الثابتون في حنين

   

صفحة :291-316   

الثابتون في حنين

الثابتون في حنين:

عن حارثة بن النعمان قال: لقد حزرت من بقي مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين أدبر الناس، فقلت: مائة واحد([1]).

وعن ابن عمر قال: لقد رأينا يوم حنين وإن الفئتين لموليتان، وما مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» مائة رجل([2]).

ويقال: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما انكشف الناس عنه يوم حنين، قال لحارثة: «يا حارثة، كم ترى الناس الذين ثبتوا».

قال: فما التفتُّ ورائي تحرجاً، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فحزرتهم مائة، فقلت: يا رسول الله!! هم مائة.

فما علمت أنهم مائة حتى كان يوم مررت على النبي «صلى الله عليه وآله» وهو يناجي جبريل عند باب المسجد، فقال جبريل: «يا محمد، من هذا»؟

قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «حارثة بن النعمان».

فقال جبريل: هو أحد المائة الصابرة يوم حنين، لو سلَّم لرددت عليه، فأخبر رسول الله «صلى الله عليه وآله» حارثة، قال: «ما كنت أظنه إلا دحية الكلبي واقفاً معك»([3]).

ونقول:

قد حاول بعضهم أن يدَّعي: أن لا منافاة بين روايتي الثمانين والمائة.. على اعتبار: أن الذي تحدث عن المائة ـ وهو ابن عمر ـ نفى أن يكونوا مائة، وأثبت أنهم أقل، وابن مسعود أثبت كونهم ثمانين([4]).

ولكن هذا التوجيه إن أفاد في رواية ابن عمر، فإنه لا يفيد في رواية حارثة بن النعمان، فإنها تصرح: بأن الذين ثبتوا كانوا مائة رجل بالتحديد، فراجع الرواية المشار إليها آنفاً.

وإن أمكن إثارة احتمال الخطأ أو المبالغة بالنسبة لحارثة بن النعمان، فلا يمكن إثارة هذا الإحتمال بالنسبة لجبريل، على أن احتمال المبالغة لا مورد له، لأن المقام مقام تحديد، وبيان العدد، وليس مقام مبالغة.

أضف إلى ذلك: أن تحديد ابن مسعود، أو ابن عمر للعدد يبقى موضع ريب، فإن أحداً من الناس في تلك الحرب الهائلة لا يستطيع عد الرجال، وهم في حالة كر وفر، وتردد مستمر، وهو معهم.

إلا إذا فرضنا: أن ابن مسعود، وابن عمر قد اعتزلا القتال، ليتفرجا على المقاتلين، وليعدوا الرجال.. وهذا ما لا يرضاه لهما أحد..

وأما قول الحلبي: «وهذا السياق يدل على أن المائة انتهت إليه «صلى الله عليه وآله» بعد الهزيمة، وهو يؤيد القول بأن الذين ثبتوا معه «صلى الله عليه وآله» لم يبلغوا المائة»([5]). فيدل على ما قلناه وبيناه أكثر من مرة من أن الجميع انهزموا ولم يبق أحد وأن الثمانين أو المائة أو سواهما إنما عادوا إليه بصورة تدريجية، فأخبر هذا عن الثمانين بعد أن عادوا، وأخبر ذاك عن المائة حينما تكاملوا مائة.

النساء في حنين:

اختلفوا في الثابتين في حنين، ونحن نشير هنا إلى ما ذكروه، فنقول:

زعموا: أن الذين ثبتوا كان فيهم نساء ورجال.. فمن النساء أربع نسوة: نسيبة بنت كعب. وأم سليم. وأم سليط. وأم الحارث.

ورووا: عن عبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» رأى أم سليم بنت ملحان، وكانت مع زوجها أبي طلحة، وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة، وقد خشيت أن يغر بها الجمل، فأدنت رأسه منها، وأدخلت يدها في خزامه([6]) مع الخطام.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أم سليم»؟

قالت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أقتل المنهزمين عنك كما تقتل الذين يقاتلونك، فإنهم لذلك أهل.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أو يكفي الله يا أم سليم»([7]).

وعند محمد بن عمر: «قد كفى الله تعالى عافية الله تعالى أوسع»([8]).

وعن أنس قال: اتخذت أم سليم خنجراً أيام حنين، فكان معها، فلقي أبو طلحة أم سليم ومعها الخنجر، فقال أبو طلحة: ما هذا؟

قالت: إن دنا مني بعض المشركين أبعج به بطنه.

فقال أبو طلحة: أما تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم؟ (الرمصاء. كذا في سيرة ابن هشام).

فضحك رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقالت: يا رسول الله، أقتل من يعدونهم من الطلقاء، انهزموا عنك.

فقال: «إن الله تعالى قد كفى وأحسن يا أم سليم»([9]).

وعن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: لما كان يوم حنين والناس منهزمون في كل وجه، وكنا أربع نسوة، وفي يدي سيف لي صارم، وأم سليم معها خنجر قد حزمته على وسطها، وإنها يومئذ حامل بعبد الله بن أبي طلحة.

وأم سليط.

وأم الحارث([10]).

ونقول:

1 ـ قد وصف أبو طلحة زوجته لرسول الله «صلى الله عليه وآله» بالرميصاء «بل لقد رووا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: دخلت الجنة، فسمعت خشفة، فقلت من هذا؟!

فقالوا: هذه العميصاء بنت ملحان»([11]).

ومن الواضح: أنه لا معنى لأن يكتفي النبي «صلى الله عليه وآله» بالضحك من كلام أبي طلحة، لأن «الرميصاء» هي التي يخرج القذى من عينها([12]).

ومعنى هذا هو: أنه يصفها بما فيه نقص، ومهانة لها وما لا يرضى الإنسان بأن يشاع ويتداول عنه..

وهو على الأقل من قبيل التنابز بالألقاب، وفي كلتا الحالين لا بد أن يبادر النبي «صلى الله عليه وآله» إلى نهي أبي طلحة عن هذا المنكر، ولا يصح الإكتفاء عن ذلك بالضحك.

2 ـ لقد كان بعض الرجال يستصحبون معهم زوجاتهم في الأسفار، حتى لو كان سفر حرب. وحضور النساء في الحرب لا يستلزم مشاركتهن فيها.

وعليهن أن يبقين في المواضع التي تخصص لهن، وقد تقترب هذه المواضع من موضع تواجد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد تبتعد عنه.

ومن جهة أخرى، فقد ذكرت الروايات: أن بعض نساء النبي «صلى الله عليه وآله» قد كنّ معه في الحرب، فلعل هؤلاء النسوة الأربع قد كن مع نسائه في مكان قريب، وهزم الناس، وبقي النساء في مواضعهن، وربما اقتربن من موضع رسول الله «صلى الله عليه وآله» أكثر من أجل تحصيل قدرٍ أكثر من الأمن بالقرب منه..

ولكن ذلك لا يصحح القول: بأنهن ثبتن في ساحات القتال.. حتى لو حملت بعضهن سيفاً، أو خنجراً، أو أي شيء آخر تخوفاً من أي طارئ.

ولو صح ادعاء ذلك لهن، لوجب أن يعدوا نساء النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً في جملة الثابتين.. ولم نجدهم فعلوا ذلك.

على أن الحكايات المتقدمة لا تدل على مشاركة أولئك النسوة في تلك الحرب.

فإن أم سليم طلبت من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يقتل المنهزمين عنه كما يقتل أعداءه. وقد أعدت خنجراً حتى إذا دنا منها أحد المشركين تبعج به بطنه. وليس في هذه الروايات أكثر من ذلك.

فما معنى عدهن ممن ثبت يا ترى؟!

الثابتون من الرجال:

قال الحلبي، وغيره: «وردت في عدد من ثبت معه «صلى الله عليه وآله» روايات مختلفة، فقيل: مائة. وقيل: أقل.

وقيل: ثلاثمائة. وقيل: ثمانون.

وقيل: اثنا عشر. وقيل: عشرة»([13]).

وعدوا من الرجال الذين ثبتوا في حنين أشخاصاً كثيرين..

ونحن نذكر هنا ما قاله الصالحي الشامي، وهو ما يلي:

عن الحكم بن عتيبة، قال: لم يبق معه إلا أربعة، ثلاثة من بني هاشم، ورجل من غيرهم، علي بن أبي طالب، والعباس وهما بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر، قال: فليس يقبل أحد إلَّا قتل، والمشركون حوله صرعى([14]).

فمن أهل بيته: عمه العباس، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة ابنا عم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والفضل بن العباس، وعلي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث، وقثم بن العباس.

إلى أن قال: قال في الزهر: وفيه نظر، لأن المؤرخين قاطبة فيما أعلم عدوه فيمن توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو صغير، فكيف شهد حنيناً!! وعتبة ومعتَّب ابنا أبي لهب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، وأخوه لأمه أيمن بن أم أيمن، وقتل يومئذٍ.

ومن المهاجرين: أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.

روى البزار عن أنس: أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً ضرب كل منهم يومئذٍ بضعة عشر ضربة. وابن مسعود.

ومن الأنصار: أبو دجانة، وحارثة بن النعمان ـ قد ذكر في ذلك عند محمد بن عمر ـ وسعد بن عبادة، وأبو بشير ـ كما في حديثه عند محمد بن عمر ـ وأسيد بن الحضير.

ومن أهل مكة: شيبة بن عثمان الحجبي كما تقدم.

ومن نساء الأنصار:

1 ـ أم سليم بنت ملحان، أم أنس بن مالك.

2 ـ أم عمارة نسيبة بنت كعب.

3 ـ أم الحارث جدة عمارة بن غَزِيَّة

4 ـ أم سليط بنت عبيد.

قال محمد بن عمر: يقال: إن المائة الصابرة يومئذٍ ثلاثة وثلاثون من المهاجرين، وستة وستون من الأنصار([15]).

ونقول:

قد تقدم: أن عد النساء في من ثبت غير دقيق، بل لا يصح..

وأما بالنسبة لمن زعموا: أنهم ثبتوا من الرجال.. فلا نريد أن نحكم على ما تقدم بأنه مكذوب ومختلق من أساسه، بل نحن نقول:

أولاً: لقد عدوا شيبة بن عثمان، الذي جاء لاغتيال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في جملة الثابتين..

ثانياً: قد عدوا النساء في جملة من ثبت. مع أن ذلك غير ظاهر، حسبما قررناه فيما سبق.

بل تقدم: أنهم عدوا الأطفال الصغار في جملة الثابتين. مثل قثم بن العباس.

ثالثاً: إن النصوص قد دلت: على أن علياً «عليه السلام» وحده هو الذي ثبت، وقد وردت نصوص كثيرة تضمنت نفي ثبات غيره، واستثنت بعضها بضعة رجال من بني هاشم، كانوا قد أحاطوا برسول الله «صلى الله عليه وآله» لكي لا يصل إليه العدو.

أما من ذكروا أنهم ثبتوا، وأنهم ثمانون رجلاً، أو مائة رجل، فلعلهم كانوا من أوائل العائدين إلى ساحة المعركة، فصار كل عائد يخبر غيره عمن سبقه، معتقداً بأن الذين يراهم لم يهربوا كما هرب.

فهذا يرجع ويرى النبي «صلى الله عليه وآله» وحده، وذاك يرى معه ثلاثة، وآخر يرجع فيرى معه تسعة، وآخر يرجع فيرى معه ثمانين أو مائة، وهكذا..

ويدل على ذلك:

1 ـ ما ورد في حديث عثمان بن شيبة، من أنه بعد نداء العباس صار الناس يرجعون إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما اجتمع عنده مائة، استقبلوا الناس، فاقتتلوا هم والكفار([16]).

2 ـ قال الشيخ المفيد: «فرجعوا أولاً، فأولاً، حتى تلاحقوا، وكانت لهم الكرة على المشركين»([17]).

3 ـ بل يدل على ذلك أيضاً: حتى تلك النصوص الكثيرة، التي ذكرت كل واحدة منها عدداً، ثم جاء من جمع الأسماء، وضم بعضها على بعض، ورجح وأيّد، وقوَّى وشيّد كل واحد منهم، وفق ما ظهر له، أو وفق ما ينسجم مع ميوله وأهوائه..

غير أن البحث العلمي والموضوعي لا يسمح بالجزم بثبات احد سوى علي أمير المؤمنين «عليه السلام»، فإنه هو الوحيد المتسالم على ثباته من بين جميع من ذكروهم، ومن الراجح أيضاً: أن يكون هناك جماعة من بني هاشم قد أحاطوا بالنبي «صلى الله عليه وآله» خوفاً من أن يناله سلاح الكفار([18]).

أما القتال فكان محصوراً بعلي «عليه السلام».

ونستند في ذلك إلى ما يلي من نصوص:

1 ـ قال الشيخ المفيد «رحمه الله»: ولم يبق منهم مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلا عشرة أنفس: تسعة من بني هاشم خاصة، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن، فقتل أيمن رحمة الله عليه، وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من كان انهزم.

فرجعوا أولاً فأولاً حتى تلاحقوا، وكانت لهم الكرة على المشركين، وفي ذلك أنزل الله تعالى، وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة: ..

{..وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ} ([19]).

يعني: أمير المؤمنين علياً «عليه السلام».

ومن ثبت معه من بني هاشم، وهم يومئذ ثمانية، أمير المؤمنين «عليه السلام» تاسعهم:

العباس بن عبد المطلب، عن يمين رسول الله «صلى الله عليه وآله».

والفضل بن العباس عن يساره.

وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته.

وأمير المؤمنين «عليه السلام» بين يديه يضرب بالسيف.

ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، وعتبة، ومعتب ابنا أبي لهب حوله.

وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه([20]).

وكذلك عدهم ابن قتيبة في المعارف، والثعلبي في الكشف([21]).

وأضافوا إلى هؤلاء: أيمن مولى النبي «صلى الله عليه وآله»([22]).

قال ابن شهرآشوب: «وكان العباس عن يمينه، والفضل عن يساره، وأبو سفيان ممسك بسرجه عند ثفر بغلته، وسائرهم حوله، وعلي «عليه السلام» يضرب بالسيف بين يديه»([23]).

2 ـ وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي:

لم يـواس الـنـبـي غير بني هاشم               عـنـد الـسـيوف يـــوم حـــنـين
هـرب الـنـاس غـير تسعة رهط         فـهـم يـهـتـفـون بـالنـاس: أيـن
ثـم قـامــوا مـع الـنـبي على المو                ت فــآبــوا زيــنـاً لنـا غـير شين
وسـوى أيمن الأمـين من القوم         شـهـيـداً فـاعـتـاض قــرة عين
(
[24])

3 ـ وقال العباس بن عبد المطلب في هذا المقام:

نصرنا رسول الله في الحرب تسعـة            وقـد فـر مـن قـد فر عنه فأقشعوا
وقـولي إذا مـا الفضـل شد بسـيفه              عـلى القـوم أخرى يا بني ليرجعوا
وعـاشـرنـا لاقـى الحـمام بنـفسـه               لمـا نـالـــه في الله لا يـتــوجـــع
(
[25])

4 ـ وفي احتجاج المأمون على علماء عصره يقول المأمون عن نزول السكينة في حنين: «إن الناس انهزموا يوم حنين، فلم يبق مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلا سبعة من بني هاشم: علي «عليه السلام» يضرب بسيفه، والعباس أخذ بلجام بغلة النبي «صلى الله عليه وآله»، والخمسة محدقون بالنبي «صلى الله عليه وآله»، خوفاً من أن يناله سلاح الكفار، حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله «عليه السلام» الظفر.

عنى في هذا الموضع([26]): علياً «عليه السلام»، ومن حضر من بني هاشم.

فمن كان أفضل؟ أمَن كان مع النبي «صلى الله عليه وآله»، ونزلت السكينة على النبي «صلى الله عليه وآله» وعليه؟!

أم من كان في الغار مع النبي «صلى الله عليه وآله»، ولم يكن أهلاً لنزولها عليه؟([27]).

5 ـ قال ابن قتيبة: «كان الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين، بعد هزيمة الناس: علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب ـ آخذ بحكمة بغلته ـ وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابنه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأيمن بن عبيد ـ وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحاضنته، وقتل يومئذٍ هو وابن أبي سفيان، ولا عقب لابن أبي سفيان ـ وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة..»([28]).

فتجد أنه لم يذكر أبا بكر وعمر في جملة من ثبت.

6 ـ وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب، وتقول: أين تفرون عن الله، وعن رسوله؟

ومر بها عمر، فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟!

فقال لها: هذا أمر الله([29]).

وهذا يدل على عدم صحة قولهم: إنه كان في جملة من ثبت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حنين. حتى ادَّعوا: أنه كان آخذاً بلجام بغلته «صلى الله عليه وآله»..

7 ـ عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه كان يحدث الناس عن يوم حنين، قال: «فر الناس جميعاً، وأعروا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلم يبقَ معه إلا سبعة نفر، من بني عبد المطلب: العباس، وابنه الفضل، وعلي، وأخوه عقيل، وأبو سفيان، وربيعة، ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» مصلت سيفه في المجتلد، وهو على بغلته الدلدل، وهو يقول:

أنــــا الــنــبــي لا كــــذب                 أنــــا ابــن عبـــد  المـطــلـب».

إلى أن قال: «التفت العباس يومئذٍ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير علياً «عليه السلام» في من ثبت، فقال: شوهة بوهة، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو صاحب ما هو صاحبه؟ يعني المواطن المشهورة له.

فقلت: نقِّص قولك لابن أخيك يا أبه.

قال: ما ذاك يا فضل؟

قلت: أما تراه في الرعيل الأول؟ أما تراه في الرهج؟

قال: أشعره لي يا بني.

قلت: ذو كذا، (ذو كذا)، ذو البردة.

قال: فما تلك البرقة؟

قلت: سيفه يزيّل به بين الأقران.

قال: برّ، ابن بر، فداه عم وخال.

قال: فضرب علي يومئذٍ أربعين مبارزاً كلهم يقدّه حتى أنفه وذكره، قال: وكانت ضرباته مبتكرة»([30]).

8 ـ وقال اليعقوبي: «فانهزم المسلمون عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى بقي في عشرة من بني هاشم. وقيل: تسعة. وهم: علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث، وعتبة، ومعتب ابنا أبي لهب، والفضل بن العباس، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب. وقيل: أيمن ابن أم أيمن»([31]).

9 ـ «..وفي رواية: لما فرّ الناس يوم حنين عن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يبق معه إلا أربعة، ثلاثة من بني هاشم، ورجل من غيرهم: علي بن أبي طالب، والعباس ـ وهما بين يديه ـ وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر. ولا يقبل أحد من المشركين جهته إلا قتل»([32]).

10 ـ وقال الطبرسي: «الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي، والعباس، في نفر من بني هاشم. عن الضحاك بن مزاحم»([33]).

11 ـ عن البراء بن عازب قال: «ولم يبق مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث»([34]).

12 ـ ويقول البعض: «وانهزم المسلمون، فانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب، فقلت له: ما شأن الناس؟!

قال: أمر الله.

ثم تراجع الناس إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»([35]).

13 ـ قال المجلسي: «إن الإمام الباقر «عليه السلام» قد احتج على الحروري: بأنهم «كانوا تسعة فقط: علي، وأبو دجانة، وأيمن؛ فبان أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين»([36]).

14 ـ وعند الطبرسي: فما راعنا إلا كتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد، والقنا، فشدوا علينا شدة رجل واحد، فانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وأخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذات اليمين، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبد المطلب([37]).

15 ـ وعند بعضهم: أن الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» كانوا اثني عشر رجلاً([38]).

16 ـ عن أنس بن مالك، قال: ولى المسلمون مدبرين، وبقي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحده([39]).

17 ـ عن عكرمة: لما كان يوم حنين، ولى المسلمون، وثبت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: أنا محمد رسول الله ثلاث مرات، وإلى جنبه عمه العباس([40]).

هل ثبت عمر في حنين؟!:

وقد زعموا: أن عمر بن الخطاب قد ثبت يوم حنين، وقد تقدم ذكره في كلمات الصالحي الشامي أيضاً.

ويدل على ذلك: ما روي عن شيبة بن عثمان الحجبي، قال: خرجت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين، والله ما خرجت إسلاماً، ولكن خرجت أنفاً أن تظهر هوازن على قريش، فإني لواقف مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» إذ قلت: يا رسول الله، إني لأرى خيلاً بلقاً.

قال «صلى الله عليه وآله»: «يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر»، فضرب بيده في صدري، وقال: «اللهم اهدِ شيبة». فعل ذلك ثلاث مرات، فوالله ما رفع رسول الله «صلى الله عليه وآله» الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله تعالى أحب إليّ منه.

فالتقى المسلمون، فقتل من قتل، ثم أقبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعمر آخذ باللجام، والعباس آخذ بالثفر، فنادى العباس: أين المهاجرون، أين أصحاب سورة البقرة؟! ـ بصوت عال ـ هذا رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فأقبل المسلمون، والنبي «صلى الله عليه وآله» يقول:

«أنــــا الــنــبــي لا كــــذب               أنــــا ابــن عبـــد المـطــلـب ».

فجالدوهم بالسيوف، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: الآن حمي الوطيس»([41]).

ونقول:

إن في هذه الرواية مواضع للتأمل، نذكر منها:

1 ـ أن جميع النصوص التي ذكرناها حول ثبات علي «عليه السلام» وبضعة نفر من بني هاشم احتوشوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» لمنع وصول الأعداء إليه، يدل على عدم صحة ما زعموه من أن عمر بن الخطاب كان مع من ثبت في مكة.

2 ـ قد تقدم: أن أم الحارث الأنصارية وأحد الصحابة الآخرين سأل عمر بن الخطاب عن سبب هزيمته، حين مر عليه، فقال: أمر الله([42]).

2 ـ إن حديث نسيبة بنت كعب المازنية المتقدم برقم (6) صريح في: أن عمر كان فاراً مع الفارين، فراجع.

3 ـ أضف إلى ذلك: أن عثمان الحجبي الذي يعترف أنفاً بأنه لم يخرج إلى حنين لأجل الدفاع عن الدين وأهله، وإنما بدافع الحميّة الجاهلية.. لا يمكن أن يكون صادقاً في أمر يكذبه فيه سائر الصحابة، وفيهم الأبرار والأخيار، بل يكذبه فيه حتى من لا يحب أن تثبت فضيلة لعلي «عليه السلام»، ولا أن تنسب سقطة لأمثال عمر وأبي بكر، وسائر من يؤيدهما..

4 ـ إن نفس الرواية قد أكدت كفر راويها، فهو بنفسه قد أثبت الكفر لنفسه، على لسان سيد الأنبياء والمرسلين «صلى الله عليه وآله». حيث إنه ذكر أنه رأى خيلاً بلقاً (يقصد الملائكة الذين أنزلهم الله لنصرة نبيه)، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: «يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر».

وقد خاطب الله تعالى المسلمين بقوله: {وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا}([43]).

وأما ما ادَّعاه: من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ضرب بيده في صدره، فصار أحب الناس إليه، فهو لا يعدو كونه ممن يريد أن يجر النار إلى قرصه، ليدفع التهمة عن نفسه.

وفي جميع الأحوال نقول:

إن من يعترف على نفسه بالكفر، وينقل لنا شهادة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بذلك عليه، كيف يمكن أن يكون مأموناً فيما ينقله، ولاسيما إذا خالفه فيه سائر الصحابة الذين حضروا تلك المشاهد؟!

5 ـ إن الراوي الذي حاول أن يخلط الأمور والقضايا، ويحشر اسم عمر في الرواية ويجعله آخذاً بلجام البغلة، ويجعل العباس ممسكاً بثفرها. لم يوضح لنا عن أي ساعات القتال يتحدث.. كما أنه لم يذكر شيئاً عن الهزيمة التي مني بها المسلمون.. وهذا سياق غريب، لا يتردد أحد يقف عليه، ويقارن بينه وبين سواه، في الحكم بأنه مسوق للتضليل والتعمية، وتضييع الحقيقة على طالبها.

6 ـ وأخيراً.. ما هذا التحول الذي حصل في قلب شيبة؟! وكيف يمكن تصديقه، فإننا لا ننكر أن يكون لرسول الله «صلى الله عليه وآله» كرامات ومعجزات، ولكن لا يمكن قبول هذا الأمر إذا كان يتعلق بتعطيل الإختيار، وفرض الإيمان على الناس، من خلال التصرف التكويني، والقهر الإلهي، من دون أن يكون لمن يُفْعَلُ به ذلك أية رغبة في الحصول على هذا الأمر، بل تكون رغبة بالحصول على المزيد من البعد، ويكون طريقه الذي ارتضاه لنفسه هو طريق الجحود واللجاج والعناد.

نعم، إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً، فإن الله تعالى، يريد للإنسان نفسه ان يختار الإيمان، ويندفع إليه برضا منه، وقد أخذ على نفسه أن يمد هذا الطالب والمندفع بالتوفيقات والألطاف والعنايات على قاعدة: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}([44]) و {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}([45]) وقاعدة: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}([46]) و {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} ([47]).


([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص329 عن البيهقي، وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص578 والبداية والنهاية ج4 ص378 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص626 ودلائل النبوة ج5 ص131 .

([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص329 عن ابن مردويه، وسنن الترمذي ج3 ص117 وتحفة الأحوذي ج5 ص274 وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص414 والدر المنثور ج3 ص225.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص329 عن الواقدي، والسيرة الحلبية ج3 ص109 و (ط دار المعرفة) ص67 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص488 وراجع: الإستيعاب ج3 ص1220 وأسد الغابة ج4 ص147 .

([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص323 وفي هامشه عن: المعجم الكبير للطبراني ج7 ص358 وتهذيب تاريخ مدينة دمشق ج6 ص351 وراجع: فتح الباري ج8 ص30 وتحفة الأحوذي ج5 ص274.

([5]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص67.

([6]) الخزام بكسر الخاء المعجمة حلقة تصنع من شعر، وتجعل في أنف البعير، انظر اللسان (خزم).

([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص330 عن ابن إسحاق، وتاريخ الخميس ج2 ص105 والسيرة الحلبية ج3 ص112 و 114 وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والثقات ج2 ص71 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص349 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص896 والإكتفاء ج2 ص349.

([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص330 عن الواقدي.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص330 عن أحمد، وابن أبي شيبة، ومسلم. وقال في هامشه: أخرجه مسلم في الجهاد (134)، وابن أبي شيبة ج14 ص532 وأحمد ج3 ص279 و (ط دار صادر) ص190 و 279، والبيهقي في السنن ج6 ص307 والمغازي ج3 ص904 وراجع: السيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والبداية والنهاية ج4 ص374 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص620 والمعجم الكبير ج25 ص120 وراجع: صحيح مسلم ج5 ص196 ومسند أبي داود ص277 ومسند أبي يعلى ج6 ص226 وصحيح ابن حبان ج11 ص169 وج16 ص153 والطبقات الكبرى ج8 ص425 والجمع بين الصحيحين ج2 ص638 ومسند أبي عوانة ج4 ص331 وحسن الأسوة بما ثبت عند الله ورسوله في النسوة ج1 ص427.

([10]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص330 عن الواقدي، وإمتاع الأسماع ج2 ص15.

([11]) السيرة الحلبية ج3 ص112 و (ط دار المعرفة) ص73 ومسند أحمد ج3 ص125 = = و 239 و 268 وصحيح مسلم ج7 ص145 وفضائل الصحابة للنسائي ص85 وشرح مسلم للنووي ج16 ص11 ومجمع الزوائد ج9 ص299 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص399 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص103 ومسند أبي يعلى ج6 ص223 وصحيح ابن حبان ج16 ص162 والمعجم الكبير ج25 ص130 والجامع الصغير ج1 ص643 و 644 وكنز العمال ج11 ص653 وج12 ص146 و 148 وفتح القدير ج3 ص690 و 691 و 693 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص430 وأسد الغابة ج5 ص514 وتهذيب الكمال ج35 ص366 وسير أعلام النبلاء ج2 ص309 والإصابة ج8 ص255 وتهذيب التهذيب ج12 ص419.

([12]) السيرة الحلبية ج3 ص112 و (ط دار المعرفة) ص72.

([13]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص108 و (ط دار المعرفة) ص65 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 وتاريخ الخميس ج2 ص102 وراجع: فتح الباري ج8 ص30.

([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص330 عن ابن أبي شيبة، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص109 و (ط دار المعرفة) ص67 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص109 وتاريخ الخميس ج2 ص102 وأعيان الشيعة ج1 ص279 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص417 و (ط دار الفكر) ج8 ص553 وفتح الباري ج8 ص23 والغدير ج7 ص206 وشرح إحقاق الحق ج8 ص474 والمواهب اللدنية ج1 ص163.

([15]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص329 و 330 وراجع: طبقات ابن سعد ج2 ص149 ـ 152 وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص13 وتفسير السمرقندي ج1 ص277.

([16]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص348 وراجع المصادر المتقدمة.

([17]) الإرشاد للمفيد ج1 ص140 و 141 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص82 والبحار ج21 ص155 وج38 ص220 وأعيان الشيعة ج1 ص279.

([18]) البحار ج49 ص199 وعيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج2 ص193ومواقف الشيعة ج1 ص303 وحياة الإمام الرضا «عليه السلام» للقرشي ج2 ص264 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج8 ص435.

([19]) الآيتان 25 و 26 من سورة التوبة.

([20]) الإرشاد للمفيد (ط دار المفيد) ج1 ص140 و 141، وعنه في مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص30 وراجع: البحار ج38 ص220 وج21 ص156 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص81 و 82 وشجرة طوبى ج2 ص308 وأعيان الشيعة ج3 ص522 وإعلام الورى ج1 ص386، وقريب منه ذكره الطبرسي في مجمع البيان ج5 ص18 و 19.

([21]) البحار ج41 ص93 و 94 وعن مناقب آل أبي طالب ج1 ص604 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص330.

([22]) البحار ج41 ص94 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص604 و 605 و (ط المكتبة الحيدرية) ص330.

([23]) المصدر السابق.

([24]) الإرشاد للمفيد ج2 ص141. وراجع: مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص31 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص305 وج2 ص331 والبحار ج38 ص220 وج21 ص156 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص83 وأعيان الشيعة ج1 ص280 وج3 ص522 وكشف الغمة ج1 ص221 وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص162.

([25]) الإرشاد للمفيد ص141 و 142 والمواهب اللدنية ج1 ص164 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج2 ص30 وفي البحار ج21 ص156 وج38 ص220 وج41 ص94 ومجمع البيان ج5 ص18 و 19 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص35 وكشف الغمة ج1 ص221 وأعيان الشيعة ج1 ص280 وج3 ص522 وتفسير الميزان ج9 ص231 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص98 وتفسير البحر المحيط ج5 ص26 وروح المعاني ج10 ص74 وتفسير الآلوسي ج10 ص74 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص348 و 349 وفي المعارف لابن قتيبة ص164 ونصب الراية للزيلعي ج4 ص180 وأسد الغابة ج1 ص161 والوافي بالوفيات ج10ص20: سبعة، بدل: تسعة. وثامننا، بدل: وعاشرنا.

([26]) أي في قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ}.

([27]) البحار ج49 ص199 وعيون أخبار الرضا ج2 ص193.

([28]) المعارف لابن قتيبة ص164. وعنه في البحار ج38 ص220 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص330 وأعيان الشيعة ج1 ص279.

([29]) تفسير القمي ج1 ص287 والبحار ج21 ص150 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص106 وشجرة طوبى ج2 ص308 والتفسير الصافي ج2 ص331 وتفسير نور الثقلين ج2 ص200.

([30]) البحار ج21 ص178 و 179 والأمالي للشيخ الطوسي ص575 والأمالي لابن الشيخ الطوسي ص585 وشجرة طوبى ج2 ص328 وإمتاع الأسماع ج2 ص14 و 15 وشح إحقاق الحق ج8 ص473.

([31]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص62 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج1 ص254.

([32]) راجع المصادر المتقدمة.

([33]) مجمع البيان ج5 ص17 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص32 وراجع: البحار ج21 ص147 .

([34]) التفسير الكبير للرازي ج16 ص22 والكشاف ج2 ص259 والمواهب اللدنية ج1 ص163 عن البخاري في الصحيح، وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين ج3 ص39.

([35]) السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص624 وراجع ص623 عن البخاري وبقية الجماعة إلا النسائي. والمغازي للواقدي ج3 ص908 وصحيح البخاري (ط دار ابن كثير) ج4 ص1570 و (ط دار الفكر) ج5 ص101 وعمدة القاري ج17= = ص300 و 302 والسيرة الحلبية ج3 ص65 وفتح الباري ج8 ص29 والبداية والنهاية ج4 ص329 وراجع: نيل الأوطار ج8 ص92 وعون المعبود ج7 ص275 والمنتخب من الصحاح الستة لمحمد حياة الأنصاري ص111 وشرح الزرقاني على الموطأ ج3 ص28.

([36]) البحار ج27 ص323.

([37]) إعلام الورى ص121 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص230 والبحار ج21 ص166 وقصص الأنبياء للراوندي ص347 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص181 وشجرة طوبى ج2 ص309  والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص182.

([38]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص348 عن النووي، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص108 و (ط دار المعرفة) ص65 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص110 وتاريخ الخميس ج2 ص102 وعمدة القاري ج14 ص157 وفتح الباري (ط دار المعرفة ـ الطبعة الثانية) ج8 ص23 وتحقيق محب الدين الخطيب ج8 ص30.

([39]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص248 و 225 عن أحمد، وابن أبي شيبة، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي. وفي هامشه عن: ابن أبي شيبة ج14 ص530 و 531 وعن أحمد ج3 ص190 و 279 وج5 ص286 وابن سعد ج2 ق1 ص113 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج5 ص141 والسنن الكبرى ج6 ص206 وعن الدولابي في الكنز ج1 ص42 وراجع: الدر المنثور ج3 ص224 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص555 وكنز العمال ج10 ص552 والبداية والنهاية ج4 ص374 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص620.

([40]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 وفي هامشه عن: الدر المنثور ج3 ص225.

([41]) سبل الهدى والرشاد ج10 ص66 وج5 ص328 عن ابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر، وراجع: إعلام الورى ص122 والبحار ج21 ص167 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص111 والسيرة الحلبية ج3 ص109 و 114 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص62 و 63 وراجع: مجمع الزوائد 6 ص183 والمعجم الكبير للطبراني ج7 ص298 وكنز العمال ج10 ص545 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص359 والإكليل للكرباسي ص547 وتاريخ مدينة دمشق ج23 ص254 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص583 و 584 والبداية والنهاية ج4 ص381 وإمتاع الأسماع ج14 ص17 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص632 وأخبار مكة للفاكهي ج5 ص94 ومعجم الصحابة ج1 ص335 ودلائل النبوة للإصبهاني ج1 ص49 و 228 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص146 والخصائص الكبرى ج1 ص447.

([42]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص326 عن البخاري، ومسلم، والبيهقي، وأشار في هامشه إلى: مسلم ج3 ص1402 (81)، والبيهقي في الدلائل ج5 ص140 و 141 وإلى الدر المنثور ج3 ص221. وإعلام الورى ص122 والبحار ج21 ص150 و 167 والمغازي للواقدي ج3 ص904 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص624 وراجع ص623 عن البخاري، وبقية الجماعة، وتفسير القمي ج1 ص287 والسيرة الحلبية ج3 ص108 ومصادر أخرى تقدمت.

([43]) الآية 26 من سورة التوبة.

([44]) الآية 17 من سورة محمد.

([45]) الآية 5 من سورة الصف.

([46]) الآية 99 من سورة يونس.

([47]) الآية 29 من سورة الكهف.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان