النبي
يعتزل النساء أو يطلقهن
![](03.files/image001.gif)
النبي
يعتزل
نساءه: كيف؟ ولماذا؟:
قال ابن عباس:
كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عز وجل:
{وَإِن
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}([1])،
فكنت أهابه، حتى حججنا معه حجة، فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة لا
أسأله، فلما قضينا [حجنا] أدركناه، وهو ببطن مرو، قد تخلف لبعض حاجاته،
فقال: مرحباً بك يا ابن عم رسول الله «صلى الله عليه وآله». ما حاجتك؟
قلت:
شيء كنت أريد أن أسألك عنه يا أمير المؤمنين، فكنت
أهابك.
فقال:
سلني عما شئت، فإنا لم نكن نعلم شيئاً حين تعلمنا.
فقلت:
أخبرني عن قول الله تعالى:
{وَإِن
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}
من هما؟
قال:
لا تسأل أحداً أعلم بذلك مني، كنا بمكة لا يكلم أحدنا
امرأته، إنما هي خادم البيت، فإن كان له حاجة سفع برجليها، فقضى حاجته،
فلما قدمنا المدينة، تعلمن من نساء الأنصار، فجعلن يكلمننا ويراجعننا،
وإني أمرت غلماناً لي ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا.
فقمت إليها بقضيب فضربتها به.
فقالت:
يا عجباً لك، يا بن الخطاب! تريد أن لا تكلم؟! فإن رسول
الله «صلى الله عليه وآله» تكلمه نساؤه.
فخرجت، فدخلت على حفصة، فقلت:
يا بنية، انظري لا تكلمي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولا تسأليه،
فإن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليس عنده دينار ولا درهم يعطيكهن،
فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسليني.
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» إذا صلى الصبح جلس
في مصلاه، وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس، ثم دخل على نسائه امرأة
امرأة، يسلم عليهن، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها، وإنها
أهديت لحفصة بنت عمر عكة عسل من الطائف، أو من مكة، وكان رسول الله
«صلى الله عليه وآله» إذا دخل يسلم عليها حبسته حتى تُلعقه منها، أو
تسقيه منها. وإن عائشة أنكرت احتباسه عندها، فقالت لجويرية عندها،
حبشية يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فادخلي عليها، فانظري ما يصنع.
فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت عائشة إلى
صواحبتها، فأخبرتهن، وقالت: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح
مغافير.
ثم إنه دخل على عائشة، فقالت:
يا رسول الله، أطعمت شيئاً منذ اليوم، فإني أجد منك ريح
مغافير.
وكان رسول الله «صلى الله عليه
وآله» أشد شيء عليه:
أن يوجد منه ريح شئ، فقال: هو عسل، والله لا أطعمه
أبداً.
حتى إذا كان يوم حفصة قالت:
يا رسول الله، إني لي إلى أبي حاجة، إن نفقة لي عنده،
فأْذن لي أن آتيه.
فأذن لها.
ثم إنه أرسل إلى جاريته مارية، فأدخلها بيت حفصة، فوقع
عليها، فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقاً، فجلست عند الباب، فخرج رسول الله
«صلى الله عليه وآله» وهو فزع، ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي، فقال: ما
يبكيك؟
فقالت:
إنما أذنت لي من أجل هذا؟! أدخلت أمتك بيتي، ثم وقعت
عليها على فراشي؟! ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن، أما والله ما يحل لك
هذا يا رسول الله.
فقال:
والله، ما صدقت: أليس هي جاريتي، قد أحلها الله تعالى
لي، أشهدك أنها علي حرام، ألتمس بذلك رضاك، انظري لا تخبري بذلك امرأة
منهن، فهي عندك أمانة.
فلما خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» قرعت حفصة
الجدار الذي بينها وبين عائشة، فقالت: ألا أبشري، إن رسول الله «صلى
الله عليه وآله» قد حرم أمته، فقد أراحنا الله منها.
فقالت عائشة:
أما والله، إنه كان يريبني أنه كان يقبل من أجلها،
فأنزل الله تعالى: {يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ}([2]).
ثم قرأ رسول الله «صلى الله عليه وآله»:
{وَإِن
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}([3])،
فهي عائشة وحفصة.
وزعموا:
أنهما كانتا لا تكتم إحداهما للأخرى شيئاً.
وكان لي أخ من الأنصار إذا حضرت، وغاب في بعض ضيعته،
حدثته بما قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإذا غبت في بعض ضيعتي،
حدثني.
فأتاني يوماً وقد كنا نتخوف جبلة بن
الأيهم الغساني([4])،
فقال:
ما دريت ما كان؟
فقلت:
وما ذاك؟ لعله جبلة بن الأيهم الغساني، تذكر.
قال:
لا، ولكنه أشد من ذلك، إن رسول الله «صلى الله عليه
وآله» صلى صلاة الصبح، فلم يجلس كما كان يجلس، ولم يدخل على أزواجه كما
كان يصنع، وقد اعتزل في مشربته، وقد ترك الناس يموجون ولا يدرون ما
شأنه، فأتيت والناس في المسجد يموجون ولا يدرون.
فقال:
يا أيها الناس كما أنتم، ثم أتى رسول الله «صلى الله
عليه وآله» وهو في مشربته، قد جعلت له عجلة، فرقى عليها، فقال لغلام
له، أسود، وكان يحجبه: استأذن لعمر بن الخطاب، فاستأذن لي.
فدخلت ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في مشربته، فيها
حصير وأهب معلقة، وقد أفضى بجنبه إلى الحصير، فأثر الحصير في جنبه،
وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفاً، فلما رأيته بكيت.
قال:
ما يبكيك؟
قلت:
يا رسول الله، فارس والروم، أحدهم يضطجع في الديباج والحرير.
فقال:
إنهم عجلت لهم طيباتهم، والآخرة لنا.
ثم قلت:
يا رسول الله، ما شأنك؟ فإني قد تركت الناس يموج بعضهم
في بعض، فعن خبر أتاك، فقال: اعتزلهن؟
فقال:
لا، ولكن كان بيني وبين أزواجي شيء، فأحببت ألا أدخل
عليهن شهراً.
ثم خرجت على الناس، فقلت:
يا أيها الناس، ارجعوا، فإن رسول الله «صلى الله عليه
وآله» كان بينه وبين أزواجه شيء فأحب أن يعتزل.
فدخلت على حفصة، فقلت:
يا بنتي، أتكلمين رسول الله، وتغيظينه، وتغارين عليه؟
فقالت:
لا أكلمه بعد بشيء يكرهه.
ثم دخلت على أم سلمة، وكانت خالتي، فقلت لها كما قلت
لحفصة.
فقالت:
عجباً لك يا عمر بن الخطاب، كل شيء تكلمت فيه، حتى تريد
أن تدخل بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين أزواجه، وما يمنعنا
أن نغار على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأزواجكم يغرن عليكم.
فأنزل الله تعالى:
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ
الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً}([5])
حتى فرغ منها([6]).
وروي حديث المغافير عن عائشة بطريقة
أخرى، فقد قالت:
كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يحب الحلوى، ويحب
العسل. وكان إذا صلى العصر دار على نسائه، فيدنو منهن، فدخل على حفصة
فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك، فقيل لى: أهدت لها
امرأة من قومها عكة عسل، فسقت رسول الله «صلى الله عليه وآله» منه،
فقلت: أما والله، لنحتالن له.
فذكرت ذلك لسودة، وقلت:
إذا دخل عليك، فإنه سيدنو منك، فقولي له: يارسول الله،
أكلت مغافر؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح؟
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يشتد عليه أن يوجد
منه ريح، فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحله
العرفط. وسأقول له ذلك، فقولي له أنت يا صفية.
فلما دخل على سودة قالت سودة:
والذى لا إله إلا هو، لقد كدت أن أبادئه بالذى قلت لي،
وإنه لعلى الباب فرقاً منك، فلما دنا رسول الله «صلى الله عليه وآله»
قلت: يارسول الله أكلت مغافر.
قال:
لا.
قلت:
فما هذه الريح؟
قال:
سقتني حفصة شربة عسل.
قلت:
جرست نحله العرفط.
فلما دخل علي قلت له مثل ذلك، ثم دخل على صفية، فقالت
له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟
قال:
لا حاجة لى به.
قال:
تقول سودة: سبحان الله، والله لقد حرمناه.
قلت لها:
اسكتي([7]).
وقد رووا حديث اعتزال النبي «صلى الله عليه وآله»
لنسائه بطريقة، أو بطرائق أخرى، فيها الكثير من الخلل والوهن..
واستعراض جميع تلك الروايات، وبيان وجوه الإشكال فيها يحتاج إلى وقت
وجهد لا نرى أننا نستطيع توفيرهما في هذا الظرف، فلا بد أن نقتصر على
ما يتيسر لنا عرضه، آملين أن نوفق لدراسة هذه القضية في فرصة أخرى،
فنقول:
إن أبا بكر وعمر دخلا على النبى «صلى الله عليه وآله»
وهو جالس وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر: لأكلمن رسول الله «صلى الله
عليه وآله» لعله يضحك.
فقال عمر:
يا رسول الله، لو رأيت ابنة زيد (امرأة عمر) سألتنى
النفقة آنفاً، فوجأت عنقها.
فضحك النبي «صلى الله عليه وآله»
حتى بدا ناجذه، وقال:
هن حولي يسألننى النفقة.
فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها،
وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان:
تسألان النبي «صلى الله عليه وآله» ما ليس عنده؟!
فنهاهما رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن هذا.
فقلن نساؤه:
والله لا نسأل رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد هذا
المجلس ما ليس عنده.
وأنزل الله الخيار، فبدأ بعائشة،
فقال:
إنى ذاكر لك أمراً ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري
أبويك.
قالت:
ما هو؟
فتلا عليها:
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ
الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً}.
قالت عائشة:
أفيك أستأمر أبوي؟ بل أختار الله ورسوله، وأسالك أن لا
تذكر إلى امرأة من نسائك ما اخترت([8]).
وفي نص آخر:
أنه «صلى الله عليه وآله» لم يخرج إلى الصلاة، فأطال
الصحابة الوقوف ببابه، فلم يأذن لهم، ولم يخرج إليهم، فتفرقوا، وتمكن
عمر من الدخول، فسأله عن الأمر.
فأخبره بأنهن سألنه ما ليس عنده.
فقال له عمر:
يا نبي الله قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدها
منها بالأرض، لأنها سألتني ما ليس عندي..
ثم تذكر الرواية ما جرى.. وفيها:
فاخترن أن لا يتزوجن بعده([9]).
النبي
يهجر
عائشة:
عن عائشة قالت:
كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» في سفر ـ وفي
رواية: «حجة الوداع» ـ ونحن معه، فاعتل بعير لصفية، وكان مع زينب فضل،
فقال لها رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن بعير صفية قد اعتل، فلو
أعطيتها بعيراً لك!
قالت:
أنا أعطي هذه اليهودية؟!
فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهجرها بقية ذي
الحجة، ومحرم، وصفر، وأياما من ربيع الأول، حتى رفعت متاعها وسريرها
فظنت أنه لا حاجة له فيها، فبينما هي ذات يوم قاعدة نصف النهار، إذ رأت
ظله قد أقبل، فأعادت سريرها ومتاعها([10]).
وعن أبي هريرة قال:
هجر رسول الله «صلى الله عليه وآله» نساءه ـ قال شعبة:
أحسبه قال: شهراً ـ فأتاه عمر بن الخطاب، وهو في غرفة، وهو على حصير قد
أثر الحصير بظهره، فقال: يا رسول الله، كسرى يشربون في الذهب والفضة،
وأنت هكذا؟!
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
إنهم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، ثم قال رسول
الله «صلى الله عليه وآله»: الشهر هكذا، وهكذا وهكذا، وكسر في الثالثة
الإبهام([11]).
قال الصالحي الشامي:
تنبيهات:
الأول:
سبب نزول قوله تعالى
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ
الحَيَاةَ الدُّنْيَا}([12]):
أن نساء النبي «صلى الله عليه وآله» سألنه في عرض الدنيا ومتاعها
أشياء، وطلبن منه زيادة في النفقة، وأذينه بغيرة بعضهن بعضاً، فهجرهن
رسول الله «صلى الله عليه وآله» وآلى (أي حلف) لا يقربهن شهراً ولم
يخرج إلى أصحابه، فقالوا: ما شأنه وكانوا يقولون: طلق رسول الله «صلى
الله عليه وآله».
فقال
عمر:
لأعلمن لكم شأنه، فاستأذن عليه «صلى الله عليه وآله» كما تقدم.
الثاني:
قال في (زاد المعاد): وطلق رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، وراجع، وآلى إيلاء مؤقتاً بشهر، ولم يظاهر أبداً، وأخطأ من قال:
إنه ظاهر خطأً عظيماً، وإنما ذكر هنا تنبيهاً على ذكر خطائه ونسبته
إليه ما أمره الله تعالى به([13]).
انتهى.
ونقول:
أولاً:
إن ما ذكره الصالحي الشامي، من أن أزواج النبي «صلى
الله عليه وآله» قد سألنه زيادة في النفقة يأباه صريح الروايات التي
تقدمت، والتي تقول: إنهن سألنه النفقة، وقد تقدمت الرواية بذلك آنفاً([14]).
وذلك يدل على:
أنه «صلى الله عليه وآله» قد قصر في أداء ما يجب عليه
لهن. وحاشاه من ذلك.
ثانياً:
إن الله عز وجل قد وعدهن بالرزق الكريم إن أطعن الله
ورسوله. فقال: {وَمَن
يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا
أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً}([15]).
وهذا يدل على:
أن القضية لم تكن قضية نفقة، وإنما هي قضية طاعة
وانقياد..
ثالثاً:
إن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يبادي من تطلب منه
حقها بهذا النحو من الشدة، فيعتزلها، ويهم بطلاقها. بل هو يلين لها
ويعترف لها بحقها، ولا يحرمها من ليلتها مدة شهر كامل.. فيكون بذلك قد
ظلمها، واستأثر بما لا يحق له الاستئثار به. فلماذا لا يبقى معهن،
ويؤدي لهن حقهن؟! فإذا صمم على طلاقهن، فإنه يمتنع عن غشيانهن، إلى أن
يتمكن من تسريحهن بإحسان، بعد ان يصبح ذلك ممكناً من الناحية الشرعية..
رابعاً:
إن عدم تمكنه من الإنفاق لا يستلزم حلفه على طلاقهن،
فيمكنه أن يطلقهن، أو أن يطلق من يشاء منهن، من دون حاجة إلى هذا
الحلف.
خامساً:
إن تصميمه على الطلاق حتى لو كان قد حلف عليه، واعتزل
نساءه لا يستوجب أن ينقطع عن أصحابه، وأن يمتنع من الإذن لهم بالدخول
عليه.. وما إلى ذلك.
سادساً:
هل صحيح أنه كان لا يقدر على الإنفاق عليهن جميعاً؟! أم
أنه كان يقدر على الإنفاق على بعضهن؟!
وفي كلتا الصورتين:
كيف ومن أين كنّ زوجاته «صلى الله عليه وآله» ينفقن على
أنفسهن؟!
هل كن يتسولن في الأزقة والشوارع؟! أم كن ينفقن من
أموالهن؟! مع علمنا: بأنهن لم يكنّ يملكن أموالاً. فما الذي تغير حتى
أعرض عن اعتزاله لهن؟!
النبي
يضحك
لضرب عمر لزوجته؟:
وذكروا:
أنه «صلى الله عليه وآله» قد ضحك حين أخبره عمر بن
الخطاب: بأنه ضرب زوجته حتى ألصقت خدها بالأرض، أو لأنه وجأ عنقها!
وهذا غريب حقاً، فإن المفروض بالنبي
«صلى الله عليه وآله»:
أن يغضب من فعل عمر هذا، وأن يعترض على عمر، ويبادر إلى
تأنيبه على هذا الجرم الذي اقترفه، إن لم نقل: إن المطلوب هو أكثر من
ذلك أيضاً..
ولكن النبي
«صلى الله عليه وآله»
ـ حسب زعمهم ـ حين تخلف عن هذا الواجب، لم يكتف بهذا التخلف، والسكوت
عن هذا المنكر، بل هو ـ حسب روايتهم المزعومة ـ قد ضحك له، وأفرحه ما
صدر من عمر بن الخطاب، من ظلم وعدوان على امرأة ضعيفة، لم يزل النبي
«صلى الله عليه وآله»
يوصي بمثيلاتها، حيث يقول ـ حتى في مرض موته ـ: أوصيكم بالضعيفين.
(يريد النساء وما ملكت يمينكم)([16]).
على
أن ما ذكره عمر لا يتضمن ما يستوجب التبسم، فضلاً عن أن
يضحك حتى يبدو ناجذه..
فهل كان ضحكه هذا شماتة بتلك المرأة المظلومة
والمستضعفة، وابتهاجاً بهذا الظلم والطغيان العارم؟!
حاشا رسول الله «صلى الله عليه وآله» وألف حاشا..
ثم إنهم يقولون:
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
لم يكن يزيد في ضحكه عن التبسم، فلماذا بلغ الأمر به إلى الضحك حتى بدا
ناجذه؟!
على أن ما تقدم:
من أن زوجة عمر اعترضت عليه فيما أمر به غلمانه فضربها،
فأخبرته باعتراض نساء النبي «صلى الله عليه وآله» عليه.. لا يتناسب مع
ما زعمته الرواية نفسها، من أنه خرج فدخل على حفصة، وطلب منها أن لا
تطلب من النبي «صلى الله عليه وآله» شيئاً، إذ ليس عنده درهم ولا
دينار. فراجع.
ونجد عمر بن الخطاب يؤكد على:
أن اعتزال النبي
«صلى الله عليه وآله» لنسائه قد كان بسبب عائشة وحفصة،
حين تظاهرتا عليه، ولم يذكر لنا سبب ذلك سوى بعض اجتهاداتٍ منه، حول أن
نساء الأنصار كنّ يراجعن
أزواجهن، فتعلمت سائر النساء منهن ذلك([17]).
أو أن الموضوع موضوع العسل، الذي
ادَّعت بعض نسائه:
أن فيه ريح مغافير..
ونقول:
1 ـ
إنه إذا كان المذنب هو عائشة وحفصة، فلماذا اعتزل «صلى
الله عليه وآله» جميع نسائه؟
ألا يدل ذلك:
على أنه «صلى الله عليه وآله» قد رأى أن ثمة تواطؤاً
فيما بينهن على أمر عظيم ـ وإن كانت عائشة وحفصة هما المحركتان لباقي
النساء؟!
2 ـ
يضاف إلى ذلك: أن مجرد مراجعة المرأة لزوجها لا تستدعي
هذا الإجراء
القوي..
3 ـ
إنه يبدو: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان حين انقطع
عن المسلمين يريد أن يشرك سائر المسلمين في التصدي لهذا الأمر العظيم،
حتى إن جماعة منهم كانوا حول المسجد يبكون.
وهذا معناه:
أنه أمر يعنيهم، ويؤثر على حياتهم ودينهم، وليس مجرد
أمر شخصي أو شيء يرتبط بأمور الدنيا.
4 ـ
يضاف إلى ذلك: أنه لو صحت قضية المغافير، فذلك يدعوه
إلى اعتزال النساء اللواتي شاركن في ذلك، دون النساء اللواتي لم يشاركن
فيه..
5 ـ
وحديث مارية، إنما يختص بحفصة، فلماذا يعتزل سائر
النساء من أجل كلام تكلمت به حفصة دون سواها؟!
6 ـ
وقد ذكر لحفصة: أنه يحل له أن يقارب جاريته، فلماذا عاد
وحرم جاريته على نفسه، وهي لا ذنب لها؟!
7 ـ
على أن في روايات ابن عباس عن عمر تناقضاً، فهل ذكر عمر
لرسول
الله «صلى الله عليه وآله»: أنه صك وجه، أو وجأ عنق زوجته؟!
وأن الزوجة التي تعرضت لهذا أو ذاك هي ابنة زيد، أو هي
جميلة بنت ثابت.
تقدم عن عائشة:
أن بعير صفية في حجة الوداع قد اعتل، فطلب النبي «صلى
الله عليه وآله» من عائشة أن تعطيها بعيراً، فقالت: أنا
أعطي
هذه اليهودية، فهجرها النبي حوالي ثلاثة أشهر..
والظاهر هو:
أن هذه قضية أخرى حدثت لرسول الله «صلى الله عليه وآله»
مع زوجاته، وخصوصاً عائشة وما أكثر أمثال هذه القضايا في حياة هذه
المرأة مع رسول الله «صلى الله عليه وآله».
غير أن ما يؤسف له هو:
محاولة جعل بعض نصوص هذه الرواية قادرة على أن توهم
قارئها: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يعتزل عائشة، إنما اعتزل
المرأة التي أهانتها عائشة، فراجع([18]).
والذي يضحك الثكلى روايتهم عن أبي
جعفر، أنه قال:
قال نساء رسول الله
«صلى الله عليه وآله»:
ما نساء أغلى مهوراً منا.
فغار الله لنبيه
«صلى الله عليه وآله»،
فأمره أن يعتزلهن، فاعتزلهن تسعة وعشرين يوماً، ثم أمره أن يخيّرهن
فخيّرهن([19]).
ولا ندري كيف صار هذا سبباً لهذا التدخل الإلهي القوي،
فإن مجرد قولهن: ما نساء أغلى مهوراً منا.. إن كان صحيحاً في نفسه، فهو
لا يوجب هذا الإجراء الحازم والصارم.
وإن لم يكن صحيحاً، وظهر أنه كان في مهور النساء آنئذٍ
ما هو أغلى من مهورهن، فكان يكفي أن يقول لهن: إن هذا القول غير صحيح..
ولكن الذي نظنه هو:
أن هولاء يريدون التعمية على الأسباب الحقيقية التي دعت
النبي
«صلى الله عليه وآله»
إلى اتخاذ هذا الإجراء، الذي خلده الله تعالى في كتابه الكريم إكراماً
لنبيه، وإزراء على من اجترأ على مقام النبوة والرسالة، وأساء إليها..
وفي حين فشل الحسن (البصري) في تبيان حقيقة سبب ما جرى،
فأبهمه أيما إبهام، فإن قتادة يكاد يقترب من إظهاره، ولعله هو الآخر،
عاد فتراجع، ربما لأنه لا يريد أن يعرض نفسه لخطر عظيم، وبلاء جسيم.
فعن الحسن، وقتادة:
أن الله تعالى أمر نبيه أن يخيرهن في شيء كن أردنه من
الدنيا.
وقال عكرمة:
في غيرة كانت غارتها عائشة([20]).
ولكن مجرد الغيرة من عائشة لا تكفي، لو لم تكن هناك
تصرفات وأقوال هائلة أخرى، قد رافقت ذلك.
وربما يكون حديث الآيات عن الفاحشة، والتوعد عليها
بمضاعفة العذاب في هذه المناسبة حيث قال:
{يَا
نِسَاء النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ
يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}([21])
يقوي ويؤيد رواية القمي حول هذا الأمر، بالإضافة إلى روايات أخرى أشارت
إلى: أن النساء قد اتخذن من غيرة ـ عائشة على ما يظهر ـ سبباً للتعدي
إلى ما هو أشرّ وأضرّ، وهو ما أشارت إليه رواية الخدري وجابر، فقد جاء
في تفسير قوله تعالى:
{وَإِنْ
كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ
اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً}([22])،
فاخترن أن لا يتزوجن بعده([23]).
وهذا يشير إلى:
أن القضية كانت ترتبط بهذا الأمر، وأعني به أمر الزواج
بعده «صلى الله عليه وآله»، وهو أمر يمس شرف الرسول «صلى الله عليه
وآله» ورسالته وهو ما توضحه الرويات الآتية.
يضاف إلى ذلك:
أن هذه الآية الشريفة تظهر بمفردها، ولو لم تعضدها أية
رواية أخرى: أن القضية ليست قضية نفقة، فإن عدم النفقة لا يستوجب رفضهن
لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. وليست قضية غيرة لعائشة أو لحفصة من
مارية أو من غيرها، فإن الغيرة معناها إرادة التفرد بالزوج، ورفض
مشاركة أمرأة أخرى لها فيه، وهذه الآية تقول: أنهن كنّ لا يردن الله
ورسوله، بل يردن غير الرسول، وكن لا يردن الآخرة، بل يردن الحياة
الدنيا وزينتها، وهذا بدوره يؤكد لنا مضمون رواية القمي الآتية في
العنوان التالي..
وبعد..
فقد أوضح علي بن إبراهيم حقيقة القضية، فقال:
لما رجع رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
من غزاة خيبر، وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه: أعطنا ما أصبت.
فقال لهن رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
قسمته بين المسلمين على ما أمر الله.
فغضبن من ذلك، وقلن:
لعلك ترى إن طلقتنا ألَّا نجد الأكفاء من قومنا
يتزوجونا؟!
فأنف الله لرسوله، فأمره الله أن يعتزلهن.
فاعتزلهن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوماً، حتى حضن وطهرن، ثم أنزل الله
هذه الآية، وهي آية التخيير، فقال:
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ
الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ}([24])
الآية.
فقامت أم سلمة أول من قامت، فقالت:
قد اخترت الله، واخترت رسوله.
فقمن كلهن فعانقنه، وقلن مثل ذلك، فأنزل الله:
{تُرْجِي
مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}.
فقال الصادق «عليه السلام»:
من آوى فقد نكح، ومن أرجى فقد طلق([25]).
وقد أيدت رواية جابر وأبي سعيد الخدري التي تقدمت
الإشارة إليها آنفاً: أن القضية كانت تدخل في هذا الإتجاه، أعني مسألة
زواجهن بعده «صلى الله عليه وآله»، مما يعني: أن غضب الله لرسوله، وغضب
النبي لشرف الرسالة، وكرامة الرسول
«صلى الله عليه وآله»
هو السبب لهذا الإعتزال..
وقد لاحظنا في روايات هواة التبرير
والتعذير:
أنهم يسعون جاهدين لإبهام هذا الأمر. والتحايل على
الألفاظ والعبارات من أجل صرف الأنظار إلى جهات أخرى، فظهرت حيرتهم،
وبدا عيّهم، وأظهر الله الحقيقة على لسان أهل البيت «عليهم السلام»
وشيعتهم، بل إن مصادرهم لم تخل من إشارات إليها، ودلالات عليها كما
أوضحناه..
ويؤيد هذا الذي قلناه:
روايات أخرى، يمكن أن يستفاد منها: أن غيرة عائشة التي
أشار إليها قتادة، كانت هي التي دعت زينب بنت جحش للتصريح بما كن قد
تواطأن عليه، فاستحققن هجران الرسول
«صلى الله عليه وآله»
لهن، حتى يطهرن تمهيداً لفراقهن بالطلاق ليظهر عدوانهن الفاحش عليه،
وعلى كرامته ودينه، فإن شرف الرسالة والرسول، فوق كل اعتبار.
ويمكن للقارئ الكريم أن يلاحظ الرويات التالية أيضاً:
1 ـ
روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»:
«أن زينب قالت لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»:
«لا تعدل وأنت رسول الله»؟
فقالت حفصة:
«إن طلقنا وجدنا في قومنا أكفاءنا».
فاحتبس الوحي عن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
عشرين يوماً.
قال:
فأنف الله تعالى لرسوله، فأنزل الله:
{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ
الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ
لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً}([26]).
قال فاخترن الله ورسوله، ولو اخترن أنفسهن لبِنَّ، وإن
اخترن الله ورسوله، فليس بشيء»([27]).
2 ـ
وفي نص آخر عن الإمام الصادق «عليه السلام»:
«أن زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إن خلَّى سبيلنا أن لا نجد زوجاً غيره.
وقد كان اعتزل نساءه تسعاً وعشرين ليلة، فلما قالت زينب
الذي قالت بعث الله جبرئيل إلى محمد «صلى الله عليه وآله»، فقال:
{قُلْ
لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا..}»([28]).
3 ـ
وفي نص آخر
عن أبي بصير، عن أبي جعفر
«عليه
السلام»:
أن زينب لما قالت: إن طلقنا وجدنا في قومنا أكفاءنا، احتبس الوحي عن
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
تسعاً وعشرين ليلة([29]).
4 ـ
وعن زرارة، عن أبي حعفر «عليه السلام» نحوه، وفيه: أنه
اعتزلهن في مشربة أم إبراهيم تسعاً وعشرين ليلة، ثم دعاهن فخيرّهن،
فاخترنه([30]).
والذي نلاحظه أخيراً:
أن قضية المغافير رغم أنه «صلى الله عليه وآله» يعرف
أنها قائمة على التجني والإفتراء، فإنه كان يستشم رائحة العسل بمجرد أن
يوضع أمامه، وحين شروعه بتناوله..
نعم..
رغم معرفته بالحقيقة، ورغم الإهانة الهائلة التي وجهت
له، ورغم التعدي السافر على مقام النبوة، وكرامة الأنبياء، فإنه بقي
يعامل أولئك الذين فعلوا ذلك كله بهذا الخلق الرضي، وبهذا الإيثار
القوي.. رغم أنه أشد الناس رهافة حس، وأعظمهم شعوراً بالأذى، وأكثرهم
اهتماماً بتأييد الدين، واندفاعاً إلى حفظ نواميسه، وصيانة قدسيته..
ولذلك يقول الله تعالى له:
كم أنت عظيم الوفاء، ورؤوف ورحيم.. تقابل الإساءة
بالإحسان، الخطيئة بالغفران، والأذى والمساءة بالشفقة والرضا والحنان..
ومما يدخل في سياق نسبة ما لا يليق
إلى رسول الله، ما زعموه:
من أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
طلق سودة بنت زمعة تطليقة، فجلست في طريقه فلما مرَّ سألته الرجعة، وأن
تهب قسمها لأي من أزواجه شاء، رجاء أن تبعث يوم القيامة زوجته،
فراجعها، وقبل ذلك منها.
أو قالت:
واجعل يومي لعائشة، فراجعها([31]).
وهناك رواية تقول:
إن سودة حين أسنّت فرِقت أن يفارقها
«صلى الله عليه وآله»،
فقالت: يا رسول الله، يومي لعائشة.
فقبل
«صلى الله عليه وآله»
ذلك منها([32]).
وقيل:
إن
آية:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ
خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً}
نزلت في قضية سودة([33]).
ونص آخر يقول:
إنه
«صلى الله عليه وآله»
أراد أن يطلقها، فقالت: دعني في أزواجك، واجعل يومي لعائشة، ففعل
«صلى الله عليه وآله»([34]).
وصرحت بعض هذه النصوص:
بأنها وهبت يومها لعائشة تبتغي بذلك رضا النبي
«صلى الله عليه وآله»([35]).
ونقول:
1 ـ
إن ملاحظة الروايات المتقدمة: تظهر مدى الإختلاف فيما
بينها، وخصوصاً في بيان الدافع لهبتها يومها لعائشة، فهل الدافع لها
هو: أنها خافت من أن يطلقها بعد أن أسنت؟!
أو لأنه طلقها بالفعل؟!
أو أنه أراد أن يطلقها فعلاً؟!
2 ـ
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
لم يكن ليطلق امرأة لمجرد أنها أسنت، وقد أسنت خديجة عنده، ولم يطلقها.
3 ـ
إنه إن صح: أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قد طلق سودة، أو أراد أن يطلقها، فلعله لأمر اقتضى ذلك..
ولعلها أساءت الأدب معه
«صلى الله عليه وآله»
بسبب حدتها التي كانت فيها، وقد أشارت لها عائشة، ولذلك كانت تسرع فيها
اللعنة، كما زعمت عائشة([36]).
والظاهر:
أن المقصود هو: أنها كانت كثيراً ما تعمل عملاً يوجب
المبادرة إلى لعنها..
وقد تقدم في كتابنا هذا:
ما يدل على أنها حين رأت سهيل بن عمرو أسيراً في بدر،
وكانت أولاً زوجة أخيه السكران بن عمرو، قالت سودة لسهيل: أأعطيتم
بأيديكم؟ هلَّا متم كراماً؟
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»:
يا سودة، أعلى الله ورسوله؟
فاعتذرت له([37]).
وأما نزول آية:
{وَإِنِ
امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً}
في قضية سودة، فيرد عليه:
أولاً:
إن
ذلك يستلزم الإنتقاص من مقام النبوة الأقدس.
ثانياً:
عن عائشة: نزلت هذه الآية
{وَالصُّلْحُ
خَيْرٌ..}
في رجل كانت تحته إمراة قد طالت حجتها، وولدت منه أولاداً، فأراد أن
يستبدل بها، فراضته على أن يقيم عندها، ولا يقيم لها([38]).
ولم يكن لسودة أولاد من رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
كما أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن يريد أن يستبدل بها، بل هم
يدَّعون: أنها فَرِقَتْ أن يطلقها.
ثالثاً:
عن مجاهد: إن الآية نزلت في أبي السنابل بن بعكك([39]).
رابعاً:
رووا عن أبي هريرة: أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قال: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وأحد شقيه
ساقط([40]).
فهل يمكن أن نتصور سودة تخاف من النبي
«صلى الله عليه وآله»
أن يميل، أو أن يعرض عنها، ويكون هذا حاله يوم القيامة؟!
وألا يعد ذلك من أسباب الطعن في دين من يتوهم في النبي
«صلى الله عليه وآله» ذلك؟!
خامساً:
ذكروا: أن
آية خوف النشوز والإعراض من الزوج قد «نزلت في امرأة رافع بن خديج،
وهي: بنت محمد بن مسلمة، التي كانت قد أسنت، فتزوج عليها امرأة شابة،
فأعجب بها، فطالبته زوجته الأولى، فعرض عليها أن تكون لها ليلة، ولتلك
يومان أو ثلاثة، فلم ترض، فطلقها تطليقة، فرضخت لقوله، فراجعها، فشحت
نفسها بنصيبها، ولم تطق ذلك، فطلقها الثانية، فشحت نفسها أيضاً، ثم
رضيت بالصلح، واستقرت على ما عرضه عليها، فلم يستطع هو أن يعدل بينهما،
فنزلت: {وَلَنْ
تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ
فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالمُعَلَّقَةِ}([41])»([42]).
وقد زعمت بعض الروايات المتقدمة:
أن سودة قد وهبت يومها لعائشة، تبتغي بذلك رضا رسول
الله «صلى الله عليه وآله»..
والذي نظنه هو:
أنها كانت بذلك تطلب رضا عائشة، لا رضا رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فقد وجدت في عائشة ما يجعلها تخشى من أي حالة جفاء لها معها.
ويكفي أن نتذكر:
كيف لطخت عائشة وجهها بحريرة (نوع من الطعام) كان في
قصفة أتت بها عائشة، وذلك بحضور رسول الله، لمجرد أنه
«صلى الله عليه وآله»
جلس بينهما([43]).
بل هي قد صرحت:
بأنها كانت تخاف من عائشة لدرجة أنها رضيت بالإقدام على
الكذب، وعلى أذى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فرقاً منها، أنها كانت
قد أمرتها بذلك، فراجع قصة المغافير التي تقدمت([44]).
فلعلها رأت:
أن من مصلحتها أن ترشو عائشة بأمر تعلم أنه يرضيها،
وتستريح من كثير من المشكلات، التي كان يجب أن تتوقعها وتواجهها، ولا
تملك حيلة للتخلص منها..
إنه لو صح:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد طلق سودة، فلا بد أن تكون قد ارتكبت حماقة كبرى بالجرأة على مقامه
الأقدس، وتواطئها مع أقرانها على رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إذ ليس من الطبيعي أن يتحملها رسول الله «صلى الله عليه وآله» تلك
السنيين الطويلة، ويغض الطرف حتى حينما كانت تؤنب سهيل بن عمرو على
فشله مع المسلمين في حرب بدر، وتقول له: هلَّا متم كراماً؟ ثم يطلقها
لسبب تافهٍ وشخصي بعد ذلك..
وذكروا:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» تزوج في السنة الثامنة
في شهر رمضان مليكة بنت كعب الكندية. وكانت ذات جمال بارع، وكان خالد
بن الوليد قد قتل أباها يوم الفتح، فقالت لها عائشة: ألا تستحين؟!
تتزوجين رجلاً قتل أباك؟!
فقالت:
فكيف أصنع؟
فقالت:
استعيذي بالله منه.
فاستعاذت، فطلقها([45]).
إننا لسنا بحاجة إلى التذكير:
بأن أمثال هذه الأمور قد تكررت من عائشة، التي لم تسلم
من لسانها ومن أذاها أي من زوجات رسول الله «صلى الله عليه وآله».
حتى إنها قد لحقت حتى الأموات منهن في قبورهن، رغم أنها
لم تجتمع معهن في بيت الزوجية أبداً.
فقد نالت من أفضل نساء رسول الله «صلى الله عليه وآله»،
وهي السيدة خديجة في أكثر من مناسبة، وسمعت من رسول الله «صلى الله
عليه وآله» الرد الحاسم والقوي الذي لم تكن تتوقعه فيما يظهر..
وقد تقدم ذلك في بعض فصول هذا الكتاب.
عن عطاء بن يزيد الجندعي، قال:
تزوج رسول الله «صلى الله عليه وآله» مليكة بنت كعب
الليثي في شهر رمضان سنة ثمان، ودخل بها، فماتت عنده([46]).
ونقول:
إن هذه الرواية مردودة بما يلي:
أولاً:
بضعف سندها([47]).
ثانياً:
قال الواقدي: وأصحابنا ينكرون ذلك، ويقولون: لم يتزوج
رسول الله «صلى الله عليه وآله» كنانية قط([48])
وعن الزهري والكلبي مثله.
ثالثاً:
قد ذكر أبو معشر استعاذة مليكة من رسول الله، وطلاقه
«صلى الله عليه وآله» لها، وقال: «فجاء قومها، فقالوا: يا رسول الله،
إنها صغيرة، وإنها لا رأي لها، وإنها خدعت، فارتجِعها».
فأبى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فاستأذنوه أن
يتزوجها قريب لها من بني عذرة، فأذن لهم، فتزوجها العذري([49]).
ولم تكن مليكة هي الضحية الوحيدة، التي وقعت في هذا
الفخ، بل شاركتها في ذلك أسماء بنت النعمان الجونية، فقد أراد النبي
«صلى الله عليه وآله» أن يتزوجها، فجعلت عائشة وحفصة تصلحان من شأنها،
فقالتا لها: إن النبي «صلى الله عليه وآله» يعجبه من المرأة إذا دخلت
عليه أن تقول: أعوذ بالله منك.
فلما خلا بها رسول الله «صلى الله عليه وآله» قالت له
ذلك، فخرج عنها، وأرسلها إلى أهلها، ومتعها برازقيتين (نوع من الثياب)
وطلقها([50]).
وطلاق هذه المرأة هو الأنسب بحالها والأقرب إلى الرفق
بها. فإن بقاءها في بيت النبي «صلى الله عليه وآله» سوف يمكّن هاتين
المرأتين، وغيرهن من النساء اللواتي يتحركن بوحي منها أضحوكة وموضعاً
للسخرية والإستهزاء، وفي معرض الأذى في أكثر من اتجاه.
([1])
الآية 4 من سورة التحريم.
([2])
الآية 1 من سورة التحريم.
([3])
الآية 4 من سورة التحريم.
([4])
أي نتخوف غزو الغساسنة لنا.
([5])
الآية 28 من سورة الأحزاب.
([6])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص60 و 61 عن الطبراني، والبخاري، ومسلم،
والنسائي، وأحمد، والترمذي، وابن ماجة عن: أنس، وأم سلمة،
وجابر، وابن عباس، وعائشة، والزهري، وابن عمر. وقال في هامشه:
ذكره الهيثمي في المجمع ج5 ص13 من طريق عبد الله بن صالح،
وعزاه للطبراني في الأوسط، وهو في الصحيحين من حديث عائشة ج8
ص656 (4912) (6691) ومسلم ج2 ص1100 (20/1474) وراجع: صحيح مسلم
(ط دار الفكر) ج4 ص192 ومجمع الزوائد (ط دار الكتب العلمية) ج5
ص8 ـ 10 والمعجم الأوسط ج8 ص324 ـ 326 وراجع: فتح الباري ج9
ص243 ـ 247 وكنز العمال ج2 ص535 ـ 538.
([7])
مسند أحمد ج6 ص59 وصحيح البخاري ج6 ص167 وج8 ص64 وصحيح مسلم ج4
ص185 والبحار ج22 ص229 وسنن أبي داود ج2 ص191 وتفسير القرآن
العظيم ص413 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص354 وعمدة القاري ج20
ص243 وج24 ص119 وتفسير الثعالبي ج5 ص450 وشرح مسلم للنووي ج10
ص76 وعون المعبود ج10 ص128 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص85
ومسند أبي يعلى ج8 ص300 وتفسير مجمع البيان ج10 ص55 وتفسير
القرآن للصنعاني ج3 ص301 و 302 وتفسير البغوي ج4 ص362 وأسباب
نزول الآيات للنيسابوري ص291 وزاد المسير ج8 ص49 والجامع
لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص177 و 178 وتفسير القرآن العظيم ج4
ص413 و 414.
([8])
الدر المنثور ج5 ص194 عن أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن مردويه،
وراجع: مسند أحمد ج3 ص328 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص383 و 384
وتفسر القرآن العظيم ج3 ص489 وتخريج الأحاديث والآثار ج3 ص117
وسبل الهدى والرشاد ج10 ص406 وج11 ص175 ولباب النقول (ط دار
إحياء = = العلوم) ص173 و (ط دار الكتب العلمية) 158 وتفسير
الآلوسي ج21 ص181 وفتح القدير ج4 ص281.
([9])
الدر المنثور ج5 ص194 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى لابن سعد ج8
ص179ـ 181 وراجع: تفسير العز بن عبد السلام ج2 ص570 وعمدة
القاري ج13 ص19.
([10])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص62 عن الطبراني، وأبي داود بسند جيد
وقال في هامشه: ذكره الهيثمي في المجمع ج4 ص326 وقال: رواه أبو
داود مختصراً، والطبراني في الأوسط وراجع: مجمع الزوائد (ط دار
الكتب العلمية) ج4 ص323 والمعجم الأوسط ج3 ص99 والمعجم الكبير
ج24 ص71.
([11])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص62 وقال في هامشه: أخرجه أحمد ج2 ص298
وانظر المجمع ج6 ص7 و 10/327 وراجع: مسند أحمد (ط دار صادر) ج2
ص44 و 81 ومجمع الزوائد (ط دار الكتب العلمية) ج5 ص7 و 8.
([12])
الآية 28 من سورة الأحزاب.
([13])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص62.
([14])
الدر المنثور ج5 ص194 عن مسلم، والنسائي، وأحمد، وابن مردويه
وراجع: فيض القدير ج2 ص441 ومسند أحمد ج3 ص342 وسبل الهدى
والرشاد ج10 ص406 وج11 ص153و 154 والسيرة الحلبية (ط دار
المعرفة) ج3 ص374 و 407 وصحيح مسلم ج4 ص187 والسنن الكبرى
للبيهقي ج7 ص38 ومسند أبي يعلى ج4 ص174 و 175 وشرح مسند أبي
حنيفة ص44 وتفسير البغوي ج3 ص526 والجامع لأحكام القرآن ج14
ص163 وج18 ص192 وإمتاع الأسماع ج13 ص68.
([15])
الآية 31 من سورة الأحزاب.
([16])
راجع: الكافي ج7 ص52 وتحف العقول ص199 ومستدرك الوسائل ج14
ص255 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغـة) للميرجهاني ج4 ص14
= = ومقاتل الطالبيين ص25 والبحار ج42 ص249 وج75 ص100وجامع
أحاديث الشيعة ج19 ص315 وج20 ص248 وموسوعة أحاديث أهل البيت
«عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج7 ص294 وج11 ص18 والمعجم
الكبير ج1 ص102 وشرح النهج ج6 ص120 و 121 ونظم درر السمطين
ص146 والبداية والنهاية ج7 ص363 وأعيان الشيعة ج1 ص533
والمناقب للخوارزمي ص386 وكشف الغمة ج2 ص59 وأهل البيت «عليهم
السلام» في الكتاب والسنة لمحمد الريشهري ص340 موسوعة الإمام
علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ
لمحمد الريشهري ج7 ص257 وشرح إحقاق الحق ج32 ص654 وراجع: عمدة
القاري ج13 ص108 والجرح والتعديل ج1 ص197.
([17])
الدر المنثور ج6 ص242 و243 عن أحمد، وعبدالرزاق، والعدني، وابن
سعد، والبخاري، ومسلم، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن حبان،
وابن المنذر، وابن مردويه وعن ابن عباس وراجع: صحيح البخاري ج6
ص148 و 149 وفتح الباري ج9 ص248 فما بعدها، وعمدة القاري ج20
ص180 وعون المعبود ج14 ص72 وكنز العمال ج2 ص525 و 526 وتفسير
الميزان ج19 ص339 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص406
وراجع: تفسير القرآن العظيم ج4 ص415.
([18])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص62.
([19])
الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص192 والدر المنثور ج5 ص195 عن ابن
سعد، وراجع: البحار ج22 ص212 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم
السلام» ج1 ص327 وج9 ص387 والحدائق الناضرة ج25 ص222 وجواهر
الكلام ج32 ص70 والكافي ج6 ص138.
([20])
الدر المنثور ج5 ص195 عن ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي
حاتم، وراجع: التبيان ج8 ص335 وجامع البيان ج21 ص189 وإمتاع
الأسماع ج13 ص65.
([21])
الآية 30 من سورة الأحزاب.
([22])
الآية 28 من سورة الأحزاب.
([23])
الدر المنثور ج5 ص194 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى لابن سعد ج8
ص179ـ 181 وراجع: تفير العز بن عبد السلام ج2 ص570 وعمدة
القاري ج13 ص19.
([24])
الآية 28 من سورة الأحزاب.
([25])
تفسير القمي ج2 ص192 وتفسير البرهان ج3 ص307 و 308 والكافي ج5
ص388 ومستدرك الوسائل ج15 ص310 والبحار ج22 ص198 وجامع أحاديث
الشيعة ج22 ص92 والتفسير الأصفى ج2 ص998 والتفسير الصافي ج4
ص185 و 197 وج6 ص38 و 58 وتفسير نور الثقلين ج4 ص264 وتفسير
نور الثقلين ج4 ص294 وراجع: الحدائق الناضرة ج23 ص96 و 110 و
113 وجواهر الكلام ج29 ص120.
([26])
الآية 28 من سورة الأحزاب.
([27])
الكافي ج6
ص137
و 138 و 139 والمقنع للشيخ الصدوق ص347 ورسائل المرتضى ج1 ص243
ومختلف الشيعة للعلامة الحلي ج7 ص340 و 341 و 343 والحدائق
الناضرة ج23 ص100 وج25
ص222
وج29
ص124
و 125وج32 ص69 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص517 والإستبصار للشيخ
الطوسي ج3 ص313 و 314 وتهذيب الأحكام ج8 ص88 والوسائل (ط مؤسسة
آل البيت) ج22 ص93 و (ط دار الإسلامية) ج15 ص336 وعوالي اللآلي
ج1 ص307 والبحار ج22
ص174
و 212 و 213 و 220 وجامع = = أحاديث الشيعة للسيد البروجردي
ج22
ص91
والتبيان ج8
ص335
وتفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي ج3
ص60
والتفسير الأصفى ج2 ص990 والتفسير الصافي ج4
ص185وج6 ص39 وتفسير نور الثقلين ج4 ص265 و 266 والبرهان ج3
ص307.
([28])
الحدائق الناضرة ج25 ص222 والأحكام ليحيى بن الحسين ج1 ص428
والكافي ج6 ص138 ومستدرك الوسائل ج15 ص309 والبحار ج22 ص212
وجامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي ج22 ص93 وتفسير نور
الثقلين ج4 ص266 والبرهان ج3 ص307.
([29])
الكافي ج6
ص139
وجواهر الكلام ج29 ص125 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص517 والبحار
ج22 ص220 والتفسير الأصفى ج2 ص990 والتفسير الصافي ج6 ص39
والبرهان ج3 ص307.
([30])
الكافي ج6 ص138 والبرهان ج3 ص307 وجواهر الكلام ج32 ص70
والحدائق الناضرة ج25 ص222 ودعائم الإسلام ج2 ص267 ومستدرك
الوسائل ج15 ص309 والبحار ج22 ص212 وجامع أحاديث الشيعة للسيد
البروجردي ج22 ص93 وتفسير نور الثقلين ج4 ص266.
([31])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص59 عن الطبراني بسند فيه ضعف، ومجمع
الزوائد ج9 ص249 وتاريخ الخميس ج2 ص118 وراجع: الإصابة ج4 ص338
و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص196 عن ابن سعد، ونيل الأوطار ج6
ص374 و 375 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص75 و 297 وعمدة القاري
ج12 ص296 وج13 ص271 وج18 ص192 والمعجم الكبير للطبراني ج24 ص32
ومعرفة السنن الآثار ج5 ص426 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي
ج3 ص119 ونصب الراية ج3 ص412 والدراية في تخريج أحاديث الهداية
ج2 ص67 والثقات لابن حبان ج2 ص29 وتفسير مجمع البيان ج3 ص205
والدر المنثور ج2 ص232 وسبل السلام ج3 ص164والطبقات الكبرى
لابن سعد ج8 ص63 وتهذيب الكمال ج35 ص201 والوافي بالوفيات ج16
ص26 وسير أعلام النبلاء ج2 ص267 والإصابة ج8 ص196 وزوجات النبي
لسعيد أيوب ص45.
([32])
سبل الهدى والرشاد ج11 ص170 و 199 وج9 ص65 و 67 و68 عن أحمد،
وأبي داود، ومسلم، والبخاري، عن عائشة. وفي هامشه عن: أبي داود
(2315) والحـاكـم ج2 ص189 والبـيهقي ج7/74231 والبخـاري ج5
ص293 = = (2688) وج9 ص312 (5212) ومسلم ج2 ص1085 (47/1463) وج4
ص2129 (56/2770).
وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص118 والإصابة ج4 ص338 عن الترمذي،
وقاموس الرجال ج12 ص283 والدر المنثور ج2 ص232 عن الحاكم
وصححه، وأبي داود، وابن سعد، والبيهقي عن عائشة، وعن ابن جرير
عن السدي، وعن الطيالسي، والترمذي، وحسنه، وابن المنذر
والطبراني، والبيهقي في سننه عن ابن عباس. وراجع: الأحكام
ليحيى بن الحسين ج1 ص375 والمجموع للنووي ج16 ص443 والشرح
الكبير ج8 ص170 والمغني لابن قدامة ج8 ص165 و 166 وسبل السلام
ج3 ص164 وفقه السنة ج2 ص307 وسنن أبي داود ج1 ص474 والسنن
الكبرى للبيهقي ج7 ص75 وفتح الباري ج9 ص274 وعمدة القاري ج12
ص296 وج13 ص271 وج18 ص192 وج20 ص69 و 193 و 198 وتحفة الأحوذي
ج8 ص320 وعون المعبود ج6 ص122 والإستيعاب ج4 ص1867 وتخريج
الآحاد والآثار ج1 ص361 وج3 ص119 والدراية في تخريج أحاديث
الهداية ج2 ص67 وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص481 وأحكام القرآن
لابن العربي ج1 ص633 والتسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص159 ولباب
النقول للسيوطي (ط دار إحياء العلوم) ص84 و (ط دار الكتب
العلمية) ص73 وتهذيب الكمال ج35 ص201 وكتاب المحبر ص80 والوافي
بالوفيات ج16 ص26 والبداية والنهاية ج7 ص162 وعيون الأثر ج2
ص382.
([33])
تاريخ الخميس ج1 ص118 والإصابة ج4 ص338 عن الترمذي، والإستيعاب
(مطبوع مع الإصابة) ج3 ص324 وقاموس الرجال ج12 ص283 و 284 عن
ابن الأثير الجزري وراجع الدر المنثور ج2 ص232 وراجع ص233 عن =
= ابن سعد، والحاكم وصححه، وأبي داود، والبيهقي عن عائشة،
والطيالسي، والترمذي، وحسنه، وابن المنذر، والطبراني، والبيهقي
في سننه عن ابن عباس.
وراجع: الشرح الكبير لابن قدامة ج8 ص170 وسبل السلام ج3 ص164
والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص297 وعمدة القاري ج12 ص296 وج20
ص193 والمصنف للصنعاني ج6 ص238 ونصب الراية للزيلعي ج3 ص412
وتفسير ابن أبي حاتم ج4 ص1079 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب
العزيز ج2 ص119 وزاد المسير ج2 ص202 والجامع لأحكام القرآن ج5
ص403 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص575 والدر المنثور ج2 ص232 وفتح
القدير ج1 ص522 وتفسير الآلوسي ج5 ص161 وتهذيب الكمال ج35 ص201
والوافي بالوفيات ج16 ص25 و 26 والبداية والنهاية ج7 ص163.
([34])
سبل الهدى والرشاد ج12 ص70 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج4
ص323 وراجع: كشف اللثام (ط ج) ج7 ص520 والمبسوط للسرخسي ج5
ص220 وسنن الترمذي ج4 ص315 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص297 وفتح
الباري ج8 ص200 وعمدة القاري ج12 ص296 وج13 ص271 وج18 ص192
وج20 ص193 ومسند أبي داود ص349 والمعجم الكبير ج11 ص226 وتخريج
الأحاديث والآثار ج3 ص119 وتفسير ابن أبي حاتم ج4 ص1079 و 1080
وأحكام القرآن للجصاص ج2 ص354 وأحكام القرآن لابن العربي ج1
ص633 وزاد المسير ج2 ص202 والجامع لأحكام القرآن ج5 ص403 و 404
وتفسير القرآن العظيم ج1 ص575 والدر المنثور ج2 ص232 وفتح
القدير ج1 ص522 وتفسير الآلوسي ج5 ص161 وقاموس الرجال ج12 ص283
وأسد الغابة ج5 ص485 والإصابة ج8 ص196.
([35])
سبل الهدى والرشاد ج9 ص65 عن البخاري، ومسلم، والمجموع للنووي
ج16 ص442 وسبل السلام ج3 ص163 ونيل الأوطار ج6 ص374 ومسند أحمد
ص117 وصحيح البخاري ج3 ص135 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص296
والإستذكار ج5 ص544 وفيض القدير ج5 ص122 والطبقات الكبرى ج8
ص169 وإمتاع الأسماع ج10 ص231.
([36])
الإصابة ج4 ص338 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص196 وتهذيب
الكمال = = ج35 ص201 وتهذيب التهذيب ج12 ص378 والإستيعاب
(مطبوع مع الإصابة) ج4 ص324 و (ط دار الجيل) ص1867 والبداية
والنهاية ج8 ص77.
([37])
راجع: قاموس الرجال ج12 ص283 وأنساب الأشراف ج1 ص407 والسنن
الكبرى للبيهقي ج9 ص89 وتهذيب الكمال ج35 ص203 والكامل في
التاريخ ج2 ص131 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص158 والبداية
والنهاية ج3 ص374 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص472 والسيرة
النبوية لابن كثير ج2 ص476 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص65
والمستدرك للحاكم ج3 ص22 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص476
والمعجم الكبير ج24 ص35 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص188.
([38])
الدر المنثور ج2 ص232 عن ابن ماجة، وسنن ابن ماجة ج1 ص634
والمستدرك للحاكم ج2 ص59 ولباب النقول للسيوطي (ط دار إحياء
العلوم) ص84 و (ط دار الكتب العلمية) ص73 وتفسير الجلالين ص299
وراجع: الجامع لأحكام القرآن ج5 ص403 والمصنف لابن أبي شيبة ج3
ص328 والإستذكار ج5 ص544 والتبيان ج3 ص346 و 347.
([39])
الدر المنثور ج2 ص233 عن ابن جرير، وتفسير مجاهد ج1 ص177
وراجع: جامع البيان ج5 ص417 وتفسير السمرقندي ج1 ص369 والمحرر
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج2 ص119 وتفسير الثعالبي ج2
ص307.
([40])
الدر المنثور ج2 ص233 عن ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد،
وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن ماجة، وراجع:
مسند أحمد ج2 ص347 و 471 وسنن ابن ماجة ج1 ص633 والسنن الكبرى
للبيهقي ج7 ص297 ومسند أبي داود الطيالسي ص322 والمصنف لابن
أبي شيبة ج3 ص447 ومسند ابن راهويه ج1 ص159 والمنتقى من السنن
المسندة ص180 وصحيح ابن حبـان ج10 ص7 ومـوارد الظمآن ج4 ص246
وكنز العـمال = = ج16 ص342 وجامع البيان ج5 ص426 وأحكام القرآن
للجصاص ج2 ص356 وتفسير السمرقندي ج1 ص370 وتفسير القرآن العظيم
ج1 ص577 وفتح القدير ج1 ص522 وتفسير الآلوسي ج5 ص163 والمجموع
للنووي ج16 ص425 وعوالي اللآلي ج1 ص272 وجامع أحاديث الشيعة
ج21 ص284.
([41])
الآية 129 من سورة النساء.
([42])
تفسير القمي ج1 ص154 و155 والدر المنثور ج2 ص232 عن مالك، وعبد
الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه
عن رافع بن خديج، وعن الشافعي، وسعيد بن منصور، وابن أبي
شيبـة، والبيهقي عن سعيد = = بن المسيب، وراجع: الإستذكار لابن
عبد البر ج5 ص543 والتبيان ج3 ص346 وتفسير مجمع البيان ج3 ص205
وتفسير نور الثقلين ج1 ص557 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص641 وتفسير
الميزان ج5 ص105 وتفسير القرآن للصنعاني ج1 ص175 وجامع البيان
ج5 ص417 و 422 ومعاني القرآن للنحاس ج2 ص206 والمحرر الوجيز في
تفسير الكتاب العزيز ج2 ص119 والجامع لأحكام القرآن ج5 ص404
وتفسير البحر المحيط ج3 ص379 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص576
والكامل في التاريخ ج4 ص363 وتفسير ابن أبي حاتم ج4 ص1081
وكتاب الموطأ ج2 ص548 والمدونة الكبرى لمالك ج2 ص335 ومستدرك
الوسائل ج15 ص106 والبحار ج101 ص57 والمستدرك للحاكم ج2 ص308
والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص296 وفتح الباري ج8 ص199 وعمدة
القاري ج13 ص271 وج18 ص192 والمصنف للصنعاني ج6 ص238.
([43])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج7 ص114 وج9 ص70 وج11 ص148 عن
النسائي، وأبي بكر الشافعي، وأبي يعلى بسند حسن، وأشار في
الهامش إلى مجمع الزوائد ج4 ص316، وراجع: مسند أبي يعلى ج7
ص449 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص43 وج44 ص90 وكنز العمال ج12 ص593
وج15 ص91 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص441 والسنن
الكبرى للنسائي ج5 ص291.
([44])
راجع: مسند أحمد (ط دار صادر) ج6 ص59 وصحيح البخاري (ط دار
الفكر) ج6 ص167 وج8 ص64 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج4 ص185
والبحار ج22 ص229 وسنن أبي داود ج2 ص191 وتفسير القرآن العظيم
ص413 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص354 وتفسير الثعالبي ج5 ص450
وشرح مسلم للنووي ج10 ص76 وعون المعبود ج10 ص128 والطبقات
الكبرى لابن سعد ج8 ص85 ومسند أبي يعلى ج8 ص300 وتفسير مجمع
البيان ج10 ص55 وتفسير القرآن للصنعاني ج3 ص301 وأسباب نزول
الآيات للنيسابوري ص291 وزاد المسير ج8 ص49 والجامع لأحكام
القرآن ج18 ص177.
([45])
أنساب الأشراف ج1 ص458 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج8
ص112 و (ط دار صادر) ص148 وراجع: البحار ج21 ص183 عن المنتقى
للكازروني، وسبل الهدى والرشاد ج11 ص230 و 231 عن ابن سعد،
والواقدي، وتاريخ الخميس ج2 ص118 وراجع: قاموس الرجال ج12 ص301
و 345 وإمتاع الأسماع ج6 ص101 ووضوء النبي للشهرستاني ج1= =
ص237 والإصابة ج8 ص320 والمنتخب من ذيل المذيل ص89 والبداية
والنهاية 5 ص320 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص231 والسيرة النبوية
لابن كثير ج4 ص592 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص333 وتاريخ الأمم
والملوك ج2 ص340 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص260.
([46])
سبل الهدى والرشاد ج11 ص231 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى لابن
سعد ج8 ص148 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص232 والمنتخب من ذيل المذيل
ص89 والإصابة ج8 ص320.
([47])
سبل الهدى والرشاد ج11 ص231.
([48])
سبل الهدى والرشاد ج11 ص231 عن الواقدي، وراجع: قاموس الرجال
ج345 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص149 وتاريخ مدينة دمشق ج3
ص232 والإصابة ج8 ص320.
([49])
سبل الهدى والرشاد ج11 ص230 و 231 عن ابن سعد والواقدي وراجع
المصادر المتقدمة.
([50])
المستد رك للحاكم ج4 ص37 وتلخيص المستدرك (مطبوع بهامشه) نفس
الجزء والصفحة، والإصابة ج4 ص233 و (ط دار الكتب العلمية) ج8
ص20 والطبقات الكبرى ج8 ص145 و 146 وراجع: تاريخ اليعقوبي ج2
ص69 والأحكام ليحيى بن الحسين ج1 ص457 وخلاصة عبقات الأنوار ج3
ص276 والنص والإجتهاد ص413 والمنتخب من ذيل المذيل ص106.
|