن حميد، والبيهقي، والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 وراجع: زاد المسير لابن الجوزي ج3 ص224 وإمتاع الأسماع ج3 ص332 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص347 وجامع البيان ج10 ص103 والآحاد والمثاني ج3 ص136 والمطالب العالية ج17 ص484 ومجمع الزوائد ج6 ص182 والتاريخ الكبير ج8 ص316 والخصائص الكبرى ج1 ص446 والبداية والنهاية ج4 ص333.

([44]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328.

([45]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص324 وراجع: الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص114 ومسند أحمد ج5 ص286 ومجمع الزوائد ج6 ص182 وعمدة القاري ج17 ص294 ومسند أبي داود الطيالسي ص196 والمصنف لابن  أبي شيبة ج8 ص555 والآحاد والمثاني ج2 ص143 والإستذكار لابن عبد البر ج2 ص490 والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص113 والفايق في غريب الحديث ج2 ص258 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص358 والدر المنثور ج3 ص224 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص156 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص582 والبداية والنهاية ج4 ص379 وإمتاع الأسماع ج5 ص69 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص629 ودلائل النبوة  للإصبهاني ج1 ص227 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص141 والخصائص الكبرى ج1 ص445 والمنتظم ج3 ص335 وسمط النجوم العوالي ج2 ص275.

([46]) البحار ج21 ص147 ومجمع البيان ج5 ص17 و 18 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج32 و 33 وشجرة طوبى ج2 ص309 وراجع: تفسير السمرقندي ج2 ص10 وتفسير السمعاني ج2 ص252 وتفسير البغوي ج2 ص281 وتفسير أبي السعود ج4 ص56 وتفسير الآلوسي ج4 ص47 وج10 ص75 وروح المعاني ج10 ص75.

([47]) الآية 26 من سورة التوبة.

([48]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328.

([49]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328.

([50]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص327 عن مسدد في مسنده، والبيهقي، وابن عساكر. وفي هامشه عن: البداية والنهاية ج4 ص332 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج5 ص143 والبحار ج21 ص181 ومجمع البيان ج5 ص18 ـ 20.

([51]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص331 عن الواقدي، وإمتاع الأسماع ج2 ص15 وراجع: البحار ج19 ص335 وراجع: الدرر لابن عبد البر ص219 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص867 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص562.

([52]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص331 عن الواقدي، والمغازي للواقدي ج3 ص905 وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة الحلبية ج3 ص112 وإمتاع الأسماع ج2 ص15 وراجع: مسند أحمد ج3 ص435 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص77 و 130 ومجمع الزوائد ج5 ص316 والآحاد والمثاني ج2 ص376 والمعجم الكبير ج1 ص284 و 285 وكنز العمال ج4 ص382 و 395 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص442 ومجمع البيان ج9 ص113 و (ط دار الفكر) ص151 وتاريخ بغداد  ج8 ص481 وتفسير الثعلبي ج7 ص302 والأحاديث المختارة ج4 ص248 وراجع: نيل الأوطار ج8 ص72 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص184 وصحيح ابن حبان ج1 ص341 والتمهيد لابن عبد البر ج18 ص68 وجزء أبي الطاهر ج1 ص26 وحلية الأولياء ج8 ص263 والإستيعاب ج1 ص90.

([53]) تاريخ الخميس ج2 ص105 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص331 .

([54]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص328 و 331 و 332 عن الواقدي.

([55]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص332 عن أحمد، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص621 والبداية والنهاية ج4 ص375 ومسند أحمد ج3 ص151 وسنن أبي داود ج2 ص78 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص85 ومجمع الزوائد ج6 ص167 و 168 وراجع: المعجم الوسط ج6 ص343 وتخريج الأحاديث والآثار ج3 ص114 وشرح مشكل الآثار ج11 ص411 ومعتصر المختصر ج1 ص260 وراجع: إمتاع الأسماع ج13 ص111 والمطالب العالية ج17 ص455 وكنز العمال ج10 ص224 و 519 وجامع البيان ج10 ص66 وتفسير ابن أبي حاتم ج5 ص1738 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص141 وتاريخ مدينة دمشق ج29 ص29 وتلخيص الحبير ج3 ص130 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص37 والأحاديث المختارة ج7 ص244 .

([56]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص332 وإعلام الورى ص122 و 123 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص232 والبحار ج21 ص167وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص578 و 579 والبداية والنهاية ج4 ص378 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص627 وشجرة طوبى ج2 ص310 وقصص الأنبياء للراوندي ص348 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص132 والإكتفاء ج2 ص244.

([57]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص332 عن ابن إسحاق، والسيرة الحلبية ج3 ص112 وتفسير السمرقندي ج2 ص49 وإمتاع الأسماع ج2 ص13.

([58]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص332، ومجمع الزوائد ج6 ص181 كلاهما عن البزار، والأحاديث المختارة ج5 ص203.

([59]) الإرشاد ج1 ص142 و 143 و 144 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص86 والبحار ج41 ص94 وج21 ص157 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص604 ـ 606 وأعيان الشيعة ج1 ص280.

([60]) البحار ج41 ص96 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص333 عن محمد بن إسحاق.

([61])  راجع على سبيل المثال: تاريخ الخميس ج2 ص106 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص349 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص899 وسبل الهدى والرشاد ج5 = = ص334 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص246 والبداية والنهاية ج4 ص383 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص635.

([62]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص319 وتاريخ الخميس ج2 ص102 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص111 و (ط دار المعرفة) ص69 ومصادر كثيرة تقدمت.

([63]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص63.

([64]) الإرشاد المفيد ج1 ص142 ـ 144 والبحار ج41 ص94 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص604 ـ 606.

([65]) البحار ج41 ص66 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص295 ـ 296 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص355 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص542.

([66]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص350 وزاد المعاد ج3 ص483.

([67]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 هامش ص12 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص355 والبحار ج21 ص179 وج41 ص67 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص50 وتفسير مجمع البيان ج1 ص252 و389 والهاشميات والعلويات (قصائد الكميت وابن أبي الحديد) ص153 والصحاح ج2 ص597 وج3 ص1153 والفروق اللغوية ص432 و 433 ولسان العرب ج3 ص344 وج4 ص80 ومختار الصحاح لمحمد بن عبد القادر  ص39 ومجمع البحرين ج1 ص232 وتاج العروس ج2 ص460 وج3 ص58 وج5 ص207 وأعيان الشيعة ج1 ص330 و 340 و 382 و 397 وشرح إحقاق الحق ج8 ص328 و 329 وج18 ص79 وج31 ص569 وج32 ص305 و 336 و 337 وتفسير أبي السعود ج4 ص267 وتفسير الآلوسي ج12 ص218 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج9 ص430 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص149 .

([68]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص331 عن الواقدي، والمغازي للواقدي ج3 ص904.

([69]) وأمكن منهم.

([70]) غضاباً.

([71]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص125 والبحار ج19 ص321 وج41 ص94 ومناقب آل أبي طالب ج1  ص75 وج2 ص331 والبداية والنهاية ج3  ص404 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص538 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص525.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان